منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي

يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟


المنتدى الأدبي

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2012, 10:32 AM
عالي الذاري عالي الذاري غير متواجد حالياً
 






عالي الذاري is on a distinguished road
افتراضي يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟

( يوم جمعه )



نهضت في ذلك اليوم ولكن نهوضي لم يكن كسائر الأيام ، لا أتذكر هل صليت الفجر أم لا ؟
إنه يوم الجمعه ، يوم ننتظره بعد عناء ست أيام من الدراسه والروتين الممل .
كان يوم مختلف عن سائر الجمع التي مرت علي ، لم أكن أخطط في ركوب دراجتي لألعب مع أصدقائي أو الذهاب للألتقاء بهم في مكان التجمع المعتاد " ملعب كرة القدم " وهو بقايا مزرعه ، نقوم بإستعراض مهاراتنا في ركوب الدراجات الهوائيه"السيكل" فقد كانت مفاصل الركب والكوع توضح للناظر اليها المهاره التي نمتلكها من أول نظره ، حيث آثار السقوط المتكرر واضحه للعيان بكثرة البثور وآثار الجروح .


في ذلك اليوم كانت السماء صافيه والرياح ساكنه وقطرات الندى تملأ المكان وتتساقط من أطراف أوراق الشجر ، مررت تحت إحداها فنفظتها فكانت كالسحابه الممطره .
أخذتني أقدامي بدون إختيار لإحدى المناطق البعيده عن الحي ، إخترت لي صخره للجلوس عليها مع بداية شروق الشمس .
زقزقت العصافير "الصفاصيف" مثل ماتسمى محلياً ، تملأ المكان فوق أشجار السمر والسدر وبعض أشجار السلم ، واشجار التوت والتين البريه ، وتكثر
تحتها بعض النباتات البريه كالحميض والبصيله ،وفي بعض الجوانب نباتات الصخبر والرمث التي يقتات منها الحمام ، والصفارد التي أفزعتني بسرعة طيرانها المفاجيء .


قبعت مكاني لساعه تداعبني نسائم بارده في نهايات فصل الربيع ، لم تقاطعني الا هشهشات
أحد الرعاة على قطيع من الغنم والماعز ، لم أرغب أن يراني في هذا المكان المنعزل
لتجنب أسألته الكثيره التي ستوجه لي وسيكون منها المبهم ، وستدور في ذهنه الشكوك والظنون .
فتنحيت جانباً بهدوء تحت إحدى الصخور ، وأنا أرمقه من بعيد بطرف عيني مابين الحجاره المتساقطه .
مشى خلف قطيعه يحمل عصى ويتنغم خلفها ببعض الترانيم "هش هش هش أششششش هيه هيه هوهو " ويضرب بعصاه هنا وهناك وتبادله الأغنام بأصواتها، إنها لغه من القرون ما قبل التاريخ بين الحيوان والراعي .
مع خوفي من الراعي بأن يراني ، كنت أتمنى أن لا يختفي مع قطيعه بين التلال فقد كانت لحظات جميله ، أوجدت لها في شريط الذكريات مكان .


نهضت واقفاً ، تذكرت إني لم أتناول شيئاً من بعد عشاء الأمس ، عدت أدراجي بخطى سريعه بعض الشيء ، وأنا أتلذذ برائحة الخبز البلدي التي تتصاعد من أغلب البيوت .
عند إقترابي من البيت سمعت صوت يناديني بنغمه فيها العناء ، أنه صوت الوالده فقد تعبت من كثر مناداتي لأتناول إفطاري .
دخلت الباب فرأتني وظهرت على وجهها إبتسامه .


رأيت الحصير مفروشاً في حوش البيت ، والشمس تغطي نصفه والنصف الآخر تغطيه ظلال البيت
وتفترشه قطعه دائريه صنعت من خوص النخيل ، إنه الصرود، وفي منتصفه يقبع هرم دائري أيضاً من خوص النخيل إنها المكبه"المجبه" ، لقد أزداد فضولي لأرى ماتحتها ، أنني أتضور جوعاً .


جلست في عجله ، رفعت المكبه ، ماأجمله من منظر .
تصاعدت رائحة السمن البلدي الى أنفاسي مع سكون الهواء ،وخليط البيض الذي يغطي الوجه الآخر للخبز ، هممت لآخذ أول قطعة خبز وهي القطعه الأجمل .
ولكن توقفت يدي فجأةً فقد سمعت حمحمه ، إنه جدي فهو أيضاً قادم ليتناول إفطاره ، قمت واقفاً
رحبت به ، إبتسم وهو يقول :
"عندما توضع الصحون تغيب الذهون "


جمله لا تغيب عن ذاكرتي في أغلب المرات التي أجلس فيها لأتناول الطعام وتوجد في نفسي الإبتسامه .


نظرت الى أطراف الصرود لم أرى التمر ، نهضت بشده خوفاً من إنتقادات جدي اللاذعه وطمعاً في الحصول على بعض كلمات المدح .
ذهبت بسرعه أبحث عن التمر ، ودلة القهوه وتوابعها .
جلست لأتناول أفطاري بعد أن وضعت التمر أمامه فهو لا يستطيع تناول وجباته بدونه
"وهذا حال أغلب كبار السن "


نظرت الى الصحن فقد طارت الخبزه الأجمل .
أقططعت من الخبزة التي تليها بهدوء ، لم أجد لذة في الأكل بسبب تقلصي لشخصية الغير المتلهف،ولو كنت بمفردي لأكلت الصحن بأكمله .
لم أكمل سوى قطعه واحده من الخبز ، وهاهو جدي "صب لقهوه "



أمسكت الدله وصببت القهوه فنجان تلو الفنجان وأنا بإنتظار هزت اليد
التي بأهتزازها تنتهي معاناتي .
المعاناه ليست من الإمساك بدلة القهوه ولاكن هي الإلتزام بطقوس تقديمه بدءً من قبضة الدله ومسك الفنجان، والوقوف والإنحناء أثناء تقديمه،ومقدار القهوه التي يجب أن تصب فيه بدون زياده ولا نقصان .
كنت أتلفت بين الفنجان والآخر الى ذلك الصحن الذي مازال مكشوفاً ، فأنا مازلت جائعاً ، وإن إنقطعت رائحة السمن البلدي عن أنفاسي بسبب غزو البرودة للخبز ، ولكنني مازلت أبتلع لعابي .


هز جدي أخيراً يده معلناً الأكتفاء، لم أنتهي من وضع الدله في مكانها وإذا به واقفاً قاصداً الباب وهو يقول : اليوم الجمعه سير المسجد وزخلك مصحف .
أجبته :إن شاء الله جدي .


مشيت خلفه أوصله حتى الباب وقلبي مع الصحن ، وشيء يشعرني أنني أودعه ولن أعود اليه .


دنوت من الباب أثناء خروج جدي ، شاهدت جدتي تخرج أغنامها للمرعى
ولسوء حظي شاهدتني ، فقد كانت توكل مهمة الرعي في يوم الإجازه لأحد أحفادها ،وها أنذا اليوم أمامها .


نادتني وسألتني إذا تناولت إفطاري .


لم يكن أمامي خيار الا أن أهز رأسي بالإيجاب ،فلو قلت لا لذهبت بنفسها للرعي .
لم يكدرني القيام بمساعدة جدتي ولكن ماكدرني إنتهاء جلوسي أمام الصحن فقد كانت هذه اللحظه هي القاضيه والمفرقه بيني وبين مافيه .


مشيت خلف الأغنام لا أُسيرها بل هي تسيرني ، فهي تعرف خط سيرها إلى طريق المراعي مثل ماتعودت الجمال على طريق الحرير .


كان المعتاد عليه إن نوصل القطيع الى نقطه معينه ونعود عنها ، وبعد إكتفاءها تعود هي الأخرى .


ولكنني واصلت السير فما زال الوقت مبكراً على الصلاة ، وصحن الخبز تلتف حوله النساء ، فقد كانت النساء تتجمع كل يوم في بيت إحدائهن يتناولن وجبة الأفطار .
وهذه عاده تكون ما بين الجيران بشكل يومي بعد ذهاب الأبناء للمدارس وإنتهاء الرجال من تناول إفطارهم ، تلتم النساء للأفطار .
فلا فائده إذاً من رجوعي مبكراً.


لم أشعر بطول الطريق فقد تجاوزت المكان الذي عنده نترك القطيع ونعود عنه ، واصلت السير خلف القطيع ، أقف بوقوفها وأمشي بمشيها.
كم هي بديعه تلك الشجيرات الخضراء وروائحها المتنوعه فهي لا تترك للناظر اليها الفرصه للإبتعاد بتفكيره.

رفعت رأسي للسماء أتفقد الشمس بعد إختفاء ضوئها ، لم أتوقع إن تكون السحب اليوم حاضره فلا دلاله على ذلك ، الرياح ساكنه والسماء صافيه في فترة شروق الشمس .


نعم الآن السحب تتكاثف وقد غطت قرص الشمس ،وهاهي تتلبد في الغرب بسوادها المعهود .


واصلت مسيري فقد كانت نيتي البحث عن نبات الجعده "اليعده" وهو نبات أو عشبه طبيه تستخدم لآلام البطن ، تركت القطيع إتجهت الى ذلك المكان الذي تنبت فيه ، فهذا النوع لا ينبت الا في أماكن محدده ويتميز برائحته العطريه .


لم أبتعد كثيراً فقد كانت النبته موجوده بكثره وقربها تنتشر نبتة الحماض "الحميض" لم أتوانا في إقطتفاف كميه منها هي الأخرى ، ولكنني توقفت ، وتوقفت يدي عن تجميع الحماض فقد أحسست بقطرات بارده على ظهري "إنها تمطر" .


الأمطار كانت خفيفه وأخذت تتزايد غزارتها وبهدوء لا رياح لا رعود ،لم أجد مكان للأختباء تحته ، إبتلت ملابسي وتساقطت شلالات المياه من فوق رأسي على وجهي ...لحظات من الذاكره لا تنمحي.


ذهبت للبحث عن القطيع هنا وهناك ولكني لم أجده،وهذا البحث تسبب في تأخري كثيراً عن الموعد المعتاد للرجوع للمنزل .
قررت العوده الى البيت خوفاً من الأمطار الغزيره التي بدأت تسيل من أثرها الأرض ، كانت الأجواء ممتعه وإن كانت الأمطار بارده ولكن ما أجملها مع سكون الرياح .


واصلت سيري والرهبه ترافقني من ردة فعل أهلي ، فقد يساورهم الخوف من تأخري ويخرجوا للبحث عني تحت هذه الأمطار .


ماكنت خائفاً منه قد حصل ، وقد حدث خطب ما لم أتوقع حدوثه زاد من خوفهم .


ماهي الا لحظاات ،وأنا في طريق عودتي شاهدت أمرأتين يتقبعن أكياس البسمتي"أكياس الأرز" في وسط الأمطار ويتجهن بإتجاهي ،لم يراودني شك ، ولم أكثر من التحديق الى القادمتين ، لن يخرج في هذه الأجواء إلا جدتي والأخرى كانت جارتها .


لم أكن خائفاً من ردة فعلها كغضب ، فهي لم تغضب يوماً مني
ولم أكن خائفاً من عقابها لضياع قطيعها ، فأنا الأغلى في قلبها
ولم تكن هي خائفه على صحتها فأنا كنت الأهم .
خرجت في وسط تلك الأمطار تبحث عني خوفاً علي ، وأنا لم أخف عليها .


رأتني من بعيد فأتجهت نحوي،وأنا كذلك أتجهت نحوها ولكن ببطء لأني أحسست بالذنب ،وهي بكل ماأوتيت من قوه ،عند وصولها قربي إبتسمت إبتسامت المنتصر، لم تتكلم ولكنها أنزلت الكيس من فوق رأسها
ووضعته على رأسي .


نظرت اليها وقلت لها : جدتي الغنم ضاعن !؟
فقالت : الغنم رجعت ... إنها في البيت !!!

نكمل لاحقاً ماتبقى من أحداث
رد مع اقتباس
قديم 25-09-2012, 04:29 AM   #2
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟



الله يعطيك العافية
تعبت جدتك الحنونة ربي يطول في عمرها
ماشاالله على الغنم خافت على نفسها
من المطر ورجعت للبيت قبلك
سبحان الله

في انتظار تكملة باقي القصة
اهلاً بك
تقبل تحياتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-2012, 07:26 AM   #3
أبوعدي

مراقب عام
 
الصورة الرمزية أبوعدي
 







 
أبوعدي will become famous soon enough
افتراضي رد: يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟

سرد لقصة جميلة

ننتظرك

شكرا لك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إذا أردت أن لا تندم على شيء فـ افعل كل شيء لوجه الله...
أخر مواضيعي
أبوعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2012, 02:58 PM   #4
ALRAGI
 
الصورة الرمزية ALRAGI
 







 
ALRAGI is on a distinguished road
افتراضي رد: يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟

تسلم ياغالي
شاكرلك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
ALRAGI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : يوم جمعه ... قصه ؟؟؟؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اااااااااااااااخر جمعه GALG مجلس بني حرير 27 18-12-2010 10:48 PM
دمعه خزمري زهراني المنتدى العام 9 18-04-2010 02:58 AM
جمعه مباركه الوجيه مجلس دوس بني علي 10 05-12-2009 05:22 PM
يقال لكل دمعه نهايه ونهايه اي دمعه ابتسامه أبو مشعل11 المنتدى العام 14 20-05-2008 11:53 AM
كل دمعه لها نهايه ولكل نهايه دمعه ** الفيصل المنتدى العام 20 07-02-2008 07:32 AM


الساعة الآن 12:52 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved