منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-05-2015, 10:49 PM   #10001
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 02:00 AM   #10002
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ما شاء الله تبارك الله
يا ابو خالد بارك الله فيك ونفع بك وجعل
كل ماتقدمة في ميزان حسناتك
شكرا جزيلا على هذه المشاركات الرائعة والجميلة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 02:17 AM   #10003
سيسيل الزهراني
وسام التميز العام
 
الصورة الرمزية سيسيل الزهراني
 







 
سيسيل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اللهم وفقنى في زواجي وارزقنا الذريه الصالحه.
أخر مواضيعي
سيسيل الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 11:24 PM   #10004
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



(بما أنه لا يسأل عني فلماذا أسأل عنه؟)

عبارة هدمت الكثير من العلاقات
فغاب حسن الظن وغاب طهر التواصل
ووفاء المحبة !

وانتشر الجفاء وكثرت قطيعه الرحم!

اطرحوا تلك الظنون جانباً ..
وبادروا بالاطمئنان عن من تحبون؛
فغداً أنتم وهم راحلون !
الدنيا زائلة ..
ازرعوا المحبة امحوا الزلات
سامحوا يسامحكم الله ،
واغسلوا قلوبكم بحسن الظن !

هكذا تحيون حياةً طيبهً

----------------
همس الذكريات / زهران نت
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 11:38 PM   #10005
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سباعيات الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
من أعظم المعالم المهمة في الدين تحقيق الإخلاص لله تعالى في
كل العبادات والمعاملات والابتعاد والحذر عن كل ما يضاده.
والإخلاص من أهم أعمال القلوب ، وهو قمة إحسان العبد لربه .
1) وهو لغة : من أخلص الشيء وصفاه ونقاه من شوبه.
و اصطلاحاً : إرادة الشخص بأقواله وأفعاله وجه الله تعالى
لا شيئاً من زينة الدنيا أو ثناء الناس عليه.
2) المخلص هو : الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب
الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل ، ولا يحب
أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله.
3) أهمية الإخلاص :
- أنه أحد شرطي صحة العمل فلا يقبل الله تعالى عملا بدونه.
- أنه أصل الإعمال القلبية كما جاء عن ابي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر
إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).
- أن ثواب الله جل وعلا قائم على الإخلاص.
- أن الأعمال الخالصة لله تعالى قد تشفع لصاحبها في وقت
حاجته إليها كما حصل لأصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت
عليهم الصخرة في الغار فلم تنفرج عنهم الصخرة إلا بعد
أن توسلوا إلى الله تعالى بأعمال عملوها لله تعالى
خالصة فخرجوا يمشون.
- أنه به يعظم العمل الصغير حتى يزن عند الله جبلاً .
4) فوائد الإخلاص :
- قبول الأعمال.
- صفاء القلب من الغل والحقد والخيانة.
- مغفرة الذنوب.
- تنفيس الكروب وإجابة الدعاء.
- قلة الوساوس والأوهام.
5) صفات المخلصين:
- يريدون بأعمالهم وجه الله .
- عمل الباطن أحب إليهم من عمل الظاهر.
- همهم بذل الخير أينما كانوا.
- الخوف من عدم قبول أعمالهم.
6) السبيل للإخلاص:
- معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته.
- اللجوء إلى الله بالدعاء وطاب الإخلاص منه.
- معرفة عواقب الرياء.
- معرفة ثمرات الإخلاص.
-إخفاء العبادة وإسرارها.
- صحبة المخلصين.
- محاسبة النفس.
- الخوف من سخط الله تعالى إذا اطلع على قلب المسلم
وهو منطوٍ على الرياء.
- الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها، كقيام الليل،
وصدقة السر والبكاء خالياً من خشية الله.
- تذكر الموت وأهواله.
- التخلص من حظوظ النفس فانه لا يجتمع الإخلاص
في القلب وحب المدح والثناء والطمع فيما عند الأخرين .
ـ البعد الشديد من مواطن الرياء والشهرة.
7) آثار الإخلاص في الحياة :
- الإحساس بالسعادة في الدنيا والآخرة.
- مباركة العمل القليل.
- تحقيق كمال المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أن الأعمال المباحة تتحول بالإخلاص إلى عبادات لله .
- أنه من أسباب نجاة المرء من كثير من أمراض القلوب.
---------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 11:57 PM   #10006
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

زيادة العمر وزيادة العلم .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله الحي القيوم العليم الخبير ؛ أحاط بكل شيء علما ؛
والصلاة والسلام على من ملأ عمره دعوة وعملا وعلما ؛
أما بعد
فأمران يوجبان للإنسان زيادة العمل والاستعداد للانتقال
من هذه الدنيا :
الأمر الأول : زيادة العمر .
الأمر الثاني : زيادة العلم .
وهي معيار على الشقاء والسعادة ولا تحتاج إلى طرف آخر
يساعدك في قياس هذا الأمر .
فكلما مرت عليك السنون والسنون والسنون وأنت غافل لاه
لا تفكر فيما يقربك من ربك ولا تعاتب نفسك ولا تفخص
أعمالك فأنت على خطر كبير .
من لمم ينظر إلى مرور الأيام بأنه خطوات تقرب أحدنا
من الموت فلا شك أنه مشغول عن معاده .
تصلي ثم تمضي ولا تسأل نفسك هل قُبلت أم لا ؟
هل أقمتها حق إقامتها ؟!
تتحدث في المجالس وتكتب وتغرد ولا تدري هل يُكتب
لك أو عليك!
تعمل عملا صالحا ثم لا توبخ نفسك هل كان خالصا
من الرياء أو كان مشوبا .
وآسفى على عمل نوديه صالحا ثم لا يكون خالصا
أو عمل نوديه خالصا ثم لا يكون صالحا .
أنت اليوم أكبر منك أمس وغدا أكبر منك اليوم ،
وعبادتك وطاعتك كما هي .
قد لا يستطيع الإنسان أن يزيد في مقدار عمله ؛
لكنه لا يعذر في زيادة مقدار تجويد عمله وإتقانه .
والأمر الثاني : زيادة العلم .
بحر من من العلوم أنت في الحفظ والاستدلال والتوجيه
والنصح ؛ لكن لا تكن بحرا ميتا لا يوجد فيه أي علامة للحياة .
شقي وتعيس من يحمل علمه ويسل قلمه ويسمع بصوته
الآخرين لينجوا غيره ثم لا ينجو هو .
وآسفى على تحرير العلم وتدقيقه وسهر الليل واغتنام
البكور إذا لم يكن لك به موطن في الجنة .
يقول بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا...).
أي أن موجب البكاء الكثير موجود ويستدعي ذلك لكن
فقط عدم العلم هو المانع منه .
دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه
الصديق وهما يبكيان .
فقال أخبراني ؟!
لماذا تبكيان؟!
هل تعلم لماذا سألهما ؟
ليبكي أو يتباكى إن لم يستطع البكاء .
فليتنا نتمثل حال الفاروق وننظر ليس إلى الدنيا بل
إلى بعض تفاصيل يوم القيامة الصحيحة الثابته في كتاب
الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فنبكي أو نتباكى
إن قحطت عيوننا .
اللهم إنا أمسينا مذنبين مقرين معترفين نرجو رحمتك
ونخشى عذابك اللهم فأغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا
وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2015, 12:14 AM   #10007
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

طريقة مجربة لتزكية النفس وصلاحها
تزكيةُ النفس هو عنوان الفلاح وأساس النجاة
• وربنا قد أقسم (11) قسما وهو أطول قسم في القرآن
ليؤكد هذه الحقيقة (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا • وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
• ومصطلح (تزكية النفس) هو تعبيرٌ إسلامي جامع لخير
الدنيا والآخرة بخلاف التعبير المادي الذي انتشر
في عصرنا هذا بمسمى (تطوير الذات)!!!
والذي لا يراعي إلا النجاح الدنيوي القاصر
• فإن سألتني عن أنجع طرق (تزكية النفس)
فسأدلك على الأصلِ الذي يستقي منه أربابُ (النجاح الشامل)
ورواد (زكاء النفوس) سبلَ فلاحهم وطرقَ تفوقهم فاقصد
(البحرَ) ودع (القنوات)
• وهذه المصادر الأزلية لتزكية النفوس هي:
1_القرآن العظيم
2_ والسنة المحمدية
3_والسيرة النبوية
• فمن كان له وِردٌ ثابتٌ من هذه الثلاثة
فلن يزيغ قلبه بإذن الله :
1_وِردٌ من القرآن ليقوى إيمانك
2_وِردٌ من السنة ليقوى اتـّباعك
3_وِردٌ من السيرة النبوية لتقوى تربيتك
• ومن الكتب المقترحة لقراءتها مع وِرْد القرآن :
_المختصر في التفسير
_الميسر في غريب القرآن إصدار مجمع الملك
فهد لطباعة المصحف الشريف
_الصحيح من أسباب النزول للشيخ عصام الحميدان
_أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري
• ومن الكتب المقترحة لوِرْد السنة :
_رياض الصالحين للإمام النووي
_ الوافي بما في الصحيحين للشيخ صالح الشامي
_معالم السنة النبوية للشيخ صالح الشامي
• ومن الكتب المقترحة لوِرْد السيرة النبوية :
_الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري
_ هذا الحبيب يا محب للشيخ أبو بكر الجزائري
_ اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للشيخ موسى
العازمي
_السيرة النبوية قراءة جديدة للشيخ محمد الصوياني
---------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2015, 12:51 AM   #10008
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

صلّ قبل أن يُصلى عليك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا المصطفى،
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:
كنت قد كتبت توجيهات ونصائح عامة وعابرة بخصوص الصلاة وضرورة المحافظة عليها، وتذكرة لي ولأحبابي عندما كنت خطيبا في جامع القدس في بغداد عام 2004، حيث جمعت بعض الكلمات في هذا الباب علها تجد قلوبا مفتوحة في ظل الانغماس الشديد والكبير في دنيا الفتن والشهوات والملذات، ناهيك عن الفتن والمحن التي تعرضنا لها طيلة السنوات المنصرمة، وربنا جل وعلا يقول
( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر وأهمه شيء فزع إلى الصلاة وقال لبلال: أرحنا بها يا بلال، أي الصلاة.
وأحببت أن أعيد نشر هذه الكلمات والتوصيات والنصائح ونشرها عبر الشبكة العنكبوتية، والله أسأل القبول والسداد وأن يهدي كل من ترك الصلاة أو قصر فيها وتهاون، لذلك أقول بعد الاستعانة بالله عز وجل:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
أخي المسلم .. يا من قصّرت في أداء الصلاة، وتكاسلت عنها، ويا من فقدناه في رحاب الله في المسجد مع من وصفهم الله عز وجل بقوله ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ).
أخي الكريم .. هل أطمع في أن تفتح قلبك لهذه السطور، على سبيل التذكرة والعِظة، والنُّصح والمحبة.
أخي الحبيب.. أرجو أن تقرأ هذه الكلمات بعيدا عمّا تهواهُ نفسك، لعلَّ الله أن يجعلها سبب سعادةٍ لك ولمن قرأها من إخواننا المسلمين، اللهم يسرنا لليسرى وجنِّبنا العسرى.
فتقبل أخي في الله هذه الكلمات .. وضعها في سويداء قلبك ولتردد النظر فيها، فإنك لن تعدم خيرا تجده فيها..
أخي الحبيب.. ليكن على بالك دائما أنك ما خلقت هملا ولا سدى، وإنما لأمر عظيم وحكمة جليلة، هي عبادة الله وطاعته، ولزوم أوامره واجتناب نواهيه ، قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقال عز وجل (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) .
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أخي المسلم .. تذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا )، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )، (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) ، (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ).
ثم اعلم أنّك ستُسأل عمّا قدمت في هذه الدنيا، فهل ستُوفق لإجابة مَرضية أم ستقول (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )، ومن الأمور التي تُسأل عنها الصلاة، فهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وهي رأس مال كل مسلم، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وأحد مبانيه العظام، وهي شعار المسلمين، وصفة عباد الله المتقين، من أدّاها وحافظ عليها فهو السعيد، ومن أضاعها وأهملها فهو الشقي العنيد.
إن مما يحزن القلب ويُمزق الكبد أسى وأسفا،ويؤثر في النفس، ويُبكي العيون، ما نراه اليوم عند كثير من الناس حيث خف ميزان الصلاة عندهم، فمنهم من يتركها بالكلية ومنهم من يصليها أحيانا، ومنهم من سها عنها وذلك بإخراجها عن وقتها – ولا حول ولا قوة إلا بالله – وما ذلك إلا بسبب ضعف الإيمان، وعدم الخوف من الرحمن، والانكباب على جمع الأموال والتجارات، والانشغال بالملذات والملهيات، والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من ذلك فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ).
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السـلامة فيـها تـرك مـا فـيـها
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنـها
إلا التـي كان قـبل المـوت يـبنيها
فـإن بنـاها بـخيـر طـاب مسـكـنـه
وإن بـنـاهـا بـشر خـاب بانـيـهـا
أموالنـا لـذوي الميـراث نجـمعـها
وقُصُـرنا لخـراب الدهـر نبـنيـها
أخي الكريم.. لا ينبغي لمن كان الموت يطلبُه.. والقبر موعده.. وإلى الله مرجعه.. أن يُقصِّر أو يتهاون في هذا الركن العظيم.. والعبادة الجليلة.. والفريضة المهمة..
كلُّ ابنِ أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلةٍ حدباء محمولُ
أخي الحبيب.. صلِّ قبل أن يُصلى عليك.. صلِّ قبل أن يُحال بينك وبين الصلاة، (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ )، ثم اعلم أن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وأن العُمُر مهما طال لابد من دخول القبر، فالدنيا ساعة اجعلها طاعة.
أقول لك أيها المسلم التارك للصلاة، الغافل عمّن يُراقبُك وعمّا يرتقبك: صلِّ تسلم من عذاب الله الشديد، وعيب عليك أن تدعو الله في البلاء وتهمله في الرخاء.
أخي المقصِّر في صلاتك، اعلم أن هذه الصلاة هي صلةٌ بين العبد وربه، يا أيها العاقل الذي لا يرضى أن تنقطع صلته بأحب الناس إليه، وأكثرهم مودة وقرابة، فكيف يهون عليك قطع هذه الصلة مع رب الناس جميعا وخالقهم ورازقهم.
أقبل على صلواتك الخمـس
كم مُصبح وعساه لا يُمسـي
واستقبل اليوم الجديد بتوبةٍ
تمحو ذنوب صحيفة الأمس

أخي الحبيب.. يا مَن ألهته دنياه عن تلك الصلوات.. وشغله ما لا ينفعه عن تلك الركعات والسجدات.. قل لي بربك كيف ترتاح نفسُك؟ أم كيف يطمئن قلبُك؟ أم كيف يرضى ضميرك؟
أما استشعرت عظمة الجبار؟! أما تخشى غضب القهار؟! ألم يأن لك أن تندم على سيئاتك وبعدك عن صلواتك ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ).
أما بان لك العيب.. أما أنذرك الشيب.. فتحتاط وتهتم .. فكيف لو نزلت بك الآن المنون .. وأنت تُسيء بالله الظنون؟!
يا مدمنَ الذنب أما تستحي
واللهُ فـي الخـلـوةِ ثـانـيـك
غَـرّك مـن ربـــك إمهــالـه
وسِـتـره طـول مـساويـك

أيها المسلم .. نصيحتي لك أن تصلي، قبل فوات الأوان، خصوصا ونحن في فتنة وامتحان، فوالله لا يغني أحدٌ عنك من الله شيئا، ولا يتحمل وزرك، ولا يجادل الله فيك ولا يدفع نقمته إذا حلت بك، ولا ينفعك مالك ولا بنوك، ولا يدوم لك جاهك ولا شبابك، وستندم على تقصيرك يوم لا ينفع الندم، وسينزل بك الموت، وأنت في غفلة عنه، فخُذ عُدّتك وتدبر أمرك واتّعظ بمن سبقك، فالسعيد من وُعظ بغيره، والشقي من وُعظ بنفسه.
يا عبد الله..تخيل نفسك بدلا من هذه الجنازة التي أُدخلت في المسجد ليُصلّى عليها، ماذا يكون حالك.. وما هو مآلك..
ثم اعلم أخي الكريم.. أن الله تبارك وتعالى تعبدنا بالصلاة والمحافظة عليها قال تعالى (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ).
وقد جمع الله فيها الخير كله بأبلغ قول وأوجز جملة فقال ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )، والصلاة عونٌ لك في الشدائد، وحلٌ لجميع المعضلات، قال عز وجل ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ).
والصلاة جعلها الله عز وجل من صفات المؤمنين قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )، وجعل التهاون بها والتكاسل عنها من صفات المنافقين قال عز وجل ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ).
والصلاة هي آخر وصية للنبي عليه الصلاة والسلام حيث كان يقول في أنفاسه الأخيرة ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ) صحيح الجامع.
وقد أخبر سبحانه عن أصحاب الجحيم فقال (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ )، والصلاة حاجة ضرورية جدا تستدعيها حياة الإنسان، كما تستدعي الطعام والشراب، والصلاة قوام الروح ومادة الطمأنينة.
والصلاة حاجة ضرورية جدا للإنسان لأنها تهذب أخلاقه وتشذب طباعه، وتحول بينه وبين بؤر الفساد والزيغ.
واعلم يا أخي.. أن الصلاة نور في القلب.. وضياء في الوجه.. وسبب لانشراح الصدر..
واعلم أن السلف – رضوان الله عليهم – كانوا يُعَزّون أنفسهم إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام خلف الإمام قائلين: ليس المصاب من فقد الأحباب.. ولكن المصاب من حُرِم الثواب.
فلا إله إلا الله.. ماذا نقول لمن ضيع الصلاة بالكلية أو تهاون فيها أو تكاسل عنها.
فيا غافلا عن صلاته.. ويا مُضيّعا لأوقاته.. ويا قليل الزاد مع قرب مماته.. يا من شغلته شهواته ولذاته عن يوم وفاته..
أما لك عين تدمع على تهاونك في الصلاة.. أما آن لقلبك القاسي أن يلين؟ أما سمعت قول رب العالمين ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ).
قد أزِفَ الرحيل.. وقَرُبَ للآخرة التحويل.. فماذا أعددت لملاقاة الملك الجليل..
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد من ذا يُصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى عنك ربك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ مَن الموت طالبه.. والقبر بيته.. والتراب فراشه.. والدود أنيسه.. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف يكون حاله؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه..
هو المـوت مـا منـه ملاذً ومـهــربُ
متى حُطّ ذا عن نعشه ذاك يركب
نشــاهـد ذا عـيـنَ اليـقـيـن حـقـيـــقـة
عـليـه مضى طـفلٌ وكهلٌ وأشيبُ
ونبنـي القصـور المشمخرات في الهـوى
وفي علمنـا أنـا نـموتُ وتَـخــرَبُ
إلـى الله نـشـكـوا قـسـوة فـي قـلـوبنا
وفي كل يومٍ واعظ الموت يندب

أخي الكريم..صلِّ إن كنت صادقا في إسلامك.. ولا تخالف أفعالك أقوالك.. صلِّ إن كنت تُحب الله تعالى.. فالمحب لا يتلذذ إلا بمناجاة محبوبه.. فلتكن صلاتك جزء من مناجاتك.. صلِّ إن كنت حرا كريما.. ولا تقتد بالناس المارقين ولا تغتر بكثرة الهالكين..
صلِّ إن كنت ممن يحفظ الجميل ويشكر على المعروف.. صلِّ فالحساب عسير والمحاسِب قدير، واعلم أن البهائم إذا رأت يوم القيامة من الشدائد والأهوال تقول: يا بني آدم: الحمد لله الذي لم يجعلنا مثلكم، لا جنة نرجو ولا عقابا نخاف، ويتمنى المجرم يومئذٍ لو يكون ترابا.
أخي الحبيب..إياك يجري الشيطان على لسانك ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين المزيفين الذين يقولون: ليس العبرة بالصلاة وإنما بصفاء القلب وعدم غش الناس، ويزعمون أنهم لا يؤذون أحدا وإن لم يكونوا يُصلّون، والله بتركهم الصلاة لقد آذوا الله ورسوله والمؤمنين، لأنه لا يوجد إيذاءً لله أعظم من معصيته؟ ولا لرسوله أكبر من مخالفته؟ ولا للمؤمنين أشد من الاستهتار بدينهم واتّباع غير طريقهم؟
ثم اعلم يا أخي.. أن القلب الصافي النقي هو الذي يدفع بصاحبه لأداء ما افترض الله عليه، ومن أعظم الفرائض الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه وفيها ذكر الله ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).
وإذا رأيت أناسا يصلون ويرتكبون المعاصي فاعلم أنهم ليسوا معصومين من الزلل،وليست لمعاصيهم علاقة بصلاتهم ولست محاسِبا لهم، وكن ممن تنهاه صلاته عن المنكرات.
أخي الكريم:لا ينبغي لمن لا يدري متى يموت أن يؤخر التوبة لحظة واحدة..
أخي الحبيب:إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. .
أخي الحبيب: إن الإصرار على المعصية قد يكون سببا في سوء الخاتمة فإن الذنوب ما تزال بالرجل العظيم حتى تميت قلبه، وتورده جهنم، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني.
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خـلوت ولتكـن قـل عـلي رقيب
ولا تـحـسبـن الله يتغـفـل ســاعــة
ولا أن مـا تُـخـفي عليـه يـغـيب
لهونـا عن الأعمال حتى تتـابـعت
ذنـوبٌ عـلـى آثــارهـن ذنــوب
فيـا ليـت أن الله يـغـفـر مـا مضى
ويــأذن في تـوبـاتـنـا فـنـتــوب

أخيرا.. يا من تخافون النار.. البدار البدار إلى التوبة والاستغفار.. مهما بلغت ذنوبكم فالله هو الرحيم الغفار.. استمعوا إلى ربكم وهو يناديكم ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
ثم احذر يا أخي – رعاك الله – من التسويف، فلا تقل سوف أصلي.. سوف أتوب فإنك لا تدري متى تموت.
اللهم اهدنا لصالح الأعمال والأخلاق.. لا يهدي لصالحها إلا أنت.. واصرف عنا سيئها.. لا يصرف سيئها إلا أنت..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2015, 03:11 AM   #10009
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

صـــــــــــون العقــــــــل
بسم الله الرحمن الرحيم
العقل خلق من خلق الله تعالى، له حكم المخلوق؛ أي إنه فيه النقص والعجز، ويلحقه الآفة من: نسيان، وخطأ في الفهم، والإدراك، ومرض، وخرف، وجنون. ومن ثم فإن أحكامه ليست نهائية ولا صائبة دائمة، بل يصيب ويخطىء، فكم من الأذكياء والحكماء من يفعل الفعل ويقول القول، ثم يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما قلت هذا، وما فعلت هذا.
لذا كان من الخطأ الاعتماد عليه دائما في معرفة ما هو حق وما هو باطل، وجعله مقياسا مطلقا للحق لا يخطئ، كلا، بل لا بد له من شاهد - في أحيان كثيرة - إذا التبست الأمور واختلطت، وكثر الخلاف ووقع التنافر، هذا الشاهد هو: الوحي؛ القرآن والسنة.
فالعلاقة بين الوحي والعقل، كالعلاقة بين العربة والأضواء، فالعربة لا تمتنع من السير حتى في الظلام، لكنها تحتاج إلى أضواء كاشفة لترى الطريق، فتجتنب الاصطدام بالأجسام، والسقوط في الحفر والهاوية.
والجسد من دون عين لا يهتدي إلى الطريق، فالعربة والجسد هو مثال العقل، والعين مثال الوحي، متى ما استقل الإنسان بعقله،
وقال: عقلي، عقلي، لا أومن إلا بعقلي وبما عليه يملي. كان مثله كمثل الذي استغنى بالعربة عن الأضواء، وبجسده عن عينه!.
ومتى كان الجسد وحده يغني في معرفة الدروب شيئا؟، كما أن العين لا تحمل الإنسان، فباجتماعهما يتم الحال ويسير المرء آمنا، وتعلمون قصة الأعمى الذي حمل المقعد على ظهره، فارتقى به لقطف الثمرة من الشجرة، فالأعمى لديه الحامل ليس له الهادي، والمقعد لديه الهادي، وليس له الحامل، فلما اجتمعا تكاملا، فجنيا من وراء ذلك الثمرة.
يقول الله تعالى عن قوم من الكافرين كانوا عالمين غير جاهلين، لكنهم مع علمهم ضلوا وزاغوا عن اتباع الرسل: ﴿فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ٨٣ فَلَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥ وَكَفَرۡنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشۡرِكِينَ ٨٤ فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾.
فأين عقولهم الذكية لم تهدهم إلى ما هو أوضح البيان، وأحسنه، وأكمله، حتى شكوا فيه، وضلوا عنه وهو شمس في نهار، وقمر في ليل، ونجوم في ظلمة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا﴾.
وهل ثمة مخلوق أذكى من إبليس؛ الذي ملأ الأرض مكرا وحيلة، وأضل أكثر الخلق، فأي شيء نفع نفسه به، سوى الخلود في جنهم أبدا، ومعه أحبار اليهود، وقتلة الأنبياء، وما في كل قرية من أكابر مجرميها، الذين مكروا فيها، وما مكروا إلا بأنفسهم وهم لا يشعرون؟.
فعقل ضل عن سبيل الله فكفر به وصد عنه، وعقل دون ذلك لم يكفر به، لكنه اغتر حتى ورث بعض إرث الضالين، فكان منه جنوح وانحراف تمثل في تأويل الدين وتفسيره بغير ما نزل، وهم الذين قدموا العقل على الوحي، فكان منهم من سموا بأهل العقل قديما وحديثا، وهم الذين كلما تعارض لديهم آية أو حديث مع ما زعموا أنه عقل، قدموا العقل وأخروا القرآن والسنة، مثل الذي أنكر الطير الأبابيل، التي تحمل حجارة من سجيل، فزعم أنها جراثيم؛ لأن عقله يقول: لا يمكن للطير أن تفعل ذلك. والآخر الذي رد حديث: (إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن إحدى جناحيه داء، وفي الآخر دواء). فزعم أن عقله يقول له: كيف يغمسه، وهو المليء بالجراثيم؟.
ومثلهم الذين ردوا ورفضوا الحدود الشرعية؛ لأنها في عقولهم بشعة وشنيعة القصاص من القاتل، وقطع يد السارق، وجلد الزاني وشارب الخمر، وقتل المرتد!. ألا ما أشبه حالهم بحال كفار قريش حين أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسرائه إلى بيت المقدس، وعروجه إلى السماء، فهزءوا وكذبوا، ورأوا أنها القاتلة؛ فأسرعوا إلى أبي بكر الصديق واشين فرحين بما ظنوا أنها القاضية،
فقالوا له: "هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة.
فقال لهم:والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجبكم من ذلك! فوا لله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه".
فمنذئذ سمي الصديق، وكل مؤمن فلا بد أن يكون صديقا لما أخبر به الرسول وجاء به، ولو تأخر عقله عن الفهم والاستيعاب، فإن أبا بكر صدق بأمر كذب به سائر قريش، وتصديقه اليوم بدهي عند سائر الناس مسلمهم وكافرهم، فمن الذي ينكر اليوم إمكان السير إلى بيت المقدس ثم العود في الليل نفسه، مع وجود وسائل النقل السريعة؟.
فمن خلق الإنسان الذي صنع هذه الطائرات النفاثة، وخلق الصوت والضوء بسرعته الباهرة، لا يعجزه أن يضع في بعض خلقه قدرة وسرعة تفوق الصوت والضوء،
فصح بذلك أن الوحي لا يأتي إلا بالصدق،وأن الآفة في العقل، هو الذي يكون كالطفل الوليد، الذي لا يزال في حاجة إلى التعلم واكتساب الخبرة، فكلما كبر أدرك ما لم يكن يدركه من قبل، ولا يزال العقل في طفولة كلما جهل شيئا، تزول طفولته كلما تعلم وأدرك، ولا يبلغ يوما أن يعلم كل شيء: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾.
كلكم يعرف الجوال.. لو قام أحدهم في المدينة قبل مائة سنة، فزعم أنه محدث صاحبه في مكة، يسمع صوته، ويرى صورته في قطعة حديد في يده، أكان ثمة أحد مصدقه؟.
فاليوم لو قام فكذب ذلك كله، أكان أحد مصدقا له؟. فأين الخلل إذن في أمر كذبه الناس يوما، ورجموا قائله، وهم اليوم مصدقون به، ينعتون المكذب به بالجنون وغيبة العقل؟.
الخلل في العقل، هذا الذي تعبده الناس، فأعظموه حتى جعلوه إلها من دون الله يطاع فلا يعصى، فلم يضعوه في منزلته اللائقة الملائمة له، هو الذي لم يملك من العلم والمقدمات، ما يؤهله للتصديق بهذا النوع من الاتصال فكذب، فلما ملك وعرف العلم صدق. فإياك أن تثق به ثقة عمياء مطلقة، بل امش وراءه واسمع له ما لم يخالف شرعا وتجربة وحكمة مستقرة.
قال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا﴾.
إن العقل مثل البدن، ما من أحد يغتر أنه ببدنه قادر على كل شيء، حتى يدرك عجزه عن تحريك جحر دع عنك جبلا، أو هزيمة أسد دع عنك فيلا، وإن من يغتر بعقله حتى يعلو ثم يعلو، يعرض له سقوط مريع، يذهب به عقله، فيتصرف تصرف المجانين، أرأيتم الملاحدة؟.
بأي شيء ألحدوا، وطائفة منهم معدودين من علماء الطبيعة والفيزياء والطب، فلا ينقصهم الذكاء ولا المعرفة، ولا الفهم والإدراك؟.
من تتبعهم ظن أن إلحادهم أتى عن أمر عظيم ومعرفة خطيرة، فإذا ما وقف على ذلك، لم ير لهم إلا دليلا ساذجا سخيفا لايؤمن به أنصاف العقل ومن كان له حظ من أدنى العقل، فأكثرهم ملحد ودليله على إلحاده: أن الله تعالى لم يره أحد، وهو غير محسوس. ومتى كانت الرؤية والإحساس مصدر الإيمان والتصديق؟.
ها نحن نؤمن بكثير من الأخبار تأتينا، ولو لم نرها أو نحس بها، نؤمن بها لإخبار الثقات الذين لا يكذبون بها، ولأن الآيات والشواهد والأدلة قامت على صدقها، بل نحن في حياتنا ومعايشنا نبني على التصديق بما لم نحس به أو نراه، فهل كل واحد منا رأى طعامه كيف يزرع أو يربى، ثم يصنع ويهيأ؟، كلا، مع ذلك فنحن نأكل ثقة بأن إعداده كان للنفع لا للضر.
إن هذا الملحد نفسه يركب الطائرة، ثم تطير بها إلى وجهته التي يريدها، وهو لا يعرف شيئا عن الطريق، ولو طارت به عكس الاتجاه لما عرف حتى ينزل الأرض،
فلم صدق الطيار وآمن به ووثق أنه لن يخطئ به؛ آمن بشيء هو غيب عنه ، فهل أعجزه أن يؤمن بهذا النبي أنه من عند الله، وقد أخبر عن الله تعالى وأمره، وقد قامت الدلائل على صدقه، من: فضائل، وموافقة للأنبياء السابقين، ونصرة الله له، وبشارات الأنبياء به، وكمال شريعته، ومعجزاته؟.
قد استدل بما سمع وعرف، فوثق بالطيار أنه يهديه في الطريق، فهل الأدلة على صدق الطيار ومعرفته بالطريق أعظم، أم الأدلة على وجود الله تعالى، وصدق نبوة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
إن الإنسان ليشعر من نفسه كللا ومللا حيث يكثر التفكير، ويرى أنه بحاجة للراحة، كيلا يزل في وصفه وحكمه، وقد يصاب بالصداع فيمتنع عليه إعمال العقل السليم، حتى يذهب الصداع، وقد يصاب بالنسيان، فيجهد جهده للتذكر فيعجز، أفليس في ذلك عبرة؟.
إن العلم علمان: علم في الخلق موجود، هو العلم بما أخبر الله به، وبما أمر به، والعلم الذي عن طريق التجربة، والعلوم الفطرية البدهية. وعلم مفقود لا سبيل لمعرفته هو: الغيب الذي لم يخبر به، وحقيقة أسماء الله وصفاته وأمور الآخرة، وسر القدر.
فسبيله التسليم له والإذعان.\
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2015, 03:19 AM   #10010
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

♡فكر واشكر♡

المعنى ان تذكرنعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن
تحت قدميك...
صحه في بدن،امن في وطن،غذاء وكساء،وهواء وماء ،لديك الدنيا وانت ما تشعر ،تمتلك الحياة وانت لا تعلم ...
عندك عينان،ولسان وشفتان،ويدان ورجلان ،هل هي مسأله سهله
ان تمشي على قدميك ،وقد بترت اقدام ؟!وان تعتمد على ساقيك وقد قطعت سوق ؟!احقير ان تنام
ملء عينك وقد طار الالم نوم الكتير ؟!وان تمﻷ معدتك من الطعام الشهي
وان تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ،ونغص عليه الشراب بأمراض واسقام ؟!تفمر في سمعك وقد عوفيت
من الصمم ،وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ،وانظرالى جلدك
وقد نجوت من البرص والجدام ، المح عقلك وقد انعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول ....
انك في نعم عمييمه وافضال جسيمه ،ولكنك لا تدري تتفكر
في المفقود ولا تشكر الموجود ...
♡فكر واشكر♡
------------------

همس الذكريات / زهران نت
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 134 ( الأعضاء 0 والزوار 134)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:49 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved