#1
|
||||
|
||||
[كتاب اليكتروني] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
كتاب / ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
من تأليف الشيخ / أبو الحسن علي الحسني الندوي من اروع ما قرأت بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مقدمة الطبعة الرابعة الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى . أما بعد ، فقد ظهرت الطبعة الأولى لكتاب (( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين )) سنة 1950 م فكان الإقبال عليه عظيماً تخطى قياس المؤلف ورجاءه ، فقد كان كتاباً لا يسترعي اهتمام القراء إلا موضوعه- الذي يكاد يكون طريفاً- وما يحتوي عليه من مادة ومعنى ، ولم يكن من ورائه شخصية المؤلف وشهرته ، فلم يكن قد ظهر لمؤلفه كتاب آخر قبل هذا الكتاب في العالم العربي ، ولم يعرفه الناس في هذه الأقطار . فكانت العناية بهذا الكتاب عناية خالصة مجردة للكتاب وللموضوع، ليس فيها نصيب لشخصية المؤلف وشهرته. ولا يُعلَّل هذا الإقبال النادر الذي حظي به الكتاب إلا بفضل الله تعالى ولطفه ، وبعد ذلك بأنّ هذا الكتاب قد جاء في أوانه ، وصادف رغبة غامضة واتجاهاً مبهماً في النفوس ، وبأنه يتجاوب مع شعور كثير من المفكرين والمثقفين في العالم لعربي ، ويلتقي مع أفكارهم وآرائهم ودراستهم . وعلى كُلٍّ فقد كان الكتاب واسع الانتشار في العواصم العربية والأوساط العلمية ، وتناولته طبقات الأمة وبعض قادة الفكر بالدراسة والبحث ، وأشار المربون والمعلمون على الشباب بمطالعة هذا الكتاب ، والحمد لله الذي بعزّته وجلاله تتم الصالحات . وقد قامت لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة بالطبعة ، وكان لها- ولاشك- فضل في ظهور هذا الكتاب في مظهر جميل لائق ، وفي نفوذه في الأوساط العلمية والأدبية ، وحرصت جماعة الأزهر للنشر والتأليف- وفيها أصدقاء المؤلف- على إعادة طبع الكتاب ، فصرّحت لها بذلك ، ووافق عليه المرحوم الأستاذ الكبير الدكتور أحمد أمين (بك) رئيس اللجنة فظهرت الطبعة الثانية سنة 1951 م ، وفيها مقدمات للدكتور محمد يوسف موسى ، والكاتب الإسلامي الأستاذ سيد قطب ، وصديق المؤلف الشيخ أحمد الشرباصي ، زادت في قيمة الكتاب . ظهرت الطبعة الثانية ، وأنا في جولتي في الشرق الأوسط ، فلم أتمكن من أن أضيف إليها زيادات كنت أفكر فيها وأشعر بالحاجة إليها ، وهيأ الله أسباب الطبعة الثالثة ، ووقعت إليّ مصادر جديدة ، وجدّ عندي بعض الآراء ونواح جديدة فألحقتها بالكتاب ، وتأخرت هذه الطبعة لبعض الأسباب إلى سنة 1959 م ، ونفدت في مدة قريبة ، وها هي الطبعة الرابعة مزيدة منقحة . وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه الطبعة- وما يليها من طبعات إن شاء الله – كما نفع بالطبعات الأولى(1) ، وأن يجعل هذا الكتاب وسيلة للوعي الجديد ، والإيمان الجديد الذي تشتد حاجة العالم الإسلامي إليه ، إنه على كل شيء قدير. أبو الحسن علي الحسني الندوي لكهنؤ (الهند) مقدمة بقلم الباحث الإسلامي الأستاذ سيد قطب ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يرد عليهم إيمانهم بأنفسهم وثقتهم بماضيهم ورجاءهم في مستقبلهم .. وما أحوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة أكثر مما يتخذونه بالمعرفة. وهذا الكتاب الذي بين يدي: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لمؤلفه (السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي) من خير ما قرأت في هذا الاتجاه ، في القديم والحديث سواء. إن الإسلام عقيدة استعلاء، من أخص خصائصها أنها تبعث في روح المؤمن بها إحساس العزة من غير كبر ، وروح الثقة في غير اعتزاز، وشعور الاطمئنان في غير تواكل. وأنها تشعر المسلمين بالتبعة الإنسانية الملقاة على كواهلهم، تبعة الوصاية على هذه البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وتبعة القيادة في هذه الأرض للقطعان الضالة، وهدايتها إلى الدين القيم، والطريق السوي، وإخراجها من الظلمات إلى النور بما آتاهم الله من نور الهدى والفرقان : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ... { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } . وهذا الكتاب الذي بين يدي يثير في نفس قارئه هذه المعاني كلها، وينفث في روعه تلك الخصائص جميعها، ولكنه لا يعتمد في هذا على مجرد الاستثارة الوجدانية أو العصبية الدينية ، بل يتخذ الموضوعية أداته، فيعرضها على النظر والحس العقل والوجدان جميعاً، ويعرض الوقائع التاريخية والملابسات الحاضرة عرضاَ عادلاَ مستنيراَ ،ويتحاكم في القضية التي يعرضها كاملة إلى الحق والواقع والمنطق والضمير، فتبدو كلها متساندة في صفة وفي صف قضيته، بلا تمحل ولا اعتساف في مقدمة أو نتيجة. وتلك مزية الكتاب الأولى. إنه يبدأ فيرسم صورة صغيرة سريعة- ولكنها واضحة- لهذا العالم قبل أن تشرق عليه أنوار الإسلام الأولى. رسم الصورة لهذا العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، من الهند و الصين إلى فارس والروم، صورة المجتمع وصورة الضمير في هذه الدنيا العريضة، في الجماعات التي تظلها الديانات السماوية، كاليهودية والمسيحية، والتي تظلها الديانات الوثنية، كالهندوكية والبوذية والزرادشتية .. وما إليها .. إنها صورة جامعة تعرض رقعة العالم وتصفها وصفاً بيناً، لا يعتسف المؤلف فيه، ولا يستبد به، إنما يشرك معه الباحثين والمؤرخين من القدامى والمحدثين ، ممن يدينون بغير الإسلام ، فلا شبهة في أن يكونوا مغرضين له ، وللدور الذي أداه في ذلك العالم القديم . إنه يصف العالم تسيطر عليه روح الجاهلية ، ويتعفن ضميره ، وتأسن روحه ، وتختل فيه القيم والمقاييس ، ويسوده الظلم والعبودية ، وتجتاحه موجة من الترف الفاجر والحرمان التاعس ، وتغشاه غاشية من الكفر والضلال والظلام ، على الرغم من الديانات السماوية ، التي كانت فد أدركها التحريف ، وسرى فيها الضعف ، وفقدت سيطرتها على النفوس ، واستحالت جامدة ، لا حياة فها ولا روح ، وبخاصة المسيحية. ... فإذا فرغ المؤلف من رسم صورة العالم بجاهليته هذه ، بدأ يعرض دور الإسلام في حياة البشرية . دوره في تخليص روح البشر من الوهم والخرافة ، ومن العبودية والرق ، ومن الفساد والتعفن ، ومن القذارة والانحلال ، ودوره في تخليص المجتمع الإنساني من الظلم والطغيان، ومن التفكك والانهيار ، ومن فوارق الطبقات واستبداد الحكام واستذلال الكهان ، ودوره في بناء العالم على أسس من العفة والنظافة والإيجابية والبناء ، والحرية والتجدد ، ومن المعرفة واليقين ، والثقة والإيمان . والعدالة والكرامة ، ومن العمل الدائب لتنمية الحياة وترقية الحياة ، وإعطاء كل ذي حق حقه في الحياة . كل أولئك في إبان الفترة التي كانت القيادة فيها للإسلام في أي مكان ، والتي كان الإسلام فيها يعمل ، وهو لا يستطيع أن يعمل أن يعمل ألا أن تكون له القيادة ، لأنه بطبيعته عقيدة استعلاء ، ومنهج قيادة ، وشرعة ابتداع لا إتباع . ثم تجيء الفترة التي فقد الإسلام فيها الزمام ، بسبب انحطاط المسلمين ، وتخليهم عن القيادة التي يفرضها عليهم هذا الدين ، والوصاية التي يكلفهم بها على البشرية ، والتبعات التي ينوطها بهم في كل اتجاه . وهنا يستعرض المؤلف أسباب هذا لانحطاط الروحية والمادية ، ويصف ما حل بالمسلمين أنفسهم عندما تخلوا عن مبادئ دينهم ، ونكصوا عن تبعاتهم ، وما نزل بالعالم كله من فقدانه لهذه القيادة الراشدة ، ومن انتكاسه إلى الجاهلية الأولى ، ويرسم خط الانحدار الرهيب الذي ترتكس فيه الإنسانية في ذات الوقت الذي تفتح فيه آفاق العالم الباهرة . يرسم هذا الخط عن طريق التأمل الفاحص ، لا بالجمل النارية والتعبيرات المجنحة . فالحقائق الواقعة ، كما عرضها المؤلف غنية عن كل بهرج وكل تزويق . ومن خلال هذا الاستعراض ، يحس القارئ ، بمدى الحاجة البشرية الملحة إلى تغيير القيادة الإنسانية ، وردها إلى الهدى الذي انبثق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الجاهلية إلى المعرفة ، ويشعر بالقيمة الكلية لوجود هذه القيادة في الأرض ، وبمدى الخسارة التي حلت بالبشر جميعاً ، لا بالمسلمين وحدهم في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل القريب والبعيد . كذلك يثور في نفس لمسلم بصفة خاصة روح الندم ، على ما فرّط ، وروح الاعتزاز بما وُهب وروح الاستشراف إلى القيادة التي ضيَّع . ولعله مما يلفت النظر تعبير المؤلف دائماً عن النكسة التي حاقت بالبشرية كلها منذ أن عجز المسلمون عن القيادة بكلمة " الجاهلية " . وهو تعبير دقيق الدلالة على فهم المؤلف للفارق الأصيل بين روح الإسلام ، والروح المادي الذي سيطر على العالم قبله ، ويسيطر عليه اليوم بعد تخلي الإسلام عن القيادة .. إنها (الجاهلية) في طبيعتها الأصلية ، فالجاهلية ليست فترة من الزمن محدودة ، ولكنها طابع روحي وعقلي معين ، طابع يبرز بمجرد أن تسقط القيم الأساسية للحياة البشرية ، كما أرادها الله ، وتحل محلها قيم مصطنعة تستند إلى الشهوات الطارئة ، وهذا ما تعانيه البشرية اليوم في حالة الارتقاء الأولى ، كما كانت تعانيه من قبل في أيام البربرية الأولى . فرسالة العالم الإسلامي هي الدعوة إلى الله ورسوله والإيمان باليوم الآخر. وجائزته هي الخروج من الظلمات إلى النور ، ومن عبادة الناس إلى عبادة الله وحده والخروج من ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام . وقد ظهر فضل هذه الرسالة . وسهل فهمها في هذا العصر أكثر من كل عصر ، فقد افتضحت الجاهلية ، وبدت سوأتها للناس ، واشتد تذمر الناس منها ، فهذا طور انتقال العالم من قيادة الجاهلية إلى قيادة الإسلام ، لو نهض العالم الإسلامي ، واحتضن هذه الرسالة بكل إخلاص وحماس وعزيمة ، ودان بها (( كالرسالة الوحيدة التي تستطيع أن تنقذ العالم من الانهيار والانحلال )) ، كما يقول المؤلف الفاضل قرب نهاية الكتاب . وأخيراً ، فإن الخصيصة البارزة في هذا الكتاب كله هي الفهم العميق لكليات الروح الإسلامية في محيطها الشامل وهو لهذا لا يعد نموذجاً للبحث الديني والاجتماعي فحسب ، بل نموذجاً للتاريخ كما ينبغي أن يكتب من الزاوية الإسلامية. لقد مضى الأوربيون يؤرخون للعالم كله من زاوية النظر الغربية ، متأثرين بثقافاتهم المادية ، وفلسفتهم المادية ، ومتأثرين كذلك بالعصبية الغربية والعصبية الدينية – شعروا بذلك أم لم يشعروا ومن ثمَّ وقعت في تاريخهم أخطاء وانحرافات ، نتيجة إغفالهم لقيم كثيرة في هذه الحياة لا يستقيم تاريخ الحياة ولا يصح تفسير الحوادث والنتائج بدونها ، ونتيجة عصبيتهم التي تجعل أوروبا في نظرهم هي محور العالم ومركزه دائماً ، ولإغفالهم العوامل الأخرى التي أثرت في تاريخ البشرية ، أو التهوين من شأنها إذا لم يكن مصدرها هو أوروبا . ولقد درجنا نحن على أن نتلقف التاريخ من أيدي أوربا كما نتلقف كل شيء آخر نتلقفه بأخطائه تلك ، وهي أخطاء في المنهج بإغفال قيم كثيرة وعوامل كثيرة ، وأخطاء في التصوير نتيجة النظر من زاوية واحدة للحياة البشرية ، وأخطاء في النتائج تبعاً للأخطار المنهجية والتصويرية. وهذا الكتاب الذي بين يدي نموذج للتاريخ الذي ينظر للأمور كلها ، وللعوامل جميعها ، وللقيم على اختلافها . ولعل القارئ لم يكن ينتظر من رجل مسلم ، واثق بقوة الروح الإسلامي ، متحمس لرد القيادة العالمية إليه ، أن يتحدث عن مؤهلات القيادة ، فلا ينسى بجوار (الاستعداد الروحي) أن يلح في (الاستعداد الصناعي ولحربي) و (التنظيم العلمي الجديد)وأن يتحدث عن (الاستقلال التجاري والمالي ) . إنه الإحساس المتناسق بكل مقومات الحياة البشرية . وبهذا الإحساس المتناسق سار في استعراضه التاريخي ، وفي توجيهه للأمة الإسلامية سواء ، ومن هنا يعد هذا الكتاب نموذجاً للتاريخ ، كما يجب أن يتناوله المسلمون مستقلين . عن التأثر بالطريقة الأوروبية ، التي ينقصها هذا التناسق وهذه العدالة وهذا التحقيق . وإنه ليسعدني أن أتحدث عن هذا الكتاب بذلك الإحساس ذاته ، وأن أسجل هذه الظاهرة ، وأنا مغتبط بهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أطلع عليه في العربية .. اللغة التي آثر صاحبه أن يكتبه بها ، وأن ينشره في مصر للمرة الثانية : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } سيد قطب معلومات الملف : نوع الملف / ملف وورد (Word doc) الحجم / 260 كيلوبايت فقط للتحميل / اضغط هنا بزر الفأرة الايمن ثم اختر حفظ الهدف باسم تقبلوا تقديري |
05-04-2007, 04:13 PM | #3 |
شاعر
|
يعطيك الف عافيه
كل مره تتحفنا بمواضيعك الرائعه بارك الله فيك . . تم التحميل . دمت بالف خير |
05-04-2007, 04:39 PM | #4 |
الإشراف العام
|
ومن لا يعرف هذا العملاق
ومن يشك في تميزك بارك الله فيك |
04-10-2007, 03:07 AM | #7 |
|
مشكووووووووووووووور والله يعطيك الف عافيه أخي أبو دوس والله يوفقك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : [كتاب اليكتروني] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماذا تفعل لو حكمت العالم | ياسرالزهراني | الإستراحة | 24 | 12-08-2008 10:42 AM |
الحرية تجاه المسلمين ماذا قالوا؟! | عاشق المربا | الإسلام حياة | 4 | 30-07-2008 01:07 AM |
مجلة أمريكية تنشر تقريراً عن كتاب (لا تحزن) كأكثر كتاب عربي مبيعاً في العالم | الصغير1 | الإسلام حياة | 26 | 05-07-2008 04:04 PM |
ضياع ديني .. كتاب عن المسلمين في أمريكا | الصغير1 | الإسلام حياة | 16 | 25-03-2008 02:14 AM |
الاتصالات السعودية تطرح خدمة (نسختي) تفاصيل الخدمة + كتاب اليكتروني | ابو دوس | الاتصالات والجوالات | 0 | 19-09-2006 10:55 PM |