القوة ومفهومها

[الفقار]

قال تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )

ذكر معظم المفسرين بأن معنى القوة هنا الرمي نريد آرائكم حول مفهوم القوة في هذه الآية الكريمة

ولكم خالص الشكر والتقدير

[أديب]

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكرك أخي " الفقار " على هذا الموضوع المهم ...

بالنسبة لمفهوم القوة .. فهو يختلف من زمنٍ لآخر ، حسب الظروف والمتغيرات التي تطرأ على بني البشر جميعاً ..

ففي الماضي البعيد .. قبل اختراع آلات الوقود الحربية ..
كانت الحروب تشغّل ُ بالسيوف والدروع والرماح .. وبالطبع كانت مصدراً ..
هاما ( للقوة ) في ذلك الوقت .. ثم اختُرع المنجنيق .. وكان يمثلُ نقلةً نوعيةً في مجال الحروب .. وله تأثيرٌ كبير في ..
ترجيح الكفة بين الخصوم ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة أثناء القتال على الرمي بالسهام والرماح .. وكان يقول :
" الا إن القوة الرمي " .. وقال عندما رأى سعد بن أبي وقاص يرمي فيصيب الأهداف ببراعة ..
إرم ِ سعد .. إرم ِ فداك أبي وأمي ... وبالمناسبة .. ربما يكون سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الصحابي الوحيد ..
الذي فداه الرسول " بابيه وأمه " .. نظراً لأهمية العمل البطولي الذي كان يقوم به في هذه المعركة ...
والذي رجّح كفة المسلمين على الكافرين ..
إذاً القوة هنا .. هي الرمي بالسهام ...
وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - كما تعلمون - أول من رمى بسهم ٍ في الإسلام ..

ومع تعاقب السنين والحضارات .. تغيرت وتطورت آلات الحروب ...
فاختُرعت الدبابة والغواصة والطائرة المقاتلة والصـــاروخ والسفينة الحربية... وغيرها من الآلات الحربية ..
واصبحت الدول التي تمتلك مثل هذه الآلات .. بل وتصنعها بنفسها .. هي المسيطرة على العالم .. ويحقُّ لها ذلك ...!!!

هذه الدول التي تطورت في مجال الصناعات الحربية - بكل أســف - كلها غير مسلمة ... ولقد فعلت ذلك لأنها تعلم ..
أن القوة هي مصدر القيادة والسيطرة على البشرية جمعاء ...
مستفيدة ً من الآية الكريمة التي ذكرتها أخي الفقار
في بداية حديثك ...

والتي يقول فيها الله تعالى : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)

وما اهتمت حضارة ٌ ما - على مر ّ السنين - بالقوة ( حسب شدة فتك السلاح ) .. إلا وكان لها شأنٌ عظيم ٌ ..
أمام الأمم الأخرى .. خصوصاً إذا كانت الأمم الأخرى هذه ضعيفة الإرادة .. ولاتتمتع بقوة السلاح التي تمكنها من ..
مجابهة الأعداء في حال التربص بها ... !!!

وما يحدث للأمة الإسلامية اليوم من ذلٍ وهوان .. لهو أكبر دليلٍ على هذا المنطق ... ( منطق البقاء للأقوى ) ...!!!

اللهم أعز الإسلام والمسلمين .. وأذل الشرك والمشركين
اللهم أبرم لهذ الأمة أمر رشدٍ يُعز ُّ في أهل طاعتك .. ويُذل فيه أهل معصيتك ..

بارك الله فيك أخي " الفقار " على هذا الموضوع المتميز

تحياتي
،،،

[الهيثم 07]

اشكرك على هذا الموضوع الرائع والطرح الجميل

المقصود بالقوة في الآية القرآنية جاءت نكرة ، وهي تشير إلى العموم ،

خصوصًا مع دخول ( من ) عليها ، وكأن المعنى : أعدوا لهم أي قوة تستطيعون بها إرهاب

عدو الله وعدوكم ، فتشمل كل ما يطلق عليه قوة ، ثم جاء تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم

لينبه على أعلى القوة وأقواها وأجدرها في إرهاب أعداء الله ، إلا وهي الرمي .

ولقد أثبتت الحروب ـ قديمها وحديثها ـ أن الرمي هو السلاح الفتاك الذي يحسم المعركة ،

فالمنجنيقات التي كانت تدك الحصون ، وترمي بكرات النار على الناس في حصونهم ،

والطائرات التي نراها اليوم تدكُّ البنى التحتية لعراقنا وفلسطيننا ولبناننا ،وغيرها من بلادنا

الإسلامية تدل دلالة واضحة على صحة ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم


وهو أعلى القوهـ وأقواها..

[الفقار]

الأخ أديب
الأخ الهيثم
أعجز عن شكركما على التفاعل الايجابي وإثراء الموضوع بما يستحقه
عموما هذه الكلمة تحتاج إلى توقف وتأمل في فهم معناها اليوم فهل القوة اليوم هي القوة العسكرية فقط طبعا لا
ولنا أن نتأمل في تاريخ اليابان الحديث ما بعد الحر ومدى قوتها اليوم من أين اكتسبت هذه القوة
والصين التي غلبت قوتها الاقتصادية قوتها العسكرية
والتجربة الماليزية الرائعة والراقية
كل هذه الأمثلة تؤكد من وجهة نظري بأن مفهوم القوة يتغير عن مفهومه السابق

أشكر لكما حواركما الراقي