العفو عن القاتل مقابل عشرة ملايين ( الشيخ عائق القرني )

[صالح بن فارس]

بسم الله الرحمن الرحيم

جائتني هذه الرسالة بل هذه الدرة من أحد الأحبه عبر الإيميل الخاص وهو كلام يكتب بمداد من ذهب للشيخ عائض القرني ، وبها كلام الشرع والعقل نحو مسألة انتشرت في الآونة الأخيرة فمع الشيخ جزاه الله عنا خير الجزاء ..

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛؛

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العفو عن القاتل مقابل ملايين من الريالات قد تصل إلى العشرة أو أقل أو أكثر، وما أدري كيف تُسمى هذه الطريقة عفو لوجه الله؟ إن الإسلام أوجب القصاص أو الدية أو العفو، فإما قصاص تذهب فيه النفس بالنفس؛ ليأمن المجتمع وتنكسر شوكة القتلة وتُصان الدماء وتُحفظ الأنفس «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون» وإما دية محددة يأخذها ولي الدم ويتفق عليها من قبل الدولة ويرعى تحديدها ولي الأمر بما يراه العلماء مناسباً للعصر، وإما عفو لوجه الله لا يأخذ فيه ولي الدم قطميراً أو نقيرا بل له الأجر من الله وحده، كيف نفهم العفو من ولي دم يقول: عفوت لوجه الله مقابل 8 ملايين ريال وأربعة جيوب لكزس 8 سلندرات!. وآخر يقول عفوت لوجه الله مقابل مخطط في شمال الرياض ودار سكنية في مكة ومزرعة للعيال!، فكيف يكون هذا من أهل العفو والصفح؟! وقد أشرفتُ على قضايا طلب بعضهم الستة والسبعة والثمانية ملايين وهو عند نفسه قد عفا لوجه الله وقد تفضل مشكوراً على القاتل وأهله، ومن أين يجمع ولي الدم هذا المبلغ الذي تعجز عنه القبيلة بأسرها؟ فيركبه هم الدين وشماتة الشحاذة أمام الناس، وهنا واجب الدولة التدخل السريع أمام هذا البيع العلني لدم القتيل ومخالفة الشريعة لأن ولي الدم لم يأخذ بالقصاص ولا بالدية المحددة ولم يعف لوجه الله وإنما انتقل إلى المزاد العلني في بيع دم القتيل، هل دماء المسلمين تُباع بهذا الرخص؟ إن قطرة من دم الإنسان أفضل من كنوز الدنيا، فلماذا نترك الحبل على الغارب أمام الجشع والطمع لأناس لـمّا قُتل إخوانهم وأبناؤهم أخذوها فرصة لجمع الملايين وأخذ المخططات والفلل واشتراط سيارات المرسيدس مع تحديد الموديل والمواصفات، ولماذا يتدخل بعض الأعيان والتجار في غياب الدولة لبذل أموالهم وأحدهم لا يستحي من الله وجاره يبيت جائعاً بجانبه، وآخر يرى الأطفال الأيتام يتسوّلون في الشوارع فلا يرفُّ له جفن ولا تفيض منه دمعة ولا تجود يده بريال، نحن إذاً أمام مشكلة اجتماعية كبرى غاب عنها المسؤولون والعلماء وهي: المزايدة في بيع دم القتيل تحت مسمى العفو لوجه الله وهذا تضليل للمصطلحات الشرعية، وأعرف بعض القضايا باع فيها أهل القاتل دورهم ومزارعهم؛ ليدفعوها لولي الدم الذي عفا بزعمه لوجه الله، أي عفو يا أخي ورصيدك وصل العشرة ملايين ريال وبعض الأسر عجزت أن تجد ألف ريال تشتري به لحماً وخبزاً، إذاً لنعد إلى الشريعة في القصاص أو الدية المعروفة أو العفو بلا مقابل ولترعى الدولة المسلمة هذه الأحكام التي فيها صلاح العباد والبلاد، أما أن تترك الأمور لتخمينات الطامعين والجشعين الذين لا يعرف بعضهم نواقض الوضوء فهذا إهمال وتفريط، إن الشريعة عظيمة لأنها ربّانية ولهذا حدّدت المسارات في القصاص والدية والعفو وحثت على العفو والمسامحة، ولكنها لم تترك الأمر نهباً مشاعاً للقبائل والعشائر يحددونه هم بل أوجبت على ولي الأمر أن يرعى تنفيذ هذه الأوامر الشرعية، ثم أقول لمن يدعي أن في القصاص همجية: تبَّتْ يدك وسحقاً لك، والله لقد رأينا الأمن استتب، والقاتل ارتدع، وعصابات الجريمة دُمِّرت، وأمِنَ الناس على دمائهم وأموالهم «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون» ولقد عادت بعض الدول الغربية الكبرى إلى مسألة إعدام القاتل؛ لأنهم وجدوا أن القتل انتشر وأنه لا يردع القتلة إلا قتل النفس بالنفس، فسبحان الله الخالق الحكيم ما أعدله في خلقه وما أعلمه بما يصلح الدولة والأمة والمجتمع والفرد:

* من بلادي يُشرقُ الحقُ ولا ـ يشرقُ الحق من الغير الغبي

* وبها مهبطُ وحي الله بـلْ ـ أرسل اللهُ بها خيـرَ نبـي

* قل: هو الرحـمن آمنا به ـ واتبعنـا هادياً مـن يثربِ

تم نقلها من خلال إيميلي الخاص ..

شكرا لكم ولا تنسونا من دعائكم ؛؛

[العرنين]

يعطيك الف عافيه
جميل من الشيخ كعادته في طرح مواضيع مباشره
تلامس الواقع والاحداث
مجرد مزايدات ويسمونها عفو لوجه الله
سبحان الله يختارون الديه ثم يقولون عفو لوجه الله
ياخذون الملايين ويبطرون ثم يظهرون للناس بشيمة العافين عن الناس
لا حول ولا قوة الا بالله
.

[ابو نضال الدوسي]

كلام جميل ومعبر
من بلادي يُشرقُ الحقُ ولا ـ يشرقُ الحق من الغير الغبي
تصحيح البيت \من الغرب الغبي\

هناك اعيان وشيوخ اصبحوا يمارسون هذا العمل كسمسرة تدر عليهم الملايين وانفضح امرهم مرارا ولكن اصحاب طلب العفو مجبرون والله المستعان

شكرا ابا شادن

[أبو عبدالعزيز1]

الرد على مثل هؤلاء والنقاش معهم ونصحهم يطول ..
لا أقول ليس من حقهم ولكن لا أريدهم أن يقولوا وينسبوا فعلتهم المرتبطة بالطمع أنها لوجه الله ..
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا ويبعد قلوبنا عن المراءاة وحب الدنيا وأخيرًا لك مني كل الشكر والامتنان أخي بن فارس..

[ابو خالد الدوسي]

شكرا ابا شادن والشكر موصول لشيخنا الفاضل
وبارك الله في عمره وامده بالصحه
يا اخي الحبيب (( انا وجهة نظري الشخصيه))
ان من يطلب هكذا مبالغ بياع دماء لانه رغب فيما عند الناس
وزهد في الاجر من الله لا ويقولون ( عفو)
تحياتي
ابو خالد

[فارض احترامي]

مشكور بن فارس وبارك الله في عمره وامده بالصحه
يا اخي الحبيب (( انا وجهة نظري الشخصيه))
ان من يطلب هكذا مبالغ بياع دماء لانه رغب فيما عند الناس
وزهد في الاجر من الله لا ويقولون ( عفو)
تحياتي
فارض احترامي

[ابو دوس]

بارك الله فيك يابو شادن

وتذكرت معها موقف

عندما رمى امير الجوف وجمهور من الناس عقلهم عند باب بيت قبلان
لكن قبلان ما سوى شيء

زعل الامير وزعل الناس وقالوا هذا مايقدر الرجال ولا يقدر رمية عقلنا

قالهم واحد من الحضور
انتم الان ساويتم دم ولده برمية عقلكم
وقبلان ولده يسواكم كلكم عنده



كلام الشيخ في الصميم
فما يحدث حاليا متاجرة بالدماء
قد يجر الى تفشي الجريمة وانتفاء المقاصد الشرعية الحكيمة من اقامة مثل هذه الحدود


ابو شادن

في العنوان مكتوب
( الشيخ عائق القرني )

ما ادري هل هو خطأ املائي
او ان مرسل الايميل وضعها كتهكم وسخرية بموقف الشيخ ؟؟؟؟؟؟



تقبل التقدير ياالغالي

[إحساس]

بسم الله الرحمن الرحيم

صدق والله الشيخ فيما قال .. أصبحت ظاهرة منتشرة مع الأسف ..
أتمنى من العلماء الأجلاء النظر في هذا الموضوع ..

شكراً لك عزيزي ( بن فارس ) وبيض الله وجهك ..

محبكم
إحساس

[صالح بن فارس]

أخي الكريم أبا وتين

نعم والله هي كما قلت فالمسألة طالت وكبرت لمرحلة لم يعد يجدي معها السكوت وهذا ما جعل الشيخ جزاه الله خير يتطرق للأمر فالأمر والله جد خطير ..

شكرا لمرورك وتعليقك الكريم ..

تحياتي ؛؛

[صالح بن فارس]

أخي الكريم أبا نضال

القضية أنهم وجدوا أناس يرغبون في فعل الخير حتى لو دفعوا ملايين الدنيا من أجل عتق رقبة وهذا ما جعل الأمور تتمادى إلى حد مخجل ومحزن في نفس الوقت .

ولكن ندعوا الله أن يصلح الحال وأن يجعل من يعتق يعتق لوجه الله لا لأموال ولا لسمعة ..

شكرا لك أبا نضال ..

تحياتي ؛؛