تهول أخطاءه داخليا.. ويحظى بالتقدير خارجيا:الحكم المحلي... يسقط ضحية لعقد الأجنبي

[محمد حسن الزهراني]

يعيش الحكم السعودي وضعا متناقضا بين الملاعب الداخلية والخارجية، ففي حين يحظى بتقدير واحترام أثناء إدارته للمباريات في الاستحقاقات الخارجية، يتحول في الداخل إلى «شماعة» يعلق عليها الفريق الخاسر أسباب هزيمته، ودائما ما تهول الأخطاء الطفيفة التي قد تصدر منه، وتبرز في وسائل الإعلام أكثر من تلك التي يرتكبها الحكام الأجانب، ربما بدافع التعصب والميول. عدد من الحكام والمسؤولين طالبوا في حديثهم إلى «النادي» بتفريغ الحكام السعوديين وتطبيق نظام الاحتراف عليهم أسوة باللاعبين، متوقعين أن تسهم هذه الخطوة في تطوير قدراتهم. ووصفوا الحملات التي تشن على الحكام المحليين بـ»الظالمة»، مقترحين عددا من الحلول للمشكلات التي تواجههم منها إيجاد لجنة تحميهم لها قوة وخبرات رياضية كبيرة، مدعومة بحكام شبان يجيدون التعامل مع التقنية الحديثة، بدلا من الذين هجروا الملاعب منذ ربع قرن. معسكر تدريبي لـ23 حكما محليا في ايطاليا استغرب رئيس لجنة الحكام عبدالله الناصر الحملات التي تشن على الحكم السعودي في المسابقات المحلية، مطالبا بالوقوف معه والشد من أزره، لاسيما وانه دائما ما يحظى بقبول في المسابقات الخارجية وقال: «نلاحظ تفرقة في التعامل بين الحكم السعودي والآخر الأجنبي، فخطأ الأول غير مغفور، فيما يغض الطرف عن الأخطاء التي قد يرتكبها الأجنبي». مشيرا إلى أن وسائل الإعلام دائما ما تسلط الضوء على الخطأ المرتكب من الحكم المحلي، وهو ما لا تفعله مع الأجنبي. وأوضح أنهم يتقبلون ذلك بصدر رحب وشفافية، لكن في الآونة الأخيرة ازداد نقد الحكام المحليين ونظمت ضدهم الحملات الإعلامية، وتساءل قائلا: «أليس الحكم بشر يخطئ ويصيب، فلا بد من جميع النقاد والإعلاميين التعامل معه على هذا الأساس، وان يسعوا لنشر الوعي والتثقيف الرياضي بين المجتمع تجاه الحكام، وتقبل قراراتهم بعيدا عن التعصب والميول». وكشف عن دخول الحكام السعوديين مرحلة تطويرية جديدة تتمثل في إلحاق 23 منهم في معسكر بإيطاليا، يكتسبون خلاله الخبرات والمهارات والقوانين الجديدة التي أضيفت الى اللعبة. وأعلن عن معسكرات أخرى تنظم في الداخل والخارج من شأنها الرقي بالتحكيم في السعودية، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، مشيرا إلى أن الحكام الملتحقين بمعسكر ايطاليا سيسهمون بنقل خبراتهم إلى زملائهم في الداخل فور وصولهم لأرض الوطن. الهفوات مصدر الإثارة في كرة القدم وأكد الحكم السابق عبد الرحمن الـزيد على وجود أخطاء من الحكام، معتبرا إياها جزء من اللعبة «ولا يوجد كمال في أي عمل يؤديه البشر». وقال: « فالكمال لله سبحانه وتعالى. والحكم معرض للخطأ أثناء إدارته للقاء يدخله وهو يحمل في طياته ضغوطات كبيرة، سواء من الإعلام أو الجمهور». ورأى أن الحملات التي تشن على الحكام السعوديين ظالمة، لاسيما أنهم يبدعون أثناء إدارة المباريات في البطولات الخارجية، مشيرا إلى أن الضغوطات التي يعيشون فيها داخليا ربما تؤثر عليهم أثناء تحكيم اللقاءات المحلية. وطالب الزيد بمنح الحكام السعوديين الثقة المطلقة، والتجاوز عن الهفوات التي هي جزء من لعبة كرة القدم، والصبر عليهم لمدة موسمين على أقل تقدير ومن ثم مساءلتهم وليس محاسبتهم، حاضا على العودة إلى النظام السابق بعدم إعلان عقوبة الحكام. وشدد على أهمية تفريغ الحكام واحترافهم مجاراة لنظام الاحتراف المطبق على اللاعبين، مشيرا إلى أنه ليس من المتوقع أن ينجح حكم هاو أو مساعد في دوري محترفين. وأكد على نجاح الحكم المحترف في دوري هواة، لافتا إلى أنه لا يوجد عذر لخطأ أي حكم محترف. ورأى إمكانية النظر في موضوع احتراف الحكم السعودي بسهولة، لأن أعدادهم قليلة مقارنة بأعداد اللاعبين المحترفين. لجنة التحكيم تعجز عن حماية قضاة الملاعب اعتبر الحكم الدولي السابق ومقيم الحكام عبدالرحمن الجروان لجنة التحكيم الحالية، ومنذ أن دخل مجال التحكيم عام 1414هـ أسوأ لجنة مرت على تاريخ اللجان، مرجعا ذلك الى أسباب عدة منها عدم استطاعتهم توفير موازنات الدورات والمعسكرات. وقال: «حتى مكافآت الحكام لا تستطيع اللجنة توفيرها، فالعاملون فيها يتقاضون المكافآت من دون أن يبذلوا أي جهد، فيما الحكام يعيشون تحت ضغوط نفسية رهيبة ولا يجدون من يدافع عنهم، كما أن عددا من حكام الدرجة الأولى لم تصرف مكافآتهم العام الماضي، وحكام الناشئين وشباب الممتاز لم يتقاضوها منذ عامين». متسائلا عن دور لجنة التحكيم وهل هو يقتصر على التكاليف فقط؟. وأكد أن الحملات الإعلامية مبرمجة على الحكام السعوديين فقط، مشيرا الى أن ذلك نابع من قصور في الإعلاميين المحليين. وقال: «لذا على الحكام أن يطالبوا بإعلاميين أجانب مع احترامي للجميع، كما طالب البعض بحكام من الخارج». وأقترح عدد من الحلول للمشكلات التي تواجه الحكام السعوديين منها إيجاد لجنة لها قوة وذات خبرات رياضية كبيرة، مطالبا بتعيين فيها حكام شبان يجيدون التعامل مع التقنية الحديثة والحاسب الآلي، ليس حكام هجروا الملاعب منذ ربع قرن. وطالب بإيجاد موازنة ثابتة للجنة لتفعل برامجها، متمنيا أن يتسلم الحكم مكافأته مباشرة بعد فراغه من إدارة المباراة، مشيرا إلى إنه بالإمكان تنفيذ هذه الخطوة بالاستعانة بمحاسبين محترفين. وأرجع الجروان تأخر تسليم مكافآت الحكام إلى عدم وجود ميزانية مالية ثابتة، مبديا خوفه من التجاهل الذي يعانيه الحكم السعودي، قائلا «أخشى أن يأتي يوم لا نجد فيه حكم سعودي كما حدث في دول الجوار». ونفى أن يقدم الحكام السعوديون لمستويات راقية في مشاركاتهم الخارجية مقارنة بالداخل، مشيرا إلى أن الحكام هم الحكام بيد أنهم حين يشاركون في الخارج يقف المحللون والنقاد معهم ويشدون من أزرهم، فيما يقفون ضدهم في المسابقات الداخلية كل محلل منهم وفق ميوله. ورأى أن الطريقة المثلى لمعاقبة الحكم المخطئ هو جعله يحكم مباريات الدرجات الأدنى»الأولى وغيرها «معتبرا إيقافه عن تحكيم المباريات إجراء غير صحي»، لأن الحكم مثل اللاعب متى ما ابتعد عن المباريات فقد حسه الرياضي والإيقاف بمثابة علاج الخطأ بخطأ. وأكد الجروان أنه لا يأتي إلينا أفضل الحكام الأجانب، بل العاديين الذين ليس لديهم ارتباط مع أي مباراة، لافتا إلى أنه لم يعجبه من الحكام الذي شاركوا في مسابقاتنا سوى اثنين فقط السويسري « ماسيمو بوساكا» والايطالي «روزيتي». افتقاد المجتمع للتثقيف الرياضي عزا مدرب الدرجة الأولى سلطان عكيري ما يتعرض له الحكم السعودي إلى افتقاد شريحة واسعة من المجتمع للتثقيف الرياضي، لافتا إلى أن غالبية الرياضيين لا يقبلون الهزيمة ويبحثون عن الأسباب الحقيقية وراءها، بل أسهل شيء لديهم هو تحميل الحكم مسؤوليتها. وقال: «لك أن تتخيل أن إدارة الفريق بداية من الرئيس إلى اقل الأشخاص أهمية يعرف مسبقا ماذا سيقول في حال الهزيمة، ومن سابع المستحيلات أن ينسب سبب الهزيمة إلى ضعف في فريقه حتى وإن كان هذا الضعف واضحا لكيلا يلام من جماهيره على التقصير». وطالب بالاهتمام بالتثقيف الرياضي في جميع الفرق، مشيرا إلى أن ذلك سيحدد الأخطاء والقصور بدقة، وسيسهل على الفريق تلافيها في المستقبل. ما يسهم بالرقي في الرياضة في البلاد. الحكم المحلي شماعة لإخفاقات الأندية وأوضح الحكم عبدالله القبيسي أن الحكم السعودي أصبح شماعة تعلق عليها الأندية إخفاقاتها، «وبات يعيش تحت ضغوط من جميع الأطراف». وطالب الجميع الوقوف مع الحكم المحلي وزرع الثقة في نفسه، بتوعية الرياضيين كافة، بالدور الذي يضطلع به الحكم، مستغربا الاحتفاء به في الخارج ومهاجمته في الداخل، مرجعا ذلك إلى الميول والتعصب، الذي تسلم منهما الملاعب الأجنبية. لجنة تحفظ للحكام السعوديين هيبتهم في الملاعب دعا الحكم عبد الله عسيري إلى محاسبة كل من يحاول الإساءة إلى الحكم السعودي وتحميله أخطاء لم يرتكبها، مشيرا إلى أن الهجوم الذي يشن بعد كل مباراة على الحكام بات يشكل لهم قلقا ومصدر إزعاج. ورأى أن الحل في تثقيف الجمهور وسن عقوبات صارمة لكل من يسيء للحكام، سواء كان لاعبا أو إداريا، مطالبا بضرورة وجود لجنة مسؤولة تتولى هذا الجانب «حتى تحفظ للحكام المحليين هيبتهم في الملاعب».
مجلة النادي

[احمد بن مريع]

هناك أخطاء تحكيمية تأتي قاصمة للظهر حتى وإن كانت بدون قصد ..
والحقيقة أن هناك حكام أندية كما هي بعض الصحف وكتابها .
يبدع الحكم خارجياً لأنه يتجرد من ميوله ومتى ماتجرد منها داخلياً
فسيعود إلى مستواه الطبيعي . شكراً أخي محمد