منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كتاب / “شتاء الحكايات”


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2013, 11:31 AM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
2 كتاب / “شتاء الحكايات”




















تأخذك عائشة سلطان منذ الأسطر الأولى لكتابها “شتاء الحكايات” الصادر حديثاً عن دار “هماليل” للطباعة والنشر في أبوظبي، إلى عالمها الكتابي ذي الطابع السردي الذي يتكئ على التدفق اليومي للحياة، راصدة تفاصيل تلك الحياة وما تطرحه تقلباتها من مشاكل وقضايا صغيرة وكبيرة، خاصة وعامة، يعيشها المجتمع الإماراتي في راهنه، وتتنقل بين كل تلك المواضيع عبر سردها المنسوج من فسيفساء الواقع الذي تعيشه بكيانها، وترصده بعينها، وتحلله بذهنها، والمتعلق بقضايا المعيشة والمشاكل الاجتماعية وفلسفة الحياة، وزوايا النظر التي ينظر كل شخص منها إلى تلك الحياة . الكتاب مجموعة مقالات نشرت خلال السنوات الأخيرة، ويضم ثمانية وخمسين مقالاً، لم تكلف الكاتبة نفسها بوضع مقدمة توضيحية لها، يستدل بها القارئ على ما فيه من موضوعات، ولعلها اختارت أن تتركه غُفلاً لكي يدخل إلى النصوص مباشرة، ويستكشفها دون وسيط، وربما كانت مطمئنة إلى جاذبية تلك النصوص، وقد اكتفت من المقدمة باقتطاع فقرات من أحد مقالات الكتاب ونشرها على الوجه الداخلي للغلاف، وفيها تقول: “لا يملك أحد الحقيقة، وإذا امتلك بعضنا حرفاً من جملة الحقيقة فليحمد الله وليصلِّ ركعتي شكر، فالحقيقة نعمة كبرى، ولكن، إذا امتلكتها فسأكملها بحروف غيرك كي تتكون الكلمة، هكذا يقول علم اللغة، الأصوات القريبة تكوّن الكلمات التي نعرف بها الواقع والكلمات تصنع الجمل، والجمل تقودنا كي نكتشف العالم والواقع، وكل البناء الاجتماعي الذي نعيشه بعيداً عن عنجهية الغرور التي تتملكنا، إذ نعتقد مخطئين أن فلاناً لا يستحق أن يناقش لأنه ضال، وفلاناً لا يجوز أن يحاور لأنه إبليس، فما هلكت هذه الأمة إلا عندما أحرقت كتب علمائها في وضح النهار” .


تقوم الكاتبة خلال مقالاتها بوظيفة الراصد اليومي الذي يراقب ما يجري في الأعماق ويخرج منه كل يوم بفكرة يحللها ويقدم رأيه فيها، لكنّ التحليل عند عائشة سلطان ليس ذلك التحليل المثقل بالمنطق والبراهين التي يكد ذهن القارئ العادي في تتبعها، بل هو تحليل تمثيلي يعتمد على الحكاية والطرفة، والتقاطات مشاهد الواقع اليومية، لذلك يبدو نصها حميمياً وقريباً، وتفوح منه رائحة الحكاية بمجرد النظر إلى عنوانه، فنقرأ من عناوينها “شتاء الحكايات، أسباب غير مقنعة للكتابة، تفاصيل صغيرة، الحب في عيون بريئة، إلى أبي، الصرخة، مدينة الملائكة، تحت شرفة جولييت، نهاية طالبة جميلة، ثرثرة على شط الهوى، رجل بين الحب والإرهاب، القفز طيلة النهار، أصوات من الضفة الأخرى”، وتظهر تلك العناوين أيضاً امتلاك الكاتبة لحساسية الكاتب الصحفي الذي يستل بخبرته الصحفية الموضوع اللافت من خلال ما يراه ويسمعه، وقد اكتسبت تلك الخبرة على مدى خمسة عشر عاماً من الكتابة في الصحافة الإماراتية، كان من ثمراتها كتابها “أبجديات، عام ،2000 ونالت جائزة أفضل إعلامية على مستوى الشرق الأوسط عام ،2003 وجائزة أفضل عمود صحفي ضمن جائزة تريم عمران الصحفية عام 2004” .


حين تتناول عائشة سلطان أي موضوع تنسكب الحكاية من بين أحرفها بريئة براءة أترابه من أطفال الحي في ذلك الزمن الماضي الذي عاشته معهم على الشاطئ، فحين تتحدث عن تغير شكل المدينة، وعن طابع الحرية والفرحة التي كان الحي يعيشها في الزمن الماضي تبدأ مقالها على هذه الشاكلة: “الذين يولدون قرب الشطآن يؤمنون أكثر من غيرهم بحكمة البحر، وبأن السماء لا لون لها، لأن لونها هو لون الحرية، تلك هي الحكمة التي تعلمناها منذ اغتسلت أقدامنا الصغيرة بملح الموج في زمن طفولتنا القديم تلك الحكمة التي قرأنا كتابها كل يوم ونحن نذرع الشاطئ جيئة وذهاباً، لأنه لم تكن لنا ألعاب أخرى غير تلك التي يكون البحر فيها طرفاً ثانياً، علمنا البحر أن نقذف أنفسنا فيه بلا وجل، علمنا أن نتحمل ملحه، وهو ينهمر في أجوافنا حين نشارف على الغرق أكثر من مرة في طريقنا لتعلم العوم جيداً، علمنا أن نصنع ألعابنا بأيدينا” .


تغزل الكاتبة مقالها المشغول بالسرد من أشياء الحياة الأصيلة لمجتمع الإمارات وذكريات الزمن الماضي، من حكايات الناس الذين عايشتهم في صغرها، وسمعت منهم عن تفاصيل ذلك، ومن حكايات جدتها وأمها التي لا تغادر الذاكرة، تقول في النص الذي أثبتته على الغلاف الأخير “سأظل في كل شتاء أنتظر المطر، وأتذكر خيمة جدتي حين كنا صغاراً وكان المطر يبلّلها، وعلى أطرافها تظل قطراته طيلة الليل تتساقط بإيقاع رتيب تاركة على الأرض حفراً صغيرة، جداً، لكنها عميقة، وأرض الحوش المبللة والهامدة ذلك الهمود الهش الذي تغوص في ترابه أقدامنا عميقاً بمجرد أن نخطو عليها مستسلمين لإغراءات لا تقاوم في ليلة ماطرة، تلك الحكايات التي لا يمكن أن تغادر الذاكرة” .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كتاب / “شتاء الحكايات”
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل الحكايه ܓ السلطانة الإستراحة 2793 16-01-2022 06:13 AM
راح الشتاء و جانا شتاء A D W A N I مجلس بني عدوان 7 01-10-2011 02:19 PM
قهوة في شتاء بارد حيااة الرووح الاخبار المحلية والعالمية والمنقولات 3 26-12-2010 10:19 PM
شتاء غرم الله المرشد مجلس بني عدوان 12 03-01-2008 01:25 AM


الساعة الآن 10:05 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved