منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات المتخصصة > تاريخ زهران

الملاحظات

عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي


تاريخ زهران

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2008, 10:31 AM
ابن الفاتحين العرب ابن الفاتحين العرب غير متواجد حالياً
موقوف
 






ابن الفاتحين العرب is on a distinguished road
افتراضي عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي

ه الفاضل الشيخ/
عُمَانُ عبْرَ التَارِيخْ

سالم بن حمود بن شامس السيابي

الجزء الأول ( الطبعة الرابعة ) 1415هـ - 1994 م.

***

ترجمة مؤلف الكتاب،،،

اهتم العرب بعلم التاريخ اهتماً بالغاً ، واعتنوا به عناية فائقة، وعلى أيدي علماء التاريخ ارتقى هذا العلم الإنساني في سرعة مرموقة.
وعلى مر التاريخ برز علماء مؤرخون ومن أشهرهم الوافدي، ومحمد ابن اسحاق والمدائني، وابن الأثير والكلبي، وابن قتبة واليعقوبي، والطبري وابن خلدون ، وابن خلكان.
وكان دور عمان – قديماً وحديثاً – دوراً بارزاً ، يذكر لعمان مدى الأجيال وفي علم التاريخ بالضبط نجد لعمان علماء مؤرخين طبقت شهرتهم الآفاق ومنهم الشيخ العلامة أبا سفيان محبوب بن الرحيل والشيخ العلامة سرحان بن سعيد السرخي الأزكوي، والأمبو علي من بني سعد الطائيين والعلامة المؤرخ ابن رزيق النخلي...الخ.

من هو مؤلف الكتاب،،،

هو الشيخ العلامة الجليل سالم بن حمود بن شامس بن خميس بن علي بن عبيد السيابي، ومن المشهور أن قبيلة آل المسيب العمانية، ولد العلامة بقرية " غلا" في بوشر في سنة 1326 هـ الموافق 1908م، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وذلك من ذكائه حيث ثقف نفسه بنفسه وثم توجه إلى سمائل الفيحاء حيث درس أصول الدين والفقه والفرائض ولازمه ليلاً ونهاراً كما لازم الشيخ العلامة أبا عبيد حمد بن عبيد السليمي، وـخذ منه علماً وافراً ، فصار فحلاً من فحول العلماء الذي يشار إليهم بالبنان، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره.

يعتبر اليوم من أكبر علماء وأجلهم ، وبالتالي هو سمح جواد ، حسن الأخلاق ، شريف النفس ، نقي السريرة، آية الحفظ والذكاء والفهم ، يحب مكارم الأخلاق ويعيش المحامد من صباه، فيطيل في الأحكام، شهم شجاع، ومن الدعاة إلى التمسك بكتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم. وصفه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي بأنه من تسد به الثغور ويوجه في مهمات الأمور.


لما تألق وعلا ذكره، استدعاه الشيخ الجليل علي بن عبدالله الخليلي إلى محافظة بوشر ، ليكون مدرساً لأولاده في سنة 1350 هـ ، فقام بأمر التدريس وتأدب عليه حوالي 40 طالباً ، ولما توفي الشيخ سعيد بن ناصر الكندي قاضي محافظة بوشر ومفتيها، عُين قاضياً في بوشر في سنة 1352هـ ، وبقي قاضياً إلى سنة 1359هـ فانفصل من العمل لظروف خاصة ورجع إلى سمائل، وفي سنة 1360 هـ عُين والياً وقاضياً على نخل، ثم عُين والياً على جعلان بني بحسن سنة 1369 هـ ، ثم انفصل لأسباب دعت ذلك. ثم استدعاه السلطان سعيد بن تيمور فعينه رئيساً لمحكمة الاستئناف ، ثم ولاه محافظة السيب، ثم نقله السلطان سعيد إلى الكامل والوافي ليكون والياً وقاضياً ، ثم استدعاه السلطان وعينه قاضياً في المحكمة الشرعية بالعاصمة وبقى منذ ذلك اليوم قاياً بها.
من أشهر مؤلفاته:
1) إرشاد الأنام في الأديان والأحكام
2) العقود المصلة في المسائل الموصلة
3) العرى الوثيقة شرح كشف الحقيقة في المذهب الاباضي وأصوله
4) مطالع الأقمار على مقاصد الأبرار شرح رجز للشيخ أحمد بن سعيد الخليلي
5) إعانة الحكام بقواعد الأحكام
6) جوهر التاريخ المحمدي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
7) العنوان في تاريخ عمان
هناك مؤلفات كثيرة حيث تصل إلى 50 مؤلفاً .

***
يتبع...

الحلقة الأولى: ( في تعريف بعمان )

قال ياقوت الحموي: ( عمان بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون إسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وعمان الأول طولها أربع وثلاثون دقيقة وثلاثون درجة، وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة في شرقي هجر.
وفي القاموس: أعمن أتى عمان.
العمن : المقيمون في مكان ، يقال رجل عامن وعمون، ومنه اشتق عمان ، وقيل أعمن دام على المقام بعمان، وقصبة عمان صحار.
كانت عمان تعرف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بإسم الغبيراء ، والغبراء، فلما بلغه إسلامهم قال : " رحم الله أهل الغبيراء آمنوا بي ولم يروني "
ومن مدن عمان المشهورة هي : مسقط ونزوى وصلالة وصحار وسمائل.

مناخ عمان،،،

مناخ عمان طيب جداً صيفاً أو شتاءاً ، وإن وصفت بالحر في الصيف فقد صح أن غيرها من بلاد العرب أحر منها . هواء عمان دائماً سجسج بارد أو معتدل، كلك البرد لم يكن برد شديد بالنسبة إلى باقي بلاد العرب، فالرياح في الطرف الشرقي من جعلان إلى أطراف نزوى والظاهرة طلق نظيف لطيف، هواء البريمي كذلك. أما هواء الباطنة ففيه بعض اللزوجة في أوقات غير طويلة المدى، أما هواء الجبل الأخضر في الحر يكون رخيماً طيباً يسلي النفس وينعش لغير المتعود بها الإرتفاع في الشتاء إذا وقعت الأمطار وهبت الريح يجمد الماء.

جبال عمان،،،
أهم جبال عمان : الجبل الأخضر ، جبل الكور ، جبل قنة بوادي السحتن، جبل صيا في حطاط، جبل قهوان، جبل حدان ابن الشمس، وبين هذه الجبال ،، الجبل الأخضر حصن عمان من العدو الغازي ، وحوض عمان لحفظ مياهها وكرس الأمن في غالب الأحوال ، ومستشفى المرضى من أمراض عديدة لا علاج لها إلا استنشاق هواه وأكل ثمره، إذا هو روض من الرياض في فواكهه وزهره ولطيف نسيمه وحسن رباه.

رمال عمان ،،،
فقد أخذت عمان حظها من الرمال المتناثرة والمتكدسة القارة والمتنقلة ، ففي الباطنة رمال مفروشة عليها معروشة وغير معروشة ، هادئة قارة لها عمقها في الأرض صالحة للغراس، وفي عمان الداخلية رمال متنوعة منها الهادي والمتنقل والمتراكم وغيره من جعلان إلى ظفار في الجنوب وفي الغرب إلى قطر، وبادية الظفرة إلى أبوظبي ودبي في الجانب الشمالي.

مراعي عمان ،،،

مراعي عمان كثيرة ومتنوعة وخصوصاً أيام توالي الأمطار، فإنها تصير كلها سهلاً وجبلاً روضة خضراء ودوحة زهراء وجنة بهجة .
حيوانات عمان،،،
نعلم بوجود الحيوانات الأهلية في عمان كالإبل التي يضرب المثل بها في حسنها وجمالها وركضها وأحمالها ، وصح أن لبن الحيوانات العمانية أصح الألبان ولحمها أطيب اللحوم بحيث لا يمترى في هذا أحد، والبقر كالإبل بألبانها ولوحمها ، والسمن العماني لا مثيل له في العالم بإجماع أهل الأقاليم، وكذلك بالنسبة للأسماك أيضاً ، وإن طيب المرعى مؤثر في الراعي وهذا لا يدفعه أحد إلا مكابرة.
والغنم أيضاً موجودة بكثرة وتأخذ نصيب البقر والإبل بألبانها الطيبة ولحومها ، وكذلك الأرانب ، وأما الخيل فخيل عمان تفوق على باقي بلاد العرب، لأنها تطعم القت والتمر العماني، والذي يكسبها التفوق في ركضها والحسن في هيئتها وجمالها، ثم تليها خيل البحرين فخيل نجد كذلك.

والحمير فهي أنواع مختلفة منها حمير الجبل الأخضر كالبغال ولا تصلح في الجبل غيرها، وباقي الحمير عديدة الأنواع.
وأيضاً هناك حيوانا وحشية كالوعل والظباء بكثرة ، والحيوانات الضارية كالذئاب والضباع ، وتوجد حيات متوسطة الحجم والصغيرة ، ولا توجد بها حيات كبيرة .

بحر عمان،،،
بحر عمان بحر الخير ومخزن الأرزاق لأنه كثير الأسماك الطيبة اللذيذة صغاراً وكباراً ونوعاً يسميه أهل عمان العومة، والآخر يطلقون عليه البزّية وهي نفسها إذا جف سموه قاشعاً ،ومن هذه الأنواع يصدر للخارج بكميات كبيرة ، ففي بحر عمان أنواع من الأسماك ما لا يوجد في غيره .
وفيه مغاص اللؤلؤ الذي هو أكبر الذخائر في العالم، ويوجد كثيراً في بحر عمان ، وبحر عمان لا يزال هادئاً مطمئناً قليل الأخطار كثير الخيرات عظيم البركات، ويرجع ذلك لدعائه عليه الصلاة والسلام.

أودية عمان،،،
توجد في عمان أودية كثيرة منها واردي قريات وهو وادى كثير المزارع طويل المدى ، وقريب منه وادي عندام المنحدر من رؤوس العق والجرداء، مأهول مسكون قراه وفلواته إذ هو كثير الفلوات واسع الغابات ذو ريف جميل ، ثم يأتي وادي حلفين ، ووادي سمائل النازل من الجبل الأخضر، وواردي بني خالد ، ووادري بني طائيين ، ووادي المعاول المشتمل على تلك الديار الفيحاء ذات الحدائق الجميلة، ووادي مستل وهو من أكبر الأودية وأكثرها عمراناً ، ووادي الأبيض المعروف بوادي بني خروص ، ووادي الرستاق ، ووادي بني غافر ، ووادي الجهاور ، ووادي بني عمر ، ووادي الجزي المنحدر من جبال واحة البريمي ، ووادي القور ، جميع هذه الأودية هي أمهات الأودية الموجودة في عمان .
بالإضافة إلى أودية صغيرة ومهمة،،،،
فمساحة عمان تقدر بمساحة بريطانيا وكلها مأهلولة مسكونة بقبائل متعددة.

الولايات بعمان ،،،
نعلم أن عمان تشتمل على أكثر من أربعين ولاية ، والمراد بالولاية منطقة يحكمها والٍ وقاضٍ يحكمها بشرع الله، ولهما جنود مدنيون يقومون بتنفيذ الأوامر.

العواصم بعمان ،،،
عواصم عمان الساحلية:
أولها : مسقط هي على ساحل البحر مما يقابل فارس ومما يلي مكران، هي عاصمة عمان من البحر العربي الفارسي علا شأنها وعظم مكانها منذ القرن الحادي عشر للهجرة، حين حل بها البرتغاليون وبنوها حصناً لهم ، وحين صار ملك عمان بإيدي آل نبهان ، واستمر بها الحال أيام اليعاربة الأجلاء ، ثم اتخذها آل بوسعيد عاصمتهم الوحيدة وهكذا تطور وقتها حتى الآن، والحمد لله.

الثانية : مطرح هي العاصمة الراقية لا تبعد عن مسقط ، وهي مدينة تجارية أقام صرحها الحالي البيرول وأنعش روحها السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، فقام بعنايته شرفها الجديد، فهي مصب التجارة العمانية وهي في الثغر الباسم في وجه القادم إلى مسقط، محاطة بجبال منيعة وبها رصيف الذي أقامة بها جلالة السلطان قابوس حفظه الله.

الثالثة: صور لها المقام المرموق في العواصم الساحلية العمانية ، ثم تليها صحار ثم البريمي كانت معروفة بتوام وهي في عنق عمان.
أما العواصم الداخلية فهي مواطن الحكام الذين يحكمون البلاد وأهم العواصم الداخلية : نزوى التي هي عرش عمان الداخلية .

***





الحلقة الثانية

في الأمم التي قطنت عمان

جعل الله عمان مقر أجل النبوات العامة منذ أوجد الله الأمم البشرية في الأرض، فأول الأمم التي قطنت عمان في القديم هو السومريون وهم أول من أخرج النحاس، وأول ما أخرج للعالم من عمان، وكانوا يسمون عمان أرض ماجان، ثم جاء الكلدانيون فنزلوا عمان وكانوا يسمون عمان أبيليا ، ثم جاءت الفرس وتولوا زمام الأمر فيها أعواماً ،ثم جاء قوم عاد فسكنوا عمان ، ثم الفينيقيون ، ثم الآشوريون ، ثم البابليون ثم الفاارسيون الأولون ، ثم الفنجديهيون ، ثم القحطانيون ، ثم السبأيون ، ثم الطسميون ، ثم الجديسون، ثم الأرديون الأولون ، ثم الفرس الأخيرون ، ثم الأزد الأخيرون .
وكان ملك الفنجديهيين عمان ابن سباق ، والسبأيون آل سبأ بن يفثان بن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وأما الأزد الأولون فهم آل عمران بن عمرو، ثم الفارسيون الأخيرون المرازبة وأعوانهم ، ثم الأزد الأخيرون وهم مالك بن فهم وأتباعه،،،
وكان مالك بن فهم بعمان في أيام نبي الله موسى بن عمران عليه السلام...
وفي تاريخ عمان أمور كثيرة هامة وقعت ،،، سوف نذكرها بإذن الله مع الأيام،،،

يتبع...



الحلقة الثالثة

مالك بن فهم يتغلغل في داخلية عمان ،،،

لما نزل مالك بقلهات ترك الثق هناك للمنعة التي تصون الحرم، لأن قلهات كرة منيعة بالجبال، وعند الحرم حامية كافية ، فان الفرس في صحار وما إليها من أعمال ، و إلى أن يبلغ خبر نزوله صحار ويتحقق مقصده فقد تمكن من تركيز دعائم إمارته ، وضرب معسكره بعمان.

ثم سار هو ببقيه عساكره وصناديد رجاله ، وقد جعل على مقدمته ابنه هناءة مع ألفي فارس حتى دخل ناحية الجوف، فعكسروا بالصحراء ، وأرسل إلى الفرس يطلب منهم النزول في قطر من عمان، أي يريد منهم أن يخصصوه بجانب يستقر فيه لا يضاقهم ولا يضايقونه، وكان المرزبان بمنزلة الملك فيهم ، فطلب منهم أن يسمحوا له بذلك ، ويبقى بصفة لاجىء بعمان حتى يرى لتفسه ما يصلح فيقيم معهم أو يرحل عنهم.

الفرس يعقدون مؤتمرهم في ذلك،،،

ولما علموا بأمر طلب مالك بالإستقرار بعمان ، فأطالوا المقال فيما بينهم وائتمروا وتشاروا ، وبعد التمحيص للخطب أجمع رأيهم على عدم قبول ما طلب مالك منهم، وكما أنهم يعلمون بأنه ملك عظيم فهم يخشون وجوده بعمان لربما يستولي على عمان ، ولما صول جوابهم لمالك بعدم الرضا ، ولكن كان لابد من المقام في قطر من عمان ، فقال : " إن تركتموني طوعاً نزلت من عمان وحمدتكم ، وإن أبيتم أقمت على كرهكم، وإن قاتلتموني قاتلتكم" ولكن الفرس أبت أن تتركه طوعاً وجعلت تستعد لحربه وقتاله...
مالك بن فهم يتأهب لمصادمة الفرس بعمان ،،،
رتب مالك أعماله ونظم رجاله ونفض غبار الأمن ، ولم ينظر إلى الفرس إلا نظرة النهم للأكل وقرر أن يحتسيهم إحتساء السم، فإما شفاء وإما قضاء، وكان معسكر مالك بن فهم وقومه بواحة منح في قلب عمان، وهو الذي حفر بها الفلج المعروف بفلج مالك، والفرس إذا ذاك بالساحل من عمان ومعسكرهم بصحار عاصمة عمان وخزانة الشرق آنذاك، قامت الفرس في عدها وعديدها وضربت أبواقها وضربت طبولها وجاءت بجيشها الضخم ، وصال المرزبان وجال وأمر أن ينفخ في البوق الذي يؤذن فيه الحرب، وركب هو وجنوده وعساكره وخرج من صحار ، يقال أن عسكره كان أربعين ألفاً وخرج معه الفيلة ، وتجه لإخراج مالك من عمان، عسكر الرزبان بصحراء سلوت بالقرب من الجبل الأخضر ، فبلغ مالك بن فهم وركب هو وجنوده الذين كانوا زهاء ستى آلاف فارس ورجل، وعلى مقدمته البطل المقدام هناءة بن مالك ، وصلوا إلى صحراء سلوب وعسكروا بإزاء عسكر المرزبان ، لم يقع بينهم الحرب في تلك اليوم ، ثم بات الفريقين بأوامره، وكان هناءة بن مالك على الميمنة وفراهيد بن مالك على الميسرة ، قليل العدد ولكن قوي العزائم، فجهزوا جهاز الحرب، وبات مرزبان أيضاً يعبىء جيشه ويرتبه ، في اليوم الثاني قام مالك بن فهم فظاهر بين درعين ولبس عليهما غلالة حمراء، ولبس على رأسه قطعة حديد تكون رقابة وقاية من ضرب السيوف وطعن السهام والرماح، وغطى عليها بعمامه صفراء وركب جواداً له أبلق، ثم ركب معه أولاده على تلك التعبئة، كذلك فعل أبطال الأزد الذين معه...

فلما توافقوا للحرب خطب مالك بن فهم خطبة الحرب ودعاهم دعوة القتال، وحرضهم تحريض المستمين وجعل يطوف عليهم راية راية وكتيبة كتيبة ، كان يقول في خطبته: يا معشر ازد أل النجدة والحفاظ حاموا أحسابكم وذبوا عن مآثر آبائكم ، وقاتلوا عدوكم وناصحوا ملكم وسلطانكم، فإنكم إن انكسرتم وهزمتم اتبعتكم العجم في كافة جنودها فإختطفوكم بين كل حجر ومدر، وباد عنكم ملككم وزال عنكم عزكم وسلطانكم، فوطنوا أنفسكم على الحرب وعليكم بالصبر والحفاظ "...

المرزبان يبتدئ بفتح الحرب،،،

بدأت الحرب بين الفريقين ، حمل مالك بن فهم وحملت أبطاله معه حمله عربية مملؤة حمساً وشدة، وراموا الفيلة بالرماح والسهام فولت الفيلة راجعة بجملتها على عسكر المرزبان، فوظئت منهم خلقاً كثيرا، ثم حمل مالك في كافة رجال الصناديد وأصحابه الأبطاله على المرزبان وأصحابه، فإنتفضت تعبئة المرزبان وجالوا جولة، ورجعت إلى بعضها البعض ، وصاح المرزبان في أصحابه ، وأمرهم بالحملة فحملوا وإلتقى الجميع وإختلط الضرب واشتد القتال، ثبت بعضهم لبعض إلى أن حال بينهم ظلام الليل فانصرفوا ، ثم أعادوا الحرب في اليوم الثاني على ذلك النظام، فكثر في الفرس القتل وقويت جرأة العرب على القتال، وما زالوا كذلك حتى حجز الليل بينهم فكان الليل لدفن الأموات وعلاج الجرحى، وفي اليوم الثالث كان القتل آخذاً مأخذه من الرجال ، والحرب نار تلتهم كل ما تلحق بلا جدال، فلما رأوا الحالة على هذا المثال خرج أربعة من رجال المرازبة ممكن كان يعد الرجل منهم عن رجل حتى دنوا من مالك بن فهم ، فقالوا له هلم أيها العربي لننصفك من أنفسنا ويبادرك منا رجل رجل، فلم ير مالك إلا إجابتهم، وإذا كان جأشه ثابتاً ونفسه أبيه، تجرد لهذا الأمر ووقع فيه فلا مناص ولا خلاص إلا بأحد الوجهين، فتقدم مالك وخرج له واحد من الأربعة الأبطال ، فما كان إلا دقائق حتى اختطفه مالك بالسيف على غرة، فأراده قتيلا، ثم خرج الثاني فطعنه ، ثم خرج الثالث ولقى حتفه ، فلما نظر الرابع ما فعله مالك بأصحابه اندهش، فهاله الأمر فأحجم عن ملاقاة مالك بن فهم ، وعلم أنه إن خرج فهم لا محالة مقتول، فكاعت نفسه القتال وولى راجعاً إلى أصحابه، انصرف مالك إلى موقفه والمنتصر لا يزال يأمل النصر فيزيد من نشاطه، فلما رأي المرزبان ما صنع مالك في قواده الثلاثة دخلته الحمية والغضب، ثم نادى مالك وطلب منه أن يخرج لملاقاته، وفضل الفارسي العاتي الموت على الحياة في سبيل العز والشرف، وإذا بمالك البطل يزحف إلى قرينه المرزبان البطل الغضبان ، فتجاولا ملياً والناس تنظر إليهما ، فصال المرزبان على مالك صولة الأسد الباسل ، فراغ عن الماهر المحنك بلبان الحرب روغان الثعلب، ثم عطف عليه فلق بها رأس المرزبان من مفرقه بضربة قطعت البيضة وأبانت الرأس فخر ميتاً على الأرض، فحملت أبطال المرزبان على مالك وأصحابه فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وأكل السيوف فرسان الرجال وصدقتهم الأزد ضرباً فولوا منهزمين حتى انتهوا إلى معسكرهم...

الفرس تطلب من مالك بن فهم الهدنة ،،،

بعد الحرب استشعرت الفرس العجز عن حرب مالك بن فهم، فأرسلوا إلى مالك يطلبون منه أن يمن عليهم بأرواحهم ويجيبهم إلى الهدنة والصلح، ويؤجلهم سنة كاملة ليستظهروا على حمل أهلهم من عمان، ويخرجوا بغير حرب ولا قتال، فأجابهم مالك على ما طلبوه ، فتحملوا من سلوت إلى صحار مقر زعامتهم وما حولها من البلدان المنتشرين فيها، فكف مالك عنهم الحرب وأقرهم في عمان ما سألوه، فبقوا في الحال أمن مسالمين للعرب ملازمين الساحل ، وكانت الأزد ملوكاً في الداخلية سهولها وجبالها ، وإليهم أمر زعامتها، وقد اندقت عصا الفرس وإنهار صرحهم...


،،،

مالك بن فهم يلقى نظرة إلى قلهات
بعد انتهاء الحرب انحاز مالك بن فهم إلى قلهات ليؤيد زعامته فيها، وهي الكرة المنيعة والفرضة الرفيعة، التي لها شأن إذ ذاك في احل عمان ، لإلتقائها الوارد من الهند إلى عمان، والوافد من بحر العرب إلى الخيج العربي قبل صحار، وأغلب محطات التجارة العمانية من هذه الوجهة هنا، وأثناء مهادنة مالك بن فهم للعجم قاموا يطمسون الأنهار الكبيرة، لأنهم يعلمون أنهم لا قرار لهم بعمان، ولكن لم تكن الهدنة بين مالك والعجم تتناول إلا إعلان الحرب بينهم ، لا شك فيه ولا سيما وهم مفارقون البلاد مرغمين على الخروج منها فلا يتكون شيئاً يستطيعونه إلا فعلوه.

وأشعروا الملك ما وقع بينهم وبين مالك ، وأن مالك حكم عليهم بالجلاء من عمان ، فهم من هدنة منه كي يرتحلوا من البلاد لا ليقروا فيها، وكان ملك الفرس دارا بن دارا ملكاً عنيداً ، فاستشاط غضباً لقدوم مالك ، وما حل بهم من الوهن والضعف،هنا أخذت الملك الحمية لمن قُتل من أصحابه وقواده ، حيث دعا بقائد من قواده المرازبة العظماء عنده ...

الملك يجهز قواته لحرب العرب في عمان،،،
أمر الملك دارا قائده بالمسير إلى عمان وعقد له ثلاثة آلاف من رجال الشجعان المجربين، وقدمه على المرازبة واسارة، سيره ومدداً لأصحابه المذكورين بعمان الذين نكبهم مالك بن فهم ، وعهد إليهم حرب العرب وإخراجهم من عمان، وكل هذا ولا علم لمالك بشيء منه، فلما وصلوا صحار واجتمعوا ، وأخذوا يتشاورن فيما بينهم ويتأهبون للحرب، حتى انقضى أجل الهدنة، فبلغ مالك بن فهم حبرهم واهتم لهم اهتماماً كبيرا، فتحقق وصول المدد إليهم فلهجت نفسه الأبية لما سمع وثارت به سورة العرب...

مالك بن فهم يتأهب لمصادمة العجم مرة أخرى،،،

بعد ما تحقق من وصول المدد كتب مالك بن فهم إليهم يهددهم قائلاً : إني وفيت لكم بما كان بيني وبينكم من العهد ، لكن بلغني أنه أتاكم مدد من قتل الملك، وأنكم تستعدون لحربي وقتالي، فالآن إما أن تخرجوا من عمان طوعاً وإلا زحفت عليكم بخيلي ورجلي ووطأت ساحتكم وقتلت مقاتلتكم ،،، وهو من إذا قال فعل...

فلما وصلهم رسوله هالهم أمره وعظم في أعينهم خطره، ولكن ردوا عليه أقبح الرد وأغلظوا له في المقال، فلما رأى مالك منهم ذلك الحال زحف عليهم ومعه عزمه القوى وصبره العظيم، إذ يباشر الحرب بنفسه ويلاقي الأبطال قبل رجاله، فقامت الفرس للقاء البطل العربي والملك الأزدي ، فجاءوا بالفيلة أمامهم لأنها أعظم قواتهم وهي من أعظم القوات إذ ذاك، وليس للعرب سوا قلوبهم وسواعدهم والنصر من الله ينصر من يشاء...
فلما تقارب الزحفان ، وتلاقى العسكران ، قام مالك بن فهم يتفقد أصحابه، راية راية، كتيبة كتيبة، ويلقى عليهم تعاليمه كما هي عادته السابقة، وكان هناءة بن مالك على الميمنة ووفراهيد على الميسرة وهما الجناحان وبهما يطير الجيش ، ونزل مالك مع الأبطال ، والقوا بالفرس فإقتتلوا قتالاً شديداً ، هجموا عليهم هجوم الأسد ، وزاد نشاط العرب لقتالهم...

الحرب تشتد بين مالك بن فهم والفرس لتنتهي

رأت الفرس لوائح التقهقر ، وأن مالك لابد أن ينفذ فيهم ما صرح به لهم، أعلنت الفرس لرجالها الهجوم على مالك بغير مبالات، فإما النصر على مالك وإما الانهزام النهائي، فجالت الأزد جولتها ونادت في رجالها البواسل، وناداها مالك قائلاً : يا معشر الأزد اقصدوا إلى لوائهم فإكتشفوه، فإن لهذا اليوم ما بعده.. فحمل مالك جملته الملوكية فهوى على الفرس كالنجم المنقض للرجم، فسرعان ما انكشف لواء القوم واختلط الطعن والتحم القتال، وثار العجاج إلى أن تحجب عين الشمس، تجالدوا بالسيوف وتطاعنوا بالرماح وكثر الجراح والقتل في الفريقين ، فبدرت بوادر الهزيمة للفرس الأشداء، ورأوا الهزيمة أو الموت النهائي، وهما أمران أحلاهما مر، ففضلوا الهزيمة فولوا منهزمين على وجوههم...

وفي ذلك الأثناء التقى فراهيد بن مالك بأسنفديار ابن امرزبان، وكان من أعظم قواد الجيش الفارسي، فطعنه فراهيد طعنة أراده بها قتيلاً ،فهزموا وركبوا في السفن وعبورا إلى أرض فارس، واستولى مالك بن فهم ومن معه على سوادهم، واستباحهم وغنم أوالهم، وسجن من الأسرى خلقاً كثيراً، فمكثوا في السجن زمنا طويلا إلى أن أطلقهم ومن عليهم بأراوحهم، فإستولى مالك على عمان كلها وملكها وما يليها من أعمالها على الخليج العماني، وبذلك انتهى جلاء الفرس من عمان فلم يبقى فيها إلا مواطن تحت سلطان مالك سيد الأزد في عمان، فما مضى وقت طويل إلا ورايات العرب تتوالى على عمان،،،

أعمال مالك بن فهم بعد انتهاء الحرب ووفاته،،،

وبعد انهيار صرح العجم في عمان، رجع مالك إلى شؤونه الداخلية ليؤيدها بسياسته الحكيمة وآرائه السديدة، وألقى نظرته ما حول عمان من الممالك، وما يتبعها من البلدان، وظل يتردد على الأطراف لأنها الابواب، وكان ينزل في النواحي المختصة ويقيم في الأمكنة المنظور إليها، وهو الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا، فكان ملكاً عظيماً في العرب...

إمتد سلطان مالك في عمان حتى ضم إليها البحرين وأطراف العراق، وقد كان مراقباً يسر الأعمال في الجزيرة، وقد طال عمر مالك بن فهم في الملك ، فقد ملك عمان وما حولها سبعين سنة، وعاش مائة وعشرون سنة ، وكانت وفاته نتيجة الكيد الأخوي الأشبه بكيد أخوة يوسف، وذلك أن مالك بن فهم تزوج بنت مالك بن زهير ، واشترط على مالك بن فهم أن يكون الملك في ذريتها فوافقه مالك بن فهم، ولا بد أن يكون ذلك مؤثراً في قلوب أولاد مالك بن فهم خصوصاً إذا جاءت برجال يتولون الملك بالوراثة عن بقية إخوتهم، والقدر أن جاءت الحزام بولد سموه سليمة ، وكان ولداً تلوح عليه مخائل النجابة، وأحبه مالك بن فهم حباً بالغاً ، فتوقعوا إخوته أن هذا لا شك سيكون تبعاً للشرط الذي شرطه والد أمه ، فتآمروا عليه أن يكيدوه بمكيدة تسقطه من كرسي محبة الوالد ، وكان مالك بن فهم وضع الحرس الداخلي الذي يسميه العصريون حرس الشرف على كواهل أولاده إذ لا يطمئن بغيرهم ، وكان لكل أحد منه نوبة، فقالوا لمالك : أيها الملك إن إبنك سلمية لا يقوم بواجبه في الحرس، وأنه ينام فنخشى عليك من قبل نوبة سليمة، وكان القصد من ذلك أن ينكسر خاطر مالك بن فهم عن سليمة ويطرده أو يرفضه ولا يقبل منه في الأعمال الخاصة شيئاً ، وجعلوا يوهنون أمره عند أبيه ، فقال لهم مالك: أنكم كذلك وما أحد منكم إلا وقائم بما عليه، وأما قولكم بإبني سليمة فليس هو كذلك ، وأن ظني فيه كعلمي به ...

ذات ليلة كانت فيها نوبة سليمة، فخرج سليمة في فرسان للحرس كعادتهم، ثم اعتزل عنهم سليمة في المكان الذي يكمن فيه، وما كان لسليمة علم بذلك التآمر الذي تآمر به الأخوة من شأنه، فكان سليمة في مكمنه المعتاد بقرب دار أبيه، فينما هو كذلك اذ أقبل مالك من قصره في جوف الظلام مختفياً من حيث لا يعلم به أحد ليحقق مقال الأولاد في أخيهم، فتوجه قاصداً للموضع الذي فيه سليمة ليرى ما هو عليه من الحال، فكان من قدر الله لا محال عنه أمن لحقت سليمة سنة في تلك اللحظة التي ساق الله لها مالكاً لتكون سبباً لحتفه، فأغفا سليمة على ظهر فرسه وهذا طبعاً يعتري الإنسان، وكان سلمية قد تنكب كنانته وفي يده قوسه وهو على ذلك الحال، فأحست الفرس شخص، مالك وقد ألهم الله الخيل من الحس وجعل لها من البصر ما لم يجعله لغيرها، وكان مالك بعيداً فصهلت الفرس عند ذلك لتعطي راكبها انذراً بما أحست به، فانتبه سليمة ذلك البطل الشاب الجديد في حركاته كلها، القوى على أداء أعماله كما يلزم مذعوراً من صهيل الفرس، إذ من عادة الخيل ألا تصهل إلا لأمر تراه، فنظر سليمة إلى فرسه وهي ناصبة أذنيها إلى الشخص الذي أحسته، وكان إخباراً منها لصاحبها، ففوق سليمة سهمه في كبد قوسه ويممه نحو الشخص الذي تشير إليه الفرس ولا علم له أنه أبوه، ولم يعلم ما بمالك من الاهتمام في ذلك الوقت، فسمع مالك صوت السهم حين يجذبه سليمة موجهاً له نحو أبيه الملك، فصاح به قائلاً ) لا ترم أنه أبوك ) فبينما هو يقول وقد أطلق السهم محلقاً نحو الشخص المرمي فقال سليمة بصوت المتلوم على ما فرط ( السهم ملك قصده ) أي لا حيلة على رده، وعند ذلك أنشد مالك تلك القصيدة التي جعلها تاريخاً لحياته، وعبر فيها عن مهامه وأعماله، وفيها يقول نحو سليمة ابنه:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
ولكن القدر حاكم على الإنسان ولا بد من وقوعه، ولكل شيء غاية ينتهي بها...

أولاد مالك بن فهم وأعمالهم بعد أبيهم،،،

1- كان أولاد مالك بن فهم خمسة عشرة رجلاً ، أولهم النوبي وبه يكنى مالك، ولكنه لم يذكر عند التاريخ شيئاً ، لعله مات قبل وقوع حرب الفرس ومالك، أو أنه انعزل إلى مكان آخر فقضايا العرب عديدة.

2- جذيمة بن مالك ويقال له الأبرش والوضاح لوضح كان به، كان ملكاً عظيماً طال عهده، وامتد سلطانه من مشارف الشام إلى الفرات من جهة الروم، وعاصر من ملوك الفرس أزدشير بن بابك وولده سابرو...

3- جماز بن مالك : كان اسمه زياد فلقب جمازاً ، ولم يذكروا أين كان ملكه ، بل ذكروا أنه الذي ذكره الله في القرآن بقوله عز وجل : " قال لصاحبه وهو يحاوره" إلى قوله " وهي خاوية على عروشها" ، كان جباراً عنيداً عاتياً ظالماً كافراً ، يضرب به المثل في الكفر والظلم والجبروت، فيقال : أكفر من جماز ، وأظلم من جماز...

4- هناءة بن مالك : كان أعقل أولاد مالك بن فهم كلهم، وأثبتهم في الأزمات وأعزهم نفساً ، وأكثرهم شأناً في عمان، وهو الذي ملك عمان بعد أبيه وأحسن إلى الرعية وساسها سياسة الحكيم الماهر، وهو الذي عزز ملك أخيه سليمة بن مالك في أرض فارس حتى ثبتت دعائمه وقوى سلطانه...

5- سليمة بن مالك: فقد خرج إلى أرض فارس بعد قتله لأبيه ، فتخوف من معن بن مالك، فنزل جأشه وهو معروف بجأش، توغل في أرض كرمان لاجئاً في أيام ولد دارا ابن دارا ، راجياً منهم الإيواء الجميل ، وبقى كرمان حتى ساعده الحظ وتملك عليهم إذ قتل ملكهم الطاغية بجوره ، وتولى الملك في ذلك القطر بمعونة أعيان البلاد ، صار سلطاناً على الفرس حتى مات هناك بأرض كرمان ، وكان له عشرة أولاد وهم نجب اسفاهية...

6- فراهيد بن مالك : كان معدوداً من أشجع أولاد مالك بن فهم، فكان ميسرة أبيه في حروب الفارسية، عرف مقامه ، ولا بدع فان أباه من عرفت وقد عقب ذراري عديدة ، ومن أشهرها آل فراهيد الخليل بن أحمد في الإسلام، أكبر العلماء الأعلام وأجل الفقهاء الكرام...

7- ثعلبة بن مالك: هو الذي اعتزل إخوته حين اختلفوا في سليمة...

8- معن بن مالك: كان أشد الناس على سليمة فلم ترضيه دية ولا قبل عذر سليمة ولا خضع لمقال إخوته، كان يتحين الفرصة حتى يفتك من سليمة ، ولكن ارتحل سليمة من عمان إلى فارس من أجله...

9- عمرو بن مالك: ولم تكن له أخيار في عمان، ومن ذراريه الشحوح المعروفين في شمال عمان، ويقال أنهم لقبوا بالشحوح حين شحوا بالصدقة أيام أبي بكر رضى الله عنه، وهم من أولاد الحارث بن مالك ، ولهم لهجة ينفردون بها ولهم لغة يختصون بها فيما يبنهم ويتفاهمون بها ....

،،،

الحلقة الرابعة : في بدء الإسلام بعمان إلى انقضاء أيام الخلفاء الأربعة،،،

نعلم جميعاً أن بدء إسلام أهل عمان كان يسبق الصحابي الوجيه مازن بن غضوبة ، وكان من أهل سمائل ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أول ظهور الإسلام بعمان، وأسلم ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولأهل عمان بالخير،،،

مازن يشكو حاله لرسول الله ،،،
كان مازن مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالنساء، ولكن بعد أن أسلم وتحقق خالص الإيمان ، ورسخ الإسلام قلبه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعي الله أن يذهب عنه هذه المحرمات ويهب له الله ولداً صالحاً ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدله الله بالطرب قراءة القرآن، والحرام الحلال ، وبالزنى عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وولداً صالحاً تقربه عينه،،،

فأذهب الله عنه كل هذه المحرمات ، حيث حفظ شطر القرآن وحج حججاً ، وتزوج من أربع عقائل من العرب، ورزقه الله بولد أسماه حيان، وأخصبت عمان في تلك السنة وما بعدها، وأقبل عليهم الخف وكثر صيد البحر، وظهرت الأرباح والتجارات، ووفق الله ناساً للإسلام بواسطة مازن بن غضوبة ، وظهرت بعمان من دعائه صلى الله عليه وسلم لهم بركات عظيمة، وعمت عمان كلها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إهدهم ، فأهل عمان أكثر أهل الجزيرة العربية هدى وأصدقهم إيمانا" والدليل عليه أن أكثر العرب ارتدوا ونبذوا الإسلام غير أهل عمان، فأنهم ثبتوا على إيمانهم ولم يغيروا شيئاً فبارك لهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث دل أن مازناً عاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية ...

وجاء في خبر الفرس الذين بقوا بعمان إلى أن جاء الإسلام وانتشر في الجزيرة العربية، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الفرس كسرى أبرويز يدعوه إلى الإسلام، فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليه نبي الله بقوله : " اللهم مزق شمله كل ممزق" فلم يفلح كسرى بعد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلط الله عليه إبنه شيرويه فقتله، فإهتم شيرويه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتب إلى عامله بعمان وهو باذان، يطلب منه أن يرسل رجلاً عربياً يمكن الإعتماد عليه حتى يتعرف خبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث باذان رجلاً يقال له كعب بن برشة الطاحي، وكان نصرانياً وقرأ كتب النصرانية، فقدم كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكلمه فرأي فيه الصفات لتي يجدها في الكتب، فعرف أن نبي مرسل فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام، فأسلم كعب ثم رجع إلى عمان حيث كان الصحابي الثاني بعمان، فأخبر باذان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، استخلف باذان رجلاً يدعى مسكان، وخرج هو إلى الملك بفارس ليشافهه فيما هو بصدده من أمر النبي على مسامع العالم، ثم كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان يدعوهم للإسلام ، وكان الملم حين ذالك الجلندى بن المستكبر، فأجاب الداعي وأرسل إلى الفرس الذين بعمان ، وكانوا مجوساً فدعاهم إلى التدين والإجابة إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبوا فأخرجهم الجلندى من عمان ...

فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم على أهل الريف بعمان وهما عبد وجيفر أبنا الجلندى، ويقال كان أبوهما قد مات في ذلك العصر، فقد أجابا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم...

عمرو بن العاص أمير عمان يخرج إلى المدينة معبراً عن انقياد أهل عمان للإسلام،،،

قضى عمرو بن العاص ثلاثة أعوام في عمان، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، باثاً أوامر الإسلام، معلماً للناس أمر دينهم ، ثم عزم على الرجوع إلى المدينة فقام لصحبته السيد عبد بن الجلندى ، وانتحب معه من أعيان قومه الرجال الفطاحل، أمثال : جعفر بن جشم العتكي، أبي صفرة سارف بن ظالم الذي كان من كبراء رجال الأزد في عمان، واصطحب أيضاً معه الخفراء من الأزد وعبد القيس يأمن بهم في طريقه عملاً بالقضايا العربية إذ ذاك، مر على المنذر بن ساوى حاكم البحرين، وعلى بني حنيفة ، حتى جاء إلى بني عامر...
أبو بكر يجهز عبد بن الجلندى ومن معه لحرب آل جفنة،،،
لقد سر أبو بكر رضى الله عنه بملقى عبد بن الجلندى ةمن معه من أبطل الأزد، وشكرهم شكراً لما رأى وما سمع عنهم، ثم استنهض أبو بكر عبد بن الجلندى لمقاتلة آل جفنة ، فسرى له سرية وأمره عليها، فخرج عبد بن الجلندى يقود جيشاً حتى أتى إلى آل جفنة بالشام في ديارهم، وكان في هذه السرية حسان بن ثابت ، وحققوا النصر ، وبعد أن قدموا من ديار آل جفنة قام حسان بن ثابت يعلن الثناء البليغ على عبد بن الجلندى ، فتهلل وجه أبو بكر رضي الله عنه وسر به، فلما بلغ ذلك عبد بن الجلندى بعث إلى حسان بمال عظيم وإستسمح منه على التقصير حيث يستحق أكثر من المال، فعندما عزم عبد بن الجلندى ومن معه على الرجوع إلى أوطانهم زودهم أبو بكر رضي الله عنه كتاباً إلى أهل عمان كافة يشكرهم فيه ويثني عليهم، فأقرهم على مُلك عمان ، وأيدهم وشد عضدهم عن مناهج مصالحهم، فازدادا بذلك شرفاً على شرفهم، وعزاً يؤيد عزهم، ورجعوا إلى عمان محترمين مكرمين...

انتهينا بفضل الله من الحلقة الرابعة ،،،

الحلقة الخامسة والأخيرة بإذن الله في هذا الجزء من الكتاب،،،
في فضائل أهل عمان و ذكر مشاهيرهم في صدر الإسلام

أهل عمان أسلموا طوعًا و والوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يروه و تولوه , فسمعوا له و أطاعوا رسوله على بعد دارهم و كثرة عددهم , بينما أهله و بنو جلدته عادوه حتى أخرجوه من وطنه و تألبوا على عدائه إلا من شاء الله ممن سبقت لهم من الله الحسنى , و ذلك قال صلى الله عليه و سلم :" رحم الله أهل الغبيراء آمنوا بي و لم يروني " و هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظم شهادة على فضلهم , و روي أن بيرج بن أسد خرج فرآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال : ممن أنت ؟ فقال : من أهل عمان . فأدخله عمر على أبي بكر رضي الله عنه , فقال : هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إني لأعلم أرضًا يقال لها عمان , ينضح البحر بناحيتها , لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم و لا حجر" . و روي أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا إلى قوم فسبوه و ضربوه , فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقال الرسول عليه الصلاة و السلام :" لو أهل عمان أتيت ما سبوك و لا ضربوك ".و في حديث مازن بن غضوبة قال : قلت يا رسول الله أدع لأهل عمان , فقال صلى الله عليه و سلم :" اللهم أهدهم و أثبهم" , فقلت : زدني يا رسول الله , فقال " اللهم أرزقهم العفاف و الكفاف و الرضا بما قدرت لهم ". قال مازن : يا رسول الله البحر ينضح بناحيتنا فادع الله في ميرتنا و خفنا و ظلفنا , فقال عليه الصلاة و السلام :" اللهم وسع عليهم في ميرتهم و أكثر خيرهم من بحرهم" . قلت : زدني يا رسول الله . قال صلى الله عليه و سلم : " اللهم لا تسلط عليهم عدوًا من غيرهم , يا مازن قل آمين فإن آمين يستجاب عنده الدعاء" . قال مازن : آمين .


العمانيون الذي شاركو في صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم

الأول : مازن بن غضوبة السعدي الطائي السمائلي
الثاني : كعب بن برشة الطاحي و يعرف بالعودي الذي أرسله زعماء الفرس إلى النبي صلى الله عليه و سلم لاستطلاع خبره , و كشف صحة نبوته , و أتى النبي صلى الله عليه و سلم و عرف نبوته و صدق رسالته , إذ كان مم قرأ الكتب و علم من نبوة الرسول الأعظم , فعاد إلى القوم بصحة النبوة المحمدية , فكان داعية إسلامية في عمان
و الثالث : صحار بن العباس العبدي من عبد القيس من أهل عمان , فكان من أجلة العلماء الأتقياء المرضين .
و الرابع : أبو شداد العماني المعروف عند الغير بالذماري .

مشاهير أهل عمان في صدر الإسلام
من أهل عمان كعب بن سور قاضي عمر بن الخطاب على البصرة , و هو أول من قدم على البصرة بعد تمصيرها , و من أهل عمان أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي و كان غاية في العلم و الورع , مثالا للنزاهة و التقوى , و مرجعًا للمشاكل و منتهى الطالب في الفقه الإسلامي بجميع معانيه في أيامه , أجمعت الأمة على ثقته و عدالته و ضبطه و صيانته . و من أهل عمان الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي صاحب المسند الصحيح , انتقل إلى البصرة و نسب إليها , و عاش فيها ثم رجع إلى عمان في آخر عمره . و من أهل عمان أبو حمزة الشاري المختار بن عوف السليمي من أهالي مجز من أعمال صحار , صحب الإمام عبد الله بن يحيى الكندي المعروف بطالب الحق . و من أهل عمان الخليل بن أحمد الفراهيدي , و كان من أهل ودام من الباطنة , خرج إلى البصرة و أقام بها , و هو علامة شهر بالعلم بين أعلام الأمم , و في مقدمتهم فقهًا و أدبا و تاريخا و شعرًا , و له بدائع علمية لم تكن لغيره من رجال العلم . فهو صاحب العروض الذي لم يكن له سبق وجود في عالم العلم , و له كتاب العين الذي هو إمام الكتب في اللغة , وهو صاحب النحو و إليه ينسب و هو أول من بوبه و أوضحه و رتبه و شرحه و هذبه , و هو شيخ سيبويه في النحو . و من أهل عمان ابن دريرد المعروف بأدبه و عمله و هو أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الحسن بن دريد الأزدي صاحب كتاب الجمهرة المشهور بين أهل الأدب , و هو الخطيب المشهور و الأديب المذكور و الشاعر المعروف. و من أهل عمان أبو العباس المبرد , صاحب كتاب الكامل المشهور الذي هو أحد كتب الأدب , و ايام العرب و قد عده كثير من أهل العلم في طليعة الوعاة العرب . و من أهل عمان المهلب بن أبي صفرة العماني الأزدي , فقد وصفه أهل التاريخ بأوصاف سياسية يحتار في وضعها كثير من فطاحل الرجال .


أبو بكر الصديق و عمان

لما توفي النبي صلى الله عليه و سلم , و قام بالأمر الخليفة الصديق أبو بكر رحمه الله و رضي عنه , خرج عمرو بن العاص راجعًا إلى المدينة للنظر في أحوال المسلمين , و كيف يدور مدارها و معه سبعون راكبًا من خيار أهل عمان و فضلائهم , و لما وصلوا إلى أبي بكر رضي الله عنه و سلموا إليه الأمر , و تبرءوا إليه من أمر البلاد عمان و وضعوها في يده , و تخلوا من سلطة الأمر و النهي , فشكرهم أبو بكر رحمه الله , و شكرهم المسلمون , و أثنى عليهم أبو بكر رضي الله عنه ثناءًا وافرًا , و أحبهم و أدنى مجلسهم و بعد أن تعرف إلى القوم و الإطمئنان بهم جهزهم لحرب آل حفنة , و هم غساسنة الشام , فقاموا بما وجه الإمام إليهم , و حمله على عواتقهم و بعد رجوعهم من الشام ولاهم أبو بكر أمر بلادهم و ألقى إليهم ما عنده من الخطاب , و أقرهم على أعمالهم و وضع لهم النظام اللازم .و كان أبا بكر استعمل عكرمة بن أبي جهل على عمان , ثم عزله و سيره إلى اليمن , و استعمل على عمان حذيفة القلعاني .

عمر بن الخطاب رضي الله عنه و عمان

لما تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل حذيفة القلعاني عن عمان و ولاه اليمامة و ولي على عمان و البحرين عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي خرجه بهم و هم ثلاثة آلاف فارس و قطعوا البحر إلى ابن كسرى فخاضوها فاتحين فرمقتهم الأعين بالإكبار و لحظتهم بالوقار , و أجلهم أهل البصرة .





مقتل شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعمان

كان أبو الدلف المذكور صفري المذهب بل كان أحد أئمة الصفرية , حدثت بينه و بين مروان بن محمد الأموي مناوشات و حروب , و بعد سقوط الدولة الأموية و قيام الدولة العباسية انهزم شيبان و خرج إلى عمان هاربًا من أبي العباس السفاح , فلما وصل إلى عمان بجيوشه , خرج إليه شراة الإمام بقيادة هلال بن عطية الخرساني فقتل شيبان و انهزمت جيوشه , و جاء خازم بن خزيمة التميمي طالبًا لشيبان , و لما وجوده مقتولا و أراحهم الله منه , لم يكتف خازم إلا بخضوع أهل عمان لسلطان بغداد و هو السفاح .

منتهى أمر الإمام الجلندى و أصحابه بعد قتل شيبان

وصل خازم إلى عمان , و اتصل بالإمام الجلندى , و قال : إنا كنا نطلب هؤلاء القوم , و قد كفانا الله قتالهم على أيديكم , و لكني أريد أن أخرج من عندك إلى الخليفة , و أخبره أنك له سامع مطيع , فشاور الجلندى الملسمين و أهل الرأي عنده في ذلك الأمر الذي يريده خازم بن خزيمة , فلم ير المسلمون ذلك . فوقع القتال بين خازم بن خزيمة و الجلندى . فقتل جميع أصحاب الجلندى و لم يبقى إلا هو و هلال بن عطيه و كان وزيره الأكبر , فقال الجلندى : أحمل يا هلال . فقال هلال للإمام : أنت إمامي فكن أمامي و لك علي ألا أبقى بعدك . فهلك الإمام و هلك وزيره بعده. و كان ذلك في سنة 134 هـ . و مكث خازم بعمان أشهرًا , و كان خازم قد أرسل برؤوس أعيان القتلى إلى بغداد متبججًا بهم و مفتخرًا بقتلهم .

أل الجلندى يعلنون الطاعة لخازم

لما قتل الإمام الجلندى بن مسعود و أصحابه ,بقى خازمًا في عمان أشهرًا يرتب أمر عمان , و قلد أمر عمان محمد بن زائدة و راشد بن النضر , و معهم الأشعث بن حكيم . و كان هؤلاء الجلندانيون جبابرة ظلمة , تسيطروا على الناس بسيطرة حزيمة , فكانوا عماله على قومهم .




منقول من html نسخة رنا

التعديل الأخير تم بواسطة ابن الفاتحين العرب ; 02-10-2008 الساعة 10:47 AM.
رد مع اقتباس
قديم 02-10-2008, 05:56 PM   #2
ولد سويد من بني هريره
 
الصورة الرمزية ولد سويد من بني هريره
 







 
ولد سويد من بني هريره is on a distinguished road
افتراضي رد: عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي

موضوووووع جميل ونقل أجمل

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور والله يعطيك العافيه أخوي ابن الفاتحين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
كل عام وانتم بخير
أخر مواضيعي
ولد سويد من بني هريره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2008, 10:36 PM   #3
عفص بن الحارث
 







 
عفص بن الحارث is on a distinguished road
Post إضافه للشيخ السيابي

أشكرك على الموضوع الطيب وأضيف :

نسب آل يعرب في نصر بن زهران

الشيخ سالم بن حمود السيابي

ومن الأزد بعمان آل يعرب بن عمر بن نبهان بن محمد بن نبهان بن كهلان، وبقية النسب معروفة، فاليعاربة في الحقيقة بطن من آل نبهان، صاروا ملوك عمان وأئمتها، الذين يعلم العالم العربي من هم، ويعترف الكل بشرفهم، وأحوال آل يعرب في عمان منقطعة النظير، ولا قياس لها، فقد خاضوا البحر فاتحين، وتغلغلوا في البر مكافحين، وداسوا ممالك في الشرق، كانت بعيدة الأمنية لأهل عمان. ولله تلك الرجال الذين خلفوا بعدهم ذكرى الصالحين تدهش السامعين، والقلاع المنيعة بعمان، والحصون الشامخة الأركان، هي من آثار آل يعرب، والغراس الباهر، والثمر الحلو اليانع، والروض الفاره، فهو لهم. والمدافع الطويلة الضخمة هي من ثمرهم بعمان، وما من ذكر حسن في عمان إلا وقد أخذوا حظهم منه. ومفاخر آل يعرب في عمان خالدة الذكر، عالية الشأن. أخبرني بعض رجال الإنجليز، الذين تغلغلوا الآن في عمان، أن المدافع الموجودة بعمان، أكثرها من أسبانيا، وبعضها من بقية دول أوربا، وقليل منها عليه اسم خديوي، وهي التي سيقت إليهم كهدية من الدول التي تخطب ودهم، ويوجد واحد منها في حصن بدبد، عليه اسم خديوي مصر، وبعضها في نزوى عليه اسم الشاه عباس. لإن آثار هذه الأسلحة في عمان عند من يلقي إليها نظرة، تلقي إليه دهشة وروعة، فقد ملئت الحصون والقلاع والمراصد، ومواقف الجيوش بعمان. فها هي التي تدفن الآن تحت الأنقاض، وتلقى في أعماق البحار اليوم، عندما صارت الآن بالنسبة إلى السلاح العصري غير شيء، تلقى في تخوم الأرض، وكان لها الشأن الكبير في وقتها. وحسبك الأساطيل التي كانت تمخر عباب البحر، حاملة للعلم العماني الموقر، باسم آل يعرب، في ضخامتها وعدتها وعدها.



تلك آثارنا تدل عـلـينـا = فانظروا بعدنا إلى الآثار

1 تلك آثارنا تدل iiعلينـا فانظروا بعدنا إلى الآثار


وكان من فرعهم ملك اليعاربة الصيد الكرام، وما أدراك ما الشأن، والله يؤتي ملكه من يشاء.
واليعاربة اليوم قليلون بعمان، إلا بقايا في بلدة سيجا من وادي سمائل وأفراد في بعض البلدان.


منقووول .. ولك خالص التحيه



زهرآن الغطآريف
عفص بن الحارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2008, 01:49 AM   #4
ثعلبة الأزدي
 







 
ثعلبة الأزدي is on a distinguished road
افتراضي رد: عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي

بارك الله فيك
ثعلبة الأزدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-2008, 08:38 PM   #5
جبل منور
 
الصورة الرمزية جبل منور
 







 
جبل منور is on a distinguished road
افتراضي رد: عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي

... يعطيك العافية ...

...معلومات... قيمه ... و... مفيده ...

... بارك الله فيك ...

... لك أرق التحايا ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
.
..
...

أبدع في مواضيعك .. وأحسِن في ردودك .. وقدم كل ما لديك
ولا يغرك فهمك .. ولا يهينك جهلك .. ولا تنتظر شكر أحد
أخر مواضيعي
جبل منور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : عمان عبر التاريخ للشيخ السيابي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من هو الصحابي؟؟ شعب الحماطه الإسلام حياة 7 12-08-2008 01:31 AM
*·~-.¸¸,.-~*الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي*·~-.¸¸,.-~* جبل منور الإسلام حياة 14 25-07-2008 02:37 AM
من هو الصحابي؟؟ ابو عادل العدواني الإسلام حياة 21 30-06-2008 11:40 PM
دخول الأزد (( زهران )) إلى عمان وطرد الفرس من عمان سيف زهران تاريخ زهران 5 24-03-2008 09:37 AM


الساعة الآن 11:08 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved