منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي

سير شعراء المعلقات


المنتدى الأدبي

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-01-2008, 03:14 PM   #11
مح العدواني مد
abomai
شاعر
[ مشرف سابق ]
 
الصورة الرمزية مح العدواني مد
 







 
مح العدواني مد is on a distinguished road
افتراضي سير شعراء المعلقات ( عمرو بن كلثوم )

[align=center]



عمرو بن كلثوم



هذه المعلقة هي الخامسة في المعلقات و هي من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملجمية و الفوائد التاريخية و الاجتماعية و أما مقياس جمالها الغني فهو ما تحركه لدى سماعها في النفس من نبض الحماسة و شعور العزة و الاندفاع . و أما الشاعر عمرو بن كلثوم فهو من قبيلة تغلب كان أبوه كلثوم سيد تغلب و أمه ليلى بنت المهلهل المعروف ( بالزير ) و في هذا الجو من الرفعة و السؤدد نشأ الشاعر شديد الإعجاب بالنفس و بالقوم أنوفاً عزيز الجانب ، فساد قومه و هو في الخامسة عشرة من عمره تقع معلقة ابن كلثوم في ( 100 ) بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة و كانت تغلب قد انتدبت الشاعر للذود عنها حين احتكمت إلى ملك الحيرة ، لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب ، و كان ملك الحيرة ( عمرو بن هند ) أيضاً . مزهواً بنفسه و قد استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً و لم يرع له حرمة و مقاماً فعمد إلى حيلة يذله بها فأرسل ( عمرو بن هند ) إلى عمرو بن كلثوم ( يستزيره ) و أن يزير معه أمه ففعل الشاعر ذلك و كان ملك الحيرة قد أوعز إلى أمه أن تستخدم ليلى أم الشاعر و حين طلبت منها أن تناولها الطبق قالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . . . . ثم صاحت ( واذلاه ) يالتغلب ! فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فوثب إلى سيف معلق بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند ملك الحيرة و على إثر قتل الملك نظم الشاعر القسم الثاني من المعلقة و زاده عليها . ( و هي منظومة على البحر الوافر ) و من أطرف ما ذكر عن المعلقة أن بني تغلب كباراً و صغاراً كانوا يحفظونها و يتغنون بها زمناً طويلاً . توفي الشاعر سنة نحو ( 600 ) للميلاد بعد أن سئم الأيام و الدهر
[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة البرنسيسة ; 27-01-2008 الساعة 04:02 PM.
مح العدواني مد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 03:59 PM   #12
مح العدواني مد
abomai
شاعر
[ مشرف سابق ]
 
الصورة الرمزية مح العدواني مد
 







 
مح العدواني مد is on a distinguished road
Smile سير شعراء المعلقات ( نص معلقه عمرو بن كلثوم )

^&)§¤°^°§°^°¤§(&^معلقة عمرو بن كلثوم^&)§¤°^°§°^°¤§(&^


[poem=font="Andalus,6,#000066,normal,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/7.gif" border="groove,5,#3333FF" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِـكِ فَاصْبَحِينَا = وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا = إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ = إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ = عَلَيْهِ لِمَالِـهِ فِيهَا مُهِيـنَا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو = وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
وَمَا شَـرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـروٍ = بِصَاحِبِكِ الَّذِي لاَ تَصْبَحِينَا
وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَـكَّ = وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا
وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا الْمَنَايَـا = مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَدَّرِيـنَا
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا = نُخَبِّرْكِ الْيَقِيـنَ وَتُخْبِرِينَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمَاً = لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْبَاً وَطَعْنَاً = أَقَرَّ بِـهِ مَوَالِيـكِ العُيُونَـا
وَإِنَّ غَدَاً وَإِنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ = وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا
تُرِيكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَلاَءٍ = وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الكَاشِحِينَا
ذِرَاعَي عَيْطَلٍ أَدْمَـاءَ بِكْـرٍ = هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
وَثَدْيَاً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصَاً = حَصَانَاً مِنْ أَكُفِّ اللاَمِسِينَا
وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَـتْ = رَوَادِفُهَا تَنُوءُ بِمَا وَلِينَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْـهَا = وَكَشْحَاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا
وَسَارِيَتَيْ بِلَنْـطٍ أَوْ رُخَـامٍ = يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِمَا رَنِينَا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ = أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَـتِ الْحَنِيـنَا
وَلاَ شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهَا = لَهَا مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينَا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا = رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ = كَأَسْيَافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيـنَا
أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا = وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِينَـا
بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيضَـاً = وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِـوَالٍ = عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـوهُ = بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ = مُقَلَّـدَةً أَعِنَّـتَهَا صُفُونَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ = إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوعِدِينَا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا = وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيـنَا
مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا = يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا
يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ = وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِينَا
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا = فَأَعْجَلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ = قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا
نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِـفُّ عَنْهُمْ = وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونَا
نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا = وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوفِ إِذَا غُشِينَا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ = ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينَـا
كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيـهَا = وُسُوقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِينَـا
نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ القَـوْمِ شَقًّـاً = وَنَخْتَلِبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِينَا
وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو = عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ = نُطَاعِنُ دُونَـهُ حَتَّى يَبِينَا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ = عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
نَجُذُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ = فَمَا يَدْرُونَ مَاذَا يَتَّقُونَـا
كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِيـنَا وَفِيهِـمْ = مَخَارِيقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِينَـا
كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ =خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانٍ أَوْ طُلِينَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَـيٌّ = مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَـدٍّ = مُحَافَظَةً وَكُنَّـا السَّابِقِينَـا
بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْـدَاً = وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيعَـاً = مُقَارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينَـا
فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَـتِنَا عَلَيْهِمْ = فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبَاً ثُبِينَـا
وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِـمْ = فَنُمْعِنُ غَـارَةً مُتَلَبِّـبِينَا
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بن بَكْـرٍ = نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَـةَ وَالحُزُونَا
أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْـوَامُ أَنَّـا = تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَدْ وَنِينَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَا = فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ = نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينَـا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ = تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
تَهَـدَّدْنَا وَأَوْعِـدْنَا رُوَيْـدَاً = مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَـا
فَإِنَّ قَنَاتَـنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ = عَلَى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا
إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ = وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُونَـا
عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ = تَشُجُّ قَفَا المُثَقَّفِ وَالجَبِينَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ = بِنَقْصٍ فِي خُطُوبِ الأَوَّلِينَا
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بْنِ سَيْفٍ = أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ المَجْدِ دِينَا
وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ = زُهَيْرَاً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينَا
وَعَتَّـابَاً وَكُلْثُـومَاً جَمِيعَـاً = بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِينَا
وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ = بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُحْجَرِينَا
وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ = فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِينَـا
مَتَى نَعْقِدْ قَرِينَـتَنَا بِحَبْـلٍ = تَجُذُّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِينَا
وَنُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَارَاً = وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِينَا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى = رَفَدْنَا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينَا
وَنَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى = تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا = وَنَحْنُ العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
وَنَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنَا = وَنَحْنُ الآخِذُونَ بِمَا رَضِينَا
وَكُنَّا الأَيْمَنِينَ إِذَا التَقَـيْنَا = وَكَانَ الأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينَـا
فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيهِـمْ = وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِينَـا
فَآبُوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا = وَأُبْنَـا بِالمُلُـوكِ مُصَفَّدِينَا
إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُـمْ = أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّـا اليَقِينَـا
أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ = كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي = وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينَـا
عَلَيْنَا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ = تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوناً
إِذَا وُضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمَاً = رَأَيْتَ لَهَا جُلُودَ القَوْمِ جُونَا
كَأَنَّ غُضُونَهُنَّ مُتُونُ غُـدْر = تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا
وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ = عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِينَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثَاً = كَأَمْثَالِ الرَّصَائِعِ قَدْ بَلِينَا
وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ = وَنُـورِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِينَـا
عَلَى آثَارِنَا بِيضٌ حِسَـانٌ = نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُونَا
أَخَذْنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْـدَاً = إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِينَا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسَـاً وَبِيضَـاً = وَأَسْرَى فِي الحَدِيدِ مُقَرَّنِينَا
تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُـلُّ حَـيٍّ = قَدِ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِينَا
إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَا = كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينَا
يَقُتْنَ جِيَادَنَـا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ = بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُونَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ = خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَبَاً وَدِينَا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ = تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَا
كَأَنَّا وَالسُّيُـوفُ مُسَلَّـلاَتٌ = وَلَدْنَا النَّاسَ طُرَّاً أَجْمَعِينَا
يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدَي = حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَـا
وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ = إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينَا
بِأَنَّا المُطْعِمُـونَ إِذَا قَدَرْنَـا = وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَـا
وَأَنَّـا المَانِعُـونَ لِمَا أَرَدْنَـا = وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَـا
وَأَنَّا التَارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَـا = وَأَنَّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينَـا
وَأَنَّا العَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا = وَأَنَّـا العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً = وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِيـنَا
أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَـنَّا = وَدُعْمِيَّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُـمُونَا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً = أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَـا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا = وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيـنَا
إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِيٌّ = تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَـا[/poem]

التعديل الأخير تم بواسطة البرنسيسة ; 27-01-2008 الساعة 04:27 PM.
مح العدواني مد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 04:28 PM   #13
الحائر
 
الصورة الرمزية الحائر
 







 
الحائر is on a distinguished road
افتراضي رد : سير شعراء المعلقات

abomai_البرنسيسة
يعطيكم العافية كفيتم ووفيتم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لاله الا انت سبحانك .. اني كنت من الظالمين
أخر مواضيعي
الحائر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 04:35 PM   #14
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات

*·~-.¸¸,.-~* امرؤ القيس*·~-.¸¸,.-~*




امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م


نسبه وكنيته:
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.

هو ابو الحارث جندج بن حجر الكندي ، امه اخت المهلهل وكليب . ولد في نجد سنة 500 ميلادي ، وعاش في اللهو ونظم الشعر ، فطرده ابوه; فسمي بالامير الطريد ، فراح يتنقل بين الاحياء فلقب بالملك الضليل .



أجمع النقاد بانه شاعر وجداني وله المنزلة الاولى بين الشعراء الجاهليين ، حيث قالوا في معلقته (قفا نبك) التي تتكون من ثمانين بيتا: انه وقف واستوقف ، وبكى واستبكى ، وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد ، فهو اول شاعر اطال الوقوف على الاطلال وبكى ، وان كان قد سبقه الشاعر ابن جذام; لذلك فانه امير لهو وصيد ومغامرات وبطل متشرد .

ترجم ديوانه الى اللاتينية والالمانية .
المختار من شعره: كان امرؤ القيس ذا نفس عاطفية شديدة الانفعال ، فشعره يمتاز ببديع المعنى ودقة النسيب ومقاربة الوصف ، فمعلقته تحتوي على الهم والغم والبكاء على الحبيب ومنزل الحبيب ، وفيه الغزل العفيف والماجن ، وفيه وصف الليل ، خاصة ونحن نعلم ان ابن البادية يزداد همه في الليل ، فتلاحظ في شعره اللهو والذي يحز في قلب الشاعر صفة التشرد بعد حياة الترف التي ادت الى ان يسكب الشاعر عبرات تسيل على اقواله الغزلية لتطغى حرارة حسراته سوف تتعرف عليها من ظمن المعلقة المنشورة...



طبقته في الشعراء:

امرؤ القيس فحل من فحول أهل الجاهلية , وهو رأس الطبقة الأولى وقرب به ابن سلام زهيراً والنابغة وأعشى قيس , والأكثر على تقديم امرئ القيس

قال يونس بن حبيب : إن علماء البصرة كانوا يقدمون أمرأ القيس بن حجر , وإن اهل الكوفة كانوا يقدمون الأعشى , وإن أهل الحجاز والبادية كانوا يقدمون زهيراً والنابغة ,

وقيل الفرزدق من أشعر الناس؟ قال: ذو القرح يعني امرأ القيس .

وسئل لبيد من أشعر الناس؟ فقال: الملك الضليل , قيل : ثم من؟ فقال : ابن العشرين يعني طرفة , قيل له ثم من؟ قال : أبو عقيل يعني نفسه

وليس مراد من قدم امرأ القيس انه قال ما لم تقلد العرب ,

ولكنه سبقهم إلى ابتدعها واستحسنها العرب واتبعه فيها الشعراء , منها:

استيقاف صحبه والبكاء على الديار , ورقة النسيب وقرب المأخذ وتشبيهه للنساء بالظباء , والبيض والخيل بالعقبان والعصي , وقيد الأوابد .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة البرنسيسة ; 27-01-2008 الساعة 04:54 PM.
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 04:48 PM   #15
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات

*·~-.¸¸,.-~* معلقـــة امرؤ القيــــس*·~-.¸¸,.-~*



[poem=font="MS Dialog,5,#663366,bold,italic" bkcolor="2" bkimage="images/toolbox/backgrounds/49.gif" border="double,5,#CC9999" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,0"]

قفا نبـك مـن ذكـرى حبيـب ومنـزل=بسقط اللـوى بيـن الدخـول فحومـل

فتوضح فالمقـراة لـم يعـف رسمهـا=لمـا نسجتهـا مـن جـنـوب وشـمـأل

تــرى بـعـر الآرام فــي عرصاتـهـا=وقيـعـانـهـا كــأنــه حــــب فـلــفــل

كـأنـي غــداة البـيـن يــوم تحمـلـوا=لـدى سمـرات الحـي ناقـف حنـظـل

وقوفـا بهـا صحـبـي عـلـى مطيـهـم=يقـولـون لا تهـلـك أســى وتـجـمـل

وإن شـفـائــي عــبــرة مـهــراقــة=فهـل عنـد رسـم دارس مـن مـعـول

كـدأبـك مــن أم الـحـويـرث قبـلـهـا=وجـارتـهــا أم الــربــاب بـمــأســل

إذا قامـتـا تـضـوع المـسـك منهـمـا=نسيـم الصبـا جـاءت بريـا القرنفـل

ففاضت جموع العيـن منـي صبابـة=على النحر حتى بـل دمعـي محملـي

ألا رب يــوم لــك مـنـهـن صـالــح=لا سـيـمـا يــــوم بــــدارة جـلـجــل

ويــوم عـقـرت للـعـذارى مطـيـتـي=فيـا عجـبـا مــن كـورهـا المتحـمـل

فـظـل الـعـذارى يرتمـيـن بلحـمـهـا=وشـحـم كـهـداب الدمـقـس المفـتـل

ويـوم دخلـت الخـدر خــدر عنـيـزة=فقالـت لـك الـويـلان إنــك مرجـلـي

تقـول وقـد مــال الغبـيـط بـنـا مـعـا=ًعقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

فقلـت لهـا سيـري وأرخـي زمـامـه=ولا تبعديـنـي مــن جنـالـك المعـلـل

فمثلـك حبلـى قـد طرقـت ومـرضـع=فألهيتـهـا عــن ذي تمـائـم مـحــول

إذا بكـى مـن خلفهـا انصـرفـت لــه=بـشـق وتحـتـي شقـهـا لــم تـحـول

ويومـاً علـى ظهـر الكثيـب تعـذرت=عـلــي وآلـــت حـلـفـة لـــم تـحـلـل

أفـاطـم مـهـلا بـعـض هــذا الـتـدلـل=وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

وإن تـك قـد سـاءتـك مـنـي خليـقـة=فسـلـي ثيـابـي مــن ثيـابـك تنـسـل

أغـــرك مـنــي أن حــبــك قـاتـلــي=وأنـك مهمـا تـامـري القـلـب يفـعـل

ومــا ذرفــت عيـنـاك إلا لتضـربـي=بسهمـك فــي اعـشـار قـلـب مفـتـل

وبيـضـة خـــدر لا يـــرام خـبـاؤهـا=تمتعـت مـن لهـو بهـا غيـر معـجـل

تجـاوزت أحراسـاً إليـهـا ومعـشـرا=علـي حراسـا لـو يـسـرون مقتـلـي

إذا ما الثريـا فـي السمـاء تعرضـت=تـعـرض أثـنـاء الـوشـاح المفـصـل

فجـئـت وقــد نـضـت لـنـوم ثيابـهـا=لــدى السـتـر إلا لبـسـة المتفـضـل

فـقـالـت يـمـيـن الله مـالــك حـيـلـة=ومـا ان أرى عنـك الغوايـة تنجلـي

خرجـت بهـا نمشـي تـجـر وراءنــا=عـلـى أثريـنـا ذيــل مــرط مـرحــل

فلما أجزنا ساحة الحي وانتحـى بنـا=بـطـن خـبـت ذي حـقــاف عقـنـقـل

هصـرت بفـودي رأسـهـا فتمايـلـت=علـي هضيـم الكشـح ريـا المخلخـل

مهفهـفـة بيـضـاء غـيــر مـفـاضـة=ترائـبـهـا مـصـقـولـة كالسـجـنـجـل

كبـكـر المقـانـاة البـيـاض بـصـفـرة=غذاهـا نميـر الـمـاء غـيـر المحـلـل

تصـد وتبـدي عــن أسـيـل وتتـقـي=بناظـرة مـن وحـش وجــرة مطـفـل

وجيـد كجيـد الرئـم لـيـس بفـاحـش=إذا هـــــي نـصــتــه ولا بـمـعـطــل

وفـرع يزيـن المـتـن أســود فـاحـم=أثـيــث كـقـنـو النـخـيـل المتعـثـكـل

غـدائـره مستـشـزرات إلــى الـعـلا=تضـل العقـاص فـي مثنـى ومرسـل

وكـشـح لطـيـف كالجـديـل مخـصـر=وســاق كأنـبـوب السـقـي الـمـذلـل

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها=نئوم الضحى لم تنتطق عـن تفضـل

وتعطـو برخـص غيـر شـئـن كـأنـه=أساريـع ظبـي أو مساويـك إسـحـل

تـضـيء الـظـلام بالـعـشـاء كـأنـهـا=مـنــارة مـمـسـى راهـــب مـتـبـتـل

إلـى مثليهـا يـرنـو الحلـيـم صبـابـة=إذا ما استبكرت بيـن درع ومجـول

تسلت عمايات الرجـال عـن الصبـا=وليـس فـؤادي عـن هـواك بمنسـل

ألا رب خصـم فـيـك ألــوى رددتــه=نصيـح علـى تعـذالـه غـيـر مـؤتـل

وليـل كمـوج البحـر أرخـى سدولـه=عـلــي بـأنــواع الـهـمـوم ليبـتـلـي

فقـلـت لـــه لـمــا تـمـطـى بصـلـبـه=وأردف أعــجــازا ونــــاء بـكـلـكـل

إلا أيـهـا اللـيـل الطـويـل ألا انـجـل=بصبـح ومـا الإصبـاح منـك بأمـثـل

فيـالـك مـــن لـيــل كـــأن نـجـومـه=بـكـل مـغـار الفـتـل شــدت بـيـذبـل

كـان الثريـا علـقـت فــي مصامـهـا=بـأمـراس كـتـان إلــى صــم جـنـدل

وقـربـة أقـــوم جـعـلـت عصـامـهـا=عـلـى كـاهـل مـنـي ذلــول مـرحــل

وواد كجوف العيـر قفـر قطعتـه بـه=الـذئـب يـعــوي كالخـلـيـع المـعـيـل

فقـلـت لــه لـمـا عــوى إن شـأنـنـا=قلـيـل الغـنـى إن كـنـت لـمـا تـمـول

كـلانـا إذا مــا نـــال شـيـئـاً أفـاتــه=ومن يحترث حرثي وحرثـك يهـزل

وقـد اغتـدى والطيـر فـي وكناتـهـا=بمـنـجـرد قــيــد الأوابــــد هـيـكــل

مـكــر مـفــر مـقـبـل مـدبــر مــعــاً=كجلمود صخر حطه السي مـن عـل

كميـت يـزل اللبـد عـن حــال متـنـه=كـمـا زلـــت الـصـفـواء بالمـتـنـزل

علـى الذبـل جيـاش كــأن اهتـزامـه=إذا جـاش فيـه حميـه غلـي مـرجـل

مسح إذا ما السابحات علـى الونـى=أثـــرن الـغـبـار بالـكـديـد الـمـركـل

يـزل الغـلام الخـف عــن صهـواتـه=ويـلـوي بـأثـواب العنـيـف المثـقـل

دريــر كـخــذروف الـولـيـد أمـــره=تـتـابــع كـفـيــه بـخـيــط مــوصــل

لــه أبـطـلا ظبـبـي وسـاقـا نـعـامـة=وإرخـاء سـرحـان وتقـريـب تتـفـل

ضلـيـع إذا استدبـرتـه ســد فـرجـه=بضاف فويق الأرض ليـس بأعـزل

كـأن علـى المتنيـن منـه إذا انتحـى=مـداك عــروس أو صـلايـة حنـظـل

كـــأن دمـــاء الـهـاديــات بـنـحــره=عـصــارة حـنــاء بـشـيـب مـرجــل

فـعــن لـنــا ســـرب كـــأن نـعـاجـه=عــذارى دوار فـــي مـــلاء مـذيــل

فـأدبـرن كالـجـزع المفـصـل بـيـنـه=بجـيـد مـعـم فــي العشـيـرة مـخـول

فـألـحـقـتـا بـالـهـاديــات ودونـــــه=جواحـرهـا فــي صــرة لــم تـزيــل

فعـادى عــداء بـيـن ثــور ونعـجـة=دراكـاً ولــم ينـضـح بـمـاء فيغـسـل

فظل طهـاة اللحـم مـن بيـن منضـج=صفـيـف شــواء أو قـديــر مـعـجـل

ورحنـا يكـاد الطـرف يقصـر دونـه-متـى مـا تـرق العـيـن فـيـه تسـفـل

فـبــات عـلـيـه سـرجــه ولـجـامــه=وبـات بعينـي قائـمـا غـيـر مـرسـل

أصـاح تـرى برقـاً أريــك وميـضـه=كلـمـع اليـديـن فـــي حـبــي مـكـلـل

يضـيء سنـاه أو مصابـيـح راهــب=أمـــل السـلـيـط بـالـذبـال الـمـفـتـل

فعـدت لـه وصحبتـي بـيـن ضــارج=وبـيـن العـذيـب بـعـد مــا متـامـلـي

علـى فطـن بالشـيـم أيـمـن صـوبـه=وأيـســره عـلــى الـسـتـار فـيـذبـل

فأضحـى يسـح المـاء حـول كتيـفـة=يكـب علـى الأذقــان دوح الكنهـبـل

ومــر عـلـى القـنـان مــن نفـيـانـه=فأنـزل منـه العصـم مـن كـل مـنـزل

وتيمـاء لـم يتـرك بهـا جـذع نخـلـة=ولا أطــمــاً إلا مـشــيــداً بـجــنــدل

كــأن ثبـيـراً فــي عـرانـيـن وبـلــه=كـبـيــر أنــــاس بــجـــاد مــزمـــل

كــأن ذرى رأس المجيـمـر غـــدوة=مـن السـيـل والغـثـاء فلـكـة مـغـزل

وألـفـى بصـحـراء الغبـيـط بـعـاعـه=نـزول اليمانـي ذي العيـاب المحمـل

كـــأن مـكـاكــي الــجــواء غــديــة=صبحـن سلافـاً مـن رحيـق مفلـفـل

كـأن السبـاع فـيـه غـرقـى عشـيـة=بأرجائه القصـوى أنابيـش عنصـل [/poem]
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 05:02 PM   #16
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات

[align=center]

~*¤ô§ô¤*~ طرفة بن العبد~*¤ô§ô¤*~

هو عمرو بن العبد الملقب ( طرفة ) من بني بكر بن وائل ،

ولد حوالي سنة 543 في البحرين من أبوين شريفين و كان له من نسبه العالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده و أبوه و عماه المرقشان و خاله المتلمس كلهم شعراء

مات أبوه و هو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته و ضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه

و ما كاد طرفة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها فلها و سكر و لعب و بذر و أسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة

راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه ثم عاد إلى حياة اللهو




موته


توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).

وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...

بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:

"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".

فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.

فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".

فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".

فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.




شعره


شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر.

وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة" نظمها الشاعر بعدما لقيه من ابن عمه من سوء المعاملة و ما لقيه من ذوي قرباه من الاضطهاد في المعلقة ثلاثة أقسام كبرى ( 1 ) القسم الغزالي من ( 1 ـ 10 ) ـ ( 2 ) القسم الوصفي ( 11 ـ 44 ) ـ ( 3 ) القسم الإخباري ( 45 ـ 99 ) .

ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:

1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.

2 - وصف الناقة.

3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.

4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.

من آثاره : ديوان شعر أشهر ما فيه المعلقة

و سبب نظم المعلقة ( إذا كان نظمها قد تم دفعة واحدة فهو ما لقيه من ابن عمه من تقصير و إيذاء و بخل و أثرة و التواء عن المودة و ربما نظمت القصيدة في أوقات متفرقة فوصف الناقة الطويل ينم على أنه وليد التشرد و وصف اللهو و العبث

يرجح أنه نظم قبل التشرد و قد يكون عتاب الشاعر لابن عمه قد نظم بعد الخلاف بينه و بين أخيه معبد .

شهرة المعلقة و قيمتها : بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ و الموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه ، و شرح لأحوال نفس شابة و قلب متوثب .

في الخاتمة ـ يتجلى لنا طرفة شاعراً جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة و تطلعنا على ما كان للعرب من صناعات و ملاحة و أدوات ...

[/align]
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 05:15 PM   #17
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات

|--*¨®¨*--| معلقة طرفة بن العبد|--*¨®¨*--|

[poem=font="Simplified Arabic,5,#663300,bold,normal" bkcolor="0" bkimage="images/toolbox/backgrounds/27.gif" border="inset,4,#FFFFFF" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,0"]

لِخَوْلَـةَ أطْـلالٌ بِبُـرْقَـةِ ثَهْـمَـدِ=تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِـرِ اليَـدِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِـي عَلـيَّ مَطِيَّهُـم=ْيَقُوْلُـوْنَ لا تَهْلِـكْ أسـىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِـيَّـةِ غُــدْوَةً=خَلاَيَا سَفِيْـنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِـنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِـنْ سَفِيْـنِ ابْـنَ يَامِـنٍ=يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَـوْراً ويَهْتَـدِي

يَشُقُّ حَبَابَ المَـاءِ حَيْزُومُهَـا بِهَـا=كَمَا قَسَـمَ التُّـرْبَ المُفَايِـلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِن=ٌمُظَاهِـرُ سِمْطَـيْ لُؤْلُـؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَبـاً بِخَمِيْـلَـةٍ=تَنَـاوَلُ أطْـرَافَ البَرِيْـرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَـنْ أَلْمَـى كَـأَنَّ مُنَـوَّراً=تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْـلِ دِعْـصٍ لَـهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَـاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَـاتِـهِأُ=سِـفَّ وَلَـمْ تَكْـدِمْ عَلَيْـهِ بِإثْـمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقـتْ رِدَاءهَـا=عَلَيْـهِ نَقِـيِّ اللَّـوْنِ لَـمْ يَتَـخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْـدَ احْتِضَـارِهِ=بِعَوْجَـاءَ مِرْقَـالٍ تَلُـوحُ وتَغْتَـدِي

أَمُـوْنٍ كَأَلْـوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُـهَـا=عَلَى لاحِـبٍ كَأَنَّـهُ ظَهْـرُ بُرْجُـدِ

جُمَالِيَّـةٍ وَجْنَـاءَ تَــرْدَى كَأَنَّـهَـا=سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَــرَ أرْبَــدِ

تُبَـارِي عِتَاقـاً نَاجِيَـاتٍ وأَتْبَعَـتْ=وظِيْفاً وظِيْفـاً فَـوْقَ مَـوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّـوْلِ تَرْتَعِـي=حَدَائِـقَ مَوْلِـىَّ الأَسِــرَّةِ أَغْـيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَـوْتِ المُهِيْـبِ وتَتَّقِـيبِذِي =خُصَلٍ رَوْعَـاتِ أَكْلَـف مُلْبِـدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَـيْ مَضْرَحِـيٍّ تَكَنَّـفَـا=حِفَافَيْهِ شُكَّا فِـي العَسِيْـبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْـفَ الزَّمِيْـلِ وَتَـارَةً=عَلَـى حَشَـفٍ كَالشَّـنِّ ذَاوٍ مُجَـدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِـلَ النَّحْـضُ فِيْهِمَـا=كَأَنَّهُمَـا بَـابَـا مُنِـيْـفٍ مُـمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَـالٍ كَالحَنِـيِّ خُلُـوفُـهُ=وأَجْرِنَـةٌ لُـزَّتْ بِـرَأيٍ مُنَـضَّـدِ

كَـأَنَّ كِنَاسَـيْ ضَـالَـةٍ يَكْنِفَانِـهَـا=وأَطْرَ قِسِـيٍّ تَحْـتَ صَلْـبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَـقَـانِ أَفْـتَـلانِ كَأَنَّـمَـا=تَمُـرُّ بِسَلْـمَـي دَالِــجٍ مُتَـشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَـمَ رَبُّـهَـا=لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَـى تُـشَـادَ بِقَـرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُـونِ مُوْجَـدَةُ القَـرَا=بَعِيْدةُ وَخْـدِ الرِّجْـلِ مَـوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَـزْرٍ وأُجْنِحَـتْ=لَهَا عَضُدَاهَـا فِـي سَقِيْـفٍ مُسَنَّـدِ

جَنوحٌ دِفَـاقٌ عَنْـدَلٌ ثُـمَّ أُفْرِعَـتْ=لَهَا كَتِفَاهَـا فِـي مُعَالـىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُلُـوبَ النِّسْـعِ فِـي دَأَبَاتِهَـا=مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْـرِ قَـرْدَدِ

تَلاقَـى وأَحْيَانـاً تَبِـيْـنُ كَأَنَّـهَـا=بَنَائِـقُ غُـرٍّ فِـي قَمِيْـصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّـدَتْ بِــهِ=كَسُكَّـانِ بُوصِـيٍّ بِدَجْلَـةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْـلُ العَـلاةِ كَأَنَّـمَـا=وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْـرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَـاسِ الشَّآمِـي ومِشْفَـرٌ=كَسِبْـتِ اليَمَانِـي قَـدُّهُ لَـمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْـنَـانِ كَالمَاوِيَّتَـيْـنِ اسْتَكَنَّـتَـا=بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَـوْرِدِ

طَحُورَانِ عُـوَّارَ القَـذَى فَتَرَاهُمَـا=كَمَكْحُولَتَـيْ مَذْعُـورَةٍ أُمِّ فَـرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْـعِ التَّوَجُّـسِ للسُّـرَى=لِهَجْـسٍ خَفـيٍّ أَوْ لِصـوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْـرِفُ العِتْـقَ فِيْهِـمَـا=كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَـلَ مُـفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَـبَّـاضٌ أَحَــذُّ مُلَمْـلَـمٌ=كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْـحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْـفِ مَـارِنٌ=عَتِيْقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِـهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَت=ْمَخَافَةَ مَلْـوِيٍّ مِـنَ القَـدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا=وَعَامَتْ بِضَبْعَيْهَـا نَجَـاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي=ألاَ لَيْتَنِـي أَفْدِيْـكَ مِنْهَـا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفـاً وَخَالَـهُ=مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي=عُنِيْـتُ فَلَـمْ أَكْسَـلْ وَلَـمْ أَتَبَـلَّـدِ

أَحَلْـتُ عَلَيْهَـا بِالقَطِيْـعِ فَأَجْذَمَـتْ=وَقَـدْ خَـبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَـوَقِّـدِ

فَذَالَتْ كَمَـا ذَالَـتْ ولِيْـدَةُ مَجْلِـسٍ=تُـرِي رَبَّهَـا أَذْيَـالَ سَحْـلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِني فِي حَلْقَـةِ القَـوْمِ تَلْقِنِـي=وَإِنْ تَلْتَمِسْنِي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَـدِ

وَإِنْ يَلْتَقِ الحَـيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي=إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَدَامَـايَ بِيْـضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْـنَـةٌ=تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُـرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَـا رَقِيْقَـةٌ=بِجَـسِّ النُّدامَـى بَضَّـةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَـا انْبَـرَتْ لَنَـا=عَلَى رِسْلِهَـا مَطْرُوقَـةً لَـمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا=تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَـى رُبَــعٍ رَدِ

وَمَا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُـورَ وَلَذَّتِـي=وبَيْعِي وإِنْفَاقِـي طَرِيْفِـي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِـي العَشِيْـرَةُ كُلُّهَـا=وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

رَأَيْتُ بَنِـي غَبْـرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي=وَلاَ أَهْلُ هَـذَاكَ الطِّـرَافِ المُمَـدَّدِ

أَلاَ أَيُّهـا اللائِمـي أَشهَـدُ الوَغَـى=وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْـتَ مُخْلِـدِي

فإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْـعَ مَنِيَّتِـي=فَدَعْنِي أُبَادِرُهَـا بِمَـا مَلَكَـتْ يَـدِي

وَلَوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَـةِ الفَتَـى=وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَـى قَـامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَـاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ=كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْـلَ بِالمَـاءِ تُزْبِـدِ

وَكَرِّي إِذَا نَـادَى المُضَـافُ مُجَنَّبـاً=كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُـتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِـبٌ=بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَـمَّـدِ

كَـأَنَّ البُرِيْـنَ والدَّمَالِيْـجَ عُلِّـقَـتْ=عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِـرْوَعٍ لَـمْ يُخَضَّـدِ

كَرِيْـمٌ يُـرَوِّي نَفْسَـهُ فِـي حَيَاتِـهِ=سَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَا غَـداً أَيُّنَـا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِـيْـلٍ بِمَـالِـهِ=كَقَبْرِ غَـوِيٍّ فِـي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَرَى جُثْوَنَيْنِ مِـن تُـرَابٍ عَلَيْهِمَـا=صَفَائِحُ صُـمٌّ مِـنْ صَفِيْـحٍ مُنَضَّـدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي=عَقِيْلَـةَ مَـالِ الفَاحِـشِ المُتَـشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُـلَّ لَيْلَـةٍ=وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّـامُ وَالدَّهْـرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَـأَ الفَتَـى=لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَـى وثِنْيَـاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْـنَ عَمِّـي مَالِكـاً=مَتَـى أَدْنُ مِنْـهُ يَنْـأَ عَنِّـي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَـا أَدْرِي عَـلامَ يَلُوْمُنِـي=كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَـدِ

وأَيْأَسَنِـي مِـنْ كُـلِّ خَيْـرٍ طَلَبْتُـهُ=كَأَنَّا وَضَعْنَـاهُ إِلَـى رَمْـسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ قُلْتُـهُ غَيْـرَ أَنَّنِـي=نَشَدْتُ فَلَـمْ أَغْفِـلْ حَمَوْلَـةَ مَعْبَـدِ

وَقَرَّبْـتُ بِالقُرْبَـى وجَـدِّكَ إِنَّنِـي=مَتَـىيَـكُ أمْـرٌ للنَّكِيْثَـةِ أَشْـهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُـنْ مِـنْ حُمَاتِهَـا=وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْـدَاءُ بِالجَهْـدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَـكَ أَسْقِهِـم=ْبِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْـلَ التَّهَـدُّدِ

بِـلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُـهُ وكَمُـحْـدَثٍ=هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَـاةِ ومُطْـرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْـرَأً هُـوَ غَيْـرَهُ=لَفَرَّجَ كَرْبِـي أَوْ لأَنْظَرَنِـي غَـدِي

ولَكِنَّ مَوْلايَ اِمْـرُؤٌ هُـوَ خَانِقِـي=عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَـا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَـدُّ مَضَاضَـةً=عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِـي إِنَّنِـي لَـكَ شَاكِـرٌ=وَلَوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِيـاً عِنْـدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بـنَ خَالِـدٍ=وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَـدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَـالٍ كَثِيْـرٍ وَزَارَنِـي=بَنُـونَ كِــرَامٌ سَــادَةٌ لِمُـسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّـذِي تَعْرِفُونَـهُ=خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّـةِ المُتَوَقِّـدِ

فَآلَيْـتُ لا يَنْفَـكُّ كَشْحِـي بِطَانَـةً=لِعَضْـبِ رَقِيْـقِ الشَّفْرَتَيْـنِ مُهَنَّـدِ

حُسَامٍ إِذَا مَـا قُمْـتُ مُنْتَصِـراً بِـهِ=كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْـسَ بِمِعْضَـدِ

أَخِي ثِقَـةٍ لا يَنْثَنِـي عَـنْ ضَرِيْبَـةٍ=إِذَا قِيْلَ مَهْـلاً قَـالَ حَاجِـزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَـوْمُ السِّـلاحَ وجَدْتَنِـي=مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّـتْ بِقَائِـمَـهِ يَــدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَـدْ أَثَـارَتْ مَخَافَتِـي=بَوَادِيَهَـا أَمْشِـي بِعَضْـبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَـرَّتْ كَهَـاةٌ ذَاتُ خَيْـفٍ جُلالَـةٌ=عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِـيْـلِ يَلَـنْـدَدِ

يَقُوْلُ وَقَـدْ تَـرَّ الوَظِيْـفُ وَسَاقُهَـا=أَلَسْتَ تَـرَى أَنْ قَـدْ أَتَيْـتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَـاذَا تَـرَونَ بِشَـارِب=ٍشَدِيْـدٌ عَلَيْـنَـا بَغْـيُـهُ مُتَعَـمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُـهَـا لَــهُ=وإلاَّ تَكُفُّوا قَاصِـيَ البَـرْكِ يَـزْدَدِ

فَظَـلَّ الإِمَـاءُ يَمْتَلِلْـنَ حُـوَارَهَـا=ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْـفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَـا أَنَـا أَهْلُـهُ=وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَـا ابْنَـةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْـرِىءٍ لَيْـسَ هَمُّـهُ=كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِـي ومَشْهَـدِي

بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى=ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَـالِ مُلَـهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِـي=عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَـابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَـالَ جَرَاءَتِـي=عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِـي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَـا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ=نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَـيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْـسَ عِنْـدَ عِرَاكِـهِ=حِفَاظـاً عَلَـى عَوْرَاتِـهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى=مَتَى تَعْتَرِكْ فِيْـهِ الفَرَائِـصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَرَ مَضْبُـوحٍ نَظَـرْتُ حِـوَارَهُ=عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَـفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَـا كُنْـتَ جَاهِـلاً=ويَأْتِيْكَ بِالأَخْبَـارِ مَـنْ لَـمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَـنْ لَـمْ تَبِـعْ لَـهُ=بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَـهُ وَقْـتَ مَوْعِـدِ [/poem]
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 05:23 PM   #18
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات




~*¤ô§ô¤*~ زهير بن أبي سلمى~*¤ô§ô¤*~


(... - 13 ق. هـ = ... - 609 م)

هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر.
حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة.
كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام.
قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات. إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنّابغة الذبياني.
وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير.
وإلى مثل هذا الرأي ذهب العبّاس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:




فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما****توارثه آباء آبائهـم قبْـل




وكان عمر بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عبّاس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه".
وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت". فالأمدح قوله:




تراهُ إذا ما جئْتَـه مُتَهَلِّـلا****كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ




والأصدق قوله:




ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ****وإنْ تَخْفى على النـاس تُعْلَـمِ




وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:




فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ**** يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ




قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه،
ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره".
وسنورد لاحقاً جملة أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية شعره وقيمته.
كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:




أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم**** بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّـم




وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني.
ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..
ويطول الكلام لو أردنا المضي في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".
فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن،
وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال:




سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش**** ثمانينَ حولاً لا أبا لـكَ، يسـأَمِ




والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ.
ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع.
وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.
وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ... وخيركم استثنيت".
ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:




منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً**** يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا




ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.

وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين:
شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما.
بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام.
يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه"
قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن،
وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين.
يضاف أنه بعد نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.
كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة "مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" - أسد وكعب - في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً، فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيك.
فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم. وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.
ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه.
ذكر ابن العربي أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء وابناه وحفيده المضرب بن كعب.
قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما، الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح, يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير عديداً من القصائد في مدح حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر فقط، بل كان يمنحه لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه المكرمة حتى أنه كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم جميعاً باستثناء حارم، رغم أنه أفضلكم".
قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال لكننا أجزلنا له العطاء. قال عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه خالد". لم يكن عمر من المعجبين بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من يستحق المديح مثل حارم بن سلمى.
كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل الأبناء التي أنجبتهم صغار السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة البردة الشهيرة والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم (630 ميلادية ) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام، والابن الثاني بوجير وكان من أوائل من دخل الإسلام. ورد في كتاب الأغاني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قابل زهير وهو في سن المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه توفي قبل أن يغادر الرسول صلى الله ععليه وسلم البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك لابنيه كعب وبوجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عند قدومه، وهذا يعني أنه توفي قبل ظهور الرسالة.

تعريف / بمعلقة زهير

نظمت معلقة زهير، كما ذكر التبريزي، في ظروف حرب البسوس التي احتدم أوراها بين عبس وذبيان، استهلها زهير بالغزل ووصف الديار والأطلال الدارسة، ثم تحوّل إلى مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف، وحمدهما على فضلهما في حقن الدماء وتحمل تبعات الصلح بين الفريقين المتنازعين.
وأردف زهير هذا المديح بحكمه التي محض بها المتحاربين النصح ودعاهم إلى السلم وحملهم على أن يرهبوا عواقب الحرب ممثلاً لهم أهوالها التي عاشوا في أتونها:




وما الحرب إلا ما علمتُم وذقتُم**** وما هو عنها بالحديثِ المرجّمِ




واستتبع زهير وصف ويلات الحرب بالكلام على حصين بن ضمضم، الذي لم يلتزم بعهد الصلح بل خانه وغدر برجل من بني عبس إمعاناً في الثأر والانتقام.
وأفضل ما نذيل به الكلام على شعر زهير التنويه بحولياته، وهي قصائده التي دأب فيها مهذّباً جاهداً في التشذيب والإحكام، فقد كان ينظم الواحدة من هذه القصائد في أربعة أشهر، ثم يعمد إليها مصوّباً ومنقحاً في أربعة ثانية، وفي الأربعة الثالثة يعرضها على أخصّائه، ليعلنها على النّاس خلال الربع الأخير من السنة أو الحول.
هكذا تأتّى لزهير أن يكون من شعراء المدرسة الأوسية التي تزعّمها أوس بن حجر، فجاء شعره مضرب المثل في الجودة والإتقان.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات محاولين التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، والأسباب التي دفعتهم لنظمهم هذه المعلقات وعن أي موضوع تتحدث، فقد قال دبليو إى كلوستون عن معلقة زهير، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي:
نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام.
وقالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن معلقة زهير في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين:
ورد سبب نظم القصيدة في كتاب الأغاني على النحو التالي:
قال الحار أوس بن حارثة بن لأم الطائي. فقال الحارث لغلامه: ارحل بنا، ففعل. فركبا حتى أتيا أوس بن حارثة في بلاده فوجداه في منزله. فلما رأى الحارث بن عوفٍ قال: مرحباً بك يا حار. قال: وبك. قال: ما جاء بك يا حار? قال: جئتك خاطباً. قال: لست هناك. فانصرف ولم يكلمه. ودخل أوسٌ على امرأته مغضباً وكانث بن عوف بن أبي حارثة: أتراني أخطب إلى أحد فيردني? قال نعم. قال: ومن ذاك. قال: ت من عبس فقالت: من رجلٌ وقف عليك فلم يطل ولم تكلمه? قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري. قالت: فما لك لم تستنزله? قال: إنه استحمق. قالت: وكيف? قال: جاءني خاطباً. قالت: أفتريد أن تزوجك بناتك? قال: نعم. قالت: فإذا لم تزوج سيد العرب فمن? قال: قد كان ذلك. قالت: فتدارك ما كان منك. قال: بماذا? قالت: تلحقه فترده. قال: وكيف وقد فرط مني ما فرط إليه? قالت: تقول له: إنك لقيتني مغضباً بأمرٍ لم تقدم فيه قولاً، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت، فانصرف ولك عندي كل ما أحببت فإنه سيفعل. فركب في أثرهما. قال خارجة بن سنان: فو الله إني لأسير إذ حانت مني التفاتةٌ فرأيته، فأقبلت على الحارث وما يكلمني غماً فقلت له: هذا أوس بن حارثة في أثرنا. قال: وما نصنع به ! امض !. فلما رآنا لا نقف عليه صاح: يا حار اربع علي ساعةً. فوقفنا له فكلمه بذلك الكلام فرجع مسروراً. فبلغني أن أوساً لما دخل منزله قال لزوجته أدعي لي فلانة " لأكبر بناته " فأتته، فقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيدٌ من سادات العرب، قد جاءني طالباً خاطباً، وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين? قالت: لا تفعل. قال: ولم? قالت: لأني امرأة في وجهي ردة ، وفي خلقي بعض العهدة ، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما فيه. قال: قومي بارك الله عليك. ادعي لي فلانة " لابنته الوسطى "؛ فدعتها، ثم قال لها مثل قوله لأختها؛ فأجابته بمثل جوابها وقالت: إني خرقاء وليست بيدي صناعة، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي في ذلك ما تعلم، وليس بابن عمي فيرعى حقي، ولا جارك في بلدك فيستحييك. قال: قومي بارك الله عليك. أدعي لي بهيسة " يعني الصغرى "، فأتي بها فقال لها كما قال لهما. فقالت: أنت وذاك. فقال لها: إني قد عرضت ذلك على أختيك فأبتاه. فقالت - ولم يذكر لها مقالتيهما - لكني والله الجميلة وجهاً، الصناع يداً، الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير. فقال: بارك الله عليك. ثم خرج إلينا فقال: قد زوجتك يا حارث بهيسة بنت أوس. قال: قد قبلت. فأمر أمها أن تهيئها وتصلح من شأنها، ثم أمر ببيت فضرب له، وأنزله إياه. فلما هيئت بعث بها إليه. فلما أدخلت إليه لبث هنيهةً ثم خرج إلي. فقلت: أفرغت من شأنك? قال: لا والله. قلت: وكيف ذاك? قال: لما مددت يدي إليها قالت: مه ! أعند أبي وإخوتي !! هذا والله ما لا يكون. قال: فأمر بالرحلة فارتحلنا ورحلنا بها معنا، فسرنا ما شاء الله. ثم قال لي: تقدم فتقدمت، وعدل بها عن الطريق، فلما لبث أن لحق بي. فقلت: أفرغت? قال: لا والله. قلت: ولم? قال: قالت لي: أكما يفعل بالأمة الجليبة أو السبية الأخيذة ! لا والله حتى تنحر الجزر، وتذبح الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي. قلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، وأرجو أن تكون المرأة منجبةً إن شاء الله. فرحلنا حتى جئنا بلادنا، فأحضر الإبل والغنم، ثم دخل عليها وخرج إلي. فقلت: أفرغت? قال: لا. قلت: ولم? قال: دخلت عليها أريدها، وقلت لها قد أحضرنا من المال ما قد ترين، فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك. قلت: وكيف? قالت: أتفرغ لنكاح النساء والعرب تقتل بعضها ! " وذلك في أيام حرب عبس وذبيان ". قلت: فيكون ماذا? قالت: اخرج إلى هؤلاء القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك. فقلت: والله إني لأرى همةً وعقلاً، ولقد قالت قولاً. قال: فاخرج بنا. فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا فيما بينهم بالصلح، فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى؛ فيؤخذ الفضل ممن هو عليه، فحملنا عنهم الديات، فكانت ثلاثة الآف بعير في ثلاث سنين، فانصرفنا بأجمل الذكر. قال محمد بن عبد العزيز: فمدحوا بذلك، وقال فيه زهير بن أبي سلمى قصيدته. نظم زهير معلقته في مأثرة صانعي السلام هذين. يبدو أنها نظمت في فترة متأخرة من حياته، إذ أنها تلخص كل حكمة بدو الناضجة، التي ما تزال موجودة في الصحراء حتى يومنا هذا.

البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 05:33 PM   #19
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات

§¤°~®~°¤§ معلقة زهــير بن أبي سلمى§¤°~®~°¤§


[poem=font="Traditional Arabic,6,#006699,bold,italic" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="inset,10,#33CCFF" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]

أَمِـنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْنَـةٌ لَـمْ تَكَـلَّـم=ِبِحَوْمَـانَـةِ الــدُّرَّاجِ فَالمُتَـثَـلَّـمِ

وَدَارٌ لَـهَـا بِالرَّقْمَتَـيْـنِ كَـأَنَّـهَـا=مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِـي نَوَاشِـرِ مِعْصَـمِ

بِهَـا العِيْـنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِيـنَ خِلْفَـةً=وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِـنْ كُـلِّ مَجْثَـمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْـدِ عِشْرِيـنَ حِجَّـةً=فَلأيَـاً عَرَفْـتُ الـدَّارَ بَعْـدَ تَوَهُّـمِ

أَثَافِيَ سُفْعـاً فِـي مُعَـرَّسِ مِرْجَـلِ=وَنُؤْيـاً كَجِـذْمِ الحَـوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَمَّا عَرَفْـتُ الـدَّارَ قُلْـتُ لِرَبْعِهَـا=أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَـا الرَّبْـعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِـنْ ظَعَائِـن=ٍتَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَـاءِ مِـنْ فَـوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْنَ القَنَـانَ عَـنْ يَمِيـنٍ وَحَزْنَـهُ=وَكَـمْ بِالقَنَـانِ مِـنْ مُحِـلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْـمَـاطٍ عِـتَـاقٍ وكِـلَّـةٍ=وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِـهَـةُ الــدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَـانِ يَعْلُـوْنَ مَتْنَـهُ=عَلَيْـهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِـمِ المُتَـنَـعِّـمِ

بَكَـرْنَ بُكُـورًا وَاسْتَحْـرَنَ بِسُحْـرَةٍ=فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَـدِ لِلْـفَـمِ

وَفِيْهِـنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْـفِ وَمَنْـظَـرٌ=أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِـرِ المُتَـوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْـنِ فِـي كُـلِّ مَنْـزِلٍ=نَزَلْنَ بِـهِ حَـبُّ الفَنَـا لَـمْ يُحَطَّـمِ

فَلَمَّـا وَرَدْنَ المَـاءَ زُرْقـاً جِمَامُـهُ=وَضَعْنَ عِصِـيَّ الحَاضِـرِ المُتَخَيِّـمِ

ظَهَرْنَ مِـنْ السُّوْبَـانِ ثُـمَّ جَزَعْنَـهُ=عَلَـى كُـلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْـبٍ وَمُـفْـأَمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الـذِّي طَـافَ حَوْلَـهُ=رِجَالٌ بَنَـوْهُ مِـنْ قُرَيْـشٍ وَجُرْهُـمِ

يَمِينـاً لَنِعْـمَ السَّـيِّـدَانِ وُجِدْتُـمَـا=عَلَى كُلِّ حَالٍ مِـنْ سَحِيْـلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُمَـا عَبْسًـا وَذُبْيَـانَ بَعْـدَمَـا=تَفَانَوْا وَدَقُّـوا بَيْنَهُـمْ عِطْـرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُـدْرِكِ السِّلْـمَ وَاسِعـاً=بِمَالٍ وَمَعْـرُوفٍ مِـنَ القَـوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَـى خَيْـرِ مَوْطِـنٍ=بَعِيدَيْـنِ فِيْهَـا مِـنْ عُقُـوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْـنِ فِـي عُلْيَـا مَعَـدٍّ هُدِيْتُمَـا=وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِـنَ المَجْـدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّـى الكُلُـومُ بِالمِئيـنَ فَأَصْبَحَـتْ=يُنَجِّمُهَـا مَـنْ لَيْـسَ فِيْهَـا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَــوْمٌ لِـقَـوْمٍ غَـرَامَـةً=وَلَمْ يَهَرِيقُـوا بَيْنَهُـمْ مِـلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْـرِي فِيْهِـمُ مِـنْ تِلاَدِكُـمْ=مَغَانِـمُ شَتَّـى مِـنْ إِفَـالٍ مُـزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْـلاَفَ عَنِّـى رِسَالَـة=ًوَذُبْيَـانَ هَـلْ أَقْسَمْتُـمُ كُـلَّ مُقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتُمُـنَّ اللهَ مَـا فِـي نُفُوسِكُـمْ=لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْـتَـمِ اللهُ يَعْـلَـمِ

يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِـي كِتَـابٍ فَيُدَّخَـرْ=لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّـلْ فَيُنْـقَـمِ

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَـا عَلِمْتُـمْ وَذُقْتُـم=ُوَمَا هُـوَ عَنْهَـا بِالحَدِيـثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَثُوهَـا تَبْعَثُـوهَـا ذَمِيْـمَـةً=وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَـا فَتَـضْـرَمِ

فَتَعْرُكُكُـمْ عَـرْكَ الرَّحَـى بِثِفَالِهَـا=وَتَلْقَـحْ كِشَافـاً ثُـمَّ تُنْـتَـجْ فَتُتْـئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُـمْ غِلْمَـانَ أَشْـأَمَ كُلُّـهُـمْ=كَأَحْمَـرِ عَـادٍ ثُـمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْلِـلْ لَكُـمْ مَـا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِـهَـا=قُرَىً بِالْعِـرَاقِ مِـنْ قَفِيْـزٍ وَدِرْهَـمِ

لَعَمْـرِي لَنِعْـمَ الحَـيِّ جَـرَّ عَلَيْهِـمُ=بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْـنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحـاً عَلَـى مُسْتَكِنَّـةٍ=فَـلاَ هُـوَ أَبْدَاهَـا وَلَــمْ يَتَـقَـدَّمِ

وَقَالَ سَأَقْضِـي حَاجَتِـي ثُـمَّ أَتَّقِـي=عَدُوِّي بِأَلْـفٍ مِـنْ وَرَائِـيَ مُلْجَـمِ

فَشَـدَّ فَلَـمْ يُفْـزِعْ بُيُوتـاً كَثِـيـرَةً=لَدَى حَيْثُ أَلْقَـتْ رَحْلَهَـا أُمُّ قَشْعَـمِ

لَدَى أَسَـدٍ شَاكِـي السِـلاحِ مُقَـذَّفٍ=لَـهُ لِـبَـدٌ أَظْـفَـارُهُ لَــمْ تُقَـلَّـمِ

جَريءٍ مَتَـى يُظْلَـمْ يُعَاقَـبْ بِظُلْمِـهِ=سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْـدِ بِالظُّـلْـمِ يَظْـلِـمِ

دَعَوْا ظِمْئهُـمْ حَتَـى إِذَا تَـمَّ أَوْرَدُوا=غِمَـاراً تَفَـرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِـالـدَّمِ

فَقَضَّوْا مَنَايَـا بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ أَصْـدَرُوا=إِلَـى كَــلَأٍ مُسْتَـوْبَـلٍ مُتَـوَخِّـمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَـرَّتْ عَلَيْهِـمْ رِمَاحُهُـم=ْدَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِـيْـلِ المُثَـلَّـمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَـل=ٍوَلاَ وَهَبٍ مِنْهَـا وَلا ابْـنِ المُخَـزَّمِ

فَكُـلاً أَرَاهُـمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُـونَـهُ=صَحِيْحَـاتِ مَـالٍ طَالِعَـاتٍ بِمَخْـرِمِ

لِحَيِّ حَلالٍ يَعْصِـمُ النَّـاسَ أَمْرَهُـمْ=إِذَا طَرَقَتْ إِحْـدَى اللَّيَالِـي بِمُعْظَـمِ

كِرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْـنِ يُـدْرِكُ تَبْلَـهُ=وَلا الجَارِمُ الجَانِـي عَلَيْهِـمْ بِمُسْلَـمِ

سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَـاةِ وَمَـنْ يَعِـشُ=ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَـا لَـكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَـوْمِ وَالأَمْـسِ قَبْلَـهُ=وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَـا فِـي غَـدٍ عَـمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِـبْ=تُمِتْهُ وَمَـنْ تُخْطِـىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَانِـعْ فِـي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ=يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَـأ بِمَنْـسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ=يَفِـرْهُ وَمَـنْ لا يَتَّـقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَـلْ بِفَضْلِـهِ=عَلَـى قَوْمِـهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَـنْ يُهْـدَ قَلْبُـهُ=إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِـرِّ لا يَتَجَمْـجَـمِ

وَمَنْ هَـابَ أَسْبَـابَ المَنَايَـا يَنَلْنَـهُ=وَإِنْ يَـرْقَ أَسْبَـابَ السَّمَـاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ=يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَمـاً عَلَيْـهِ وَيَـنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَـاجِ فَإِنَّـهُ=يُطِيعُ العَوَالِـي رُكِّبَـتْ كُـلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَـنْ حَوْضِـهِ بِسِلاحِـهِ=يُهَدَّمْ وَمَـنْ لا يَظْلِـمْ النَّـاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَـدُواً صَدِيقَـهُ=وَمَنْ لَـم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَـم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْـرِئٍ مَـنْ خَلِيقَـةٍ=وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّـاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَـكَ مُعْجِـبٍ=زِيَادَتُـهُ أَو نَقْصُـهُ فِــي التَّكَـلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْـفٌ وَنِصْـفٌ فُـؤَادُ=هُفَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُـورَةُ اللَّحْـمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَـاهَ الشَّيْـخِ لا حِلْـمَ بَـعْـدَهُ=وَإِنَّ الفَتَـى بَعْـدَ السَّفَاهَـةِ يَحْـلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُــداً فَعُـدْتُـمُ=وَمَنْ أَكْثَـرَ التّسْـآلَ يَوْمـاً سَيُحْـرَمِ [/poem]
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2008, 05:39 PM   #20
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
Smile رد : سير شعراء المعلقات



][®][^][®][ لبيد بن ربيعة][®][^][®][


( ... - 41 هـ = ... - 661 م)




هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل، من هوازن قيس. كان من الشعراء المعدودين وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً.
اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن لبيد في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: عاش أيضاً في الجاهلية والإسلام. عمر طويلاً وترك نظم الشعر بعد إسلامه. قصة إسلامه أسطورة ورعٍ، إذ أن أخيه أربد قدم إلى الرسول بتفويض من كلاب وقد عزم، كما يقال، على غدره وقتله. حين نطق بعض كلمات عاقة ضربته صاعقة برق واختفى. قدم وفد آخر ضمنه لبيد الذي ألصق على باب الكعبة في مكة قصيدة مطلعها:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل


أعجب كل أهل مكة بهذه القصيدة، ولم يجرؤ أحد على منافسته. لكن بعد فترة وجدت قصيدة أخرى بجانبها. عندما رآها لبيد وأدرك أنها مرسلة إلى الرسول انحنى الشاعر الطاعن في السن احتراماً للشاب معترفاً به كرسول الله. رغم تأكيد المتقين للحكاية، إلا أنها لا تشكل تاريخاً معتمداً، وتبدو غير محتملة. ما هو مؤكد أنه في سن متقدمة جداً، يقال مئة عام، اعتنق الإسلام وعاش مكرماُ حتى عهد معاوية.
أقوال لبيد في أيامه الأخيرة غزيرة، وإن لم يذكر من أيام جاهليته شيئاً إلى حد ما، ربما لأنه أراد بنفسه أن تنسى. الحكاية الوحيدة المثيرة للاهتمام هي عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر حدثت القصة التالية:
وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.


وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.

فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه- يا رب هيجاً هي خير من دعه
ومن خيار عامر بن صعصعه- نحن بنو أم البنين الأربعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه- المطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه- يا واهب الخير الكثير من سعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه- مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه- وإنه يدخل فيها إصبعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه- يدخلها حتى يواري أشجعه
فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.


وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.
ويبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.
وقال دبليو إى كلوستون عن لبيد، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: دعي لبيد بن ربيعة من بني كلاب من سخاء كرمه بكنية "ربيعة المقترن" وكذلك أبو عقيل. كان عمه أبو براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة. رافق في صباه المبكر وفداً من قبيلته يرأسه عمه إلى بلاط النعمان ملك الحيرة، حيث نظم قصيدة هجاء ألقاها أمام الملك أثارت غضب أحد رجالات البلاط الذي كان مكروهاً لدى القبيلة.
كان لبيد شاعراً مخضرماً شهد الجاهلية والإسلام. هناك عدة روايات حول إسلامه. وفق الأغاني كان لبيد ضمن وفد ذهب إلى الرسول بعد وفاة أخ لبيد أربد، الذي قتلته صاعقة بعد يوم أو يومين من إلقائه خطبة ضد مباديء العقيدة الإسلامية. وهناك اعتنق الإسلام وكان طاعناً في السن. يقول آخرون إن تعليق القصائد على باب الكعبة كان عادة الشعراء كتحد عام في سوق عكاظ القادم، وهذا ما جعل لبيد يقول:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
كانت القصائد تستحوذ على إعجاب الجميع ولا يجرؤ أحد على منافستها حتى وضع محمد آيات من الجزء الثاني من القرآن بجانبها. دهش لبيد لسموها وأعلن أنها لابد من إلهام إلهي فمزق معلقته واعتنق الإسلام في الحال. ترك الشعر بعد ذلك ويقال إنه لم ينظم سوى بيتاً واحداً من الشعر حول إسلامه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه- والمرء يصلحه القرين الصالح
ذكر الرسول إن شعراء الجاهلية لم ينظموا شعراً أنبل من شعر لبيد.


استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام.
أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد الجزء الثاني من القرآن الكريم (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."
عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة.
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : سير شعراء المعلقات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شعراء بني عمر الرحباني مجلس بني عمر الأشاعيب 7 19-12-2011 07:41 PM
الشاعر ابو رزق احد شعراء بنى حسن عاشق-الليل مجلس بني حسن 26 28-01-2009 02:05 PM
حكم من شعراء بني علي الفيصـــــــــل مجلس دوس بني علي 21 30-07-2008 08:00 AM
۞ المعلقات السبع كاملة ۞ وآثق الخطى المنتدى الأدبي 13 25-02-2008 11:01 PM
شعراء زهران ابو مهدي الموروثات الشعبية 12 12-02-2008 06:34 AM


الساعة الآن 03:58 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved