رســــــــــــــالة من كنز علاء الدين.

[براااق الحـــازم]

.










.






..... تكبر علامات الاستفهام في حياة الإنسان كل ما تكشف حقائق محيطه..
حين يرى أقوام شوت أكبادهم مساحة الكذب التي تتعاظم يوما بعد يوم بين كبير فاجر وراوي ٍ غادر, ومصالح لا أول لها ولا أخر. يسيرون في ركب المرجف تارة وفي ركب القانع تارة.. تكبر مساحة الحلم وتصغر.. ويغتال الواقع كل أمل يلوح وترسله السماء.

أنها حقيقة السير في ركب القافلة المجبرة على قطع الطريق, لا يعلم أولها عن مصير من يسير في أخرها ولا يعلم أخرها عن وجة من يسير في أولها..الجميع يتكبد هواجر النهار, وان اختلفت أوجاع كل منهم. تكنس رؤؤسهم رياح القيظ وتنازعهم حمى الأماكن ونوازل القدر.

أنها النهايات التي تشرف على مطالع الليل وبدايات المغيب, إنها تلك الظلمة الكافرة التي يغترب فيها الجسد, ويخبو فيها الجمال ويفوح عطر الكافور بين أبناء الحي الواحد.. لن يحفل بك احد وستقتاتك الأرض الغادرة وأسيادها المرتزقة..كتبها الكثيرين ممن سار في مجاهل الطرقات فبصقت في وجوه جبابرة القلوب ورجال ملثمون تقذف أعينهم الشرر وأرواحهم لعنات الحياة.

لك أن تصدق أن للهواء عمرا وللماء قبرا وللطين قيعان من سوادٍ اخضر..فتكت بمن يتصيد ديدانه الكالحة..وأزهقت شهوته العابرة ورغبته في معاشرة الشيطان.
يسير الرحل والكل مشغول بما تصطك به الأقدام وبما تفوح به الأجسام وما يجري بين عين وعين ولذيذ شهوات البروج والفروج وقلائد يصنعها الليل ويفضح سترها الغمام. سارت قافلتنا في أودية البادية المترعة بالخيال وغريب الرجال سارت بين حدود الهلاك والخوف... سارت في أودية الموت عارية من كل شي ولا يغطي سوأتها سوي بياض الكثبان الزائل وما تجود به رياح الصحراء من غبار وأعاصير.

انه قدرها المحتوم الذي تسير لها صاغرة فقد اقتات على ذكر الفضائل وأضمرت الخديعة والكبر وتقاسم رجالها الغدر والنفاق..فتحاكموا إلى كاهن " الغساسنة " فأورثهم وكتب لهم في قرطاس وقسم بينهم الأموال والأمواس.

قـُصيربن بادي .


ــــــــــــــــــــــــــــبقلميـــــــــــــــــ ـــــــــ

براااق الحـــازم


.