#1
|
||||
|
||||
إلى أهل المصائب والأحزان
فلقد قدر الله مقادير الخلائق وآجالهم ونسخ آثارهم وأعمالهم، وقسم بينهم معايشهم وأموالهم، وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وجعل الإيمان بقضاء الله وقدره ركناً من أركان الإيمان وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله وإرادته وما في الكون كائن إلا بتقدير الله وإيجاده، والدنيا طافحة بالأنكاد والأكدار، مطبوعة على المشاق والأهوال، والعوارض والمحن، هي كالحر والبرد لابد للعبد منها وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] والقواطع محن يتبين بها الصادق من الكاذب أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2] والنفس لاتزكوا إلا بالتمحيص، والبلايا تُظهر الرجال، يقول ابن الجوزي: ( من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم )، ولابد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت، والحياة مبنية على المشاق وركوب الأخطار ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم، والمرء يتقلب في زمانه في تحول النعم واستقبال المحن، آدم عليه السلام سجدت له الملائكة ثم بعد برهة يُخرج من الجنة، وما الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتماً يتجرع مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر، يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب، فتن في السراء ومحن في الضراء وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168] والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن أن توافيك المضرة من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216] فوطن نفسك على المصائب قبل وقوعها ليهن عليك وقوعها ولا تجزع بالمصاب فللبلايا أمد محدود عند الله، ولا تسخط بالمقال فرب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان. والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه، وخفف المصاب على نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى، وما زال العقلاء يظهرون التجلد عند المصاب لئلا يتحملوا مع النوائب شماتة الأعداء، والمصيبة إن بدت لعدو سرَّ بها وفرح، وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء، فصابر هجير البلاء فما أسرع زواله، وغاية الأمر صبر أيام قلائل، وما هلك الهالكون إلا من نفاذ الجلد، والصابرون مجزيون بخير الثواب وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:96] وأجورهم مضاعفة أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [القصص:54] بل وأجورهم مضاعفة بلا حساب والله معهم والنصر والفرج معلق بصبرهم |
13-12-2010, 01:42 AM | #2 |
كبار الشخصيات
|
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
جَزَاك الْلَّه خَيْر فِي هَذِه الْكَلِمَات وَالْمَتْبُوعَة بِآَيَات مِن الْذَّكَر الْحَكِيْم .. وَلَابُد مِن الِاحْتِسَاب عِنْد الْمَصَائِب وَالْكَوَارِث وَقَدَّر الْلَّه.. فَالإِنْسَان مُحَاسِب عَلَى دَقِيْقَة مِن وَقْتِه .. لَابُد مِن مُحَاسَبَة أَنْفُسِنَا .. وَالالْتِفَاف عَلَى بَعْضُنَا بَعْض بِالْكَلِمَة الْطَّيِّبَة وَالْحَسَنَة وَان نِتَخَاوِى بِالْدُّنْيَا وَان نَبْتَسِم نَعَم نَبْتَسِم فَاحْتِمَال الابْتِسَامَة الَّتِي سَوْف تَوَجُّهِهَا لَأَخُوك الْمُسْلِم تَجَزَّءَا بِهَا حَسَنَات وَتُؤْجَر عَلَيْهَا وَتُخَفِّف مِن الْآَلَام الْآَخِرِين .. أَخِيِرَا وَلَيْس بِالْأَخِير أَشْكُرُك أَخِي عُضْو الْمَجْلِس مَوَادِع عَلَى الْمَوْضُوْع وَهَذِه رِسَالَة تَجْعَل مِن الْكَثِيرِيْن بِحَوْل الْلَّه مِن أَعْضَائِنَا فِي مُنْتَدَيَات زَهْرَان .. يَقِف لِوَقْت قَصِيْر وَلَيْس بِالْكَثِيْر لِيُحَاسِب نَفْسِه وَيُقِيْم نَفْسُه بِنَفْسِه .. وَيُعِيْد الْجَدْوَلَة مِن جَدِيْد لِيَكُوْن هُنَاك تَطَوّير فِي نِقَاط الْضَعْف لَدَيْه وَخَاصَّة الْأُمُوْر الَّتِي تَتَعَلَّق بِحُسْن الْخُلُق والدين وَجَمِيِع مَا يُرْضِي الْلَّه عَز وَجَل .. بَارَك الْلَّه فِي الْجَمِيْع اسْتَوْدَعَكُم الْلَّه ..،،، |
13-12-2010, 08:58 AM | #3 |
|
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
شكرا لك اخ موادع على ماخطته اناملك من كلام يهديء النفوس ويدعو الى الصبر والاحتساب عند المصائب .....
اللهم الهمنا الصبر في جميع امورنا ياكريم ...... |
13-12-2010, 10:59 AM | #4 |
مراقب عام
|
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
جزيت خيرا اخي .. موادع
ومشكوووور على التنبيه والنصيحه وليعلم الجميع ان الله سبحانه وتعالى اعلم بما في القلوب ومقدرا لكل المصائب والنوازل التي تنزل على خلقه ليختبر عباده الصابرين .. وما المصائب إلا ابتلاء من الله جل وعلا ليكفر عن عبده من الذنوب التي نسأل المولى عز وجل ان يغفرها لنا في الدنيا ولا يؤجل محاسبتنا عليها الى يوم القيامه . ان الله اذا أحب عبداً .. ابتلاه . |
13-12-2010, 03:04 PM | #5 |
|
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
جزاك الله خير اخوي موادع الله يصبرهم ويصبرنا ويصبر كل مبتلى انه سميع مجيب |
13-12-2010, 05:47 PM | #6 |
|
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
جزيت خيرا اخي .. موادع
ومشكوووور على التنبيه والنصيحه وليعلم الجميع ان الله سبحانه وتعالى اعلم بما في القلوب ومقدرا لكل المصائب والنوازل التي تنزل على خلقه ليختبر عباده الصابرين .. وما المصائب إلا ابتلاء من الله جل وعلا ليكفر عن عبده من الذنوب التي نسأل المولى عز وجل ان يغفرها لنا في الدنيا ولا يؤجل محاسبتنا عليها الى يوم القيامه . ان الله اذا أحب عبداً .. ابتلاه . |
14-12-2010, 09:17 AM | #7 |
قلم مميز |
رد: إلى أهل المصائب والأحزان
اللهم اجبر قلب من اصابته مصيبه
جزاك الله خير وبارك الله فيك ع تلك الكلمات دمت بخير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : إلى أهل المصائب والأحزان | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا قبيلة بني علي يتقابلون في الأفراح والأحزان فقط؟ | ’’’الوااافــــــي’’’ | مجلس دوس بني علي | 17 | 06-12-2010 09:06 PM |
المصائب | ابو مصعب | الإسلام حياة | 4 | 22-06-2010 01:52 AM |
الهموم والأحزان وكيفية مدافعتها | bellegosse | صوتيات - مرئيات - فلاشات إسلامية | 5 | 30-05-2010 01:18 AM |
اول المصائب الـــــــــــزوجـــــــيــــــــــــــة ؟؟؟؟ | خليل الحريري | الإستراحة | 10 | 06-11-2009 04:44 PM |
الاحتجاج بالقدر بعد المصائب | الهيثم 07 | الإسلام حياة | 17 | 16-10-2008 11:55 PM |