كتاب /الأصدقاء السبعة للنجاح .

[عذبة الاوصاف]

صدر عن “دار الفكر” في دمشق كتاب “الأصدقاء السبعة للنجاح” للكاتب م .أسامة بديع جناد المولود في دمشق، والحاصل على إجازة الهندسة الزراعية من جامعتها . ويتناول الكاتب أسامة في بحثه هذا طرق نجاح الإنسان التي أسماها الأصدقاء “السبعة وخطوات العمل بها” في 243 صفحة يشرح فيها خطوات النجاح بأسلوب سهل بسيط يناسب الأعمار كافة، وذكر الكاتب أيضاً تجارب واقعية من حياة مربين وفنانين ورياضيين وعلماء ومفكرين، حققوا درجات عالية من التميز والتفوق في مجالاتهم . واستشهد بأمثلة من الواقع بناء على تجارب شخصية .


استهل الكاتب كتابه بمقدمة من أقوال العظماء في الحياة التي تخدم هدف كتابه مثل “المجد كل المجد يأتي من الجرأة على البدء” أما المقولة المفضلة للكاتب فهي “يكون النجاح سهلاً بعدما تؤمن بقدرتك على تحقيقه، ولكن يجب عليك أن تؤمن أولاً” . وتحدث الكاتب عن أن “الأشخاص العظماء هم أشخاص عاديون طوروا من قدراتهم وجهودهم، وأصحاب الحياة العظيمة هم أصحاب حياة عادية كثفوا فيها عملهم، وأصحاب الإنجازات والتفوق الدراسي هم كباقي الأبناء والمراهقين تلامذة عاديون، ولكنهم استفادوا من قدراتهم وإمكاناتهم، واستخدموها في المكان والأسلوب الصحيحين” .


في الفصل الأول من الكاتب يشرح الكاتب مقومات الصديق الأول المرآة ويبدأ بقول “لقد نتج عن التنقيب في عقول البشر من الذهب أكثر مما تم إيجاده في الأرض كافة”، والمرآة هي كيف يرى المرء ذاته وبأي صورة إيجابية أو سلبية وكيف تنعكس رؤيتنا لذاتنا على حياتنا اليومية وعملنا ونجاحنا وعرف الصديق الأول المرآة (صورة الذات): ونعني بها الطريقة التي ينظر بها الإنسان إلى نفسه، وهي الشرط الأول اللازم والدائم للنجاح في الحياة الذي لا يمكن التعويض عنه بأي شيء آخر، وفسر الكاتب عن نظرتنا إلى العالم الخارجي بأننا نراه كما نحن وليس كما هو في الواقع .


والسؤال الأهم المطروح دائماً ما الفرق بين الناجح والفاشل؟ بقول الكاتب الفاشل هو الذي فشل مرات عدة واستسلم، أما الناجح فهو الذي فشل كثيراً ولم يستسلم .


وعن الصديق الثاني البوصلة (الوجهة في الحياة)، فمن المهم جداً للإنسان أن يخطط حياته مسبقاً وأن يضع أهدافه الأساسية في الحياة، وإلا فإنه قد يبذل الجهد ويصعد درجات السلم ليفاجأ في النهاية بأنه قد وضع السلم على الجدار الخطأ .


ويبدأ الكاتب بمجموعة من الأسئلة: ماذا تريد أن تكون مستقبلاً؟ هل أنت الآن على الطريق الصحيح؟ وما حلمت بأن تكونه؟ هل تفعل ما يوصلك إلى ما حلمت به؟


ويحاول الكاتب أسامة من خلال أسلوبه أن يستفز في القارئ أسئلة داخلية ومواجهة لواقعنا بأسئلة محددة تحتاج إلى إجابات صادقة ليعطي الحلول لما نحتاجه لنصل إلى غاياتنا في الحياة .


أما الصديق الثالث الذي يتحدث عنه الكاتب فهو الساعة (الأهم أولاً) ويسأل (هل أنت منضبط في إنجاز خططك؟ هل أنت تسمح بضياع الأشياء المهمة في حياتك في زحمة الحياة اليومية؟، ضع الأشياء المهمة أولاً وتعلم إدارة وقتك) .


ويتحدث الكاتب هنا عن أهمية إدارة الوقت في حياتنا وقواعده الثلاثة، فيقول الكاتب “فالوقت هو الشيء الوحيد الذي لا نملكه بأيدينا وإن فقدناه لا نستطيع استعادته، فعلينا تعلم إدارة الوقت بطريقة صحيحة” ويشرح الكاتب أسامة مجموعة من القواعد والتفسيرات لإدارة الوقت وطريقة وضع الأولويات وتنظيمها في حياتنا .


ويتابع الكاتب “الصديق الرابع هو النحلة (اجتهاد وعطاء) فقد نمتلك الشخصية القوية الواثقة، ونقسم وقتنا بدقة، إلا أن كل ذلك ليس كافياً من دون امتلاك خاصيتين مهمتين هما عنوان كل ناجح، وتتمثلان في المثابرة من جهة، وقوة الإرادة والانضباط الذاتي من جهة أخرى” . ويقدم الكاتب هنا نصيحة رائعة تتعلق بعنصر المثابرة “فكر في الأشياء جيداً، ثم تابع العمل عليها”، ويرى الكاتب أن المثابرة في الحياة ليست سباقاً طويلاً، ولكنها عدد من السباقات القصيرة المتتابعة، وهي شرط مهم من شروط النجاح في الحياة، ويقدم الكاتب في نهاية كلامه هنا مجموعة تدريبات مهمة لمواجهة الذات ومعرفة أين أنت من نفسك مثلاً: اطلب من أصدقائك الذين يعرفونك جيداً، ويرونك في جميع حالاتك، أن يقوموا بتحديد معدل اختلاقك للأعذار بعد أن تطرح على نفسك السؤال نفسه .


في حين أن الصديق الخامس حسب الكاتب هو الميزان (حكمة الاتزان) “مع هذا الصديق نتعلم أن نوازن بين كفتي الناس والنجاح وفق مبدأ المنفعة للجميع، فالنجاح جزء لا يتجزأ عن الناس الذين حولك”، وفي هذا السياق يتحدث الكاتب عن أهمية الناس المحيطين من حولنا وعلاقتنا بهم من أصدقاء وعائلة وأن النجاح مهما كان عظيماً لا يتوج إلا بعلاقتنا بمن حولنا ولا نشعر بقيمته إلا من خلالهم .


ويؤكد الكاتب على أهمية العلاقات الاجتماعية ومساهمتها في وصولنا إلى النجاح واستمراره بكل أنواع العلاقات المحيطة بنا، ويقول “يجب أن يكون حسابنا البنكي في العلاقات الإنسانية دائماً مملوءاً” ويطرح الكاتب في نهاية الصديق الخامس مجموعة من الوصايا عن العلاقات ومجموعة من التمارين .


ويقول الكاتب إن الصديق السادس هو “المنارة (قوة المبادئ) فلا يمكن لإنسان أن ينجح في حياته من دون مبادئ منارات يسير على هديها، ترشده لما هو صحيح، وتبعده عما هو خاطئ وضار، ولولاها لاختلت المفاهيم ومعنى النجاح الحقيقي في الحياة” .


ويستهل الكاتب بقوله “منارات الحياة هي تلك القوانين الإلهية والمبادئ الخالدة التي تؤثر في حياتنا شئنا أم أبينا، وأكثر المنارات الروحية شيوعاً هي الصدق، التعاطف، الحب، التسامح، ضبط الذات، الصبر، العدل، الأمانة، الامتنان، الإخلاص، السلام، المثابرة، الطهارة، المشاركة، الوفاء”، ويحدد الكاتب أيضاً مجموعة من القواعد بحسب منارتك، مثلاً إن كان المال منارتك فقيمتك الشخصية يقررها ما تملك، أما إن كانت منارتك العائلة فإحساسك بالأمن الشخصي يتأثر بتأثر العائلة، ويستفيض الكاتب بكل ما سبق من صفات وتحديد الشخصية بحسب المنارة .


ويصل الكاتب إلى الصديق السابع الذي يسميه “أوان الورد (التجديد الذاتي)” ويقول “مع امتلاكنا لكل ما سبق وبذلنا الجهد والعمل لتحقيق غاياتنا في الحياة، يبقى هناك جزء عزيز وغال علينا، وهو ذاتنا، وهو النفس التي بين جنبينا، وهذا هو الصديق السابع المتكفل بالتجديد الذاتي الداخلي” .


ويستشهد الكاتب بدأ بمقولة ل”ستيفن كوفي” يقول فيها “كن حليماً مع نفسك، نمو الذات هو السفينة التي تنقلك من شاطئ لأخر، وهو الأرض المقدسة”


ويختم الكاتب كتابه بفكرة الحسابات الختامية وحساب الأرباح والخسائر والتقييم الذاتي للسنة كاملة لتحديد ما نحتاج أن نغيره في أنفسنا للسنة القادمة، من خلال خطوات بسيطة واضحة مع شروحات وأمثلة وتمارين كثيرة قدمها الكاتب للمساعدة على التفوق والنجاح في حياتنا .