منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-03-2013, 03:21 AM   #1521
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المعــــــــــــــروف


دخل إلى المطعم وطلب الطعام وأكمل غدائه وطلب الفاتورة, مدّ يده إلى جيبه فلم يجد المحفظة إصفّر وجهه وتذكر أنه قد نسيها في المكتب بعدما أخرج منها بطاقته, إحتار كيف سيخرج من هذا الموقف وظل يفتش جيوبه بهستيريا املا في العثور على نقود حتى ياس وقرر أخيراً أن يذهب إلى صاحب المطعم ويرهن ساعته حتى يأتي بالمبلغ ويعود ما إن همّ بالكلام حتى بادره صاحب المطعم بالقول :
حسابك مدفوع يا أخي تعجب الرجل وقال: من دفع حسابي؟ أجابه الرجل الذي خرج قبلك فقد لاحظ إضطرابك فدفع فاتورتك وخرج تعجب الرجل وسأل وكيف سأردّ له المبلغ وانا لاعرف من هو ؟ ضحك صاحب المطعم وقال لا عليك يمكنك أن تردها عن طريق دفع فاتورة شخص آخر في مكان اخر وهكذا يستمر المعروف بين الناس إلى ما لا نهاية
-----------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 03:28 AM   #1522
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قهـــــــوة عـلـى العلاقـــــة



في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية،كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها.
فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل"الخادم"إثنان قهوة من فضلك واحد منهماعلى العلاقة،فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا،لكنه دفع ثمن فنجانين،وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها:فنجان قهوة واحد.
وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على العلاقة،فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا، فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.

وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.

وفي أحد المرات دخلنا لاحتساء فنجان قهوة،فدخل شخص يبدو عليه الفقر ،فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة !





أحضر له النادل فنجان قهوة ،فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه !





ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة،ورماها في سلة المهملات.





طبعاً هذه الحادثة أمام أعيننا جعلتها تبتل بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني.





ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة وحسب ولو أنه يعكس لنا أهمية القهوة عند الناس هؤلاء هناك ..





فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب القهوة ولا يملكون ثمنها.




ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم .

ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان، فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به،فيحتسيه بكل سرور،حتى ان هذا الحائط في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان المدينة هذه.

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 03:35 AM   #1523
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

دعـــــــــــاء انــــــــس بن مالــــك


دعاء دعا به انس ابن مالك عندما ارسل الحجاج بن يوسف في طلبه فظن الرجل الذي ارسله الحجاج ان انس يتوارى فاتاه بخيل فأذا هو جالس على باب داره مادا رجليه فقال له :
اجب الامير فقال اي امير فقال الحجاج فقال انس غير مهتم قد اذله الله ما ارى اذل منه لان العزيز من عز بطاعة الله والذليل من ذل بمعصيه الله فقال الرجل لانس اقصر الكلام وهيا الى الامير فذهب معة انس الى الامير فقال الحجاج انت انس بن مالك ؟ فقال انس : نعم . قال انت الذي تدعو علينا وتسبنا قال نعم قال الحجاج ولماذا قال : لانك عاصي لربك ومخالف لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم فقال الامير اتدري ما اريد ان افعل بك قال انس لا .
قال الامير سأقتلك شر قتله ., قال انس : لو علمت ان هذا بيدك لعبدك من دون الله قال الامير ولما ذلك فقال انس لان الرسول علمني دعا من دعا به كل صباح لم يكن لاحد عليه سبيل وقد دعوت به في صباحي هذا . فقال الامير علمنيه . فقال انس معاذ الله لاعلمه لاحد مادمت انت على هذة الحياة . فقال الحجاج : خلو سبيله . قال الخادم لقد اسلتنا في طلبه منذ عدة ايام فكيف نتركه ؟ فقال الامير لقد رأيت على عاتقيه اسدين عظيمين فاتحين افواههم .
ثم ان انس لم حضرته الوفاة علم الدعاء لاخوانه .
والدعء هو ( بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله خير الاسماء بسم الله الكافي بسم الله المعافي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم بسم الله على نفسي وديني بسم الله على اهلي ومالي بسم الله على كل شيء اعطانيه ربي ...... الله اكبر ............ الله اكبر......... الله اكبر اعوذ بالله من ما اخاف واحذر الله ربي لا اشرك به شيء عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك ولا الاه غيرك . الهم اني اعوذ بك من شر كل جبار عنيد وشيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها ان ربي على سراط مستقين )
ملاحضه : الرجاء نشر هذا الدعاء . والدعاء بالتوفيق لناشر هذ الدعاء .

-------------
للفايدة /مكرر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 03:57 AM   #1524
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


البطـــــــــــــل



شاب نضر .. نشأ في بيت عز وسلطان .. ومنعة ومكان ..
كان معظماً عند قومه .. مهيباً في بلده .. مقدماً بين أقرانه .. فريداً في زمانه ..
انظر إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه ..
كان مجوسياً .. يعبد النار وكان أبوه سيدَ قومه ..
وكان يحبه حباً عظيماً .. وقد حبسه في بيته عند النار ..
ومع طول ملازمته للنار .. اجتهد في المجوسية .. حتى صار قاطن النار الذي يوقدها ..
وكان لأبيه بستان عظيم .. يذهب إليه كل يوم ..
فشغل الأب في بنيان له يوماً في داره .. فقال لسلمان :
فانطلق إلى ضيعتي فاصنع فيها كذا وكذا ..
ففرح سلمان وخرج من حبسه .. وتوجه إلى البستان .. فبينما هو في طريقه إذ مرَّ بكنيسة للنصارى .. فسمع صلاتهم فيها ..
فدخل عليهم ينظر ماذا يصنعون ..
وأعجبه ما رأى من صلاتهم .. ورغب في اتباعهم ..
وقال في نفسه : هذا خير من ديننا الذي نحن عليه ..
فسألهم : عن دينهم ..
فقالوا : أصله بالشام .. وأعلم الناس به هناك ..
فلم يزل عندهم .. حتى غابت الشمس ..
فلما رجع إليه .. قال أبوه : أي بني أين كنت ؟
قال : إني مررت على ناس يصلون في كنيسة لهم .. فأعجبني ما رأيت من أمرهم وصلاتهم .. ورأيت أن دينهم خير من ديننا ..
ففزع أبوه .. وقال : أي بني .. دينك ودين آبائك خير من دينهم ..
قال : كلا والله .. بل دينهم خير من ديننا ..
فخاف أبوه أن يخرج من دين المجوس .. فجعل في رجله قيداً .. ثم حبسه في البيت..
فلما رأى سلمان ذلك .. بعث إلى النصارى رسولاً من عنده .. يقول لهم : إني قد رضيت دينكم ورغبت فيه .. فإذا قدم عليكم ركب من الشام من النصارى .. فأخبروني بهم ..
فما مضى زمن حتى قدم عليهم ركب من الشام .. تجار من النصارى .. فبعثوا إلى سلمان فأخبروه ..
فقال للرسول : إذا قضى التجار حاجاتهم وأرادوا الرجوع إلى الشام فآذنوني ..
فلما أراد التجار الرجوع أرسلوا إليه .. وواعدوه في مكان .. فتحيل حتى فك القيد من قدميه ..
ثم خرج إليهم فانطلق معهم إلى الشام ..
فلما دخل الشام .. سألهم : من أفضل أهل هذا الدين علماً ؟
قالوا : الأسقف الذي في الكنيسة ..
فتوجه إلى الكنيسة .. فأخبر الأسقف خبره .. وقال له : إني قد رغبت في هذا الدين .. وأحب أن أكون معك .. أخدمك .. وأصلي معك .. وأتعلم منك ..
فقال له الأسقف : أقم معي ..
فمكث معه سلمان في الكنيسة ..
فكان سلمان يحرص على الخيرات .. والتعبد والصلوات ..
أما الأسقف فكان رجل سوء في دينه .. كان يأمر الناس بالصدقة ويرغبهم فيها ..
فإذا جمعوا إليه الأموال .. اكتنـزها لنفسه .. ولم يعطها المساكين ..
فأبغضه سلمان بغضاً شديداً .. لكنه لا يستطيع أن يخبر أحداً بخبره .. فالأسقف معظم عندهم .. أما هو فغريب .. قريب العهد بدينهم ..
فلم يلبث الأسقف أن مات ..
فحزن عليه قومه .. واجتمعوا ليدفنوه ..
فلما رأى سلمان حزنهم عليه قال : إن هذا كان رجل سوء .. يأمركم بالصدقة .. ويرغبكم فيها .. فإذا جئتموه بها .. اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً ..
قالوا : فما علامة ذلك ؟
قال : أنا أدلكم على كنزه .. فمضى بهم حتى دلهم على موضع المال .. فحفروه .. فأخرجوا سبع قلال مملوءة ذهباً وفضة ..
فقالوا : والله لا ندفنه أبداً .. ثم صلبوه على خشبة .. ورجموه بالحجارة ..
وجاءوا برجل آخر .. فجعلوه مكانه في الكنيسة ..
قال سلمان : فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس .. كان خيراً منه .. أعظم رغبة في الآخرة .. ولا أزهد في الدنيا .. ولا أدأب ليلاً ولا نهاراً منه .. فأحببته حباً ما علمت أني أحببته شيئاً كان قبله ..
فلم يزل سلمان يخدمه .. حتى كبر وحضرته الوفاة ..
فحزن على فراقه .. وخاف أن لا يثبت على الدين بعده .. فقال له :
يا فلان .. قد حضرك ما ترى من أمر الله .. فإلى من توصي بي ؟
قال : أي بني .. والله ما أعلم أحداً على ما كنت عليه .. لقد هلك الناس وبدلوا .. وتركوا كثيراً مما كانوا عليه ..
إلا رجلاً بالموصل وهو فلان .. وهو على ما كنت عليه فالحق به ..
فلما توفي الرجل العابد .. خرج سلمان من الشام إلى العراق ..
فأتى صاحب الموصل ..
فأقام عنده .. حتى حضرته الوفاة .. فأوصى سلمان لرجل بنصيبين ..
فشد رحاله إلى الشام مرة أخرى ..
حتى أتى نصيبين .. فأقام عند صاحبه طويلاً .. حتى نزل به الموت .. فأوصاه أن يصاحب رجلاً بعمورية بالشام ..
فذهب إلى عمورية ..
وأقام عند صاحبه .. واكتسب حتى كانت عنده بقرات وغنيمة .. ثم لم يلبث العابد أن مرض ونزل به الموت .. فحزن سلمان عليه .. وقال له مودعاً :
يا فلان إلى من توصي بي ؟ فقال الرجل الصالح :
يا سلمان .. والله ما أعلم أصبح على مثل ما نحن فيه أحد من الناس آمرك أن تأتيه .. يعني لقد غير الناس وبدلوا ..
ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية .. يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين ( أي أرضين سوداوين ) بينهما نخل .. به علامات لا تخفى :
أنه يأكل الهدية ..
ولا يأكل الصدقة ..
بين كتفيه خاتم النبوة ..
إذا رأيته عرفته .. فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ..
ثم مات ودُفن فمكث سلمان بعمورية ما شاء الله أن يمكث ..
وهو يلتمس من يخرج به إلى أرض النبوة ..
فما زال كذلك .. حتى مرَّ به نفر من قبيلة كلب .. تجار .. فسألهم عن بلادهم .. فأخبروه أنهم من أرض العرب ..
فقال لهم : تحملوني إلى أرضكم .. وأعطيكم بقراتي وغنيمتي ؟
قالوا : نعم .. فأعطاهم إياها .. وحملوه معهم ..
حتى إذا قدموا به وادي القُرى .. طمعوا في المال .. فظلموه وادعوا أنه عبد مملوك لهم .. وباعوه لرجل من اليهود .. فلم يستطع سلمان أن يدفع عن نفسه ..
فصار عند هذا اليهودي يخدمه ..
حتى قدم على اليهودي يوماً ابن عم له من المدينة من يهود بنى قريظة .. فاشترى سلمان منه ..
فاحتمله إلى المدينة .. فلما رآها .. ورأى نخلها .. وحجارتها .. عرف أنها أرض النبوة التي وصفها له صاحبه .. فأقام بها .. وأخذ يترقب أخبار النبي المرسل ..
ومرت السنوات ..
وبعث الله رسوله عليه السلام فأقام بمكة ما أقام .. وسلمان لا يسمع له بذكر ..
لشدة ما هو فيه من الخدمة عند اليهودي ..
ثم هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومكث بها .. وسلمان لا يدري عنه شيئاً ..
فبنما هو يوماً في رأس نخلة لسيده .. يعمل فيها .. وسيده جالس أسفل النخلة ..
إذ أقبل رجل يهودي من بني عمه .. حتى وقف عليه .. فقال :
أي فلان .. قاتل الله بني قيلة .. يعني الأوس والخزرج .. إنهم الآن لمجتمعون على رجل بقباء .. قدم من مكة يزعمون أنه نبي ..
فلما سمع سلمان ذلك .. انتفض جسده .. وطار فؤاده ..
ورجفت النخلة .. حتى كاد أن يسقط على صاحبه .. ثم نزل سريعاً وهو يصيح بالرجل : ماذا تقول ؟ ما هذا الخبر ؟
فغضب سيده .. ورفع يده فلطمه بها لطمة شديدة .. ثم قال :
ما لك ولهذا ؟ أقبل على عملك ..
فسكت سلمان .. وصعد نخلته يكمل عمله ..
وقلبه مشغول بخبر النبوة .. ويريد أن يتيقن من صفات هذا النبي .. التي وصفها صاحبه .. يأكل الهدية .. ولا يأكل الصدقة .. وبين كتفيه خاتم النبوة ..
فلما أقبل الليل .. جمع ما كان عنده من طعام .. ثم خرج حتى جاء إلى رسول الله  .. وهو جالس بقُباء فدخل عليه .. فإذا حوله نفر من أصحابه .. فقال :
إنه بلغني أنكم أهل حاجة وغربة .. وقد كان عندي شيء وضعته للصدقة .. فجئتكم به ..
ثم وضعه سلمان بين يدي النبي عليه السلام .. واعتزل ناحية ينظر إليه ماذا يفعل ؟
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطعام .. ثم التفت إلى أصحابه .. فقال : كلوا ..
وأمسك هو صلى الله عليه وسلم فلم يأكل ..
فلما رأى سلمان ذلك قال في نفسه : هذه والله واحدة .. لا يأكل الصدقة .. وبقي اثنتان ..
ثم رجع إلى سيده ..
وبعدها بأيام .. جمع طعاماً آخر .. ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه .. ثم قال له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة .. وهذه هدية أهديتها كرامة لك .. ليست بصدقة ..
ثم وضعها بين يديه صلى الله عليه وسلم ..فمد يده إليها .. فأكل وأكل أصحابه ..
فلما رأى سلمان ذلك قال في نفسه : هذه أخرى ..
وبقي واحدة .. أن ينظر إلى خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .. ولكن أنى له ذلك ..
رجع سلمان إلى خدمة سيده .. وقلبه مشغول بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فمكث أياماً .. ثم مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبحث عنه .. فإذا هو في بقيع الغرقد .. قد تبع جنازة رجل من الأنصار .. فجاءه فإذا حوله أصحابه .. وعليه شملتان مؤتزراً بواحدة .. مرتدياً بالأخرى .. كلباس الإحرام ..
فسلم عليه .. ثم استدار ينظر إلى ظهره .. هل يرى الخاتم الذي وصف له صاحبه !!
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم استدارته عرف أنه يستثبت في شيء وصف له ..
فحرك كتفيه .. فألقى رداءه عن ظهره .. فنظر سلمان إلى الخاتم .. فعرفه .. فانكب عليه يقبله ويبكى ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تحول .. أي اجلس أمامي .. فاستدار حتى قابل وجه النبي عليه السلام ..
فسأله صلى الله عليه وسلم عن خبره .. فقص عليه قصته .. وأخبره أنه كان شاباً مترفاً .. ترك العز والسلطان .. طلباً للهداية والإيمان .. حتى تنقل بين الرهبان .. يخدمهم ويتعلم منهم ..
واستقر به المقام عبداً مملوكاً ليهودي في المدينة ..
ثم أخذ سلمان ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ودموعه تجري على خدية .. فرحاً وبشراً ..
ثم أسلم .. ونطق الشهادتين .. ومضى إلى سيده اليهودي .. فزاده اليهودي شغلاً وخدمة ..
فكان الصحابة يجالسون النبي صلى الله عليه وسلم .. أما هو فقد شغله الرق .. عن مجالسته .. حتى فاتته معركة بدر ثم أحد ..
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال له : كاتب يا سلمان .. أي اشتر نفسك من سيدك بمال تؤديه إليه ..
فسأل سلمان صاحبه أن يكاتبه .. فشدد عليه اليهودي ..
وأبى عليه إلا بأربعين أوقية من فضة ..
وثلاثِمائةِ نخلة .. يجمعها فسائل صغار .. ثم يغرسها .. واشترط عليه أن تحيا كلُّها ..
فلما أخبر سلمان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بما اشترط عليه اليهودي .. قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أعينوا أخاكم بالنخل ..
فأعانه المسلمون .. وجعل الرجل يمضي إلى بستانه فيأتيه بما يستطيع من فسيلة نخل .. فلما جمع النخل ..
فقال صلى الله عليه وسلم :- يا سلمان .. اذهب ففقر لها أي احفر لها - لغرسها .. فإذا أنت أردت أن تضعها فلا تضعها حتى تأتيني فتؤذنني ..
فبدأ سلمان يحفر لها .. وأعانه أصحابه .. حتى حفر ثلاثَمائة حفرة ..
ثم جاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم .. فخرج صلى الله عليه وسلم معه إليها .. فجعل الصحابة يقربون له فسيلة النخل .. ويضعه صلى الله عليه وسلم بيده في الحفر ..
قال سلمان : فوالذي نفس سلمان بيده..ما ماتت منها نخلة واحدة ..
فلما أدى النخل إلى اليهودي .. بقي عليه المال ..
فأُتي النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بذهب من بعض المغازي ..
فالتفت إلى أصحابه وقال : ما فعل الفارسي المكاتب ..
فدعوه له .. فقال صلى الله عليه وسلم : خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان ..
فأخذها سلمان .. فأدى منها المال إلى اليهودي ..
وعتق .. ثم لازم النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات ..

-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 04:11 AM   #1525
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

القــــــــــرار الشجـــــــــــــاع



الطفيل بن عمرو ..
كان سيداً مطاعاً في قبيلته دوس ..
قدم مكة يوماً في حاجة .. فلما دخلها .. رآه أشراف قريش .. فأقبلوا عليه ..
قالوا له : من أنت ؟ قال : أنا الطفيل بن عمرو .. سيد دوس ..
فنظر بعضهم إلى بعض .. وخافوا أن يراه النبي عليه الصلاة والسلام فيدعوه إلى الإسلام .. فإن أسلم هذا السيد .. قوي به الإسلام ..
فاجتمعوا عليه وقال له أحدهم : إن ههنا رجل في مكة يزعم أنه نبي .. فاحذر أن تجلس معه أو تسمع كلامه .. فإنه ساحر .. إن استمعت إليه ذهب بعقلك ..
ثم قال له الآخر مثل ذلك .. وزاد الثالث عليهما .. وأكثروا الكلام ..
قال الطفيل : فوالله ما زالوا بي يخوفونني منه .. حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئاً .. ولا أكلمه .. بل حشوت في أذنيَّ كرسفا - وهو القطن – خوفاً من أن يبلغني شيء من قوله .. وأنا مارّ به ..
فغدوت إلى المسجد ..
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة ..
فقمت منه قريباً .. فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله ..
فسمعت كلاماً حسناً ..
فقلت في نفسي : واثكل أمي ! والله إني لرجل لبيب .. ما يخفى عليَّ الحسنُ من القبيح .. فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول .. فإن كان الذي به حسناً قبلته .. وإن كان قبيحاً تركته ..
فمكثت حتى قضى صلاته .. فلما قام منصرفاً إلى بيته تبعته ..
حتى إذا دخل بيته دخلت عليه .. فقلت : يا محمد .. إن قومك قالوا لي كذا وكذا ..
ووالله ما برحوا يخوفونني منك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك .. وقد سمعت منك قولاً حسناً .. فاعرض عليَّ أمرك ..
فابتهج النبي عليه الصلاة والسلام .. وفرح ..وعرض الإسلام على الطفيل .. وتلا عليه القرآن ..
فتفكر الطفيل في حاله .. فإذا كل يوم يعيشه يزيده من الله بعداً ..
وإذا هو يعبد حجراً .. لا يسمع دعاءه إذا دعاه .. ولا يجيب نداءه إذا ناداه ..
وهذا الحق قد تبين له ..
ثم بدأ الطفيل يتفكر في عاقبة إسلامه ..
كيف يغير دينه ودين آبائه !!.. ماذا سيقول الناس عنه ؟!
حياته التي عاشها .. أمواله التي جمعها .. أهله .. ولده .. جيرانه .. خلانه ..
كل هذا سيضطرب ..
سكت الطفيل .. يفكر .. يوازن بين دنياه وأخراه ..
وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الحائط ..
نعم سوف يستقيم على الدين ..
وليرض من يرضى .. وليسخط من يسخط ..
وماذا يكون أهل الأرض .. إذا رضي أهل السماء ..
ماله ورزقه بيد من في السماء ..
صحته وسقمه بيد من في السماء ..
منصبه وجاهه بيد من في السماء ..
بل حياته وموته بيد من في السماء ..
فإذا رضي أهل السماء .. فلا عليه ما فاته من الدنيا ..
إذا أحبه الله .. فلبيغضه بعدها من شاء .. وليتنكر له من شاء .. وليستهزئ به من شاء ..
فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب تراب
نعم .. أسلم الطفيل في مكانه .. وشهد شهادة الحق ..
ثم ارتفعت همته .. وثارت عزيمته .. فقال :
يا نبي الله .. إني امرؤ مطاع في قومي .. وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ..
ثم خرج الطفيل من مكة .. مسرعاً إلى قومه .. حاملاً همَّ هذا الدين ..
يصعد به جبل .. وينزل به واد ..
حتى وصل إلى ديار قومه .. فلما دخلها .. أقبل إليه أبوه .. وكان شيخاً كبيراً ..
فقال الطفيل : إليك عني يا أبت .. فلست منك ولست مني ..
قال : و لم يا بني ؟
قال : أسلمت وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم ..
قال : ديني هو دينك ..
قال : فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك .. ثم ائتني حتى أعلمك مما علمت ..
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه .. ثم جاء فعرض عليه الإسلام فأسلم ..
ثم مشى الطفيل إلى بيته .. فأقبلت إليه زوجته ..
فقال : إليك عني .. فلست منك ولست مني ..
قالت : ولم ؟ بأبي أنت وأمي ..
قال : فرَّق بيني وبينك الإسلام .. وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم ..
قالت : فديني دينك ..
قال : فاذهبي فتطهري .. ثم ارجعي إليَّ .. فولّته ظهرها ذاهبة ..
وكان لهم صنم اسمه ذو الشرى .. يعظمونه ويرون أن من ترك عبادته أصابه الصنم بعقوبة ..
فخافت المسكينة إن أسلمت أن يضرها أو يضر أولادها ..
فرجعت إليه وقالت : بأبي أنت وأمي .. أما تخشى على الصبية من ذي الشرى .. ؟
وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه .. وكانوا يرون أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ..
فقال الطفيل : اذهبي .. أنا ضامن لك أن لا يضرهم ذو الشرى ..
فذهبت فاغتسلت .. ثم عرض عليها الإسلام فأسلمت ..
ثم جعل الطفيل يطوف في قومه .. يدعوهم إلى الإسلام بيتاً بيتاً .. ويقبل عليهم في نواديهم .. ويقف عليهم في طرقاتهم ..
لكنهم أبو إلا عبادة الأصنام ..
فغضب الطفيل .. وذهب إلى مكة ..
فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. إن دوساً قد عصت وأبت .. يا رسول الله .. فادع الله عليهم ..
فتغير وجه النبي عليه الصلاة والسلام .. ورفع يديه إلى السماء ..
فقال الطفيل في نفسه .. هلكت دوْس ..
فإذا بالرحيم الشفيق صلى الله عليه وسلم .. يقول : " اللهم اهد دوساً .. اللهم اهد دوساً ..
ثم التفت إلى الطفيل وقال : ارجع إلى قومك .. فادعهم .. وارفق بهم ..
فرجع إليهم .. فلم يزل بهم .. حتى أسلموا ..
ومرت الأيام .. ومات النبي عليه الصلاة والسلام ..
فخرج الطفيل مع ولده والمسلمين لقتال مسليمة الكذاب في اليمامة ..
فرأى في منامه رؤيا و هو متوجه إلى اليمامة أن رأسه حلق .. وأنه خرج من فمه طائر .. وأنه لقيته امرأة فأدخلته فيها .. وأرى ابنه يطلبه طلباً حثيثاً ثم رأيته حبس عنه ..
فلما أصبح أخبر أصحابه بالرؤيا .. وقال فإني قد عبرتها : قالوا : بمَ ..
قال : أما حلق رأسي فوضعه .. وأما الطائر الذي خرج منه فروحي ..
وأما المرأة التي أدخلتني فيها فالأرض تحفر لي فأغيب فيها ..
وأما طلب ابني إياي ثم حبسه عني فإني أراه سيجتهد أن يصيبه من الشهادة ما أصابني ..
فقتل رضي الله عنه شهيداً باليمامة .. وجرح ابنه جراحه شديدة .. لكنه نجى من الموت ..
ثم استشهد في معركة اليرموك زمن عمر رضي الله عنه ..

---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 04:49 AM   #1526
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق




روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ مَكارِمَ ( وفي رواية صالحَ ) الأخلاقِ[1]. قال المناوي[2]: ( إنما بعثت ): أي أُرسلت. ( لأتمم ): أي لأجل أن أكمل. ( الأخلاق ): بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة. وعنه رضي الله عنه أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا[3]. قال المباركفوري[4]: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ): لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان، ( وخياركم خياركم لنسائهم ): لأنهن محل الرحمة لضعفهن.
يخطئ منا من يفصل العبادة في الإسلام عن السلوك. ذلك أنه دائما ما تُقرن نصوص القرآن والسنة الكلام عنهما. وفي الحديث المتقدم، نجد عناية الرسول صلى الله عليه وسلم الجمة بإتمام مكارم الأخلاق. ذلك أن الهدف من الرسالة هو تزكية النفس والوصول بها إلى درجة من الرقي والتطور تسمح لها بالتعبد السليم لله. وهذه هي غاية الخلق.
ولكن نجد دائما انحرافات كبيرة عن منهج الرسالة الخاتمة. فبعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان، حدثت انحرافات متعددة ومتنوعة عن الهدف الأصيل الذي جاء الإسلام ليتممه، ألا وهو إرساء مبدأ حسن الخلق بين أفراد البشر. ولم يصبح هدف البشر الآن إلا التعبد دون أدنى اهتمام بتحقق الثمرة المرجوة من العبادة، ألا وهو حدوث تزكية النفس!!
أهمية حسن الخلق:
إن المتأمل في نصوص القرآن، يجد أن تزكية النفس مقدمة على تعلم العلوم الشرعية للقرآن والسنة. وتأمل قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } [ البقرة:151] ، وقوله: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [ آل عمران: 164 ]، وقوله: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } ] الجمعة: 2 [. نجد أنه سبحانه حينما تكلم عن إرسال الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، حدد مهمته في التزكية ثم تعليم الكتاب والسنة. وانظر الفرق بين ذلك، وبين قول البشر الذين يتعجلون العلم ويريدونه قبل حدوث تزكية النفس، كما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام، كما في قوله عز وجل: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ } ] البقرة: 129 [، حيث قدّم تعليم الكتاب والسنة على التزكية.
وتزكية النفس بدايتها ونهايتها التوحيد. ويدخل في ذلك تطهير النفس من أمراضها وتحقيقها بكمالاتها. ومنعها المحرمات وإقامتها للطاعات. والأمر واسع جدا. وتزكية الأمة بإقامة شرع الله كاملا، والأمر كذلك واسع.[5]
والتزكية في الحقيقة شيء زائد على العلم. فالعلم يعطي القواعد والبيان لكل شيء. أما التزكية فهي تطبيق هذا العلم على النفس البشرية، وأمراضها، وأغراضها، ومعرفة بالتطبيب وطرقه، ومعرفة بالكمال وكيفية النقل إليه، وأدوات ذلك، وفراسة خاصة بكل نفس لنقلها من حال إلى حال. وهذا شيء للكسب فيه نصيب. ولكن عطاء الله هو الأساس ] وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [ ] البقرة: 269 [.[6]
ولم يشرع الإسلام العبادات بكافة صورها طقوسا ولا شعائر مجردة من المعنى والمضمون، بل إن كل عبادة تحمل في جوهرها قيمة أخلاقية مطلوب أن تنعكس على سلوك المسلم المؤدي لهذه العبادة، وأن تتضح جليا في شخصيته وتعاملاته مع الغير، وأيضا فيما يرسمه لذاته من إطار يحرص على الالتزام به ولا يحيد عنه.[7]
إن العبادة هي علاقة بينك وبين ربك، أما السلوك فهو علاقة بينك وبين الناس. ولابد أن تنعكس العلاقة بينك وبين ربك على العلاقة بينك وبين أفراد المجتمع، فتحسنها وتهذبها، وإلا فما علاقة أن الصلاة – مثلا – تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما في قوله تبارك وتعالى: ] إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [ ] العنكبوت: 45 [ ؟!! فالفحشاء والمنكر هما جماع الأقوال البذيئة والأفعال السيئة، وهما لا يظهران إلا في التعامل مع الناس في المجتمع.
كما أن العبادة، وإن كانت هي علاقة بينك وبين ربك، إلا أن السلوك يتجلى فيها أيضا. ففي الصلاة، أنت مأمور في أداء الصلاة في جماعة، لكي تحتك بالناس وتتفاعل معهم. والمرأة مأمورة بعدم الخروج للمسجد متعطرة متبرجة حتى لا تفتن الرجال. وفي الزكاة، إذا أعطيت المحتاج مالا ثم مننت عليه، فقد أبطلت صدقتك. وفي الحج، أنت مأمور بضبط الأخلاق أثناء الزحام. وهكذا، ففي كل عبادة، يتجلى مظهر من مظاهر السلوك، الذي يجب أن تتحلى به وتلتزم به.
وقد جاء الإسلام فسعى إلى ترسيخ القيم النبيلة فيما بين أفراد المجتمع. وكان من أولى القيم التي حرص الإسلام على تعميقها في وجدان أفراد المجتمع هي قيمة التآخي بينهم. فكان أول شيء فعله الرسول صلوات الله عليه وسلامه بعد هجرته إلى المدينة المنورة هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار. فجعل بذلك رابطة الإخوة بالانتساب للإسلام أقوى من رابطة الإخوة بالدم. وهذا هو الذي حفظ المجتمع المسلم من كيد الكائدين من حوله. ولكن للأسف لم يعد لهذه القيم الآن وجود. فنجد على سبيل المثال أن احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق جاء بسبب خيانات عديدة من جانب بعض أفراد المجتمع العراقي، الذين جروا وراء المال. فلم يعد يهم هذه الفئة من الخونة أن يُقتل أخوه أو يُشرّد، أو تُغتصب أخته أو تُعتقل، وإنما كل همه هو تحقيق مصلحته الشخصية. فسادت بذلك في المجتمع المسلم قيم الأنانية والفردية، وطغت مبادئ غريبة بين أفراده، مثل مقولة شهيرة أصبحت هي دستور حياتهم الآن، ألا وهي: " أنا ومن بعدي الطوفان ". ولم يعد هناك مجال لقيم الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل المجموع والإخاء فيما بين أفراد المجتمع. وهذه هي الطامة الكبرى، ونذير انهيار أي مجتمع تسود فيه مثل هذه الأفكار!!!
سلوكيات المسلمين في الوقت الراهن:نخلص مما سبق إلى أن تزكية النفس من الأشياء الأساسية، تتساوى في أهميتها مع أداء العبادات ذاتها. لكن ماذا حدث في واقعنا المعاصر؟ إن المشاهد لسلوكيات المسلمين في الوقت الراهن لتصيبه دهشة شديدة مما آل إليه أمر المسلمين! حتى لقد انتشرت مقولة: إن في بلاد المسلمين إسلام بلا مسلمين، وفي بلاد الغرب مسلمين بلا إسلام!! وذلك للدلالة على عدم اتصاف المسمين بأي أخلاق للإسلام، في الوقت الذي يتحلى فيه الغربيون بكل صفات الإسلام مع عدم إسلامهم!!!
والأمثلة على ما ذكرت كثيرة للأسف. وعلى سبيل المثال: كنا في صلاة التراويح نجد المصلين يتعاركون على حجز أماكن للوقوف بالصف الأول، الأمر الذي كان يترك من المرارة الشيء الكثير في نفوس المصلين. وبدلا من أن تسود روح الود بينهم، إذا بالبغضاء والشحناء تطغى على نفوسهم. فهل هذا السلوك صحيح؟
وحكى لي أحدهم عن جماعة من الأصدقاء دخلوا المعتكف معا في الأيام العشر الأخيرة من رمضان، فإذا بهم بعد فترة الاعتكاف وقد تحوّلوا إلى أعداء متشاحنين يبغض بعضهم بعضا، بعد أن كانوا من قبل إخوة متحابين. ذلك أن طول عشرتهم واحتكاكهم ببعضهم أفضت إلى ما لا يحمد عقباه من إظهار مساوئ السلوك والأخلاق في حق بعضهم البعض.
وحكى لي آخر عن شيخ طويل اللحية كان يصطحب حفيدا له أثناء أدائه لإحدى الصلوات في المسجد. وفي أثناء الصلاة قام الطفل بالجري واللعب في المسجد بين المصلين. فلما انتهت الصلاة، إذا بهذا الشيخ يلطم الطفل لطمة شديدة جعلت جميع من في المسجد يستنكرون هذا السلوك الفظ منه، ويُرجعون كل السلوكيات الخاطئة إلى أصحاب اللحى!!!
وتجد بعض الناس لا يفتر لسانه عن ذكر الله طوال طريقه، فإذا حدثت مشاحنة بسيطة بينه وبين من يقود سيارته بجواره، إذا بسيل السباب والشتائم يندفع من لسانه الذي كان يذكر الله حالا.
وفي مكة، أثناء أدائك لمناسك الحج أو العمرة، تأمل ما يحدث من الشحناء بين الناس في سبيل الوصول للحجر الأسود لكي يلتزمه ويقبله، وهي سنة بينما ما يسببه من أذى للناس هو معصية!! بل رأيت بعض المصلين قطع صلاته قبيل تسليم الإمام حتى يتسنى له الوقوف بجانب الحجر الأسود ومسه بيديه.
كل ذلك أدى لحدوث هذا الانفصام النكد بين الدين والأخلاق، أو بين العبادة والسلوك الذي نجده فينا الآن. ومن أمثلة بعد الدين عن السلوك كذلك، أننا نجد أحدهم يصلي ويصوم ويجتهد غاية الاجتهاد في العبادة، ولكنه لا يضبط بيته، فتخرج زوجته سافرة، أو هو لا يتابع بنته في خروجها ودخولها، أو لا يعرف شيئا عن صديقاتها.
وبعضهم يتحجر تحجرا شديدا في مسألة من مسائل العبادة، يريد أن يتقيد ويلتزم بها تمام التقيد والالتزام، ولكنه حين نأتي للسلوك نجد منه تهاونا شديدا ومخلا في تطبيق هذا السلوك؟!!
إن أية حضارة تقوم على دعامتين: علمية وأخلاقية. وهذا ما يؤكد لنا قرب انهيار الحضارة الحيوانية السائدة والمهيمنة على العالم الآن. ولكنه في ذات الوقت لا يبشر بأن تكون أمة الإسلام هي الوارث الطبيعي لهذه الحضارة، ذلك أن أخلاقيات أمة الإسلام ما زالت بعيدة عن المستوى الذي يمكن أن تقود به العالم الآن. وسقوط الأمة في إحدى هاتين الدعامتين يؤدي لسقوطها في الأخرى ولا شك، ومن ثم انهيارها واندحارها فيما بعد. ولننظر إلى الإسلام وكيف انتشر في أنحاء العالم. كان ذلك بسبب أخلاق التجار الذين حملوا معهم رسالة الإسلام وهم يجوبون العالم شرقا وغربا، فأدى ذلك لاعتناق الكثيرين للإسلام ودخولهم في دين الله أفواجا.
فضل الخلق الحسن:
وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به:
◘ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار. قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة.[8] فانظر كيف لم تُجدِ كثرة العبادة مع انعدام حسن السلوك!! بل انظر ماذا فعل حسن الخلق رغم قلة العبادة!!! ( الأثوار: جمع ثور، وهو القطعة من الأقط، والأقط: اللبن المجفف ).
◘ وعن أبي هريرة أيضا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا. فلما هلك، قال الله عز وجل له: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا! إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس. فإذا بعثته ليتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا. قال الله تعالى: قد تجاوزت عنك.[9]
◘ وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان. قال: كذلكم البر كذلكم البر!‌[10] وكان حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، وهو ممن شهدوا غزوة بدر، وكان أبرّ الناس بأمه. وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه أصحابه على سبب نيل تلك الدرجة بقوله: " كذلكم البر "، أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر[11].
ولا يقتصر حسن الخلق مع الناس وحسب، بل إحسانك إلى البهائم كذلك يكون سببا في غفران ذنوبك ودخولك الجنة:
◘ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار، يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها، فغُفر لها.[12] ( موقها: خفها ).
◘ وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة.[13] قوله : ( يأكل الثرى ): أي يلعق التراب الندي. قوله: ( من العطش ): أي بسبب العطش. قوله: ( فشكر الله له ): أي أثنى عليه فجزاه على ذلك بأن قبل عمله وأدخله الجنة.[14]
◘ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة.[15] ‌
◘ وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.[16] قوله: ( طلق ) معناه سهل منبسط الوجه متهلله. وفيه الحث على فضل المعروف, وما تيسر منه وإن قل, حتى طلاقة الوجه عند اللقاء[17]. وفي هذا الكلام إشارة إلى أن الصدقة لا تنحصر في الأمر المحسوس منه, فلا تختص بأهل اليسار مثلا, بل كل واحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال بغير مشقة.[18]
انظر إلى هؤلاء الأفراد جميعا، ما فعلوا كثير صلاة أو صيام أو صدقة، ولكن كانت حسناتهم الأساسية هي حسن خلقهم الذي أدى لمغفرة الله لهم، ومن ثم دخولهم الجنة. وعلى النقيض من ذلك، انظر إلى عاقبة سوء الخلق:
◘ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها: فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت.[19] ( في هرة ): أي لأجلها أو بسببها. ( فلم تطعمها ): حتى ماتت جوعاً كما في رواية البخاري، والفاء تفصيل وتفسير للربط. ( تأكل من خشاش الأرض ): حشراتها وهوامها. وظاهره أنها عذبت بالنار حقيقة، أو بالحساب، لأن من نوقش عذب، كذا ذكره بعضهم.[20]
◘ وعن جرير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من يُحرم الرفق يُحرم الخير.[21] قوله صلى الله عليه وسلم: ( من يحرم الرفق يحرم الخير )، وفي رواية: ( إن الله رفيق يحب الرفق, ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف, وما لا يعطي على سواه ). وفي رواية: ( لا يكون الرفق في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه ). وفي رواية: ( عليك بالرفق ). أما العنف فهو ضد الرفق. وفي هذه الأحاديث فضل الرفق والحث على التخلق, وذم العنف, وأن الرفق سبب كل خير. ومعنى يعطي على الرفق: أي يثيب عليه ما لا يثيب على غيره. وقال القاضي: معناه يتأتى به من الأغراض, ويسهل من المطالب ما لا يتأتى بغيره.[22]
مواقف من سيرته صلى الله عليه وسلم:
إن النصوص السابقة لا تستمد أثرها إلا إذا كان هناك من طبقّها بالفعل. والآن نحاول النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم:
سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن.[23] ومعنى ذلك أنه كان يطبق كل أوامر القرآن ونواهيه، ويعمل بكل أحكامه ووعده ووعيده. فهكذا يكون خلق المرء القرآن.
وفي الصحيحين أن أعرابيا جذب رداء النبي صلى الله عليه وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.[24]
وكان إذا آذاه قومه قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.[25]
كما كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الحديبية من أعظم مواقف القادة وهم يتعاملون مع أفراد الجيش. فتحمّل الرسول صلى الله عليه وسلم بصدر رحب كل المناقشات الفظة التي طرحها عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وضرب بذلك أعظم الأمثلة في الحلم، وتعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيدا من هذا الموقف حين أصبح خليفة، فكان يتعامل مع الناس من نفس هذا المنطلق.[26]
وعن أبي سعيد الخدري، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أُحرّج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك! تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس، فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك. فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله! قال: فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى الله لك. فقال: أولئك خيار الناس، إنه لا قُدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ( أي: من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه ).[27]
وعن أنس رضي الله عنه، قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة.[28]
كل هذه المواقف تنبئك كيف كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في تعاملاته من الناس. وهذا ما وعاه الصحابة رضوان الله عليهم جيدا، فمضوا على طريقه، فشادوا حضارة ظلت تحكم العالم دهرا طويلا.
مواقف من سير الصحابة والتابعين:وظلت هذه الروح والأخلاق في أمة الإسلام. فنجد في حياة التابعين مواقف من أنصع ما يكون في تاريخ الأمم. وسوف أقصر حديثي على موقفين اثنين فيما يلي:
قال رياح: ذُكرت لي امرأة فتزوجتها، فكانت إذا صلت العشاء الآخرة تطيبت وتدخنت ولبست ثيابها، ثم تأتيني فتقول: ألك حاجة؟ فإن قلت نعم، كانت معي، وإن قلت لا، قامت فنزعت ثيابها ثم صفت بين قدميها حتى تصبح[29].
وخرج إبراهيم بن ادهم إلى بعض البراري، فاستقبله جندي، فقال: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة. فضرب رأسه فشجه. فلما أُخبر أنه إبراهيم، جعل يقبل يده ورجله. فقال: إنه لما ضرب رأسي، سألت الله له الجنة، لأني علمت أني أُؤجر بضربه إياي، فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه مني الشر[30].
سبل العلاج:
لا تصدر الأعمال الصالحة إلا عن الأخلاق الحسنة، فليتفقد كل عبد صفاته وأخلاقه، وليشتغل بعلاج واحد بعد واحد، وليصبر ذو العزم على مضض هذا الأمر، فإنه سيحلو كما يحلو الفطام للطفل بعد كراهته له، فلو رُد إلى الثدي لكرهه، ومن عرف قصر العمر بالنسبة إلى مدة حياة الآخرة، حمل مشقة سفر أيام لتنعم الأبد، فعند الصباح يحمد القوم السُرَى[31].
ولنعلم يقينا أننا لن نستطيع تحقيق أي نفع للإسلام والدعوة ما لم نتحل بمكارم الأخلاق. وعلى سبيل المثال، أذكر مرة كنت أدعو أحد الزملاء معي في العمل إلى الصلاة، فلم يستجب. فلما قسوت عليه في الكلام، زاد في عناده. فلما أظهرت له اللين والبشاشة، وبالغت له في اعتذاري عن تلك اللهجة الشديدة التي استخدمتها معه من قبل، إذا به يلين ويقوم ليؤدي الصلاة معي.
ودخلت أحد المحال مرة، فإذا بالمسئول عن المحل يدير تسجيلا به أغنية. فطلبت منه بكل ذوق وبعبارة فيها رجاء أن يغلق هذا التسجيل، ويدير إذاعة القرآن الكريم بدلا من ذلك، فاستجاب بكل ود واحترام. وتخيل لو كنت طلبت منه هذا الطلب بنوع من التعالي أو بنبرة آمرة، فماذا كان سيكون رده معي؟!!
ويحكي الشيخ محمد حسان تجربة شخصية له، حينما كان يسير في اتجاهه لإلقاء إحدى المحاضرات، فلفت نظره أثناء الطريق وجود طابور طويل من الشباب أمام شباك حجز التذاكر في إحدى دور السينما. فما كان من فضيلة الشيخ إلا أن وقف معهم في الطابور، ثم أخذ يعظهم بأسلوب كله لين، فإذا بعدد يفوق العشرة يخرج من هذا الطابور ويتبع الشيخ إلى مكان محاضرته.
نريد أن تظهر ثمرة عبادتنا في أخلاقنا وفي تعاملاتنا، وأن يكون المسلم مميزا في سلوكياته وتصرفاته. ولعل من أهم سبل العلاج ما يلي:
◘ مصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر. ويؤيد ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.[32]
◘ الاستعانة بالله والإكثار من الدعاء، فقد ورد في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لاحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت ).[33]
◘ قوة العزم على تغيير السلوكيات السيئة والصبر في سبيل تحقيق ذلك.
◘ مخالفة الهوى. ذلك أن إتباع السيئ من السلوكيات هو أمر تميل إليه النفس وتركن إليه. أما التحلي بالأخلاق الحميدة فيحتاج إلى مجاهدة ومثابرة.
◘ تصحيح العقيدة، فما حدث كان بسبب الفكر الإرجائي الذي فصل العمل عن مقتضيات لا اله إلا الله، وبسبب الفكر الصوفي الذي ركز على أن العلاقة تكون بين العبد والرب، فانحرف بذلك عن التوازن الإسلامي مما زاد في فساد مفهوم العبادة
14 من ذو القعدة عام 1425 ( الموافق في تقويم النصارى 26 ديسمبر عام 2004 ).
--------------
[1] صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2349. وكذلك السلسلة الصحيحة له، 45.
[2] فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 2/710.
[3] حسن صحيح. صحيح سنن الترمذي للألباني، 1162.
[4] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: 4/25.
[5] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/321.
[6] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/322-323.
--------------

ggthd]m
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 05:01 AM   #1527
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
حديث اليوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله عز وجل فيه، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه أحمد وابن حبان.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 05:05 AM   #1528
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
قصة اليوم
قيل‏:‏ لما احتضر أبو بكر الصديق جاءت عائشة رضى الله عنها فتمثلت بهذا البيت‏:‏ لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى ** إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر (الحشرجة‏:‏ الغرغرة عند الموت وتردد النفس، والفاعل محذوف، أي‏:‏ الروح‏:‏ ولم يذكر لدلالة الكلام عليه)، فكشف عن وجهه وقال‏:‏ ليس كذلك، ولكن قولي‏:‏ {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}‏ [‏ق‏: ‏19‏]‏. انظروا ثوبَيّ هذين، فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت‏.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2013, 05:09 AM   #1529
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
دعاء اليوم
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا - نوح: 28.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2013, 04:07 AM   #1530
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة ابي هريرة مع الشيطان


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ ...
لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ.
وفي رواية انه كان على تمر الصدقة أبو هريرة فوجد أثر كف كأنه أخذ منه وقوله من الطعام المراد منه البر ونحوه مما يزكى به.
قوله: ( لأرفعنك ) أي لأذهبن بك أشكوك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع يدك لأنك سارق.
وقوله: (أني محتاج ولي عيال) يعني فقير في نفسي ولي عيال أظهر حاجة أخرى ثم قال مؤكداً حاجته ولي حاجة شديدة يعني زائدة صعبة كدين أو جوع مهلك ونحو ذلك هذا تأكيد بعد تأكيد.
وقوله: (لا يزال عليك من الله حافظ ) يعني لا يزال من عند الله أو أمر الله حافظ من قدرته سبحانه أو من الملائكة لا يقربك شيطان لا إنسي ولا جني لا يقربك شيطان في أمر ديني ولا دنيوي ودليله صلى الله عليه وسلم عندما قال له صدقك أي في تعليمه لك وهو كذوب أي في سائر أقواله لأن هذه عادة الشيطان.
وهكذا وجدنا أيها الأخوة والأخوات حلقة من حلقات الصراع بين المسلم والشيطان وقد حصل لعدد من الصحابة مواقف مثل موقف أبي هريرة رضي الله عنه وهذه الوقائع والقصص لها مدلولات كثيرة منها:
1- أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن.
2- أن الحكمة قد يعلمها الفاجر لكنه لا ينتفع بها لأنه لا يعمل بها لكن تؤخذ عنه.
3- أن الشخص قد يعلم شيئا ولا ينتفع به (يعلم بالشيء ولا يعمل به )
4- أن الشيطان قد يَصدق وقد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ومع ذلك لا يكون مؤمنا.
5- أن الكذاب قد يصدق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب )
6- أن عادة الشيطان الكذب الغالب على الشيطان الكذب وأنه نادرا ما يصدق وكذوب صيغه مبالغه
7- للشيطان قد يتصور في صورة يمكن للإنسي أن يراه لان الله يقول في كتابه (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ..) (لأعراف:27) فالشيطان ومن هم من شاكلته من الشياطين يمكنهم أن يرونكم وانتم لا ترونهم فقال الله من حيث لا ترونهم فكيف رآهم أبو هريرة والصحابة؟؟ لما تصور بصورة أخرى غير الصورة التي خلق عليها فيمكننا رؤيته فإذا كان بشكله الحقيقي لا يمكن أن نراه
8- والشخص الذي يقام بحفظ الأشياء يسمى وكيلا يوكل بحفظ الصدقة وعليه الاهتمام بها وصيانتها.
9- أن الجن يأكلون من طعام الإنس وقول الله تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ ..) (الاسراء:64) فيدخل الطعام في الأموال فإذا أردت أن لا يشارككم الشيطان في الطعام فسم بالله عند الطعام وغط الإناء و قل بسم الله لان الشيطان يأكل من الإناء المفتوح ويشرب من الإناء المفتوح فالفائدة من تغطيته والتسمية هو منع الشيطان منه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ولو أن تعرض عليه عودا وتسم بالله) فلو وضعت عودا بدلا من الغطاء وقلت بسم الله لا يستطيع الشيطان أن يأكل أو يشرب منه وكذلك أيضا يفيد في منع نزول الداء من السماء فإن في السنة ليلة ينزل بها الداء كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شي غيبي فإذا غطيت الإناء لم ينزل الداء إذا الفائدة من تغطية الإناء:
• منع نزول الداء
• منع الشيطان أن يشركك في مطعومك ومشروبك
10- فاسم الله أيضا يمنع الشيطان من النظر إليك فإذا أراد الإنسان أن يخلع ثيابه أو أن يأتي الرجل أهله فما هو الحل أفنبقى نحن نهباً لأعين الجن يرون عوراتنا؟؟ لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الرجل إذا أراد أن يخلع ثيابه فسم الله فان الشيطان لا يستطيع أن ينظر إلى عورته.وكذلك بسم الله تمنع الشيطان من مشاركه في الأولاد فانه ورد في تفسير قوله ( وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ ..) أن الشيطان يشارك الإنسان في وطئ زوجته فإذا قلت بسم الله قبل الجماع منعت الشيطان من المشاركة .
11- أن الجن يسرقون و يتكلمون بكلام الأنس كلام تسمعه وباللغة التي عليها الرجل حدثوا أن أبا علقم النحوي وكان رجلا متقعرا في الكلام أنه كان مرة يمشي في الطريق فأصابه شي فسقط فتجمع عليه أهل السوق واحد يعصر إبهامه وواحد يقرأ في أذنه وواحد يؤذن في الأذن الأخرى فقال : ما لكم تكأكأتم علي كتكأكؤكم على ذو جنة افرنقعوا عني فقالوا: شيطانه يتكلم بالفارسية أو الهندية فقوله تكأكأتم علي كتكأكؤكم أي تجمعتم علي كتجمعكم على ذو جنة أي كمن دخل عليه جني و افرنقعوا عني أي انفضوا من حولي .
12- أن الجن يسرقون ويخدعون كما في قوله لا أعود فعاد
13- فضل آية الكرسي ومن الروايات الأخرى يؤخذ فضل آخر سورة البقرة
14- أن السارق لا يقطع في المجاعة
15- قبول العذر والستر على من يظن به الصدق
16- إطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات
17- جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر لتفريقها بعد ذلك
18- أن زكاة الفطر تخرج طعاما
19- يقين الصحابة بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم به
20- قراءة آية الكرسي قبل النوم
21- أن التشريع على كلام الشيطان أتى من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال :صدقك وليس التشريع من كلام الشيطان .
22- أن آية الكرسي تمنع شياطين الجن والإنس سواء أكان في الأمور الدينية أو الدنيوية (لا يقربنك شيطان حتى تصبح ) والشيطان هنا نكرة
23- كرامة الله لأبي هريرة عندما استطاع أن يلقي القبض على الشيطان أي لم يستطع الشيطان أن يفلت منه ففيه إن المؤمن قوي الإيمان يستطيع أن يمسك الشيطان ولا يمكنه من الهروب وذكر ابن القيم في فوائد الذكر انه ربما من كثرة ذكر المؤمن لله عز وجل ربما أن يقرب منه الشيطان ليمسه بسوء فيصرع الشيطان فتجتمع عليه الشياطين فيقولون ما به فيقولون صرعه الإنسي.
24- أن ذكر الله تعالى هو الذي يحمي المؤمن من الشيطان وعلى رأس الذكر القرآن وأفضل آية في القران هي آية الكرسي
25- أن الإنسان إذا كان صاحب حاجة يجب أن يبين حاجته حتى يعرف عذره ولا يرتاب في أمره
26- رفع الشأن المهم إلى العلماء (وكانوا أبو هريرة رضي الله عنه لأرفعنك إلى رسول الله عليه وسلم
27- حرص أبي هريرة على العلم (وكانوا احرص شي إلى العلم) فأطلق سراحه لأجل الفائدة فهم يحرصون على العلم
28- يمكن أن يثور اعتراض وهو كيف استطاع أبو هريرة أن يمسك الشيطان لان الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن إمساكه لدعوة سلمان (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ..) (صّ:35) (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) (صّ:36) (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) (صّ:37) فكيف امسك أبو هريرة بالشيطان الذي رآه وأراد حمله للنبي عليه السلام ؟؟
أجاب الحافظ بن حجر على هذا الإشكال بأن النبي صلى الله عليه وسلم هم أن يمسك بالشيطان الأكبر رأس الشياطين فعند ذلك يكون فيه مضاهاه لما حدث لسليمان أما الشيطان الذي في حديث الباب إما أن يكون الشيطان الذي مع الصحابي (لكل إنسان شيطان ) أو أن يكون شيطان من الشياطين وليس رأس الشياطين.فإن قال قائل ما هي الميزة التي موجودة في آية الكرسي حتى تمنع الشياطين من إيذائنا ؟؟
آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي وأن هذه الآية إذا قرأها المؤمن في دبر كل صلاة لم يمنعه من الدخول إلى الجنة إلا أن يموت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح الذي رواه النسائي رحمه الله وغيره فآية الكرسي تقرأ قبل النوم وفي أدبار الصلوات من أسباب فضلها :
• اشتمالها على الاسم الأعظم (الله لا اله إلا هو الحي القيوم ) في البقرة وال عمران وطه وعلت في وجوه الحي القيوم على بعض الأقوال على احتمال أنها الاسم الأعظم
• هذه الآية هي عشر جمل مستقلة(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) متفرد الألوهية ( الْحَيُّ الْقَيُّومُ) الحي في نفسه لا يموت أبدا القيوم : القيم لغيره ومن آياته أن تقوم السماء بأمره كل الموجودات لا قوام لها بدون الله عز وجل ولا غنى لها من الله وكل الموجودات مفتقرة إلى الله (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْم) لا يعتريه سبحانه لا غفلة ولا ذهون ولا نعاس ولا استيقاظ من النوم ولا فقدان الوعي ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض) الجميع عبيده وتحت قهره وفي ملكه ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) لا يتجافى احد أن يشفع احد لأحد عند الله إلا إذا أذن الله لذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم لكي يشفع لابد له من أن يستأذن وإذا أراد أن يستأذن يوم القيامة يأتي تحت العرش فيخر ساجدا ما شاء الله له أن يسجد فيعلمه من المحامد ما يفتح عليه من الثناء بعد ذلك يقول الله يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فسيد القوم لا يشفع حتى يؤذن له( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) احاطته سبحانه وتعالى بجميع المخلوقات ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ) لا يطلع على علم الله احد إلا أحد أطلعه الله (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) والكرسي موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى والعرش لا يقدر قدره إلا الله والكرسي عظيم جدا في غاية الاتساع فالسماوات والأرض ليست إلا كحلقة في صحراء فهذا هو الكرسي فكيف العرش وما الكرسي في العرش إلا كحلقة في صحراء والله أكبر من الكرسي ومن السماوات والأرض فاستوى على العرش استواء يليق بعظمته وجلاله ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض وما فيها من الجن والإنس والملائكة وهو يسير على الله سبحانه وتعالى (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255) كقوله تعالى وهو الكبير المتعال وتبين آية الكرسي عظم الله تعالى .
ما هي الوسائل التي نحذر بها من الشيطان ؟؟
- الحذر والحيطة واخذ التأهب
- الاعتصام والالتزام بالكتاب والسنة
- الالتجاء والاحتماء بالله تعالى (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (المؤمنون)
- الإستعاذه بالله
- الاشتغال بذكر الله تعالى
- أن يلتزم الإنسان بالصحبة الصالحة
- مخالفة الشيطان في كل الأمور
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 08:41 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved