30-04-2013, 01:53 AM | #21 |
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
.
حسبي الله, سهرتي يا بو مراد. . . تذكرت اسم (مبارك بن لندن) حيث وجدت كتاب الرمال العربية في معرض الشارقة للكتاب 2012 ولم اشتري الكتاب, واشريت كتاب جون لويس بيركهارت رحلات الى شبه الجزيرة العربية, لأنه اقدم منه. اشعر بالندم الان يكون شريت ذلك الكتاب.. لكن لن يفوتني ان شاء لله. . . بحثت في النت فوجدة ترجمة لمقاطع بسيط خاص بالاماكن التي مر عليها هذا الرحالة في منطقة الجنوب ,وسوف انقلها كما هي من احد المنتديات. ذلك التوثيق بالصورة والنص, هام جدا في فهم حياة الناس والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك الفترة . شكر يا ابو مراد لهذ الهدية الرائعة. ولك منى جزيل الشكر. . . يتبع. . |
30-04-2013, 01:54 AM | #22 |
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
(مبارك بن لندن) ـ ويلفرد ثيسجر مولف كتاب ـ الرمال العربية ـ وكتاب عبور الرمال. .. رحلةٌ عبر تهامة وعسير وجبال الحجاز. الكاتب: ويلفرد ثيسجر ترجمة: متعب عالي القرني، 14 اكتوبر، 2010 المصدر: المجلة الجغرافية، مجلد 110، رقم 4\6 (أكتوبر-ديسمبر، 1947)، صفحات 188-200 الناشر: مطبعة بلاكويل بالنيابة عن المجتمع الجغرافي الملكي (إلى جانب الجغرافيون البريطانيون) .... ... . في عام 1945م، وبعد قضاء شهرين بين رجال نجد المتدينين والحازمين والمتشددين، مررت على عجلة من أمري شاقاً طريقي من جدة إلى تهامة وصولاً إلى جيزان، ومنذ ذلك الحين لا زلت أسعدُ بذكريات أولئك القوم ذوي الضحكِ واللطافة. ففي عام 1946م وبعد أن طردتنا حرارة الصيف من الربع الخالي، كنتُ قد رجعت، مسحوراً بتلك النظرة المنبهرة بذلك العِرق الجميل. وكموظف من قبل وحدة مكافحة الجراد في الشرق الأوسط، سافرت في شهر ابريل ومايو ويونيو لمسافة 950 ميلاً عبر تهامة وعسير وجبال الحجاز (أنظر خريطة صفحة 272)، من القنفذة جنوباً إلى حدود اليمن ثم عودة إلى أبها ثم إلى الطائف (انظر الحاشية، رقم1). بدأت رحلتي من وادي الأحسبة في شمال القنفذة مع شابٍ من الأشراف منحتني إياه الحكومة، وبرفقة رجلين كانوا يعتنون بأربعة جمال مستأجرة رُبطت رؤوسها بذيول بعضها البعض كما هي عادة أهل تهامة. لم يكن يسمح للجمال أن ترعى، بل كانت مخطومة دائماً بغطاء شبكي، ويتم إطعامها بالأيدي من خلال ذلك الغطاء الشبكي بأعلاف الذرة التي تُحمل في حزم كبيرة على جانبي بعض الجمال وكان تأمين هذا النوع من الغذاء أمراً شاقاً وباهظاً. كان بمقدور جمال تهامة أن تحمل البضائع الثقيلة، وكانت تجد صعوبة في المشي والحركة على الأراضي الصخرية. كان الرجال يسقون الجمال يومياً بل مرتين كل يوم بسبب الأجواء الحارة. ومن عادة هؤلاء العرب في أيام الصيف أن يسافروا ليلاً، ويلتحفوا ثيابهم نائمين على ظهر البضائع (انظر الحاشية رقم2)، بينما تتابع الجمال طريقها بإقدامٍ دون تردد. ورغم هذه العادة، إلا أنني كنتُ أرفض السفر بعد حلول الظلام رغم حرارة الشمس، لأن فعل ذلك سيمنعني ويحرمني من الملاحظة بشكل دقيق. مضينا في الطريق عبر وادي الأحسبة وصولاً إلى المخواة. يسكن وادي الأحسبة الواقع في السهل الساحلي جماعة تسمى العبادلة من الأشراف، ويتغير هذا الوادي من سهول إلى مناطق صخرية متفرقة لا يوجد بها سوى قرى وقليل من المزارع. أمامنا وعلى بعد مسافة، يظهر جرف من جبال الحجاز، لكن الأقرب لنا قمم من الجرانيت تسمى شدا اليماني وشدا الشامي، والتي تبلغ ارتفاعها 8000 قدم إضافة إلى معالم بادية من بعيد. يُزرع البن على هذة الجبال، رغم أنه لا يوجد من البن شيئاً حتى الآن على السلسلة الجبلية الأساسية في الشمال. بالنسبة للمخواة، فهي قرية مليئة بالبيوت الحجرية بلا طوابق، وفيها سوق الخميس ذو الأهمية البالغة (انظر الحاشية رقم3)، وتقع بين شدا وبين الجرف في أودية متشابكة وتلال متفرقة تعتليها بقايا قرى قديمة جداً. تقع في منطقة بني عُمر وإدارياً تحت ضافر (؟؟). وفيها يباع قطيع من الأبقار والضأن والماعز، وقليل من الجمال والحمير، كما تباع أيضاً الحبوب والقهوة والملح والملابس وبعض الآواني الفخارية والسجادات والسلال والحبال المصنوعة من سعف النخيل، وأحجار الرحى، والخضروات والعسل وأعشاب طيبة الرائحة. كانت أعداد كبيرة من رجال غامد وزهران من الحجاز يزورن المخواة، مرتدين سكاكين طويلة كالسيوف، وأثواب فضفاضة مطرزة – كما هي عادة الحجاز - بنقوش منسوجة بالخيوط الحمراء. الكثير منهم حاسرو الرأس، متوّجون شعورهم بعصابات من الأعشاب العَطِرة، بينما البقية يلبسون عمامات و شريط دائري "عقال" ذا أسلاك أحياناً ذهبية وأحياناً فضية. يقول ويلفرد ثيسجر مستأنفاً القصة: تركنا المخواة وسرنا خلال التلال الصخرية مع سفوح الجرف الذي يرتفع فوقنا بـ 3000 قدم. هذا المكان لجماعة قوية من قبيلة غامد، أغلبهم يسكنون الجبال ناحية الشرق. تنتشر مزارعهم على طول وادي بطاط والذي بنى السكان ضفاف له لأمور زراعية، فتُسقى هذة المزارع من الأبيار ومن السيول. بعد بطاط، قطعنا رأس قنونا ودخلنا منطقة بلعريان، وهي منطقة جرانيتية خصبة محروسة بقلاع المراقبة <يقصد الحصون>. وصلنا في اليوم التالي في المخفر الصغير لثريبان، وقام الأمير بإغداقنا كرماً وضيافة. من هناك، سافرنا في وقت الصباح البارد وسط إحتشاد القرويين على الحمير والجمال المحمّلة متجهين إلى سوق الثلوث والواقع بين الصخور، وهي تلال من الصخور المنتشرة على ضفاف وادي يبه. هذا الوادي محشود بالنخيل وفيه محاصيل مميزة من الذرة والسمسم المروية بنهر الوادي المتدفق. هنا يقع سوق عمارة، وعمارة قبيلة حسنة التعامل كعرب تهامة. يلبسون ملابس قصيرة للخاصرة <يقصد الوزرة\الحُبكة>، مع سكين كالسيف مربوطة في المقدمة <يقصد الخنجر>، وشعرهم الطويل مزيّن بأعشاب عَطِرة تُباع في السوق <يقصد البرك والكادي والريحان>. كثيرٌ من النساء وقليلٌ من الرجال يلبسون قبعات مصنوعة من القش، قبعات الرجال تتميز بأنها كبيرة الحواف ولينة، بينما قبعات النساء صغيرة الحواف ومرتفعة وقاسية. قطعنا الوادي حيث يظهر راعي صغير السن ذا جمال كجمال إله الرومان وقد ملأ بساتين النخيل بموسيقى مزماره الساحر، ثم دخل في رقعة مترامية الأطراف قاحلة مليئة بالصخور النارية والتلال المُسننة حيث تورق أشجار السَنْط المتناثرة رغم خلّوها من أوراقها النباتية (acacia) <أرفقت صورة من المواقع الأجنبية لهذة الأشجار، كما سمّاها الكاتبacacia > أستمرت هذة المنطقة المهجورة والمعزولة إلى أن وصلنا وادي Hat <يقصد خاط> ومناطق مزروعة لقبيلة Humadia في بارك Barik <يقصد بارق> (انظر الحاشية رقم1) وهي قبيلة كقبيلة عمارة تسكن في منازل حجرية مستوية السقف ومبنية بشكلٍ مُحكم. هذة القبائل المقيمة تملك القليل من الجمال وبعض الماشية وقطعان من الضأن والماعز بأحجام عادية (أنظر الحاشية رقم2). وهم أساساً رغم هذا مزارعون يزرعون الذرة و "الدخن"، إما على سهول صغيرة تُسقى من السيول أو على حواف قيعان النهر. خلفهم تقع جماعة Al al Jabali والتي تسكن على ضفاف روافد نهر مهم يسمى حلي the Hali في the wadi Jabali <سيوضح لاحقاً بأن جبلي تعني شرق> رجعنا جنوباً لنصل إلى حلي وكنتُ حريص على المتابعة إلى الساحل كي نزور عرب تهامة في طريقنا. نحن الآن خارج المنطقة الزراعية وفي منطقة البدو، وهذة اللفظة "بدو" تشير هنا إلى القبائل الرعاة والتي تعيش في المناطق الوعرة بين الجبال والسهول الساحلية. فهم رعاة ماعز ويملكون بعض الضان والبقر، وقليلاً من الجمال، كما يزرعون بقاع صغيرة على ضفاف الوادي. لا يمكن أن ترى "بيوت شعر" (خيام سوداء في وسط الجزيرة العربية) غرب جبال الحجاز، وذلك لأن هؤلاء البدو يعيشون في ملتجآت مُجدّلة صغيرة تُعرف بـ "الخدور" khadur بأثاث لا يتجاوز هياكل أسرّة مغزولة <يقصد القعادة والشبرية>. وهؤلاء البدو هم الـ Tahahin وربيعة وMusaifara وبني هلال وMinjaha وإلى الجنوب جماعة البدو من بني نمار، وشهران، وقحطان وخولان وThe raith. في الماضي القريب، كانت سمعتهم سيئة بسبب عُنفُهم وقطعهم للطريق، ولكنهم اليوم هدأوا وتأدبوا خوفاً من ابن سعود. يلبسون قطع قماشية قصيرة على الخاصرة مصبوغة بالأخضر والأزرق والأحمر الخمري، <يقصد الحُبكة>، وتلبس النساء قبعات صغيرة الحواف ومرتفعة قد صُنعت من القش <يقصد الدشة>، وصلنا إلى حلي Hali على أرض مائية تُعرف بـ Halawiya حيث ينحدر نهر نظيف وصغير في بطن الوادي عبر منطقة قاحلة وعرة، محفوفة بعشب halfa < يقصد عشب الحلف> وأدغال من السلم والسمر. هذة المجموعات الشجرية، raka <انظر الصورة المرفقة> والمرخ وشجيرات المضة ذات الزهور الحمراء <انظر الصورة المرفقة> وشجر العدنة بأزهارها الجميلة على جذوعها البشعة العارية، وشجر المر ونبات اليوفوربيا euphorbia ونبات الصبّار، كل هذا يشكل الحياة النباتية في التلال البركانية الوعرة. رأيت الكثير من طيور البجع، وطيور بمنقار كالملعقة، وطائر أبو منجل الجميل، وكل هذة الطيور توجد في قيعان الوادي والذي يغص بالأسماك الصغيرة، ولقالق ذوات رؤوس كالمطارق، وطيور البلشون البيضاء، طيور مالك الحزين، وأحياناً طائر الخرشنة المائي، طيور غينية <يقصد الحجل>، وطائر الدراج، وطائر الهورنبل hornbill، وطيور الرقراق الحبشية <يقصد الشغاغة>، وآكلات النحل الأخضر، وطائر الشمس ذو اللون المعدني <يقصد الوشوشة> وطائر الصرد والبلبل bulbul <يقصد الأكوع أو الصفراء فكليهما مسميان باللغة الأنجليزي bulbul> طائر البابلر، وطيور الوقواق، وأحيانا نسر الباتلور Batleur eagle. وادي حلي يمر من خلال مدخل حصن الطرفين Tarafain إلى السهل الرملي الساحلي، حيث تقع القرية الأولى Sabata، والتي فيها سوق الأربعاء، والمسكونة من قبل الـ Amur (انظر الحاشية 3) أما تهامة، والتي تتكون من سهل رملي ساحلي بطول 12 إلى 20 ميل، فتنقسم إلى تهامة عسير، وتهامة اليمن، وتهامة الشام الممتدة من شمالاً من البرك Birk إلى الليث Lith. المنطقة الوعرة الصخرية التي ترتفع إلى 500 إلى 4500 قدم وتدخل بين تهامة الشام والجرف نفسه تُعرف ب ‘Ardhi ، بينما إلى الجنوب من أبها تسمى Hibata . السلسلة الجبلية كاملة بما في ذلك عسير والتي ترتفع إلى أكثر من 9000 قدم، تُسمى الحجاز. الألفاظ المتواردة هنا هي شام تعني شمال ويمن تعني جنوب، وجبلي تعني شرقاً، وبحري تعني غرباً. من تحدثت عنهم شعوب مقيمين، وربما أن الرجل بشكل عام يحتفظ بأرضه خارج قبيلته، وإذا كان لديه أولاد بالغين، لا يبيعها بدون أذنهم. فالأولاد يرثون حصص متساوية بينما البنات يرثون نصف الحصص. في شمال الأودية الرئيسة تقع الليث و Danga، والأحسبة وقنونا ويبه وحلي. من كل هذة الأودية، يعتبر وادي حلي الأكبر بكل المقاييس بمنطقة مائية مصرّفة تمتد من the Shari في الشمال إلى the Taiya في الجنوب. لا يفوقه إلا وادي بيش، إلى جانب Itwad وDhamad "ضمد"، والتي تشكل الأودية الرئيسة في تهامة عسير. غالباً ما ينسب التهاميون أنفسهم إلى واديهم، وبالتالي فإن سكان حلي هم الحليون بينما سكان يبه هم اليابابانا Yababana. يقطن هذة الأودية قبائل مختلفة كثيرة، ففي حلي توجد أكبرأربع قبائل هي Alawina، Sahab، وكنانة وAmur، فيما يسكن يبه قبائل تسمى Bani Yala والنواشرة وBal ‘Air و Shardi. يسكن الأحسبة عبادلة الأشراف (انظر الحاشية رقم 1)، ويقال أن هؤلاء بلا أصل معروف لكنهم أعلنوا في أحد الحروب أنهم يندرجون تحت راية واحدة. هناك الكثير من السكان العبيد، خاصة في تهامة عسير، وكثير منهم أحرار ويملكون أراضي. عندما يخرج السيل عن مسار الوادي يهاجر السكان إلى مكان آخر في تهامة حيث يتم الترحيب بهم فيقومون بالمساعدة في الحصاد ومن ثم العودة إلى منازلهم بحمولات من الحبوب. وفي السنوات القادمة، متى ما يسير الحظ بجانبهم يقومون باستقبال مضيّفيهم السابقين، وهذا النظام يمتد من جيزان إلى الليث وقابلتُ عائلات من صبيا على طريق القنفذة. الأودية الصغيرة دائماً ما تعاني من سنوات من الجفاف بينما حلي وبيش يعتمدون على السيول السنوية. والسنة الماضي انخفض وادي حلي بضفافه المستخدمة في السُقيا وتم هَجْر الوادي الواقع فوق Baidhain فقام السكان بالنزوح إلى يبه. السيول، والتي ربما تأتي في أي شهر ولكن غالباً ما تأتي في الشتاء والخريف، يتم احتجازها وتوزيعها على مساحة كبيرة باستخدام عدد من الضفاف تسمى "زبير" والتي تحتاج متابعة دائمة. فهذة السيول لا يمكن التحكم بها وربما ضررها يتمثل في دخولها على المحاصيل الصغيرة. المحصولان الأساسيان هما الذرة التي تزرع في أماكن الطمي (رواسب غرينية) تُنتج من ثلاثة إلى خمس ألياف على الساق وذلك من عملية بذر واحدة (انظر الحاشية رقم 2)، والمحصول الثاني هو الدخن والذي عادة ما يُبذر في أماكن المطر على أرض ترابية تسمى الـ "خبت" بين الأودية. الذرة يمكن حصادها بعد ثلاثة شهور من عملية البذر وبعد ذلك كل شهرين، بينما الدخن يُحصد مرة واحدة فقط بعد ثلاثة أشهر وأعوادها– ليست كأعواد الدخن – يمكن استخدامها كأعلاف نافعة حتى وإن يبست، أما المحاصيل اليانعة في يوليو واغسطس فتستخدم فقط للأعلاف حيث أن الرياح الحارة في ذلك الفصل تيبّس الحبوب. السمسم ينمو على حواف أراضي السيول كما يُزرع هناك كمية صغيرة من القطن والفاصوليا أيضاً. ليس لدى التهاميون تدوير للمحاصيل إنما يبذرون كلما كان هناك سيول.هناك حدائق صغيرة حول بعض الأبيار حيث الطماطم والباذنجان والفاصوليا والقرع والبطيخ والشمّام وبعض الأعشاب طيبة الرائحة المغروسة (انظر الحاشية رقم 3). لا ينمو هناك البصل والثوم والفلفل الأحمر، هذة الخضروات إلى جانب الليمون والعنب والمشمش والخوخ والرمان والموز والبطاطا والبرك والعشار يتم جلبها إلى الأسواق من الحجاز. نخيل التمر قليلة وتنمو غالباً في أعلى يبه وإلى جانب الساحل بين ‘AMQ و Qahma، الجزء الأكبر من التمور المستهلكة تأتي من مناطق قريبة من البحر أو من واحة بيشة. نخيل الدوم ينمو فقط في أودية تهامة عسير ويتميز بسعفه المُباع في الأسواق المصنّعة للحصير والحقائب والسلال والحبال. التهاميون ليس لهم سوى جمال قليلة جداً، أغلبها لقبائل شمال القنفذة. ويستخدمون البقر للحرث ولبناء ضفاف السُقيا. أخبروني أن أي رجل غني ربما يملك من ثلاثين إلى أربعين من هذة القطعان، وبهذا يتضح أنهم يملكون قطعان لم أرها بعد. هناك مجموعات معقولة من الماعز وبعض الضان في حوزة بدو مجاورين، والدجاج مشهور ويرى بكثرة حول القرى. تعتبر الحمير وسائل الركوب المفضلة لديهم وعليها ربما يسافرون مسافات طويلة في وقت قصير لا يُصدق، ويستخدمونها كذلك لجلب الماء من الأبيار في تورات فخارية تعلق على جانبيها. يندر الحطب رغم وجود رقاع من شجرات الراك وشجر الطَّرفاء الواقع في الأودية، إلى جانب أشجار السدور الكبيرة التي تحتفظ بثمارها <يقصد النبق>. هؤلاء العرب يعيشون في أكواخ من العشب متكونة من غرفة واحدة واسعة ومقامة بشكل جيد، توضع الأعشاب على هيكل من الأغصان بدون العمود الوسطي، ويتم تغطيتها بطين من الداخل ويتم سقفها بأعشاب بحبال عشبية متينة بدلاً من الحبال النحيلة. هذة البيوت تكثر في القرى، وأحيانا ترى بعضها محاطاً بأسوار طويلة من أغصان الأشجار وبعضها محاطة بزربة وأعلاف الذرة المتراكمة <يقصد المردام>. من العادة أن تنزل من على الجمل وتمشي خلال هذة القرى. أواني الطبخ وقدور الماء والكاسات كلها مصنوعة من الفخار، عادة باللون الأحمر. صحون الطعام مصنوعة من الخشب وسجادات الطعام والسلال من سعف شجر الدوم، أما مِمخَضة الزبدة فمصنوعة من قِشر القَرَع المجوّف وتُعلّق على أطراف الجدران بعِلاقات جلدية. الكراسي المصنوعة بالحبال <يقصد القعايد> تُستخدم للنوم والجلوس إذ أن الأرض غاصة بحشرات القراد الصغيرة رغم أنه لا يوجد حشرات البق والبراغيث في هذة القرى. قهوة الزنجبيل (انظر حاشية 4) هي الشراب المعروف هناك والفنجان لابد أن يملأ دائماً، ثم يعطى الضيف فنجانين دفعة واحدة. الخبز أو العصيدة المصنوعة من دقيق الذرة أو الدخن، هو الطعام الأساسي ويؤكل مع زبدة مصفّاة. السمك المجفف والتمر تؤكل كذلك ولكن اللحم والحليب نادرة الوجود وغالية. التهاميون بشكل عام غير مُضيفين وفقاً لمعايير العرب. يلبس الرجال دائماً قطع قماشية على الخاصرة بجنبية أو شفرة كالسيف تعلق في المقدمة، وغالباً ما يُحمل السيف، والذي دائماً ما يكون ذا غمد فضي. يلبس الأطفال دائماً في فترة مبكرة ويرتدي كل الأطفال الذكور، حتى الأطفال الصغار، أحزمة ذات سيور جلدية حول خواصرهم. مرة من المرات كان هناك طفل يأكل معنا فنسي أن يرتدي الحزام بعد غسيله ليديه، فرفض بمجرد أنه لاحظ غياب الحزام أن ينهي الطعام. كما تُلبس جاكيتات قصيرة ذوات ألوان زاهية عادة في الأعياد. الشباب والأطفال يطيلون شعورهم ويفرقونها من المنتصف ويُدهن الشعر بمعجون من بذور اللباب labab. يمسك الشعر شريط جلدي نحيل يزين بسلوك فضية <يقصد العقال> يوضع على الرأس مع مجموعة من الأعشاب طيبة الرائحة أو باقة من الأعشاب تُربط بالعقال الجلدي. يعتبر عرقهم البشري مألوف إلى حد ما، مع شعر متموج أسود أو بلون القهوة، والأطفال والشباب ذوي جمال بملامح ساحرة. سعداء ومرحين وغير مهتمين ويتميزن بضحكتهم ولطفهم وحسهم الفُكاهي وتعاملاتهم سلسلة لكنها بمعايير العرب فظة إذ أنهم لا يقومون ليحيون الغريب، ويضطجعون في العلن بطبيعتهم العادية. في الواقع، أنهم غير مراعين للناس بشكل عام، لكنهم ليسوا بأفظاظ. يعانون كثيراً من الملاريا وخشيتُ على نفسي من وجود مرض الزهري، والذي في غالبه معدي في وادي حلي. لاحظت عدد من حالات مصابة بالتراخوما، وقليل منهم مصاب بالقرحة وحالة أكيدة مصابة بمرض التهاب الزائدة الدودية. يوجد هنا مرض دودة غينيا كذلك ولقد رأيت حالات عديدة في صبيا. .. . ــــــــــــــ نبه من ترجم المقاله للتالي: أشدد على أن أسماء الأماكن المذكورة في المقالة مكتوبة بطريقة ليس من السهل ترجمتها، وقد لحظت في المقالة بعض الألفاظ الغير صحيحة والمكتوبة بطريقة خاطئة، وربما يعود ذلك إلى أن رفقاء الرّحالة لم يقدموا اللفظ بشكل مناسب للرحالة بسبب اختلاف لغاتهم فكان الرحالة يدون المعلومات على نحو خاطيء وعصي على التأويل. وقد يكون السبب الرئيسي سوء الفهم بين الرحالة وبين الرفقاء، إذ أن الرحالة يسمي أسماءً غريبة قد لا تتناسب مع حال النص. منقول للفائدة التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 30-04-2013 الساعة 02:08 AM. |
30-04-2013, 11:47 AM | #23 | ||||||||||||
مراقب عام
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
اسمح لي بالعوده مرة اخرى انا طلبت اضافة الرابط بقسم السياحه والرحلات بزهران على اعتبار ان الرجل رحاله ومكتشف وان صلب كتابه ونقله للصور كانت عن طريق رحلته الاستكشافيه الى عدة مناطق ومن ضمنها المخواه بزهران .. وجهة نظر لا اكثر بارك الله فيك وفي جهدك تقبل مروري وتقديري |
||||||||||||
30-04-2013, 06:54 PM | #24 |
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
سبحان الله..
موضوع عميق لطالما تسائلت كيف هي الحياه انذاك موضوع جبار ومقاله لم تكن لها سابقه ولا ند شكرا |
30-04-2013, 11:48 PM | #25 |
عضوية شرفية خاصة
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
سبحان الله نشعر بحنين للماضي رغم قساوته . شكرا لك على النقل الرائع . دمت في حفظ الله
|
02-05-2013, 03:37 PM | #26 |
مراقب عام
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
موضوع رائع جداً يا أبا مراد تشكر عليه
تحيتي وتقديري |
03-05-2013, 06:34 PM | #27 |
موقوف
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
شكرا لك ابو مراد
|
23-08-2015, 07:47 AM | #28 | ||||||||||||
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
شكرا لنقلك وهذا مايتوافق مع لباس الصبي اللي من بني شرفاء بوادي الأحسبه والله أعلم أنه من بني عمر العلي وأيضا يتوافق مع أبناء شيخ بني عمر العلي وأيضا مع أبناء زهران السراه وغامد أيضا أما بالنسبه تتبع إداريا لظافر فلم أجد هذا الإسم في الفتره المنحصره مابين ١٣٦٥هـ إلى ١٣٦٧هـ إلى إذا كانت تتبع لأماره ثانيه غير الظفير في ذلك الوقت فهذا أمر لابر أن أبحث عنه قريبا وسوف أوافيك بالتفاصيل
|
||||||||||||
23-08-2015, 11:56 PM | #29 | ||||||||||||
كبار الشخصيات
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
|
||||||||||||
28-10-2015, 01:35 PM | #30 | ||||||||||||
|
رد: صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة
تصحيح قد تكون الترجمه أو نطق بعض الكلمات غير صحيح رجعت للمعاجم تجدر الإشاره أنه ذكر أن المخواه تقع في منطقة بني عُمر وتتبع إلى ضافر ؟؟ والصحيح بعد الترجمه والرجوع إلى المعجم أنه يقصد الظفير أي أنها تتبع إداريا لإمارة الظفير وهي موافقه لنفس التاريخ فقبائل غامد وزهران وبني عمر تتبع إداريا لأمارة الظفير في الوقت اللذي أخذت فيه الصور وأيضا ذكر أبناء الشيخ علي بن محمد رحمه الله (الإماني على حسب المصدر) والصحيح هو الدميني فشيخ بني عمر العلي من بني الدمينه من العلي من بني عُمر |
||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : صور لبني عُمر قبل 74 عام تاريخ يسطر تراثنا القديم لمحافظة المخواة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين عُمر وعمْرو | الورقة الخضراء | مجلس بني عمر العلي | 13 | 05-04-2012 05:01 PM |
الشاعر جمعان حاضر الخزمري يسطر ملحمه شعريه في ملتقى ضفاف زهران بالشرقيه | عبدالرحمن الخزمري | الموروثات الشعبية | 3 | 15-03-2012 10:46 AM |
من تراثنا القديم | سالم الدوسي | التراث و سوالف الأولين | 17 | 18-11-2009 12:28 AM |
تعلم لهجة بنى عُمر | الطارقي الحادي عشر | مجلس بني عمر الأشاعيب | 17 | 07-03-2008 12:46 AM |