منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-03-2013, 01:53 PM   #991
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة رجل تعلم الخوف من الله




جُزي خيراً (صاحب القصة) قصته فعلاً مبكيه،،غفر الله لنا وله ثبتنا وإياه على دينه
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول كاتب القصة
أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، ‏أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى(‏رب ارجعون .. رب ارجعون )
ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم
عند ذلك.
تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ‏ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها
‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. ‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى.
‏حينها قلت: كفى . وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: ‏هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! ‏أو لعله غير موجود! ‏أم أتسور السور ؟
‏إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، ‏فقررت أن أتسور السور .. ‏
رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة.
‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة، ‏كانت ظلمة حالكة، ‏سكون رهيب.
‏هذا هو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، ‏واستـنشقت هوائها، ‏نعم إنها رائحة القبور، ‏أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط،‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏
إيه أيتها القبور، ‏ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ‏ ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،‏ ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟
لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم)‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات.
هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، ‏والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟
‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !‏
نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. ‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً ، وكأنها تناديني، ‏ مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟
أمشي محاذراً بين القبور،‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت ‏أشقي أم سعيد ؟‏شقي بسبب ماذا؟ ‏أضيّع الصلاة ؟أم كان من أهل الغناء والطرب؟ ‏أم كان من أهل الزنى؟
‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟
: أم أنه كان يقول
ما زال في العمر بقية،
‏سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر، ‏حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ‏ثم بدأت أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، ‏أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن، ‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك.
اعلم، فقد رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكاد أسمع همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، ‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه.
أخيراً، أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً، ‏كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ ‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي .
‏ولكن لا
‏لن أصل إلى هنا ثم أقف، ‏يجب أن أكمل، ‏ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي.
ما أشد ظلمته، ‏وما أشد ضيقه، كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟
سبحان الله
‏ يبدو ‏أن الجو قد إزداد برودة، ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ‏ليس ريحاً، ‏لا أرى ذرة غبار في الهواء، هل هي وسوسة أخرى؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ‏ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب، إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً، ‏سبحان الله، ‏نسعى لكي نحصل على كل شيء، ‏وهذه هي النهاية: لاشئ .
كم تنازعنا في الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن، والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل.‏
أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم: يا أهل القبور ،‏ مالكم ؟‏ أين أصواتكم ؟ ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟‏ أين أموالكم؟ ‏أين وأين؟‏ كيف هو الحساب ؟ ‏ أخبروني عن ضمة القبر، أتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير، ‏أخبروني عن حالكم مع الدود
سبحان الله، نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، ‏واليوم .. نحن الطعام، لابد من النزول إلى القبر .
قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي ‏وأنا أفكر، ‏ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة ؟ ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة؟
نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد،‏ ما أشده من موقف وأنا حي . فكيف سيكون عند الموت ؟
فكرت أن أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة، ياللعجب!‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة. أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، ‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .
ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه .تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر(لا إله إلا الله ... إن للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي. وتخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟
)فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: ‏جهزوا الطوب.
وتخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل، ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .
ثم رحلوا، وتركوني فرداً وحيداً، تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )نعم صدق الله، تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني .تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: ‏أهو العبد العاصي؟
فيقول الآخر: نعم. ‏ فيقال: ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر؟ ‏فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام . ‏
رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين:‏ ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏ ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ رب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملأني يئساً يقول : (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ
إلى يوم يبعثون
)
بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين، مازال هناك وقت للتوبة، استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسوراً،‏ وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و اعمل ما شئت فإنك مجزي ب
كن من تكون فاليوم تمشي و غدا مدفون

-----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 02:24 PM   #992
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

التعايش مع الذنوب ينبني على مجموعة من الأُسس:



أولاً.. كن صريحاً مع ذنبك:
فالذنب ذنبك، وأنت اقترفته بملء إرادتك؛ فلا تتهرب منه، وهذه أول خطوة للتعايش الصحيح مع ذنوبك: أن تعرفها وتعترف بها، دون أن تعطيها أكثر من حجمها، ودون أن تخرجها من دائرتها؛ فهي ذنوب صدرت من عبد ضعيف يرجو رحمة مولاه، ويخاف عقابه، وينتظر عفوه ومغفرته، وليست فُسوقاً وتطاولاً، وجحوداً لنعمة الله؛ فلا تحاول التهرب من هذا الواقع بإنكاره، أو نسيانه، بل استحضره في كل مرة تذنب فيها، ولا تترك المجال لهواك أن ينكر الذنب، ولا لغفلتك أن تنسيك إياه، وانظر إليه بعينين: عين باكية لله - عز وجل - نادمة، وعين تنتظر التوبة، وتستبشر بالعفو القريب.
ثانياً.. التقدير الصحيح للذنب:
الذنوب قسمان: كبائر وصغائر، وهناك قاعدة: أن الإصرار على الصغيرة يصيِّرها كبيرة، لكني لا أوافق على هذه القاعدة، ولا أرى عليها دليلاً يمكن الاعتماد عليه، وليس المجال مجال إثبات ذلك، لكن على الإنسان أن يقدِّر الذنب ويقدِّر حجمه ووقته وظرفه؛ لأن تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر تقسيم مهمٌّ؛ من ناحية وضع كل ذنب في محله، وكثير من الناس يَخلِط بين الدرجتين، والتحصين المثالي: أن يجعل لكل من النوعين أساليب وقائية، تختلف عن النوع الآخر، ولو جعل النوعين سواء؛ لأدَّى تجرُّؤُه على الصغائر إلى تجرُّئِه على الكبائر، والله أعلم.
ثالثاً..امسح جبينك واغسل يديك:
عندما تُلطِّخ يديك بشيء ما، فإنك تبادر إلى غسلهما، وإنْ كنت تعلم أنَّهما سيلطَّخان مرة أخرى، فلا يعقل أن تترك غسل يديك؛ بحجة أنهما سيتسخان من جديد، ولو قال لك قائل: لا تغسل يديك؛ فإنك وإن غسلتهما فإنهما لن يبقيا نظيفتين، فستجيبه بأن العقل يقتضي غسلهما إلى حين أن يتسخا من جديد، فضرورة اتساخهما مرة أخرى لا تنفي ضرورة غسلهما كل مرة.
هذا هو منطق التوبة، فالتوبة بمثابة الصابون الذي نغسل به أنفسنا حين نلطِّخُها بالذنوب، وضرورة هذا الاغتسال متجددة باستمرار؛ لأنَّ الامتناع عن الذنوب مطلقاً أمر لا يمكن أن يحصل أبداً، فعن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا؛ لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم))، وبهذا نَعلم لِمَ كان نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة!.
إن التعايش مع الذنب يقتضي الاستعداد للتوبة المتجددة في كل مرة يقع فيها الإنسان في الذنب، فالاستعداد الدائم للتوبة هو ملاذ المذنبين، وهو العلاج الأمثل الذي يقضي على أوساخ الذنوب، ويغسلها باستمرار؛ حتى لا يبقى من درنها شيء، قال - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا المعنى: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مراتٍ، هل يبقى من درنه شيءٌ؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيءٌ، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا))، وكذلك التوبة إذا تكرَّرت من الإنسان؛ فإنها لا تزال تغسل ذلك الذنب حتى تمحوه، أو يعفوَ الله عن صاحبه؛ فيقلع عن ذنبه إلى غير رجعة.
إنك في كدحك إلى ربك لفي مسيرة طويلة؛ فامسح جبينك كل ما أحسست بالتعب، واغسل يديك كل ما رأيت بهما الأوساخ.
رابعاً.. النصر قريب والحرب مستمرَّة:
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح، تصرعها مرة وتعدلها، حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية، التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة)).
إنَّ معركة الذنوب معركة طويلة الأمد، فعلى العاقل أن يُطِيل النفس، ويكثر الذخيرة، ويركب عزمه ويجنب يأسه، فليست معركة الذنوب معركة تحسمها في يوم وليلة، إنها معركة متجددة، سجال: يوم لك ويوم عليك، فلا تنظر لذنوبك إلا كعدو يتربَّص بك أن تضع سلاحك؛ فيميل عليك ميلة واحدة، فابعث عليه عيون الحيطة والحذر، وتترَّس منه بحصن الدعاء، واحمل عليه بعساكر الاستغفار، واسْدُد عليه منافذ إمدادات الهوى والشهوة التي يتقوَّى بها عليك، واقطع عليه مجاريه بالصوم، واستعِدَّ للهزائم المتكررِّة التي يعقبها النصر والظفر، فلا معركة بدون قتلى، ولا نصر بدون جراحات.
واحذر كلَّ الحذر أن تُسكِن العدو أرضك، وتضع له سلاحك، فإنه لن يرضى إلا باستباحة بيضتك، وإهلاك حرثِك ونسلِك، وإفساد أمرك كله؛ حتى يَكبك في نار جهنم، ويسقيك مرارة الهزيمة في الدنيا قبل الآخرة، ويجعلك عبرة للمعتبرين، ويحقِّق وعده الأثيم: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ص: 82]، (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء: 62].
فإياك والاستسلام؛ فإن عدوك ضعيف،وربك إلى جانبك، ينتظر دمعة صادقة منك، وسجدة خاشعة بين يديه؛ ليقلِّب عليه الموازين، ويجعلك من عباده المخلصين، الذين قال عنهم: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الإسراء: 65]، وهذه هي قوة المؤمن، فكم من شيطان رجيم قضى حياته في الإضلال والإغواء، وأسْهَر ليله وسوسةً، ونهاره تزييناً وتلبيساً، فما إن جاءت جيوش التوبة؛ حتى صَغُر كأنه الجُعْل، وولَّى وله ضراط، وخاب أيَّما خيبة، وذهبت جهوده أدراج الرياح.
الحرب سجال، فلا يُبطرك النصر، ولا تُذلَّك الهزيمة، واثبت على خيول التوبة؛ عسى أن يأتيك الظفر إن شاء الله.
خامساً..انظر إلى الجانب الآخر للذنب:
عندما تقع في الذنب؛ فإن هناك جانبان:
جانب أنك عصيت وأخطأت.
وجانب أنك استغفرت وأنبت؛ فعليك أن تنظر بعد الذنب إلى رحمة الله، وتنظر قبل الذنب إلى غضب الله، وتذكَّر دائماً أنَّ رحمته سبقت غضبه، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لمَّا قضى الله - تعالى - الخلق كتب بيده في كتاب عنده: غلبت -أو قال: سبقت- رحمتي غضبي؛ فهو عنده فوق العرش)).
واعلم أنَّ الله - عز وجل - كتب عليك الذنب، وأوجب عليك الاستغفار منه؛ فاعمل ما أوجب الله عليك، عساه أن يغفر لك كما غفر لعبد قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:
((إنَّ عبداً أصاب ذنباً فقال: رب! أذنبت فاغفر لي، فقال ربه: عَلِمَ عبدي أنَّ له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؛ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً فقال: رب! أذنبت ذنباً آخر فاغفر لي، فقال: عَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أصاب ذنباً فقال: رب! أذنبت ذنباً آخر فاغفر لي، قال: عَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء)).
سادساً.. أتْبِعِ الداء الدواء (إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ):
هناك منطقُ تدافع بين الحسنات والسيئات، وفي النهاية ينجو من غلبت حسناته وإن كانت سيئاته كثيرة، ويهلك من غلبت سيئاته وإن كانت حسناته كثيرة.
وقد لا تكون إلا سيئة واحدة تغلب كل تلك الحسنات؛ كالشرك الذي يُحبِطُ العمل، وقد تغلب حسنة واحدة كل تلك السيئات؛ كبطاقة: لا إله إلا الله.
قال - تعالى -: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود: 114]، (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [هود: 115].
وقال - سبحانه -: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) [المؤمنون: 96]، أي: ادفع السيئة بالتي هي أحسن منها، وهي الحسنة، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
((وأَتْبِعِ السيئة الحسنة تَمْحُهَا، وخالق الناس بخلق حسن)).
إنَّ هذا الحل من أنفع الحلول التي تُدفع بها السيئات، إنْ لم يتمكَّن الإنسان من دفعها بالتقوى التي تقيه من الوقوع فيها، أو التوبة التي تمنعه من الرجوع إليها؛ فيحتال في دفعها عنه بمقاومتها بالحسنات، وذلك من خلال تقدير حسنة توازي سيئته التي عملها، فينظر في عمل يراه عظيماً، ويُحِسُّ أن أجره كبير، فيجعله جزاء سيئته، ويتبعه إياها كلَّما عَمِلَهَا.
ولنضرب لذلك مثلاً: رجلاً ابتلاه الله بالكذب، فينظر في حاله ويرى أن تخلُّصَهُ من هذا الداء قد أرهقه، ويعزم على التصدق بعشر قطع نقدية كلما كذب كذبة، ويأتي في آخر النهار يَعُدُّ كذباته، ويَعُدُّ دراهمَه؛ فيتصدق على قدر تلك الكذبات، بما تحصل في نفسه أنه مواز لها؛ جزاء مثل ما قتل من النعم.
وهذا الرجل سيفوز في النهاية ولا شك؛ لأن الحسنة تدور بعداد العشر إلى السبعمائة، والسيئة تدور بعداد الواحد، وفي هذا يروي لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن ربه - تعالى - أنه قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن: فمن همَّ بحسنة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإنْ همَّ بها فعملها؛ كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإنْ همَّ بها فعملها؛ كتبها الله سيئة واحدة)) [رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما][1].
هذا الدواء لا يمحو السيئة فحسب، بل الصدقة تُطفِئ غضب الرب، وتجلب رضاه، ومتى رضي عنك؛ عصمك من الذنب، ومَنَّ عليك بالهداية.
فإن أنت عَجَزْتَ عن مقاومة الذنب، فلا تعجز عن إِتْبَاعِهِ بحسنة ماحية للذنب مُرضِيَةٍ للرب، جالبةٍ لحسنة مثلها، فالحسنة تدعو أخواتها، كما أنِّ السيئة تدعو أخواتها، فإن أنت استكثرت من السيئات؛ فاجعل كفة ميزان حسناتك ملأى، وإياك أن تأتي يوم القيامة وكفة السيئات تغلب كفة الحسنات، مع ما بيَّنَّا من المضاعفة في الحسنات، وعدم المضاعفة في السيئات؛ فتستحق بذلك الخسران المبين، وكيف لا وأنت أتيت بمقابل كل حسنة عشراً من السيئات أو أكثر!.
هذه ذنوبك عن يسارك متشبثة بك بخيط رقيق؛ فاقطعه بالتوبة، وإن لم تفعل فتعايش معها، واصبب عليها ماء الحسنات يُذهِبُ أثرها، وينظف مكانها في القلب، ولا تتركها ترعى يمنة ويسرة؛ فتأكلك أكلاً شديداً، وتَأْسِرك أسراً عتيداً، في مقابل لذة عابرة تجني بها سخط الرب، وشقاء المعيشة، وسوء المنقلب، وضيق الحفرة في المقبرة، وعرقاً يُلجِمُكَ في عرصة يوم القيامة، وناراً تشويك في جوار أراذل الناس أحقاباً.

[1] متفق عليه
---------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 02:38 PM   #993
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

امراة عند باب المسجد



شاب كان يدرس في القاهرة في الأزهر ..
وكان يسكن في مدينة البعوث الإسلامية.. التي يسكنها الغرباء الذين يأتون من شـتى أقطـار الأرض ..
ومرَّ هذا قبل أربعين سنة أو ثلاثين.. وكان هذا الشخص رجلاً تقياً ولكنه فقير لا يملك شيئاً، وضاقت به الأرض ..
حتى مرت عليه أيام وليالٍ وهو لا يستطيع أن يحصل على لقمة العيش.. فخرج يومًا من الأيام من مسكنه قاصداً الأزهر لطلب العلم قبل صلاة العصر.. وفي الطريق شَمَّ وهو يسير من أحد البيوت رائحةََ طعام شهي يقطع القلوب،.. وهو سيموت جوعاً، ..
فطرق الباب يريد أن يطلب منهم فلم يستجب أحد.. فدفع الباب، فانفتح، فدخل فناء البيت، .. ثم دعا،.. فلم يستجب له أحد،.. فطرق الباب الداخلي،.. ثم دفعه فانفتح الباب، ونادى،.. فلم يستجب له أحد،.. فشاهد أمامه صحفة فيها نوع من الطعام الذي شم رائحته وليس عنده أحد، .. فدفعه الجوع والحاجة والاضطرار إلى أن يدخل ويأكل وحده من الأكل.. وكان الطعام كُبَّة من العيش والبطاطس.. محشية باللحم ومقلية،
.. كانت رائحتها شهية جداً، أشبه بالسنبوسة.. فأخذ واحدة، وعندما حملها وأراد أن يأكلها نظر إليها،..
فجاءه الخوف من الله فقال: لقمة تأكلها الآن وهي حرام، .. ولا تدري مَن صاحبها! لا. وبعد أن أرجعها جاءه الجوع والحاجة،.. سيموت، فأخذها، .. فلما أخذها جاءه الخوف.. ، وبقي في صراع وتنازع.. ، النفس تقول: كُلْ،.. والقلب والعقل يقولان: لا تأكل.
أخيراً انتصر على نفسه ووضعها،.. وخرج من أجل الله، .. ودخل المسجد، وصلَّى العصر، وجلس في مجلس الشيخ.. وبينما هم جلوس إذا بتلك المرأة تدخل المسجد وتقف على باب المسجد،.. وتطلب الشيخ أن يأتيها،.. فجاءها الشيخ، .. فقالت له: يا شيخ !.. أنا امرأة أرملة؛.. توفي زوجي منذ سنوات، .. وترك لنا مالاً وفيراً، وخلَّف بنتاً،.. والآن بلغت سن الزواج،.. وأوصَى أبوها أَلا أزوجها إلا برجل يخاف الله عزَّ وجلَّ، فأريد أن تختار لي مِن طلابك هؤلاء مَن تعرف فيه وفي قلبه مخافة الله.
قال: حسناً! فرجع الشيخ ونظر في الشباب وهم جلوس كلهم في الحلقة، وتقع عينه على ذلك الرجل التقـي -لأن التقوى لها آثار في الوجه وفي كل شيء- فدعاه، وأخذه إلى خارج الحلقة وقال له: تريد الزواج؟ قال: يا شيخ ! منذ ثلاثة أيام والله ما ذقتُ طعم العيش، وتريدني أن أتزوج؟! ليس عندي شيء يا شيخ! قال له: لا شأن لك، كل شيء موجود.
قال: إذا كان كل شيء موجود فليس عندي مانع.
فأخذه وجاء به إليها، قال: هذا أرضاه لابنتكِ زوجاً؛ لأنه تقي يخاف الله. قالت: أنا أعددتُ طعاماً جاهزاً ، أريدك أن تأتي أنتَ وطلابُك وهُوَ لنأكل من هذا الطعام، وتكتب العقد.
فأخذتِ الشيخَ والطلابَ وهذا الطالبَ وهي تمشي أمامهم، ومشت بهم من طريق إلى طريق إلى أن أدخلتهم في ذلك البيت ، وتأتي بالصَّحفة وتضعها أمامهم، ويشاء الله أن تكون الصَّحفة والجهة التي فيها تلك اللقمة من عند ذلك الطالب ، ويمد يده عليها ويأكلها حلالاً، ومعها زوجة؛ ولو أنه أكلها لَمَنَعَتْه تلك من نعمة الدنيا، بل ربما تمنعه من نعمة الآخرة.
فالذين يخافون الله عزَّ وجلَّ يجدون صعوبة ، فأنت إذا كنت موظفاً وبجانبك موظف آخر، وتراه يسيّر عمله بالرشوة، ويربح في اليوم ما توفره أنت في سنة؛ ولكنك لا ترضى أن تأكل ريالاً حراماً، تجد فيه صعوبة عليك؛ لكن اصبر، هذا يأكل حراماً، يأكل ناراً حمراء، يأكل لعنة الله: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) أما والله إن ريالاً حلالاً عندك أعظم من مليون ، بل أعظم من الدنيا بأسرها وهي حرام؛ ما قيمة الدنيا وهي حرام إذا ملأت بها بطنك، وقدمت على الله وأنت آكل للحرام؟ عبادتك باطلة، وزوجتك وأولادك أكلوا الحرام، وحياتك كلها حرام في حرام ..
لكن عندما تأكل ريالاً حلالاً أعظم بركة من مليون ريال حراماً. فهؤلاء هم الذين كانوا يقومون الليل، ويصومون النهار، ويستعدون للوقـوف بين يـدي الله عزَّ وجلَّ، هؤلاء خافوا من الله، ولما خافوا من الله أمَّنهم الله يوم القيامة، يقولون: إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الإنسان:10]
ماذا حصل؟ ! فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ [الإنسان:11]. إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [الطور:26] كنا في أهلنا ومع أزواجنا وفي بيوتنا؛ لكن في قلوبنا شفقة وخوف فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا... [الطور:27] أي: أمَّننا الله (... وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور:27-28].
قال الله عزَّ وجلَّ جزاءً لهم على خوفهم: فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:11-12].

-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 02:46 PM   #994
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حكمه اعجبتني واتعلمت منها كتير



تخيل أن لديك كأس شاي مر
وأضفت إليه سكرا ... ولكن لا تحرك السكر
فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟
‏بالتأكيد لا . ..
‏أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة ... ‏وتذوق الشاي
‏هل تغير شي !
هل تذوقت الحلاوة؟
أعتقد لا ...
‏ ألا تلاحظ أن الشاي ‏بدأ يبرد ويبرد
وأنت لم تذق حلاوته بعد؟
‏إذن محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك ودر‏ حول
كاس الشاي وادعُ ربك أن يصبح ‏الشاي ‏حلواً
‏إذن . ... كل ذلك من الجنون ...
وقد ‏يكون سخفاً . ..
‏فلن يصبح الشاي حلواً . ..
بل سيكون قد برد ولن تشربه أبداً . ...
وكذلك هي الحياة ... فهي كوب شاي مر
والقدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن ‏داخل
نفسك هو السكر ... الذي إن لم تحركه بنفسك فلن
تتذوق طعم حلاوته وإن دعوت الله مكتوف الأيدي
أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا
إن عملت جاهداً بنفسك ...
‏وحركت إبداعاتك بنفسك ...
‏لذلك اعمل ...
‏لتصـل
لتنجح
لتصبح حياتك أفضــل . ..
‏وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك
‏فتصبح حياتك أفضل ‏شاي يعدل المزاج ...

---------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 02:58 PM   #995
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خبايا صراع النفس!!



معركة الشهوة!!
القلوبً ثلاثةٌ : قلبٌ حيٌ، وقلبٌ مريضٌ، وقلبٌ ميتٌ!!
وسوف يتضح لنا الفارق جلياً بينهم؛ أثناء مواجهة كل منهم لغريزة الشهوة!!
وسوف تكون مشاهدتنا لأولى معارك الشهوة مع النوع الأول من القلوب، ألا وهو:
القلب الحي
فها هو قلب أبيض يتوسط ساحة المعركة، ينبض مفعماً بالحياة؛ يميل بكل مشاعره نحو جيش الخير، في مشهد يوحي لك بأن بينهما حديث دائم لا ينقطع!!
وهنا ينتقل بنا المشهد على غرفة قيادة جيش الشر؛ لإطلاعنا على كيفية تخطيطهم لمهاجمة ذلك القلب النابض المتألق بالحياة!!
فنجد إبليس اللعين يتوسط قاعة الاجتماعات وحوله جنود الشر بأنواعها، ويدور بينهم الحديث التالي :
أحدهم يدلي برأيه قائلاً :
هذا قلب بشر، ولابد من البحث له عن صورة فاتنة؛ تجذب مشاعرة، وتحدث لديه زلزالاً مدمراً، يفقد على إثره توازنه، ونكون قد أصبناه في مقتل!!
فينظر إبليس إلى قرينه متسائلاً :
هل يجدي معه ذلك؟!
القرين :
هذا العبد سرعان ما يصرف نظره إذا ما وقع على أي امرأة؛ فلا يكاد يبقى لي من مفاتن صورتها شيئاً في ذاكرته؛ يعنيني على استثارة مشاعره!!
إبليس :
هل حاولت إغوائه بالبحث في جوجل عن صور بعض المشايخ، فلما ظهرت جميع الصور، حاولت لفت انتباهه لبعض صور الفاتنات التي تظهر جانباً؟!
القرين :
حاولت ذلك مراراً، ولكن الحذر الدائم منه؛ حال بيني وبين ذلك!!
إبليس غاضباً :
ادفعه لمزيد من الطعام، وانتظر حتى يمتلئ جوفه، وتنتفج أوداجه، وحاول وسعك الحيلولة بينه وبين الصيام في اليوم التالي تحت أي ذريعة؛ حتى يزداد عليه إفراز ماء ذكورته، واستجدي أي مبررات؛ كي يعيد البحث في الشبكة مرراً وتكراراً، حتى تصيبه في مقتل بصورة فاتنة تأخذ منه لبُّهُ!!

القرين :
قمت بذلك ذات مرة، ولكنه بعدما وقع في طول النظر، أخذ يبكي ويستغفر الله؛ حتى جعلني من كثرة استغفاره؛ أندم على ما فعلت، لأن هذا الذنب ما زاده من الله إلا قرباً!! بل ولم يمهلني؛ حتى اتبعه في الليل بركعات؛ خارت والله منها أوصالي وارتعدت من شدة بكائه وندمه؛ حتى كدت أظن أن الله سيصرفني عنه أبد الآبدين!!
هبَّ أحد الجنود قائلاً :
ألا تستطيع أن تجعل في طريقه أي فتاة تشغله بها؟! سواء من جيرانه أو محيط عمله أو دراسته؟! لقد سبق لي ومررت بتلك التجربة مع عبدٍ شديد الإخلاص، ولكن ما أن نجحت في إيقاعه بحب إحدى الفتيات - على دمامتها - إلا وصار في يدي كالخاتم المطاع!!
القرين :
فعلت ذلك ذات مرة، ولكنه اختلى بنفسه، وأخذ يتخيل تلك الفتاة بين الدود والتراب، بل وأصر في قرارة نفسه على زيارة المقابر ليلاً، مما خلع قلبي وأنا مجبرٌ على الدخول بصحبته، فلا والله ما إن عاش تلك الأجواء ورجع إلى بيته، إلا وقد تبخرت تلك الفتاة من ذهنه تماماً؛ وصارت هباءً منثوراً، وصدق فيما عزم على قطع العلاقة بها!!
إبليس :
هل يحافظ على صلاة الفجر؟!!
القرين :
أكون في غمرة نومي، فيوقظني، ويا ليته للفجر فحسب؛ وإنما لقيام الليل!!
إبليس :
هل في أصدقائه من يتهاون بالصلاة؟!!
القرين :
كان فيهم، واجتهد عليهم؛ حتى صاروا أفضل منه!!
إبليس :
إذاً لابد من إشغاله بالكثير من المباحات الدنيوية؛ حتى يقل ذكره، فتضعف الحياة فيه، وتتاح أمامك الفرصة للنيل منه!!
القرين :
لا يطيق البعد عن الذكر أبداً، حتى ولو كان منشغلاً بأمرٍ من أمور دنياه؛ حيث يشعر باختناق لو غفل عن الاستغفار، مما جعلني أن الذي دائماً أشعر باختناق، حيث أضعف مني الجسد، وأوهن مني العزيمة!!
إبليس ناظراً لمن حوله :
هذا القلب يحتاج منا لخطةٍ مركزة، تكون فيها الضربات متتالية؛ بل ومن جميع الاتجاهات، على أن تبدأ أول ضربة مع طلوع الفجر، حيث سيحاول القرين دفعه للسهر ليلتها، ولو في فعل الخيرات، حتى تضيع عليه صلاة الفجر، فإذا ما أصبح بنفس رديئة، كان موعد ضربتنا الأولى لبدء المعركة!!
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 03:18 PM   #996
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اقلب دولة قلبك





في وقت اجتاح فيه الصليبيون بلاد الشام ودمروا القدس الشريف ودنسوا الأقصى المبارك كان الشيخ عبد القادر الجيلاني 470-561 يصيح: الاعتراض على الحق عند نزول الأقدار موت الدين .. موت التوحيد .. موت التوكل والإخلاص .. يقول رحمه الله للمسلمين: لا تعترضوا على الحق سبحانه عند نزول الأقدار، ومنها أقدار الهزيمة والضعف والذل والهوان، فإن في اعتراضكم موت الدين، لأن أقدار الله التي نزلت بكم تناسب قدر إيمانكم وضعف نفوسكم!! فهاجم الناس في تقصيرهم وبُعدهم عن ربهم، وكان من مواعظه التي فضحت أحوالهم دون مواربة: "ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم، تتعجب من كثرة كذبكم في أحوالكم، تتعجب من كذبكم في توحيدكم، كل حديثكم في الغلاء والرخص، وأحوال السلاطين والأغنياء، أكل فلان، لبس فلان، تزوج فلان، استغنى فلان، افتقر فلان" .. حال من تصف يا إمام؟! حالهم أم حالنا؟!


ولأن كلمات اللسان وحدها لا تغيِّر الواقع المُرَّ، وحده العمل هو الذي يغيِّر، وأول العمل: إصلاح النفس، لذا قال رحمه الله في موضع ثالث:


النفس كلها شر في شر، فإذا جوهدت واطمأنت أصبحت كلها خيرًا في خير .. لكن عبد القادر الجيلاني لم يكتفِ بهذه الكلمات، فلم تكن كلماته هذه سوى خطوة واحدة ضمن نهضة تربوية شاملة ومن عشرات الدروس التي ألقاها الشيخ على مسامع الناس في بغداد، تلك الدروس التي بدأت بالرجلين والثلاثة عام 521 للهجرة حتى صار مجلسه يضم سبعين ألفًا، ثم تزايد الإقبال عليه أكثر، وصار الناس يقبلون إليه من كل مكان، حتى ضاقت مدرسته بالناس فكان يجلس عند سور بغداد يعظ، وتاب على يديه خلق كثير ومعظم أهل بغداد، حتى قال هو عن نفسه: وقد تاب على يديَّ من العيارين وقطاع الطرق أكثر من مائة ألف .. كان الصليبيون في هذا الوقت قد دنسوا الأقصى المبارك، وحولوا قبة الصخرة إلى كنيسة، وقلبوا المصلى المرواني إلى إسطبل للخيل، وجعلوا جامعه الكبير فندقًا لفرسان أوروبا، وقتلوا عشرات الآلاف في ساحاته المباركة!! فشخَّص الجيلاني الداء، وحدَّد الدواء الذي ليس من جرعاته الاعتراض على قدر الله، ولا مجرَّد شتم الصليبيين أو الدعاء عليهم من بعيد، ولا دموع الحسرة أو بكائيات الألسنة أو مراثي الشعراء، بل مواجهة النفوس فحسب ثم تغييرها وتهذيبها، وعندها يختارها الله ويمنحها شرف المشاركة في المهمة المقدسة: تحرير المسجد الأقصى .. وقد كان، فقد نشأ الجيل المسلم الذي تربى على هذه الدروس الإيمانية الجيلانية المباركة حتى تشبعت بها كل ذرة من جسده، فكوَّن هذا الجيل فيما بعد الصفوة التي أنجبت صلاح الدين، وصنعت جيل حطين، وقادت جموع المسلمين لتحرير القدس والأقصى، وبقي علينا أن نتربى على ما تربوا عليه، ونتشرَّب ما تشرَّبوه، حتى ندرك ما أدركوه ..


--------------


للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 03:32 PM   #997
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سيف الدين قطز قاهر الخوف



رسائل الرعب الثلاثة
غزا التتار العالم الإسلامي عبر حملة رعب منهجية منظمة شملت ثلاثة أنواع من الرسائل؛ الأولى مكتوبة عبر عدة خطابات كان يبعثون بها إلى كل مدينة قبل غزوها وتدميرها، لعل من أبرزها ما أرسل هولاكو قائد التتار إلى مصر من خطاب تهديد ووعيد إن هي امتنعت عن التسليم، وهذا نصه:
«من ملك الملوك شرقًا وغربًا القائد الأعظم.. يعلم الملك المظفّر قطز أنا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلّطنا على من حلّ به غضبه، فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكا، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فمالكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع، فقد أنصفناكم إذ أسلفناكم، وأيقظناكم إذ حذّرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم».
ثم صاحب هذه الرسالة رسالة ثانية من نوع خاص تبث الرعب في قلوب المسلمين عن طريق الحرب النفسية المدمِّرة، حيث كانت وسائل الإعلام في ذلك الوقت متمثلة في الشعراء والأدباء والقصاصين والمؤرخين تنشر الرعب من التتار عبر أخبار مبالغ فيها، فيذيعون مثلا أن التتار تصل إليهم أخبار الأمم، ولا تصل أخبارهم إلى الأمم، وأنهم إذا أرادوا جهة كتموا أمرهم ونهضوا دفعة واحدة، فلا يعلم بهم أهل بلد حتى يدخلوه، ومنها أن التتار نساؤهم يقاتلن كرجالهم، فأصبح رجال المسلمين يخافون نساء التتار!! ومنها أن خيول التتار من قوتها تحفر الأرض بحوافرها، وأنهم لا يحتاجون إلى الإمداد والمؤن؛ لأنهم يتحركون بالأغنام والبقر فلا يحتاجون مددا، وأنهم يأكلون جميع اللحوم حتى لحوم البشر!!
أخبار تنتشر بين المسلمين انتشار النار في الهشيم لتهد الرواسي، وتفلق الحجر القاسي، وتفعل في القلوب ما لا تفعله السيوف في الأجساد؛ حتى تحول الناس بسببها إلى تماثيل للجبن وصور للخوف ومقرات للرعب، ولو ذكرت أمامهم كلمة الشجاعة لخافوا لفظها قبل معناها، واستغربوا اسمها فضلا عن مسماها.. همم في القاع!!
الصدمة والرعب!!
ومع هاتين الرسالتين رسالة ثالثة لكن حروفها هذه المرة من دم وكلماتها من دمار وصفحاتها هي الخراب، كان التتار قد اجتاحوا عاصمة الخلافة بغداد عام 656 من الهجرة، فقتلوا فيها من المسلمين على أقل تقدير ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، واستمر القتل فيها أربعين يومًا، وقُتل أمام الخليفة المستعصم بالله ولده الأكبر أبو العباس أحمد، ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن، وأسر ولده الأصغر مبارك، وسُبيت أخوات الخليفة الثلاثة فاطمة وخديجة ومريم، وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر، وكان الرجل يُستدعى فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى المقبرة فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه، وذُبح على هذه الصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف ابن الواعظ المعروف أبي الفرج بن الجوزي، وأما الخليفة المستعصم نفسه فقد قُتِل وبأبشع طريقة.. كيف؟! لقد أصدر السفاح هولاكو الأمر بالإجهاز على الخليفة المسكين رفسًا بالأقدام وقد كان!! وتم ذلك يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر.
وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأنتنت البلد من جيف الموتى وتغيّر الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدّى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون.
يصف ابن الأثير تلك الفترة العصيبة فيقول:
«لقد بقيت عدة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًّا منسيًّا، فلو قال قائل: إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن، لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها».
ونزل الإسلام المعركة
لكن القمم الإيمانية والهمم الربانية لا تستفزها الأيام بخطوبها، كما أن الجبال لا تهزها العواصف بهبوبها، لذا كان رد الملك المظفر قطز على هولاكو صارما: سيفًا لا خطبًا.. حربًا لا سلمًا، فقتل رسل هولاكو، وعلَّق رءوسهم على باب زويلة، وأعلن الجهاد في الأمة واستنفر العلماء، بل وقدَّم بنفسه القدوة العملية لجموع الأمة حين قال في شجاعة واستبسال حين رأى الخوف والجزع يملأ العيون والقلوب:
«أنا ألقى التتار بنفسي».
ثم خاطب الأمراء وهو يستحثهم على البذل من أموالهم والعطاء في سبيل الله فقال باكيا في حرقة:
«يا أمراء المسلمين.. من للإسلام إن لم نكن نحن؟!».
يا كل من يقرأ الآن.. إن الكلام إذا تكرر في السمع استقر في القلب، لذا أكرِّر:
«من للإسلام إن لم نكن نحن؟!».
ويا لها من كلمة توقظ معنى المسئولية الفردية والحمل الثقيل في قلب كل فرد من أفراد هذه الامة؛ كلمة إذا تمثلها كل مسلم فلن تسقط للإسلام راية أبدًا بعد اليوم، وتلقف العلماء هذه الكلمة، فتعانقت ألسنة العلماء مع سيوف الأمراء في تآزر إيماني بديع؛ فالأولى تشحذ السيوف من الغماد والثانية تضرب به العدو في عناد، فانبرى العز بن عبد السلام وإخوانه العلماء يزرعون في الناس حب الاستشهاد وطلب الجنة والشوق إلى حور اثنتين وسبعين ينتظرن الشهيد على أحر من الجمر، وصار هم الجميع همًّا واحدًا: همَّ الآخرة، وسمت فيهم نفخة الروح عن قبضة الطين، فإذا أسمى أمانيهم ألا يردهم الله إلى أهلهم وديارهم سالمين!!
وأصر القائد المسلم أن يبدأ المعركة بعد صلاة الجمعة تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر وتأمين المصلين، وبدأت المعركة واشتد القتال وكانت الكرة على المسلمين، فاخترق التتار صفوفهم حتى وصلوا خيمة القائد، فأصابوا زوجته (جلّنار)، فلما رآها قطز على هذه الحال صاح في لوعة: واحبيبتاه، فقالت له في إيمان: لا تقل واحبيبتاه بل قل واإسلاماه، لتكون أول من ينطق بهذه الكلمة المباركة في هذه الأمة، فما كان منه إلا أن رمى عن رأسه الخوذة وحمل على العدو، وعُقر جواده وهو في قلب العدو، فترجَّل وبقي على الأرض، ورآه أحد الأمراء وهو يقاتل فجاءه مسرعا متنازلا له عن فرسه، إلا أن قطز رحمه الله أبى وقال: «ما كنت لأحرم المسلمين نفعك!!».
وظل يقاتل على رجليه وما تردد وما نكص على عقبيه إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتياطية، فلامه بعض الأمراء قائلين: لو ركبت فرس فلان، فلو رآك بعض الأعداء لقتلك وهلك الإسلام بسببك، فقال في ثبات وإيمان:
«أما أنا فكنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيِّعه، قد قُتل فلان وفلان وفلان.. حتى عدَّ خلقا من الملوك، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم، ولم يضيِّع الإسلام».
وما هي إلا سنتين اثنتين فقط بعد سقوط بغداد، حتى هزم المسلمون التتار هزيمة ساحقة في هذه المعركة معركة عين جالوت سنة 658 من الهجرة.
وأعجب ما في الأمر هو موت قطز نفسه رحمه الله بعد انتصاره في عين جالوت بخمسين يومًا فقط!! بعد أن حكم المسلمين أحد عشر شهرا وسبعة عشر يومًا فحسب!! لم يُكمل السنة يا إخوتاه!! وخلَّف وراءه كل هذا التاريخ المجيد، والانتصار المذهل، والنتائج الهائلة، والآثار العظيمة.. كل هذا في أقل من سنة!! لذا حقَّ للشيخ العز بن عبد السلام أن يبكيه بعد موته فقال وهو ينتحب بشدة: «رحم الله شبابه، لو عاش طويلا لجدَّد للإسلام شبابه».
وكان سلطان العلماء العز بن عبد السلام قد شهد له قبلها هذه الشهادة الرائعة: «ما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز من يعادل قطز رحمه الله صلاحًا وعدلاً»
فما بالنا لا نقتفي آثار قطز رحمه الله لنصل إلى ما وصل إليه في عين جالوت في زمان كثر فيه التتار وأحفاد التتار؟ ووالله ما عاد لنا عذر.. فقد أقيمت علينا الحجة بسيرة هذا البطل!! والكتاب الذي أخرج قطزًا وربَّى أمثال قطز ما زال بين أيدينا، وسنّة رسول الله ص محفوظة لنا بأمر ربنا، وسيظل الكتاب والسنة خالدين إلى يوم القيامة يصنعان من يقبل عليهما ويخرجان القمم الشامخة والهمم المتوثِّبة.
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 03:41 PM   #998
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سجــــــــــدة في الـــــــروضــــــــة



هذه نوايا تنعش القلب وهو ساجد في الروضة الشريفة، فتحييه وتبث الروح فيه، وترفعه درجات فوق درجات، نحو معارج ليس لها سماء:
  • سجدة الوقاية والشفاعة: أنا الآن أضع جبهتي على موضع جبهة النبي e ولعلي أسجد تماما حيث سجد؛ أنوي بهذا أن لا يعذبني الله لأكون كهذا الصحابي الذي مرَّغ خَدَّيْه على بطن سول الله ^ قائلا: أردتُ أن يَمَسَّ جلدي جلدَك حتى لا تمسني النار، أو كالذي سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يكسوه ثوبه رجاء أن يكون كفنه بعد موته فيقيه الله العذاب، فكان كفنه!! .
  • سجدة الحب: أسجد ولا يفصلني عن حبيبي بل أحب الخلق إلي قلبي سوى خطوات قلائل، وكيف لا أحبه وهو (صلى الله عليه وسلم) سبب خروجي من النار واستنقاذي من الضلال، لذا فالقلب يدقُّ سريعا وأنفاسي تتلاحق، ودموع الشوق تجري، وإحساس القرب يجعلني من الحُب أذوي.
  • سجدة السفر: أسجد اليوم في رقعة مباركة ينطلق منها القلب في سفرة يشعر فيها براحة عجيبة، فتتجوَّل روحه حول العرش، وترحل عن طين الأرض محلِّقة إلى جنة الخلد روحا، استعدادا للسفر إليها جسدا غدا أو بعد غد عقب رحيل مرتقب عبر بوابة الموت!!
  • سجدة الأنس: في سجدتي عند اسطوانات الروضة .. أعيش مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحظة بلحظة، فهنا أسمع ترتيل آياته وعذب مناجاته بجوار اسطوانة عائشة التي اتخذها النبي (صلى الله عليه وسلم) مصلى بعد تحويل القبلة قبل أن يتحول منها إلى مصلاه، وهنا أشعر بحرارة أنفاسه (صلى الله عليه وسلم) ولطيف دعواته قرب اسطوانة الوفود التي كان يجلس عندها يستقبل وفود العرب، وهنا حُرقة الندم ولوعة الألم عند اسطوانة التوبة التي ربط فيها أبو لبابة الأنصاري نفسه لذنب أذنبه حتى تاب الله عليه، وهنا تسري روح الإيثار وروعة التضحية والفداء حول اسطوانة الحرس التي كان الصحابة يجلسون عندها لحراسة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وهنا أشعر بأزيز صدره (صلى الله عليه وسلم) يتردَّد من البكاء بجوار اسطوانة التهجد حيث كان يتهجد.
  • سجدة الإيمان: أسجد وآوي إلى الروضة الشريفة حيث ركن الإيمان المتين ونبع الهداية الأصيل، وإذا كان الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها، فكيف بمسجد رسول الله! وكيف بأشرف بقعة فيه!! فلأفتح قلبي على مصراعيه لاستقبال النور الساطع، وأهيِّئ نفسي لأغتسل من الغفلات والشهوات والأهواء الزوابع، متأكدا من إجابة دعاءٍ لهج به اللسان في أشرف المواضع.
  • سجدة الجوائز: أسجد أقرب ما يكون من موضع تنزل الآيات ومهبط الوحي ومنبع أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومزار روح القدس جبريل، فأكون اليوم كالمغتسل في مصب النهر، أو الواقف في الصف الأول مستعدا لاستلام أغلى الجوائز واقتناص أنفع الفوائد في ديني ودنياي.
  • -----------------
  • للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 04:10 PM   #999
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ميـــــــــــزان الفجـــــــر



حين رأى نفسه ميتا!!
يقول الوالد الحبيب رحمه الله في مذكراته تحت عنوان «جئت من الدار الآخرة» :
عاهدتُ الله أن لا أتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد مهما كانت الظروف إلا لعذر قاهر لا سيما صلاة الفجر. .. وبقيت على هذه الحال بضع سنين، وأعانني على ذلك أن كان بجوارنا رجل صالح هو الحاج سليمان محمد كان قد ابتنى مسجدا في الدور الأرضي من عمارته، ودعاني للإمامة فيه .. وكان يمر كل ليلة في الهزيع الأخير من الليل، وقبل الفجر بساعة أو بعض الساعة يترنم بصزته الندي، يوقظ الوسنان ويطرد الشيطان وهو يقول: لا إله إلا الله .. الملك الحق المبين .. محمد رسول الله .. الصادق الوعد الأمين .. الصلاة يا مؤمنون الصلاة .. الصلاة خير من النوم.
ويمر آخر يقول:
يا نائما مستغرقا في المنام
قم واذكر الحي الذي لا ينام
مولاك يدعوك إلى ذكره
وأنت مشغول بطيب المنام
الصلاة يا مؤمنون الصلاة .. الصلاة خير من النوم..
فأهبُّ من نومي ثم أتوضأ، وأقرأ ما تيسر لي من القرآن، أو أصلي ما شاء الله لي أن أصلي حسبما يسمح الوقت، ثم أتوجه إلى المسجد حيث نؤدي الصلاة ونجلس في مصلانا نذكر الله حتى تطلع الشمس وترتفع مقدار رمح أو رمحين ثم نصلي سُبحة الضحى، وينصرف كل منا إلى حال سبيله.
واستجدت ظروف شغلتني عن صلاة الفجر بسبب السهر، فكان الرجل يمر ليوقظني فأستجيب مرة وأغفو مرات حتى يئس من أمري، وراح ولم يعد، وإذا صادف واستيقظت من تلقاء نفسي، فإني أذهب إلى مسجد آخر، تفاديا للوم الأصحاب وتقريعهم، ولكني في الحقيقة لم أكن راضيا عن نفسي، وكان الإثم لا يفتأ يحيك في صدري، فالعهد بيني وبين الله، ومن الحران نكث العهد وأنا أتلو قول الله تعالى في أكثر من موضع من القرآن، بل أحفظه عن ظهر قلب : ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾.
وبينما أنا في هذه المشغلىة النفسية لا يهدأ لي بال، ووخز الضمير يؤلمني، رأيت في ما يراه النائم أنه قد حضرني أجلي ، وقام الغاسل بتجهيزي، وسط بكاء الأهل ونحيبهم، فلما فرغ حملت على النعش وخرج أهل القرية عن بكرة أبيهم يشيعونني، حتى انتهوا بي إلى المقابر، فأودعوني وأهالوا علي التراب، وبعد أن نفضوا أيديهم من تراب القبر، اصطف الأهل يتقبلون عزاء المشيعين، وأنا على ذلك كله كما لو كنت في اليقظة، لا يند عني قول أو حركة، الأحداث واضحة كفلق الصبحن لا مرية فيها ولا غموض، وتذكرت وأنا ملقى في القبر حديث رسول الله ^ : وأنه ليسمع خفق نعالهم وهم ينصرفون، وخفتت الأصوات رويدا رويدا، ورأيتني في القبر وحيدا فريدا لا أنيس ولا جليس، وأطبق الصمت على المكان.
وكنت وأنا صغير مغرما بتشييع من يموت عندنا فأسمع الملقن يقول: فإن أتياك وأجلساك وسألاك وقالا لك من ربك ومن نبيك وما دينك ودارت هذه الكلمات في ذهني وترقبت مثول الملكين، وما هو إلا أن بدا من ناحية في القبر رجل فارع الطول يلبس بزة عسكرية وبيده عصا قصيرة، متأبطا سجلا (دوسيه)، فلما انتهي إلي وكنت راقدا، فزعت جالسا، فسألني سؤالا واحد: انت مواظب على صلاة الفجر ولالأ؟ وحرت في الجواب لا سيما والعصا في يده، والملف تحت إبطه، لو أجبت بنعم فالملف يكذِّبني والعصا تؤدِّبني!! ولو قلت لا فهو يخالف الحقيقة لأني لم أنقطع تماما عن صلاة الفجر، ولكن الله ألهمني الجواب المناسب: الحقيقة مش على طول، فقال بلهجة صارمة كلها تهديد: طيب!!
وتوقعت أن يحل بي العذاب لامحالة، ولكنني لم ألبث أن انتبهت من نومي وأنا غاية الفزع، فالتفت حولي فلما أيقنت أن ما كان إنما هو حلم ذهب عني الروع، وتنفست الصعداء ، وانطلق لساني يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ونهضت مسرعا فتوضأت، وكان الفجر قد اقترب، فتوجهت إلى المسجد بعد غيبة دامت شهورا، ثم أقيمت الصلاة وصليت بالناس إماماكسابق عهدي، وما إن فرغت من الصلاة حتى أقبلوا علي يلومونني على هذه الغيبة الطويلة، فما كان جوابي عليهم إلا أن قلت: أتدرون من أين أتيتكم اليوم؟! إنني قادم من الدار الآخرة، وأخبرتهم بالخبر.

  • . دروس خمسة:
وأنا هنا أشير إلى خمسة معان غالية استقيتها من هذه الرؤيا الصالحة والتنبيه اللطيف

  • 1. بشرى كل مؤمن:

سئل أبو الدرداء رضي الله عنهعن قول الله تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، فقال:ما سألني أحدٌ قبلك منذ سألت رسول الله ^ ، فقال لي: »هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له«.

وفي الحديث: »الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة«، وفي حديث آخر:»جزء من ستة وأربعين« ، و في صحيح مسلم من حديث ابن عمر :»جزء من سبعين«، وهذا الاختلاف راجع إلى حال صاحب الرؤيا فكلما كان صالحا كانت النسبة أعلى.

من لطف الله .. أنه إذا بدا من عبده تقصير أو بدايات نزول نبَّهه بتعسير أمر أو شجار مع زوج أو تشويش ذهن أو ضياع رزق وشيك، أو لعل ذلك يكون عن طريق رؤيا صالحة تعيد العبد إلى رشده وتقيمه على الجادة كما حدث مع الوالد الحبيب رحمه الله، ليراجع كل منا نفسه ويقرأ الرسائل الربانية قبل أن يردَّ عليها عن طريق قلبه بتوبة، وعقله بصحوة، وجوارحه بإتباع السيئة بالحسنة.

  • <2. الفجر امتحان:
  • بل أول امتحان يخوضه كل منا صبيحة كل يوم، لينجح فيه من وثب من فراشه صافَّا قدميه بين المصلين، ويرجع بالخيبة والخسران من اختطفه الفراش الدافئ والنعاس اللذيذ، وما أقبح يوم بدأ بعصيان الله ومخالفة أمره.
الفجر أحبتاه .. شارة من شارات الشرف .. يقلِّدها الله زمرة من عباده اصطفاهم من بين خلقه، ومِن شرف الفجر أن يسبقه نداء رب العالمين في ثلث الليل الآخر: هل من مستغفر .. هل من سائل .. هل من داع .. والمسيء غير مستحق لذلك الشرف لذا لا يشهده، لأن السلعة الغالية لا ينالها الراقدون، والجوهرة النادرة لا يظفر بها إلا المُجِدّون، فلا يقوم فجرا إلا من ألبسه الله ثوب رضاه، واطلع على قلبه فعلم صدقه وتقواه ، وما أقبح مقابلة الود بالجفاء، والرد على اللطف بالإعراض والسبات.

  • 3. والفجر ميزان:
  • يوزن به الإيمان، ومؤشِّر أولي لرجحان كفة الحسنات أو كفة السيئات، ويستطيع به العبد أن يعرف به قربه أو بعده من مولاه، فمن رجحت كفة إيمانه انتبه من فوره لصوت الأذان، وإن خفَّت الكفة كانت الأخرى، وما انتباهة الفجر في حقيقتها إلا حصيلة يوم كامل من سعي العبد مختزلة في لحظة واحدة، وكأنك تطلع على حصاد يومك وليلتك في انتباهتك فجرا أو غفلتك، وتعلَّم أخي دقة الوزن وطريقة المحاسبة من عمر!!
أصابت عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمرة في رأسه أثناء رمي الجمار في موسم الحج، فماذا قال؟! قال: جمرةٌ بذنب وما يدفع الله أكثر!!

ليسفر رضي الله عنه عن همة عالية في مراقبة النفس وانتباهة فريدة في محاسبتها .. استحق معها أن تفر الشياطين بين يديه وتتوارى إذا رأت ظله من بعيد، ومرسيا قاعدة التعامل ولغة الحوار الوحيدة التي يفهمها الأبالسة ومن أهلها يفرون.
  • 4. غفوة بين صحوتين:
  • الفتور طبيعة بشرية لا تلبث أن تظهر بمرور الأيام وتعاقب الأحوال، فصاحب العمل الشاق مثلا غير صاحب العمل غير الشاق، والمُكبَّل بوظيفة تستهلك سائر يومه غير صاحب العمل الحر، والفارغ غير المشغول، وهذا كله ينحت في صخرة الإيمان ولو كانت في صلابة الصخر، مما يجعل الفتور لا مناص منه .. لكن المهم .. هل تنتبه إذا نزلت بك نزلة فتور؟! هل تقيس نفسك باستمرار: أفي صعود أنت أم في هبوط؟! وإلى كم يستمر فتورك؟ وإلى أي درك أسفل يهوي بك؟! وإذا كانت بشريتك تجعل من الفتور حتما مقضيا وضربة لازب فإن الانتباه الفوري وسرعة الانتفاضة هي ما أكثر يُسعد الرب ويغيظ زمرة الشياطين المتآمرة عليك، لتبني وتهدم في آن واحد، تبني ما انهدم من إيمانك، وتهدم ما دبَّروه من كيدٍ لك وإفسادك.
    5. خلاصة تجارب وبذور أرباح:
  • . خذ بأسباب القياممن نوم على طهارة وأذكار النوم وتبكير ما استطعت، فإن قمت فقد تم لك ما أردت، وإلا فقد نلت شرف المحاولة، وفارق كبير بين من حاول الوصول فما بلغ وآخر فرَّ من المعركة دون أدنى مقاومة.
والذي يهمل أسباب الاستيقاظ فيقوم بضبط المنبه على ساعة متأخرة أو يبالغ في السهر لغير ضرورة أو ينام على معصية .. أخشى أن يقع تحت مظلة هذا الحديث وتنزل به عقوبته:

»ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمِّدا فقد برئت منه الذمة«.

  • . لا تدع الفجر في المسجدولو فاتتك التكبيرة الأولى والجماعة الأولى، فإذا كان الشيطان قد نجح في إصابتك فلا تدعه يستذلك ويستعبدك، فالبطل الشجاع يجتهد في تقليل خسائره ما استطاع لا يستسلم.

. يأسك قاتلك: إن سقطت مرة أو مرات فعوِّد نفسك سرعة إصلاح ما انكسر، ومواجهة الضربة الشديدة من شيطانك بضربة أشد، واعلم أن الصراع مع عدوك اللدود لن ينتهي إلا مع آخر أنفاس حياتك، والحرب سجال، واليأس شيمة الضعفاء ومسلك الجبناء.
. الفجر روح ومن طبيعة الروح أنها تسري، فلا تغلق الباب في وجه يقظتك، ولا تحبسها عند حدود نفسك، بل أطلقها في أهل بيتك: زوجك وولدك ملبيا أمر ربك:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾.

. عصابة الفجر:إذا استطعت أن تكوِّن رابطة من إخوانك أو جيرانك توقظهم للفجر ويوقظوك، و تعينهم ويعينوك فافعل، لتكون بذلك قد استفدت وأفدت، استفدت من وجود المعين الذي ينبِّهك إن سهوت، وأفدت بإيقاظ غيرك لتنال مثل أجره كاملا.
كان والدي في بعد انقضاء رمضان ينتقي عشرة من نبهاء المصلين الذين حافظوا معه على صلاة التراويح، ويتفق معهم أن يوقظهم كل يوم لصلاة الفجر بعد رمضان وذلك عبر الهاتف، ثم يكلِّف كل واحد منهم بإيقاظ عشرة آخرين ممن شهدوا معهم القيام، ليحصد أجر ما يزيد على مائة مُصلٍّ للفجر ضربة واحدة!! عمل ما أيسره .. أجر ما أوفره!!

ولا شك أن الأثر لا يوصف، فالانتقال من طور التغير إلى طور التغيير ومن دائرة الصلاح إلى دائرة الإصلاح من أعظم ما يرسِّخ في القلب الطاعة ويعين على الثبات عليها.

ورجعة إلى الوالد الحبيب .. أشهد أنه مات على أفضل ما يكون وأنشط ما يكون وأحرص ما يكون على صلاته، تأخر يوما في أيام مرضه عن صلاة من الصلوات بسبب شدة آلامه، وأصابته سِنة من النوم ليرى رؤيا صالحة أن ملكا من السماء عاجله بماء من الجنة ليتوضأ به ويصلي، بهذا أخبرتني الوالدة الكريمة حفظها الله.

ولي أبيات نظمتها منذ مدة رأيتها مناسبة لختم هذا المقال خاصة الأخطار محدقة بالأمة والهدم يتهدد مسرى رسول الله والتبعة على المسلمين ثقيلة وعلى الصالحين منهم أثقل وعلى الدعاة المصلحين أثقل وأثقل:

أضاع الفجر منا يا أخانا

لترثينا الملائك في سمانا

ونعصي الله أول كل يوم

لنُحرم من ثواب قد غشانا

ولا نحظى برؤية وجه رب

وقد ضلَّت عن الحُسنى خطانا

فهل من صحوة تُحيي قلوبا

وتُرضي في العُلا ربا هدانا

وتهدي أمة ضلَّت زمانا

فذاقت من أعاديها الهوانا

فإن لم نستطع تأديب نفسٍ

فهل نقوى نؤدِّبُ من سوانا

اللهم نبِّهنا إذا غفلنا، وأحي قلوبنا إن ماتت، وخذ بأيدينا كلما تعثرنا في الطريق أو تهنا في المتاهة، وارزقنا قلوبنا دوام الهداية، وارزقنا زكاة الهداية بهداية الناس، واجعلنا من عبادك الخُلَّص الأنقياء، و

----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 05:17 PM   #1000
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الربيع بنت معوذ بن عفراء


بوها معوّذ بن عفراء ، من كبار أهل بدر.
وزوجها هو إياس بن البكير الليثي ، أحد كبار المهاجرين.
حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زواجها ، تقول عن زواجها: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم عرسي ، فقعد على موضع فراشي هذا ، وعندنا جاريتان تضربان بدف ، وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر ، وقالتا فيما تقولان: وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال: (أما هذا فلا تقولا).
عن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ: صفي لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم. فقالت: يابني لو رأيته لرأيته الشمس طالعة.
قالت: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسقي القوم ونخدمهم ، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة.
كانت ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان تحت الشجرة.
- كان عدد من الصحابة يأتونها ويسألونها عما تعرفه من أحكام دينها ، ومن ذلك ما روي في الصحيحين عنها قالت: أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم) ، قالت: فكنا نصومه ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن - الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.
- توفيت الربيع بنت معوذ في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين.

◄ نـــقــلا ً عــن الـتـاريــخ.

-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 02:29 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved