الناس عبيد اهوائهم

[layla majsete]

الإنسان عبارة عن حالة نفسية غامضة .. لا أدري هل كل انحراف نفسي يُسمى مرض أم أن كل حالة هي طبيعية في نظر الناس تكون مرضا في نظر آخرين لديهم حالة أخرى هي لديهم طبيعية ..

أمر مُعقد في الحقيقة و لكن بغض النظر عن الحالات الطبيعية التي تراها كل جماعة من زاويتها الخاصة .. إلا اني أعتقد بأن كل الجماعات تتفق على كون حالة الازدواجية و التناقض النفسي و العاطفي و العقلي .. هي حالات ليست طبيعية على الإطلاق ..

السؤال الذي يدور بخاطري عند هذه النقطة :

كيف يسمح الإنسان لنفسه بأن يُعاني من حالة غريبة كهذه ؟؟

لنلقي نظرة على حالة من الحالات :

فلان أحب فلانة .. تزوجها .. فصارت هي أفضل و أشرف و أنقى و أنظف و أطهر إنسانة في هذه الحياة .. هي الملاك المعصوم الذي لا يُجانبه الخطأ .. بل يستحي الخطأ أن يمر بجواره ..

كل هذا جميل .. بل بالعكس هذا ما يجب على كل إنسان سوي أن يراه في زوجته و إلا لم اقترن بها من الأساس ؟؟

لكن بمُجرد أن يجري خلاف بينهما و ترغب في الطلاق .. تُصبح هذه الإنسانة عبارة عن شيطان بها كل ما في الدنيا من أخطاء و آثام و جرائم و كبائر .. !!!

ألا تُعد هذه الحالة النفسية .. حالة خطيرة جدا ؟؟

كيف يتحول الإختلاف إلى مرحلة حرب فجأة ؟؟ ينسى فيها هذا الطرف (الذي يُعاني من حالة غير طبيعية) أن الكأس لا يزال به جزأ مُمتلئ بالماء (بغض النظر عن الكمية) !!!

صححوا الأمر إن كُنت من المُخطئين ..

........................

لكن للأسف هذه الحالة ليست الغرض من الموضوع أصلا .. هي مُجرد جانب واحد من الجوانب الغير طبيعية في النفس الإنسانية ..

لكوننا لا نستطيع إسقاط المُستقبل على الماضي و لكننا نستطيع أن نفعل العكس .. لننظر قليلا في حرب البسوس التي جربت بين عائلتين و استمرت ما يُقارب الأربعين عاما !!! بسبب "أن كُليب قتل ناقة" !!!

كيف كان كُليب في نظر القوم .. و كيف أصبح ؟؟

لا أُلقي عليهم من اللوم الكثير لكونهم كانوا في الجاهلية .. و عقولهم بين الخمر و النساء و القصائد الفاحشة .. لكن في ذات الوقت ألومهم لكونهم بشر و لم يحترموا ذاتهم البشرية التي تختلف عن الحيوان في أمور جوهرية .. و لكنهم ربما لم ينظروا إلى الجزأ المُضيئ في القضية ..

..........

أليس هذا بالضبط ما يحصل لدينا اليوم ؟؟

ليس فقط على الصعيد العائلي كما في المثال أعلاه و الذي ذُكر فقط من أجل توضيح النقطة لا أكثر .. فالقضية تنطبق على جميع الجوانب .. الاجتماعية و الأدبية و السياسية و الدينية !!!

شخصيات تُرفع لسنين و توضع في مقام الملوك عندما تنطق بما يشتهي الناس ... و فجأة تنزل لأسفل السافلين فقط لكونها نطقت بما لا يشتهيه هؤلاء !!!

هل القضية أهواء ؟؟ هل مقام الآخرين مُقترنٌ بالأهواء ؟؟

.........

السؤال الآخر :

هل الخطأ فيهم أم في الناس ؟؟

شخصيا لا أرى في الزمان عيوبا سوى الناس أنفسهم .. فالزمان مُجرد حالة زمنية يعيش الناس من خلالها .. فلو تركنا الزمان وبلا بشر لكان الزمان جنة من جنان الله في أرضه .. و لكن بمُجرد أن نترك الناس ينطلقون فيه حتى يُصبح جحيما قبل يوم القيامة ..

...........

هنالك حالة يعيشها البعض حيث تُعد مرحلة من مراحل الازدواجية المُركبة .. فلو تخيلنا أن تلك الفتاة التي كانت ملاكا عندما كانت زوجته .. و أصبحت شيطانا عندما أرادت أن تكون طلقيته .. أنها عادت من جديد لتكون زوجته .. حينها ستعود ملاكا من جديد .. و ما إن لا تستقر الأمور و تُريد أن تكون طليقته من جديد ستعود شيطانا كما كانت أول مرة !!!

أُشفق على هؤلاء ..

تحياتي

[الفقار]

شخصيا لا أرى في الزمان عيوبا سوى الناس أنفسهم .. فالزمان مُجرد حالة زمنية يعيش الناس من خلالها .. فلو تركنا الزمان وبلا بشر لكان الزمان جنة من جنان الله في أرضه .. و لكن بمُجرد أن نترك الناس ينطلقون فيه حتى يُصبح جحيما قبل يوم القيامة ..





وصول رائع للب الواقع
وتعجبني المقولة الرائعة (( أنت نتاج أفكارك ))
وفيما يتعلق بشخصية الفرد يبرز الجانب الثقافي في قدرة الفرد على فهم الأمور وتبنيها أو رفضها

دمت بخير

[أبو مراد الزهراني]

لي عودة بعد أذنك أخت ليلى الموضوع رائع ويحتاج لحوار ومناقشة من جميع الجوانب فهذه معاناة نصف المجتمع إن لم يكن الغالبية..
لي عودة بإذن الله ونرى من الأخوة ما لديهم في هذا الشأن ومن ذوي الخبرة..
شكرا لك..