منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي

عبد الرحمن العشماوي


المنتدى الأدبي

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2009, 03:55 AM
الصورة الرمزية شذى الريحان
شذى الريحان شذى الريحان غير متواجد حالياً
عضو اداري
كبار الشخصيات
 






شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي عبد الرحمن العشماوي

]





في قرية "عراء" التي "تعري هامتها للسماء والسحاب" بمنطقة "الباحة" بجنوب المملكة العربية السعودية، وفي عام 1956م ولد للشيخ صالح العشماوي المدرس بالحرم المكي الشريف ولد أسماه "عبد الرحمن"، وقد بدت على الفتى سيما الصلاح منذ طفولته؛ إذ نشأ في أسرة أرضعته منذ نعومة أظافره سماحة الإسلام، وربته تربية إسلامية، وحمّلته هم أمة الإسلام، ذلك الهم الذي يسير على خطى الألم والأمل معا، ألم بواقع المسلمين، وأمل بتغير الأحوال وعودة الأمور إلى نصابها تحت راية الإسلام الخفاقة.

التحق "عبد الرحمن" بالمعهد العلمي بالباحة في دراسته المتوسطة (الإعدادية) والثانوية، وهناك بدأت تظهر عليه بوادر "الشاعرية" وتأثره بحكم ومواعظ جده "الذي كان يحفظ القرآن، وكثيرا من السنة على الرغم من أميته"، وأبيه كذلك الذي كان يدرس العلوم الإسلامية، وينظم القصائد الوعظية التي تمتلئ بروح الداعية الفقيه، الذي غرس في ابنه الإحساس بالأمة والوطن، فكتب، وهو لم يتجاوز عقدين من الزمان بعد:


وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..

تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..

يتمتع بالأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..


عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين




من قصائده



هزي جذوعك يا غصون اللوز

في وطني الحبيب

فلربما صار البعيد لنا قريب

ولربما غنت عصافير الصفاء

وغرد القمري

وابتسم الكئيب

هزي غصونك

وانثري في الأرض لوزك يا جذوع

ودعي النسيم يثير أشجان الفروع

ودعي شموخك يا جذوع اللوز

يهزأُ بالخضوع

هزي غصونك

ربما سمع الزمان صدى الحفيف

ولربما وصل الفقير إلى رغيف

ولربما لثم الربيع فم الخريف

هزي غصونك

ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا

بريدَهْ

ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى

ظل القصيدة

أنا يا جذوع اللوزِ

أغنيةٌ على ثغر اليقين

أنا طفلة نظرت إلى الأفاق

رافعة الجبين

أنا من ربا المرزوق

تعرفني ربوع بني كبير

أملي يغرد يا جذوع اللوز

في قلبي الصغير

وأبي الحبيب يكادُ بي

من فرط لهفته يطير

أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة

مركبةً صغيرة

أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام

ذاكرة البصيرة

لأرى خيال أبي وكان رعيتي

وأنا الأميرة

كم كنت أمشط رأسهُ

وأجر أطراف العمامةْ

وأريه من فرحي رُباً خضراً

ومن أملي غمامةْ

كم كنت أصنع من تجهمه

إذا غضب، ابتسامهْ

أنا ياجذوع اللوز

بنت فقيد واجبه مساعد

أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي

وصبري عن حمى قلبي

تباعدْ

أنا طفلة تُدعى عهود

أنا صرخةٌ للجرح

تلطم وجه من خان العهودْ

أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ

خالطها الألمْ

صوتي يردد في شمم

عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت

خيل الذكرياتْ

فهي التي تُدني إلى الأحياء

صورة من نأى عنهم

وماتْ

عفواً

إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس

واحترق الأملْ

فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ

وأنا أرددُ في وجلْ

يا ويل عباد الإمامة والإمامْ

أو ما يصونون الذِّمامْ

كم روعوا من طفلةٍ مثلي

وكم قتلوا غلامْ

ولكم جنوا باسم السلامِ

على قوانين السلامْ

ياويل عُبَّاد القبورْ

هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ

وفي وجه الكرامة كالبثور

هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا

وضيقٌ في الصدور

يا ويل أرباب الفتنْ

كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ

كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا

وكم قطعوا فَنَنْ

كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي

فإذا بهم

يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ

عفوا أبي الغالي

أراك تُشيح عني ناظريكْ

وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق

ساعيةً إليك

ألبستنا ثوب الوقار

ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ

إني لأطرب حين أسمع من يقول

هذا شهيد أمانته

بذل الحياة صيانةً لكرامته

أواهُ لو أبصرتَ

زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ

ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون

إحساس الأماجدْ

أواه لو أبصرت ما فعل الأسى

ببني كبير

كل القلوب بكتْ عليك

وأنت يا أبتي جدير

أنا يا أبي الغالي عهود

أنسيتَ يا أبتي عهود

أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها

ترانيم الفرح

رسمتْ جدائلُها لعين الشمس

خارطة المرَحْ

كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ

فصفا فؤادي وانشرحْ

أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ

يسألنَ عنك رحاب قريتنا

وصوت الساقيهْ

أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟

كلُّ النجوم تسابقت نحوي

تزفُّ لي العزاءْ

والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ

والليل هزَّ ثيابه

فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء

تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب

ما بال عينِ الشمس ترمقنا

بأجفان الغروبْ

وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي

ومتى تؤوب؟؟

وإلى متى تجتثُّ فرحتنا

أعاصير الخطوب

هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا

لحن البكاءْ

هذي سواقي الماء في وديان قريتنا

على جنباتها انتحر الغُثاءْ

هذا المساءْ

يُفضي إلى آفاق قريتنا

بأسرار الشَّقاء

يتساءل الرمان يا أبتي

ودالية العنب

والخوخ والتفاح يسألُ

والرطبْ

وزهور وادينا تشارك في السؤالْ

ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ

تنمُّ عن انفعالْ

ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد

كيف غابْ؟

ومتى تحركت الذئابْ؟

ومتى اختفى صوتُ البلابلِ

وانتشى صوتُ الغراب؟

يا ويح قلبي من سؤالٍ

لا أطيق له جوابْ

ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي

وأسد ساقية الدموعْ

أهوى رجوعك يا أبي الغالي

ولكنْ

لا رجوعْ

إن مُتَّ يا أبتي

وفارقت الوجودْ

فالموتُ فاتحة الخلودْ

ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى

بل مت صوناً للعهود

يا حزنُ

لا تثبتْ على قدمٍ

ولا تهجر فؤادْ

فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ

إن ماتَ - يا حزني - أبي

فالله حيٌّ لايموتْ

الله حيٌّ لايموتْ



url=http://www.viafy.com][/url]

ذات الوشــاح
أزهارُ الوادي,.

تَبعَثُ عِطرَ شذاها

ورحيق الطَّلِّ,.

يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها

أهدابُ الشمس,.

تُراقب خَيط رُؤاها

ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها

وهواها نارٌ,.

تحرق مَن خَلفِ البابِ,.

تُلَوِّحُ للشمس يَداها

وأمام البابِ عيونٌ,.

تُغمَضُ حين تَراها

قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها

وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.

ويهتف حين يراها

من سرَّبَ في عينيها النومَ,.

ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.

مَن غطاها؟؟

ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟

وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟

مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.

ومن أغواها؟؟

ولماذا امتص رحيق براءتها,.

ووراء جدار الحسرة ألقاها؟

مَن أطفأ شمعة بسمتها,.

ولماذا انقلبت شفتاها؟

مَن مزَّق فضل عباءتها

وبثوب الاغراء كساها؟

من أحرق قمح بيادرها

وبحب الحنظل غذَّاها؟

ولماذا عكَّر منبعها

وبكأس الأوهام سقاها؟

ولماذا اغتال محاسنها

بالصمت وعد خطاياها؟

مَن تلك، وكيف تحدِّثنا

عن أنثى نجهل فحواها؟

ولماذا صِرتَ تلاحقنا

بحكايا نجهل مغزاها؟

عمن تسألنا، عن ليلى

فلماذا تبعث ذكراها؟!

ولماذا لا تسأل قيسا

ليصور بعض سجاياها؟!

وليقرع باب قبيلتها

بالحب ليطلب لقياها

عمن تسألنا، عن لُبنَى

أو سُعدى او مَن والاها؟

مهلا,.

فسؤالي عن أخرى

يخفق بالحب جناحاها

حيرني وصف ملامحها

والشعر بعالمها تاها

عيناها,, كيف أصورها

والأفق الحالم عيناها

ربطت بالسحر ضفائرها

وعليه تلاقى جفناها

فكأن البدر استنسخها

وكأن الحسن تبناها

أسألكم عن ذات وشاحٍ

صبحها الرعب ومساها

تشكو والليل يلاحقها

يدفن في الظلمة شكواها

وأبوها يفتل شاربه

يغمض عينيه ويتباهى

وأخوها الأكبر يتغنى

في بلد الغربة بسواها

وأخوها الأوسط يتلهى

بنوادي الليل ويغشاها

وأخوها الأصغر يتلقى

زيف القنوات وطغواها

أما أبناء عمومتها

فقلوب تطفو بهواها

أسألكم عن أجمل انثى

رُفِعَت للخالق كفاها

شجر الزيتون موائدها

والتين المثمر حلواها

تضحك للشمس مآذنها

والبدر يتوق لنجواها

اسألكم عن ذات وشاحٍ

تمسك بالجمرة يُمناها

أنتم أخلفتم موعدها

ونقضتم بالذل عُراها

اسأل عن أجمل فاتنة

صوبها الغدر وأدماها

تشهد بالجرح مآذنها

ويحدِّث عنها أقصاها

والمسرى يسمع صرختها

ويكاد إلينا ينعاها

لو كان لها عين تبكي

لاجتاحت بالدمع رباها

عاشقة أسرف عاشقها

في الهجر، فمن يتولاها؟؟




url=http://www.viafy.com][/url]


بين الهوى والعقل
قالت أيسمو الشعر في **** دنياك عن أوصافنا؟

ويعز يا من تنسج الأشـ **** ـواق عن أشواقنا؟

يا شاعر الآهات لم نسمـ **** ـمع حديث غرامنا؟!

تشدو به فيذيب بالأ **** لحان مُرّ جراحنا

أنسيت أيام الرضى؟ **** ونسيت عذب كلامنا؟

أنسيت ترنيم القصا **** ئد في ربوع صفئنا؟

******

فأجبتها – متلطفا - **** حقا ذكرت ولا عليك

فلكم ركضت وراء **** أحلامي لألمح مقلتيك

فلقد أرى في الهدب **** رسم بشائر مما لديك

والقلب – يا من تعتبين **** عليّ- كم يرنو إليك

ويغار - لا تستنكري ما **** قلت – حتى من يديك

لما تلامس يا فتاة **** الحسن وردة وجنتيك

******

لكنني بشريعتي **** أحيا على درب اليقين

أنا لاأدافـع حين أنشد **** عن قلوب الوالهين

فقلوب أهل الشعر لا **** تخشى الصبابة والأنين

والقلب حين تناله الأشـ **** ـواق يحرقه الحنين

أناعاشق للقمة الشمـ **** ـاء للحبل المتين

لكتابي السامي ويكفيـ **** ـني به شرفا ودين

******

فتراجعت والأدمع **** الخجلى على وجناتها

وعيونها الكحلاء تنظـ **** ـر في سجل حياتها

رسمت أمامي صورة **** الآلام من زفراتها

وتكلمت والصدق يسبقـ **** ـها إلى كلماتها:

أنعم بقصدك فاسم **** للعلياء من طرقاتها

وارحم مشاعر أمة **** تبكي على فلذاتها

******

إنا سنعلنها فما نهـ **** ـوى الشباب التائهين

نهوى شبابا أريحيا **** يرتدي ثوب القين

ويرد عن أوطانه بالعـ **** ـزم كيد الخائينين

نهوى شبابا شاعريّ الحـ **** ـس موفور الحنين

متوقد العزمات ذا شـ **** ـرف وذا خلق ودين

يعلو بدين الله في **** صف الرجال الخالدين

******

ومضت وفي عينيّ أشتـ **** ـات من الصور العجيبة

قلبي يهيم بها وعقلي **** قد سما عن كل ريبة

وظللت يصرع فكري **** السامي أماني الغريبة

ومشاعر الإيمان تسقي **** ارض أحلامي الخصيبة

فمضيت أدعو أمتي **** لترد أوطاني السليبة

يا أمتي ... سيري ، فكـ **** ـأس النصر دانية قريبة




غــداً يتحدث الرطب
حروف الشعر تنتحب **** فلا فكر ولا أدب

وأوزاني معلقة **** فلا زحف ولا خبب

ذوت أغصان روضتنا **** فلا تين ولا عنب

كأن الأرض ما استمعت **** إلى ما قالت السحب

تعفر وجه خيمتنا **** وما شدت لها الطنب

عجبت لأمر أمتنا **** يقاتل دونها الطرب

ملابسها مرقعة **** وبحر جراحها لجب

وفي أفكارها خلل **** على الإيمان ينسحب

وبعض رجالها بقر **** ولكن ما لهم قتب

أرى حربا فوا أسفا **** سيوف رجالنا خشب

أرى الأخطار محدقة **** وفي أفواهها لهب

تحدثنا بلهجتها **** وفيها الخوف والرهب

وأمتنا يخدرها الهوى **** المكشوف واللعب

أسائل أمتي وعلى **** لساني الملح والقصب

لماذا كلما طلبوا **** يلبى عندنا الطلب

فنأكل كلما أكلوا **** ونشرب كلما شربوا

ونفرح كلما فرحوا **** ونغضب كلما غضبوا

وننزل كلما نزلوا **** ونركب كلما ركبوا

ونسكت كلما سكتوا **** ونصخب كلما صخبوا

ونرفض كلما رفضوا **** ونرغب كلما رغبوا

أقول لأمة قعدت **** وجيش عدوها يثب

إذا داسوا كرامتنا **** فماذا ينفع الذهب

وماذا ينفع التلفيق **** والتضليل والكذب

إذا جفت منابعنا **** فماذا تنفع القرب

وكيف ?تكن من مطر **** بيوت سقفها خرب

أسائل بعض من قرءوا **** وأسأل بعض من كتبوا

لماذا أمتي احترقت **** فمنها النار والحطب

حماها يستباح ولم **** تجرد سيفها العرب

ألا يا أمتي انتفضي **** فإن الكون يرتقب

ولا تخشي ظلام الليل **** إن الحر يحتسب

فلولا الليل ما رقصت **** على أهدابنا الشهب

إلا يا جذع نخلتنا **** غدا يتحدث الرطب





كتب العشماوي قصيدته هذه في شيخ الإسلام ابن باز
قلعـة العلم

خفقان قلب الشعر أم خفقاني **** أم أنه لهب من الأحزانِ

ماذا يقول محدثي أحقيقة ما **** قال أم ضرب من الهذيان

مالي أرى ألفاظه كحجارة **** ترمي بها الأفواه للآذان

الشيخ مات عبارة ما خلتها **** إلا كصاعقة على الوجدان

أو أنها موج عنيف جائني **** يقتاد نحوي ثورة البركان

يا ليتني أستوقفت رنة هاتفي ***** قبل إستماع نداء من نادني

أو أني أغلقت كل خطوطه **** متخلصاً من صوته الرنانِ

الشيخ مات أما لديك عباره **** أخرى تعيد به إتزان جناني

قلي بربك أي شيء ربما **** أنقذتني من هذه الأشجان

قلي بربك أي شيء قال لي **** عجباً لأمرك يا فتى الفتيان

أنسيت أن الموت حقاً واقعاً **** ونهاية كتبت على الإنسان

أنسيت أن الله يبقى وحده **** وجميع من خلق المهيمن فاني

أنسيت لا والله لكني إلى باب **** الرجاء هربت من أحزاني

الشيخ مات صدقت أني مؤمن **** بالله مجبول على الإذعان

الشيخ لا بل قلعة العلم التي **** ملأت برأي صائب وبياني

هو قلعة العلم التي بنيت على **** ثقة بعون الخالق المنانِ

وأمامها هزمت دعاوى ملحد **** وارتد موج البغي والبهتان

وتتطايرت شبه العقول لأنها **** وجدت بناءاً ثابت الأركان

أنست بها نجدُُ ومهبط وحينا **** واسترشد القاصي بها والداني

هو قلعة ظلت تحاط بروضة **** خضراء من ذكر ومن قرآني

صان الإله عقيدة أمة **** في عصرنا المتذبذب الحيرانِ

ماذا تقول قصائد الشعر التي **** صارت بلا ثغر ولا أوزان

ماذا تقول عن بن باز أنها **** ستظل عاجزةً عن التبيان

ماذا تقول عن التواضع شامخاً **** وعن الشموخ يحاط بالإيمان

ماذا تقول عن السماحة والنهى **** عن فقه هذا العالم الرباني

مات بن باز للقصائد ان ترى **** حزن القلوب وادمع الأجفان

في عين طيبة أدمع فياضة **** تلقى دموع الطائف الولهان

والخرج تسأل والرياض ومكة **** عن قصة مشهورة العنوان

عن قصة الرجل الذي منحت **** له كل القلوب مشاعر إطمئنان

ما زالت أذكر صوته يسري **** إلى أعماقنا بمودة وحنان

يفتي وينصح مرشداً وموجهاً **** ومعلماً للناس دون توانِ

نوراً على الدرب ارتوى من فقه **** وسرت منابعه إلى الظمآن

يا رب قد أصغت إليك قلوبنا **** وتعلقت بك يا عظيم الشان

الشيخ مات عليه أندى رحمه **** وأجل مغفرة من الرحمان



]

غــب يا هلال
غِبْ يا هلالْ

إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ

قِفْ من وراء الغيمِ

لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ

غِبْ يا هلالْ

إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ

- حين تلمحنا - الخَبَالْ

أنا – يا هلالْ

أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ

لي قصةٌ

دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة

أنا – يا هلالْ

أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ

أنا مَنْ وُلِدْتُ

وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ

شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ

في يومِها

كانَ الظلامُ مكدَّساً

مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ

في يومِها

ساقَ الجنودُ أبي

وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ

وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ

فْي طلبِ الفريسَهْ

ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي

بنظرته المُريبَهْ

مازلتُ أسْمع – يا هلال –

ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي

وهي تسْتجدي العروبَهْ

ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ

صانتْ به الشرَفَ العظيمْ

مسكينةٌ أمِّي

فقد ماتتْ

وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ

إنِّي لأَعجب يا هلالْ

يترنَّح المذياعُ من طربٍ

ويَنْتعِشُ القدحْ

وتهيج موسيقى المَرحْ

والمطربون يردِّدون على مسامعنا

ترانيم الفرَحْ

وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ

( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )

والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ

وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ

والّلاجئونَ

يصارعوْن الأوْبئَهْ

غِبْ يا هلالْ

قالوْا :

ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ

عيدٌ سعيدٌ ؟؟!

والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى

بدمِ الشَّهيدْ

عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ

هرمتْ خُطانا يا هلالْ

ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ

غِبْ يا هلالْ

لا تأتِ بالعيد السعيدِ

مع الأَنينْ

أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ

أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى

وأثوابٍ جديدَهْ ؟

أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ

تُسطَّر في جريدهْ

غِبْ يا هلالْ

واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ

وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ

اطلعْ علينا

حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ

ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ

اطلع علينا بالشذى

بالعز بالنصر المبينْ

اطلع علينا بالتئام الشَّملِ

بين المسلمينْ

هذا هو العيد السعيدْ

وسواهُ

ليس لنا بِعيدْ

غِبْ يا هلالْ

حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ

فهناكَ عيدٌ

أيُّ عيدْ

وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ





يــا سـاكنــة القـلب
بين عينيك قطوف دانية

وغصون ترسم الظل..

على أطراف ثوب الرابية

أنت..

ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية

أنت..

ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية

أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد

أنت لفظ بارز ..

من كل أصناف الزيادات مجرد

أنت للشعر نغم

أنت فجر ..

يفرش النور على درب القلم

أنت .. ما أنت؟؟

شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا

يمحو الألم

أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟

ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي

وعني تهربين؟

ولماذا تسكتين؟

ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟

ولماذا تطلقين السهم نحوي..

سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..

فهل تنتحرين؟؟

مؤلم هذا السؤال المر ..

نار في قلوب العاشقين

فلماذا تهجرين؟؟

أنت..

من أنت؟؟

يد تفتح باب العافية

راحة تسمح عيني الباكية

وأنا..

طفل على باب الأماني ينتظر

شاعر يشرب كأس الحزن

يدعو يصطبر

أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر

لم أحرك مقلة اليأس

ولم انظر بطرف منكسر

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين

شاعر يمسح بالحب ..

دموع البائسين

شاعر يفتح في الصحراء دربا..

للحيارى التائهين

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة

أنا من لا يجعل الحب تجارة

أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره

أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره

أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره

أنا..

من لا ينكر الود

ولا يحرق أوراق العهود

ما لأشواقي حدود

لهفتي تبدأ من أعماق قلبي

وإلى قلبي تعود

راكض..

والأمل الباسم يطوي صفحة الكون

ويجتاز السدود

راكض. . اتبع ظلي ..

وأدوس الظل أحيانا..

وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود

لم أصل بعد..

ولم ألمس يد الشمس

ولم اسمع تسابيح الرعود

راكض..

مازلت أستشرف ما بعد الوجود

لم أزل أبحث عن حور..

وعن مجلس أنس بين جنات الخلود

لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..

ويرضى بالقيود

أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود

لا تقولي: أنت من؟

ولماذا تكتب الشعر

وعمن..

ولمن؟؟

أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن

حلمي يمتد من مكة ..

يجتاز حدود الأرض

يجتاز الزمن

حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن

حلمي..

أكبر من آفاق هذا العصر

من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن

حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ

كتاب الله, والسنة, والحق الذي..

يهدم جدران الإحن

أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟

أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن

أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن

أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي

وقلبي فيه حب وشجن ..




يــا واقـفـاً
مالي أراك تقلبُ النظرا **** وكأن عينك لا ترى أثرا ؟

وكأن قلبك لايحس بما **** يجري ولا يستشعر الخطرا

وكأن ما في الكونِ من عبرٍ **** ومن المواعظ واجهت حجرا

مالي أراك عقدتَ ألويةً **** للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟

أو ما ترى شمس الضحى وإذا **** جن الظلام، أما ترى القمرا ؟

أو ما ترى الأرض التي ابتهجت **** أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟

يا هارباً من ثوب فطرته **** أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟

أو ما ترى نار الظـلال رمت **** لهباً إليك وأرسلت شررا؟

مالي أراك كريشة علقت **** ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟

تصغي لقول المصلحين وإن **** فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا

إن أحسن الناس اقـتديت بهم **** وإذا أساؤا تتبع الأثرا

أتظل بين الناس إمعةً **** يسري بك الطوفان حيث سرى؟

عجباً أما لك منهج وسط **** كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟

يا ساكنا في دار غـفلته **** متوارياً وتعاتب القدرا

أنسيت أن الأرض حـين ترى **** الجفاف تراقب المطرا ؟

أنسيت أن الغصن يسلبه **** فصل الخريف جماله النضرا

مالي أراك مذبذباً قـلقا **** حيران يشكو طرفك السهرا ؟

هذا قطار العمر ، ما وقفتْ **** عرباته يوماً ولا انتظرا

فإلى متى تبقى بلا هدفٍ **** اسماً كأنك تجهل السفرا ؟

هبت رياح المرجفين على **** اسلامنا ، فلتحسن النظرا

أو ليس للقرآن جلجلة **** في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟

أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق **** رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!

خسر الجزوع وإن سعى سعياً **** نحو المراد ، وفاز من صبرا

الأرض كل الأرض ترقبنا **** وتقول : هذا بابي انكسرا

لم تسلك الدرب الصحيح فهل **** ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟

إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ **** وأخطأ تاب واعتذرا

هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ **** فبها تسامى المجد وازدهرا

رفعت لواء الحق منذ هوت **** أصنامها وضلالها اندحرا

هي واحة الدنيا فكم نشرت **** ظلاً على من حج واعتمرا

فافخر بها إن المحب إذا **** صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا

دع عنك من ماتت مشاعره **** وفؤاده في حقده انصهرا

أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً **** نحو التراب ويترك الثمرا ؟

فإلى متى أبقى تدنسني **** مدنية ، وجدانها كفرا ؟

ولديكم الاسلام ينقذني **** مما أعاني يدفع الخطرا

الأرض تدعونا انتركها **** ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟

يا واقفاً والركب منطلقٌ **** أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟

أو ما ترى في العصر عولمةٌ **** جلبت إليك بنفعها الضررا

ولديك مفتاح الصعود بها **** إن لم تكن ممن بها انبهرا

عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ **** كم مركبٍ في موجه انغمرا

كن واضحاً كالشمس صافية **** بيضاء يجلو نورها البصرا


url=http://www.viafy.com][/url]

مشاهد من يوم القيامة
وقفت جميع مشاعري تتأمل ...وفمي عن النطق المبين معطل

ما كنت في حلم ولا في يقظة... بل كنت بين يديهما أتململ

أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى ... إلا دخانا تائهـا يتجول

وحشود أسئلة تجر ذيولها ... نحوي وباب الذهن عنها مقفل

أحسست أن إرادتي مسلوبة ... وشعرت أن مخاوفـي تترهل

وشعرت أني في القيامة واقف ... والناس في ساحاتها قد هرولوا

يسعون كالموج العنيف عيونهم ... مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل

والكون من حولي ضجيج مرعب ... والأرض من حولي امتداد مذهل

قد أخرجت أثقالها وتأهبـت ... للحشر وانكسر الرتاج المقفـل

والناس أمثال الفراش تقاطروا ... من كل صوب هاهنا وتكتلـوا

كل الجبال تحولت من حولهم ... عهنا وكل الشامخـات تزلـزل

وجميع من حولي بما في نفسهم ... لاه فلا معـط ولا متفضــل

كل الخلائق في صعيد واحـد ... جمعت فسبحـان الذي لايغفـل

وأقيم ميزان العدالـة بينهـم ... هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل

وتجمعت كل البهائم بعضهـا ... يقتص من بعض وربـك أعـدل

حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت ... من بعضها نزل القضاء الأمثـل

كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا ... صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا

يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا ... يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول

هيهات لا تجدي الندامة بعدما ... نصب الصراط لكم وقام الفيصل

ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية ... إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل

ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى ... حولي وقد كشف الستار المسدل

هذا هو النمرود يندب حظـه ... والدمع مـن هول المصيبة يهطل

وهناك فرعون المألـه نفسـه ... يسعى بغـير بصيرة ويولول

وهناك كسرى تـاه عند إيوانه ... مترنـح فـي سـيره متملمـل

وهناك قيصر نفسـه مكسورة ... وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل

وهنا ابو جهل يراجع نفسـه ... عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل

يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا ... غير الذي كنـا نقـول ونعمـل

هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن ... فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل

سبحان ربك هؤلاء جميعهـم ... كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل

لكنهم كفروا بمن أعطاهــم ... ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا

ورموا بشرع الله خلف ظهورهم ... عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا

جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى ... ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل

وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم ... فاليوم ينظر في الأمور ويبطل

واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه ... واليوم يشقى الفاسق المتحلل

واليوم يمتد الصراط فمسـرع ... نحو النعيم وزاحف متمهل

ومحمل بالذنب زلـت رجلـه ... فهوى ونار جهنم تستقبل

فأجلت طرفي ساعة فرأيت من ... أمر القيامة مايروع ويذهل

هذا أب يسعى إلـيه وحيـده ... وبمقلته ترقب وتـوسل

أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي .. شيء يسير لايمض ويثقل

شيء من الحسنات ينقذني وقـد ... خفت موازيني وفيك أؤمل

أنت الذي عودتني فيما مضـى ... بذلا ومثلك في المصائب يبذل

وإزور وجه أبيه عنه مـرددا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل

ومضى كسيف البال يسأل نفسه ... ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟

وبدت له بين الجموع حليلة ... كانت تفضله وكـان يفضـل

وغدا يناديها رويدك زوجتي ... فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل

ريحانتي أنسيت أيام الصبا ... أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟

أنا من وهبتك في فؤادي منزل ... ماكان فيه لغير حبك منزل

شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيك أؤمـل

قالت له والهـم يشعـل قلبهـا ... لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل

عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل

ومضى كسيف البال حتى لاح في ... وسط الزحام خيال من لايبخل

أم رؤوم راح يركـض نحوهـا ... جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟

حملته في أحشائهـا وتحملـت ... من أجل راحته الذي لايحمـل

أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا ... فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل

شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيـك أؤمـل

قالت له والدمع يغلب صـبرها ... نفسي أحق بما تقـول وأمثـل

ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا ... لاتستريح له النفـوس وتقبـل

بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا ... مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل

من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : ... أهل الربا بئس المقام المخجـل

أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا ... عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا

ماصدهم عن أكلـه بطلانـه ... وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل

وأخذت ناحية أفكـر بالـذي ... يجري وأرسل ناظـري وأنقـل

ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه ... طوق وفي رجليه قيـد محجـل

من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي ... من عنده خـبر يقـين ينقـل

هذا الذي خان العهود وعاش في ... دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل

يسطوا على مال الضعيف وأرضه ... واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل

الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا ... سبع من الأرضين بئس المحمـل

ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم ... نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا

من هؤلاء البائسـون أراهـم ... هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا

فأجابني : هم كل مختـال لـه ... فيما مضى كـبر عليـه يعـول

وذهلت عنهم حين أبصر ناظري ... رجل يساق الى الجحيم ويعتــل

ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا ... حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل

من ذلك الرجل الشقي وهذه ... تجـري علـى أعقابـه وتولـول

هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي ... كانت تجول على النـبي وتجهـل

وأخذت ناحية فـلاح لناظـري ... روض وأزهـار ونـور مقبـل

غرف بطائنهـا الحريـر وتربها ... مسك بماء المكرمـات مبلـل

ونساؤهـا حور فوجه مشـرق ... كالشمس ساطعة وطرف أكحل

أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة ... للشاربـين وشربهـا لايثمـل

وبناؤها من فضـة من فوقهـا ... ذهب وعند الله ماهو افضـل

أقـل من فيهـا نصيبا حظـه ... أضعاف دنيانا وربـك يجـزل

رأيت فيها الساكنين ربوعهـا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا

على الأرائك يجلسون حديثهم ... مستبشرين بما رأوه وحصلـوا

يتذكرون حوادث الدنيا الـتي ... صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا

طوبى لكم هذي منازلكم فمـا ... خابـت مساعي من يجد ويعمل

أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي ... وجه بدا وكأنما هـو مشعـل

وجه الرسول يشع نورا صادقـا ... قد جاء في حلل السعادة يغفل

ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا

ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي ... نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل

والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا ... مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل

نهر كأن الـدر يجـري بينـه ... أو أنه النور الذي يتسلسـل

سبحـان ربك هاهنا حصل الذي ... ماكان لولا فضل ربك يحصل

ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن ... لاشيء يشبهـه وليس يمثـل

نور تجلـى للخـلائـق كلهـا ... فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا

وقعوا سجودا يلهجون بذكـره ... والكون بالصمت المهيب مكلل

سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا ... أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا

وصحوت من حلمي ونفسي بالذي ... شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل

وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي ... لهوى ..مظاهر نشوة لا تكمـل

وعلمت ان الله يمهـل عبــده ... عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل

وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة ... تحنـو علي غصونهـا وتظلـل

هي روضة الإيمان يجري نهرها ... عذبـا ويشدوا في رباها البلبل



url=http://www.viafy.com][/url]

الــبــاحــة اليوم
صوتي لصوتك يا قلبي الحنون صدى **** فاهتف بلحن الرضى واجعل أساك فدى

أنخْ هنا ركبك الساري، فأنت على **** أرض ستُنبت أزهار الهناء غدا

أسمعْ رُبى غامدٍ لحناً، تردّده **** زهرانُ، فالدّرب صار اليوم متّحدا

إنّي حفرتُ روابي الشعر، أزرعها **** حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا

يا فهدُ .. ها أنت والأزهار راقصة **** من حولنا تزدهي حبا لمن وفدا

الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده **** شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا

أرضيتها بلقاء، سوف يحفظه **** تاريخها زمنا، لا يعرف العددا

سمعتُ أزهارها تحكي، وقد حلفت **** بالله صدقا، إذا أحسنتم المددا

لتصبحنّ مثال الحسن في بلد **** لكم محاسنه ... أنعم به بلدا

وعدتُ قلبي بحلم كنتُ أرقبه **** إنّ الفتى من يفي دوماً بما وعدا

وها أنا اليوم ألقي الشعر تسمعني **** ربوعها، وأرى في ربعها فهدا

شعرا يعيش على أنغامه أملي **** ويقتل اللحن فيه الحزن والكمدا

يشدو به "حُزنةُ" العالي، وينقله **** لحناً شجياً إلى كل الربوع "شدا"(1)

أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه **** وصفاً لها. كلما قرّبته ابتعدا

يا بلبل النغم العذب الذي غرست **** ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا

إن كنت تشدو على أغصانها فعلى **** غصون قلبي عصفور الهناء شدا

يا شعر غرّد على أيك المشاعر في **** صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا

هذا اللقاء الذي نحياه، ينقلني **** إلى زمان، أضاء المشرقين هدى

رأيت فيه رسول الله، يملؤه **** عدلا، وكان لمن يحتاجه سندا

وقد رأيت به الصدّيق ممتثلاً **** كما رأيت به الفاروق متّقدا

ولم تزل تسمع الأيام صرخته **** ويشرب الدهر منها عزّة وفدى

قد قالها عمر الفاروق في ثقة **** بالله، يمهرها الأموال والولدا

فلو تعثّر في صنعاء راحلة **** براكب، كنت مسئولا ومنتقدا

من حقّق النصر في بدر ومن جعل **** الأحزابَ، بالرغم من إحكامها، بددا؟

ومن طوى الأرض للإسلام طائعه **** إلا الذي لم يزل في حكمه أحدا

إنا نكوّن بالإسلام رابطة **** مهما اختلفنا فقد صرنا بها جسدا

لو اشتكى كدرا ماءُ الخليج شكا **** منه الفرات، ولم ينس الأسى بردى

ليس التزمّت طبعاً في عقيدتنا **** ولا التّحلّل .. إنّا نبتغي رشدا

وليس من يمتطي للمجد همّته **** كمن قضى عمره لهوًا فضاع سُدى

لا يعرفُ الحرّ إلا من تعامُلهِ **** ولا الشجاع الفتى إلا إذا صمدا

قد يغرق المرء في لذّاته، ويرى **** دنياه نشوى ويأتي عيشُه رغدا

حتى إذا ما تمادى في غوايته **** تبدّلت حاله بعد الرضى نكدا

مهما غفا الناس إعراضاً فلن يجدوا **** من دون ربهم الرحمن ملتحدا

في كل ذرّة رمل من جزيرتنا **** معنى من العزّ، بالبشرى يسيل ندى

تمّت لنا نعم الرحمن في بلد **** كالمنهل العذب، كم من ظامئ وردا

إليه تهفو قلوب المسلمين على **** بُعد المسافات، والإسلام منه بدا

دستورنتا الحق، لا نرضى به بدلا **** به نسـير إلى أهدافـنا صُعُدا

فبالهدى نجعل الأيّام ناعمةً **** تزهو.. وإن أحكمتْ أعداؤنا العُقدا

نمضي بإيماننا، و الله يكلؤنا **** ما خاب من مدّ لله الكريم يدا




من كلام ناقد مصري.

المصدر: إسلام أون لاين
إلا أن ذلك لم يمنع الشاعر "الأديب" المسلم من إيراد بعض "المشاكل" الاجتماعية، التي قد تحدث لمجتمع مثل مجتمع "القرية" ذلك، عارضا وجهة نظره الإسلامية بكل وضوح، وهذا ما يظهر في البداية في مسألة "إجبار الفتاة على الزواج" وأن ذلك يخالف "تعاليم الإسلام"، ثم يظهر في عرض فتوى "قيادة المرأة للسيارة" وهو أمرٌ شغل "المجتمع السعودي" بصفة عامة كثيرا، فيؤكد أنه "جائز" إذا ما "أمنت المرأة على نفسها"، وهذا "ما لا يتوفر في القرية"، مما يجعل الأمر "مرفوضا" وليس "محرما".. كذلك يتعرض لبعض العادات "الشعبية" التي تعارف الناس عليها في القرية، وهي مخالفة للشريعة الإسلامية، مثل استخدام "الفقي" للاستشفاء به من المرض، ونحوه.

ولغة الرواية بشكل العام لغة فصحى راقية، مطعمة بالعديد من الأدعية، والأذكار، والآيات، والاستشهادات النبوية، ولم يتحرج د.العشماوي من إيراد "العامية" في عدد من حوارات القرية، حتى يعطيها طابعها الواقعي، وإن لم تكن سمة غالبة، ذلك أن العشماوي لا يرى أن استخدام العامية، حتى في الشعر، أمرا منكرا، وإنما يستنكر دعوات القومية التي تريد أن تقنن للغة العامية، وتجعلها بديلا عن الفصحى.. لغة القرآن.


[url=http://www..com][/url

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 16-01-2009, 05:08 AM   #2
عبادددي
 
الصورة الرمزية عبادددي
 







 
عبادددي is on a distinguished road
افتراضي رد: عبد الرحمن العشماوي

مشكوره على النقل اختي كت كاته ...........

بس مرررررررررررررررره طويل ,,,,,,,,,,

تقبلي مروري .......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عبادددي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-2009, 02:50 PM   #3
صـ الحرف ــدى

قلم مميز
 







 
صـ الحرف ــدى is on a distinguished road
افتراضي رد: عبد الرحمن العشماوي

[align=center]
كت كاته..
ما اروعى قالب حلواكِ المنقول ... فعبد الرحمن حرفٌ أذهل كل العقول

قالت أيسمو الشعر في **** دنياك عن أوصافنا؟

ويعز يا من تنسج الأشـ **** ـواق عن أشواقنا؟

يا شاعر الآهات لم نسمـ **** ــمع حديث غرامنا؟!

تشدو به فيذيب بالأ **** لحان مُرّ جراحنا

أنسيت أيام الرضى؟ **** ونسيت عذب كلامنا؟

أنسيت ترنيم القصا **** ئد في ربوع صفئنا؟


كت كاته ...
اشكرك عظيم الشكر على هكذا نقل

[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
صـ الحرف ــدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-2009, 12:17 AM   #4
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: عبد الرحمن العشماوي

عبادددي
اسعدني مرورك واسفة ان الموضوع طويل لكن قلت للفائدة وتعريف بشاعرنا العزيزوقصائده الرائعة
تقبل ارق تحياتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-2009, 12:20 AM   #5
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: عبد الرحمن العشماوي

صـ الحرف ــدى
العفو اخي الكريم واشكرك على كلماتك العطرة
دام عبق تواصلك تحياتي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : عبد الرحمن العشماوي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة العشماوي في حذاء منتظر لبوش azazaz الشعر المنقول 1 22-12-2008 11:01 PM
العشماوي يروي قصة زهراني العرنين المنتدى العام 12 19-04-2008 11:17 PM
غب يا هلال ... للدكتور العشماوي رغدة المنتدى الأدبي 16 19-10-2007 08:54 AM
رائعة العشماوي مع أحداث لبنان ابو عبدالله المنتدى الأدبي 6 03-09-2006 10:24 PM


الساعة الآن 08:08 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved