منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات المتخصصة > المجالس الخاصة بالقبائل > مجلس الامارات

( من الواقع ) رجل نادر.......


مجلس الامارات

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2013, 09:13 AM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي ( من الواقع ) رجل نادر.......




خاف “سلطان” من أنه إن لم يطلب يد “نوف” للزواج، فبالطبع سيسبقه أحد ما ويتزوجها، تلك الفكرة كانت تشعره بالقشعريرة، فهو قد أحبها منذ اللحظة الأولى التي رآها بها، حيث كان عائداً من الجامعة وهي واقفة تودع شقيقته على مدخل منزلها . . نظرة واحدة من عينيها جعلته يشعر بقلبه يخفق بقوة للمرة الأولى . . ترجل من سيارته وتوجه إلى حيث تقف . . ألقى عليهما السلام فردت بصوت خافت، قالت: لها شقيقته: هذا أخي “سلطان” مهندس المستقبل . . ارتبكت وهي تقول له بصوت خافت تشرفنا أخوي، ثم استأذنت منهما وذهبت آخذة معها قلب “سلطان” وعقله . .


ظل واقفاً مكانه لدقائق حتى اختفت عن أنظاره، ثم سمع شقيقته تقول له: هيه “سلطان”، مابك أنا أناديك وأنت لا ترد علي! ألا تريد الدخول؟ سألها: من أين تعرفين تلك الفتاة؟ أجابت: بسخرية: لا أعرفها إنها متسولة طرقت بابنا لتقول لله يا محسنين، ثم أخذت تضحك قال: لها: هيا قولي لي من هي؟ أجابت: آه . . الآن فقط فهمت سبب شرودك، حسناً كم تدفع كي أخبرك عنها، أجابها: اطلبي ما تريدين لكن أريد أن أعرف كل شيء عنها، هيا ادخلي قالت: الدفع مسبقاً! قال: أيتها النصابة! أجابت: لدي أخبار دسمة، وأنت حر، قال: أنت تأمرين لكن هيا أخبريني عنها .


قالت: إنها زميلتي في المدرسة، وقد انتقلت مع عائلتها حديثاً إلى الفريج، قال: هل تقصدين تلك الفيلا الجديدة عند الناصية هل هم أصحابها؟ أجابت: نعم إنهم جيراننا الجدد، وكانت عندي تزورني بعدما دعوتها بالأمس، لأنها بالطبع جديدة على المنطقة ولاتعرف أحداً . . هي الصغرى ووحيدة بين أربعة شبان، كلهم يكبرونها بسنوات، ثلاثة منهم متزوجون وأصغرهم لايزال ينهي دراسته الجامعية، أما والدها فهو مهندس استشاري ووالدتها مديرة مدرسة خاصة، أشقاؤها المتزوجون لا يعيشون معهم فقد أحبوا أن يستقلوا بحياتهم، وواحد منهم يعيش في منزل عمه، لأن زوجته وحيدة أهلها ومنزلهم كبير جداً، ثم إن والدها متوفي ووالدتها مريضة، أخبريني عنها، قال “سلطان” فردت أخته: الله! ماذا أخبرك عنها فأنا بالكاد أعرفها! لقد قلت لك كل ما أخبرتني به، قال: أنت استغلالية فقد قلت لي أنك تملكين معلومات مهمة وأخباراً دسمة، أجابت: بالفعل فالرسالة تُقرأ من عنوانها، فوالداها مثقفان وحالتهما المادية كما يبدو جيدة جداً، مؤدبة وخجولة، بالرغم من أنها وحيدة والديها، فعادة عندما تكون الفتاة وحيدة العائلة تكون مدللة لدرجة الفساد إذ إن طلباتها لا ترد، خاصة عندما تكون الصغرى، لكنها لا تبدو من هذا النوع أبداً .


كان حفل تخرج “سلطان” بعد عدة أيام من رؤيته “نوف”، فطلب من والدته أن تذهب وتزور أهلها كما هي العادة فالجار قبل الدار . . جارك القريب ولا أخوك البعيد كما قال لوالدته التي ضحكت وأجابته: على أمرك أيها المهندس، لكن منذ متى تهتم وتعرف بالواجبات؟ قال: يبدو أن تلك الثرثارة أختي قد أخبرتك! مستحيل أن تتبدل تلك الفتاة، كم كان ثمن ما أخبرتك به؟ سمعته شقيقته فقالت: والله الشاطر ما يموت! على كل حال هل أخبرتها بسر خطير؟ أنتما غريبان فعلاً! على كل حال إن أردتما أن اتصل كي أحدد موعدا لزيارتهم فسوف تدفعان أيضاً .


لم يمر عام على معرفة العائلتين حتى أصبحتا كعائلة واحدة، إذ إنهما دائماً سوية، في جلسات أفراد العائلتين ورحلاتهم، وازداد “سلطان” إعجاباً ب”نوف” حتى وصل إلى درجة العشق، هي أيضا أحبته وأُعجبت بتصرفاته الرجولية، وعندما حان الوقت، ذهب والدا “سلطان” في زيارة رسمية لطلب يد “نوف” من والديها، اللذين بالطبع وافقا بسرعة لحبهم الكبير لهم، ول”سلطان” نفسه، فهو من خيرة الشباب في أخلاقه وتربيته، وكان قد أصبح صديقاً لأبنهم يساعده في دراسته وأبحاثه، وابنتهم صديقة “نوف” المفضلة، كما أنها لن تكون بعيدة عنهم، فاتكلوا على الله، تم الاتفاق على كل شيء وقرأوا الفاتحة، لتنطلق الزغاريد من المنزل الجديد الذي كان وجه خير على العائلتين .


وهكذا انتقلت “نوف” لتعيش في منزلها الجديد مقابل أهلها، كانت تشعر مسبقاً أنه منزلها، فهي تعرف كل ركن فيه، وكانت قد طلبت من “سلطان”، أن يسمح لها بإكمال دراستها الجامعية مع شقيقته، وبالطبع وافق لا بل ساعدها وساندها، بأن يوفر لها ولشقيقته أجواء مريحة في المنزل وكان جاهزاً لأي سؤال أو مساعدة . . كان يعود من عمله فيرتاح قليلاً ثم يذهب إلى بيت أهلها ليجلس مع والدها وشقيقها، الذين أحبوه كما لو كان واحداً منهم، فهو لم يكن نسيبهم بل ولدهم، كيف لايحبونه وهو يتسم بذاك الهدوء، وتلك الطيبة، ويعامل ابنتهم بلطف ويحبها بجنون .


بدأت “نوف” تشعر بأعراض الحمل، وكانت فرحة العائلتين لا توصف بالخبر، وعندما أكد لهما الطبيب في شهرها الرابع انه ولد زاد فرحهم، يا سبحان الله، إن بشارة الصبي عندنا كعرب، مهمة جداً، المهم أنهم أرادوا منها المكوث في المنزل وترك الجامعة، ضحكت وسألت: لماذا؟ أنا لست مريضة أنا فقط حامل وفي شهري الرابع، حتى إن بطني لم يكبر بعد، فلماذا أجلس في المنزل؟ كلها شهران وينتهي العام، بالطبع وقف “سلطان” في صفها كالعادة قائلاً: فلتفعل ما تراه مناسباً، ثم إنها لاتعمل فهي هنا جالسة وهناك جالسة، شكرته “نوف” قائلة: أنت فعلاً رجل رائع . . وقال “سلطان”: أنا رجل أحبك جداً، وتمنيت منذ أن رأيتك أن تصبحي من نصيبي، والله عز وجل قد حقق لي تلك الأمنية، كما أنك جعلت حياتي نعيماً، أعيش بسعادة لاتوصف معك وكل رجل يتمنى أن يعيش مثلي، أنت نعم المرأة الطيبة المحبة، أنت فتاة أحلامي ونصفي الآخر، فماذا أريد أكثر من هذا، وفعلاً كانا محط أنظار الجميع، كانوا يطلقون عليهما لقب “عصافير الحب”، فهما فعلاً قد خلقا ليكونا سوياً، يكملان بعضهما بعضاً، كأنهما توأمان لديهما الهوايات نفسها والتفكير والهدوء نفسهما .


لكن للأسف دوام الحال من المحال، فعندما أنهت “نوف” شهرها الثامن من الحمل، ذهبت لموعدها مع الطبيبة التي رافقتها منذ بداية حملها، فأجرت لها فحصاً وأكدت لها أن عنق الرحم بدأ يفتح قليلاً، ما يعني أنها لن تأخذ الشهر التاسع بكامله، ومن الممكن أن تبدأ المخاض في أية لحظة، لذلك طلبت منها طبيبتها أن تكلمها فوراً إن شعرت بانقباضات متكررة، ولو بعد منتصف الليل، فرحت “نوف” جداً لأن جنينها سوف يكون بين يديها خلال أيام: بالطبع غرفة المولود كانت جاهزة من كل شيء، حتى بالألعاب، وكانا يجلسان هناك منذ بداية تجهيزها يتخيلان الطفل نائماً في مهده، وهما يتناوبان السهر عليه، فيضع “سلطان” يده على بطنها ويكلمه .


قالت: “نوف” ل”سلطان” عندما صعدا إلى السيارة من في رأيك سيشبه أنت أم أنا، أجابها: أتمنى أن يكون لونه مثل لونك وعيناه جميلتين مثل عينيك، وأنفه مثل أنفك، ضحكت “نوف” قائلة: أنا أريده أن يشبهك في كل شيء وأهم شيء بطباعه ورقته، حبه للجميع ومعاملته لنا في المستقبل كما تعامل والديك ووالدي، وأنت يا حبيبتي ألست رقيقة ومحبة؟ أساساً نحن نشبه بعضنا بعضاً في كل شيء، وفيما هما يتكلمان عنه بفرح عارم، امسك يدها وطبع عليها قبلة، فنظرت إليه وابتسمت ابتسامة رائعة قبل أن يأتي ذلك السائق الأرعن، الذي قطع إشارة حمراء قادماً من جهة اليمين واصطدم بقوة بسيارتهما .


فتح “سلطان” عينيه ليجد الدماء تجري من رأس “نوف” وأنفها، رأسها على كتفه والحزام يشد على بطنها، غائبة عن الوعي فقام بسرعة بفك حزامها وحزامه . . كان كيس الهواء قد فتح في وجهيهما فلم يستطع أن يساعدها، قرر أن يذهب إليها من الناحية الثانية، ترجل من السيارة فوقع أرضاً، فهو لم يشعر بأن ساقه مكسورة، كان الناس قد تجمهروا حولهما، وسمع صفارات سيارة الإسعاف قادمة من بعيد، أخذ يزحف وهو يصرخ “نوف”، وصل إلى بابها وهو يحاول أن يفتحه دون جدوى، فقد كان مبعوجاً إلى الداخل، وهناك قطعة من الحديد داخل فخذها، وضع يده على نبضها كي يتأكد أنها لا تزال على قيد الحياة . . اقترب الناس منه في محاولة لمساعدته لكنه رفض أن يلمسها أحد قبل وصول سيارة رجال الإسعاف، فهم يعلمون الطريقة الصحيحة لسحبها .


تم إنقاذ الجنين بعملية قيصرية وُوضع في الحاضنة، لكن “سلطان” لم يره إلا لدقائق لأنه كان مسمراً أمام غرفة العمليات في انتظار الطبيب ليطمئنه عن حالة زوجته، وبعد ساعات طويلة خرج الطبيب ليقول لهم ستعيش بإذن الله، هللوا وفرحوا لكن “سلطان” شعر بأن هناك شيئاً لم يخبرهم عنه الطبيب، فسأله: هل هي في غيبوبة، أجابه لا، لكن للأسف لن تستطيع السير بعد الآن، فقد أصيبت بتهشم في فقرات رقبتها وصولا إلى ظهرها . . ستبقى طريحة الفراش طوال حياتها لن تستطيع أن تحرك يديها أو قدميها، شعر “سلطان” بأن الأرض تدور به، فسقط أرضاً ولم يستيقظ إلا في غرفة بيضاء، رجله في الجبس والضمادات تلف يديه ورأسه، صرخ “نوف”! أين هي؟


أصبح محمد في العاشرة من عمره، ربته جدتاه مناصفة . . كان يذهب إلى غرفة والدته كل قليل ليقبلها ويتحدث إليها، يغتنم فرصة عدم وجود والده قربها ليقول لها أشياء كثيرة، وعندما يدخل “سلطان” يقول له بسرعة، صدقني يا والدي أنا لم أزعجها كنت فقط جالساً بقربها أسليها، فكان يقبله ويقول له: لا بأس يا حبيبي تستطيع أن تأتي إليها متى شئت لكن إياك أن تزعجها قبلها “سلطان” على رأسها فابتسمت وقالت: هلا حبيبي فرد عليها: لقد اشتقت إليك جداً اليوم يا حبيبتي أعطني فقط عشر دقائق ريثما اغسل يدي وأطعمك، نعم، بقي يهتم بها عشرة أعوام من دون كلل أو ملل، والابتسامة لا تفارق وجهه . . لم يكن يغضب إلا عندما تكرر “نوف” طلبها بأن يتزوج .


والدتها كانت توافقها الرأي، في أنه يجب أن يكمل حياته وينجب، لكنه كان يرفض رفضاً قاطعاً ويقول، أنا أحببت “نوف” جداً وماأزال أحبها، لا يهمني إن كانت تسير أم لا المهم أنها أمامي وأراها كل يوم . . أسمع كلامها وأرى عينيها . . هذا ما كتبه الله لنا . . لماذا عليها أن تعاني وأنا أكمل حياتي وكأن شيئاً لم يكن؟ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه . . أنا راض بقسمتي، وإذا كانت هي بحالتها هذه تشكر الله، فماذا أنا أمامها؟ ثم إنني تزوجتها لأكمل حياتي معها وهذا ما سيحصل، ومن المستحيل أن أفكر في أن ارتبط بإنسانة غيرها، فلن يبعدني عنها سوى الموت .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 07-05-2013, 02:41 PM   #2
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: ( من الواقع ) رجل نادر.......

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد نتمنى منك المزيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : ( من الواقع ) رجل نادر.......
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأثنين المقبل حدث فلي في مكه نادر سعد الحبيطه الإسلام حياة 10 02-04-2011 04:12 PM
رحله بره مع رجل فيلسوف واخر امي الوافي1431 الإستراحة 6 17-01-2010 02:35 PM
هذا ماحدث عند المغيب..شيء نادر..!! غربة مشاعر المنتدى العام 4 11-11-2009 01:39 PM
مسدس نادر .. ملك زهران الإستراحة 3 23-11-2007 06:35 PM
حدث فلكي نادر فيصل الإستراحة 11 20-06-2007 08:33 AM


الساعة الآن 06:24 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved