(بن حجر.. يحتضن التاريخ في منزله )

[عذبة الاوصاف]

احد أركان المتحف

سيوف ونحاسيات

سرير النوم مع قطع قديمة





جانب من الحلي القديمة

تظهر إمارة رأس الخيمة كعادتها، كل ما هو أصيل ومبتكر، فهي أرض جلفار القديمة الحديثة التي تمكنت من طرد الغزاة، وجمعت بكل حب أطيافاً من المواطنين، تنوعوا ما بين حضري ومدني وجبلي وساحلي وبدوي، ليفرز الاختلاف تاريخاً عريقاً أظهر الثقافة المتنوعة التي عاشتها هذه الإمارة، والتي حظيت بمجموعة من الأبناء الفخورين بها الحريصين على تعزيز الحضارة وتوثيق التراث، ومن هنا ظهرت المبادرات المتكررة لأهالي الإمارة، باحتضان مبادرات مختلفة تقوم بهذا الأمر، ومن ضمنها افتتاح المتاحف الشخصية داخل المنازل.


المواطن محمد بن حجر الشحي، الموظف في إحدى الدوائر الحكومية في الدولة، سار على هذا الدرب، وافتتح بحضور وتشريف صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، متحف المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، في منطقة البريرات، حيث الجبال الشاهقة تحتضن منزل بن حجر، الذي احتضن بدوره هذا المتحف الذي يقتني فيه أكثر من 1200 قطعة أثرية، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 سنة. «البيان» زارت بن حجر في منزله، واطلعت على تفاصيل المتحف وقصة نشأته.


حلم السنين


يقول بن حجر إن فكرة هذا المتحف الأثري راودته منذ سنوات، وتحديداً منذ سبع سنوات، لما يمتلكه من قطع أثرية قيمة وعديدة، ورث بعضها، واشترى البعض الآخر من معظم بلدان العالم، وشرع فعلياً في بناء المتحف الذي خصص له جزءاً من منزله، وحرص على تمييز متحفه بالتفاصيل الدقيقة في التنظيم والترتيب، كي يكون سهلاً على الزائر فهم كيفية استخدام الأدوات، لتخيل الحياة القديمة في المنطقة في أكثر من مجال، كالزراعة والصيد والحرب والحياة الاجتماعية وغيرها، وقد تحمّل كل مشاق بناء هذا المتحف، لإظهاره بصورة تليق بالتاريخ والحضارة العريقة التي تحتضن أركانه.


أهداف واسعة

وأكد محمد أن هدفه الأول والأسمى من هذا العمل هو رد الجميل لهذا الوطن الذي لم يبخل على أبنائه بشيء، فكان لا بد أن يرد ما أخذه بالصورة التي يحتاج إليها الوطن، وليس أولى أو أعز من الهوية والتراث الذي تنادي قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وحتى عهد خليفته الأمين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالحفاظ عليه، وتعميم ثقافته على الأبناء والأحفاد، لينشأ الجيل القادم على أساس متين مدرك للتاريخ العريق الذي يحمله، ويتفهم مدى الصبر والتعب الذي واجهه أجدادهم، ليصلوا إلى الواقع المشرف الذي يعيشه ابن الإمارات اليوم، ويصونوا النعم، ويعملوا بجد لرفع اسم الوطن عالياً.



قطع قديمة

وذكر صاحب المتحف أن متحفه يضم العديد من القطع الأثرية، وأغلبها من دولة الإمارات العربية المتحدة، ورث بعضها من عائلته، وبحث عن جزء آخر تنقل من أجله في كل إمارات الدولة، وصرف مبالغ طائلة لشراء بعض القطع، إذ يتكون المتحف من خزفيات وفخار وسيراميك ونحاس مع قطع أسلحة وحلي قديمة وغيرها الكثير، إضافة إلى قطع نادرة مثل حجر قام بشرائه من المملكة الأردنية الهاشمية بمبلغ يزيد على خمسين ألف درهم يحمل اسم الله ومحمد، كذلك قطع من الهند ومصر وغيرها من البلدان التي حرص على زيارتها طوال السنوات الماضية، كي يثري متحفه بكل ذي قيمة وأصالة.



تطوير قادم

وعن خططه المستقبلية لتطوير متحفه، ذكر بن حجر أنه يضع مخططاً مستقبلياً كي يوسع أركان متحفه، لا سيما أنه أعلن أن الدخول إليه مجاناً لكل من يرغب في زيارته والتعرف إلى محتوياته، من المجتمع المحلي كالطلبة وغيرهم، أو من السياح الزائرين، إذ اتفق مع هيئة التنمية السياحية في رأس الخيمة، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي الذي تجاوب بصورة مشكورة مع مبادرته، ووجه الجهات في هيئة الآثار والمتاحف وهيئة التنمية السياحية أيضاً بالتعاون الكامل معه، ومساعدته على إيصال فكرته ومتحفه إلى الناس.



قصص التراث

ويرى محمد بن حجر أن كثرة المتاحف الشخصية التي انتشرت من قبل بعض المواطنين أمر إيجابي، وذلك لأن إمارة رأس الخيمة زاخرة بالثقافات المنوعة التي تحتاج إلى توثيق منوع لكل جزئية، فكل قطعة تروي قصة، وتعكس واقعاً، وتبين المقدرة العظيمة التي يمتلكها أجدادنا، للتعايش وترويض الطبيعة والصعوبات التي واجهتهم في معيشتهم، فمثلاً الوعاء الكبير الذي كان في منزل القفل، قد يتساءل البعض عن كيفية دخوله إلى المنزل برغم صغر حجم الباب، والواقع أن هذا الإناء قد أدخل قبل اكتمال البناء من السقف، وبقي في منزل القفل منذ بدايته حتى اكتمال البناء وهو في داخله، وذلك للإبقاء على المكان دافئاً في فصل الشتاء لصغر حجم الباب.



معايشة الحياة

يؤكد صاحب متحف المغفور له الشيخ صقر أن متحفه يحاكي الواقع القديم، وذلك لأنه عايش الماضي بكل تفاصيله، بحلوها ومرها، فقد عاش في جبال شحة، وركب جبالها، وركض بين أحجار المنطقة، ولعب مع أصدقائه ألعابهم القديمة، وساعد والده على أعماله، ورافقه في جولاته، وشاهد والدته وهي تعد الطعام وتنظف المنزل، كذلك عايش فترة الزراعة القديمة والحصاد، وشاهد الصيادين وهم يتوجهون للصيد، سواء صيد الأسماك أو اصطياد المحار والبحث عن اللؤلؤ، كل هذا أعطى مصداقية لعمله، ولمتحفه الذي يفتخر بأنه جزء من حياته وماضيه ومستقبل عائلته التي سوف تحافظ عليه، وتنثر عبقه بين أبنائها وأبناء الوطن بكل فخر وحب، إن شاء الله.

[ماجد علي]

موضوع رائع شكرا لك

[عذبة الاوصاف]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد علي      موضوع رائع شكرا لك

العفو واجب طرح كل ماهو جديد
شكرا لمروركـ الكريم

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع نتمنى منك المزيد