منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة > أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ

كيف نستقبل رمضان


أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ

 
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2010, 01:30 AM
essam13548 essam13548 غير متواجد حالياً
 






essam13548 is on a distinguished road
Thumbs up كيف نستقبل رمضان

رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى وسلام علىعباده الذين اصطفى... وبعد:

فإن شهر رمضان من الأزمان التي لها عند المسلمينمكانةٌ عظيمةٌ, هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما يرتبطون به, لا بل هي مكانةٌترتبط بها القلوب والأبدان لما تجده النفوس من بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيراتوفعل للطاعات وتهيؤ عظيم في القلوب ولين في الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات, ولاشك أن هذا يَشعر به كل مسلم وإن قل إيمانه لأن شهر رمضان هو زمنُ لين القلوبواطمئنانها ولو نسبياً, وزمنُ تعاون الناس على كثير من البر والطاعات, وفعلالخيرات, فأنت ترى الناس تختلف مسالكهم في رمضان عن غيره لوقوع الصيام منهم جماعةمما يجعل لهم صورة جماعية طيبة في بعض الأمور كإجتماع الناس في البيوت للإفطار حتىتخلو الطرقات في القرى والمدن من المارة إلا القليل, والتي لا تكون عادة كذلك فيمثل هذه الأوقات في غير رمضان, وغير ذلك من المظاهر الجماعية والتي تحدث في رمضانولا يمكن أن تحدث في غيره باستقراء الواقع إلا أن يشاء الله شيئا...

وذلكمثل اجتماع الناس على قيام رمضان, ومثل امتلاء المساجد في صلاة الفجر على غير عادةالناس في غير رمضان في أزماننا, هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة على تلك المكانةالتي هي لهذا الشهر في قلوب العامة والخاصة من المسلمين, وتلك المكانة التي تكون فيالقلوب تتفاوت في قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتا بينا في مسالكهم وعاداتهم فيهذا الشهر أفرادا وجماعات, وهذا التفاوت ليس هو فقط في المقدار والأثر والقوة لا بلهو أيضا في نوعه بمعنى أنه ليس فقط تفاوتا في كمه وقوته بل في كيفيتهونوعيته...

وصدق ربنا إذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْلَشَتَّى} [الليل: 4]... نعم فإن سعي الناس عموما في أمر دينهم ودنياهم لشتىخاصة في مثل تلك الأزمان الفضيلة, فبين مقدر لقدره ومضيع, وكاسب وخاسر, وموفقومغبون, وضال ومهتد, وتقي وفاجر... عافانا الله من التضييع والخسران والغبن والضلالوالفسوق والكفران وجعلنا بفضله ومنه وجوده من المؤمنين الفائزين في الدنيا والأخرة،في رمضان وغيره من شهور العام... آمين... آمين.

أيها الإخوة الكرام كيفنستقبل رمضان... وكيف نغتنمه؟

وقبل الإجابة أسأل نفسى وإياك أخي الكريمسؤالاً يقرب المسألة, وهو لو أن لك صاحب أو قريب أو رحم عزيز عليك, غاب عنك أحد عشرشهرا ثم علمت بمجيئه إليك زائراً عما قريب, ماذا أنت صانع لملاقاة واستضافة هذاالضيفوالجائىالكريم العزيز عليك, ماذا أنتصانع؟...

سأترك الإجابة لك ولكن بشرط أن تجيب بإنصافوموضوعية...

وإذا وفقك الله لإجابةٍ صحيحة منصفة بما يليق وشأن ضيفك وزائركالذي افترضنا أنه عزيز بل عزيز جدا عليك... جدا... فاسأل نفسك ماذا هو الحال إذاكان هذا الزائر هو شهر رمضان المبارك؟، ونحن سوف نستقبل في غضون أيام هذا الضيف... هل تعرفه... وماذا أعددت له وكيف ستستقبله وتتعامل معه؟

وحتى نهتدي لماينبغي علينا فعله في استقبال رمضان فضلا على اغتنامه فلابد أن نعرف أمورمنها:

أولا: ما هو شهر رمضان؟
هــــــــو: الشهر التاسع في ترتيب الشهورالتي هي عند الله أثنى عشر شهرا من يوم أن خلق الله السموات والأرض, وعلى الترتيبالذي أنشأه عمر رضي الله عنه...

قال تعالى: {إِنَّعِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِيَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَالدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [سورة التوبة: 36].

وهــــــو: الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِوَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة: 185].

وهــــــو: الشهر الذي أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمدصلى الله عليه وسلم.

وهــــــو: الشهر الذي جعل الله منه إلى رمضان الذيبعده كفارة لما بينهم.

بَوَبَ مسلم في كتاب الطهارة: باب الصلوات الخمسوالجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر *، وفيه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهنإذا اجتنب الكبائر».

وهــو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليهكان ما كان من الخيراسمع :
عند البخاري في كتابالصوم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة».

وفى رواية عنهأيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضانفتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».

وهــو: الشهرالذي جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبي الجنة والعلو فيالدين:
فعند البخاري في كتاب التوحيد: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاعلى الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يارسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فيسبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوسفإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهارالجنة».

وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين: عن أبي هريرة حدثهم أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناواحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه».

وهــو: الشهر الذي جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذافحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم،عند البخاري في كتاب الحج: عن عطاء قال سمعتابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة منالأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها: «ما منعك أن تحجينمعنا؟»، قالت: "كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها وترك ناضحاننضح عليه"، قال: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة فيرمضان حجة».

وفي رواية: «عمرة في رمضان تعدلحجة» متفق عليه.

وفي رواية: قال: «فإن عمرة فيرمضان تقضي حجة أو حجة معي».

قوله: «عمرة فيرمضان تعدل حجة» في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع علىأن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض.

وقال ابنالعربي: "حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرةمنزلة الحج بانضمام رمضان إليها".

وقال ابنالجوزي: "فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلبوخلوص المقصد".

وهــو: الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فىدين وعمل العبد المؤمن،
فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».

وعندمسلم في كتاب صلاة المسافرين: عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد اللهبن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي: «واللهالذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي ليلة هي هيالليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبعوعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاعلها».

وأنت تعلم قوله تعالى: {لَيْلَةُالْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]....

وهـــو: خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين:
ففي الحديث أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مرعلى المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه إن اللهيكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمنيعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهمفهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع]... والحديث وإن كان فيه ضعف إلاأان معناه عظيم وواقع بين الناس جلي...

وإذا نظرت ترى أن ذلك وكأنه واقعيراه القاصى والداني... المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها فيرمضان... ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد... ويعدون أسباب إعانة المساكينوالفقراء... وكذا إطعام الصائمين.... وفي المقابل المنافقون ممن يعدون العدةبالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ.... فهذا الشهر هو بحق غنمٌ للمؤمن ونقمةٌعلى الفاجر والمنافق...

**
ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ماوفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم؟... كـــيف؟؟

ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحن المسلمين لكمأسأنا استقبال هذا الضيف في أعوام سابقة لأنه لطالما يزورنا ويأتينا كل عام في نفسالموعد وهو ضيف كريم يأتي بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التي يحتجها كل أحد منالخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل ذلك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا ونرمي في وجههما لا يعجبنا ونحن في ذلك من المغبونين...

وصدق ربنا اذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [سورة الليل: 4]... نعم إن سعيالعباد في الدين لشتى, وخاصة في رمضان, فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك منمسالك الباطل والتضييع, ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة... -جعلنا الله منهم-.. أهل تقدير العطايا والمنح الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقونسخطه بطلب مرضاته - نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدرهويستقبلونه بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات.

يحكى عن السلف أنهم كانويظلون ستة أشهر يدعون ربهم أن يبلغَهم رمضان, فإذا جاء أحسنوا استقباله, فإذا رحلعنهم ظلوا ستة أشهر بعده يسألون الله قبول ما قدموا فيه من الصيام والقيام والصدقةوغير ذلك مما قدموا من البر... أرأيت كيف كان حالهم... وكيف صار حالنا, نسأل اللهأن يصلحنا ويصلح بنا ويُحسن مآلنا ويجعلنا فى شهر رمضان من الفائزين, كان السلف إذاانقضى رمضان يقولون رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر, اللهماجعلنا فيه وفي سائر أيامنا وأعمارنا من الرابحين المفلحين....آمين.... آمين...

نحن ياسادة : كم من مرات ومرات جاءنا رمضان وجعلناه يرحل عنا وهوحزين لا يرى منا إلا الوكسة والجري وراء الدنيا الحقيرة والرضى بالدنية فى الدين, والميل مع الذين يتبعون الشهوات ميلا عظيما, والتولي عن العمل لله, ويرى كذلك زهدنافى آخرتنا وعدم نصرتنا لربنا... ففعل المنكرات, وسهرٌ أمام التلفاز في اللياليالرمضانية -هكذا يسمونها من يقيمونها- وهي في الحقيقة ليالي شيطانية لا رمضانية, فالليالي الرمضانية هي ليالى القيام واجتماع الناس في المساجد والتسحر استعدادالصيام يرضاه الله جل وعلا وغير ذلك من الذكر والتلاوة هذه هي الليالي الرمضانية, وكذلك لكم رحل عنا رمضان وهو يرى حال المسلمين المتردي الذين هم في أشد الحاجة لماجاءهم به من الخير الكثير الذي جعله الله لعباده التائبين المقبلين الذين يبحثون عنمخرج من ورطة الذنوب وتخفيفا لثقلها عن عاتقهم ...

نحن أيها الاخوة: يأتيناهذا الشهر هذه المرة وهناك متغيرات كثيرة العراق والشيشان وما أدراك ما الشيشانوتدنيس بيت المقدس والتعدي عليه من أبناء القردة والخنازير, والهوان والاستضعافالذي تعيش فيه الأمة دولا وجماعات وأفراد حكاما ومحكومين, فقتل وتشريد وهدم للبيوتوتحريق للممتلكات, قتل للأطفال والكبار والنساء والرجال في غزة وغيرها, إبادة هناوهناك, ومسح للدول الإسلامية من على خريطة العالم كما يحدث في فلسطين والشيشان, وغطرسة كافرة تعربد بحقد أسود وجبروت طاغي في كل حدب وصوب, وإذلال للقادة والملوكوالممكنين قبل المستضعفين, ووصف للإسلام والمسلمين بالإرهاب وغير ذلك, فإنا للهوإنا إليه راجعون...

إن رمضان ذلك الضيف الكريم يأتي هذه الزيارة ونحن نعانيمن انهزامية يزرعها فينا دعاة السلام...عفوا بل دعاة الاستسلام والذلة لغير الله معالأعراض عن الله... إنهزامية يزرعها فينا دعاة العلمانية, ويدعمها حبنا للدنيا الذيهو من أعظم أسباب تلك الانهزامية، ففي الحديث الصحيح من حديث ثوبان أن النبى صلىالله عليه وسلم قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كماتداعى الأكلة إلى قصعتها»، قيل يا رسول الله: "فمن قلة يومئذ؟"، قال: «لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب منقلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت» [أخرجه أحمد وأبو داود... انظرحديث رقم‏:‏ 8183 في صحيح الجامع‏].‏

يأتي علينا هذا الضيف ياسادة ونحن نلعقمرار تسلط اليهود على بيت المقدس وتكبرهم علينا حكاما ومحكومين, دولا وجماعاتوأفراد, نلعق مرارة إبادة الروس الملاحدة الملاعين للمسلمين في الشيشان انتهكواحرماتهم وهدموا وخربوا أرضهم وانتهكوا أعراضهم ومسحوا دولة معترف بها في المجتمعالدولي مسحوها أو هكذا يحاولون ولن يمكن الله لهم... فإنا لله وإنا اليهراجعون...

خلاصة القول أن هذا الضيف العزيز الكريم بما كرمه به الله تعالىيأتي علينا ونحن أزلة مستضعفين انهكتنا ذنوبنا وشهواتنا وحرمنا طلب المقاماتالعليه, مقامات الجهاد والمجاهدة مقامات البذل لله تعالى مقامات عز الطاعة والإنابةإلى الله تعالى, خلاصة القول أن هذا الضيف سوف يجيئ ليجد فينا ومنا حالاً لا يسرحبيب ولكن يسرعدو, يسر الشيطان الذي يقعد للمسلم بكل صرط, يسر اليهود الذين برونمنا الانهزامبة أمام تصلفهم وكبرهم... إنا لله وإنا اليه راجعون... فحالنا يا سادةيسر كل عدو قل أو كثر... بعد أو قرب... وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم...

*
هذا بعض ما ينبغي أن نعرفه ابتداء... وذلك قبل أننتكلم عن كيفية استقبال هذا الضيف العزيز...

ولابد هنا أيها الاخوة الكراممن معرفة أن هذا الضيف: يأتي ومعه كثير من أسباب الإعانة والتغيير التي يمن اللهبها على عباده المؤمنين الذين يؤمنون أنهم لا ينبغي لهم أن يهنوا ولاينبغي أنيحزنوا, ولا ينبغي بحال أن ينهزموا أو يضعفوا أو يصيبهم الخور أمام عدوهم, ولاينبغي كذلك أن يذلوا لغير الله تعالى المعز المذل الكبير المتعال الذي إذا أرادشيئا قال له كن فيكون، بيده الخير وهو على كل شيء قدير, وذلك لأنه سبحانه قد وعدهمبأنهم الأعلون ان كانوا مؤمنين قال تعالى: {وَلَا تَهِنُواوَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 39]... وكذلك هم يستبشرون بوعد الله تعالى حيث قال: {وَعَـدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنـُوا مِنْكُمْ وَعَمِلـُواالصَّالِحـَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَمِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْوَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْالْفَاسِقُونَ} [سورة النور: 55].

ولذلك لابد... ثم لابد... إن أردناالخلاص مما نحن فيه من الغبن وقلة الإيمان وكثرة الشرور.... أن نكون من أولئك الذينيقدرون هذا الضيف قدره ويحفظون عليه مكانته التي أنزلها الله إياه ويتنعمون بكثيرالفضائل والكرائم والهبات والهدايا والنعم الربانية التي يبعث بها الله تعالى معهذا الضيف العزيز.... أليس كذلك؟!

لابد أن نجعل استقبالنا لهذا الضيف الكريمنقطة تحول كبيرة في حياتنا الايمانية وفي أنفسنا, نقطة تحول نتحولبها:

أولا: من كثرة الذنوب والمعاصي التي لا تنتهي سواء الدائم منها... مثلشرب الدخان وسماع الأغاني والمعازف، والتبرج وعري البنات، والاختلاط وحلق اللحى،والكسب الحرام من الوظائف المحرمة مثل العمل في البنوك والضرائب والأعمال التي فيهاظلم العباد والنظر إلى المحرمات وظلم الزوجات وإسأة التربية للأولاد وغير ذلك كثيرمن الذنوب التى يقع فيها الكثير.. دائما... ليل نهار... أو ما نأتيه حينا مثل الزناوالغيبة.... التعاون فى بعض المنتديات على الأثم والعدوان كما هو فى منكرات الأفراحوالأعراس وما شابه, والليالى القبيحة المسماة بالليالي الرمضانية حيث يجتمع البناتوالشبات مع الرجال والأولاد في فعل المنكرات ومشاهدة المحرمات أو قضاء الليل فياللعب والصراخ والمجون والسهرات الملونة... كل ذلك ومن أشده وأخطره نرك الصلاة الذيصار غالب حال المسلمين - إلا من رحم الله - ترك الصلاة وما أدراك ما هو جُرم تركالصلاة فقد اختلف العلماء في كفر من ترك الصلاة وهو مؤمن بحكمها...

فقد أصبحالبر والطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات والتعاون على البر والتقوى, صار ذلك فىحياتنا وأحوالنا... أحيانا... أحيانا... أحيانا... فلابد إذاً من التحول من هذاالحال إلى العكس ولن يكون ذلك بالأمانى والتمني, لا لن يكون ذلك إلا بتغيير النفس, والمجاهدة في الخروج من هذا الأسر أسر الدنيا والإخلاد لها, أسر الشهوات وحب المالوالرضى بالحياة الدنيا والاطمئنان لها, فلابد إذاً من تغيير النفس لابد....ثملابد.. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ....} [سورة الرعد: 11]... ولن يكونذلك الا أن تبدأ بالتوبة, التوبة من الحال الذي يعرفه كل منا من نفسه.... ولا ينبغيأن نتقلل عيوبنا وذنوبنا وكأنها شيء هين، لا، ثم لا فهذا شأن المنافقين والعياذبالله تنبه...

فعند البخاري في كتاب الدعوات: عن الحارث بن سويد حدثناعبدالله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبهكذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه».

أرأيت إياك... إياك أن تفعل ذلك... فذنوبنا أهلكتنا أو كادت فلابد من التغيير والهجرة إلى اللهتعالى دون مكابرة فإننا عباد الله إن جادلنا عن أنفسنا في الحياة الدنيا فمن يجادلالله عنا في الأخرة من... من... قال تعالى: {هَاأَنْتُمْهَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُاللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْوَكِيلًا} [ النساء: 109].

فلنجعل من رمضان بما فيه من صنوف البرالكثيرة معسكر توبة نتحول فيه من أصحاب معاصي وسيئات إلى أصحاب طاعات وفعل خيراتوليس هناك من الطاعات طاعة جمعت ما في التوبة من خير وفضل من الله تعالى ولذلك أمرالله بها:
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْسَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُيَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْيَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَانُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورةالتحريم: 8 ]…

قال تعالى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَىاللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة المائدة: 74].

وقال تعالى: {وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّىوَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْعَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [سورة هود: 3].

وقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِيُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْوَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52].

وقال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّيرَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90].

وقد شدد الله تعالى على من لم يتب فقالتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْالظَّالِمُونَ} [سورة الحجرات: 11].

فيا أخي: إن أردت أن يتوب اللهعليك وتنجو من حالك السيء قبل الموت فتب، قال تعالى: {إِلَّاالَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْوَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: 160].

يا أخي الكريم: إن أردت أن يحبك الله فتب قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222].

ياأخي الحبيب: إن أردت أن يغفر الله لك ويرحمك.... وأنت صاحب الذنوب التي كالجبالوالتي لعلها تكون سبب الهلاك والعياذ بالله... إن أردت ذلك فتب قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّاللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة آل عمران: 89].

يا أخي في الله: إنأردت أن يأتيك الله الأجر الذي يمكن أن يكون سببا للخلاص من ورطة الذنوب فتب قالتعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوابِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَوَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة النساء: 146].

يا أخي الحبيب: إن أردت الخير كل الخير فتب قال العلى الكبير: {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْايُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْفِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [سورة التوبة: 74].

وأعلمأخي أن الله تعالى الغني الحميد القائل في محكم التنزيل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِوَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر: 15].

وقال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْالْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران: 97].

وقال تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْوَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِقَوْمٍ آخَرِينَ} [سورة الأنعام: 133].

وقال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَلَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ} [سورة العنكبوت: 6].

ومع هذا كله فإنهجل وعلا يطلب منك الرجوع إليه تعالى, ويفتح لك بابا من أوسع الأبواب لترجع منه, وحتى لا تجد الطريق ضيقا فقد وسع الله في باب التوبة وجعله مفتوحا على مصرعيه للعبدطيلة حياته مالم يغرغر, أو تطلع الشمس من مغربها [يعنى وقت الساعة]... وليس هذافحسب بل أن الغني عنك وعن العالمين سبحانه, من يفتقر له كل من فى السموات والأرض, يفرح بتوبة عبده التائب ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض فلاة دوية مهلكة، معهراحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتىإذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنامحتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه،فالله تعالى أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته» [متفق عليه] منحديث ابن مسعود وأنس... زاد مسلم في حديث أنس: «ثم قال من شدةالفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح» ورواه مسلم بهذهالزيادة من حديث النعمان بن بشير... أرأيت أخي كيف يفرح الله بتوبة العبد من أنالعبد هو المحتاج والله هو الغني, يا للعجب الفقير العاجز دائم الحاجة لا يفرحبالتوبة وهو في أشد الحاجة إليها, كن أخي من الفرحين بالتوبة التي لعل وراءها رحمةرب العالمين سبحانه..

قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِوَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّايَجْمَعُونَ} [سورة يونس: 58].

فهذا من أول ما ينبغى أن نجعله منأعمالنا في استقبال شهر رمضان لنكون ممن يستقبله استقبالا حسنا... أن نجعله توبةنصوحا خالصة لله تعالى...

: أن وثانيا تجعل من رمضان سببا لنيل الشرف وأنتكون من أهل الشرف خروجا من قهر الذل، ذل المعاصي والانهزامية، وهذا الشرف ليس فيعضوية مجلس الشركاء فهذا مزيد من الذلة ليس الشرف والعز في مثل ذلك, وليس الشرفكذلك في جمع الأموال والاستكثار من التجارات لأنه موسم... نعم هو موسم... ولكن للبروالحسنات لا للجنيهات والريالات... نعم هو موسم ... للبر والطاعات لا للمكاسبوالتجارات.... الشرف الذى أقصده هنا هو قيام الليل ففي الحديث الصحيح أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ماشئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرفالمؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس» [أخرجه الحاكم في المستدركوالبيهقي في شعب الإيمان عن سهل بن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن جابر" وقالالألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع .حسن برقم : 73].

وفي الحديث: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»... القيام وما أدراك ما القيام، ذلك البر الذي لما تركه المسلمون تركوا معه سببا عظيمامن أسباب عزهم، فالعز طريقه في أمرين:

الأول: الأنس بالله ليلا والترهب له, وجمع القلب عليه والانكسار ليلا فيورث ذلك الإخبات والإخلاص.

والثاني: البذلوالجهاد في الله نهارا في طلب العلا علما وعملا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكروهذا يورث الفداء والإباء, قيام الليل لا تضيعه واغتنم ما وعد الله به على لساننبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال: «من قام رمضان إيماناواحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]... فهذا الامرالثانى.

*
وثالثا: ادخال السرور على أخيك:
أن دخول شهر رمضان على المسلمينهو بمثابة دخول الغوث عليهم في دينهم ودنياهم, فأبواب الفرج تتفتح وفي الحديث: «إذا كان رمضان فتحت أبواب الخير» ولم يقيد أو يستثن, وهذا معناه أن كل أبواب الخير الدنيوية والأخروية تفتح, وكلنا يشهد بذلك ويحسه, حتىأن الناس تقول: "رمضان الرزق فيه واسع", ومن هذا المنطلق لابد أن تجعل من رمضان بابخير عليك وعلى أهل بيتك, فلا مانع من التوسيع على أهل بيتك بلا تكلف وإسراف, والتوسيع على إخوانك من أرحامك ومن جيرانك ومن أصحابك هو من أفضلالأعمال.

ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أوتطعمه خبزا» [أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والبيهقي في شعب الإيمانعن أبي هريرة وابن عدي في الكامل عن ابن عمر, وقال الألباني في صحيح الجامع حسن, برقم : 1096].

وقال أيضا : «من أفضل العمل إدخال السرورعلى المؤمن: تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة» [أخرجه البيهقي فيشعب الإيمان عن ابن المنكدر مرسلا, وفى صحيح الجامع برقم . : 5897 ,صحيح].

أرأيت أخي كيف أن إدخال السرور على أخيك من أفضل الأعمال وهذا الفضليزداد إذا كان جارا ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه» [أخرجه الطبراني فيالكبير عن طلق بن علي, وهوفى صحيح الجامع برقم: 5380, صحيح].

وقال أيضا صلىالله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلىجنبه» [أخرجه البخاري في الأدب والطبراني في الكبير والحاكم في المستدركوالبيهقي في السنن عن ابن عباس.,وفى صحيح الجامع برقم : 5382 ,صحيح].

فياليتنا نخرج من سوء وشح نفوسنا ونستقبل هذا الضيف العزيز بادخال السرور على الأهلوالجيران والأصحاب ونجعل من رمضان ملتقى الأحبة في الله نطعمهم ونخفف عنهم ونشاركهمفى قضاء حوائجهم ولو بالدعاء ممن لم يجد, ولنتذكر فى هذا المقام قول الهادى البشيرعليه الصلاة والسلام وهو يقول: «ترى المؤمنين في تراحمهم،وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً، تداعى له سائر جسده بالسهروالحمى» [البخاري ومسلم].

وبناءً على هذا فلنستقبل رمضان من منطلقتحولنا عن الإساءة لإخواننا إلى التواد والتعاطف والتراحم, لنستقبل هذه الأيامالفضيلة ونحن جسد واحد, جسد الإسلام والمسلمين... هذا ثالثا.

ورابــــعا: حسن الخلق ولين الجانب والألفة:
فلنجعل من رمضان نقطة تحول من سوء الخلقوالفظاظة الأحقاد والغل وسوء الطوية وسوء معاشرة الأزواج والإساءة لهن, ونشوزالزوجات على الأزواج وعدم طاعتهم, والخروج من كبر النفوس, وتعالي بعضنا على بعض, وتقطيع الأرحام والسعي في الأرض فسادا, وفحش اللسان والكذب والخيانة والغيبةوالنميمة... وغير ذلك من سوء الأخلاق والأحوال... فلنتحول من ذلك كله إلى أحسنالأخلاق والأحوال.

فلنجعل من أيام هذا الشهر معسكرا تربويا, نقيم أنفسنا فيهعلى الأخلاق الحسنة وهي فرصة عظيمة لتحصيل ذلك الخير الكثير... ففي الحديث الصحيحعنه صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجةالقائم الصائم» [أبو داود وابن حبان في صحيحه عن عائشة، وقال الألباني رحمهالله في صحيح الجامع برقم: 1932 صحيح].

وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم: «أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحشالبذيء» [البيهقي عن أبي الدرداء, وقال في صحيح الجامع برقم: 135, صحيح].

ويكفي أن تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى ووصف البر بأنه حسنالخلق كما في الحديث: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدركوكرهت أن يطلع عليه الناس» [أخرجه البخاري في الأدب] وفي صحيح مسلم والترمذيعن النواس بن سمعان: «أن يأمنك الناس وتهجر المعاصى فذلك ثمرة حسنالخلق».

وفي الحديث: «المؤمن من أمنه الناس على أموالهموأنفسهـم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» [ابن ماجة عن فضالة بن عبيد, وقال الألباني في صحيح الجامع برقم: 6658, صحيح].

*
واعلم أن الألفة من شيمالمؤمنين:
ففى الحديث: «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخيرالناس أنفعهم للناس» [أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء عن جابر,وفي صحيح الجامعبرقم: 6662, وقال حسن].

وفي الحديث أيضا: «المؤمن يألف،ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» [أخرجه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد, وفىصحيح الجامع برقم : 6661, وقال صحيح].

وفى الحديث: «المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم» [أخرجه أبو داود والترمذيوالحاكم في المستدرك عن أبي هريرة.وفى صحيح الجامع برقم : 6653 ,وقال حسن]، قال في (لسان العرب): وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم: أَيليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ، يقال: فتى غِرٌّ،وفتاة غِرٌّ، يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّوتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛وقال ابن الأثيرفي (النهاية): "والخًبُّ بالفتح: الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد".

*
واعلم أن الصبر على أذى الناس من الإيمان لأنه من عظيم حسن الخلق:
ففىالحديث: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالطالناس، ولا يصبر على أذاهم» [أخرجه أحمد في مسنده والبخاري في الأدب والترمذي وابنماجة عن ابن عمر,وفى صحيح الجامع برقم : 6651, وقال صحيح].

أرأيت أخي هذابعض ما في حسن الخلق من فضائل وخيرات وبركات, فلما لا نجبر النقص ونسد الخلل ونحصلذلك الخير الكثير ونذوق الحُسنَ بعد السوء والحلو بعد المر والإحسان في المعاشرةبدلا من الإساءة والتعدي, ما أحلى حسن الخلق وما أحلى مذاقه , فلنجعل من رمضانبداية عهد جديد, فلنستقبل رمضان بحسن الخلق ولين الجانب وحسن الطوية ومحاولةالائتلاف فيما بيننا عسى ربنا أن يرحمنا.

فهذا يا أخى رابعا مما نحاول أننجعله من مقتضيات استقبال شهر رمضان ذلك الضيف الكريم.

*
وخامسا: المؤمن عفاللسان:
إن سوء اللسان من سوء الخلق ولكنه أخطره ولذلك ينبغي أن نعرف هذهالخطورة ونحذرها ولعل كثير الشقاق بيننا وعدم الألفة والتفرق بين أصحاب النهجالواحد بل إن من أعظم ما يخلق العداوة بين الأولياء والأرحام والأصهار حتى بينالرجل وامرأته كثير منها -إن لم تكن كلها- بسبب سوءات اللسان... نعم إن للسان خطورةشديدة ومن أعظمها خطورة بعد التكلم بالكفر والعياذ بالله... سب المؤمن... ففىالحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ساب المؤمنكالمشرف على الهلكة» [الطبراني في الكبير عن ابن عمرو, وفي صحيح الجامع برقم : 3586 ، وقال حسن].

وقال أيضا صلى الله علبه وسلم: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسهبشيء عُذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قذفمؤمنا بكفر فهو كقتله» [متفق عليه].

وفي الحديث: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي » [أحمد في مسنده والبخاري في الأدب وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن ابنمسعود, وفي صحيح الجامع برقم: 5381، وقال صحيح].

وفي الحديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

ولهذا ينبغيأن نعلم أن فرقة الصف, وتفرق الجمع, وفك حزمة المسلمين, يرجع سبب ذلك الى أمور, لعلمن أعظمها التلاعن بين المسلمين, فكل جماعة تلعن أختها ولو من طرف خفي, وكل فرديلعن من ليس في حزبه أو جماعته فتزداد بذلك الفرقة, وتتعمق به الغربة بين المسلمين, وهذا لا يرضي إلا أعداء الإسلام الذين يسعون في المسلمين منذ أمد بعيد بمبدأ فرقتسد, وقد نجحوا فى ذلك مع الأسف, وما ذلك إلا بسبب بعد المسلمين عن هدي نبيهموشريعة ربهم, وباتوا يلهثون وراء الغرب الكافر الذي هو موطن أعدائهم, ومحل مبغضيهموحاسديهم, باتوا يتخذونهم أولياء ويتبعونهم فى كل صغيرة وكبيرة حتى فرقوهم وجعلوهمشراذم متباغضين متناحرين, حتى قامت بين المسلمين الحروب, فبدلا من أن يتوجه المسلمبسلاحه وقوته وضربته إلى أعدائه الحقيقيين من الكفار والملحدين ومن اليهود والنصارىوأشياعهم من دول الغرب الكافرة, بدلا من هذا يجعل قوته ورميته في صدر أخيه المسلم, فإنا لله وإنا اليه راجعون... ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

فلهذاأخي الكريم ينبغي أن نتفطن لما أوقعنا فيه عدونا, وقد ذقنا مرارة التفرق والتلاعنوالسب والمقاتلة حتى كدنا نُستنزف لصالح أعدائنا, لنتنبه إلى مثل هذه الأمور العظامونخرج أنفسنا من ورطة الغفلة التى وضعنا فيها بُعدُنا عن ديننا هذا واحد, والثانيتربص ومكر أعدائنا, قد تكون هناك أسباب أخرى لكن الكل يكاد يتفق على هذين السببين, وينبغي أن يكون أخوك هو أخوك يشد عضدك يحوطك من ورائك.

*
أرأيت أخي كيفينبغى أن نجعل من رمضان منطلق لربط الأوصال لجمع الجماعة الحق التي لا يحب اللهغيرهم ويده سبحانه فوق أيديهم, فلنجعل من استقبالنا للشهر الفضيل مقاطعة للسبوالتلاعن والتهاجر, ونجعل من دخول رمضان علينا نقطة تحول الى الوحدة والتماسكوالترابط كالبنيان, ونذر كل سبب للفرقة والشرذمة ولنتخذ من عفة اللسان وحسن الكلامسبيلا إلى ذلك والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم... فهذا يا أخي الحبيب خامسا.

*
سادسا:......الصدقة:
وما أدراك ماالصدقة وما أثرها في القلوب وعلى الأبدان والأموال وعظم الأجر, وخاصة فى شهرالصدقات والجود والكرم...

والصدقة فى القرآن جاء ذكرها بما يدل على عظيمقدرها:
قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّاهِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْوَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَخَبِيرٌ} [سورة البقرة: 271].

وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِكَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُحَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: 261].

وقال تعالى: {إِنَّالْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًايُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 18].

وقالتعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىمَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 280].

وقال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُالرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍأَثِيمٍ} [ سورة البقرة: 276].

فهذا بعض شأن الصدقة فى القرآن والسنةبينت أن الصدقة باب عظيم لكثير من الخير فى الدنيا والأخرة، فالصدقة من أعظم أسبابفكاك النفس من قيد الشيطان وإخراجها من سلطانه وهي من أعظم ما يصد عنه الشيطانوالعياذ بالله تعالى:
ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا» [أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن بريدة, وفي صحيح الجامع برقم : 5814 ،وقال صحيح].

وذلك لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة اللّهوالشياطين بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يأبون في صده عنذلك والنفس لهم على الإنسان ظهير لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل اللّهفإنما يكون برغمهم جميعاً، ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوحطويته والظاهر أن ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد كنظائره.

والصدقة من أعظمأسباب التداوى ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «داووا مرضاكم بالصدقة» [أخرجه أبو الشيخ في الثواب عن أبيامامة, وفي صحيح الجامع برقم: 3358، وقال حسن]، والمراد: من نحو إطعام الجائع, واصطناع المعروف لذي القلب الملهوف, وجبر القلوب المنكسرة كالمرضى من الغرباءوالفقراء والأرامل والمساكين الذين لا يؤبه بهم, وكان ذوو الفهم عن اللّه إذا كانلهم حاجة يريدون سرعة حصولها كشفاء مريض يأمرون باصطناع طعام حسن بلحم كبش كامل ثميدعون له ذوي القلوب المنكسرة, قاصدين فداء رأس برأس, وكان بعضهم يرى أن يخرج منأعز ما يملكه فإذا مرض له من يعز عليه تصدق بأعز ما يملكه من نحو جارية أو عبد أوفرس يتصدق بثمنه على الفقراء من أهل العفاف.

قالالحليمي: "فإن قيل: أليس اللّه قدر الأعمال والآجال والصحة والسقم فما فائدةالتداوي بالصدقة أو غيرها، قلنا: يجوز أن يكون عند اللّه في بعض المرضى أنه إنتداوى بدواء سلم, وإن أهمل أمره أفسد أمره المرض فهلك".

ثم الصدقة سهلةميسورة والكل يمكنه التصدق مهما كان حالة فالتصدق نوعان:

الأول: صدقةالاحتساب:
ويدل عليها الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمتخادمك فهو لك صدقة وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة» [أخرجه أحمد في المسندوالطبراني عن المقدام بن معد يكرب, وفي صحيح الجامع برقم: 5535، وقال صحيح] .

والثاني: صدقة البذل:
ويدل عليها ما جاء من مثل قول النبى صلى اللهعليه وسلم: «أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خيرمن اليد السفلى، وابدأ بمن تعول» [أخرجه مسلم] .

والمعنى: أي ما بقيتلك بعد إخراجها كفاية لك ولعيالك واستغناء كقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [سورةالبقرة: 219].

ومن هنا نعرف أن التصدق سهل على كل واحد منا... ومن المهم أننعرف بعض ما يعظم أجر الصدقة فمن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: «أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولاتمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان» [متفق عليه].

وفي الحديث أيضا: «أفضل الصدقة جهد المقل،وابدأ بمن تعول» [أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة, وفيصحيح الجامع برقم: 1112، وقال صحيح].

وانظر معي إلى ما جاء في هذا الحديثالصحيح: «أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح» [أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي أيوب، وفي صحيح الجامع برقم : 1110 ، وقال صحيح]. و"الكاشح": العَدُوُّ الذي يُضْمِر عَداوَتهويَطْوي.

يعني: أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه فالصدقةعليه أفضل منها على ذي الرحم الغير كاشح لما فيه من قهر النفس للإذعان لمعاديهاوعلى ذي الرحم المصافي أفضل أجراً منها على الأجنبي لأنه أولى الناسبالمعروف.

وأحرص أخي في أمر التصدق على ذوي الأرحام ففي الحديث الصحيح أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وهيعلى ذي الرحم أثنتان: صدقة، وصلة الرحم» [أخرجه أحمد في مسنده والترمذيوالنسائي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن سلمان بن عامر, وفى صحيح الجامع برقم : 3858، وقال صحيح].

**
والكلام على الصدقة سيل لاينقطع... فهذا يا أخى الحبيبغيض من فيض وقطرة من سيل ولعل فيه الكفاية لمن أراد الهداية.... فاحرص أيها المريدللخير أن تجعل من استقبالك لرمضان نقطة انطلاق إلى رحابة البذل خروجا من قيد الشحوالبخل وتذكر قول الله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِتُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْيَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْالْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [سورة محمد: 38].

فلعل ذلك يكون سببا فيالانتصار على هوى النفس الأمارة بالسوء وإخراجها من ظلماتها, وذلك مع ورود أنواررمضان فيكون نور فوق نور, فلنستقبل رمضان بفعل الخيرات التي منها الصدقة... هذا ياأخي سادسا...أما السابع فهو...

*
السابع: المجاهدة... مجاهدة النفس التي هيطريق الجهاد بالنفس:
إن الذين تتوق نفوسهم للجهاد في سبيل الله جل وعلا... ويتكلمون في ذلك الأمر كثيرا, لعلهم لايعلمون أن في رمضان فرصة كبيرة لتربية النفس, وإقامة معسكر لإعداد من يريد أن يكون من المجاهدين, لأن الجهاد بالنفس يبدأ بجهادالنفس وتربيتها أولا... نعم بجهاد النفس أولا...

ولابد للمؤمن... الذي تتوقنفسه بصدق إلى الجهاد في سبيل الله... لابد له من تربية النفس وتخليصها مما يهلكها, لابد أن يجعل من الدنيا سجن عما حرم الله وعما يفسد الدين وينقص الإيمان, وهي كذلكللمؤمن ولابد ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجنالمؤمن، وجنة الكافر» [أخرجه أحمد في مسنده ومسلم فى صحيحه والترمذي وابن ماجة عنأبي هريرة]... أرأيت أخي كيف هي الدنيا للمؤمن...

ولذلك فالله لا يصطفى أهلالمعاصي والتولي عن الحق وعن نصرته, المنهزمون في أنفسهم والذين ذلوا لشهواتهم, الله لايتخذ ولا يأتي بهؤلاء بل يأتي بمن يجاهدون أنفسهم بتربيتها على الحق والتخلصمن أسر وقيود الشهوات والأهواء, حتى تخلص لربها ثم يختارهم ويأتي بهم لشرف الجهادبالنفس...
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْيَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْوَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَيُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُاللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة المائدة: 54].

ثم إذا أفلح العبد في مجاهدة نفسه لعله يفلح بإذن الله في الجهاد سواءبالسيف أو باللسان ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه» [أخرجه أحمد في مسندهوالطبراني في الكبير عن كعب بن مالك, وفى صحيح الجامع برقم: 1934، وقالصحيح].

أيها الأخوة الشباب جاهدوا أنفسكم لأنفسكم أولا حتى تستمروا فيالمسيرة بلا فتن أو انقطاع أو انقلاب... وهنيئا لمن شاب في الإسلام هنيئا... ففىالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم قال: «الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكلشيبة حسنة، ورفع بها درجة» [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو, وفىصحيح الجامع برقم: 3748، وقال حسن].

فلنجعل نحن معشر المسلمين, من رمضانوصيامه, وقيامه, والتصدق, والتلاوة القرآنية التي لا تنقطع الا لنوم أو خلاء أوطعام, ولا مانع أن تقرأ الحائض والجنب مما يحفظ حتى تطهر فيقرأ من المصحف, وهكذاالذكر الدائم وبذل المعروف, وإفطار الصائمين من المال الحلال ولو تمرة, وإدخالالسرور على الضعفاء والمساكين والأرامل والفقرأء، وخيرهم من كان يتيما وخاصة من كانمن أهل الصلاح وعمل الخير, وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران, وحسن الخلق مع الأهلوالأصحاب والعشيرة, والأزواج والذرية, وغيرهم والعفوا فى أيام العفو, وانظار ذويالإعسار, وإسقاط الدين عمن لايجد وأنت تقدر ولو من زكاة المال, والأمر بالمعروفبرفق ومعروف وإصلاح, والنهي عن المنكر بما لايترتب عليه منكر أكبر, وكذلك ما هوأعظم من الإخلاص لله فى كل قول وعمل, والمحافظة على الصلوات فى وقتها جماعةللاستكثار من الأجر, وبر الوالدين وخفض جناح الرحمة لهم, كل ذلك يكون مع مجاهدةالنفس فى ترك المنكرات سواء ما كان دائما أو عَرَضا, فان من أعظم أسباب الإعانة علىفعل الخيرات ترك المنكرات.... كل هذا وغيره ينبغى أن يستقبل به العبد شهر رمضان , ويغتنمه ليكون معسكر اعدادٍ للجهاد, نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.... هذا ياصاحبي وأخي في الله سابعا فى مسيرة استقبال... واغتنام رمضانالمبارك.....

*
ثم الثامن: الفرق بين المؤمن والمنافق :
عرفنا فيما سبق انشهر رمضان هو خير الشهور على المؤمنين, وشر الشهور على المنافقين, ومن أعظم علاماتالنفاق هى الانكسار أمام الفتن, كما تنكسر الأزرة أمام الريح, بينما المؤمن مثلالسنبلة تميل مع الريح ثم تعود قائمة لاتنكسر, عفانا الله من النفاق وشؤمه, وجعَلنامن أهل الإيمان الصادقين المخلصين... آمين... آمين.

ففى الحديث: «مثل المؤمن كمثل خامة الزرع: من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنتاعتدلت؛ وكذلك المؤمن. يكافأ بالبلاء. ومثل الفاجر كالأرزة: صماء معتدلة حتى يقصمهاالله تعالى إذا شاء» [ متفق عليه].

وفي الحديث: «مثل المؤمن مثل السنبلة: تميل أحيانا، وتقوم أحيانا» [أخرجهأبو يعلى في مسنده والضياء عن أنس, وفي صحيح الجامع برقم: 5845، وقالصحيح].

وفى الحديث: «مثل المؤمن مثل السنبلة: تستقيممرة، وتَخِر مرة، ومثلُ الكافر مثل الأرزة: لا تزال مستقيمة حتى تخر ولاتشعر» [أخرجه أحمد في مسنده والضياء عن جابر,وفى صحيح الجامع برقم : 5844 ،وقال صحيح].

ولذلك ينبغى أخي أن تجعل من رمضان وما فيه من صنائع المعروفبداية عهد جديد وباب عظيم لمراجعة النفس طلبا للخلاص من النفاق, حتى يكون رمضان لكمن خير الشهور, ولأن الفوز مع الإخلاص, والهلاك مع النفاق, عافانا الله بفضله وجودهوكرمه... ولابد أن تعلم أخى أمرا هام فى هذا المقام وهو أن كل ما تقدم لنفسك من خيرتجده فى الأخرة لايضيع أبدا... لا يضع.... لايضيع أجر المؤمن عند اللهأبدا:

قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْمِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًاوَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة المزمل: 20].

وفى الحديث: «إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا،حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا» [أخرجه أحمد فيمسنده وصحيح مسلم عن أنس].

والله يستر المؤمن فى الأخرة:
ففى الحديث: «إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس،ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذاقرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وأناأغفرها لك اليوم، ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه... وأما الكافر والمنافق فيقولالأشهاد: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين» [متفقعليه].



ولذلك ينبغى أن تكون القوة فى الدين:
ففى الحديث: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خيرإحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كانكذا وكذا، لكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان» [أحمد, مسلم، عن أبي هريرة].

ولابد أن يكون العمل لله وللآخرة هو الهم:
ففىالأثر: "أعظم الناس هما المؤمن، يهتم بأمر دنياه وبأمر آخرته".... [إبن ماجة عنأنس...ولعله لايصح مرفوعا].

ولاتتمنى الموت مهما كانت الفتنة أو المصيبة،ففى الحديث عن أنس رضي اللّه عنه قال: قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَـــوْتَ مِنْ ضُرّ أصَابَهُ، فإنْكانَ لا بُدَّ فاعِلاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيْراًلي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي» [أخرجه البخاريومسلم].

وفي الحديث: «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعبه من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلاخيرا» [أخرجه أحمد في المسند ومسلم عن أبي هريرة].

وهذه الفتنالبلايا وراءها مع الإيمان الأجر أو حط الخطايا وتكفير الذنوب:
فعند مسلم فىكتاب البر والصله: عن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أوحط عنه بها خطيئة»، وفي رواية: عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: «ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتبالله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة»، وفي رواية: عن أبي سعيد وأبي هريرةأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيبالمؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به منسيئاته».

والثأر الربانى:*من آذى لى وليا:
في الحديث: «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليعبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجلهالتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنافاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته» [البخاري عنأبي هريرة].

وهكذا ينبغى أن يكون رمضان وما فيه من نفحات ربانية, هو سببلالصلاح والإصلاح, فالنفس لينه بفضل الله وبسبب الصيام, والناس بينهم شعور جماعي بأنهذه الأيام ليست كسائر الأيام, والوقت لاينبغى أن تكون فيه برحة بغير طاعة, فالنهارصيام وذكر وتلاوة, والليل قيام وسماع القرآن, ورؤية الناس مجتمعين على طاعة, ذلككله يبعث على انكسار لهيب الشهوات, وميل النفس لفعل الخيرات, وتهيؤ النفوس للطاعاتبما لاتكون مهيئة عليه فى غير رمضان, هذا وغيره كثير يُعد بمثابة عوامل.... بفضلالله تعالى... مساعدة على أن نجعل من شهر رمضان معسكر إيمانى كبير... وإياك أخىالكريم أن تستقبل رمضان على حال المغبونين المفرطين المضيعين, الذين كادوا أنيهلكوا من شدة الظمأ ثم يردون الماء ويعدون أشد ظمأً.... فتلك فرصةٌ عظيمةٌلاتضيعها, فمن أحياه الله الى رمضان فقد من عليه منة كبيرة, تستوجب الشكر, فمن شكرنجا ومن كفر النعمة هلك.... نعوذ بالله من الهلاك.

وفي الحديث: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثمانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاهالجنة» [أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة, وفي صحيح الجامع برقم:3510،وقال صحيح]، و"رغم": بكسر الغين، وتفتح و بفتح الراء قبلها: أي لصق أنفه بالتراب،وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان...
الاثنين 22 شعبان 1431
قديم 02-08-2010, 03:46 AM   #2
Mansour Al-zahrani
مشرف قسم الطب والطب البديل
 
الصورة الرمزية Mansour Al-zahrani
 







 
Mansour Al-zahrani is on a distinguished road
افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان

جزاك الله كل خير
وجعل الله ما نقلت في موازين حسناتك
واسال الله العلي القدير ان يكتب لنا ولكم الاجر والمغفرة
وبارك الله فيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
((أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ))


أخر مواضيعي
Mansour Al-zahrani غير متواجد حالياً  
قديم 02-08-2010, 12:40 PM   #3
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان

جزاك الله الجنة
وبارك الله فيك
واسال الله العلي القدير ان يعيننا على صيام هذا الشهر الكريم
على الوجه الذي يرضيه عنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي
ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 08-08-2010, 08:44 PM   #4
عبد الكريم العدواني
 







 
عبد الكريم العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان

جزاك الله خيرا وجعل الله ما قدمته في موازين حسناتك ووفقك وسدد خطاك وأسكنك فسيح جناته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
بي شهوة الحلم القديم..
وضحكةً..
بعد التنائي..
قد اختفتْ !
أخر مواضيعي
عبد الكريم العدواني غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كيف نستقبل رمضان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بماذا نستقبل رمضان ؟ دموع أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ 6 10-08-2010 12:06 PM
^ كيف نستقبل رمضان ^ درس مفيد ^ ابوتركي2003 أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ 3 08-08-2010 09:59 PM
كيف نستقبل رمضان ابـراهيم أرشيف [الخيمة الرمضانية] 1431 هـ 8 08-08-2010 08:51 PM
كيف نستقبل رمضان ابوالبراء مجلس دوس بني علي 3 27-08-2008 09:54 AM
كيف نستقبل رمضان azazaz الإسلام حياة 3 25-08-2007 06:31 PM


الساعة الآن 06:01 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved