[حيران من بلاد زهران]

يوم .. يومان.. ثلاثة ايام .. اسبوع..
عددتها يا مازن
أتعلم ..
وجدتها فقط 168 ساعة

يا مازن فقدانك .
مرت الأيام ثقيلة ... كنا نظنها ونحسها أكثر يا مازن انها فقط اسبوع واحد

لو كان بالإمكان أن نعطيك من أعمارنا لأعطيناك يا مازن
عطيناك ولو طلبتها كلها ونحن راضون ومبتسمون..
ومثلنا كثيرون..
أتعلم يا مازن

لو طلبت من أي أحد كنت تعرفه يا مازن لما رفض كثيرون ..
لوأعطاك كل من يرضى وكلمن يحبك عاماً من عمره يا يامازن ..عاماً فقط ..
لعشت مئة أو مئتان أوأكثر..
ولكن هذا أمر الله فرحمك الله يا مازن

فأنتلم ترى يا مازن كم أحبك كثيرون , وحزن على فراقك كثيرون ..
وكم بكى وناح لفراقكمن شخص ..وكم شيعك من شخص..
ولم ترى كم اهتز لفراقك أناس وأناس ،
ولم ترى كمفقدك من شخص ..وسيفتقدك كم شخص..
وكم شخص تركت بحياته فراغاً سيقل ..
وأشخاصاً لن يقل الفراغ لديهم بل سيظل أو سيزيد..

أتعلميامازن ..
اهتز لفقدك طوب الأرض .. وسقف البيت ..وسقف جامعتك ..
وباب الجار.. وعفش البيت ..
-رحمك الله يا مازن وثبتك عند الإجابة وعند الحساب

فقدناك يا مازن ..
فقدناك بسرعة لم نستوعب معها ما حصل ..
خرجت لتعود لنا بعد شهر ..
تركناك يومها تذهب كنا نتركك وتعود
تعود ونحن نتوقع رجوعك
تركناك تذهب بهدوء ولكنك لم تعد إلينا ..
لا .. ليس لم تعد بل نحن تركناك .. لم نرجعك معنا
تركناك ورجعنا..
كما كنا نفعل كل شهر ولمدة اربع سنين..
عدنا إليك يوم الجمعة ليلا..
وجدناك نائماً يامازن .. نائماً بهدوء .. ووجهك منير وصافي ..
علقت صورتك بمخيلتنا هكذا يامازن وأنت نائم ..
وفي ذاك المكان الكئيب ..الذي كرهناه ..

رحمك الله يا مازن
تتالت علينا الأمور بسرعة عجيبة يا مازن ..
بسرعة لم نتمكن في تتاليها وتسابقها حتى أن نفهم ولا أن
نسترد أنفاسنا ..
وبسرعة ..
ذهبت يا مازن ..
لم تذهب ..
لم نستوعب ولم نعي ما حصل ..
توقعنا كل شيء يا مازن إلاالموت
رحمك الله يا مازن ووسع لك في قبرك

فقدناكمازن ..
مر الاسبوع ثقيلاً من دونك .. وأصبح منزلنا كئيباً بلاوجودك..


أتعلم يا مازن ..
مازلنا ننتظر رجوعك ..
مازلت تدخل علينادائماً في مواعيد عودتك ...
كل شيء في منزلنا ينتظر عودتك ..حتى مكانك الذي تجلس فيهومكان
نومك ..
أتعلم مازن .. حتى مكان وضع حذائك عند البابيفتقدك..

[OVERLINE]

من قلم أخوك / عبدالله

[/OVERLINE]