[صالح بن فارس]

كالعادة ، تأتي لعملك بداية يوم حالم جميل ، لتفاجأ بمنتصف اليوم بأمر بإخلاء مقر عملك والتوجه إلى بيتك سريعا ، تتسائل لماذا ؟! يأتيك الجواب : هناك تحذيرات بسقوط أمطار .!! وما أن تنزل إلى الشارع إلا والأمطار تنهمر على رأسك وتبدأ في مصارعة الموت على أرصفة الشوارع .!!

في دول العالم الأول ـ ولا أعلم هل تنقصنا المادة للوصول لأجهزتهم المتقدمة ـ يتوقعون بالعواصف قبلها بأسابيع وإن لم يكن فبأيام ، وعندنا يتوقعون بهطولها من شكل السحب بنفس اليوم !! ولو هو طفل لتوقع ذلك من خلال شكل السحاب الأسود وسرعة الرياح ، لكن العجيب أنهم يعلقون الدراسة لليوم الذي يليه بعد أن يموت أبنائنا في المدارس وينجو من ينجو برحمة الله ، أين أنتم من تعليقها في يوم العاصفة ؟!! أين أنتم من التحذيرات في الإذاعات والتلفزيون والجرائد بل ومن خلال الدوائر الحكومية وتعليق العمل لذلك اليوم ؟!

المصيبة العظمى ، اعتراف د. سعد المخلفي مدير الأرصاد من خلال برنامج شاهد بقناة دليل أنهم أطقلوا تحذيراتهم قبل هطول الأمطار بثلاث أو أربع ساعات .!! وعندما سؤل عن توقعاته للأيام القادمة عطفا على تعطل موقعهم على الانترنت أفاد بقوله : اطمئنوا فالجو صحو إلى يوم الثلاثاء القادم ؟! لماذا هنا يا دكتورنا الفاضل استطعت التوقع لمدة تقارب الأسبوع ؟! بينما هناك لم تستطعوا إطلاق تحذيراتكم إلا قبل وقوع العاصفة بسويعات ؟!!!!!!!!

وحتى تحذيراتهم لم تصل للكثير من المواطنين بل السواد الأعظم لم تصله تلك التحذيرات ، وحتى من وصلته وصلته متأخرة جدا بعد انتهاء الأزمة .!!

ما زادني حنقا ، تصرفات بعض المدراء والمديرات الحمقاء حيث أجبروا موظفيهم وطلابهم على الحضور رغم التحذيرات وعندما هطل المطر قالوا لهم : (انطقلوا إلا ظل ذي ثلاث شعب ، لا ظليل ولا يغني من اللهب) فلا هم تركوهم يبقوا بمكاتبهم وفصولهم الدراسيه ولا هم ألغوا ذلك اليوم الدراسي والعملي من أجندتهم ، وتركوهم يصارعون الموت على أرصفة شوارع جدة ....



كل هذا وما زلنا صامدين ، نجابه الفساد بدعواتنا وبأملنا بنصرة ربنا على كل مفسد ..


وحسبنا الله ونعم الوكيل ؛؛؛