عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2011, 11:12 PM   #4
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: هي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:10px outset silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

المتنبي ونظرته للانثى

وإذا كان حال المرأة في الشعر الجاهلي صورة جميلة يزين بها الشعراء مطالع قصائدهم ، وعلاقتهم بها تتخذ طابع التكريم والتقدير مرة، والتبذل والمجون أخرى، فهي عند المتنبي أيضا على هذا النحو. فقد كانت صورها الحسية ماثلة في شعره -
جاء "المتنبي " في عصر متأخر من الحضارة العربية، التي ازدهرت وفاقت سمعتها أصقاع الدنيا وهو لا بلا شك قد تأثر بالشعراء الذين تغنوا بالمرأة كرمز حضاري له عبقه الشعري الخاص .




المرأة الحلم في شعر المتنبي

احتمال أن تكون المرأة التي احتلت صدور قصائد أبي الطيب ليست الا امرأة المثال أو الحلم الذي بحث عنه طيلة حياته وربما لم يجده أبدا،
لا يذكر المتنبي أوصاف المرأة الا بعد أن يذكر الفراق المر ، والهجر الأليم ، حتى لنشعر أنه لم يحظى بوصالها أبدا،
فهو يرى أن حياته كالموت في فراقه مع حبيبته التي ركز في البيت التالي على رسم صورة خارجية لها ، فهي ذات وجه كالبدر وقوام رشيق كالغصن.


قال ابو الطيب
دِيارُ اللَواتي دارُهُنَّ عَزيزَةٌ
بِطولِ القَنا يُحفَظنَ لا بِالتَمائِمِ
حِسانُ التَثَنّي يَنقُشُ الوَشيُ مِثلَهُ
إِذا مِسنَ في أَجسامِهِنَّ النَواعِمِ
وَيَبسِمنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدنَ مِثلَهُ
كَأَنَّ التَراقي وُشِّحَت بِالمَباسِمِ


في هذه الأبيات يقدم لنا الشاعر وصفا للمكانة الاجتماعية للمرأة الحلم ، فهي ليست امرأة عادية ، بل تقيم في قصر يحرسه فرسان ضخام يدل على ضخامتهم وقوتهم طول أسيافهم، وهي امرأة مترفة وصف نعومة بشرتها في البيت الثاني ، فالوشي أو النقش في ثيابها يترك أثرا مثله على بشرتها حين تسير ، لرقة تلك البشرة. وهذا طبعا لا يكون الا لامرأة من طبقة مترفة مرفهة.وأوضح ذلك في البيت الثالث فهذه المرأة تتمتع بأسنان جميلة معتنى بها حتى انها تشبه الدر الذي تتقلده في جيدها،



كأنها كالشمس يعيي كف قابضه

شعاعها ويراه الطرف مقتربا


المتنبي وصف حبيبته كالشمس في سطوعها ونقاوتها، وجمالها الأخاذ
وتأثر في وصفه لعيون حبيبته الحالمة
ألم ير هذا الليل عينيك رؤيتي
فتظهر فيه رقة ونحول



نظرة المتنبي للمرأة النظرة العدائية :

رغم تلك الكثرة من الدراسات التي تناولت حياة "المتنبي " وشعره ، إلا أنها لم تذكر شيئا عن علاقته بالمرأة،
أو حبه لامرأة بحينها كمثل تلك العلاقات التي شاعت عند أقرانه ، ورفقائه .
الدراسات تضاربت في آرائها حول المرأة عند هذا الشاعر كما يقول الأستاذ "القويضي "
في دراسته "المتنبي بعد ألفي عام ".. "انه لم تمتلكه المرأة، ولم يشغله الحب "
بل هو مترفع عنه مشغول بطموحه ،
الذي تاق اليه في دنياه ،

وتبنى نظرة الدارسين الذين يؤيدون فكرة عدائية "المتنبي " للمرأة على بعض النماذ ج من قصائده ،
فها هو المستشرق الفرنسي "بلاشير" يستشهد لذلك ببيتين هما:

اذا غدرت حسناء وفت بعدها
فمن عهدها أن لا يدوم لها عهد
و قوله:
ومن خير الغواني فالغواني
ضياء في بواطنه ظلام



المرأة في الإطار الأسري للمتنبي

على الرغم من الحضور القوي للمرأة في ديوان أبي الطيب المتنبي، فإن من ترجموا لحياته
لم يذكروا إلا امرأتين من أفراد أسرته، هما جدته لأمه، وزوجته "أم محسّد"



إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَمــا أَرمى
أَتاها كِتابي بَـعدَ يَــأسٍ وَتَرحَةٍ فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِهــا غَـمّا
حَرامٌ عَلى قَــلبي السُرورُ فَإِنَّني أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعـــدَها سُـمّا
رَقا دَمعُها الجـاري وَجَفَّت جُفونُها وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعــدَ مـا أَدمى
طَلَبتُ لـَها حَظّاً فَــفاتَت وَفاتَني وَقَد رَضِيَت بي لَو رَضيتُ بِها قِسما
تَعَجَّـبُ مِنْ لَفْظـي وخَطّي كأنّما ترَى بحُرُوفِ السّطـرِ أغرِبةً عُصْمَا
وتَلـْثِمُـهُ حتى أصــارَ مِـدادُهُ مَحـاجِرَ عَيْنَيْـها وأنْيـابَها سُـحْمَا




يخاطب شاعرنا جدته في لفتة تبرز مدى براعة الشاعر في وصف المرأة، ولو كان ذلك المقام هو مقام رثاء،
فقد اشتد حزنه عليها فكأنه مات بها غماً, وماتت هي من شدة سرورها بحياته بعد أن يئست منه،
ويتابع في البيت التالي قائلا: فالسرور حرام علي فإنني بعد موتها بالسرور أعده سماً فأتجنبه و أحرمه على نفسي
ومما يزيد لهفة شاعرنا ما قاله في البيتن الأخيرين أنها كانت تتعجب من كتابه عند رؤيته حتى كأنها تنظر على مالا يوجد,
تماما كالغراب الأعصم، ووجه تعجبها أنه سافر عنها حتى يئست منه,
فلما نظرت إلى كتابه أكثرت النظر شغفاً به لا عجباً حقيقة.
فهي في حقيقة ذلك لم تزل تقبل كتابه و تضعه على عينها حتى صارت أنيابها وما حول عينيها سواداُ بمداده أي حبره هذا.
وهذه الأبيات إن دلة على شيء إنما تدل على الذئقة الشعرية والحس المرهف الذي ينبع من إحساس صادق لدى شاعرنا اتجاه الجنس الأخر،
كيف لا، وهو من قيل فيه شاغل الناس ومالئ الدنيا. فقد لاحظ القدماء ظاهرة جديدة في رثاء المتنبي ـ
سيما إذا علمنا أن معظم مراثي الشاعر كانت في النساء ـ وهي انفراده بابتداع ما يأتي به من معان في رثاء المرأة،



ومما يؤكد من أن المتنبي قد تزوج وكانت لديه أسرة، تلك الأبيات التي قالها حين وصل إلى حلب مخاطبا أميرها


إنّ الّذي خَلّفتُ خَلْفي ضـائِعُ ما لي على قَلَقي إليهِ خِيارُ
وإذا صُحِبْتَ فكُلُّ مآءٍ مَشْرَبٌ لَوْلا العِيالُ وكُلُّ أَرْضٍ دارُ
إذْنُ الأَمِيرِ بِأَنْ أَعُودَ إلَيْهِـمِ صِلَةٌ تَسِيرُ بِذِكرِها الأَشعَارُ


إلا أن عدم حديث المتنبي عن زوجته والإتيان بها في معرض شعره ليس من باب الإنتقاص لها والحط من قدر المرأة،
وإنما هو من باب ما هو معروف لدينا أن العربي حتى يومنا الحاضر لا يتحدث عن زوجته لعموم الناس احتراما لها وخشية على سمعتها،
ومع ذلك فقد أبدع شاعرنا فيما كتب عن المرأة والحب أيما ابداع.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس