عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-08-2011, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابو احمد العدواني
ابو احمد العدواني ابو احمد العدواني غير متواجد حالياً
مراقب عام
 






ابو احمد العدواني is on a distinguished road
افتراضي مسجد السلطان الغوري بالقاهرة



مسجد السلطان الغورى - القاهرة


مسجد ومدرسة السلطان الغورى وقبته 909/ 10 هجرية = 1503/ 4م. يقع هذا المسجد تقابله القبة عند تلاقى شارع المعز لدين الله بشارع الأزهر، وإلى جانب مدخل القبة يقوم سبيل يعلوه كتاب، ويقع خلفها خانقاه ومقعد وإلى جوارها ثلاثة منازل تجتمع كلها فى وجهة واحدة متصلة تشرف على شارع الأزهر.

أنشأ هذه المجموعة من المبانى الملك الأشرف قانصوه الغورى فى سنة 909/ 10 هجرية = 1503/ 4 ميلادية- وكان الغورى فى الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباى واستمر فى خدمته إلى أن أعتقه وصار يتقلب فى عدة وظائف إلى أن بلغ أسماها فى أيام الملك الأشرف جان بلاط.

وفى سنة 906 هجرية 1501م ولى ملك مصر واستمر حكمه لها إلى سنة 922 هجرية = 1516م حيث قتل فى شهر رجب من هذا العام فى معركة مرج دابق مع السلطان سليم العثمانى.

وكان من أهم صفات الغورى شغفه بالعمارة وحبه لها فأنشأ الكثير من المبانى الدينية والخيرية ولم يكن اهتمامه بالعمارة قاصرا على المنشآت التى أقامها بل تعداها إلى ترميم وإصلاح وتجديد كثير من الآثار التى شيدها أسلافه واقتدى به الأمراء فشيدوا الكثير من المبانى التى لازالت باقية إلى الآن تنطق جميعها بازدهار العمارة والفنون فى عصره ازدهارا عظيما.

وأعظم ما تركه الغورى من منشآت هى تلك المجموعة الأثرية التى نصفها الآن والتى تعتبر بحق من أبدع ما خلفه لنا سلاطين دولة المماليك الجراكسة فقد عنى بها الغورى عناية فائقة وبالغ فى تجميلها وزخرفتها لكى تزهو على مثيلاتها المنشأة فى عصر قايتباى.

المسجد: لهذا المسجد ثلاث وجهات أهمها الوجهة الشرقية التى تشرف على شارع المعز لدين الله وبوسطها المدخل الرئيس بأسفلها دكاكين وفتح بها ثلاثة صفوف من الشبابيك يعلوها طراز مكتوب به بالخط المملوكى آية قرآنية ثم اسم الغورى وألقابه وأدعية له، وتتوجها شرفات مورقة حليت أوجهها بزخارف محفورة فى الحجر، وصدر المدخل محلى بتلابيس من الرخام الأبيض والأسود وتغطيه طاقية من المقرنص الجميل وكسى مصراعا بابه بالنحاس المزخرف.

وبطرف هذه الوجهة من الجهة القبلية تقوم منارة ضخمة مربعة القطاع لها دورتان تتكون من مقرنصات منوعة وتنتهى من أعلى بحطة مربعة تعلوها خمسة رؤوس. ويؤدى الباب الرئيس الذى يتوصل إليه ببضع درجات إلى دركاة مربعة أرضيتها من الرخام الملون الدقيق وسقفها من الخشب المنقوش بزخارف مذهبة ومن هذه الدركاة يسير الإنسان فى طرقة تؤدى إلى الصحن.

وقد شيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران، ويحيط بجدرانها وزرة من الرخام الملون تنتهى من أعلى بطراز رخامى مكتوب به بالخط الكوفى المزهر آيات قرآنية وتاريخ الفراغ -909 هجرية- وفوق عقود الإيوانات الأربعة طراز مكتوب بالخط المملوكى آيات قرآنية يعلوه إزار من المقرنصات الجميلة.

ويتوسط صدر إيوان القبلة محراب من الرخام الملون وبجواره منبر خشبى دقيق الصنع اتخذت حشواته من السن المدقوق بالأويمه تتخللها حشوات صغيرة مطعمة بالزرنشان. وأرض المسجد مفروشة بالرخام الملون بتقاسيم بديعة وأسقفه مقسمة إلى مربوعات وطبال منقوشة ومذهبة وبأسفله إزار مكتوب بالذهب بأركانه مقرنصات.

وتقوم دكة المبلغ على كابولين خشبيين فى مؤخرة الإيوان الغربى وفى مواجهة المحراب مكتوب عليها اسم الغورى وألقابه وأدعية له، وللدكة درابزين مقسم من أسفل إلى حشوات بعضها مطعم بالسن والأبنوس وبعضها خرط دقيق.

القبة: تقع وجهة هذه القبة فى مواجهة وجهة المسجد وبها المدخل بزخارفه ومقرنصاته وتلابيسه الرخامية المماثلة لمدخل المسجد، كما وأن بها صفين من الشبابيك داخل صفف السفلية منها معتبة بمزررات من الرخام الأبيض والأسود والعلوية على هيئة شبابيك قندلية - أى شباكين معقودين محمولين على ثلاثة أعمدة رخامية يعلوها شباك مستدير - وتنتهى الوجهة بشرفات مورقة محلاة الأوجه بزخارف محفورة فى الحجر ويبرز من هذه الوجهة بنهايتها البحرية سبيل له ثلاث فتحات كبيرة معتبة بها شبابيك من المصبعات الحديدية وأرضية من أجمل الأرضيات الرخامية وأدقها ويعلوها كتاب مفتوح من كل جانب من جوانبه الثلاثة بعقدين محمولين على عمود فى الوسط ويغطيها رفرف من الخشب محمول على كوابيل خشبية.

هذا ويتوصل إلى المدخل ببضع درجات وهو يؤدى إلى ردهة مربعة سقفها منقوش وأرضيتها من الرخام الملون كنظيرتها بالمسجد وعلى يمينها باب يؤدى إلى القبة التى لم يبق منها سوى حوائط مربعها الحافلة بالزخارف والكتابات المحفورة فى الحجر، وأركانها ذات المقرنصات المتعددة الحطات.

أما القبة نفسها فغير موجودة إذ هدمت فى أيام الغورى مرتين لخللها وأعيد بناؤها ثم هدمت مرة أخرى وأقيمت من الخشب حوالى سنة 1881م إلى أن هدمت وحل محلها السقف الخشبى الموجود الآن. وأرضيتها من الرخام الملون ويحيط بجدرانها الأربعة وزرة رخامية يتوسط الشرقى منها محراب مماثل لمحراب المسجد.

وعلى يسار الردهة باب آخر يؤدى إلى قاعة فسيحة بها محراب من الرخام الملون وهى بمثابة مصلى ولها سقف حديث من الخشب المنقوش بزخارف جميلة ملونة ومذهبة.






الوصف المعماري :

يتكون من صحن مكشوف مربع تقريباً (12x11) متراً، تتعامد عليه الإيوانات من جهاته الأربع، ويحيط بدائر الصحن من أعلى شريط كتابي ثم أربعة صفوف من الدلايات الخشبية المموهة بالذهب. والإيوان الشرقي هو إيوان القبلة و فيه المحراب و المنبر .

الواجهة الشرقية للمسجد ضلعه الشرقي، وبها المدخل الرئيس الذي يصعد إليه بسلم مزدوج ، و يتوج المدخل عقد مدائني ذو ثلاثة فصوص تملؤه سبعة صفوف من الدلايات البديعة. و يؤدي المدخل إلي ردهة مربعة بها بابان ، أحدهما يؤدي إلى دهليز يوصل إلى حجرة مستطيلة ، و الثاني يؤدي إلى دهليز يأخذك إلى صحن المسجد .

و تقع المئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي للمسجد، و هي من أروع و أجمل مئاذن القاهرة ، حيث أنها ضخمة مربعة البناء مثل المئاذن الأندلسية، تتكون من ثلاثة أدوار، تنتهي بملحمة فنية بديعة ، حيث يعلو الدور الثالث مربع يحمل خمسة رؤوس كمثرية الشكل تحمل كل منها هلالاً نحاسياً.



تحيتي وإحترامي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة فهد الغبيشي ; 16-08-2011 الساعة 04:16 PM.
رد مع اقتباس