عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-09-2011, 08:48 AM
الصورة الرمزية ابن روزه
ابن روزه ابن روزه غير متواجد حالياً
مراقب عام
 






ابن روزه is on a distinguished road
افتراضي ابن فاران الرجل الكريم المضياف بيت الجود والكرم

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


من هو ابن فاران

إنه ذلك الرجل الكريم الذي نذر حياته لإسعاد غيره(( حرث وذرا- صرم وداس ))لا ليكنزها ولكن ليسد رمق عابري السبيل القاصدين بيت الله الحرام للحج أو العمرة , وكذلك العائدين إلى ديارهم , لم يفرق بين صغير وكبير , بين متجمل بالهندام أم مشققة ملابسه . حالق أم أشعث أبيض أم اسود , يعرفه أم ينكره . كان مجلسه في طريق القوافل المسافرة أو العائدة نزل إليهم من ( قرية آل نعمه الدوسيه والمرتفعة والتي لا تمر عليها القوافل) إلى تربه ( قرية البيضاني) حيث مرورهم السهل لم يكبد هم عنى الطريق فوق ما تكبدوه من ديارهم حتى وصلوا إليه بعضهم شهور يجد في السير والبعض أيام .كان للمستعجل نصيب فيحمل ما قدر له ويأكل في الطريق وهو ساير. وللجالس نصيب أيضا فالوجبات الثلاثة جاهزة غير ما يعطى يتقوى به على السفر نسأل الله له الرحمة والغفران وقد أكرمه ربه بمحصول وفير وهو أكرم على من سلك هذا الطريق والحم لله فهو المنعم والمكرم والرازق ولكن من يقدر هذا الرزق ويتفضل باليسير . إنه كان ينفق فيزداد محصوله تجف الأودية والمياه عنده منسابة تحصل أفات. فكان دعاء الخلق حاميا لها.. الرب كريم يستجيب دعاء خلقه..
هذه القصة سبق أن نشرتها في مجلة تجارة الباحة بعددها رقم93السنة السادسة عشرة محرم –صفر 1423هـ
ابن فاران

قال تعالى (وَمَآ أَنفَقْتُم مِن شئ فَهُو َيُخْلِفُهُ وهُوَ خيرُ الرازقين) وقال بعض الحكماء أصل المحاسن كلها كرم وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام ، وسخاؤها بما يملك . وقال صلى الله عليه وسلم تجاوزوا عن ذنب السخي ، فآن ن الله آخذ بيده كلما عثر وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيدا عن النار . وقال الشاعر
وله ألفُ جفنه متر عات ... كل قدر يمدها ألف قدر
أما في شعرنا الشعبي فهناك أوصاف كثيرة عن الكرم والجود والسخي ويحضرني قصيدة لأحد الشعراء في تشبيه الصحون وما فيها من الطعام نأخذ منها هذا البيت المناسب لهذا المقال فقال
صحونهم تشبه لقيزان الأحسبة
وسكان الجزيرة العربية ولله الحمد اشتهروا بالكرم وزهران يشهد لهم القاص والدان وعرفوا به وشهد بذلك كل من وطه قدمه ديارهم في الأيام الماضية والحاضرة .
والذي دعاني لكتابة هذه المقدمة سؤال من أحد الأخوة سألني عن اسم الشخص الذي كان يجهز الطعام للحجيج أثناء مرورهم من تربة زهران ذهابا وإيابا لوجه الله الكريم لا يريد مالا ولاجاها فهو في منطقة نائية بين جبلين . ورغم ذلك فقدوره جاهزة ليلا ونهارا , وأردف السائل أيضا إلى أية قرية ينتسب , وفي بادي الأمر أبديت استغرابي فأعرف إن الكرم متصل في زهرا ن وغيرهم من القبائل العربية , ولكن لم اسمع بهذا الرجل الكريم المضياف وكان بجوارنا الشيخ احمد بن مرضى البرتاوى الذي يقارب من الخامسة والتسعين أمد الله في حياته قال نعم انه( ابن فاران ) الدوسى من قرية آل نعمة والذي كان يسكن شمال قرية البيضاني في تربة زهران وهذه القرية تابعه لقرية آل نعمة ثم أضاف ولقد مررت عليه في أحد سفراتي وشاهدت بأم عيني ذ لك , وكان منزله أشبه بخلية نحل من الحجاج في ذهابهم وإيابهم , وعمّر بيته بالوافدين ,وامتلأت الساحات المحيطة بالبيت بالحجاج وهو ومن معه من العبيد في خدمة الضيوف وكأني بهم يرددون قول الشاعر
وأني لعبد الضيف مادام نازلا ولاشيمة لي غيرها تشبه العبد
ولا يخلوا قدرا ألا والأخر جاهز وهذا دأبه أكثر أيام السنة كما أنه يزود بعض المسافرين من المحتاجين ببعض ما يساعدهم ويعينهم علي السفر, وكانت مزارعة على ضفتي وأدى تربة غربا وشرقا وقد بارك الله له فيها فكثر إنتاجها.
بعد هذا السئول والجواب وأنا أسمع وكانها من قصص الخيال وأردد في نفسى كيف هذا الرجل الطيب نحسبه كذلك والله حسيبه . ينسى بعد أن ذاع صيتة وأشتهر بكرمة في المنطقة وسار بخبرة الركبان , لقد حز في نفسى ذلك فأجببت أن أشرك قراء مجلة تجارة الباحه الغراء

بخبر هذا الرجل رحمة الله .
وحيث أنه يبعد عن قريتى عدة كيلوا مترات فقد أجريت عدة اتصالات بكل من الشيخ عبد ربه بن فرحة شيخ دوس بني علي وهو يقارب التسعين والشيخ عوض بن خضران شيخ بنى منهب وبالطفيل والشيخ يحيى بن خضران عريفة آل نعمة وغيرهم حتى أستوثق عن من أكتب عنه فعلمت إن اسمه(احمد بن عطية بن فاران) وكان عريف قرية آل نعمة وقد سار إلي رحمة الله مابين العقد الخامس والسادس من القرن الرابع عشر الهجرى وإن أخيه علي بن عطية استلم عرافة القرية من بعدة ثم أنتقلت بعدة الى الشيخ يحيى بن خضران الزروق. وقد امتدح هذا الأخير الأستاذ علي السلوك في معجمه.
وقد خلف من بعده ولدان هما (محمد وفيصل ) وقد أضاف الأستاذ يحيى الزروق أنه في خلال تواجده في منطقة عسير في مهمة التدريس , ولما علموا أنه من دوس سئل عن( ابن فاران هذا ) من بعض الطاعنين في السن والذين سبق لهم معرفته اثناء سفرهم للحج . وأكدوا له عما كان يقدمة لهم بنفس راضية وأن منزله وما حوله كـأن استراحة عامة وترحموا عليه كثيرا .
وفي أثناء جمع هذه المعلومات وجدت أن أكثر الناس لهم به سابق معرفة من كثرة حديث المجالس وقد أثناء عليه من يعرفه ومن سمع عنه .فلا أعتقد إنه دار بخلدة آنذاك أن يأتي أحدا بعد أكثر من ستين عاما ويكتب عنه من السماع ولكن كما قيل الكريم قريب من الله .اذا من حقه علينا أن نشيد به ونترحم عليه . فهو رمز من رموز الكرم وعرف به. بقى أن نوجه كلمة للشباب الذين لديهم موهبة كتابة السرد القصصي بتناول مثل هذا الشخص لإمتاع القراء . وعلينا مواصلة الكتابة عن أمثال ابن فاران في تهامة وألسراة
أمامزارع ابن فاران فقد اندثرت من جملة المزارع المندثرة في المنطقة ككل.
وأخيرا رحم الله الشاعر احمد شوقي عندما قال
فأختر لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للا نسان عمر ثان

والله من وراء القصد


والقيزان بمعني التلال المرتفعة تشاهد من مسافات بعيدة كدليل للمسافر وهو بهذا يشبه الصحون ومابها وعليها من طعام كمثل التلال
==
بقلم المؤرخ الكبير قينان الزهراني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس