عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2012, 04:35 AM   #30
براااق الحـــازم
 
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
 







 
براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي رد: برقيات برّاق...(محاولة لتكوين هامش)

.





.

لماذا الالحاد؟


هل هو فراغ معرفي او ثقافي؟ هل هو حاجة للتفرد ام بحث عن مفقود؟ ام هو حالة ابداعية؟ ام مرض نفسي؟ ام نظرية يجدر بنا الحوار حولها؟

اذا نظرنا الى تعابير الفلاسفة وديالتيكياتهم القديمة والحديثة نجدها تساهم في تأزيم العقل نحو غاية عقيمة, والبحث عن المـُثل النظرية وتمجيد الذات المجادلة, بعيدا عن حقيقة الغيات سواء كانت من ضروريات البحث عن الحقيقة او من العبث الممجوج والسفسطة اللفظية.

كانت المداخل التي تؤرخ لعالم الفلسفة جزء من الحوار بين الانسان والطبيعة ثم وصلنا الى حوار العقل للعقل. بين هاتين النقطتين تأسست المدارس الكبرى في عالم الالحاد والعدمية.
وهنا ينشئ سؤال عرضي..


هل ساهم المنطق والفلسفة في تحرير العقل او "موته" ؟

المشكلة ان النتائج التي خرجت من عباءة البحث النظري وحتي التطبيقي فيما يتصل بحرية الفكر والتجريب سواء كان فلسفي او مادي, وسعت الهوه ووضعة العراقيل و اسست لعلاقة غير طبيعة بين الحقائق الكونية الكبرى وعلاقة الانسان بما حوله.. لنصل الى ان الفطرة السليمة والتي هي من اعظم الحقائق "الربانية" حتي في عالم الحيوان, تـُناقش على انها غريزة او نزعة عرضية لا علاقة لها بحقيقة الوجود.. وان دخلت ضمن اليات ما تقتضيه حركته.

لكن لا يجيب هذا النقاش عن سؤال هام هو: من شرّع أليات وحركة الوجود؟

من هنا اؤسست المداخل الفلسفية الكبرى في علاقة الانسان بقضية الوجود, من منطلق فلسفة الفطرة او الغرائز, والبحث من خلال هذه الفلسفة عن طرائق للدخول في "فتحات المنطق السوداء"

عُبد الكون بما فيه, ثم عبدة الارض بما فيها, ثم عبدة المادة, وعبدة الفكرة, والان يعبد ما بعد الفكرة...وهي مرحلة تجاوز فيها الكثيرين خطاب الوجوديين والعدميين وكبار الملحدين, انها البحث في المطلق وخلق اله في الفراغ الذي لم تستطع ان تلغيه كل فلسفات التاريخ.

انها حالة من ارهاق العقل القاصر عن الاحاطة بالحكمة والاعتراف بالقصور, والدليل على ان الملحدين في الله وآياته ورسله يهربون من الحوار من تسليمهم بالفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها, ويتوجهون الى ترك الاجابات عن الثوابت الكبرى للوجود معلقة لا يستطيعون الخوض فيها الا من خلال المُـثل والنظريات العقلية التي تذهب وبعيدا وتعود عبر مسافات فلكية من الجدل, في ذات نقطة البداية.. دون اجابة.

والحقيقة ان الملحد يخلق له اله وشريعة وانبياء وهميين, يعبدهم ويتقرب اليهم بشرائع وضعها هو من تلقاء نفسه, ولهذه الآلة اشكال عدة كالتي في غابر الزمن, لكنها اخذت اشكال اكثر ميتافيزيقية تمشيا مع الحالات الفكرية التي وصل اليها صراع العقل مع العقل.. لان هذا هو مطلب الغريزة البشرية, وان الحد الانسان, لكنها فطرة مريضة.

لذلك لا يمكن ان تكون الحرية المريضة للعقل ابداع او تفرد او ثقافة, ولا يمكن ان يكون الحق والباطل ندان, ولا يمكن ان تكون الفطرة والغريزة قيمة من قيم الذات المطلقة.

وان انتجت الادب والفن وتاجرت بالحرية والاديان.

انها حيرت العقل وشقاء الانسان وتبختره بلباس الكبر والجحود.

لقد انتج الالحاد مجتمعات واشخاص حيوانيون بكل معنى الكلمة تائهين بين الكحول والجنس تارة وبين الجنون والضياع والحيرة تارة اخرى.

قال تعالى:

*( ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( 30 ) ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ( 31 ) وإن كل لما جميع لدينا محضرون ( 32 )

ـــــ

· ( ياسين)

..

.
براااق
2012

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
براااق الحـــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس