الموضوع: رنده الاندلس
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-05-2012, 10:22 PM
ابو نضال الدوسي ابو نضال الدوسي غير متواجد حالياً
الإشراف العام
 






ابو نضال الدوسي is on a distinguished road
افتراضي رنده الاندلس


في طريق جبلي يشبه جبال السروات صعدنا الى مدينة رنده التي تبعد عن ماربيا حوالي 45 كم
وكان الامطار تهطل بغزارة طوال الرحله ورغم ذلك كانت المناظر الخلابه تأسر الالباب
وصلنا الى اهم قلعة كانت للمسلمين الى ما قبل 500 عام تقريبا ابان القرون الثمانيه لحكم الاندلس
وكانت كباقي المدن تحكي عظمة الحضارة الاسلاميه وتحكي قصة تضييع اهلها لها
ولعلي اكتفي بقصيدة ومرثية احد ابنائها ابو البقاء الرندي والصور التي التقطناها من هناك بالاضافة الى ما نقلته من اخبارها



رُندة -Ronda :منقول
وهي مدينة غرب ملقا أو مالقة، تقع على نهر ينسب إليها.
قال الحميري في (الروض المعطار) (ص 269): "مدينة قديمة بها آثار كثيرة".
ووصفها لسان الدين ابن الخطيب في "المشاهدات" (ص 95) بأنها: "أم جنات وحصون وشجرة ذات غصون وجناب خصيب".
وقد اشتهر من هذه البلدة الأديب الناقد الفقيه الشاعر أبو البقاء الرُندي رحمه الله صاحب القصيدة الشهيرة الذائعة في رثاء ما سقط لزمانه من مدن الأندلس ومناطقها:
لكل شيئ إذا ما تم نقصان@@@@ فلا يغر بطيب العيش إنسان
وقد كانت رُندة من أهم القواعد الأندلسية، ثم كانت بعد ذلك من أهم مدن مملكة غرناطة الإسلامية. ولما سقطت رُندة بخديعة من القشتاليين سنة 890 هجري أصبح الطريق ممهدا لاستيلاء النصارى على مالقة و بالفعل فقد سقطت مالقة سنة 892 هجري.
قال الأستاذ محمد عبدالله عنان رحمه الله : "وما زالت رُندة فضلا عن طابعها الأندلسي تحتفظ بطائفة هامة من الآثار الأندلسية".
وقال في نهاية الأندلس: "استولى القشتاليون على رُُندة في جمادى الأولى 890 هجري ثم استولوا بعد ذلك على سائر الأماكن والحصون الواقعة في تلك المنطقة. وكان سقوط هذه المدينة الأندلسية التالدة ضربة شديدة للمسلمين. وبسقوطها انهارت كل وسائل الدفاع عن منطقة الغربية. وأصبح القشتاليون يهددون ثغر مالقة من الغرب ..." ص 270 وما بعدها.
يوجد في الرندة ثلاثة جسور تعتبر من أشهر المعالم في المدينة وهي: الجسر الروماني, والجسر القديم والمعروف أيضاً بالجسر العربي, والجسر الجديد الذي يمتد للوادي. وتعتبر تسمية الجسر الجديد بهذا الاسم غير دقيقة, لأن الجسر بدأ بناءه عام 1751 وتم الانتهاء منه عام 1793. ويُعد الجسر الجديد أطول الجسور حيث يمتد على ارتفاع 120 متر (390 قدم) فوق قاع الوادي.
ويوجد في الرندة حلبة لمصارعة الثيران هي الأقدم في تاريخ إسبانيا وتم بنائها من قبل المعماري خوسيه مارتن دي عام 1784, وهو أيضاً من قام بتصميم الجسر الجديد. ويوجد تحت المدينة (حمامات عربية) يرجع تاريخها إلى القرنين 13 و14. كما توجد قاعة البلدية بالقرب من الجسر الجديد ومطلة على الوادي.


رثاء الأندلس _ ابو البقاء الرندي

لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ --- كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ --- وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ --- وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب --- وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له --- حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك --- كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه --- وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ
كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ --- يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة --- ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها --- ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له --- هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ --- حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
فـاسأل(بلنسيةً) ما شأنُ(مُرسيةً) --- وأيـنَ(شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم --- مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ --- ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما --- عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ --- كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
عـلى ديـار مـن الإسلام خالية --- قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ --- مافـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ --- حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ --- إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ --- أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها --- ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً --- كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ --- كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ --- لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ --- فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم --- قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟
لمـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ --- وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟
ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ --- أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ --- أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ






























































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لنا الغرف العليا من المجد والعلى ... ظفرنا بها والناس بعد توابع

يشرف أقواما سوانا ثيابنا ... وتبقى لهم أن يلبسوها سمائع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس