بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم )) متفق عليه .
** الشرح **
هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي هريرة رضي الله عنه كلها تدل على فضل الذكر . [1]
الأول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم )) كلمتان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خفيفتان على اللسان , وهما أيضاً ثقيلتان في الميزان , إذا كان يوم القيامة ووزنت الأعمال ووضعت هاتان الكلمتان في الميزان ثقلتا به .
والثالث : حبيبتان إلى الرحمن , وهذا أعظم الثوابين , أن الله تعالى يحبهما وإذا أحب الله العمل أحب العامل به , فهاتان الكلمتان من أسباب محبة الله سبحانه وتعالى لعبده .
ومعنى : (( سبحان الله وبحمده )) , أنك تنزه الله تعالى عن كل عيب ونقص وأنه الكامل من كل وجه جل وعلا , مقروناً هذا التسبيح بالحمد الدال على كمال إفضاله وإحسانه إلى خلقه جل وعلا وتمام حكمته وعلمه وغير ذلك من كمالاته .
(( سبحان الله العظيم )) يعني : ذي العظمة والجلال فلا شيء أعظم من الله سلطاناً ولا أعظم قدراً ولا أعظم حكمة ولا أعظم علماً فهو عظيم بذاته وعظيم بصفاته جل وعلا , سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم .
تنبغي للإنسان أن يكثر منهما وأن يداوم على قولهما لأنهما ثقيلتان في الميزان وحبيبتان إلى الرحمن , خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
[1] هناك حديثان آخران عن أبي هريرة رضي الله عنه , اخترنا الأول للشرح وهو المذكور أعلاه .
... .. ... .. ... .. ... .. ... .. ... .. ...
المصدر : شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
المجلد الخامس – كتاب الأذكار – باب فضل الذكر والحث عليه – ص 485 – 487 .