رد: (( ذكريات وطرائف وأساطير من الذاكرة الشعبية في الإمارات ))
أبو الصراصر؟؟؟
أبو الصراصر هو الذي تكون المنطقة ما بين عينه وأذنه كبيرة أي كبير الصدغ ، وهذه صفة غالبا ما تطلق على القط ( الشبعان ) ولكن أحيانا يسمى ( بو الغزوز ) أي كبير الخدود ، أما الصفة الأكثر ارتباطا والتصاقا بالقط هي الشراهة ، فهو ( الأكيل ) بلا منازع ، والكبير منهم يسمى ( قطو المطابخ ) ، وقد اكتسب هذا الأسم من كثرة تردده على المطابخ .
للقطط أسماء كثيرة نبدأها باسم ( قطو ) وهو الأسم الأكثر شيوعا في الخليج ، وللتصغير يقال ( قطيو ) والأنثى ( قطوه ) وأهل المنطقة الشرقية في الإمارات وأهل عمان يقولون ( سنور ) وفي الكويت يسمى قطو المطابخ الكبير ( عتوي ) ، وفي مصر يسمونها ( أطه ) وفي سوريا ( بسه ) أما في لبنان يقولون ( بسينه ) .
حسنا لنعود إلى صلب الموضوع ، فأنا لست بصدد كتابة السيرة القطية ، ولكنها بعض المعلومات والمغامرات التي نود تقديمها بغية التحذير من ( بو الغناغين ) وهو الأسم الحركي لعزيزنا القط ، والذي اكتسبه من شدة ولعه بغناغين الأسماك ، أي خياشيمها .
أما القطة السوداء فهي علامة الشؤم عند الناس ، والبدين من الناس غالبا ما تطلق عليه تسمية القط ، ويقال له ( شو تاكل عند عميان ) فالقط صفة للشره كثير الأكل ، والقط أيضا صفة للسارق ، ولكن هذه الصفة لم يكتسبها لأنه كثير الأكل ، بل لأنه إذا جاع أي القط أو لفت نظره طعام ما ، سرقه من أجل إشباع شهوته العارمة في الأكل .
وفي هذا المقام تحضرني قصة طريفة حدثت في بيتنا عندما كنا صغار نربي قطة جميلة ، وفي يوم من الأيام تزوجت هذه القطة من ( قطو عتوي ) بو الصراصر ، وكان أبيض اللون ولا يتسم بأي صفة من صفات النظافة أو الأدب ، ولذلك فقد كنا نطرده دائما من اجتماعه بقطتنا العزيزة ، وفي يوم من الأيام كانت الخادمة تضع بعض السمك المتجمد في إناء به ماء استعداد لطبخه ولكنها فوجئت لاختفاء سمكتين ، ووقعت التهمة على أحد إخوتي الذي كان ذاهبا في رحلة في نفس تلك الفترة ، ولكن بعد إعداد وجبة الطعام اكتشفنا أنه لا توجد في القدر سوى سمكة واحدة ، أي أن السمكة الثالثة قد سرقت أيضا فانقلبت التهمة على الخادمة وقد حصل ما حصل ، وفي اليوم التالي خرجنا من داخل البيت على صراخ أخي خالد ( رحمه الله ) وإذا بنا نفاجأ بذلك القط ( العتوي بو الصراصر ) وهو يجلس فوق الجدار ووجهه ملطخ بالمرق الصالونه حتى أن لونه أصبح برتقاليا وجسمه بقي على حاله أبيضا ، فعرفنا على الفور بأنه هو السارق .
أما القصة الثانية فهي عن قطة سوداء تسمى ( البطرانه ) كانت تربيها إحدى الأمهات في إمارة عجمان ، وكانت تلك المرأة تبالغ في تدليلها وتغالي فيها حتى أنها أي البطرانه لا تنام إلا في فراش مربيتها ، من الطريف أنه في يوم من الأيام تعرضت تلك القطة إلى حادث دهس من قبل إحدى سيارات الأجرة ، فسارع الجميع إلى إبعادها عن مكان الحادث وأعدوا لها وصفة شعبية هي ( الكركم بالحليب ) ووضعوه على سائر جسدها ، وأعدوا لها بيضا مقليا لتأكله ، وبالغوا في رعايتها حتى شفيت ، ولكن بعد فترة وجيزة تعرضت البطرانه لأنفلونزا حادة ، وسيلان في الأنف وقي شديد ، وقد عولجت بوضع ( فكس ) على رأسها وعجينة ( البندول ) على رقبتها وجبينها ، وروعيت رعاية شاملة حتى تماثلت للشفاء ، ولكن للأسف أثر الفكس على شعر رأسها فتساقط ، ولكساء تلك الصلعة أخذوا يدهنون رأسها بمادة ( النيل ) الشعبية مع زيت الشعر الهندي ( تاتا ) وقصاصات من البراقع حتى نما شعرها بالفعل ، ولكن ما أن استعادت شعرها حتى أخذت تقف أمام باب البيت ، ومن أعجبها أدخلته ، ومن لم يعجبها عضته ، حتى كانت تلك النهاية البشعة ، حيث أنها أكلت طعاما مسموما كان قد وضع للفئران فماتت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن القصص الموروثة في الإمارات أن الكلب إذا كان في البيت فهو يدعو بالخير والعافية لأهل البيت ، ويقال بأنه يقول :
( يعلكم سبعة في البيت كلمن يقوم ويطعمني ) .
أما القطة إذا كانت في البيت فإنها تدعي على أهل البيت بالعمى ، وعندما تأكل وتهمهم تقول :
( يعلكم ما تشوفون وأسرق السمك من أيديكم ) .
والغدر صفة تلازم القطط أيضا ، فإذا اقترف أحد الناس مثلا فعلا غادرا قالوا له :
( لا تسوي مثل القطوه ، يوم تيوع تاكل عيالها ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|