عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2006, 10:15 PM   #2
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتصرم أم تواصلك النجود
أتصرم أم تواصلك النجود ؟= وليسَ لها وإنْ وصلتك جُودُ
إذا لا ينتها مطلت ولانت=وفيها حين تَنْزُرُها صُلودُ
تُشيرُ إلى الحديثِ بِحُسْنِ دَلٍّ=عن الفحشاء معرضة ٌ حيود
لها وجهٌ كصحنِ البدر فخمٌ=ومنسجرٌ على المتنين سود
وعينا برغزٍ خرقٍ غريرٍ=وزان النحر واللبات جيد
ترى فوق الرهاب لها سموطاً=مع الياقوت فصله الفريد
وأعظمها مبتلة ٌ رواءٌ=وذو عكنٍ وإن طعمت خضيد
من العين الجوازئ ليس يخزي=محاسنها الرياط ولا البرود
وقد عَبِقَ العبيرُ بِها ومِسْكٌ=يخالطه من الهندي عود
وتبسِمُ عن نقيِّ اللون غُرٍّ=لهُ أَشَرٌ ومنهِلُهُ بَرودُ
شفاءٌ للعميد فلم تنله=وكان بمثله يشفى العميد
يَراحُ القلبُ ما دامتْ قريباً=وذِكْراها وإنْ شحطتْ تصيدُ
وعوص الدهر بالإنسان جسمٌ= ولا ينجي من التلف الجدود
إذا ما المرءُ غالَتْهُ شَعوبٌ=فما للشامتين به خلود
وكُلُّ منعَّمٍ وأخي شقاءٍ=ومثرٍ والمقل معاً يبيد
إذا ما ليلة ٌ مرّتْ ويومٌ=أتى يومٌ ولَيْلتُه جَديدُ
أبار الأولين وكل قرنٍ=وعاداً مثلما بارت ثمود
ولا ينجي من الآجال أرضٌ=يُحَلُّ بِها ولا القَصْرُ المَشيدُ
وما لابد منه سوف يأتي=ولكن الذي يمضي بعيد
وَجَدتُ الناسَ شتّى شيمتاهُمْ=غوي والذي يهدى رشيد
مُريدُ الذمِّ مذمومٌ بخيلٌ=ومعطي المال منتجبٌ حميد
يُراحُ إلى الثناءِ له ثناءٌ=على مَهلٍ إذا بَخِلَ الزهيدُ
وخير الناس في الدنيا صنيعاً=على العلات متلافٌ مفيد
فصاحِبْ كلَّ أروعَ دهثميٍّ=ولا يَصْحبْكَ ذو الغَلَقِ الحديدُ
يرى ما نال غنماً كل يومٍ=صفاة ٌ حينَ تَخْبُرُهُ صَلودُ
وشرُّ مُصاحَبٍ خُلُقٌ قَسِيٌّ=ونعم الصاحب الخلقُ السديد
ووصل الأقربين سبيل حق=وقطع الرِّحْمِ مُطَّلَعٌ كؤودُ
إذا ما الكَهْلُ عُوتبَ زادَ شرّاً=ويُعْتِبُ بعدَ صبْوتِهِ الوليدُ
يغيض الأكثرون حصى رجالٍ=ويثرى بعد قلته الوحيد
ويُعطى المرءُ بعد الضَّعْفِ أَيْداً=ويَضْعُفُ بَعْدَ قُوَّتهِ الشديدُ
ويصرع خصمه ذو الجهل يوماً=ويَبْطُرُ عندَ حُجّتهِ الجَليدُ
ولا ينجي الجبان حذار موتٍ= ويبلغ عمره البطل النجيد
وطَلاّبُ التِّراتِ بها طلوبٌ=ذكيٌّ لا يحالفه الهجود
وشرُّ مُطالبِ الأوتارِ نِكْسٌ=من الأقوام جثامٌ لبود
فما بالي وبالُ بني لَكَاعٍ=عليَّ لهم إذا شبعوا فديد
إذا ما غِبْتُ عنهم أوعدوني=وأي الناس يقتله الوعيد ؟‍
متى ما يسمعوا رزي يدينوا=كما دانت لسيدها اليهود
لهُ من مدِّ عافية ٍ ورُودُ=مخافة أن أجدعهم سجود
بهرتهم وأفحم ناطقوهم=كما بهر المحملة الصعود
تفادَوْا مِن خُبَعْثِنَة ٍ هموسٍ=تُبوِّلُ من مخافتهِ الأُسودُ
هريت الشدق يقعص كل قرنٍ=على كتفيه من لبدٍ لبود
دقيقِ الخصرِ رحْبِ الجوفِ شَثْنٍ=كأن أخا تواليه عمود
وليسَ يَعيبني إنْ غِبْتُ إلاَّ=دعي أو دحيقٌ أو حسود
نفى عنّي العدوَّ قُراسياتٌ=قرومٌ من بني شيبان صيد
فمنهُمْ حينَ تَنْتَطِحُ النواصي=إذا ذكر المآثر والعديد
فمفروقٌ وحارثة ُ بن عَمْروٍ=هما الفرعانِ مجدُهما تليدُ
وساد الهانئان بني نزارٍ=ومن يُحلُلْ بأرضهما مَسُودُ
وبِسطامٌ تغمَّطَ والمثَنّى=بهِ فُضَّتْ من الفُرْسِ الجُنودِ
وعوف المأثرات وكل عهدٍ=وَفيٌّ حينَ تُنتقضُ العهودُ
وذو المانا أبو حرب بن عوفٍ=معاذته تفك بها القيود
وكان الحَوْفَزانُ شِهابَ حَرْبٍ= رئيس الناس متبعاً يقود
وفكّاكُ العُناة ِ أبو ثبيتٍ،=يزيدُ بعدَه منّاً يزيدُ
وعُدَّ أبا الوجيهة ِ في نُجومٍ=نجومٍ جمّة ٍ تلك السُّعودُ
قبيصَة ُ وابن ذي الجَدّين منهم=وأشرسُ والمجبّة ُ والشريدُ
وعمرو والأغن عميد حي=وكلٌّ في أرومته عميد
وسادَ ابنَ القُريمِ وكان قَرْماً=أخا حربٍ يشب لها الوقود
وحمال المئين أبو حماسٍ=أناب بها إذا ضلع اللهيد
وجادَ ابنُ الحصينِ وكان بَحْراً=وللهزهاز عند الجهد جود
ومصقلة ُ الذي أجدى وأعطى
به عتقٌ لسامة بعد رقً=إذ ابطت عن فكاكهم الوفود
جُلودُهُمُ من العَثَراتِ مُلْسٌ=نقياتٌ إذا دنس الجلود
أولئكَ أُسرتي سأذودُ عنهم=إذا ما خامَ عنهمْ منْ يَذودُ
بِغُرٍّ من قَوافٍ نافِذاتٍ=جوارحَ في الصُّدورِ لَها خُدودُ
فشعري كله بيتان : بيتٌ=أثقِّفه، وقافية شَرودُ
وإني حاكمٌ في الشعر حكماً=إذا ذكر القوافي والنشيد
فخيرُ الشِّعرِ أَكْرَمُهُ رِجالاً=وشر الشعر ما نطق العبيد
شُهودي الناسُ أنْ قد قلتُ حقّاً=وكانَ الحقُّ يوجِبُهُ الشُّهودُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ=وبِبَيْنٍ مُودَّعٍ واحتمالِ
وانتضوا أينق النجائب صعراً=أَخَذوها بالسَّيْر بالإرقالِ
وَاعْتَلَوْا كلَّ عَيْهَمٍ دَوْسَرِيٍّ=أرحبي يبذ وسع الجمال
فكأن الرياض أو زخرف المجـ=ـدَلِ مِنْها على قُطوعِ الرحالِ
عدلوا بينها وبين عتاقٍ=مُقْرَباتٍ تُصانُ تحتَ الجِلالِ
فهي قبٌّ كأنهن ضراءٌ=كقداح المفيض أو كالمغالي
خَرَجوا أَنْ رَأَوْا مَخيلَة َ غَيْثٍ=من قصورٍ إلى رياض أثال
يومَ بانوا بكلِّ هيفاءَ بِكْرٍ=ورَداحٍ وطَفْلة ٍ كالغَزالِ
بكراتٌ أدمٌ أصبن ربيعاً=أو ظباءٌ أَوْ رَبْرَبٌ في رِمالِ
فَهْيَ بيضٌ حُورٌ يُبَسِّمْنَ عن غُرْ=رٍ وأنيابُهُنَّ شَوْكُ السِّيالِ
جاعلاتٌ قطفاً من الخز والبا=غز حول الظباء فوق البغال
جازئاتٌ جمعن حسناً وطيباً=وقَواماً مِثْلَ القَنا في اعْتدالِ
غص منها بعد الدماليج سورٌ=والخلاخيلُ والنُّحور حَوالِ
فكأن الحلي صيغت حديثاً=يتألقن أو جلاهن جال
ثُمَّ زَفَّتْ تعدو بِزقٍّ جِفالِ=مخطفات البطون ميث النوالي
لثن خمراً على عناقيد كرمٍ=يانعاتٍ أَتْمِمْنَ في إكمالِ
فهي تُبدي طوْراً وتُخفي وُجوهاً=كل وجهٍ أغر كالتمثال
كالدمى حسنهن أربهى على الحسـ=ـن ويضعفن في تقى ً وجمال
لابساتٌ غض الشباب جديداً=مثقلاتٌ تنوء بالأكفال
جاعلاتٌ من الفرند دروعاً=والجلابيب من طعام الشمال
يتأزرن بالمروط من الخـ=زِ ويَرْكُلْنَها بِسُوقٍ خِدالِ
فإذا مامشين مالت غصونٌ=مِلْنَ نحوَ اليمينِ بَعْدَ الشِّمالِ
يَتَقَتلْنَ لِلْحليمِ مِنَ القَوْ=م فيسبينه بحسن الدلال
وإذا مارمينه جانبياً=أو عشيراً أَقْصَدْنَهُ بالنِّبالِ
ولقد قُلتُ يومَ بانوا بصرمٍ=كيف وَصْلي من لا يُجِدُّ وصالي
وإذا ما انطوى أخٌ ليَ دوني=فجديرٌ إن صَدَّ أَنْ لا أُبالي
كل ما اختصتني به الله ربي=ليس من قوتي ولا باحتيالي
لو أطيع الشموع أو تعتليني=زل حلمي ولامني عذالي
وإذا ماذكرت صرف المنايا=كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ
كل عيشٍ ولذة ٍ ونعيمٍ=وحياة ٍ تودي كفيء الظلال
كَفَّني الحِلْمُ والمشيبُ وَعَقْلي=ونهى اللهِ عَنْ سبيلِ الضلالِ
وأرى الفقر والغنى بيد اللـ=ـهِ وَحَتْفَ النُّفوسِ في الآجالِ
ليس ماءٌ يروى به متعفوه=واتنٌ لا يغور، كالأَوْشالِ
قد يغيض الفتى كما ينقص البد=ر وكلٌ يصير كالمستحال
فمحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ=بعدما كان ناشئاً كالهلال
ليس يغني عنه السنيح ولا البر=ح ولا مشفقٌ زمام قبال
فإذا صارَ كالبَلِيَّة ِ قَحْماً=هو مر الأيام بعد الليالي
وكَسَتْهُ السِّنونَ شيباً وضَعْفاً=وطَوَتْ خَطْوَهُ بِقَيْدٍ دِخالِ
عادَ كالضَّبِّ في سنينَ مُحُولٍ=عادَ في حُجْرِهِ حليفَ هُزالِ
ليس حي يبقى وإن بلغ الكبـ=رة إلا مصيره لزوال
كلُّ ثاوٍ يَثْوي لحينِ المنايا=كجزورٍ حبستها بعقال
إن تمت أنفس الأنام فإن الـ=ـله يبقى وصالحَ الأعمالِ
كلُّ ساعٍ سعى لِيُدْرِكَ شيْئاً=سَوْفَ يأتي بِسَعْيهِ ذا الجَلالِ
فَهُمُ بينَ فائِزٍ نالَ خَيْراً=وشقي أصابه بنكال
فولاة الحرام من يعمل السو=ءَ عدوٌّ حربٌ لابنِ الحلالِ
إنَّ مَنْ يركَبُ الفواحشَ سِرّاً=حين يخلو بسوءة ٍ غير خال
كَيْفَ يَخْلو وعندَهُ كاتِباهُ=شاهدَيْهِ ورَبُّهُ ذو المِحالِ
فاتق الله مااستطعت وأحسن=إنَّ تقوى الإلهِ خيرُ الخِلالِ
وإذا كنت ذا أناة ٍ وحلمٍ=لم تَطِرْ عِندَ طَيْرة ِ الجُهّالِ
وإذا ما أَذَلْتَ عِرْضَك أودى=وإذا صِينَ كانَ غيرَ مُذالِ
ثُمَّ قُلْ للمُريد حَوْلَ القوافي:=إن بعض الأشعار مثل الخبال
أَثْقِفِ الشِّعْرَ مرّتين وأَطنِبْ=في صُنوف التشبيبِ والأمْثالِ
وفلاة ٍ كأنها ظهر ترسٍ=عُودُه واحدٌ قديمُ المِطالِ
حَوْمة ٍ سَرْبَخٍ يَحارُ بها الرَّكْـ= ـب تنوفٍ كثيرة الأهوال
جبت مجهولها وأرضٍ بها الجـ=ـن وعقد الكثيب ذي الأميال
وعَدابٍ منْ رَملة ٍ ودَهَاسٍ=وجِبالٍ قَطَعتُ بَعْدَ جِبالِ
وَسُهوبٍ وكلِّ أبطحَ لاخٍ=ثم آلٍ قد جبت من بعد آل
بعقامٍ أجدٍ تقلج بالرا=كِبِ عَنْسٍ جُلالة ٍ شِمْلالِ
عيسجورٍ كأنها عرمس الوا=دي أَمونٍ تزيفُ كالمُختالِ
فإذا هجتها وخافت قطيعاً=خَلَطَتْ مَشْيَها بِعَدْو نِقالِ
كذعورٍ قرعاء لم تعل بيضاً=ذات نأيٍ ليست بأم رئال
خَدَّ في الأرضِ مَنْسِماها وزَفَّتْ
فهي تهفو كالرِّمْثِ فوق عَمودَيْـ=ـنِ عَلَتْهُ مُسْوَدَّة ُ الأَسْمالِ
وَهْيَ تَسْمو بِذي بلاعيمَ عُوجٍ=أصقع الرأس كالعمود الطوال
فيها كالجنون أو طائف الأو=لقِ مِنْ ذُعْرِ هَيْقة ٍ مِجْفالِ
أو كجأبٍ مكدمٍ أخدري=حول أُتنٍ لواقح وحيال
يَرْتَمي الريحَ من سَماحيجَ قُبٍّ=بِنُسالٍ تطيرُ بعدَ نُسالِ
فرعاها المصيف حتى إذا ما= رَكدَ الخاطِراتُ فَوْقَ القِلالِ
حثها قارحٌ فجالت جميعاً=خشية ً من مكدمٍ جوال
فهو منها وهن قودٌ سراعٌ=كرقيب المفيض عند الخصال
سحره دائمٌ يرجع يحدو=ها مصرٌ مزايلٌ للفحال
فإذا استاف عوذاً قد أقصت=ضَرَحَتْهُ تَشيعُ بالأَبْوالِ
وكأنَّ اليَراعَ بين حَوامٍ=حينَ تعْلو مَرْوٌ وسُرْجُ ذِبالِ
ونحاها للورد ذات نفوسٍ
نحو ماءٍ بالعرق حتى إذا ما نَقَعَتْ أَنْفُساً بِعَذْبٍ زُلالِ
عرفَ الموتَ فاستغاثَ بأَفْنٍ=ذي نَجاءٍ عَطِّ الحَنيفِ البالي
فهو يهوي كأنه حين ولى=حَجَرُ المِنْجَنيقِ أو سَهْمُ غالِ
ذاك شبهته وصاحبة الـ=فِ قَلوصي بعدَ الوَجا والكَلالِ
تَنْتَوي من يزيدَ فضلَ يَدَيْهِ=أَرْيحيّاً فَرْعاً سَمينَ الفَعالِ
حَكَمِيّاً بين الأعاصي وحَرْبٍ=أبطحي الأعمام والأخوال
أُمَّهُ مَلْكة ٌ نَمَتْها ملوكٌ=وهي أهل الإكرام والإجلال
أمها بنت عامر بن كريزٍ=وأبوها الهمام يوم الفضال
تلك أمٌ كست يزيد بهاءً=وجمالاً يبذ كل جمال
وأبوه عبد المليك نماه=زاد طولاً على الملوك الطوال
فَهْوَ مَلْكٌ نَمَتْهُ أيضاً مُلوكٌ=خير من يحتذي رقاق النعال
حالف المجد عبشمياً إماماً=حل داراً بها تكون المعالي
أريحيّاً فرْعاً ومعقِلَ عِزٍّ=قَصُرَتْ دونَهُ طِوالُ الجِبالِ
أُعطيَ الحِلْمَ والعَفافَ مع الجو=د ورأياً يفوق رأي الرجال
وحباهُ المَليكُ تقوًى وبِرّاً=وهو من سوس ناسكٍ وصال
يقطعُ الليلَ آهَة ً وانْتِحاباً=وابْتهالاً للّهِ أيَّ ابْتهالِ
راعَهُ ضَيْغمٌ من الأُسْدِ وَرْدٌ=جا بِلَيْلٍ يهيسُ في أَدْغالِ
تارة ً راكعاً وطوراً سجوداً=ذا دموعٍ تنهل أي انهلال
وله نحبة ٌ إذا قام يتلو=سوراً بعد سورة الأنفال
عادِلٌ مُقْسِطٌ وميزانُ حَقٍّ=لم يحف في قضائه للموالي
مُوفِياً بالعُهودِ من خَشْية اللاهِ =ومَنْ يَعْفُهُ يكنْ غَيْرَ قالِ
مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ تَقِيٌّ قَوِيٌّ=وهو أهل الإحسان والإجمال
ليس بالواهن الضعيف ولا القحـ=ـم ولا مودنٍ ولا تنبال
تم منه قوامه واعتدال الـ=ـخَلْقِ والرأيُ بالأمورِ الثقالِ
وهو من يعفه ينخ بكريمٍ=يَلْقَ جُوداً مِنْ ماجِدٍ مِفْضالِ
مثل جود الفرات في قبل الصيـ=ـفِ تَرامى تيّارُهُ بالجُفالِ
فَهْوَ مُغْلَولِبٌ وَقَدْ جَلَّلَ العِبْـ=ـرَيْنِ ماءٌ يُفيضُه غيرَ آلِ
فإذا ماسما تلاطم بالمو=ج جوادٌ كالجامح المستشال
فهو جون السراة صعبٌ شموسٌ=سار منه تيار موجٍ عضال
كَبَّ مِنْ صَعْنَباءَ نخلاً ودُوراً=وارتمى بالسفين والموج عال
وتَسامَتْ منهُ أواذيُّ غُلْبٌ=كَفِحالٍ تَسْمو لِغُلبِ فِحالِ
غير أن الفرات ينضب منه=ويزيدٌ يزداد جود نوال
وَهْوَ إنْ يعْفُهُ فِئامٌ شُعوبٌ=يبتد المعتفين قبل السؤال
ويذد عنهم الخلالة منه=بِسِجالٍ تَغْدو أَمامَ سِجالِ
فإذا أُبْرِزَتْ جِفانٌ من الشِّيـ=ـزى وفيها سَديفُ فَوْقَ المَحالِ
قتل الجوع والهزال فبادا=حين هر العفاة شحم المتالي
وكأن الترعيب فيها عذارى=خالصاتُ الألوانِ إلْفُ الحِجالِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
أرقتُ وشر الداء هم مؤرق=كأنّي أسيرٌ جانَبَ النومَ مُوثَقُ
تذكّرَ سلمى ، أو صريعٌ لِصَحْبهِ=يقول إذا ما عزت الخمر : أنفقوا
يُشِبُّ حُميّا الكأسِ فيهِ إذا انتشى=قديمُ الخِتامِ بابِليٌّ مُعَتَّقُ
يقولُ الشُّروبُ: أيُّ داءٍ أصابَهُ؟=أتخبيل جن أم دهاه المروق ؟
يَموتُ ويَحْيا تارة ً مِنْ دَبيبِها= وليسَ لهُ أنْ يُفصِحَ القيلَ منْطِقُ
وأعجب سلمى أن سلمى كأنها=من الحسن حوراء المدامع مرشق
دعاها إلى ظلٍّ تُزجّي غَزالَها=مع الحر عمري من السدر مورق
تَعَطَّفُ أحياناً عليهِ وتارة ً=تكاد - ولم تغفل - من الوجد تخرق
وللحلي وسواسٌ عليها إذا مشت=كما اهتزَّ في ريحٍ من الصَّيْف عِشْرِقُ
إذا قَتَلَتْ لم يُؤْدَ شيئاً قتيلُها=برهرهة ٌ ريا تود وتعشق
وتَبْسِمُ عن غُرٍّ رُواءٍ كَأَنَّها=أقاح بريانٍ من الروض مشرق
كأنَّ رُضابَ المِسْكِ فوقَ لِثاتها=وكافورَ دارِيٍّ وراحاً تُصَفَّقُ
حمته من الصادي فليس تنيله= وإنْ ماتَ ما غنّى الحمامُ المطوَّقُ
تكونُ وإنْ أعطتْك عهداً كأنَّها=إذا رُمْتَ مِنْها الودَّ نجمٌ مُحَلِّقُ
فبرح بي منها عداة ٌ فصرمها=عليَّ غرامٌ وادّكارٌ مُشوِّقُ
وقالَ العدوُّ والصديقُ كِلاهُما=لنابغة البكري شعرٌ مصدق
فأَحْكَمُ أَلْبابِ الرجالِ ذَوو التقى=وكل امرئٍ لا يتقي الله أحمق
وللناسِ أهواءٌ وشَتّى هُمومُهُمْ=تَجَمَّعُ أحياناً، وحيناً تَفَرَّقُ
وزرع وكل الزرع يشبه أصله=هم ولدوا شتى مكيسٌ ومحمق
فذو الصمت لا يجني عليه لسانه=وذو الحلمِ مَهْدِيٌّ وذو الجهل أَخْرقُ
ولست - وإن سر الأعادي – بهالكٍ=وليس يُنجّيني من الموتِ مُشْفِقُ
وأشوسَ ذي ضغنٍ تراهُ كأنَّهُ=ـ إذا أَنْشَدَتْ يوماً رُواتي ـ مُخَنَّقُ
ولم يأته عني من الشم عاذرٌ=خَلا أنَّ أمثالي تُصيبُ وتَعْرُقُ
وبدلت من سلمى وحسن صفاتها=رسوماً كسحق البرد بل هي أخلق
عفتها خسا الأرواح تذرى خلالها=وجالَ على القضِّ الترابُ المدقَّقُ
وغيرها جونٌ ركامٌ مجلجلٌ=أجشُّ خَصيفُ اللونِ يخبو ويَبْرُقُ
يلالي وميضٌ مستطيرٌ يشبه=مهامهَ محالاً بها الآلُ يخفقُ
تنوءُ بأحمالٍ ثِقالٍ، وكُّلها=ـ وقد غرقت بالماءِ ـ ريّانُ مُتْأَقُ
كأنَّ مصابيحاً غذا الزيتُ فُتْلَهَا=ذبالاً به باتت إذا التج تذلق
كأنّ خَلايا فيهِ ضَلّتْ رِباعُها=ولَجَّة ُ حُجّاجٍ وغابٌ يُحَرَّقُ
تَمَرَّضَ تَمْريهِ الجَنوبُ مع الصَّبا=تَهامٍ يَمانٍ أَنْجَدٌ وهو مُعْرِقُ
يَسُحُّ رَوايا فهو دانٍ يَثُجُّها=هَريتُ العَزالي كُلُّها مُتَبَعِّقُ
يُسيلُ رمالاً لم تَسِلْ قبلَ صَوْبِهِ=وشقَّ الصِّفا منهُ معَ الصخرِ مُغْدِقُ
سقى بعدَ مَلْحوبٍ سَناماً ولَعْلَعاً=وقد رَوِيَتْ منهُ تَبوكٌ وأَرْوَقُ
وأضحت جبال البحتريين كلها=ـ وما قَطَنٌ منها بناجٍ ـ تُغَرَّقُ
إذا فرقٌ في الدار خارت فنتجت=أتى بعدها من دلح العين فرق
فأقلعَ ـ إِذْ خَفَّ الرَّبابُ فلم يقُم ـ=رُكامٌ تزجيهِ الشَّمالُ وتَسْحَقُ
فمنهُ كأمثالِ العُهونِ دِيارُها=لها صبحٌ نورٌ من الزهر مونق
عفتْ غير أطلالٍ ، تعطف حولها=مراشيقُ أُدْمٌ دَرُّها يُتَفَوَّقُ
وشُوهٌ كأمثالِ السبائجِ أُبَّدٌ=لها من نتاج البيض في الروض دردق
يقود الرئال حين يشتد ريشها=خَريقانِ من رُبْدٍ جَفولٍ ونِقْنِقُ
يكاد إذا ما احتك يعقد عنقه=من اللين مكسو الجناحين أزرق
فراسنُها شَتَّانِ: وافٍ وناقصٌ=فأنصافُها منهنَّ في الخلق تُسْرَقُ
نقانقُ عُجْمٌ أُبَّدٌ وكأنَّما=مع الجن باتت بالمواسي تحلق
ترى حِزَقَ الثيرانِ يحمينَ حائلاً=فكلٌّ لهُ لَدْنٌ سِلاحٌ مُذَلَّقُ
تُزَجّي المَها السفُعُ الخدودِ جآذِراً=وِراداً إِذا رُدَّتْ من الرِيِّ تَسْنَقُ
وتخذُلُ بالقيعانِ عِينٌ هَوامِلٌ=لَها زَمَعٌ من خَلْفِ رُحٍّ مُعَلَّقُ
إذا أجفلت جالت كأن متونها=سيوفٌ جرى فيها من العتق رونق
وكل مسح أخدري مكدمٍ=له عانة ٌ فيها يظل ويشهق
بأكفالها من ذبه بشباته=خدودٌ وما يلقى أَمَرُّ وأَعْلَقُ
إذا انْصَدَعَتْ وانصاعَ كانَ كأنما=بهِ ـ وَهْوَ يَحْدوهاـ من الجِنِّ أَوْلَقُ
هواملُ في دارٍ كأنَّ رُسومَها=من الدرس عادي من الكتب مهرق
فمنهُنَّ نُؤْيٌ خاشِعٌ وَمُشَعَّثٌ=وسُفْعٌ ثلاثٌ قد بَلينَ وأوْرَقُ
فجشمت نفسي - يوم عي جوابها=وعيْنيَ مِن ماءِ الشُّؤونِ تَرقْرَقُ
من الأرض - دوياً يخاف بها الردى
تغربلُهُ ذيلُ الرياحِ تُرابَها=فليسَ لوحشيٍّ بها مُتعلَّقُ
بِها جِيفُ الحَسْرى ، أُرومٌ عِظامُها=إذا صفحت في الآل تبدو وتغرق
كأنَّ مُلاءَ المحضِ فوق مُتونِها=ترى الأكم منه ترتدي وتنطق
ويومٍ من الجوزاءِ مُسْتَوْقِدِ الحصى=تكاد عضاه البيد منه تحرق
لَهُ نِيْرتا حَرٍّ، سَمومٌ، وشَمْسُهُ=صِلابُ الضَّفا منْ حرِّها تَتَشَقَّقُ
إذا الريحُ لم تسكُنْ وهاجَ سَعيرُها=وخبَّ السَّفا فيها وجالَ المُخزَّقُ
وظَلَّتْ حَرابِيُّ الفلاة ِ كأنَّها=منَ الخَرْدلِ المَطْرُوقِ بالخَلِّ تَنْشَقُ
بأدماء من حر الهجان نجيبة ٍ=أجادَ بِها فَحْلٌ نجيبٌ وأينُقُ
بَقِيَّة ُ ذَوْدٍ كالمَها أُمَّهاتُها=تخيرها ثم اصطفاها محرق
لها كاهلٌ مثل الغبيط مؤربٌ=وأَتْلعُ مَصْفوحُ العَلابي عَشَنَّقُ
وجمجمة ٌ كالقبر بادٍ شؤونها=وسامِعتا نابٍ ولَحْيٌ مُعَرَّقُ
وعينان كحلاوان تنفي قذاهما=إذا طَرَفتْ أشْفارُ عَيْنٍ وحِمْلِقُ
وخدّانِ زَانَا وَجْهَ عَنْسٍ كأنَّها= وقد ضمرت قرمٌ من الأدم أشدق
وخَطْمٌ كَسَتْهُ واضِحاً مِنْ لُغامِها=نفاه من اللحيين دردٌ وأروق
يُبَلُّ كَنَعْلِ السِّبْتِ طَوْراً وتارة ً=يكفُّ الشَّذا مِنْها خَريعٌ وأَفَرقُ
يعوم ذراعاها وعضدان مارتا=فكلٌ لهُ جافٍ عن الدفِّ مِرْفَقُ
مُضَبَّرة ٌ أُجْدٌ كأنَّ مَحالَها=ومابين متنيها بناءٌ موثق
وتَلوي بِجَثْلٍ كالإهانِ كأنَّما=بِهِ بَلَحٌ خُضْرٌ صِغارٌ وأَغْدُقُ
مَناسِمُ رِجْليها إِذا ما تقاذَفتْ=يَداها وحُثَّتْ بالدوائرِ، تَلْحقُ
على لاحبٍ يزداد في اللبس جدة ً=ويبلى عن الإعفاء طوراً ويخلق
تقلب أخفاقاً بعوجٍ كأنها=مرادي غسانية ٍ حين تعتق
وكانتْ ضِناكاً قد علا النحضُ عَظْمَها=فعادتْ مَنيناً لحمُها مُتعرَّقُ
إذا حُلَّ عنها كُورُها خَرَّ عِنْدَهُ=طليحان مجترٌ وأشعث مطرق
وماءٍ كأنَّ الزيتَ فوق جِمامِهِ= متى ما يذقه فرط القوم يسبق
فَوَصَّلْتُ أَرْماثاً قِصاراً وبَعْضُها=ضعيف القوى بمحمل السيف موثق
إلى سفرة ٍ ، أما عراها فرثة ٌ=ضعافٌ ، وأما بطنها فمخرق
أَلُدُّ بما آلَتْ من الماءِ جَسْرة ً=تكادُ إذا لُدَّتْ من الجهدِ تَشَرقُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرقت وصاحباي ببعلبك
أرقت وصاحباي ببعلبك=وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي
وهيج شوق محزونٍ عميدٍ=خيالٌ من أميمة هاج ضحكي
نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً=وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي
تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً=وتعلم نفسها أن لست أحكي
إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ=أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ
من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها=سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ
فقلت لها : بعمرك نولينا=رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ
أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً=لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ
وكم من دونها من خرق تيهٍ=ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك
غشيت لها رسوماً دارساتٍ=بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ
تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ=لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ
كأن بحجريته دفاف شربٍ=وغيلاً ضرمت بسيوف عك
كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ=يهك بهن هكاً بعد هك
يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ=على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ
فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى=بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ
بها العون الأوابد ترتعيها=وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ
وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ=كأن رؤوسها نتفت بعلك
تراطن - وهي عجمٌ – أمهاتٍ=وكل خفيددٍ يبري لصك
تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ=إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ
وقفت بها ودمع العين يجري=تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك
ومن يسل الرسوم فلا تجبه=يحن كما حننت بها ويبك
ولست أبين إلا رسم نؤيٍ=وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ
وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ=ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ
عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها=كحيلاً قانئاً ومذاب لك
وتخلط ما أصابت من قتادٍ=ومن علقى ومن سلمٍ بلبك
على عودٍ تعبد قبل عادٍ=كأن متونه تسبيج شرك
يرى عن طول ملبسه جديداً=ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ[/poem]

يتبع
تأبط شراَ غير متواجد حالياً