عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-12-2008, 09:05 PM
الصورة الرمزية الرومي
الرومي الرومي غير متواجد حالياً
 






الرومي is on a distinguished road
افتراضي نامســـة تحلم تصير إنســان

جلست تلك النامســة الهزيلــة البدن مسترخيـــةُ مستلقيـــة على ظهرها متكئـــة الجناحين فوق أحدى الصخور ظهيرة أحد الأيــام
لتأخذ حمام شمس
تقول هذه الناموســـة إنها تأمل أن تصبح برونزيـــة اللون متمشيـــة مع الموضــة كما هوا حال بني البشــــر
أخذت تستغرق في التفكيـــــر وتستغرق حتى غالبها النعاس فنامت وحلمت حلماً نرجسياً جعلها تخرج من طبيعتها لدرجةٍ كبيرةٍ جداً
أفاقت مساءً , غلبها الجوع فقررت الرحيــل لمصدر الأنبعاث الحراري فهي لا ترى أجســاد فقط ترى لون أحمر و لون أزرق ينبعث من جسم الكائنات الحيــــة ذات الطاقة الحراريـــة المنبعثـــة من أجســادها نتيجــة حركـــة الدورة الدمويــة
حيث أن ديناميكيـــة الدم تولد حرارة في أجسام الكائنات ذوات الدم
أنطلقت نحو الوهج الأحمـــر الصادر من ذلك الجســــم
وحين وصلت بدأت في غرس خراطيشهـــــا عبر الجلد بذلت الجهد تلو الجهد دون جدوى
فكرت أن تصعد للأعلى ومن ثم تعود بقوةٍ نحو ذلك الجســم موجه خراطيشها المدببــــة نحو الجلد القاسي
أنقضت من جديد ولكن دون جدوى لم تستطيع أن تخترق ذلك الجســم
والجوع في تزايد مستمر أصيبت بالإحبـــاط وحيث أن الإحبــاط يعتبر أحد أهم مولدات الغضب المولد للعدوان
بدأت في شد شعر رأسهــا والتحرك بطريقةٍ مجنونه ٍ في الفضــاء
صرخت صرخات متواليات مدويـــات
ثم قررت أن تحدد ما عساه يكون ذلك الكائن المستعصي جلده فإذا به حماراً يقضم بعضاً من علف لا يلقي لها بالاً
تحركت نحو وهج أخــــر وبدأت في الطيران من حوله تحوم تحوم ومن ثم أنقضت عليه وأخذ خرطوشها في البحث عن منفذ للجلد
لكن دون جدوى والجوع يزداد ويستمر والغضب ترتفع حدته
نظرت لذلك الكائن فإذا به ديك يرعى دجاجاته
أنطلقت نحو وهج أحمر أخـــر وذات العمليـــة فإذا به كلباً مسعوراً
صعدت نحو الفضاء ترقب لعلها تجد وهج يرجع لبني البشــر الطيبين الذين لا يمانعون حين نومهم من بعض عضات لها ولإبناء جلدتها
فإذا بالفرج يأتي من مكانٍ بعيد
أنطلقت إلى ذلك الصبـي الذي يقف في شرفة غرفته يرقب الليل وسكونه كانت حريصـــة تلك الناموســـة
على أن لا يصدر جناحها طنين يزعج الهدف
منطلقه وفي ذهنها مخطط أستراتيجي مقنن وغاية في الدقـــة
حطت رحالها فوق قفى ذلك الصبـــي
وبدأت ترتشف من دمه رشفات لذيذه
وفي لحظــات تسمع دوى إنفجارات عظيمات جراء تحرك العظام لذلك الصبي الذي يبدو أنه قرر
أن يهرش في الموقع الذي حطت فيه تلك النامســـة
طارت الناموســـة فارةً بنفسها من قبضة ذلك الصبــــي
ومن ثم رجعت بعد أن أعاد الصبي يده لموقعها
ولكنه بداء في تحريك عظامه من جديد
خافت النامســة على روحها فقررت أن تكتفي بما شربت من دم ذلك الصبي
إن فركة من رأس أصبع بني البشــر تطحن النامسـة طحناً وتعجنها عجناً لا حياة بعدها
حطت بنفسها على أقرب جدار بمنأى عن مجال الرؤيــة لذلك الصبي وغطت في أسترخاء عميق جداً
وأخذت تفكر لماذا لا أصبــح إنســان ألوك فمي حينما أريد أن ألوك
أكل كيفما أريد أن أكل أستلقي على هذه السرر الوفيـــرة أتلحف بهذه الأغطيـــة الناعمــــة
إن حياتي كناموسة تبحث عبثاً عن دماء في كل يومٍ تحياها أمر مؤلم ومصدر حقيقي للغضب و الكدر
وحين كانت في هذه الأثنــاء أتتها أحلام اليقظـــــة وكان هدف الحلم أن تصبح إنســـان غاصت في عمق ذلك الحلم وتخيلت نفسها وجناها يتحول إلى يد بشريــــة وخرطوشهــا إلى أنف مستقيم وعيونها واسعة وقوامها رشيق طارت من موقعها والحلم في رأســها طارت دون هدف تدور فقد أشغلها التفكير في هذا الحلم ونسيت أنها تدور فوق رأس الصبي وفي محيط غرفته
في لحظــة من لحظــات الحلم حين كانت تتخيل تحولاً في بعض أجزء جسمها لتصبح بشرية
وإذا بها تشتم رائحـــــة فليت لم تعره بالاً لإعتقادها أن هذا ليس إلا ربط إجرائي بين التفكير ببني البشـــر والفليت
تزداد كمية الفليت أنتبهت لنفسهــا وإذا بها في كميــات مهولة من الفليت فقد لاحظ الصبي وجودهـــا وسمع طنين جناحيها
وأخذ يطلق عليها غازات الفليت من أنبوبـــة وضعها تحت سريره تحسباً لمثل هذا الضيف الثقيـــل المقظ للمضجع والمزعج للمخدع
أصبحت تدور في كومة من ضباب الفليت المركز
تدور وتدور تبحث عن مخرج أخذت تكح وتكح لقد فلتت من قبضــة هذا الصبي الطاغيـــة
في المرة الأولى
وهاهي الأن تقع في براثن أنبعاثات غاز الفليت
تدور وتدور
أخذت تلف حول نفسها وتسقط كما تسقط الطائرات في الحروب النازيـــة في شكل لولبــــي
وترتطم بالأرض ليست هنا المصيبـــة
إن المصيبـــة إن تلك الناموســـة لم تمت من الفليـــــت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
http://roomi-1.maktoobblog.com/
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس