عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-03-2009, 01:09 AM
الصورة الرمزية ابن مخزوم
ابن مخزوم ابن مخزوم غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






ابن مخزوم is on a distinguished road
افتراضي من مناخات الأزد و تميم 2

[frame="7 100"](((من مناخات الأزد و تميم \2)))

عندما توفي (الأمير الأموي يزيد بن معاويه بن أبي سفيان) , حدث في البصره نوع من الخلل السياسي الكبير , و الذي نتجا عنه حربا أهليه , كانت بين القبائل البصريه , و ذلك بسبب أن (والي البصره عبيدالله بن زياد بن أبي سفيان) قد علم أن قبيلة تميم و بعض القبائل البصره تريد قتله مستغلين في ذلك هذا الإضطراب السياسي , لهذا قرر الوالي البصري عبيدالله بن زياد أن يطلب الجوار من قبيلة الأزد كما فعل أبوه في السابق زياد بن أبي سفيان عندما طلب الجوار من قبيلة الأزد , وذلك في زمن الفتنه التي كانت بين علي بن أبي طالب كرم الله وجه و معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنهما .

لهذا أرسل عبيدالله بن زياد في طلب رجل من عامة الأزد يدعى (الحارث بن قيس الجهضمي الزهراني الأزدي) , ليطلب منه المساعده في أخذ حق اللجوء السياسي عند سيد الأزد في البصره , و الذي يدعى ("قمر العراق" مسعود بن عمرو الزهراني الأزدي) , فقال عبيدالله بن زياد لهذا الرجل الأزدي : (يا حارث إن أبي أوصاني إن أحتجت إلى العرب , أن أختاركم) , فقال حارث : ( إن قومي الأزد قد أختبروا أباك الذي حميناه من بني تميم , فلم يجدوا عنده مكانا و لا مكافأه , و لكن لا أردك إن إخترتنا , و ما أدري كيف أماني لك , إن أخرجتك من قصرك نهارا , فأخاف أن تقتل و أقتل , و لكن أقيم معك إلى الليل ثم أردفك خلفي على الفرس , لئلا تعرف فتقتل , وذلك حتى نصل إلى حي الأزد بسلام) , فقال عبيدالله بن زياد : نعم ما رأيت .

و في أثناء الليل ذهب هذا الرجل الأزدي بالوالي البصري عبيدالله بن زياد إلى حي الأزد , ليتجهوا إلى دار سيد الأزد في البصره , و يدخلوا بيته في خفيه لكي يجعل هذا الرجل الأزدي , عبيدالله بن زياد في وسط دار هذا السيد الأزدي , و يحرجه في قبول طلب الجوار الذي يريده الوالي البصري من قبيلة الأزد في البصره , فقال سيد الأزد و بإنزعاج , لأبن عمه الأزدي "حارث" : (أعوذ بالله من شر طرقتني به يا حارث) , فقال "حارث" : (ما طرقتك إلا بخير , و قد علمت أن قومك الأزد قد أنجوا زيادا فيما مضى و أوفوا له , فصارت مكرمة نفتخر بها بين العرب , و نحن هنا قد بايعنا أبنه عبيدالله بن زياد على البصره ببيعة الرضى عن مشوره , فلما لا نعطيه الجوار) , فقال "قمر العراق" سيد الأزد مسعود الزهراني : ( يا حارث , أترى أن نعادي أهل مصرنا في عبيدالله , و لم نجد من أبيه مكافأه و لا شكر فيما صنعنا معه ) , فقال "الحارث" : ( لا يعاديك أحد على الوفاء على بيعتك حتى تبلغه مأمنه , فيا سيد الأزد مسعود أفتخرجه من بيتك بعد ما دخله عليك ) , فتحرج سيد الأزد في البصره من هذا , و قال لهم : ( لكم الجوار , إذهبوا إلى دار أخي عبدالغافر و بيتوا فيه ) .

و في اليوم الثاني فقدوا الناس في البصره واليهم عبيدالله بن زياد , فعلموا أن عبيدالله قد طلب الجوار و حق اللجوء السياسي عند قبيلة الأزد , ثم بعد ذلك علموا بأن قبيلة الأزد في البصره قد جددت الحلف القديم مع قبيلة بكر بن وائل و من معهم من القبائل الربعيه في البصره , و ذلك بدعم من الوالي البصري عبيدالله بن زياد , و أيضا لوجود ثارات كبيره و قديمه بين قبيلة بكر و من معها من قبائل ربيعه في البصره , و بين قبيلة تميم و من معها من قبائل مضر في البصره .

و هنا أحب أن أنوه في أن المؤرخ الكبير "الطبري" قد ذكر في كتابه : ( في أن القبائل المضريه في البصره و التي منها قبيلة تميم , أكثر منها عددا من القبائل الربعيه في البصره و التي منها قبيلة بكر ) , ثم أستطرد "الطبري" و قال : ( أن جماعة الأزد آخر من نزل بالبصره ) , و قال "الطبري" أيضا : ( أنه عندما نزلت الأزد في البصره , أنطلقوا بعض رجال تميم إلى سيدهم الأحنف بن قيس رحمه الله و قالوا له : بادر يا الأحنف إلى الأزد قبل أن تسبقنا إليهم بنو ربيعه , فقال لهم الأحنف : إن أتوكم الأزد فأقبلوهم , و إلا لا تأتوهم فإنكم أن أتيتموهم صرتم لهم تبعا ) , ثم ذكر أخيرا "الطبري" : ( في أن "مالك بن مسمع" سيد بكر و ربيعه في البصره قد سارع في طلب الحلف من الأزد , و ذلك لأن قبيلة بكر و من معها من بنو ربيعه تعاني من قله ضد أعدائهم من تميم و من معها من قبائل مضر في البصره) .

لهذا أعتقد في أن المصالح السياسيه و القبليه قد توافقت و تجانست بين قبيلة الأزد في البصره و قبيلة بكر و من معها من قبائل بنو ربيعه في البصره , فبالتالي سوف يكون و بلا شك هنالك تجديد لهذا الحلف السياسي بين القبيلتين , فعندما علم الأحنف سيد بنو تميم في البصره بهذا التجديد للحلف , قال : أن بنو ربيعه لا يزالون تبع للأزد .

و بعد أن تم الحلف بين القبيلتين و جعلوا أمير هذا الحلف هو سيد الأزد مسعود , قرر هذا السيد الأزدي في أن يذهب إلى مسجد بنو تميم و معه بعض رجال الأزد و بنو ربيعه ليخبرهم بما نوى به في إرجاع والي البصره عبيدالله أبن زياد إلى منصبه , فذهب و صعد على المنبر و جلس يخبرهم بما نوى , و لكن كانت هنالك فئه من أعراب بنو ربيعه أستغلوا هذا الوضع الغير مستقر , و ذهبوا في قتل رجال و نساء بنو تميم و مضر , و هذا ما لم يكن يريده هذا السيد الأزدي , ليغضب الأحنف سيد تميم البصره , و يسمح لرجال تميم في أن يأخذوا ثأرهم , فذهب فرسان تميم على بنو ربيعه و ردوهم عن غيهم , ثم ذهبوا إلى المسجد و معهم بعض الخوارج الذين أخرجوهم من السجن , ليقاتلوا هذا السيد الأزدي و من معه من الأزد , فدافعوا بنو الأزد عن سيدهم بشرف , و لكنهم في النهايه غلبوا عن قله , و من ثم قتل سيد الأزد في البصره و "قمر العراق" مسعود بن عمرو الزهراني الأزدي .

و بمقتل هذا السيد الأزدي , قامت حربا أهليه لم تشهد مدينة البصره مثلها , حيث كانت المعركه بين الأزد و ربيعه ضد تميم و مضر , و كانت معركة شديده حيث قتل فيها الكثير من الرجال بين الطرفين , و أستمرت المعركه وقتا طويلا , إلى أن خشيت تميم و من معها من الفناء و الموت , ليصيح و يصرخ عقلاء تميم , و يقولوا في ذل و هوان مما أصبحوا فيه : ( الله الله يا معشر الأزد في دمائنا و دمائكم ! بيننا و بينكم القرآن , و من شئتم من أهل الإسلام , فإن كانت علينا بينه أنا قتلنا صاحبكم , فأختاروا أفضل رجالنا و أقتلوه بصاحبكم , و إن لم تكن لكم بينه فإنا نحلف بالله أنا ما قتلنا و لا أمرنا , و لا نعلم لصاحبكم قاتل , و إن لم تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بمائة الف درهم , فأصطحوا ) .

ثم في اليوم الثاني أتى الأحنف سيد تميم البصره و معه بعض وجوه مضر إلى حي الأزد فقالوا : ( يا معشر الأزد , أنتم جيراننا في الدار , و إخوتنا عند القتال , و قد أتيناكم في رحالكم لإطفاء حشيشتكم , وسل سخيمتكم , و لكم الحكم مرسلا , فقولوا على أحلامنا و أموالنا , فأنه لا يتعاظمنا ذهاب أموالنا كان فيه صلاح بيننا ) , فقالوا الأزد : ( أتدون صاحبنا عشر ديات من ديات سادات العرب ) , فقالوا تميم و مضر : ( هي لكم ) , فأنصرف الناس و أصطلحوا .

النهايه

تعريف بقمر العراق : هو مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران (الأزديه) .................
المراجع

-الأشتقاق
-جمهرة أنساب العرب
-الطبري
-الكامل لأبن الأثير

.
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس