[ابن مخزوم]

حياك الله يا أخي الهجوس , و شكرا على أطرائك و أثرائك لي , و أما عن سؤالك فأقول لك بعد حول الله و قوته :

إن مدينة البصره أنشأت في عهد الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , على أساس أن تكون قاعده عسكريه لجند الإسلام ضد العدو الفارسي المجوسي آنذاك , بحيث تكون هذه القاعدة كمدينه عسكريه , متوفر فيها كل سبل الحياه المدنيه , و التي تساعد الرجل العسكري على العيش فيها مع عائلته , بدل أن يضطر الرجل العسكري في أن يترك معسكره و يذهب إلى أهله في سفرا شاق , مما يسبب له متاعب كثيره وجمه .

لهذا رغب عمر بن الخطاب إلى كل قبائل العرب في الجزيره العربيه , في أن يذهبوا إلى البصره ليكونوا مجندون في ثغر من ثغور الإسلام , و يكونوا في نفس الوقت مستقرين بعوائلهم في هذه المدينه العسكرية ذات الطابع المدني .

لذلك كان من الطبيعي أن يكون أكثر ساكني هذه المدينه من القبائل القريبه منها , و بالتالي سوف تلاحظ ان أكثر ساكني البصرة هي من قبيلة تميم و القبائل المضريه و الربعيه , أكثر منها من الأزديه , مع ملاحظة أن قبائل الأزد هي آخر القبائل التي سكنت في البصرة .

و عندما كانت هذه المدينة من طبيعتها عدم الإستقرار , و كثرت الثورات الهمجيه , كان من واجب القبائل الأزديه أن تتحد مع بعضها حتى تواجه خطر هذه القبائل العراقيه .

فلو أفترضنا أن قبائل الأزد لم يتحدوا و يجتمعوا تحت لواء الأزد , فعندئذا سوف تكون من السهل إختراقها و الإتهامها .

مع العلم أن القبائل المضريه كانت متحده مع قبيلة تميم , و أن القبائل الربعيه كانت أيضا متحده مع قبيلة بكر , لهذا كان من المفترض من قبيلة الأزد أن يتحدوا ضد هذه التكتلات الكبيره , التي كانت موجوده في مدينة البصرة .

لهذا سوف أجمل لك أسباب إتحاد قبائل الأزد في النقاط التاليه :

1\ إتحاد القبائل المضريه و القبائل الربعيه كان يحتم على قبائل الأزد أن يتحدوا لمواجهت هذه التكتلات البصرية .
2\ أن القبائل الأزديه كانت قليله , ضد أعداد القبائل العراقيه الهائله , و التي كانت قريبه من مدينة البصرة , فليس من المعقول أن نطلب من الأزد أن يتفرقوا و يكونون قبائل متفرقه لتكون سهلت الإختراق .
3\ أن المواجهات التي كانت بين الأزد و تميم , هي في الأساس لم تكن مع تميم فقط , بل كانت بين الأزد و مضر التي منها تميم .

ودمت بود