[ثعلبة الأزدي]

الأخ ابن مخزوم بارك الله فيك على هذه القصص الشهيرة والمعروفة

وقبيلة الأزد دانت لها العرب ممثلة بالأنصار رضوان الله عليهم فما بالك بقبيلة واحدة تواجهنا معها

لي بعض الملاحظات فقط اخي الكريم :

1- عندما قتل شيخ الأزد في البصرة غدرا قتل وهو يخطب في الناس بالمسجد رميا من حيث لا يعلم , ومن قام بهذه الفعلة الشنيعة هم الخوارج الأزارقة ( من ربيعة ) فكانت لهم خلافات ماضية مع تميم ولم يجدوا الا هذه الوسيلة الوحيدة للايقاع بعدوهم وبالفعل حدث ماحدث وادعى بعض التميميين قتل شيخ الأزد فكانت المواجهة بين الأزد وتميم قوية أدت الى مقتل الكثير من التميميين على يدي الأزد وعندما علم نافع بن الأزرق الحنفي بأن الأزد قامت بقتل تميم لأن تميم ادعت قتل الأمير مسعود الأزدي أخذ يسخر من تميم ويعترف بقتل أمير أزد البصرة غدرا على يد الأزارقة فقال :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
فتكنا بمسعود بن عمرو لقيله = لببة لا تخرج من السجن نافعا
ولا تخرجن منه عطية وابنه = فخضنا له شوبا من السم ناقعا
وكانت له في الأزد حال عظيمة = وكان لما يهوى من الأمر مانعا
فقالت تميم نحن أصحاب ثاره = ولن ينتهوا حتى يعضوا الأصابعا
ويصلوا بحرب الأزد، والأزد جمرة = متى يصطلوها يصبح الأمر جاشعا
فقل لتميم ما أردتم بكذبة = تكون لها الأوطان منكم بلا قعا[/poem]

ونلاحظ أنه يمدح الأزد في أبياته رغم أن الأزد وقفوا ضد الأزارقة وقفة قوية وهو دليل باعترافه أن الأزد جمرة تكوي من يعاديها , وبرغم ان سيد تميم كما ذكرت الأحنف قد حلف بالله أنهم بريئون من ذلك الا ان ابن مسعود بعد قتاله للخوارج وطردهم من البصرة رفض كلام الأحنف وجعله يدفع الدية مكروها ويدفع دية كل رجل أزدي ويتنازل عن دية كل تميمي وان يأخذ اعز رجل فيهم كرهينة لحين جمع الديات وان لم يتم جمع الديات سيقتل هذا الرجل ومع ذلك وافق الأحنف خوفا من جمرة العرب الأزد وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي الأزدي مفتخرا :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
وكنا يوم مسعود بن عمرو = غداة البصرة المتحكمينـا[/poem]

أي أن البصرة أصبحت للأزد وغدا هذا اليوم مفخرة للأزد بين العرب , مع العلم ان أعداد قبائل ربيعة وتميم بالعراق أكثر من الأزد في ذلك الوقت وفوق ذلك تسيدت الأزد قبائل العراق .

2- أعتقد ان مسعود بن عمرو من العتيك ان لم يخب ظني .

3- ردا على أخي الهجوس : المعارك هنا متوازنة , لأن الأزد ليست شعبا مثل كهلان ومضر بل هي قبيلة مثلها مثل مذحج وهوازن وتميم وغيرها فالشعوب هي كهلان وحمير ومضر وربيعة والقبائل الأزد وقريش وطيء وغيرها

اما ما تحت الأزد فهي بطون فزهران بطن وغامد بطن والأنصار بطن وخزاعة بطن والغساستة بطن وهكذا فكيف تريد من بطن واحد ان يواجه قبيلة ألا ترى انها ظلما ! ولكبر قبيلة الأزد العظيمة يعتقد الناس انها شعب مثل كهلان ومضر وربيعة وهو امر غير صحيح فهي قبيلة لا شعب بل أن الأزد القبيلة كانت تواجه مضر الشعب .

4- كانت الأزد ملوك العرب وكان العرب يتقربون لها بكافة قبائلهم ويكيلون لهم المديح فهم سادة العرب وهم أهل النسب والكثرة لذلك سجلت مئات الكتب قصائد المدح فيهم منها قول علقمة الفحل التميمي يمدح الملك الحارث بن جبلة الأزدي :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ولَسْتَ لإِنْسِيِّ، ولكنْ لِمَلأَكٍ = تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ[/poem]

فهو يرى هذا الملك بأنه ملاك لا بشر واضاف له قدسية التنزيل من السماء !

بل يقول الشاعر الجاهلي المشهور النابغة العطفاني في مدح الملك النعمان بن الحارث الغساني الأزدي :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
سُجُودٌ له غَسَّانُ يَرْجُونَ فَضْلَهُ = وَتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعجَمِينَ وَ كَابُلُ[/poem]


وهو بذلك يصف لنا كيف كانت العرب والعجم تسجد لملوك الأزد بسبب عظمتهم

اضف الى ان تميم من القبائل التي كانت تحت حكم الأزد وتدفع لهم خراجا كل عام , وعندما أرسل الملك النعمان بن المنذر الأزدي أخاه الرّيان إلى بني تميم حين امتنعت عن دفع الإتاوة له، فاستاق الرّيان النعم، وسبى الذراري والنساء وهدم دورهم وقتل شبابهم وفي ذلك يقول عمرو بن المُشمرَج اليّشكريّ الربيعي يصف الذلّ الذي لحق بتميم لامتناعهم عن دفع الإتاوة :

[poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
لما رَأَوْا راية النعمانِ مُقْبَلةً = قالوا أَلاَ لَيْتَ أَدْنى دارِنا عَدَنُ


ياليتَ أُمَّ تميمٍ لم تكنْ عَرَفَت = مُرّاً وكانَتْ كَمَنْ أَوْدَى به الزَّمَنُ[/poem]


الى ان اتى الاسلام وساوى بين البشر وانهى الطبقية الجاهلية فالحمد لله , ,

تقبل مني بصدر رحب هذه الاضافات وبالله التوفيق .