عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:27 PM   #11
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ=لقدْ أغرينَ والتَّأنيبُ يغري
حسدنَ مودة ً فحملنَ إفكاً=وعبنَ وعائبُ الحسناءِ يفرى
يردنَ على الوفاءِ نزوعَ خلقي=وما ساومني شططا كغدري
وهلْ هيفاءُ إنْ غدرتْ وجارتْ=سوى غصنٍ منَ الأرواحِ يجري
وقلنَ تلوَّنتْ لكَ حينَ ملَّتْ=وليسَ على الملالة ِ كلُّ هجرِ
تقلِّبها أصابيغُ الغواني=على الطُّعمينِ في حلوٍّ ومرِّ
وأينَ منَ الحفاظُ لها فؤادي=إذا لمْ ألقَ زلَّتها بعذرِ
ومنْ يصبحْ هواكَ لهُ أميراً=عليكَ فدارهِ في كلِّ أمرِ
وأبعدُ ما ظفرتَ بهِ حبيبٌ=جراحتهُ تصحُّ بكلِّ سبرِ
وإنَّ أحبَّتي لبنو زماني=كلا العودينِ منْ سنخٍ ونجرِ
فهبني مبدلاً خلاًّ بخلٍّ=فهلْ أنا مبدلٌ دهراً بدهرِ
سألبسُ ما كسيتَ وربَّ كاسٍ= يزخرفكَ الملابسَ وهو معري
وأحملهمْ وإيَّاهمْ بقلبٍ=يفي بالثِّقلِ لي إنْ خانَ ظهري
ولستُ بواجدٍ قلباً صحيحاً=إذا نخلتْ دفينة ُ كلِّ صدرِ
فلا تتعنَّ لائمة ٌ بعذلي=ولا تغمز فما تسطيعُ كسري
ولا يخفِ الصَّديقُ شبا لساني= على عرضٍ ولا لسعاتِ فكري
فلا ألقى بغيرِ الصَّبرِ قرنا=لعلِّي أجتني ثمراتِ صبري
وإنْ ضعفتْ أواصرُ منْ رجال=شددتُ بأسرة ِ الكرماءِ أسري
وفاءَ منَ الوزيرِ عليَّ ظلٌّ=يقيني الضَّيمَ منْ حرٍّ وقرِّ
وأحجبُ نائباتِ الدَّهرَ منهُ=بخوصٍ لا تحصِّلني وشزرِ
تراني أعينِ الأيّامِ منهُ=بوافي الظلِّ أخضرَ مسبكرِّ
وكيفَ يريني وحماهُ بابي=وهيبتهُ عنِ الأبصارِ ستري
ودوني منْ حمايتهِ خميسٌ=أخو عرضينِ يبهمُ كلَّ ثغرِ
تزمجرُ في جوانبهِ أسودٌ=على ألبادها أسلاتُ نصرِ
تظفَّرُ باسمهِ الميمونِ أنِّي=سرتُ حتّى الحوادثُ ليسَ تسري
نفذتُ برشدهِ فنفضتُ طرفي=وصلتُ بحدِّهِ فقضيتُ نذري
وكيفَ يضلُّ أو يخشى ابنُ ليلٍ=سطا بمهنَّدٍ وسرى ببدرِ
أقولُ لمنفضينّ ترحلُّوها=مطايا أزمة ٍ وركابَ ضرِّ
تعسَّفَ عيشهمْ فطوى عليهمْ=وأيديهمْ على سغبٍ وفقرِ
يمنُّونَ الطَّوى ليلا بليلٍ=وتعريسَ السُّرى فجراً بفجرِ
وراءَ الرِّزقِ مختبطينَ ترمي=بهمْ أصدارها قفراً بقفرِ
وراءكمْ ارجعوا فتضيَّفوها=بيوتاً لا مجاعة َ وهي تقري
تصرَّفَ باليفاعِ مطنِّبوها=معَ الكرمينِ منْ حلبٍ ونحرِ
إذا ما احتلَّها الطُّراقُ لاحتْ=لأيديهمْ عصامة ُ كلِّ عسرِ
بنو عبدِ الرَّحيمِ على حباها=بنو الأبوينَ منْ لسنٍ وفخرِ
وإنَّ ببابلٍ منهمْ لطودا=يضعضعُ كلَّ أرعنَ مشمخرِّ
وبحراً منْ بني سعدٍ عميقاً=بغير قرارة ٍ وبغيرِ قعرِ
حمى حرمِ الوزارة ِ منهُ عاصٍ=على الأقرانِ في كرٍّ وفرِّ
خضيبُ النَّارِ والأظفارِ ممّا=يقدُّ على فريستهِ ويفري
إذا ما هيجَ عنها ثارَ منهُ=إلى الهجاجِ عاصفة ٌ بقرِّ
إذا الغاراتُ طفنَ بهِ كفتهُ=زماجرُ بينَ همهمة ٍ وهمرِ
فما يمنعْ يبتْ ما بينَ نسرٍ=معَ العيُّوقِ مجنوبٍ ونسرِ
كفاها بالسِّياسة ِ بعدَ عجزٍ=وأمَّنها على حذرٍ وذعرِ
ربى في حجرها وتداولتها=مناكحَ منهُ شفعاً بعدَ وترِ
فما نفرتْ منَ الغرباءِ إلاَّ=أوتْ منهُ إلى ولدٍ وصهرِ
وإنْ تظفرْ بعذرتها رجالٌ=حظوا بطلاقة ِ الزَّمنْ الأغرِّ
وأعقبهمْ على الأيَّامِ ذكراً=فعصركَ بالكفاية ِ خيرُ عصرِ
براكَ اللهُ سهماً دقَّ عمَّا=تريسُ لهُ بنو ثعلٍ وتبري
إذا الرَّامي ثلاثاً أو رباعاً=أصاب أصبتَ منْ عشرٍ بعشرِ
فداؤكَ مغلقُ الجنبينِ يأوي=إلى صدرٍ يضيقُ بكلِّ سرِّ
إذا ثقلتْ وسوقُ الرأيِ أقعى=يحكُّ بظهرهِ منْ غيرِ عسرِ
ومعتلُّ البنانِ على العطايا=يظلُّ البخلَ في عرضِ التَّحرّي
يجودُ وما عليهِ فضولُ حقٍّ=على عدمٍ ويمنعُ وهو مثري
ومولى وهو حرٍّ عبَّدتهُ=هباتكَ في زمانٍ غيرَ حرِّ
رعيتَ لهُ أواصرَ محكماتٍ=علقنكَ معلقَ المرسِ الممرِّ
تذكَّرها بعهدٍ منكَ حيٍّ=وشكرُ الملكِ يقتلُ كلَّ شكرِ
ولكنْ ما لشعري في هناتٍ=تطارحني الظُّلامة َ ليتَ شعري
وما عتبٌ اسمّيهِ التَّجني=وننبزهُ الأعادي باسمِ غدرِ
أشكَّاً في وفائي بعدَ علمٍ=وقدحاً في حفاظي بعدَ خبرِ
وإعراضاً عنِ الشِّيمِ اللواتي=عليها طينتي طبعتْ وفطري
أأعزفُ عنكمُ أبغي بصوني=لساني معَ معاسرة ٍ وفكرِ
وإنِّي لا أرى الدُّنيا كفاءً=لشيءٍ فيهِ منقصة ٌ لقدري
وأحملُ ملءَ أضلاعي جراحاً=ولمْ أحملْ لعيبٍ خدشَ ظفرِ
أبغضاً أمْ لأنِّي سنِّي مدَّتْ=فدامَ عليكمُ ردِّي وكرِّي
ولمْ يمللْ مديحكمُ لساني=فكيفَ مللتمُ منْ طولِ عمري
وكيفَ وزنتمُ بي منْ عساهُ=يودّ بباعهِ لو قاسَ فتري
فهلْ في الأرضِ أفسقُ في حديثٍ=منَ العازيْ إليَّ مقامَ شرِّ
وما أنَّا منْ وشايتهِ وإنِّي ال=ذي رقَّاهُ منْ خلِّي وخمري
مطارٌ لستُ منهُ وليسَ منِّي=بعيدُ الشَّوطِ في نفعي وضرّي
فإنْ أنصفْ فإنَّ يداً تولَّتْ=كسوري تهتدي لمكانِ جبري
وإنْ أحرمْ قضاءَ العدلِ أرجعْ= إلى كفئينِ منْ هجرٍ وصبرِ
وأعلمُ بعدُأنَّكَ أنتَ باقٍ=على العهدينِ منْ صلتي وبرِّي
وأنَّكَ لو رأيتَ التُّربَ فوقي=لقمتَ بقدرة ٍ فوليتَ نشري
تسمَّعها سمعتَ الخيرَ توعِ ال= فصاحة َ بينَ معتبة ٍ وشكرِ
أنلها الودَّ واجتلها هنيئاً=ولولا الودُّ لمْ تقنعْ بمهرِ
وغادِ صبيحة َ النيروزِ منها=بنشطة ِ ثيِّبٍ وحياءِ بكرِ
وطاولْ مدَّة َ الأيَّامِ واسحبْ=ذيولَ الملكِ منْ بيضٍ وخضرِ
إلى أنْ ترجعَ الغبراءُ ماءً=وتمشي الرَّاسياتُ بها وتجري
أناوبكَ المديحَ مدى حياتي=وأنشدهُ أمامكَ يومَ حشري[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ=وحبَّكمُ مالمْ يزع عنهُ وازعُ
تحلُّ عقودُ العينِ مبذولة ً لهُ=وتشرجُ منْ ضنٍّ عليهِ الأضالعُ
صفاة ٌ على العذالِ لا يصدعونها=ولو شقَّ شعباً منْ أبانينَ صادعُ
غرامُ الصِّبا كيفَ ألتفتُّ بصبوة ٍ=إلى غيركمْ فالقلبُ فيكمْ ينازعُ
يقولونُ حوليُّ اللِّقاءِ ونظرة ٌ=مسارقة ٌ حبٌّ لعمركَ قانعُ
أجيراننا أيَّامَ جمعٍ تعلَّة ً=سلوا النَّفرَ هلْ ماضٍ منَ النَّفرِ راجعُ
وهلْ لثلاثٍ صالحاتٍ على منى ً=ولو أنَّ منْ أثمانهِ النَّفسُ فاجعُ
أجنُّ بنجدٍ حاجة ً لو بلغتها=ونجدٌ على مرمى العراقيِّ شاسعُ
وحلَّ لظبيٍ حرَّمَ اللهُ صيدهُ=دمٌ ساءَ ما ضلَّتْ عليهْ المسامعُ
يفالتُ أشراكي على ضعفِ ما بهِ=فطارَ بها قطعاً وقلبي واقعُ
وكمْ ريعَ بالبطحاءِ من متودِّعٍ= وقلقلَ ركبٌ للنَّوى وهو وادعُ
ومشرفة ٍ غيداءَ في ظهرِ مشرفٍ=لهُ عنقٌ في مقودِ البينِ خاضعُ
جرى بها الوادي ولو شئتَ مسبلاً=جفوني لقدْ سالتْ بهنَّ المدامعُ
وبيضاءَ لمْ تنفرْ لبيضاءَ لمَّتي= وقدْ راعَ منها ناصلُ الصَّبغِ ناصعُ
رأتْ نحرها في لونهِ فصبتْ لهُ=وما خلتُ أنَ الشَّيبَ في الحبِّ شافعُ
عفا الخيفُ إلاَّ انْ يعرِّجَ سائلٌ=تعلَّة َ شوقٍ أو يغرِّدَ ساجعُ
وإلاَّ شجيجٌ أعجلَ السَّيرُ نزعهُ=عسا فتعافتهُ الرِّياعَ الزعازعُ
وفي مثلِ بطنِ الرَّاحِ سحمٌ كأنَّها=ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ
وقفتُ بها لا القلبُ يصدقُ وعدهُ=ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ
فيا عجبي حتى فؤادي بودِّهِ=مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ
أبى طبعُ هذا الدَّهرِ إلاَّ لجاجة ً=وأتعبُ شيءٍ أنْ تحالَ الطَّبائعُ
يعزُّ حصا المعزاءِ والدرُّ هيِّنٌ=ويشبعْ عيرَ السَّرحِ واللَّيثُ جائعُ
وأودعتهُ عهداً فعدتُ أرومهُ=ومنْ دينهِ ألاَّ تردَّ الودائعُ
وأقسمَ لا استرجعتهُ ولو أنَّهُ=قضى في شبابي أنَّهُ لي راجعُ
هنا المانعينَ اليومَ أنَّ سؤالهمْ= منى ً ما أملَّتها عليَّ المطامعُ
وإنِّي بعنقي منْ يدِ المنِّ مفلتٌ=وما المنُّ في الأعناقِ إلاَّ جوامعُ
وفي الأرضِ أموالٌ ولكنْ عوائقٌ=منَ اللُّؤمِ قامتْ دونها وموانعُ
حماها رتاجٌ في صدورٍ شحيحة ٍ=وأيدٍ خبيثاتٍ عليها طوابعُ
بأيِّ جمامِ الماءِ أرجو عذوبة ً=إذا أملحتْ طعمَ الشِّفاهِ الوقائعُ
وما خلتني أمشي على البحر ظامئاً=وخمسُ فمي منهُ بما بلَّ قانعُ
لعلَّ لفخرِ الملكِ آنفَ نظرة ٍ=يعودُ بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ
وكمْ مثلها مضمونة ٌ عندَ مجدهِ=وفى لي بها والدَّهرُ عنها يدافعُ
شفتْ يدهُ غيظَ البلادِ على الصَّدى=وردَّتْ جزارُ الأرضِ وهو مراتعُ
زكا تحتها التُّربُ اللَّئيمُ وأورقَ ال=قتادُ الجفيفُ فهو ريَّانَ يانعُ
وجرَّدها بيضاءَ واحدة َ النَّدى= وخضرُ البحارِ السَّبعِ منها نوازعُ
وقدْ زعموا أنْ لا مردَّ لفائتٍ= وانَّ الرَّدى يومٌ متى حمَّ قاطعُ
وهذي العلا والمكرماتُ مواتها=بجودكَ منْ تحتِ التُّرابِ رواجعُ
برغمِ ملوكِ الأرضِ أنَّ ظهورهمْ=منَ العجزِ عمَّا تستحقُ ظوالعُ
تركتهمُ ميلاً إليكَ رقابهمُ=فلا تستقمْ منْ حاسيدكَ الأخادعُ
وقدْ سبروا غوريكَ عفواً ونقمة ً=فما عرفوا منْ أينَ ماؤكَ نابعُ
وكنتَ متى تقدحْ بزندكَ ثاقباً=سرى النَّجمْ لمْ تسددْ عليكَ المطالعُ
وكمْ قمتَ دونَ الملكَ كاشفَ كربة ٍ=تيقَّظَ منها الخطبُ الملكُ هاجعُ
وضيَّقة الأقطارَ عمياءَ ما لها= إذا انخرقتْ منْ جانبِ الرأيِ راقع
تجانبُ مثناة َ النَّصوحِ فتوقها= إذا وصلتْ أسبابها فتقاطعُ
تداركتها بالحزمِ لا السَّيفُ قاطعٌ=حديدتهِ فيها ولا الرُّمحُ شارعُ
وليتَ بصغرى عزمتيكَ كبيرها=كما دبَّرتْ نزعَ القناة ِ الأصابعُ
وأخرى أبتْ إلاَّ القراعَ رددتها=تذمُّ وترضى ما جنتهُ المقارعُ
ركبتَ إليها السَّيفَ جسمكَ حاسرٌ=وقلبكَ منْ لبسِ التَّصبرِ دارعُ
وفيتَ بعهدِ الصَّبرِ فيها حميَّة ً= وقدْ غدرتْ بالرَّاحتينِ الأصابعُ
ومخطوبة ٍ بالكتبِ والرُّسلِ مهرها=غرائبُ أبكارِ الكلامِ البدائعُ
يقومُ الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ=لديها مقامَ النَّصلِ والنَّقعُ ساطعُ
كتبتَ فأمليتَ الرِّياضَ وماءها= وكالنَّارِ وعظٌ تحتها وقوارعُ
لكَ النَّصرُ فاسمعْ كيفَ أظلمُ وانتصر=فما تضعْ الأيَّامُ منْ أنتَ رافعُ
حرمتُ عطاياكَ المقسَّمَ رزقها=وعاقتْ مديحي عنكَ منكَ موانعُ
وحلاَّني عنْ بحرِ جودكَ راكبٌ=هواهُ وقدْ لاحتْ لعيني الشَّرائعُ
ثلاثَ سنينٍ قدْ أكلتْ صبابتي=فغادرتني شلوا وذا العامُ رابعُ
أرى منْ قريبٍ شملَ عزِّي مبدِّداً=وقدْ كانَ ظنَّي أنَّهُ بكَ جامعُ
على كلِّ ماءٍ لامعٍ منْ نداكمُ= سنانٌ منَ الحظِّ المماكسِ لامعُ
أيا جابرَ المنهاضَ لمْ يبقَ مفصلٌ=وإلاَّ ندوبٌ تحتهُ ولواذعُ
أعيذكَ بالمجدِ المحسَّبِ أنْ يرى=جنابكَ عنِّي ضيِّقاً وهو واسعُ
وأعجبُ ما حدِّثتهُ حفظكَ العلا=ومثلي في أيَّامِ ملككَ ضائعُ
أأنطقُ مني بالفصاحة ِ يجتبى=وأمدحُ إنْ لفَّتْ عليكَ المجامعُ
أبى اللهُ والفضلُ الذي أنتَ حاكمٌ=بهِ لي لو قاضى إليكَ منازعُ
وما الشِّعرُ إلاَّ النَّشرُ بعداً وصورة ً=فلو شاءَ لمْ يطمعْ يداً فيهِ رافعُ
وقدْ أفلَ النَّجمانُ منه فلا يضعْ=على غيرِ سيرٍ ثالثٌ فيهِ طالعُ
بقيتُ لكمْ وحدي وإنْ قال معشرٌ=ففي القولِ ما تنهاكَ عنهُ المسامعُ
ولو شئتَ بي أخفى زهيرٌ ثناءهُ=على هرمٍ أيَّامُ تجزى الصَّنائعُ
وما شاعَ عنْ حسَّانَ في آلِ جفنة ٍ=منَ السَّائراتِ اليومَ ما هوَ شائعُ
وكانَ غبيناً في أميَّة َ منْ شرى=مديحَ غياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ
على كلِّ حالٍ أنتَ معطٍ وكلِّهمْ=على سعة ِ الأحوالِ معطٍ ومانعُ
وقدْ وهبوا مثلَ الذي أنتَ واهبٌ=فما سمعوا بعضَ الذي أنتَ سامعُ
ذرائعٌ منْ فضلٍ عليكَ اتكالها= فما بالها تدنى وتقصى ذرائعُ
وما لكمُ واللهُ يعطفُ خصبكمْ=على مجدبٍ دنياهُ منهُ بلاقعُ
تصانُ الأسامي عندكمْ باشتهارها=وغمضُ المعاني مهملاتٌ ضوائعُ
وموشيِّة ٍ حوكَ البرودُ صفلتكَ ال=حسانُ تساهيمُ لها ووشائعُ
تهبُّ رياحاً في عداكَ خبيثة ً=وطيباً عليكَ ردعها متسارعُ
كأنَّ اليماني حلَّ منها عيابهُ=تفاوحُ منْ دارينِ إليها البضائعُ
متى ضحكتْ لي منْ سمائكَ برقة ٌ=حكتْ لكَ أرضي كيفَ تزكو الصَّنائعُ
وإنْ كانَ يومٌ في الحوائجِ شافعاً=إلى النَّجحِ إنَّ المهرجانَ لشافعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمنَ الطلولُ تراقصتْ
لمنَ الطلولُ تراقصتْ=نجوى حشاك قفارها
قفرٌ نبا بك ودها=و تعلقتك ديارها
إن كنتَ أعينها عدم=تَ فهذه آثارها
دمنٌ كمسحبة الأزم=ة ِ مسحلا إمرارها
ماتت حقائقها وخل=دَ زورها ومعارها
و امتدَّ ليلُ السافيا=تِ بجوها ونهارها
عندي لها إن أجدبتْ=وَ كافة ٌ تمتارها
أنستْ بإسبال الدمو=عِ كأنها أشفارها
و نعم بكيت فهل تب=لك سائلا أخبارها
واهاً لها من حاجة ٍ=لو قضيتْ أوطارها
يا دارُ تربكِ والهج=يرُ وأضلعي وأوراها
حفظا برملة َ إن أل=طَّ بذمة ٍ غدارها
لا ضاع ما بيني وبي=نكِ عهدها وذمارها
خلتِ الليالي من بدو=ركِ تمها وسرارها
حتى كأنّ معيشة ً=لم يحلُ فيكِ مرارها
و مآربا برباكِ ما اس=ترختْ لنا أستارها
إذ كلُّ ذي هدفين في=ك كناسها وصوارها
و مسائح الأيام بق=لٌ أخضرٌ وعذارها
و جهيرة في الحسن تك=تمُ في الهوى أسرارها
كثرت ضرائرها وق=لَّ بذلك استضرارها
بلهاء يرتبطُ الحلي=مَ من الرجال إسارها
خبثت أحاديث الوشا=ة ِ بها وطاب إزارها
خلقتْ معطرة ً فحي=بَ كاسدا عطارها
و تكرتْ ألفاظها=فثنى اللثامَ خمارها
يا صاحبي والعينُ تغ=نمُ أو يظنَّ عرارها
و الليلة الطولي يخ=وَّضُ بالجفون غمارها
طرقتْ زميلة ُ تجتلى=ظلمَ اللوى أنوارها
و على الرحال مملمو=نَ وسادهم أكوارها
في ليلهٍ لم ينثُ غ=يرَ حديثها سمارها
عجبا لها نفضتْ إل=يَّ سحيقة ً أقطارها
بالغوطتين جبالها=و ببطن وجوة َ دارها
باتت تعاطيني بنح=لة َ نحلة ٌ أشتارها
و تبسمت عن برقة ٍ=عسلُ الرضابِ قطارها
جمدَ الحيا برداً بها=و جرتْ يذوبُ عقارها
لم يألُ ناظمُ عقدها=نصحا ولا خمارها
طرقتْ بسهلٍ والمسا=لكُ صعبة ٌ أخطارها
حلبَ البكية ثم ج=دَّ من الصباحِ نفارها
فإذا يدي لم تعتلقْ=بسوى المنى أظفارها
و لقد رفعتُ طلائحا=جردُ البطون قصارها
ضاقت مباركها وجا=لت فوقها أستارها
نجدا تغربُ والهوى=يمحجرٍ أمارها
و على الربيئة أشعثٌ=سدٌّ عليه غبارها
ذو شملة ٍ سملٍ يخا=لطُ جلدهُ أطمارها
طابتْ له صحراءُ صا=رة َ أثلها وعرارها
يرعى قلائصَ تنتقى َ=و حصى الأبيرقِ دارها
إن ما طلته بغزرها=نهضت بهِ أعيارها
نظر الربيعَ بجهدٍ=لبقوله أوتارها
يا راعيَ البكراتَ ما=نجدٌ وما أخبارها
أوقدْ بذي السمراتِ لي=فقد استغمَّ منارها
و لو أنها بضلوعيَ ال=عوجاءِ تذكى نارها
إن ينتقضْ كرُّ الخطو=بِ قواي واستمرارها
و يردني نقدُ العيو=نِ تصادفتْ أبصارها
و تقومُ لي بيديْ مشي=بِ مفارقي أعذارها
فلربَّ نضرة ِ عيشة ٍ=لي صفوها ونضارها
و عزيبة ٍ من لذة ٍ=راحتْ عليَّ عشارها
و قضية ٍ في الحبَّ لم=يمللْ عليَّ خيارها
و صقيلة ِ الأنيابِ تش=ربُ حلوة ً أسآرها
تقع الأماني دون ما=تثنى بهِ أسحارها
باتت وذكري طيبا=دونَ الفراشِ شعارها
عرجتُ عنها معرضا=و قد استقام مزارها
و سلافة ٍ كدمِ الغزا=ل تخال مسكاً فارها
مما أعانَ عليه طي=بة َ بابلٍ أنهارها
غالي بها السابونَ وأف=تقدَ البدورَ تجارها
في بيتِ نصرانية ٍ=باسم المسيح عيارها
وَكتِ القرافَ بحجرها=و وكاؤها زنارها
ما كستُ كفَّ مديرها=و على هواي مدارها
لما حلتْ رشفاتها=لم تحلُ لي أوزارها
و سوايَ واثبُ لذة ٍ=تفنى َ ويبقى َ عارها
ما للرجال ترومُ أش=واطيَ الطوالَ قصارها
أحفيتُ رسغَ جيادها=و تنوءَ بي أعيادها
سل ناخسا إبلي بأ=يَّ تدنس عوارها
و حمى بني عبد الرحي=م يحوطها وجوارها
فإذا ذراهم بزلها=مرحولة وبكارها
أهونْ بباغي ضيمها=يوما وهم أنصارها
و الهضبة ُ الملساءُ تم=نعُ أن يداسَ خبارها
و الدوحة ُ العيناءُ تح=لو للجناة ِ ثمارها
ما بات يفقرها الندى=إلا وثمَّ يسارها
لولا تقي سؤالها=لاستهونتْ أعمارها
حلماء والكلمُ القوا=ذعُ مغضبٌ عوارها
مغامرون إذا الكما=ة ُ تواكتْ أغمارها
عربُ الأكفَّ نمتهمُ=من فارسٍ أحرارها
سالت أناملهم وشا=لت أنفسٌ ونجارها
فجاكَ آفاقُ المعا=لي منهمُ وبحارها
طاروا بمجدهمُ وقص=ر بالنجوم مطارها
ركبَ الصعابَ من ابنهم=ركاضها مغوارها
و حمى حقيقة َ مجدهم=سلسُ القناة ِ ممارها
لا تستباحُ مصونة ٌ=و أبو المعالي جارها
يقظانُ أسهره إذا=ذكرَ العيوبَ حذارها
قلقُ العزيمة ِ إن حمى=صغرَ النفوسِ قرارها
حمالُ ألوية ِ السيا=دة ِ ثبتها صبارها
سبقَ الكهولَ وسنه=ما استذرعتْ أشبارها
و جرى فقدمه على=أقرانهِ إفرارها
عجبوا وقد لفَّ الجيا=دَ إلى المدى مضمارها
أنّ القوارحَ أخرتْ=و تقدمتْ أمهارها
لا تعجبنَّ فإنه= امضى النصولِ طرارها
أعلى الكواكبِ في المنا=زلِ والعيونِ صغارها
هي دوحة ُ المجدِ التي=لا يخلفُ استثمارها
غدت الرياسُ معصما=فيها وأنتَ سوارها
هي خيرُ أهلِ زمانها=بيتا وأنتَ خيارها
إن السماء إذا سرتْ=معدودة ً أنوارها
كثرتْ كواكبها ولي=سَ كثيرة ً أقمارها
بك عمّ ودقُ سحابها=جودا وتمّ فخارها
و تشبثتْ غيظا بأع=ناقِ العداة شفارها
قادحتها بمحاسنٍ=ما أصلدتْ أيسارها
و خلائقٍ ملكَ الهوى=لك باقيا سحارها
شقتْ قلوبَ الحاسدين=و ما يشقُّ غبارها
كم من يدٍ لك كالغما=م وكالسحابِ غزارها
تروى بها حاي ويدُ=ركُ من زماني ثارها
و حصينة ٍ من حسن رأ=يك لا يقصُّ صدارها
تضفو عليَّ ذيولها=و تضمني أزرارها
و لطيفة ٍ باتت وقد=حفى الندى آثارها
أعيتْ إصابتها وإنْ=لم يعيني إكثارها
و الأعطياتُ جمالها ال=مشكورُ لا أقدارها
ففداك معطٍ يبذلُ الن=عمى َ ولا يختارها
و وقتك ريبَ الدهر أي=دٍ عرفها إنكارها
دينارُ جودكِ أو ودا=دك لي ولا قنطارها
و استأنفت لك عونها=ما أسلفتْ أبكارها
تطوي البلاد ولم ترمْ=فقطينها سفارها
من كلّ طائرة ِ الشعا=عِ إذا استطار شرارها
تصلُ الكبيرَ ولا يخا=ف ملالة ً زوارها
عذراء يخلع في هوا=ك مع العفاف عذارها
في أيّ بيتٍ شئتَ من=ها قلتَ ذا سيارها
سعتِ القوافي خلفها=و عنا لها جبارها
لو ما تقدم عصرها=و ترددتْ أدوارها
ودتْ فحولُ الجاهل=ية ِ أنها أشعارها
لو أنصفتْ فوق الطرو=سِ لأذهبتْ أعشارها
في كلّ يومِ هدية ٍ=مستحسنٌ تكرارها
يروى لكم بفم التها=نئ صفوها وخيارها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ=سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ
تتبعُ الخطوَ قاهراً بينَ أيدي=ها ومنْ خلفها هوى ً مقهورُ
وهي في طاعة ِ التَّلفتِ حيَّا=تٌ وفي طاعة ِ الجبالِ سطورُ
ووراءَ الحدوجِ في البيدِ أروا=حُ المقيمينَ في الدِّيارِ تسيرُ
رفعوها وهي الخدور وراحوا=وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ
يا عقيدي على الغرامِ بليلٍ=قمْ وفيَّا وغيركَ المأمورُ
وأعرني إن كانَ مما يعار ال= قلبُ أو كنتَ أنتَ ممنْ يعير
لي وترٌ بينَ الرِّكابِ وأولى=منْ توليَّتَ نصرهُ الموتورُ
حكمتْ في دمَّي فتاة ٌ من الح=يِّ مباحٌ لها الدَّمُ المحظورُ
غادة ٌ بينَ ظبية ِ البانِ والبا=نِ اهتزازٌ في خلقها وفتورُ
بهما تخلسُ العقولُ وترعى=في حمى كلِّ مهجة ٍ وتغيرُ
فمتى استعصمتْ فعاقلتاها=رشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ
منْ عذيري منها وأينَ منْ القا=تلِ يجني ولا يقادُ عذيرُ
قامرتني بطرفها يومَ ذي البا=نِ وراحتْ ولبَّي المقمورُ
دونها منْ إبائها شيمة ُ الغد=رِ ومن قومها القنا المشجورُ
قالَ عنها الواشونَ حقَّاً فعفنا=وقنعنا بالطَّيفِ والطَّيفُ زورُ
ومنَ النَّزحِ صادقٌ وهو مذمو=مُ لدينا وكاذبٌ مشكورُ
زارنا بالعراقِ زورة َ ذي الجن=بِ وماوانُ دونهُ فجفيرُ
يركبُ اللَّيلَ قعدة ً واللَّيالي=صهواتٌ فرسانهنَّ البدورُ
يقطعُ التيهَ والجمالَ دليلٌ=بينَ عينيهِ والظَّلامُ خفيرُ
فإذا مضجعي القضيضُ مهيدٌ=وإذا ليلي الطَّويلُ قصير
ما لظمياءَ تنطوي شرَّة َ العم=رِ فيبلى وحسنها منشورُ
وعظَ الشِّيبُ والحوادثُ فيها=وفؤادي ذاكَ المصرُّ الجسورُ
ومشيرٍ ولَّيتهُ صفحة َ الإع=راضِ عنها والحبُّ لا يستشيرُ
نكرَ البيضَ والصَّبابة َ بالبي=ضِ وأينَ الصَّبا وأينَ النَّكيرُ
إنْ تراني على يديكَ خفيفاً=سلسَ السَّهمِ مقودي والقتيرُ
ليناً تحتَ غمزة ِ الحائلِ الفا=طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ
فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يط=عمْ نوماً على انتباهي الغيورُ
غيرَ عودي الملوي وغيرَ عصايَال=ملتحى بالملامة ِ المقشورُ
حيثُ حكمي فصلُ القضاءِ على الدَّه=رِ وأمري على الحسانِ أميرُ
فخذْ الآنَ كيفَ شئتَ بحبلي=قدْ كفاكَ الجذابَ أنَّي أسيرُ
يا بني الدَّهرِ كمْ يصمُّ على الزَّج=رِ وكمْ يكمُّهُ السميعُ البصيرُ
سقمٌ ماطلٌ أما آنَ أنْ يف=رقَ شيئاً على الرَّقيِ المسحورُ
ملكَ الجورُ أمركمْ فالفتى المغ=رورُ بالعيشِ فيكمْ معذورُ
فتساقيتمْ الفراقَ بكأسٍ=هي فيكمْ على السَّماء تدورُ
كلَّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكمْ=ووفاءٌ لديكمْ مكفورُ
يفرحُ المنتشي بها اليومَ أو ين=سى غداً ما يكابدُ المغمورُ
وثناءٌ تشكو تجارة ُ أعرا=ضكمُ منهُ وهو فيكمُ يبورُ
وجناحٌ إذا المنى ريَّشتهُ=عادَ فيكمْ باليأسِ وهو كسيرُ
وأخٌ وجههُ الحيا الباردَ العذ=بُ ومكنونهُ الأجاجُ المريرُ
عدَّتي منهُ رثَّة ٌ وعديدي=يومَ ألقى العدا بهِ مكثورُ
ومتى هزَّ للحقوقِ نبا من=هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ
وافترقنا وقدْ سلا الغادرُ الها=جرُ منَّا وما سلا المهجورُ
لو تأسَّى بكاملٍ كلُّ منْ يس=ألُ نصفاً لمْ تلقَ خلقاً يجورُ
تلكَ طرقٌ على المسالكِ عميا=ءٌ وظهرٌ على العراكِ عسيرُ
وعناءٌ على النَّواظرِ أنْ يط=لبَ للشَّمسِ في السَّماءِ نظيرُ
تركَ النَّاسَ خلفهُ سابقَ النا=سِ وقافتْ بهِ الصِّبا والدَّبورُ
وسما للعلا فأشرقَ منْ أش=رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ
طالباً قدرَ نفسهِ يكفلُ السَّع=يَ لهُ النَّجاحُ والمقدورُ
همَّة ٌ قارنتْ قريناً منَ السَّع=دِ فسارتْ في الأفقِ حيثُ يسيرُ
وعطايا رأتْ معيناً منْ الشُّك= رِ فدامتْ ماكلُّ معطى ً شكورُ
ولدَ الدَّهرُ منكَ والدَّهرُ همٌّ=ما تمنَّتْ على الشَّبابِ الدُّهورُ
واستقلتْ بنعمة ِ اللهِ جنبا=كَ وكلٌّ بثقلها مبهورُ
ورأى النَّاسُ معجزاتكَ فاستي=قنَ منْ شكَّ واستجابَ الكفورُ
فسماحٌ أعمى مسحتْ بكفَّي=كَ عليهِ فارتدَّ وهو بصيرُ
ودفينٌ منَ الفضائلِ نادا=كَ منَ التُّربِ ميتهُ المقبورُ
مستجيراً منَ الرَّدى بكَ فانتا=شَ فاعجبْ بميتٍ يستجيرُ
جدتَ عذب النَّدى غزيراً وجودُ ال=غيثِ ملحٌ في سحبهِ منزورُ
وتعذَّرتَ عنْ كثيركَ والبح=رُ وقدْ قلَّ رفدهُ معذورُ
في زمانٍ غذا الرّجالُ سخوا في=هِ فما فرطُ نيلهمْ تبذيرُ
جودُ منْ لا غداً يخافُ ولا اليو=مَ عليهِ مسيطرٌ ومشيرُ
سائرٌ بالثَّناءِ وهو مقيمٌ=وغنيٌّ بالذِّكرِ وهو فقيرُ
زادهُ بالثَّنا ولوعاً ووجداً=قولُ قومٍ هذا هو التَّدبيرُ
لكَ يومانِ في النَّدى شائعٌ با=دٍ وملقى ً قرامهُ مستورُ
فعطاءٌ وربَّهُ مشكورُ=وعطاءٌ وربَّهُ مأجورُ
قدْ أريقتْ إلاَّ لديكَ المروءا=تُ وضاقتْ إلاَّ عليكَ الأمورُ
وتفردتَ بالمحاسنِ في ده=رٍ بأوصافهِ تشاهُ الدُّهورُ
ملكَ العجزُ فيهِ ناصية َ الفض=لِ فطالتْ ذرى الجبالِ الصُّخورُ
وتواصى الرِّجالُ باللؤمِ حتى ال=مجدَ عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ
أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومن حو=لكَ للخصبِ روضة ٌ وغديرُ
فإلى بابكَ الحوائجُ يجدو=ولكَ العيرُ في العلا والنَّفيرُ
عادة ٌ منْ ورائها شافعُ النَّف=سِ وأصلٌ بفرعهِ منصورُ
واكتسابٌ أعارهُ شرفُ المي=راثِ والمجدُ أوَّلٌ وأخيرُ
ويميناً بمنْ تمدُّ بأعرا=قكَ في الفخرِ أنْ يسودَ جديرُ
دوحة ٌ منْ ثمارها أنتِ والمغ= رسُ منها بهرامُ أو أردشيرُ
خيرُ ما تربة ٍ على الأرضِ لم يش=عبْ على اللؤمِ طينها المفطورُ
طابَ صلصالُ عيصها وبريِّا= ها ثرى ً ماجدٌ وماءٌ طهورُ
قومكَ الغالبونَ عزَّاً وهمْ قو=مي على الأرضِ وهي ماءٌ يمورُ
ركبوا الدَّهرَ وهو بعدُ فتيٌّ=جذعٌ وهو قارحٌ مقرورُ
ملكوا النَّاسَ آمرينَ وما في النَّ=اسِ إلاَّ مستعبدٌ مأمورُ
كلُّ خوفٍ بهمْ أمانٌ ومهجو=رِ خرابٍ بعدلهمْ معمورُ
أيُّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ=يومَ أنسابنا إليهِ تصيرُ
إنْ يفتنا الخطيبُ والمنبر المن=صوبُ فالتَّاجُ حظُّنا والسَّريرُ
حسبنا أنْ تعلَّم الملكُ منّا=والسِّياساتُ فيهِ والتَّدبيرُ
وكفيناهُ أمرَ رستمَ في الحر=بِ إذا عدِّدَ الرِّجالُ الذُّكورُ
والَّذي سقى منَ الدَّمِ ذو الأكت=افِ حتّى روَّى الثُّرى سابورُ
ولدوا منكَ كوكبا ضوءهُ السَّا= ري دليلٌ عليهمْ ونذيرُ
واستسلُّوا لفخرهمْ منْ لساني= صارماً غربهُ الكلامُ الغزيرُ
تحطمُ الذُّبَّلُ الصِّعادَ ويسري=صدأ السَّيفِ وهو ماضٍ طريرُ
فلهذا إذا مدحتكَ في عزِّ=ي أسدِّي وفي علائي أنيرُ
منكَ وأنْ تحسنَ الصَّنيعَ وتر= عى ومنِّي التَّنميقُ والتَّجبيرُ
وكلانا بحظِّهِ منْ أخيهِ=جذلٌ يومَ كسبهِ مسرورُ
غيرَ أنَّي يبقى الَّذي أع=طي ويفنى عطاؤكَ الموفورُ
كلُّ كنزٍ في الأرضِ تأكلهُ الأر=ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ
وسوى ما أقولُ جندلة ٌ تق=ذفُ في الماءِ أو سفاءٌ يطيرُ
كلمٌ أعورُ المعادنِ مطرو=قٌ ومعنى ً مردَّدٌ مطرورُ
سرقاتٌ خلسٌ كما يردِ المذ=عورُ خوفاً أنْ يصطلى المقرورُ
ولعمري إنَّ القريضَ إذا ع=دَّ كثيرٌ وما يسيرُ يسيرُ
لي وحدي إعجازهُ والدَّعاوي= طبقُ الأرضِ فيهِ والتَّزويرُ
ويطيقًُ المغمَّرونَ الَّذي أب=دعَ فيهِ طريقة َ المسطورُ
غرقوا منهُ في بحورِ الأعاري=ضِ وكيفَ المنصوبُ والمجرورُ
واليتامى منْ درهِ في خليجٍ=ضيِّقٍ ليسَ منهُ هذي البحورُ
وإذا المهرجانُ جاءكَ يهدي=هِ فقدْ طابَ زائرٌ ومزورُ
ذاكَ يومٌ فردٌ ذا كلمٌ فص=لٌ وكلٌّ بفضلهِ مشهورُ
فاقتبلْ منهما السُّعودَ وباكر=صفوة َ العيشِ فالمعاشُ البكورُ
وتملَّ الزَّمانَ تجري على حك=مكَ قسراً أيَّامهُ والشُّهورُ
تقعُ الدَّائراتُ دونكَ حسرى=ورحاها على عداكَ تدورُ
غصَّة ُ الغيظِ حظُّ حاسدكَ البا=غي وحظَّاكَ غبطة ٌ وسرورُ
نامَ عنكَ المكلَّفونَ وليلي=ساهرٌ ما لنجمهِ تغويرُ
نفسٌ طالَ كانَ لولاكَ يغنى ال=عفوُ منهُ ويقنعُ الميسورُ
فوفاءً أبا الوفاءِ فلمْ تق=ضِ إذا ما لمْ تقضِ فيَّ النُّذورُ
كنْ غيوراً عليَّ منْ أنْ يلي غي=ركَ نصري إنَّ الكريمَ غيورُ
فكثيرُ الجزاءِ منكَ قليلٌ=وقليلٌ منْ آخرينَ كثيرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري=علمتَ أنَّ ليسَ ما عيَّرتَ بالعارِ
شوقٌ إلى الوطنِ المحبوبِ جاذبَ أض=لاعي ودمعٌ جرى منْ فرقة الجارِ
ووقفة ٌ لمْ أكنْ فيها بأوَّلَ منْ= بانَ الخليطَ فداوى الوجدَ بالدَّارِ
ولمتَ في البرقِ زفراتي فلو علمتْ=عيناكَ منْ أينَ ذاكَ البارقُ السَّاري
طارتْ شرارتهُ منْ جوِ كاظمة ٍ=تحتَ الدُّجى بلباناتي وأوطاري
من كلِّ مبتسمٍ عن مثلِ ومضتهِ=وذائبٍ ريقهُ في مزنهُ الجاري
وخافقٍ بفؤادي في حياً هطلٍ= خفوقَ شعشاعهِ منْ غير إضرارِ
وطائشٍ من لحاظٍ يومَ ذي سلمٍ=ملكنَ وردي ولمْ يمكلنَ إصداري
رميتُ أحسبُ أنِّي في بني جشمٍ=فردَّ سهمي ورامي مهجتي قاري
هل بالدِّيارِ على لومي ومعذرتي=عدوى تقامُ على وجدِي وتذكاري
أم أنتَ تعذلُ فيما لا تزيدُ بهِ=إلاَّ مداواة َ حرِ النَّارِ بالنَّارِ
تنكَّرتْ أنْ رأتْ شيبي وقدْ حسبتْ=أيَّامَ عمري فصدَّتْ أمَّ عمَّارِ
أما تريني ذوى غصني وناحلني=ظلِّي ورابًَ الهوى صبري وإقصاري
وقوربتْ خطواتي منْ هنا وهنا=فبدِّلتْ أذرعٌ منها بأشبارِ
مطَّرداً تجتفيني العينُ راكدة ً=عندَ الملوكِ رياحي بعدَ إعصارِ
فما خضعتُ ولكنْ خاننيزمني= ولا ذللتُ ولكنْ غابَ أنصاري
وقدْ أكونُ وما تقضى بلهنية ٌ= إلاَّ بمتعة ِ آصالي وأسحاري
موسِّعاً لي رواقَ الأنسِ قالصة ً=عني ذلاذلُ أبوابٍ وأستارِ
معْ الوسائدِ أو فوقَ المضاجعِ إنْ=ملَّتْ مجالسُ ألاَّفٍ وسمَّارِ
أشري الموداتَ والأموالَ مقترحاً=منها الصَّفايا بأخلاقي وأشعاري
أيَّامَ لي منْ بني عبدِ الرَّحيمِ حمى=راعينَ حقَّ العلا دانينَ حضَّارِ
مرفرفينَ على حقَّي بحفظهمِ=رامينَ نحوي بأسماعٍِ وأبصارِ
فاليومَ تنبذني الأبوابَ مطَّرحاً= نبذَ المعرَّة ِ تحتَ الزِّفتِ والقارِ
يملُّ مدحي ولا يصغي لمعتبتي=ولا يراقبُ تخويفي وإنذاري
ينقَّصُ الفضلُ ميزاتي ويصغرني=ما كانَ فيهِ غذا أنصفتُ إكباري
هذا وهمُ بعدُ يرعوني وإنْ شحطوا=ويلحظوني على بعدٍ منَ الدَّارِ
علقتُ باسمهمُ فاستبقني ويفي=أنَّي علقتُ بحبلٍ غيرِ جوَّارِ
بالأطهرينَ ثرى ً والأطيبينَ ندى ً=والأسمحينَ على عسرٍ وإقتارِ
والنَّاصرينَ لما قالوا بما فعلوا=والفاتلينَ على شزرٍ وإمرارِ
لا يعدمُ الجارُ فيهمْ عزَّ أسرتهِ= ولا يكونَ قراهمْ خجلة َ الجارِ
ولا يردِّونَ في صدرِ الحقوقِ إذا=توجَّهتْ بتساويفٍ وأعذارِ
يأوي الطَّريدُ إليهمْ غيرَ مهتضمٍ=ويرحلُ الضَّيفَ عنهم غيرَ مختارِ
سريتُ منهمْ بشهبٍ في دجى أملي=تضيءُ لي واهتدى ليلي بأقمارِ
صحبتهمْ والصِّبا ريعانُ في ورقي=فما نبوا بي حتى حانَ إصفاري
مقرَّباً يحسبوني ذيلَ أنعمهمْ=حتى ترى النَّاسَ يقتافونَ آثاري
حتى لو أنَّي أدعى باسمِ بعضهمِ=لمْ ينبُ جهري عنْ الدَّاعي وإسراري
حموا شبولاً حمى سرحى وعشتُ إلى=أنَّ ذبَّ عني منهمُ ضيغمٌ ضاري
قضيتُ في شرفِ الدِّينِ الذي ضمنتْ=لي المنى ووقى زجري وأطياري
وحرَّمتْ يدهُ لحمي على زمني=وكنتُ منهُ لأنيابٍ وأظفارِ
أغرُّ قامتْ بقولي فيه معجزتي=في الفضلِ وانكشفتْ بالصِّدقِ أخباري
وسارَ بأيمي ما أرسلتهُ مثلاً=في الأرضِ في كلِّ بيتٍ فيهِ سيِّارِ
مباركٌ تطردُ اللأواءَ رؤيتهُ=طردَ الظَّلامِ بزندِ البلجة ِ الواري
وزيرُ ملكٍ خلتْ في عدلِ سيرتهِ=صحيفة ُ الملكِ منْ إثمٍ وأوزارِ
يزيَّنَ الحقَّ في عينيهِ منبتهُ=على نوازعِ عرقٍ فيهِ نعَّارِ
شبَّتْ بهِ الدَّولة ُ الشَّمطاءُ وارتجعتْ=زمانها بينَ إعراسٍ وإعذارِ
وأقلعَ الدَّهرُ عمَّا كانَ يثلمهُ=منْ عرشها بعدَ تصميمٍ وإصرارِ
طوراً هشيماً تلظَّى ثمَّ يرفلُ منْ=تدبيرهِ بينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
يذبُّ عنها وقدْ ريعتْ جوانبها= برأيهِ المكتسي أو سيفه العاري
تهفو مراراً بهِ غمطاً لنعمتهِ=ثمَّ تعودُ بحلوِ الصَّفحِ غفَّارِ
فكمْ تموتُ ويحييها برجعتهِ=وكمْ تعقُّ أباها الخالقَ الباري
شيمة ُ لؤمٍ لها تنسى إذا قرنتْ=منهُ بشيمة ِ حرٍّ وابنُ أحرارِ
من طينة ِ الملكِ ملموماً على كرمٍ=لم تنحتْ صخرة ٌ منهُ بمنقارِ
يهتزُّ فخراً بعرضٍ لا يلمُّ بهِ=وصمُ القنا وأديمٍ غيرَ عوَّارِ
بينَ وزيرٍ تغصَّ الصَّدرِ جلستهُ=يختالُ أو ملكٍ في الفرسِ جبَّارُ
تقسَّموا الأرضَ يفتضُّونَ عذرتها=بعدلهمْ بينَ عمَّالٍ وعمَّارِ
ورثتهمْ سوددا وازددت بينهمُ=زيادة َ السَّيفِ بينَ الماءِ والنَّارِ
إنْ تخلُ منْ وجهكَ الزوراءُ مكرهة ٌ=فإنَّ صدَّكَ عنها صدُّ مختارِ
أو ينضَ بعدكَ عنها حسنها فلها=بقربِ غيركَ أثوابٌ منَ العارِ
أمَّا الدِّيارُ فقفرٌ والقطينُ بها=يودُّ منْ قلقٍ لو أنَّهُ ساري
قد خضخضَ السَّجلُ جاليها فما يجدْ ال=سَّاقي سوى حماة ٍ ما بينَ أحجارِ
وطارَ بالرزقِ عنها أجدلٌ علقتْ=منهُ المنى بحديدِ الظُّفرِ عقَّارِ
قامتْ بأذنابها أقدامهمْ وهوتْ=رءوسها في هوى مستهدمٍ هاري
فالأرضُ مردودة ٌ بالفلس لو عرضتْ=والملكُ يغلو لمبتاعٍ بدينارِ
وصاحبُ الأرضِ مملوكٌ يصرِّفهُ=مجعجعٌ بينَ نهَّاءٍ وأمَّارِ
حلسُ العرينة ِ خافٍ تحتَ لبدتهِ=ويكسبُ اللَّيثَ مع سعى وإصحارِ
مدَّبرٌ لعبتْ أيدٍ بدولتهِ=مشلولة ٌ بينَ إقبالٍ وإدبارِ
يدعوكَ معترفاً بالحقِّ فيكَ وما اس=تدناكَ مثلَ إعترافٍ بعدَ إنكارِ
يا جارهُ أمسِ قدْ لانتْ عريكته=فاعطفْ لهُ وأرعَ فيهِ حرمة َ الجارِ
وانهضْ لها نهضة َ الشَّاري ببطشتهِ ال=كبرى وحاشا لكَ التَّمثيلِ بالشَّاري
قدْ أعقمَ الرأي فاستدركَ بقيَّتها= منكَ برأيٍ ولوجِ البطنِ مذكارِ
فلمْ تزلْ وارياً في كلِّ مشكلة ٍ=بقدحها جارياً في كلِّ مضمارِ
وامللْ بجودكَ أهواءً موزَّعة ً=حتى تفيءَ لإذعانِ وإقرار
واسعَ لمنتظرٍ آياتِ عودكَ لمْ= يغنمْ سوى الصَّبر منْ غمٍّ وإنظارِ
لا يشتكيكَ وإنْ طالَ الجفاءُ بهِ=إلاَّ إليكَ بإخفاءٍ وإظهار
ِلمْ يبقَ إلاَّ الذّما منهُ وأحسبهُ=لليومِ أو لغدٍ ميتاً بلا ثارِ
لولا عوائدُ منْ نعماكَ تنشلني= وإنْ أتتْ منْ قبيلِ الطَّارقِ الطَّاري
تزورني والنَّوى بيني وبينكمْ=أهلاً بها منْ حفيٍّ بيوزوَّارِ
فجدِّدوها مراعاة ً فبي ظماٌ=لو كانَ في البحرِ لمْ يخلقْ بتيَّارِ
لمَّوا كسوري فما في الأرضِ منقبة ٌ=أعلى بصاحبها منْ جبرِ أكساري
اليدُ منكمْ فلا تلقوا أشاجعها=لفاصمٍ منْ يدِ العلياءِ بشَّارِ
وإن أغبْ عنكمُ فالشِّعرُ يذكرني=وحسبكمْ بالقوافي ربَّ إذكارِ
فاستجلها يا عميدَ الدَّولتينِ فقدْ= وافى بها الشَّوقُ منْ عونٍ وإبكارِ
عرائساً أنتَ مولى النَّاسِ خاطبها=وبعلها وأبوها عفوَ افكاري
وانظرْ إليها ما قدْ أعطيتْ شرفاً=مردَّداً بينَ أحماءٍ وأصهارِ
والمهرجانُ وعيدُ الفطرِ قدْ وليا=زفافها بينَ صوَّاغٍ وعطَّارِ
يومانِ للفرسِ أو للعرب بينهما=حظُّ السَّعادة ِ مقسومٌ بمقدارِ
هذا بتاجِ أبيهِ عاصبٌ وعلى=هذا اختيالُ فتى ً بالسَّيفِ خطَّارُ
تصاحبا صحبة َ الخلَّينِ واتفقا=سلماً ولمْ يذكرانِ أضغانَ ذي قارِ
فالبسهما بينَ عيشٍ ناعمٍ وتقى ً=وبينَ صومٍ تزكيِّهِ وإفطارِ
ما طافَ بالبيتِ ماحي زلَّة ً وسعى=شعثٌ أمامَ الصَّفا أنضاءَ أسفارِ
تنصَّبوا لهجيرِ الشَّمسِ وافترشوا=ليلَ السَرى بينَ أقتابٍ وأكوارِ
نصُّوا الرِّكابَ بمصرٍ واحدٍ وهمُ=شتَّى أباديدُ آفاقٍ وأمصارِ
حتى أهلَّوا فلبَّوا حاسرينَ إلى ال=دَّاعي مباذلَ أشعارٍ وأبشارِ
وما جرى الدَّمُ في الوادي وقدْ نحروا=وسربلَ البيتُ منْ حجبٍ وأستارِ
مخلَّدَ الملكِ تفضي كلُّ شارقة ٍ=إلى وفاقٍ لما تهوى وإيثارِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي عند ظبي ,,الأجرعِ
لي عند ظبي ,,الأجرعِ=قصاصٌ جرحُ ما رعي
سهمٌ بعينيهِ دلي=لُ فوقهِ والمنزعِ
جناية ُ منكرها=بينّة ٌ للمدّعي
غارَوما احتسبتهُ=فغارَ بينَ أضلعي
ما خلتُ نقعَ القانصي=نَ ينجلي عنْ مصرعي
يا ليلتي ,,بحاجرٍ=إنْ عادَ ماضٍ فارجعي
بتنا على الأحقافِ ت=نهالُ بكلِّ مضجعِ
موسّدينَ اللّينَ منْ=كراكرٍ وأذرعِ
مقلة ُ ليلة ٍ بيِّضتْ=بفجرهِ المنصدعِ
قالوا الصباحُ فانتبهْ=فقالَ لي الطيفُ اسمعِ
فقمتُ مخلوطاً أظ=نُّ البازلَ ابنَ الرّبعِ
حيرانَ طرفي دائرٌ=يطلبْ منْ ليسَ معي
أرضى بأخبارِ ا=لرياحِ والبروقِ اللُّمّعِ
وأينَ منْ برقِ ,,الحمى=شائمة ٌ ,,بلعلعِ
سلا مجالي الشيبُ عنْ=غيمِ الشّبابِ المقلعِ
غمامة ٌ طخياءُ ري=عَ سربها بالفزعِ
فأجفلتْ لا تلتوي=أخلافها لمرضعِ
كما نجتْ خائفة ٌ=ورهاءُ لمْ تقنَّعِ
ملكتَ يا شيبَ فخذْ=ما شئتَ منّي أودعِ
طارقة ٌ بمثلها=فاجئة ٌ لمْ ترعِ
أفني الخطوبَ قبلها=صبري وأفنتْ جزعي
أعدى جبيني مفرقي=فاستويا في الصلعِ
طليعة ُ وجهي بها=قبلَ المماتِ قدْ نعي
كانَ الشّبابُ سدفة ً=منْ لكَ لمْ تقشّعُ
ستراً على أنْ لا يرا=ني الدهرُ لو لمْ يرفعِ
كمْ ليلة ٍ ظلماءَ طالتْ=بدرها لمْ يطلعِ
أنكرتِ استكانتي=للدّهرِ وتخشُّعي
كريمة ٌ ما عهدتْ=تأوّهي لموجعِ
لمْ ألقى أطمارى ولي=فيها مكانٌ مرقعِ
كمْ حملُ الدنيا فلا=ترقُّ لي منْ ظلعِ
أعذلُ منها ضخرة ً=ليسَ لها منْ مصدعِ
قدْ فنيتَ مواعظي=والدّهرُ لمْ يرتدعِ
في كلِّ يومٍ صاحبٌ=يشرعُ غيرَ مشرعي
لهُ شهادى مكثراً=ولي مقلّاً سلعي
يسومني طباعهُ=معْ كلفة ِ التطبُّعِ
يريدُ منْ رفدِ اللّئا=مِ أنْ يكونَ شبعي
هيهاتَ ما أبعدها=هشيمة ً منْ نجعي
لو كنتُ ذئبَ قفرة ٍ=لما تبعتُ طمعي
إنَّ البطينَ مخمصٌ=فاشبعْ ذليلاً أو جعِ
أسففتَ لدنيّة ٍ= فقعْ لها أوطرْ معي
زعمتَ أنَّ الشعرَ منْ=رزقِ الفتى الموسَّعِ
ولمتَ في ضنّي بهِ=قلتُ تسمَّحْ وبعِ
أما ترى كسادهُ=على نفاقِ السِّلعِ
وحسبكَ الجهلُ بهِ=خسارة ً للمبضعِ
ربَّوحاشا الكرما=ء سامعٍ لمْ يسمعِ
صمَّ وأذنُ عرضهِ=تسمعُ عنّي وتعي
وخاطبٍ وليسَ كف=ئاً لكريمِِ البضعِ
يبني ولمْ يمهرْ وإنْ=طلّقَ لمْ يمتَّعِ
يمنعُ أو ينغّصُ ال=عطاءَ إنْ لمْ يمنعِ
وأبيضَ الثغرُ ابتسا=مً عنْ ضميرٍ أسفعِ
ألبسني صنيعة ً=تسلبُ بالتصنَّعِ
أفرشني الجمرَ وقا=لَإنْ أردتِ فاهجعِ
حملتهُ مغالطاً= بجذلي تفجُّعي
يا عطشي إنْ لمْ أردْ=إلاَّ الخليَّ المشرعِ
لو عفتُ كلَّ مالحِ=لما شربتُ أدمعي
ولو أقمتُ كلَّ عو=جاءَ أقمتُ أضلعي
يذادُ سرحُ الحيِّ منْ=حيثُ رجى أنْ يرتعي
ويجدبُ المرءُ على=أذيالِ عامٍِ ممرعِ
أخي الّذي آمنُ إنْ=عرّفنيهِ فزعي
وكانَ سيفاً كابنِ,,أيّوبَ=إذا قلتَ اقطعِ
أخطرُ معْ جبني بهِ=في لأمة ٍ المشيّعِ
إذا رأى ثنيّة ً= لسوددٍ قالَ اطلعِ
أمري في نعمتهِ=أمرُ الهوّى المتّبعِ
في كلِّ يومٍ جمّة ٌ=منْ سيبهِ الموزَّعِ
وعطفة ٌ ترأبُشع=بَ شمليَ المنصدعِ
سابقة ٌ عثرة َ حا=لي أبدا بدعدعِ
طالَ السحابَ كفُّ ص=بٍّ بالسماحِ مولعِ
وبذّ حلباتُ الجيا=دِ سابقٌ لمْ يقرعِ
يخرجُ عنها ناصلاً=منْ جلِّهِ والبرقعِ
خاضَ الحروبَ حاسراً=يهزاُ بالمدرّعِ
وحالمَ ابنُ الأربع=ينَ في سموطِ الأربعِ
منْ غالبي شمسَ العلا=على مكانِ المطلعِ
أصولُ مجدٍ مابها=فقرْ إلى مفرَّعِ
همْ لبسوا الدنيا وبع=دُ حسنها لمْ ينزعِ
واحتلبوا درتِّها=قبلَ جفوفِ الأضرعِ
منْ كلِّ أخّاذٍ معْ ال=فتكِ بامرِ الورعِ
يوري الدجّى بموقدٍ=منْ جودهِ المشعشعِ
يصغي لصوتِ الضيفِ إص=غاءَ الحصانِ الأروعِ
يمسونَ غرسى وهمُ=مشبعة ٌ للجوَّع
وفحمة ٍ منَ الخطو=بِ ذاتُ وجهٍ مفزعِ
كانوا بدورَ تمِّها=على اللّيالي الدُّرعِ
لدٌّ إذا القولُ احتسى=ريقَ البليغِ المصقعِ
تعاوروا صعابهِ=بكلِّ رخوٍ أصمعِ
أعلقُ بالراحة ِ منْ=بنانة ٍ وأشجعِ
كأنذَ أقلامهمْ=في اللُّبثِ والتسَّرعِ
نابتة ٌ معَ الأك=فِّ في حبالِ الأذرعِ
مناسبٌ لو قذعتْ=شمس الضّحى لمْ تقذعِ
واقفة ٌ منَ العلا=على طريقٍ مهيعِ
لو دبَّ كلُّ عائبٍ=أفعى لها لمْ تلسعِ
تحملُ فيها ألمَ ال=ميسمَ جبهة ُ الدعي
صابوا رذاذا وتل=وّتْ بالسيولِ الدّفّعِ
اقتعدوا الردّفَ وأع=طوكِ مكانَ القمعِ
با غيكَ بنقيصة ٍ=قتيلُ داءِ الطمعِ
أو قصُ يبغي طلعة ً=على قصاصِ الأتلعِ
لو كانَ منْ نصيحتي=بمنظرٍ ومسمعِ
قلتُ تنحَّ يا فري=سُ عنْ مكانِ السَّبعِ
دعْ العلا واسرحْ على=حابسها المجعجعِ
أمرٌ يناطُ بسوا=كَ خرقهُ لمْ يرقعِ
كلُّ يمينٍ لمْ ترا=فدها يسارُ الاقطعِ
وقلَّما أغنى الفتى=شميمهُ بأجدعِ
بكَ اكتسى عودي وعا=دَ جلداً تضعضعي
وبانَ في الدّهرِ الغ=نيّ أثرى وموقعي
أفسدتَ قلبي وعقل=ي قارحي وجذعي
فعفتُ أحبابي واستض=عفتُ نصر شيعي
فاسمع أكاثركَ بها=أحسنَ ما قيلَ اسمعِ
مطاربا تخرجْ نس=كَ الحابسِ المنقطعِ
تحنو النّجومُ حسداً=لبردها الموشَّعِ
ما خطرتْ لمحتذٍ=قبلي ولا مبتدعِ
أعيتُ على الراقينَ ح=تّى استنزلتها خدعي
في كلِّ يومٍ ملكٌ=بتاجها المرصَّعِ
يهيجُ في اغتيابها=داءُ الحسود الموجعِ
يخرجها بجهلهِ=تروعُ إنْ لمْ تقطعِ
غضبانَ أنْ تكسرَ بال=نّبعِ فروعُ الخروعِ
يسرعُ فيَّ والعثا=رُ مولعٌ بالمسرعِ
لمّا غدتْ عيونهُ=تصغرْ عنْ تتبُّعي
عاقبتهُ بضحكي=منْ ذكرهِ في المجمعِ
وآكلينَ معهُ=زادَ الذُّبابَ الوقَّعِ
تغمرُ كفَّ الذمِّ منْ=أعراضهمْ في شمعِ
تشابهوا فما عرف=تْ حالقاً منْ أنزعِ
قالوا وأصغيتمْ ومنْ=يسمعُ فيَّ مسمعي
مالي وأنتمْ وزري=منَ الأذى ومفزعي
يطمعُ فيَّ عندكمْ=بالغيبِ منْ لمْ يطمعِ
في كلِّ يومٍ وقعة ٌ=شنعاءُ إحدى البدعِ
يمضغُ لحمُ اللّيثٍ في=ها بنيوبِ الضَّبعِ
وفيكْ النصرُ وع=زَ الجانبِ الممتنعِ
وليسَ عنّي بلسا=نٍ ويدٍ منْ مدفعِ
رعاية ً للفضلِ إنْ=كانَ ذمامي مارعي
ولو غضبتُ غضبة ً=أعوزُ سدَّ موضعي
إذا لطالتْ غيبتي=وكدَّكمْ توقُّعي
ما في حياضُ النّاسِ ما=يزحمُ عنهُ مكرعي
ولا يضيقُ منزلٌ=عنّي معْ تقنُّعي
إذا سلوتُ داركمْ=فكلُّ دارٍ مربعي
لكنَّ نفسي عنْ هوا=كمْ قطَّ لمْ تخدعِ
لو رأتْ الخلدَ النزو=عَ عنكمُ لمْ تنزعِ
ملأتُ قلبي شغفاً=بكهلكمْ واليفعِ
فلو يسامُ حبُّ ش=يءٍ معكمْ لمْ يسعِ
خيَّمتُ فيكمْ فليضعَ=منْ شاءَ أو فليرفعِ
ولو وجدتُ مقنعاً=في غيركمْ لمْ أقنعِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ=تروى رضاعا وهي بكرٌ لم تلدْ
تبسمُ عن عذب الرضابِ باردٍ= لولا دمٌ يصبغه قلت بردْ
أعجبْ به ماءً زلالا شبما=تجمعه في أهبٍ نارٌ نقدْ
يا حسنها مجموعة َ الشملِ ويا=أضعافَ ما تحسنُ والشملُ بددْ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً