عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:33 PM   #14
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ= قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ
أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا= دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ
زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال= عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ
فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ= حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ
وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ= لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ
وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها= ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ
لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً= ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ
يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً= وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ
يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها= على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ
حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ= هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ
فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ= وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ
تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ= وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ
وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ= تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ
وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ= غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ
وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ= وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ
واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا= لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ
ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً= مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ
أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ= حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ
وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ= وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ
وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ= شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ
كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ= مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ
فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ= ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ
حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ= بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ
منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ= جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ
لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً= لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ
ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ= والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ
يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ= في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ
بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً= على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ
حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ= عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ
فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ= بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ
وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى= معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ
واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها= ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ
فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ= وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ= دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ
توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ= فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ
وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ= فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ
سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها= في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ
مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال= أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ
ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ= إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ
وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ
لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ= عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ
كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ= وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ
ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً= لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير
أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ= والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ
لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ= ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ
وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا= ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ
يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ= مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ
يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها= فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ
ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها= ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ
على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها= في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ
وصافناتٍ تضاغى في مراسنها= كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ
عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ= ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ
للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ= والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ
يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ= لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ
يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ= كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ
فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا= أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ
لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على= أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ
ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ= على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ
كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما= حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ
وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ= تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ
ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ= بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ
لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ= حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ
إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ= حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ
تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى= عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ
شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال= أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ
إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ= حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ
ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ= فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ
النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال= آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ
لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها= والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور
وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ= والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ
وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ= قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ= في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ
جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها= عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ
عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ= على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ
فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ= وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ
يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ= يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ
لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ= لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ
وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ= وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ
شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ= لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ
والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ= بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ
فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها= بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ
وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ= يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ
لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا= بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ
وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ= مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ
شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها= إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ
ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ= لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ
وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا= يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب= نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ
تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ= لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ
ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها= فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ
وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا= فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ
يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً= لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ
وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ= فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ
ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها= إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ
زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي= والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ
وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ= قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ
سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ= إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ
وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً= حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ
أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ= ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ
ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ= مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ
لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا= إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ
وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ= ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ
لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً= سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ
تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ= وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ
وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ= بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ
فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما= منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ
فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ= ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ
أكسُ وحرمتنا عندي جمالها= فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ
وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ= ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ
فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ= إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ
ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق= تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ
وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً= تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ
للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ= طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ
كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها= حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ
يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ= كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ
ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ= نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ
فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها= تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ
مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها= بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ
سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها= إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ=أم طاب أن صاب روضاتِ اللوى المطرُ
علامة ٌ لك من أمّ الوليد أتت=تعلو الرياحُ بها والمزن تنحدرُ
كأنّ ما هبَّ عطرياً مجاسدها=منفوضة ً وكأنّ البارقَ الأشرُ
هوى ترامت به الأيام تبعدهُ=و قربته لك الأياتُ والذكرُ
و نازلٌ باللوى يسليك صورتهُ=تيهُ الطريق وينسيك اسمهُ الحذرُ
سرى إلى الشرق مشتاقا وما فقدتْ=عينٌ له بلوى خبتٍ ولا أثرُ
يجشمُ البدرَ أن يشقى برؤيته=و يلبسُ الليلَ زوارا فيعتكرُ
ما استوطن البيدَ لولا أنه رشأٌ=و ما امتطى الليلَ لولا أنه قمرُ
يا منة ً للكرى لولا حلاوتها=ما ذمَّ وهو وفاءٌ في الهوى السهرُ
مدَّ الظلامُ بها قبلَ الصباح يدا=بيضاءَ بانَ بها من أمسه السحرُ
في الضاربين على البلقاءِ بادية ً=يسبى لها الحرَّ من أبنائه الحضرُ
تصبى الأحاديثُ عنها وهي نازحة ٌ=و السمعُ يعلق ما لا يعلق البصرُ
سمراءُ غارتْ عليها وهي تشبهها=في القدّ واللون تحميها القنا السمرُ
تلينُ خلقاً ويحفو خلقها فكأنْ=في جسمها الماءِ ألقي قلبها الحجرُ
سعدية تدعى أن الوفاءَ لها=من صلب حاجبَ حبلٌ ليس ينبتر
فما لها وفؤادي في خفارتها=و الشوقُ يرعاه ظلما ليس ينتصرُ
لو شاء يعدُ جواري وهو مطرحٌ=من شاء قال التميميون قد غدروا
ما أنكرتْ أم خير وهي معرضة=أغيرَ أنْ لونتْ من لمتي الغيرُ
وَ في الصبا للهوى إذ كان حالفه=لا يحلقُ الحبُّ حتى يحلقَ الشعرُ
أرى المنى بعدُ تملى لي سوالفها=و قد المشيب الذي استقبلتُ مزدجرُ
أشتاق حاجاتيَ الأولى َ وتجذبني=إلى اتباع النهى حاجاتيَ الأخرُ
ما أشرفَ الحلمَ لولا ثقل محملهِ=و أجملَ الصمتَ لولا قولهم حصرُ
و ما أعزَّ الفتى في ظلَّ عفتهِ=لو شوور الحزمُ أو لو صحت الفكرُ
ما لكَ في الحرصِ إلا فضلُ ذلتهِ=و الرزقُ يفعل فيه ما اشتهى القدرُ
خلقانِ في هذه الدنيا معاسرة ٌ=ما طولبتْ وبها إن توركت يسرُ
قنعتُ منها بما بلَّ الصدى كبراً=من همتي ظنَّ قومٌ أنه صغرُ
أسوفُ العيشَ حسنَ الظنَّ أجبرهُ=على فسادٍ وجبرُ الظنَّ منكسرُ
مرقعا بالمنى أرجو غدا فغدا=تأتي الحظوظُ وحظي بعدُ منتظرُ
رضا بنفسي أو ودَّ امرئ ثقة ٍ=أغنى به وغنيُّ المالِ مفتقرُ
و إن مدحتُ ففخرٌ لا أعابُ به=و لا يكذبُ إخباري به الخبرُ
إذا غلوتُ بقولٍ فيه لم ترني=إلى المروءة فيما قلتُ أعتذرُ
حدثْ بفضلِ بني عبد الرحيم وما=طابوا على قدمِ الدنيا وما كثروا
و استشهد الصحفَ الأولى بما نقلت=عنهم وما قصت الآثارُ والسيرُ
المكتفين إذا غابوا بشهرتهم=عن الشهادة والكافين ما حضروا
أبناء ذروة هذا الملك قد فرعوا=سنامه يطلبون النجمَ ما انحدروا
تملكوا قربَ الدنيا وشرعتها=لا يردُ الناسُ إلا كلَّ ما صدروا
لا تستخفهم الأحداثُ إن طرقت=عن الحلومِ ولا يطغيهم البطرُ
إذا بلوتَ تقاهم أو بصائرهم=في نعمة ٍ شكروا أو نكبة ٍ صبروا
تكلموا وأرمَّ الناطقون لهم=لا يؤمرون ولا يعصون إن أمروا
يدعون في السنواتِ الشهبِ جامدة ً=فيفعلون بها ما يفعلُ المطرُ
غاض الفراتُ وضنَّ المزنُ وانبعثتْ=في المزنِ تعصرُ أيديهم فتنعصرُ
لو ركبوا في أعاليهم أناملهم=يومَ الوغى حضرتْ أطرافها الحمرُ
إن كنتَ فيمن طواه البينُ ممترياً=منهم فعندك من منشورهم خبرُ
هذا الحسينُ حياة ٌ خلدتْ لهمُ=ليسوا بأول موتي بابنهم نشروا
صلى َّ فزادتعلى السباق حلبته=محلقُ العرفِ جارٍ خطوهُ حضرُ
كالسهم أحرزَ ذكرا يومَ ترسله=لم يعطهِ أبواه القوسُ والوترُ
عصارة فضلتْ في الطيب طينتها=و الخمرُ أطيبُ شيء منه يعتصرُ
لا يعدمَ الصاحبَ ابنُ الليل قوسهُ=طولُ السرى وتنقى َّ عظمه السفرُ
فوزَ في البيدِ لا ظلٌّ يفء له=ظهراً ولا يتقيه من ندى سحرُ
ترمى به غرضَ الأخطارِ حاجتهُ=يحلو له الملحُ أو يصفو له الكدرُ
يحسُّ أو يتراءى كلَّ مخلفة ٍ=لا سمعَ يصدقهُ فيها ولا نظرُ
يرى سماوته في الماءِ ينكرها=من طول ما اختلفتْ في عينه الصورُ
حتى إذا ملت الأقدارُ شقوته=و حان من سعيه أن يدرك الظفرُ
آنسَ من جوده نارا مبشرة ً=ببردِ عيشته من حيثُ تستعرُ
فجاء يقتافها حتى أصاب قرى=يأخذُ منه اشتطاط النفسِ أو يذرُ
بينا تكونُ البدورُ الطائفاتُ به=و لائدا وتذكى للقرى البدرُ
فلا خلا منه ربعُ الفضلِ يعمرهُ=بالمال يقسمُ والأقوالِ تدخرُ
و بيضة الملكِ يحميها فما كربت=مذ قام يشعبها بالرأي تنفطرُ
تيمنوا باسمه حتى لقد وثقوا=لو سار في غير جيشٍ أنهم نصروا
طلقُ النقبة ِ لم يعقلِ سعايته=عن مطلبٍ رجبٌ يخشى ولا صفرُ
غررَ في العزَّ حتى نال غايتهُ=و جانبُ العزَّ مركوبٌ له الغررُ
لو عيبَ ما عابه شيءٌ يزنُّ به=من النقيصة ِ إلا أنه بشرُ
حلا له الحمدُ حتى ما له ثمنٌ=يغلو عليه وحتى ما لهُ هدرُ
لو وهبَ المرءُ يوما نفسهُ سرفا=لم يهبِ النفسَ إلا وهو مختصر
عجمتُ أيامَ دهري صعبة ً بكمُ=فسالمتني وفي أيامها خورُ
و كان لي عندَ حظي قبلَ ودكمُ=ثأرٌ فقمتُ بكم كالسيف أثئرُ
فلتأتينكمُ عني وبي أبدا=غرائبٌ وهي في أوطانها فقرُ
تسري مراكبَ للأحساب تعرضها=على العيون شياتٌ كلها غررُ
إذا تحلتْ فمعناها قلائدها الن=ضارُ أو لفظها أقراطها الدررُ
مما ولدتُ وإن خالفتُ منصبها=كسرى أبي وأبوها نسبة ً مضرُ
تسركم وتسوء الحاسدين لكم=و نفعُ قومٍ لقومٍ غيرهم ضررُ
في كل يومٍ جديدِِ العهد مبتكرٍ=تسوقها لكم الروحاتُ والبكرُ
لها بأحسابها طولٌ وما قطعتْ=سيرا وفيها عن استحقاقكم قصرُ
و قد سمعتم سواها قابلين له=فكيف يحلو لجاني النحلة ِ الصبرُ
و إن تشابهتِ الألفاظُ واتفقتْ=فرمة الحبل شكلا حية ٌ ذكرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ= أمْ هلْ لليلِ المحبِ منْ آخرْ
أم الفتى جائدٌ بمهجتهِ= على بخيلٍ بقولهِ غادرْ
خاطرَ في حبِّ ظالمٍ لمْ تجزْ= قطُّ لهُ رحمة ٌ على خاطرْ
يحسبُ كلَّ الأبدانِ يومَ منى ً= بدنَ الهدايا تحلُّ للعاقرْ
لهُ منَ القتلِ باعثٌ لا يقا= ويهِ منَ الحزمِ والتَّقى زاجرْ
إذا كريمٌ عفا لقدرتهِ= أغراهُ بالشَّرِّ أنَّهُ قادرْ
يحصبُ وادي الجمارِ يستغفرِ الله= ومنْ للدماءِ بالغافرْ
كلُّ حصاة َ بتراءَ تنبذُ بال= وادي حسامٌ منْ كفِّهِ باترْ
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبداً= قرطسَ منَ واحدٍ إلى العاشرِ
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال= مظلومُ في حبِّهِ بلا ناصرْ
لو كانَ في بابلٍ رضاباً وأل= حاظاً لقلتُ الخمَّارَ والسَّاحرْ
تاجرَ هواهُ وثقْ بذمتهِ= تكنْ شريكَ المقمورِ لا القامرْ
يلقاكَ منْ قدِّهِ وإمرتهِ= يومَ التَّقاضي بالعادلِ الجائرْ
يا قلبُ صبراً عساكَ حينَ حرم= تَ الوصلَ تعطى مثوبة َ الصَّابرْ
ولا تسمِّ الهجرَ الملالَ وعشْ= بالفرقِ بينَ الملولِ والهاجرْ
حجرٌ عليكَ الإطرابُ بعدَ ليا= ليكَ اللَّواتي انطوتْ على حاجرْ
ذلكَ عهدٌ ناسي بشاشتهِ= أسعدُ حظَّاً بهِ منَ الذّاكرْ
كمْ عثرة ٍ بينَ زمزمٍ لكَ وال= مشعرِ لا يستقيلها العاثرْ
أفسدتَ فيها فريضة َ الحجِ بالذُّ= لِّ لغيرِ المهيمنِ القاهرْ
قلبكَ فيها على التَّنسُّكِ مع= قودٌ وللفتكَ فعلكَ الظَّاهرْ
فأنتَ بينَ الإحرامِ والحبِّ لل= أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ
تخضعُ منها لصورة ٍ فطرتْ= ويخضعُ المخبتونَ للفاطرْ
حسبكَ كانَ الشَّبابُ يسترُ منْ= نفسكَ ما الشَّيبُ ليسَ بالسَّاترْ
قدْ آنَ أنْ ينفعَ الملامُ وأنْ= تلزمَ في الأمرِ طاعة َالآمرْ
طارتْ بعزماتكَ المضلَّة ُ منْ= شيبكَ هذا عقابهُ الكاسرْ
غابَ الشَّبابُ المغري وقدْ حضرَ الشَّ= يبُ نذيراً والحكمُ للحاضرْ
قفْ قدْ مضتْ غفلة ُ الخليعِ بما= فيها وقوفُ المستبصرِ النَّاظرْ
شمِّرْ وخضها مادمتَ خائضها= فربمّا طمَّ ماؤها الغامرْ
والشّعرَ صنهُ فالشَّعرُ يحتسب اللهَ= إذا لمْ يصنْ على الشَّاعرْ
لا تمتهنهُ في كلِّ سوقٍ فقدْ= تربحَ حيناً وبيعكَ الخاسرْ
انظرْ إلى منْ وفي مدائحِ منْ= أنتَ وقدْ باتَ نائماً ساهرْ
اخترْ ولوداً للفهمِ منجبة ً= فأكثرُ الفهمِ محمقٌ عاقرْ
غالِ بهِ واستمِ المهورَ الثقي= لاتِ وصاهرْ أكفاءها صاهرْ
واحنُ عليهِ فإنَّهُ ولدٌ= أبوهُ قلبٌ وأمُّهُ خاطرْ
صرِّفهُ فيما يرضى العلاءُ بهِ= ويعمرُ العرضَ بيتهُ العامرْ
إمّا لفخرٍ يصدِّقُ النَّسبَ الحرَّ= ويحي ذكرَ الأبِ الدّائرْ
أو لأخٍ يشفعُ الودادَ بما= يرضيهِ منهُ بالفذِّ والنَّادرْ
أوْ ملكَ رحتَ منهُ في نعيمٍ= أنتَ لهالا محالة َ شاكرْ
ترى منَ الوردِ في شريعتهِ ال= عذبة َ آثاراً غيظة ِ الصَّادرْ
منْ آلِ عبدِ الرَّحيمِ حيثُ عهد= تَ العشبَ الكهلَ والحيا القاطرْ
والبيتُ منْ أينما استضفتَ بهِ= فأنتَ في الجدبِ لابنٌ تامرْ
حيثُ القرى لا تكبُّ جفنتهُ= والنَّارُ لليلِ أوّلا آخرْ
والبزلُ لا تعقلُ الوديكة َ وال= كوماءُ إلاَّ بشفرة ِ الجازرْ
والنّضدُ الضَّخمُ والأرائكَ يؤ= ثرنَ لجنبِ النَّديمِ والسَّامرْ
كمْ قمرٍ منهمُ ولا ككما= لِ الملكِ ضواكَ نورهُ الباهرْ
تمَّ فأبصرتَ أوْ سمعتَ بهِ= ما لمْ تكنء سامعاً ولا ناظرْ
أربابكَ المالكونَ رقِّكَ منْ= ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ
تورثُ فيهمْ فأنتَ ينقلكَ ال= ميراثُ منْ كابرٍ إلى كابرْ
تأنسَ إنْ قيلَ غرسٌ نعمتهمْ= وأنتَ منها في غيرهمْ نافرْ
فما الّذي ردَّ عنْ حميَّتهِ= أنفكَ فانقضتْ في يدِ القاسرْ
بلى تصبَّاكَ في خلائقهمْ= مرتبقٌ في حبالهمْ آسرْ
ورقية ٌ يخرجُ الأسودَ بها= أبو المعالي منْ غليها الغابرْ
تنفثُ أخلاقهُ العذابُ فيج= رينَ الصَّفا قبلَ صلِّهِ الخادرْ
دلَّ على مجدِ قومهِ وعلى الصُّ= بحِ دليلٌ منْ نورهِ الفاجرْ
وقدَّموهُ طليعة ً يصفُ ال= فخرَ ووافوا بالكوكبِ الزَّاهرْ
أبلجَ تمسي النُّجومُ راكدة ً= وكوكبُ السَّعدِ برجهُ السَّائرْ
في الأرضِ منهمْ لعزِّهمْ فلكٌ= بكلِّ ماشادَ ذكرهمْ دائرْ
أراكة َ حلوة َ الثِّمارِ بهِ= لمْ تشقَ في لقحها يدُ الآبرْ
عدَّلَ ميلَ الدُّنيا وثقّفها= حتّى استقامتْ تدبيرهُ الآطرْ
وابتسمَ الدَّهرُ تحتَ سيرتهِ= وعدلهِ وهو عابسٌ باسرْ
كأنَّما رأيهُ على لهبِ ال= خطبِ جمادى صبَّتْ على ناجرْ
وجمرة ٌ دونَ سدة َ الملكِ لا= يثبتُ وجهٌ لوجهها الزافرْ
ينهالُ تحتَ الرِّجالَ لقويمة ِ جا= لاها بما عمَّقتْ يدُ الحافرْ
قامَ عليها فألقمَ الحجرَ ال= هاتمَ فيها فمَ الرَّدى الفاغرْ
تجمدُ إمّا بماءِ صارمهِ ال= باترِ أو ماءِ كفِّهِ المائرْ
طبٌّ بأدواءِ كلِّ معضلة ٍ= يغالطُ الجسَّ عرقها الفائرْ
قدْ جرّبوهُ وآخرينَ فما= أشكلَ بينَ الوفيَّ والغادرِ
واعترفَ المنكرونَ بالآية َ ال= كبرى اضطراراً وآمنَ الفاجرْ
جاراكمُ النَّاسُ يدأبونَ فما= شقَّ هجينٌ عجاجة َ الضَّامرْ
وقارعوكمْ على العلا سفهاً= فما وفّى بالمدجّجِ الحاسرْ
وقدْ رأى منْ نصحتهِ فأبى ال= نُّصحَ وكانَ الخلافُ للخابرْ
وكيفَ يبقى على زئيركمُ= قلبُ قطاة ٍ يراعُ بالصَّافرْ
وأسعدَ النَّاسَ ربُّ ملكٍ لهُ= منكمْ ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ
أنتْم لها تمسحونَ غاربها= بأذرعٍ لا يقيسها الشَّابرْ
وأمرها كيفَ غيَّرَ الدَّهرُ أوْ= بدَّلَ فيها إليكمُ صائرْ
منارها فيكمُ وقبلتها= والنَّاسُ منْ تائهٍ ومنْ حائرْ
فلا يزلْ منكمُ لها ناظمٌ= يجمعُ منها ما بدّدَ الناثرْ
ولاأتيحتْ عصيُّ عزَّكمُ= لملتحٍ منهمُ ولا قاشرْ
ولاتزلْ أنتَ كالقضاءِ بما= تطلبُ منْ كلِّ بغية ٍ ظافرْ
تلتثمُ الحادثاتُ منْ خجلٍ= عنكَ إذا راعَ وجهها السَّافرْ
وناوبتْ ربعكَ السَّحائبُ منْ= مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ
بكلاِّ وطفاءَ تطمئنُ فجا= جُ الأرضِ منها للرّائحِ الباكرْ
يكسو الثُّرى ماؤها وترتدعُ ال= حصباءُ طيباً منْ ريحها العاطرْ
تشهدُ في المنصبِ الكريمِ وتح= مي العرضَ والعرضُ مهملَ شاغرْ
يزفُّها الحبُّ والرَّجاءُ إلى= بابكَ منْ كاعبٍ ومنْ عاصرْ
تجارة ٌ لا تبورُ والمشتري= سمعكَ منها وقلبيَ التّاجرْ
أعظمها عنْ سواكَ أنّكَ لل= مأمولِ فيها مستصغرٌ حاقرْ
وودُّ نفسي لو أنَّ باطنها= يحملُ في حبُّكمْ على الظَّاهرْ
وأنْ ترى عينكَ العليَّة ُ منْ= تحتَ شغافي نصيبكَ الوافرْ
فتصرفُ الشَّكَ باليقينِ إذا= بلوتَ سرِّي بالفاحصِ السَّابرْ
ذاكَ اعتقادي وإنَّني لدمِ ال= وفاءِ إنْ كنتُ مدهناً هادرْ
فاقبلْ ولا تنسَ منْ حفاظي ما= أنتَ بفضلِ الحجا لهُ ذاكرْ
واعلمْ بأنِّي ما اشتقتُ عهدَ الصِّبا ال= عافي ولا سكرة َ الغنيِّ الغامرْ
شوقي إلى أنْ أراكَ أوْ أشتري= ذاكَ بإنسانِ عينيَ النَّاظرْ
فلا تصبني فيكَ المقاديرُ بال= مقاصدِ منْ سهمها ولا العاثرْ
وزاركَ المهرجانُ يحملُ منْ= سعدكَ أوفى ما يحملُ الزَّائرْ
يومَ أماتوا بالغدرِ بهجتهُ= وأنتَ منهُ رعاية ً ناشرْ
أتاكَ في الوفدِ يعتفي روضكَ ال= غضَّ ويعتامُ بحركَ الزَّاخرْ
فاجتلِ منهُ المبرّزَ الحسنَ في ال= عينِ وفزْ بالمباركِ الطَّائرْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا= أنَّ العلا مقيداتٌ بالسَّرى
فركَّبتْ بسوقها رءوسها= حتى تخيلنا الحجولَ الغررا
تحسبها عجرفة ً وورهاً= فيما ترى خابطة ً ليستْ ترى
تنضى النَّهارُ شملة ً جونيَّة ً= وتلبسُ اللَّيلَ رداءً أخضرا
ترى بما تجهضُ منْ سخالها= لحماً مضيغاً ودماءً هدرا
علَّمها النَّومُ على رباطها= ذليلة ً أنْ تستطيبَ السَّهرا
كلُّ ابنِ ذاتِ أربعٍ تحسبهُ= ذاتَ جناحينِ إذا تمطَّرا
ينتشرُ الأرضَ فلا يردعه= كيفَ طواها عنقاً أو حضرا
يرى الظَّلامَ بشهابيْ قابسٍ= لا يستميحانِ النُّجومَ خبرا
تكارها شمسَ الضُّحى وأقسما= على الدُّجى لا يصحبانِ القمرا
إنْ غابَ شخصُ مقلتيهِ أبصرتْ= أذناهُ هلْ خبِّرتَ سمعاً بصرا
يلهبُ قرعُ السُّوطِ منهُ مرجلاً= يجيشُ صدراً ويجيشُ منخرا
يعطي الشَّكيمَ ساءهُ أو سرَّهُ= لحياً أبيَّاً أو عذاراً أصعرا
يظما فلا يشرعُ مسبوقاً على= صافية ٍ ولو تكونُ الكوثرا
عافَ البقايا أنَّهُ منتتجٌ= في معشرٍ لا يشربونَ السُّؤرا
يأنفُ منْ ماءِ الزكيِِّ أنَّهُ= في الأرضِ أو تسقي السَّماءُ المطرا
كالنَّجمِ في نهارهِ وليلهِ= إما ارتفاعا سارَ أو منحدرا
ذلكَ دأبُ ربَّهِ ودأبهُ= ما استقدما فشاورا التَّأخرا
إذا أصابا وطراً من العلا= فذاكَ أو فيبلغانِ العذرا
للهِ مفطورٌ على سوددهِ= إذا رأى العجزَ غماراً شمَّرا
يصرفُ عنْ بيتِ الهوانِ وجههُ= وإن ضفتْ أفياؤهُ وخضرا
يريهِ صدرَ اليومِ ما في غدهِ= رأيٌّ إذا الرأيُ أصرَّ أبصرا
يأوي إلى بديهة ٍ في عزمهِ= تطلعهُ قبلَ الورودِ الصَّدرا
تنصرهُ الوثبة ُ في أوانها= إذا الهوينى خانتِ المنتظرا
لا يعلقُ الأعداءُ في أتباعهِ= بعينهِ فيعظمونَ الأثرا
وكلُّ منْ قصَّرَ عن عدوهِ= أعظمهُ ضرورة ً لا خيرا
كاللَّيثِ يقلى وهو يطرى أو كما= نافقَ أعداءٌ وزيرَ الوزرا
قادحهمْ ففازهمْ أروعُ ما= قامرَ في العلياءِ إلاَّ قمرا
مقلِّبٌ جانبهُ وحظُّهُ= من السُّعودِ سفراً أو حضرا
تواصتِ الأقدارُ أنْ تمضي على= تدبيرهِ جارية ً كما جرى
وغيرهُ والنُّقصُ حظُّ غيرهِ= إنْ أحمدَ الآراءَ ذمَّ القدرا
عضَّ العدا أظافراً منْ بعدهِ= تدمى ولمْ ترزقْ عليها الظَّفرا
ولمْ يكنْ من شرفِ الدِّينِ لمنْ= يندمُ إلاَّ أنْ يعضَّ الحجرا
ولا لدارٍ فاتها ودولة ٍ= منهُ سوى أنْ أقويا وأقفرا
أبصرها بلهاءَ جاهليَّة ً= ذاتَ فسوقٍ لا تخافُ النُّذرا
مجنونة َ الودادِ إما عاهدتْ= لمْ يكُ إلاَّ الغدرَ والتغيُّرا
أشهى خليليها إليها خلَّة ً= منْ كانَ أدمى همَّة ً وأحقرا
تكيلُ بالجورِ إذا ناصفها= وتنبذُ العرفَ تراهُ منكرا
نافرة ً منْ ذي اليمينِ إذا= قوَّدها حتى تطيعَ الأبترا
فردَّها بالعتبِ ردَّ ناقدٍ= غالطَ فيها النَّفسَ حتى استبصرا
ألقى على غاربها حبالها= منْ بعدِ ما متَّعها وأمهرا
على أوانَ شوَّهتْ وعُنِّستْ= وسُلبتْ جمالها والخفرا
تناحلوها شرهاً وزاحموا= عجزاً شفيرَ جرفها المهوَّرا
فطرَّفوا منها بشلوٍ ميِّتٍ= وأكثروا فيهِ الجدالَ والمرا
مرَّ وولاَّهمْ رزايا سرحها= يدَّبرونَ منهُ أمراً مدبَّرا
يا ليتَ شعرَ الملكِ منْ عذيرهُ= بعدكِ مما جرَّ عجزُ السُّفرا
ودولة ٍ أسلمها عميدها= كيفَ يظنُّ كسرها أنْ يجبرا
وهلْ لها أنْ تستوي قائمة ً= ما لمْ تجدكَ النَّاعمَ المقدَّرا
وكيفَ يرجى عندَ ذؤبانِ الغضا= في الغيلِ أنْ تحمي حمى أسدِ الشِّرى
خطوتها مستقدماً أمامها= لمَّا رأيتَ خطوها إلى ورا
نجَّاكَ منها أنْ ترى مهتصراً= بغمرة ٍ حاشاكَ أو مقتسرا
يدٌ علتْ عن أن يكونَ فوقها= يدٌ ونفسٌ لا تطيعُ الأمرا
ونخوة ٌ سيماءُ فارسيَّة ٌ= شمَّاءُ لا تعطى الخزامَ منخرا
أفدتها كفاية ً جامعة ً= منها وظلاً فوقها منتشرا
فهي إذا ذكرتْ مع خطَّابها= تقولُ كلُّ الصَّيدِ في جوفِ الفرا
غداً تلظَّى تشتكي أوامها= إلى الفراتِ وهي تسقى الكدرا
واضعة ً جبينها لموسمِ الذُّ= لِّ وخديَّها جميعاً للثرى
قد غمزَ الأغمارُ في صعدتها= فهي تداعى خطلاً وخورا
حتى تلوذَ تستغيثَ ربَّها= منكَ وترجو ذنبها أنْ يغفرا
ويأخذُ الدَّهرُ بناصيتها= سوقاً فيأتيكَ بها معتذرا
قدْ أدَّبتهُ لكمُ جهلاتهُ= فيكمْ وإنْ جرَّبَ قوماً أخرا
جرياً على العادة في استصراخهِ= بعفوكمْ إذا هفا أو عثرا
فاستقبلوا منها مريرا قد حلا= لمجتنيكمْ وسقيماً قدْ برا
أصلحتمُ ببعدكمْ فسادها= والجرحُ لا يدملُ حتى يسبرا
وكلّ محبوبٍ إذا الوصلُ طغى= يوماً بهِ فظنُّهُ أنْ يهجرا
وزارة ٌ كمْ قدْ قدحتُ زندها= فيكمْ وكمْ قمتُ بها مبشِّرا
فلمْ تكذّبْ قطُ لي عائفة ٌ= فيها ولا خيِّبَ فألٌ زجرا
قدْ ثبتَ المعجزُ لي في صدقها= منْ طولِ ما صحَّ وتكرَّرا
كالوحي لو أنَّي خلقتُ ملكاً= طرتُ بهِ لكنْ خلقتُ بشرا
فانتظروها إنَّما ميعادها= غدٌ ويا قربَ غدٍ منتظرا
فعندها يبردُ حرُّ أضلعٍ= يوقدُ شوقي بينهنَّ شررا
وعندها يحلو بعيني وفمي= ما قدْ أمرَّ الماءُ عذباً والكرى
ويكمدُ الحاسدُ والشَّامتُ بي= بفرطِ ما قدْ أكلاني أشرا
كاشفني بعدكمُ بغلِّهِ= منْ كانَ يخشى جانبي مستترا
وكلُّ جبسٍ يدهُ ووجههُ= منْ حجرٍ يلقمُ منِّي حجرا
واجهَ بالعصيانِ فيَّ أمركمْ= والدَّهرُ لا يعصيكمُ لو أمرا
كنتُ لهُ ذريعة ً إليكمُ= وكنتمْ بالعلجِ مني أبصرا
فجنِّبوني عفوكمْ عنهُ غداً= أكنْ لكمْ منهُ ولي منتصرا
يا عشبَ أرضي وسماءَ روضتي= ودارَ أمني يومَ أرعى الحذرا
ومنْ إذا عرِّيَ من ظلِّهمْ= ظهري فقدْ ألقيتُ شلواً بالعرا
قدْ أكلتنا بعدكمْ فاغرة ٌ= أنيابها قبلَ العضاضِ جزرا
لمْ يتأسَّ بنتاجٍ إذا أتتْ= ضيفٌ ولمْ توقدْ لها نارُ القرى
تعترقُ العظمَ كما تسترطُ الل= حمَ وجلَّتْ أن تحصَّ الوبرا
فنظراً وإنْ نأتِ داركمُ= وأرشدوا لمنْ يقولُ نظرا
يا فرحة ً يومَ أرى رايتكمْ= تلاوذُ الرِّيحَ تؤمُّ العسكرا
ونشرَ أيديكمْ وأعراضكمْ= بالزَّابِ يلقاني وشاطى عكبرا
والأمرُ فيكمْ؛ لا يطاعُ لقبٌ= زورٌ ولا يراقبُ اسمُ مفترى
لا غروَ إنْ كفيتها مستوزرا= بالأمسِ أنْ تكفيها مؤمَّرا
آملها وكيفَ لا يأملُ أنْ= يراكَ شمساً منْ رآكَ قمرا
أنا الذي لو سجدَ النَّجمُ لكمْ= ما كنتُ مرتاباً ولا مستنكرا
ولو مسحتمْ زحلاً ببوعكمْ= رجوتُ بعدُ لعلاكمْ مظهرا
أقذيتُ أبصارَ العدا بمدحكمْ= فساوروني أحوصاً وأخزرا
ولمْ أراعِ فيكمْ تقيَّة ً= منْ كبدٍ غيظتْ وصدرٍ أوغرا
على سبيلي في موالاتكمْ= أمرَّ فرداً لا أخافُ الخطرا
وقاطناتٌ سائراتٌ معكمْ= تتبعكمْ محلَّة ً وسفرا
تشتاقُ منكمْ عامري أوطانها= ومنْ ثوتْ فيهمْ فقضَّتْ عمرا
لا تعدمونَ رسمها مردداً= عليكمُ وقسمها موفَّرا
ماكرَّ يومَ المهرجانِ وطراً= وصامَ ذو شهادة ٍ وأفطرا
قلتُ فأغضبتُ الملوكَ فيكمُ= وأنتمْ بي تغضبونَ الشُّعرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها= بنوها ويدهونَ منْ سرِّها
عجوزٌ ولودٌ تعدُ البعولَ= كثيراً وكلٌّ أبو عذرها
إذا نتجتْ طامثاً كانَ ذا= كَ أشبهَ في الحزمِ منْ طهرها
يطاها بنوها وهمْ مسلمو= نَ حتى تعودَ إلى كفرها
تدبِّرها أختها في الرِّضاعِ= فتمضي الأمورُ على امرها
إذا ولدتْ بطنها للتَّمامِ= فتى ً شهرتهُ على ظهرها
لها الفخرُ بالذِّكرِ والإنتساب= إليها وتبعدُ عنْ ذكرها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجارٍ يجدُ بهش رائضا
وجارٍ يجدُ بهش رائضا= نِ منْ مطلقٍ منهُ أوْ حابسِ
إذا ما مضى في سواءِ الطَّري= قِ شقَّ بذاكَ على الفارسِ
تبوّعَ تهتزُ منهُ الضُّلو= عُ بينَ المرنَّحِ والجالسِ
لهُ نسبٌ في اغتراسِ الرَّجا= لِ وهوَ بلاءٌ على الغارسِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما= تكونُ غداً سوداءَ إنْ شئتَ أو صفرا
تعيشُ بخفضٍ ما تمنَّتْ ونعمة ٍ= بحيثُ سواها لو يرى فارقَ العمرا
سرتَ تقطعُ الخرقَ الوسيعَ وما مشتْ= ولا ركبتَ فيهِ سفيناً ولا ظهرا
مسربلة ً لمْ تدفعِ النَّبلَ درعها= وعريانة ً لمْ تشكُ قيظاً ولا قرَّا
تطفَّلَ حتّى زفَّها لكَ جاهراً= إذا صاعبتهُ عدَّ إعسارها يسرا
وأعجبهُ ممّا يميِّزُ أنَّها= إذا هي زادتْ كبرة ً زدتهُ مهرا
يحلُّ لهُ منها الحرامُ لمعشرٍ= يكونونَ في جنسٍ سوى جنسها بحرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ= وصحَّ ليَ الدَّهرُ الّذي كانَ يتغيرُ
وسالمي صرفُ القضاءِ وبيننا= فلولُ المواضي والقنا المتكسِّرُ
وحسَّنتُ ظنِّي في الزَّمانِ وأهلهِ= فأصبحتُ أرجو وصلَ منْ كنتُ أحذرُ
وعرَّفني فيمنْ رأى غاية َ العلا= فطالبها بالسَّعيِ كيفَ يشمِّرُ
وكيفَ يغارُ الحرُّ منْ ثلمِ مجدهِ= فيدعمهُ بالمكرماتِ ويعمرُ
حنُّواً وفي قلبِ الزَّمانِ قساوة ٌ= ورعياً لحقّي وابنُ أمّي يخفرُ
ورفداً هنيئاً تستقلُّ كثيرهُ= وودّاً وما تسني منَ الودِّ أكثرُ
عطاؤكَ كافٍ واعتذاركَ فضلة ٌ= وغيركَ لا يعطي ولا يتعذّرُ
وفيتَ لآباءٍ تكلَّفتَ عنهمُ= فضائلَ ما سنُّوا الفخارَ وسيَّروا
كرامٌ طواهمْ ما طوى النَّاسُ قبلهمْ= وأنتَ لهمْ منْ ذلكَ الطيِّ منشرُ
مضوا سلفاً واستخلفوكَ لذكرهمْ= خلوداً فلمْ يخزِ القديمَ المؤخرُ
وأبقوا حديثاً طيِّبا منكَ بعدهمْ= وقدْ علموا أنَّ الأحاديثَ تؤثرُ
وزنَّاهمُ بالنَّاسِ بيتاً وأنفساً= فزلَّتْ موازينٌ وزادوا وثمّروا
وجئتَ بمعنى زائدٍ فكأنّهمْ= وما قصَّروا عنْ غاية ِ المجدِ قصَّروا
وإنْ أبا ابقاكَ مجداً لعقبهِ= وإنْ عبطتهُ ميتة ٌ لمعمِّرُ
أقولُ لركبٍ كالأجادلِ طوَّحتْ= بهمْ قامصاتٌ كالأهلَّة َ ضمّرُ
على قممِ البيداءِ منها ومنهمُ= إذا خفقَ الآلُ الملاءُ المنشَّرُ
رمتْ بهمْ الحاجاتُ كلَّ مخوفة ٍ= إذا سارَ فيها النَّجمُ فهوَ مغرِّرُ
إذا الليلة ُ العمياءُ منها تصرَّمتْ= تولاَّهمُ يومٌ منَ التِّيهِ أعورُ
رأوا رزقهمْ في جانبٍ متغذِّرا= تطاولهُ أعناقهمْ وهي تقصرُ
خذوا منَ زعيمِ الملكِ عهداً على الغنى= وردُّوا المطايا فاعقلوها وعقِّروا
دعوا جانبَ البرِّ العسوفِ وحوِّموا= عل البحرِ بالآمالِ فالبحرُ أغزرُ
ولا تحسبوا أفعالَ قومٍ ذللتمُ= عليها كما تروي الأسامي وتذكرُ
فما كلُّ خضراءَ منَ الأرضِ روضة ٌ= ترادِ ولا كلُّ السَّحائبِ تمطرُ
ببغدادَ في دارِ السلامَ محجبٌ= على عادة ِ الأقمارِ يخفى ويظهرُ
إذا كتمتهُ رقبة ٌ أو مكيدة ٌ= وشى بمعاليهِ العطاء المشهَّرُ
كريمٌ يرى أنَّ الغنيَّ تركهُ الغنى= وأنَّ اتقاءَ الفقرِ بالفقرِ مفقرُ
غلامٌ إذا ما عدَّ أعدادَ سنّهِ= ويومَ قضاءَ الحزمِ شيخٌ موقَّرُ
تمرَّنَ طفلاً بالسِّيادة ِ مرضعا= يدرُّ عليهِ خلفها ويوفِّرُ
لهُ من مقاماتِ الملوكِ صدورها= يقدِّمُ فيها إذنهُ ويؤخرُ
زعيماً على التَّدبيرِ لاهو حاجة ً= يعانُ على أمرٍ ولا هوَ يؤمرُ
لهُ منْ سرايا رأيهِ ولسانهِ= إذا نازلَ الأقرانَ جيشٌ مظفَّرُ
وأهيفُ يسري في العظائمِ حدُّهُ= ومنظرهُ في العينِ يضوي ويصغرُ
ترى الرزقَ والآجالَ طوعَ قضيَّة ٍ= تخطُّ على أمريهما وتسطِّرُ
ومرٌّ على الشُّحناءِ حلوٌ على الرِّضا= وللضيمِ يحلو لي فلا يتمرَّرُ
ضحوكٌ إذا حكمتهُ متطلقٌ= وأشوسُ إنْ نازعتهُ متنمِّرُ
كفى الملكُ ما استكفتْ لحاظٌ جفونها= وأغناهُ ما أغنى عنِ الكفِّ منسرُ
وقامَ لهُ بالنُّصحِ يثبتُ رجلهُ= على زلقٍ فيهِ الفتى يتعثرُ
فإنْ شكرتَ كفٌّ بلاءَ مهنَّدٍ= قضى نذرها فالملكُ لا شكَّ يشكرُ
لكَ اللهُ مولى نعمة ٍ ومفيدها= وغارسها منْ حيثُ تزكو وتثمرُ
ومستعبداً حرَّ القلوب وفاؤهُ= وحرَّ الكلامِ مالهُ المتيسِّرُ
جرى الخلفُ إلاَّ في علاكَ فأبصرَ ال= مقلِّدَ فيها واستقالَ المقصِّرُ
وقالَ بقولي فيكَ كلُّ محدثٍ= يرى أنَّني ما قلتُ إلاَّ وأخبرُ
وعنَّفَ قومٌ حاسديكَ جهالة ً= وذمُّوا وهمْ بالحمدِ أولى وأجدرُ
إذا عرفوا الفضلَ الّذي حسدوا لهُ= فتلكَ لهمْ مجدٌ يعدُّ ومفخرُ
أعاذكَ منْ عينِ الكمالِ الّذي قضى= بهِ لكَ قسماً فهويقضي ويقدرُ
ولا غشيتَ ظلماءُ إلاّ وفجرها= برغمِ العدا عمّا تحبونَ يسفرُ
فما تصلحُ الدّنيا ومنْ غيركمْ لها= أميرٌ مطاعٌ أو وزيرٌ مدبِّرُ
ولا عدمَ المدحُ الموفّى أجورهُ= بكمْ وهو في قومٍ سواكمْ مسخَّرُ
مواسمُ في أبياتكمْ بعراصها= تحطُّ وعنها في الثَّناءِ تسيَّرُ
تناوبكمْ منهُ سحائبُ ثرَّة ٌ= تروحُ على أغراضكمْ وتبكِّرُ
تسوقُ مطاياها رياحٌ زكيَّة ٌ= بما حملتْ منْ وصفكمْ تتعطَّرُ
إذا عرضتها الصُّحفُ شكَّ رواتها= أوشيُ حريرٍ أمْ كلامٌ محبَّرُ
تفيدُ قلوبَ السَّامعينَ توقُّرا= لها واهتزازاً فهي تصحي وتسكرُ
إليكَ زعيمَ الملكِ لانتْ رقابها= وذلَّتْ وفيها عزَّة ٌ وتغشمرُ
رأتكَ لها أهلاً فلانَ عصيُّها= لديكَ وقالتْ في فنائكَ أُحشرُ
إذا زاركَ النيروزُ عطلاً فإنَّهُ= يطوِّقُ منْ أبياتها ويسوِّرُ
وغاليتَ في أثمانها فشريتها= ربيحاً فظنَّ الغمرُ أنَّكَ تخسرُ
إذا المرءُ أعطاني كرائمَ مالهُ= ليأخذَ شعري فهو منِّي أشعرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ= عليَّ ورخصُ الوصلُ لي فيكَ يطمعُ
أعزُّ فلا أعطى الهوّى فيكَ حقَّهُ= منَ الشكرِ والمعطى معْ الكفرِ يمنعُ
فلمّا استردَّ الدّهرُ منّي عطاءهُ= وعادتْ شعوبٌ في الهّوى تتصدعُ
قعدتُ معْ الهجرانِ أبكيهِ نادماً= وأسألُ عنهُ ماضياً كيفَ يرجعُ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً