[3deel-alro7]

بعد التغيير المفاجئ في الخارطة البرامجية لقناة ال MBC وإعادة المسلسل المثير للجدل (أسوار)، استغرب الجميع هذه الإعادة وفرضها على المشاهدين المندمجين مع المسلسل التركي نور، وكأن الغناء على نسق العلاقات الغرامية بين الفتيات السعوديات والسائقين الأجانب استجد الجديد بها وأصبحت هي السمة الأغلب على هذا المجتمع الذي يعكس تفاصيله مسلسل يعتقد القائمون عليه ان من أهدافه غير المعلنة السماح للمرأة السعودية لقيادة السيارة، بالاعتماد فقط على جزئية تحصل ببعض البيوت وكأن هذا هو حال السعوديات مع السائقين!!

الإشكالية الكبرى في تناول الأعمال الدرامية السعودية لواقع المجتمع السعودي انها بكل أسف تدور حول مفهومين عقيمين للعمل الدرامي وجوانبه المختلفة، فالمفهوم الأول يرتكز على نقل وتجسيد أحداث وقعت بمجتمعنا بكل تفاصيلها المملة مع وضع اللمسات الغبية احيانا عليها، فيظهر لنا العمل (عقيماً) لانه يدور حول نفسه، ومسلسل أسوار من وجهة نظري ينطبق عليه هذا المفهوم!!

ومفهوم آخر يتناول استشراف الواقع الاجتماعي بصورة مستقبليه ويحاول ان يضع الحلول المباشرة، وهذه من الأخطاء الدرامية التي تقع بها الكثير من أعمالنا المحلية، لان دور الدراما لا يقتصر فقط على فرض الحلول بصور مباشرة الا اذا تحول هذا العمل الى برنامج إرشادي وهذا المفهوم الخاطئ وقع فيه كثيرا نجوم طاش الأخير!!

هل تجسيد العلاقة الغرامية المباشرة ما بين السائق الأجنبي والفتاة داخل البيت السعودي هي الواقع الحقيقي الذي يجعل من مسلسل طويل في حلقاته يركز في حبكته الدرامية على هذا الجانب، طبعا البحث عن الإثارة بدعوى (الحرية) في التناول لهذا العمل وهو الذي يعيق احيانا الأعمال المرتكزة على جوانب درامية مميزة من تقبل المشاهد لها بصورة غير مقززة، فتقتل الجوانب المميزة لهذه الاعمال كمشهد الانفعال الذي شاهدت عليه الممثل حسن عسيري في المسلسل لا يخفي إجادة حسن لدوره بأسوار،و هو من وجهة نظري من أفضل المشاهد التي أداها عسيري في تاريخه الفني وسبق ان قلت له هذا الكلام من خلال مكالمة هاتفية عند العرض الأول لمسلسل أسوار، فالمشاهد يريد الآن ان تكون الرؤية الدرامية لأعمالنا (غير مباشرة) وفيها عنصر المفاجأة والتشويق، فما الجديد ان تنقل حالات معينة حصلت في مجتمع كبير ومتنوع وتوهم الآخرين ان هذا هو واقع المجتمع وتلعب على العواطف أكثر من إبراز المتعة الفنية!!

والطريف ان هذه الإعادة لمسلسل أسوار أثارتني كثيراً وأنا أتابع التجربة الكويتية الفريدة المتمثلة بالسماح (للخادمة المنزلية) بالحصول على رخصة قيادة، مراعاة لظروف مجتمعهم، فأصبح الهم الكبير للكثير من الكويتيين (الفوز بالخادمة السائقة) حفاظا على عدم دخول السائق الأجنبي لبيوتهم وأيضا عدم رغبة الكثيرين لنسائهم بالقيادة!!

هذه التجربة كم أتمنى ان تجسد لدينا دراميا لتوضيح الجوانب الايجابية بها، وجعلها مقياسا لتجربة قيادة المرأة لدينا، فمن الممكن تناول الخادمة السائقة بأساليب درامية ممتعة ومتنوعة ومن الممكن ان يتم الاقتناع بهذه التجربة المميزة وتطبيقها لدينا، ويصبح بذلك مسلسل أسوار وأمثاله جزءاً من تاريخ تجربتنا مع السائقين الأجانب ببيوتنا، بعد دخول السائقات الأجنبيات في ثقافتنا الاجتماعية!!

مطلوب خادمة سائقة للتنازل قد يكون عملاً درامياً وقد يكون واقعاً يتناسب تدريجيا مع ثقافة مجتمعنا،فالكرة في ملعب حسن عسيري (بتاع كله: الممثل والمنتج والمؤلف والمالك والسينارست و.. و..) وأيضا في ملعب النجمين السدحان والقصبي!!

منقول

..