[الوثائقية]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , أخي إقرأ معي وتفكر في هذه الحياة التي عاشها هذا :
ولــد و قبل ولادته توفي والده و نشأ يتيمـاً , ماتت أمه بعد ولادته بسنتين , رجع إلى جده الذي كان يحبه حباً شديداً وكانت كفالته له سنتين ثم مات جده , ثم كفله عمه وعمره 8 سنين ورباه حيث لام ولا أب ولا حتى إخوه .... , و بعدهــا تزوج وواجه في حياته العناء والتعب من قومه , رُزق من زوجته هذه الأولاد والبنات لاكن الأولاد جميعهم ماتوا , ثم مات عمه الذي كان يحميه من أذى قومه الذين كان الحسد يجري في دمائهم عليه , ثم ماتت زوجته ولم يندمل جرحه على وفاة عمه حتى توفيت زوجته التي كانت بنفسها ومالها تقف معه , إشتد البلاء وزادت عداوت قومه بعد وفات عمه وزوجته , فقد تجرءوا عليه وكاشفوه بالأذى وطفق يتأثر بشدة بكل ما يحدث , حتى إن سفيهاً من سفهاء قومه نثر التراب على رأسه فجعلت إحدى بناته تغسلة وتبكي .. , لم يستطع العيش مع قومه طردوه نال منهم كل قبيح وفي هذه الظروف قصد الإتجاه إلى قوم آخرين رجاء أن يستجيبوا له أو يؤوه وينصروه , فخرج إليهم ماشياً على قدميه المسافات الطِوال وكان معه مولاه , حتى وصل إلى القوم الذين أرادهم نزل على ثلاثةِ إخوه من رؤساء القوم فدعاهم إلى ماعنده من الحق , فلم يستجيبوا له بل ردوا عليه أسوء رد , فتركهم وقصد غيرهم فلم يجب له أحد بل قالوا له : اخرج من بلدنا , وأغروا به صبيانهم وسفهائهم وعبيدهم , فلما أراد الخروج من عندهم وقفوا له صفين , وأخذوا يسبونه ويشتمونه ويرمونه بالحجارة حتى ادموا عقبيه وقدميه وحتى اختصب نعلاه بالدم , واستمرة هذه السفاهه حتى وصل حائط لإحد الرجال فلما دخل فيه انصرفوا عنه السفهاء .
وجلس يدعوا ربه , ورآه أبناء صاحب الحائط في هذه الحال فأخذتهم الرحمة به , وأرسلا إليه بقطيف من عنب مع مولى لهم , ثم أكل منه , ثم خرج من الحائط وتقدم في طريقه وهو كئيب حزين مهموم , حتى بلغ قرن المنازل فأظلته سحابة فيها جبريل عليه السلام و معه ملك الجبال فرفع رأسه , فناداه جبريل , وقال : إن الله بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت , ثم سلم ملك الجبال وقال : يـــا محمد ! ذلك , فما شئت , إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين , فقال عليه السلام ( بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لايشرك به شيئاً)
تعلمون من هو إنه نبي الرحمه هذا الذي أُذي من أجلنا الذي شج رأسه وكسرت رُباعيته من أجلنا تعلمون من هو إنه حبيب الله وحبيبي وحبيبك محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والرسل وخيرة خلق الله أجمعين .
فلم ينتهي بلائه إستمر جدال المشركين معه , إتهموه بإنه كاذب بإنه ساحر بأنه مجنون بأنه شاعر , إستهزئو به أشد الأستهزاء , حتى أن بعضهم كان يهجوه بالشعر قاتلهم الله .
أما بدنه عليه السلام فقد واجه التعب , كانوا يضعون سلى الجزور في ظهرة وهو ساجد , كسرت رباعيته وشج رأسه , وأكل طعام يهودية فاجرة صنعته له وتسمم منه , حتى أنه سُحر من لبيد بن الأعصم عليه لاعائن الله . وكان عليه السلام لايوقد النار في بيته وتمر عليه الايام ويشتد جوعه وعطشه , تقول عائشه رضي الله عنها ( كان يمر الهلال والهلال ولم يوقد في بيت رسول الله شي)
أما أصحابه رضي الله عنهم , فقد فارق الكثير منهم في حياته وحزن عليهم حزناً شديداً , وأما زوجاته فقد مات الكثير منهن في حياته , واجه الكثير والكثير الذي لا أستطيع حصره , حتى مات عليه السلام ويشتد مرضه ويقول : (إن للموت لسكرات ) حتى موته عليه السلام تعب فيه أشد التعب , وهذا لرفع درجه عند الله , لاينالها إلا هو , ومات حبيب الله ولازال أعدائه يتعرضونه بالسب والشتم , حتى احدهم يشبهه بالشياطين و يقول أن محمد يؤمن بالله زي الشياطين فلعنه الله , وآخرها صنيع الدنمارك عليهم لاعائن الله تترا حتى وهو ميت سبوه وشتموه .
صدق الحبيب (( الأنبياء أشد بلاءً ثم الأمثل فالأمثل ... ))
وهذه رساله إلى كل مُبتلى أنظر إلى مُصاب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم تهون والله مصائبك , أتمنى أني وفقت بإرضائكم في كتابة هذه الرساله التي تجعل الإنسان يؤمن أن الحبيب محمد هو أكثر من أُبتلي في هذه الدنيا لاكنه مع ذلك هو أسعد الناس في الدنيا والأخرة و صلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
والله أعلم .