[عذبة الاوصاف]

كأس إسبانيا.. ويل للخاسر


بقلم / محمد حمادة

كل مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة تحتاج إلى وقفة، وأهميتها تتضاعف من خلال نقطتين بارزتين.. الأولى إذا كانت المواجهة المرتقبة حاسمة في مسابقة محلية أو أوروبية.. والثانية إذا ما استجدت خلال فترة زمنية قصيرة معطيات لم تكن على البال والخاطر.


لقاؤهما الـ168 في الدوري الإسباني أقيم في 23 مارس، حيث سقط الملكي أمام ضيفه الكاتالوني 3-4.. كان مناسبة ليستعرض ميسي عضلاته، حيث سجل ثلاثيته الأولى على نجيل سانتياغو برنابيو، علماً بأن ثلاثيته الأولى على نجيل كامب نو كانت في 10 مارس 2007.. اعتقد الكثيرون أن برشلونة وجد نفسه خلال الفترة الأهم من الموسم.. فترة الحصاد..


بيد أن شيئاً من هذا لم يحصل، ومن كان يحمل إكليل الغار استبدل به أواخر الشهر الماضي إكليل العار، رغم أنفه، وقد خرقت طبلة أذنه حدة الشتائم عندما سقط أمام غرناطة المغمور صاحب المركز الخامس عشر بهدف واحد في الجولة الثالثة والثلاثين من الليغا مساء السبت.. الكلفة باهظة والفريق تدحرج إلى المركز الثالث بفارق 4 نقاط ،ونقطة عن قطبي العاصمة أتلتيكو والريال، ولم يبق من عمر المسابقة سوى 5 جولات..


وقبل ذلك بثلاثة أيام، أي الأربعاء الماضي، اندحر ميسي وبطانته أمام أتلتيكو بهدف واحد وخرج من ربع نهائي دوري الأبطال في أسوأ محصلة له منذ خروجه من الدور الثاني للموسم 2006-2007 على يد ليفربول.


في ظل هذا المشهد الأشبه بـ«الجنائزي»، يخوض برشلونة معركته الأخيرة ليخرج من الموسم بلقب ذي قيمة عندما يواجه ريال مدريد في نهائي كأس إسبانيا على أرض نادي فالنسيا (انتزع الكأس الإسبانية السوبر مطلع الموسم على حساب أتلتيكو بعد تعادلين)..
وهي المباراة الـ32 بين القطبين في الكأس، علماً بأن الأولى كانت في نصف نهائي 1916.. فاز برشلونة في 14 وريال مدريد في 11 وتعادلا في 7، ولكل 62 هدفاً.. والنهائي الأخير بينهما كان في مايو 2012 وأسفر عن فوز ريال بهدف لرونالدو.


مشكلات بالجملة والمفرّق والقطاعي.. تلاعب مالي في ملف انتقال نيمار من سانتوس أدى إلى خروج ساندرو روسيل من سدة الرئاسة في 23 يناير، وقرار من الفيفا بمنع برشلونة من ضم أي لاعب جديد الموسم المقبل لمخالفته نصوص اللوائح الخاصة باللاعبين الصغار مع أن التشكيلة الحالية تحتاج لتدعيمات عدة في كل الخطوط، ثم تدهور النتائج في ظل غيابات كثيرة في الحراسة والدفاع..
ولم يعد يبقى حتى يصبح المشهد جنائزياً فعلاً سوى الإخفاق في نهائي الكأس.


وفي المقلب الآخر، قد لا يكون الفريق الملكي في أحسن حالاته، ولو كان الأرميني مخيتاريان موفقاً في تسديداته لفاز دورتموند بأكثر من هدفين الثلاثاء الماضي في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، ولخرج ريال من المسابقة بخفي حنين..
تحول رونالدو إلى مشجع لأنه مصاب، ولا يزال كذلك، وسيغيب عن لقاء الأربعاء، ولا يبقى أمام الكاتالونيين سوى استغلال هذا الموقف.. وكم ستكون خسارة ريال - إذا ما حصلت - مؤثرة عندما يحل بايرن ميونيخ عليه ضيفاً في 23 الجاري في نصف نهائي دوري الأبطال.


نهائي كأس إسبانيا مشتعل، وويل لمن تصيبه النار