عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-01-2012, 03:31 PM
أبوخليل أبوخليل غير متواجد حالياً
 






أبوخليل is on a distinguished road
افتراضي المسألة الزنبورية


المسألة الزنبورية
( كنتُ أظنُّ أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو فإذا هو إياها )
هذه المسألة تـُعرف بالمسألة الزنبورية هي من أشهر المسائل النحوية وسبب شهرتها أنه
حصل مناظرة في مجلس يحيى بن خالد البرمكي بين إمامين كبيرين من أئمة العربية .
الأول إمام البصريين أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر وشهرته سيبويه رحمه الله تعالى.
الثاني إمام الكوفيين أبو الحسن علي بن حمزة وشهرته الكسائي رحمه الله تعالى .
وحاصل ما حدث في هذه المناظرة أنَّ الكسائي سأل سيبويه عن قوله في المسألة
فقال سيبويه : فإذا هو هي ولا يجوز النصب .
فقال له الكسائي لحنت ليس هذا من كلام العرب , والعرب ترفع ذلك كله وتنصبه .
فدفع سيبويه قول الكسائي ولم يقبل به .
فقال يحيى بن خالد قد إختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن ذا يحكم بينكما فقال الكسائي : هذه
العرب ببابك قد إجتمعت من كل صوب وهم فصحاء الناس , يحضرون فيسألون فقال يحيى قد
أنصفت , فأمر أن يحضروا فدخلوا وسئلوا عن المسائل ووافقوا الكسائي .
إنصرف سيبويه مهموماً وأراد الذهاب إلى خرسان لكن مات في الطريق وهو في العقد الرابع
من عمره رحمه الله تعالى وغفر له , وأمر أن يكتب على قبره :
يؤمـلُ دنـيا لتبقى له ... فماتَ المـؤملُ قـبل الأمل
حثيثاً يروي أصول الفسيل ... فعاشَ الفسيلُ ومات الرجل
ومما قيل أنّ الإمام الكسائي رحمه الله تعالى إتفق مع أؤلئك الأعراب الذين قالوا بقوله ,
والذي أراه أنَّ الكسائي أجل من ذلك لكن لعل الأعراب عندما علموا مكانة الكسائي عند
البرمكي أرادوا أن يتزلفوا له فقد ينالهم حظ من دنيا .
زد على ذلك أنَّ الكسائي طلب من يحيى بن خالد أن يعطي سيبويه مالاً قبل أن ينصرف .
وأيضا أهدى الجاحظ عبدالملك الزيات كتاب سيبويه بخط الكسائي وهذا يدل على علو مكانة سيبويه عند الكسائي وإلا ما لذي يجعله يكتب كتاب سيبويه .
وقد بحث الإمام إبن هشام الأنصاري رحمه الله تعالى هذه المسألة في كتابه " مغني اللبيب عن كتب الأعاريب "
وبين أنَّ قول سيبويه هو القول الصحيح وهو ما قرره كثير من النحويين
.
وقيل إنّ ما حدث في هذه المناظرة هو سبب وفاة سيبويه رحمه الله تعالى فقد مات كمداً, وهذا
ليس بمستغرب ولا بعيد فقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من " قهر أو غلبة الرجال " , وقهر
الرجال هو ما يصيب المرء من هم وغم وكمد حين ينتصر عليه خصمه وهو على الحق
وخصمه على الباطل .....
قال الإمام ابو الحسن حازم الأنصاري رحمه الله تعالى في منظومته في النحو يشير إلى هذه المسألة :
لذاك أعيت على الأفهام مسألةٌ ... أهدت إلى سيبويهِ الحتف والغمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها ... قدما أشد من الزنبور وقع حما
وفي الجواب عليها هل إذا هو هي ... أو هل إذا هو إياها قد اختصما
والغبن في العلم أشجى محنة عـُلمت...وأبرح الناس شجواً عالمٌ هـُضما

فائدة : عن أنس رضي الله تعالى عنه قال كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن
يقول :" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , والعجز والكسل , والجبن والبخل ,وضلع الدين
وغلبة الرجال
" أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى .
" فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ "
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
منقول
رد مع اقتباس