عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2013, 02:22 AM   #31
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبد العزيز خوجة

إنها المرأة بين الغيرة والخوف.. وأحياناً المكر تجعل من الحبة قبة..
ومع هذا صالحها شاعرنا الشهم بقوله:





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:8px outset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


إني أراكِ حبيبتي في حسنها

في كل فاتنة تميد بقدها[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




وأحسب بعد كل هذا الإطراء سحبت شكواها..
وتحوّل التقاضي إلى تراضي..



شاعرنا المتجلي ينزع في خطابه الشعري
إلى ما يشبه الإثارة لطيفة..
والتأثير عليه بغية استفزازه حتى لا يتحول إلى مجرد تمثال صامت:

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





لا تقولي للهوى لا. لا. وكلا

فالهوى في مهجتينا قد تجلى

لوعة الشوق جحيم في الحنايا

وصداها في عيوني كم أطلا

اسألي عنها ضلوعي فهي تشكو

وأحكمي في الأمر إنصافاً وعدلا

كم كتمنا الحب فينا. وتعبنا

وابتلينا بالنوى صبحا. وليلا

وسترنا من هوانا ما قدرنا

فافتضحنا في الهوى لمَّا أهلا


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


دائماً الشكاية له.. لم أسمع لها صدى رغم
أنها الطرف الآخر في لعبة الحب..
ربما تركت له الصوت.. واختارت لها الصمت
الذي يحدد نهاية اللعبة بدهاء ومكر.. باعتذار.
أو باستنكار.. اللاعبون في ميدان
الحب كاللاعبين في ميدان الحرب..
حين يتمرد الشوق يزرع في سبيله غابات الشوك..
ماذا عن تمرد شوق شاعرنا؟





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:chocolate;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




بماذا أخط جوابي؟

فصبري ذوى من عذابي

بماذا أبوح إليك؟

وكيف أفسر ما بي؟!

تمرد شوقي عليَّ

فضيع مني صوابي..






تماماً كتمرد الفرس يكون تمرد الفارس..
صهيل خيل.. وصخب عشاق لا يهدأ أو لا يستكين:




تعالي أجيبي نداء الحنين

تعالي ولبي نداء العيون

تعالي فإني وحيد بدربي

شريد، حزين. طريد الظنون
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]





يا عزيزي أتحفظ على الحب الصغير من جانب الرجل أو المرأة
أنه يُهدم. ويُهزم. ويموت بسرعة.. الحب القوي في
خطابه هو ذلك الذي يحرك دورة الحياة العاطفية..
ويعطي لها نفس الثورة والإثارة..
دون هذا لا يجدي التوسل ولا التسول في معترك الحياة..
ولن يكون هناك موعد بلقاء لا تحسمه استشعار بالقوة.





فارس رحلتنا الموهوب الدكتور عبد العزيز خوجة
عبر ديوانه الكبير (رحلة البدء والمنتهى)
تعالى على جراحه قابل جفاء الصدود بوفاء العهود..
طرق الأبواب.. استنطق الهجر لم يتبرم..
كان كريماً هكذا شيمة الأوفياء..
كثيرة منه تلك المواقف التي هو بطلها وضحيتها
في آن واحد.. لعلها سماحة حب..
ورحابة قلب..
كان حنوناً.. هكذا أسمعنا حنانه لحظة لقاء:





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:5px groove red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





أتيت إليك بقلب ظمي

إلى رشفة من حنان اللقاء

أتيت إليك بشوق الطيور

لعش يقيها ظلام المساء

أتيت إليك فراشة حب

أعانق فيه لهيب الضياء[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






إلى هذا الحد من الاختراق والاحتراق جاءت مناجاته
(لمحبوبته) وكالعادة جاء الصمت مطبقاً دون جواب..
حتى إشارة عن بعد تطفئ ظمأ وجدانه الملتهب..




وما دمنا مع الاحتراق والالتهاب في قصده وقصيده نتأمل
سوياً مع شاعرنا حكاية (النار والحطب) وقد كشف نواياها المبيتة:





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:6px groove orangered;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





ليس حبا ما تدعي

حبها النار والحطب

ذلك الشوق كذبة

إنها سنة اللهب

نار في هجعة الدجى

مارد مزق الحجب[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]








كان هو المارد الذي اكتشف الخديعة بعد أن بعثرته على اللظى..
ونثرته على الشهب.. بعد أن لم يبق منه باقية..
ومع هذا الصخب الوجداني الصارخ لم يأبه
بها وقد سكبته في عمرها.. وأغرقته دون مطر.





إحدى روائع ديوانه جاء على النقيضين من سابقاتها..
لم يتأوه.. لم يتذمر.. لم ينتحر..
اختار أن يكون صخراً جامداً جلمداً
يتحدى الانفعال الذاتي إلى درجة التضحية المرة:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




أخيراً قتلت القمر

ودرامية جثتي

فأضحى كلانا حجر

وألقمته حديثي

ودحرجته في الطريق

وأضرمت فيه الحريق

شراراً تطاير ثم انطفا

غباراً تناثر حتى اختفى[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




لم يعد تعنيه مقولة أحد من العذال كان قوياً في عناده وفي صموده..






أنت الموطن مقطوعة من عدة أبيات الجيات فيها ظاهر..
ذكرتني بمقولة شاعرنا العربي القديم:





أحن إلى الديار ديار سلمى


[*]أقبل ذا الجدار وذا الجدار


[*]وما حب الديار شغفن قلبي

[*]ولكن حب من سكن الديار






الوطن لديه إنسانة تمتلك الحنان والحب والشجن..
والمرابع حيث الذكريات.. والبحر.. تقول كلماتها الأخيرة:



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-colorurple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




أنت السراة.. وتهامة المجر الأغن

أنت البحر.. لكنها أين السفن؟!

مدي يديك واحضنيني يا سكن![/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






ماذا عن منطق الحب في قراءة شاعرنا:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





سألت.. والدمع بعينيها

في أجمل عين يأتلق

والآهة نار تخفيها

تغلي في الصدر وتختنق

سألتني: هل أشتاق لها؟

كان جوابه حاسما.. وحازما:


لا يا سيدتي أنني مزق

يا أحلى حب في الدنيا

حبي زوبعة تنطلق[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]





السؤال سؤالها هذه المرة.. والاعتذار اعتذاره لأنه مزق..
أو نزق لا أدري على حد قوله رغم منطق ضميره الحي أملى عليه العظة:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:7px ridge royalblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



قانون الحب تجيره

ورياح الشوق لها عبق

سكناه القلب ومرتعه

والمهد أنيس.. والقلق

والمنطق يرفضه حبي

يحترق الكون واحترق
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



كثيرة هي الحرائق التي تشتعل على الأوراق فما تحرق..
الحب لا يحرق حتى ولو كان لاهباً.. إنه يقتل دون لهب أو جمر..





تذكرت مقطوعة أبي القاسم الشابي إذا الشعب
يوماً أراد الحياة وأنا أقرا قصيدة (منك) في إيقاعها:




أحبك حبا يفوق الغرام
[*]ويسمو بعيداً وراء الستر
[*]فحبك تعلمت لحن الحياة
[*]ومعنى الوجود وسر الزهر
[*]ومنك عرفت أصوغ الحروف
[*]لهيب يحرق قلب البشر
[*]ومنك رأيت شروق الصباح
[*]تألق حبا بذكرى السحر








كانت نسبة إليه ملهمته التي عرفته معنى الجمال.. والغرام. والحنان.
والأغاني.. وأشياء كثيرة.. علمته الحياة إلى درجة الانقياد للقيد القوي:




[justify][*]وإني لأرضى بقيدي القوي
[*]أسيراً لديك طوال العمر
[/justify]







لم يفصح عنها.. وأحسبها شريكة حياته وأم أولاده..
مجرد حدس قد يصدق




وماذا وراء ذئب شاعرنا..
لا أخاله حيواناً بل طباع الذئاب وافتراسها:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:teal;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




أن تكوني لعبة من لعبي

أو كتابا قيما من كتبي

أو تكوني في حياتي نزوة

عشت فيها بليالي الطرب

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




لماذا كل هذا التحليل أو التعليل؟

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




فأنا طفل شقي في الهوى

وأنا ذئب طموح الطلب

اذهبي يا فتنتي من سبيلي

وإذا ما لحت يوما فاهربي[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]







كان صادقاً مع نفسه ومعها.. حذرها أنذرها ومن أنذر فقد أعذر..





ويبقى السؤال الحائر عن مملكة الشاعر.
إلى أي مدى يأخذه خياله
وهو يستجمع أفكاره ويطرحها صوراً
داخلية منها ما هو قريب من الواقع..
ومنها ما هو مجرد افتراض لواقع حياتي
نسجه الخيال أشبه بالحلم المثقل بالهواجس. والوساوس..؟
أحسب أن الشعراء أشادوا مملكتهم بلبنات خيال داعب أفكارهم..
وخواطرهم.. أنهم يقولون ما لا يفعلون.. وقليلاً ما يفعلون
.





سعد البواردي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 08-06-2013 الساعة 02:43 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس