[الحائر]

هذه الأيام هي بلاشك أيام الشعر النبطي. برنامج شاعر المليون الذي تبثه قناة أبوظبي جعل هذا الأمر رسميا. لم يكن أحد يتوقع أو يراهن على أن الشعر النبطي قادر على أن يحمل قناة فضائية على النجاح. كان هناك مجلات وصحف ناجحة تسوق للشعر النبطي ولكن تجربة القناة كان يعدها الكثيرون مغامرة. وبالفعل لم تكن القنوات الفضائية تتهتم كثيرا بالشعر النبطي بقدر اهتمامها بأخبار الفنانين أو السياسيين أو اللاعبين.
وبالفعل انتظر المحبون للشعر النبطي مايقرب من أربعة عشر عاما حتى يبدأوا بإطلاق أول القنوات الشعرية والتي يبدو أن إطلاقها تم بشكل غير جدي حيث لم تتضمن أي برامج مهمة وكانت المهنية فيها متردية وغير مناسبة أبدا لقناة فضائية.

ولكن كل ذلك تغير الآن بعد الإقبال الكبير الجمهور على الشعر النبطي وتحول الشعراء إلى نجوم شاشة ينافسون المطربين واللاعبين بل ويتفوقون عليهم. يقول أحد المسؤولين عن هذه القنوات (في الحقيقة فكرة تقديم قناة خاصة عن الشعر النبطي لم تكن فكرة مشجعة من اكثر من ناحية. إطلاق قناة فضائية هي مسألة صعبة ومكلفة وأنت بحاجة قبل ذلك إلى عناصر لجذب المشاهد والمعلن. أهم شيء شجع المسؤولين على القنوات الفضائية الشعرية لكي يقدموا على هذه الخطوة هي وجود شريط الsms والذي فتح الفرصة للمشاهدين أن يكونوا هم الذين يدعمون المحطة ويجعلونها تستمر وليس المعلنون الذين لم يكونوا في السابق مدركين لأهمية الشعر النبطي).

الآن هناك عدد كبير من قنوات الشعر والتي تحظى بمتابعة كثيفة من الجمهور. ومن خلال هذه القنوات تم ضخ عدد كبير من الأسماء الشعرية الجديدة وأصبحت تقام مسابقات خاصة بالشعر النبطي.

يقول عن سبب هذا الإقبال الكبير (الشعر النبطي هو اكثر المواهب الإبداعية قرباً من الناس في المجتمع الخليجي. في 100بيت يمكن ان تجد لاعبا واحدا أو عشرة مطربين ولكن من المؤكد أنه في أربعين بيتا سيكون هناك شعراء. هذا سبب جعل الشعر النبطي يحظى بهذه الكثافة الجماهيرية، بالإضافة إلى أن هذه القنوات وعلى عكس جوانب كثيرة أعادت الناس إلى تراثهم).

من المرجح أن تزيد أعداد القنوات الفضائية المهتمة بالشعر خصوصا أن كل عناصر بقائها واستمراريتها موجودة. الجمهور المحب للشعر والشعراء الجدد ورجال الأعمال المستعدون للدفع.