يونيسكو تختارالهلال
بقلم / منيرة القحطاني
تناقلت وسائل الإعلام خبر اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) نادي الهلال السعودي شريكاً ضمن أربعة أندية عالمية تم اختيارها بدقة ومعيارية لتحقيق أهداف المنظمة على المستوى العالمي بصفته أول ناد عربي ضمن مجموعة اختياراتها...
خبر مثل هذا لو كان لناد ما لأقامت الدنيا جماهيرياً ولحشدت له مزيداً ومزيداً من الدعم الإعلامي الذي يجعله منجزاً تفاخر به وتتباهى، ولكنه مر على إدارة الهلال ومركزها الإعلامي بهدوء عجيب، ولولا جماهير الهلال لما علم أحد بالخبر، فقد سارعت إلى نشره وتوثيق مصدره في مواقع التواصل الاجتماعي وبقوة في وقت مازال المركز الإعلامي يغط في سبات عميق، ورئيسه يتفرغ للتنظير في القنوات الفضائية.
اعتياد الهلاليين على تحقيق المنجزات ليس مبرراً لتساهلهم في توثيقها والفخر بها أو ذكرها على استحياء، لأن ذلك وللأسف شجع غيرهم على التشكيك فيها والسخرية من مانحيها، ولن ننسى لقب «نادي القرن الآسيوي» وكيف ثارت حوله الزوابع حتى غدت الجهة المانحة له (اتحاد شغالات)
ومقره ليس إلا شقة في شارع مهجور، ورئيسه شيخ هرم يعاني من فقدان الذاكرة، ولكنهم سعوا بكل ما أوتوا من قوة للوصول إليه، ليس حباً ولا مهنية ولا بحثاً عن الحقيقة، ولكن ليظفروا منه بما يقلل قيمة منجز الهلال على رغم أن «اتحاد الشغالات» هذا كان في يوم ما الجهة الأكثر مصداقية عندما كان يرشح من يريدون، وكان يسمى باسمه «الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء» وتبرز جهود أعضائه وطريقتهم المثلى في اختيار نجوم القارة.
الغريب ليس المشككين فهذا ديدنهم، لكن الأغرب هو صمت الإدارة فيما سبق وكأنها تقر بعدم أحقية فريقها بما حقق! اليوم يتكرر الوضع، ولكن في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي، فمالت الكفة كثيراً وتفوقت جماهير النادي على الإدارة ومركزها الإعلامي وهي تنشر خبر اختيار الهلال شريكاً لـ«يونسكو» وتسهب في الحديث عنه، وكيف أنه منجز يستحق الفخر وفي حاجة إلى توثيق رسمي في تاريخ النادي كي لا يمر مرور الكرام كما مر غيره أو ينسبه أحد في الإدارة إلى نفسه ويدندن به في كل مناسبة.
لأن الحقيقة تقول إن هناك جنوداً مجهولين خلف ما حصل وآن أن تذكر جهودهم فتشكر، إذ عملوا لأجل الكيان وعلو قيمته الاجتماعية والثقافية من دون بحث عن أضواء أو شهرة، وأخص تحديداً عضو مجلس الإدارة خالد المليحي ومدير المسؤولية الاجتماعية سعود السبيعي، فهما من يستحق التكريم والتقدير، وهما من يحق للجماهير أن تفخر بهم، فمهامهما وإن كانت خفية عن البعض فإنها صارت بفضل ما يحيطونها به من صمت قبل التنفيذ غنية بالإبداع والتميز، فلا يُحدث الضجيج إلا الفارغون.
قيمة اختيار الهلال أول ناد عربي «منجز وطني مهم»، ولكنه في حاجة إلى إدارة صوتها عال علو الهلال.