عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:10 PM   #5
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ
بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ=أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري
تعرَّضَ لي في القانصينَ مسدِّدَ ال=إشارة ِ مدلولَ السِّهامِ على النَّحرِ
رمى اللَّحظة َ الأولى فقلتُ مجرِّبٌ=وكررها أخرى فأحسستُ بالشَّرِّ
فهلْ ظنَّ ما قدْ حرَّمَ اللهُ منْ دمي=مباحاً لهُ أم نامَ قومٌ على الوترِ
بنجدٍ ونجدٌ دارُ جودٍ وذمَّة ٍ=مطالٌ بلا عسرٍ ومطلٌّ بلا عذرِ
وسمراءُ ودَّ البدرُ لو حالَ لونهُ=إلى لونها في صبغة ِ الأوجهِ السُّمرِ
خليليَّ هلْ منْ وقفة ٍ والتفاتة ٍ=إلى القبَّة ِ السَّوداءِ منْ جانبِ الحجرِ
وهلْ منْ أرانا الحجَّ بالخيفِ عائدٌ=إلى مثلها أو عدَّها حجَّة َ العمرِ
فللهِ ما أوفى اللاتِ على منى ً=لأهلُ الهوى لو لمْ تحنْ ليلة ُ النَّفرِ
لقدْ كنتُ لا أوتى منَ الصَّبرِ قبلها=فهلْ تعلمانِ اليومَ إلى أينَ مضى صبري
وكنتُ ألومُ العاشقينَ ولا أرى=مزيَّة ً ما بينَ الوصالِ إلى الهجرِ
فأعدي إلى الحبِّ صحبة ُ أهلهِ=ولمْ يدري قلبي أنَّ داءَ الهوى يسري
أيشردُ لبِّي يا غزالة َ حاجرٍ=وأنتِ بذاتِ البانِ مجموعة ُ الأمرِ
خذي لحظَ عيني في الغصوبِ إضافة ً=إلى القلبِ أو ردِّي فؤادي إلى صدري
وإلاَّ فظهرَ الهجرِ أوطاُ مركبا=إذا خنتِ واستوطأتِ لي مركبَ الغدرِ
وإنِّي لجلدُ العزمِ أملكُ شهوتي=وأعرفُ أيَّامي وأقوى على سرِّي
وأحملُ أثقالَ الحبيبِ خفيفة ً=ولكنَّ حملَ الضَّيمِ ثقلٌ على ظهري
ولا يملكُ المولى وفائي بنكثهِ= ولا يشتري معروف ودِّي بالنَّكرِ
ومنْ دونِ ضيمي بسطة ُ الأرضِ والسَّرى=وخوضُ الدَّياجي وامتعاضُ الفتى الحرِّ
وإنِّي منْ مولى الملوكَ ورأيهُ=وسلطانهُ بينَ المجرَّة ِ والنَّسرِ
فلا انا مغمودٌ ولا أنا مسلمٌ=وفي سيفهِ عزِّي وفي يدهِ نصري
تعالى بركنِ الدِّينِ صوتي وشيَّدتْ=محاسنهُ وصفي وسارَ بها ذكري
وكانَ إلى الدَّهرِ بالشَّرِّ ناظراً= فغمَّضَ عني جودهُ ناظرَ الدَّهرِ
وإنْ كانَ هذا القولُ قدماً يطيعني=فقدْ زادَ بسطاً في لساني وفي فكري
وكنتُ لهُ نجماً فلمَّا مدحتهُ=كساني سنا إقبالهِ بلجة َ الفجرِ
إليكَ مليكَ الأرضِ ألقتْ ملوكها اض=طراراً عنانَ النَّهيِ في الأرضِ والأمرِ
ودانَ لكَ الغرُّ الميامينُ منْ بني=بويهْ كما دانَ الكواكبُ للبدرِ
رأوكَ فتاهمْ في الشَّجاعة ِ والنَّدى=وشيخهمْ المتبوعَ في الرأيِ والعمرِ
فأعطوكَ طوعاً ما تعذَّرَ منهمُ= على كلِّ باغٍ بالكراهة ِ والقسرِ
نظمتَ لهمْ عقدَ العلا وفضلتهمْ=فأصبحتَ وسطَ العقدِ في ذلكَ النَّحرِ
لكمْ أوَّلُ الدُّنيا القديمُ وعنكمُ=يكونُ قيامُ الأمرِ في ساعة ِ الحشرِ
وما الملكُ إلاَّ ما اختبى متمدِّحاً=بأيَّامكمْ فيهِ المحجَّلة َ الغرِّ
ولا الدَّهرُ إلاَّ ما تقلَّبَ صرفهُ=على ما قسمتمْ منْ يسارٍ ومنْ عسرِ
ولا تطعمُ الدُّنيا بنيها سوى الذي=تشيرونَ منْ حلوٍ إليهِ ومنْ مرِّ
بكمْ يصبحُ الدِّينَ الحنفيُّ آمناً=إذا باتَ مخلوعَ الفؤادِ منَ الذُّعرِ
ما برحتْ أبياتكمْ في ابتنائهِ=دعائمَ للخطِّيِّ والقضبِ البترِ
وأنتَ الذي كنتَ الذَّخيرة َ منهمُ=قديماً إذا الرحمنُ باركَ في الذُّخرِ
فلو بقى الماضونَ منهمْ تمثَّلوا=مملككَ في ملكٍ وعصركَ في عصرِ
إذا ما أرادَ اللهُ إحياءَ دولة ٍ=بغاكَ بنوها بالخديعة ِ والمكرِ
وإنْ شاءَ في دهمانِ قومٍ إبادة ً=رماهمْ بدهمٍ منْ جيادكَ أو شقرِ
ومنْ ملَّ طولَ العمرِ والعزِّ قادهُ=لكَ الحينُ في حبلِ الشَّناءة ِ والغمرِ
قسمتَ بكفَّيكَ المنيَّة َ والغنى=للهفانَ يستجدي وعضبانَ يستشري
فأنتَ غذا شمتَ الظبا قاتلُ العدا=وأنتَ إذا شمتَ النَّدى قاتلُ الفقرِ
فلا زالَ معقوداً عطاؤكَ بالغنى=ولا زالَ معقودا لواؤكَ بالنَّصرِ
وزاركَ بالنَّيروزِ أيمنُ قادم=سرى لكَ في وفدِ الرَّجاءِ الذي يسري
جديداً على العامِ الجديدِ مؤمِّراً=ِكما أمركَ الماضي على العبدِ والحرِّ
تزخرفُ منهُ الأرضُ في حلى روضها=بما كسيتْ منْ صبغِ أيَّامكَ الخضرِ
كأنَّ الربيعَ منْ صفاتكَ يمتري=وشائعهُ ومنْ سجاياكَ يستقري
فطاولْ بهِ عدَّ السَّنينِ مفاوتاً=بعمركَ مقدارَ الإحاطة ِ والحصرِ
متى تطوِ ملكاً تنتشرُ لكَ بعدهُممالكُ لا تبلى على الطيِّ والنَّشرِ
وحيَّاكَ منِّي بالمديحِ مبشِّرٌ=خمائلُ لمْ تنبتْ على سبلِ القطرِ
لها مددٌ منْ خاطرٍ غيرِ ناضبٍ=ملئٍ إذا كافا الصَّنيعة بالشُّكرِ
خدمتكَ منها بالمحصَّنة ِ التي=عليها أحامي والمخدَّرة ِ البكرِ
فكرَّمتني لما قبلتَ نكاحها=وزيَّدتَ من فضلي وضاعفتَ منْ قدري
وملَّكتني قلباً كريماً ولمْ أكنْ=أظنُّ قلوبَ الأسد تُملكُ بالشِّعرِ
فقمتُ على ظلٍّ منَ الأنسِ باردٍ=ومن هيبة ِ الملكِ العقيمِ على الجمرِ
ولكنَّها قدْ موطلتْ بمهورها=ولا بدَّ في عقدِ النِّكاحِ منَ المهرِ
وممَّا شجاها أنْ تضلَّ وسيرها=مع النَّجمِ أو تظما على ساحلِ البحرِ
وخيرُ العطايا ما يرادُ بهِ العلا=وما كلُّ جودٍ باللُّجينِ وبالتَّبرِ
وما بي إلاَّ أنْ نسيتَ فراعني= لتعلمَ أنِّي منْ رعاكَ على ذكرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بعثتُ لقلبي الهمَّ يومَ هويتكمْ
بعثتُ لقلبي الهمَّ يومَ هويتكمْ=وبايعتُ عيني بالرِّقادِ دموعا
وكنتُ عزيزاً لو عصيتُ خلاعتي=وبتُّ لنصحِ العاذلاتِ مطيعا
بحقكمْ لا تهجرونَ فإنَّني=أملتُ إليكمْ جانبيَّ جميعا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي
بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي=و ذلُّ مقامي في الخليط ومقعدي
و قولي وقد صاحوا بها يعجلونها=نشدتكمُ في طارقٍ لم يزودِ
أناخ بكم مستسقيا بعضَ ليلة ٍ= و لم يدرِ أن الموتَ منها ضحى الغدِ
أتحمون عن عضّ الضراغم جاركم=و يقتلني منكم غزالٌ ولا يدي
و ما زلتُ أبكي كيف حلت بحاجرٍ=قوى جلدي حتى تداعي تجلدي
و عنفني سعدٌ على فرط ما رأى=فقلتُ أتعنيفٌ ولم تكُ مسعدي
أسفتُ لحلمٍ لي يومَ بارقٍ=فأخرجه جهلُ الصبابة من يدي
و ما ذاك إلا أن عجلتُ بنظرة ٍ=قتلتُ بها نفسي ولم أتعمدِ
تحرشْ بأحقاف اللوى عمرَ ساعة ٍ=و لولا مكانُ الريب قلتُ لك ازدد
و قل صاحبٌ لي ضلَّ بالرمل قلبهُ=لعلك أن يلقاك هادٍ فتهتدي
و سلمْ على ماءٍ به بردُ غلتي= و ظلَّ أراكٍ كان للوصل موعدي
و قل لحمام البانتين مهنئاً=تغنَّ خليا من غرامي وغردِ
أعندكمُ يا قاتلينَ بقية ٌ=على مهجة ٍ إن لم تمتْ فكأن قدِ
ويا أهل نجدٍ كيف بالغور عندكم=بقاءُ تهاميًّ يهيم بمنجد
ملكتم عزيزا رقه فتعطفوا=على منكرٍ للذلّ لم يتعود
أغدرا وفيكم ذمة ٌ عربية ٌ=و بخلا ومنكم يستفادُ ندى اليدِ
فليت وجوهَ الحيّ أعدتْ قلوبهُ=ففجرَ لي ماءً بها كلُّ جلمدِ
وليتكمُ جيرانُ عوفٍ تلقنوا=خلالَ الندى والجودِ من آل مزيد
من الضيقي الأعذارِ والواسعي القرى=إذا ما جمادى قال لليلة ابردي
و لف على خيشومهِ الكلبُ مقعيا=يرى الموتَ إلا ما استغاث بموقدِ
و شدّ يديه حالبُ الضرع غامرا=على مصفرِ قد مسه الجدبُ مثمدِ
و باتَ غلامُ الحيّ يسند ظهرهَ=من النضد الواهي إلى غيرِ مسندِ
هنالك يأوى طارقُ الليل منهمُ=إلى كلّ رطبٍ مثمرِ النبتِ مزبدِ
كريم القرى والوجهِ ملءِ جفانهِ=رحيبِ الرواقِ منعمِِ العيش مرفدِ
قليل على الكوم الصفايا حنوهُ=إذا السيف رداهنَّ للساقِ واليدِ
كمثل أبي الذوادِ لا متعللٍ=إذا سئل الجدوى ولا بمنكدِ
فتى ً بيتهُ للطارقين وسيفهُ=لهامِ العدا والمالُ للمتزودِِ
و يوماه إما لاصطباحِ سلافة ٍ=تصفقُ أو داعي صياحٍ ملددِ
و فيَ بشروط الملك وهو ابن مهدهِ=و سودَ في خيط التميم المعقدِ
و جادَ على العلات والعامُ أشهبٌ=بأحمرَ من خير الرحالِ وأسودِ
و لم تحتبسه عن مساعي شيوخه=سنوه التي حلته حلية أمردِ
أناف بجديه وأسندَ ظهرهُ=إلى جبلين من عفيفٍ ومزيدِ
له في ملوك الشرقِ والغربِ منهمُ=نجومُ السماءِ من ثريا وفرقدِ
أيا راكبَ الوجناءِ يخبط ليله=على الرزق لم يقصدِ ضلالاً لمقصدِ
ترامت به الآفاقُ ينشدُ حظه=فلم يعطهِ التوفيقُ صفحة َ مرشدِ
أنخها تفرجْ همها بمفرجٍ=و طلق شقاءَ العيش من بعدُ واسعدِ
وردْ جمة َ الجودِ التي ما تكدرتْ=بمنًّ وردْ ظلَّ المنى المورق الندى
و بتْ في أمانٍ لأن يسوءكَ ظالمٌ=علتْ يدهُ أو أن تراعَ بمعتدي
حماك أبو الذوادِ مالكُ أمرهِ= على كلّ حامٍ منهمُ ومذودِ
أخو الحرب إما محمدٌ يومَ أوقدتْ=و إما شبوبٌ نارها غير محمدِ
له الخطوة الأولى إذا السيف قصرتْ=به ظبتاه فهو يوصل باليدِ
إذا ابتدر الغاراتِ كان سهامها=له من قتيلٍ أو أسيرٍ مصفدِ
خفيف أمام الخيلِ رسغُ جوادهِ=إذا الخوفُ أقعى بالحصانِ المعردِ
و لما كفى الأقرانَ في الروع وارتوتْ=صوارمهُ من حاسرٍ ومسردِ
تعرضَ للأسدِ الغضابِ فلم يدعْ=طريقا لذي شبلين منها ومفردِ
حماها الفريسُ أن تطيفَ بأرضه=و شردها عن غابها كلَّ مشردِ
و هانتْ فصارتْ مضغة ً لسلاحه=ممزقة ً في صعدة ٍ أو مهندِ
و يومَ لقيتَ الأدرعَ الجهمَ واحدا=جرى ملبدٌ يشتدُّ في إثر ملبدِ
نصبتَ له لم تستعن بمؤازرٍ=عليه ولم تنصرَ بكثرة ِ مسعدِ
وقفتَ وقد طاش الرجالُ بموقفٍ=متى تتمثله الفرائصُ ترعدِ
فأوجرتهُ نجلاءَ أبقتْ بجنبهِ=فتوقا إذا ما رقعتْ لم تسددِ
تحدرُ منها لبتاه وصدرهُ=على ساعدٍ رخوٍ وساقٍ مقيدِ
فلم تغنهِ إذ خان وثبة ُ غاشمٍ=و لم ينتقذه منك إقعاءُ مرصدِ
رأى الموتَ في كفيكَ رأيَ ضرورة ٍ=فأوردَ منه نفسه شرَّ موردِ
و أحرزتها ذكرا يخصك فخرهُ=تناقلهُ الأفواهُ في كلَّ مشهدِ
جمعتَ الغريبينْ الشجاعة َ والندى=و ما كلُّ مردٍ للكماة ِ بمرفدِ
و قمتَ بإحكام السيادة ِ ناظما= عراها فما فاتتك حلة ُ سيدِ
أتاني من الأنباء أنك مغرمٌ=بفضلِ مديحي عارفٌ بتوحدي
حبيبٌ إليك أن تزفَّ عرائسي= عليك تهادى بين شادٍ ومنشدِ
متى ما تجدْ لي عند غيرك غادة ً=مخدرة ً تغبطْ عليها وتحسدِ
فقلتُ كريمٌ هزه طيبُ أصله=و واحدُ قومٍ شاقه مدحُ أوحدِ
و ليس عجيبا مثلها عند مثلهِ=إذا هبَّ يقظانا لها بين رقدِ
فأرسلتها تلقى إليك عنانها=و غيرك أعيته فلم تتقودِ
لها فارسٌ من وصفِ مجدك دائسٌ=بأرساغها ما بين طودٍ وفدفدِ
يرى كلَّ شيء فانيا ورداؤه=على عنقِ باقٍ في الزمان مخلدِ
متى تجزها الحسنى بحقَّ ابتدائها=تزركَ بعينٍ تملأ السمعَ عودِ
فوفرْ على عجز البعول صداقها=و عرسْ بها أمَّ البنين وأولدِ
و صنها وكرمْ نزلها إنّ بيتها= كبيتك في أفق السماء المشيدِ
و كن كعليًّ أو فكن لي كثابتٍ=وفاءً وإعطاءً وإنْ شئتَ فازددِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,silver" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكرتْ هيماً تحلُّ الرَّبطا
بكرتْ هيماً تحلُّ الرَّبطا=تملكُ الماءَ على سربِ القطا
تحسبُ الأخفافَ في أجنحة ٍ=طرنَ والجرجارُ منها اللَّغطا
كلُّ هوجاءٍ ترى في حبلها=منْ أبانٍ منكباً منخرطا
تصفُ المعقولَ منها مارداً=غلَّ والنَّاشطَ سهماً مرطا
ما رأتْ جزعَ أشيٍّ خوصها=فرأتْ كفٌّ لعنقٍ مضبطا
ظمأ لا تبغَّينَ لهُ=مشتكى ً إلاَّ وسيعاتِ الخطا
فانهَ يا حابسها فضلَالعصا=إنَّما تأمرُ أمراً شططا
وعلى الماءِ الذي جئتَ لهُ=كلُّ جمِّ الأخذِ منزورُ العطا
يمنعُ الرشفة َ لا ترزأهُ=ويفرِّي باللِّحاظِ النبطا
باردُ الرِّيقِ إذا مرَّ سقى=مرهفَ الجفنِ إذا همَّ سطا
يا فروعَ البانِ منْ وادي الغضا=زادكنَّ اللهُ بي مختبطا
أجتني حيثُ اجتنى الظبيُ العرا=قيُّ أو اعطي المنى حيثُ عطا
وسقى الدَّمعُ وإلاَّ فالحيا=ذلكَ الملعبَ والمختلطا
آهِ كمْ فيكنَّ لي منْ نظرة ٍ=قتلتْ عمداً وكانتْ غلطا
وفؤادٍ أبداً أرمي بهِ=لعيونٍ تستقلُّ اللُّقطا
ومقيلٍ فرشَ اللَّهوُ بهِ=فوقكنَّ الأزرَ لي والرِّيطا
زمنٌ ليتَ المنى ترجعهُ=لو بليتٍ ردَّ عيشٌ فرطا
كلَّ يومٍ أتمنى وطراً=لمْ أكنْ أمسِ بهِ مغتبطا
أشتكي الآتي إلى الماضي ولا=يعدمُ الأقربُ لي ما شحطا
قلْ لبيضاءَ توسَّعتُ بها=قدْ تلثَّمنكِ صلاًّ أرقطا
إنَّما كنتِ حساماً حطَّ في=مفرقي واسمكِ شيبٌ وخطا
أنكرَ الطُّرَّاقُ منهُ قبساً=أعلقَ النَّارَ بهِ منْ سلطا
وتواصتْ رسلُ الألحاظِ منْ=قبلِ أنْ تبلغهُ أنْ يسقطا
قمتُ منْ نادي الهوى أندبهُ=شعراً صارَ برغمي شمطا
ولئنْ هانَ ضعيفاً ذاوياً=قيما عزَّ دهيناً قططا
وأخٌ والنَّومُ في أجفانهِ=نحلة ٌ شنَّوا عليها المأقطا
ومنْ اللَّيلِ عليهِ فضلة ٌ=ميسمُ الصُّبحِ بها ما علطا
وسطورُ الأفقِ قدْ جلَّلها=أزرقُ الفجرِ فعادتْ نقطا
والثُّريا في وآخيرِ الدُّجى=هامة ٌ شمطاءُ غلَّتْ مشطا
قلتُ قمْ قدْ يئستْ منَّا العلا=فتمطَّى يوسدُ الكفُّ المطا
ينفضُ الونيَّة َ عنْ أعطافهِ=منفضَ المعقولِ لاقى منشطا
ثمَّ قال اطلبْ بنا غاياتها=وتقحَّمها مخيضاً مورطا
قدْ مللنا النَّاسَ فاصفحْ عنهمُ=عرضَ هذا الملإ المنبسطا
لا تقعْ إلاَّ رءوساً فيهمْ=دعْ ذنابها لهمْ والوسطا
فأثرناها رفيقيْ عزمة ٍ=شاكلتْ بينهما فاختلطا
نأخذُ الأرفعَ منْ طرقِ العلا=ونعدِّي المنحني والمهبطا
فوصلنا والعلا لمْ تختضعْ=باعتسافٍ والّذُرى لمْ تلتطا
نردُ الغدرَ زلالاً شبما=ونفيءُ المجدَ ظلاًّ سبطا
والثُّرى أخضرُ لا يلبسهُ=جلدة َ الشَّهباءِ عامٌ قحطا
وإذا العوراءُ غطَّتْ وجهها=عنكَ لمْ تلقِ على المالِ غطا
ليسَ إلاَّ جفنة ً فهَّاقة ً=للقرى أو بازلاً معتبطا
غررٌ تجلو الدَّياجي ولهى=يتفرَّجنَ الخطوبَ الضُّغَّطا
نعمَ باناتُ صباً مطلولة ٌ=تطردُالرِّيحَ شمالاً قطقطا
تسرحُ الأبصارُ حيثُ اقترحتْ= والرَّجاءُ الرَّحبُ كيفَ اشترطا
كلُّ فضلٍ عادلٍ ميزانهُ=فإذا جاءَ عطاءٌ فرَّطا
لاا تعبِّسْ نعمة ٌ ضاحكة ٌ=قاسمَ الحظَّ بها ماغلطا
رضيَ المقدارُ والحظُّ بها=إنْ رضيَ حاسدها أو سخطا
لبني عبدِ العزيزِ اجتهدتْ=بوجيفِ المنتقى والمرطى
لمساميحَ حووا سقفَ العلا=حصصاً واقتسموهُ خططا
كلُّ وضاحٍ قدامى دستهِ=قبلُ الآمالي تحفي البسطا
تبصرِ الغاشينَ حولي بابهُ=أبداً ركباً ورجلي سمطا
لو مشى حولاً على شوكِ القنا=ورأى الضَّيمَ قعوداً ما امتطى
فإذا استصرخَ في نازلة ٍ=سلَّطَ الآراءَ فيما سلَّطا
قامَ تأويدَ الخلافاتِ بهمْ=حادثاتٍ وسلافاً فرطا
وإذا لمْ يصبحوا أربابها=وزروا فيها وكانوا الوسطا
وإذا ما ولدوا بدراً جلا=ظلمُ الأرضِ وبحراً غطمطا
مثلما أحيا النَّدى فخرُ العلا=واستراشَ الكرمَ المنجلطا
ساكنُ الصَّدرِ ليانٌ مسَّهُ=فرشَ البشرِ شعاراً ووطا
شائماً فيها ظباً مبروَّة ً=يفتللنَ الصَّارمَ المخترطا
مثلَ حيَّاتِ النَّقا ما عرمتْ=كانَ مأكولاً بها مسترطا
مبصراتٍ فقرَ القولِ إذا=ما ابنُ عشواءَ بليلٍ خبطا
تضبطُ الدُّنيا فإنْ سامَ يداً=ضمَّ دينارٍ أبتْ أنْ تضبطا
وسعى طفلاً فطالتْ يدهُ=سودداً كهلهمْ المختلطا
جئتهُ والدَّهرُ قدْ أرصدَ لي=منْ خفيِّ الكيدِ ذئباً أمعطا
وجروحُ اليأسِ في حالي سدى=تقذفُ القيدَ وتعيي القمطا
فوفى جذلانَ حتى ردَّني=وقصارى غايتي أنْ تغبطا
تأذخذُ الأبصارُ مني شارة ًُ=تدعْ الشَّيخَ فتى ً مستشرطا
نعمة ٌ لو قعدَ الشِّكرُ بها=بهرتْ وأشتهرتْ أنْ تغمطا
فاتتْ الأملاكَ حتى منعتْ=كلَّ راجي غاية ٍ أنْ يقنطا
فاستمعْ تخبركَ عنِّي شرَّد=تقطعُ الأرضَ الربى والغوطا
تدعْ الآمالُ إما روضة ً=سقيتْ أو عترة ً أو نمطا
معدنٌ كلُّ لسانٍ مفصحٍ=حولها يسقطُ حتى تلقطا
وإذا هجنُ القوافي نسبتْ=كانتْ العربُ وكنَّ النَّبطا
وإذا النيروزُ ضمَّتْ عطفهُ=فترة ٌ هزَّتهُ حتى يبسطا
فابتدا بينَ يديكمْ قائماً=لكمُ يفتحُ منها سفطا
فاهتبلها تحفة ٌ وأنعمَ بها=زائراً إمَّا دنا أو شحطا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكى النارَ ستراً على الموقدِ
بكى النارَ ستراً على الموقدِ=و غار يغالطُ في المنجدِ
أحبَّ وصان فوري هوى ً=أضلَّ وخاف فلم ينشد
بعيد الإضاحة عن عاذلٍ=غنيُّ التفردِ عن مسعدِ
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ=صبورٌ عن الماء وهو الصدى
وقورٌ وما الخرقُ من حازمٍ=متى ما يرحْ شيبهُ يغتدي
و يا قلبُ إن قادك الغانياتُ=فكم رسنٍ فيك لم ينقدِ
أفقً فكأني بها قد أمرَّ=بأفواهها العذبُ من موردي
و سود َ ما ابيضَّ من ودها=بما بيض الدهرُ من أسودي
و ما الشيبُ أولُ غذرِ الزمان=بلى من عوائده العودِ
لحا اللهُ حظي كما لا يجودُ=بما أستحقّ وكم اجتدى
و كم أتعللُ عيشَ السقيم=أذممُ يومي وأرجو غدي
لئن نام دهريَ دون المنى=و أصبح عن نيلها مقعدي
و لم أك أحمدُ أفعاله=فلي أسوة ٌ ببني أحمدِ
بخير الورى وبني خيرهم=إذا ولدُ الخيرِ ولم يولدِ
و أكرمِ حيّ على الأرض قام= و ميتٍ توسد في ملحدِ
و بيتٍ تقاصرُ عنه البيوتُ=و طال عليا على الفرقدِ
تحومُ الملائكُ من حولهِ=و يصبحُ للوحي دارَ الندى
ألا سلْ قريشا ولمْ منهمُ=من استوجبَ اللومَ أو فندِ
و قل ما لكم بعد طول الضلا= ل لم تشكروا نعمة المرشدِ
أتاكم على فترة ٍ فاستقام=بكم جائرين عن المقصدِ
و ولى حميدا إلى ربه=و من سنَّ ما سنهُ يحمدِ
و قد جعلَ الأمرَ من بعده=لحيدرَ بالخبر المسندِ
و سماه مولى بإقرارِ من=لو اتبعَ الحقَّ لم يجحدِ
فملتم بها حسدَ الفضل عنه=و من يكُ خيرَ الورى يحسدِ
و قلتم بذاك قضى الاجتماعُ=ألا إنما الحقُّ للمفردِ
يعزُّ عل هاشمٍ و النبيَّ=تلاعبُ تيمٍ بها أو عدى
و إرثُ عليًّ لأولاده=إذا آية ُ الإرثِ لم تفسد
فمن قاعدٍ منهمُ خائف=و من ثائرٍ قامَ لم يسعدِ
تسلطُ بغيا أكفُّ النفا=ق منهم على سيدٍ سيدِ
و ما صرفوا عن مقام الصلاة ِ=و لا عنفوا في بني المسجدِ
أبوهم وأمهمُ من علم=تَ فانقصْ مفاخرهم أو زدِ
أرى الدينَ من بعد يومِ الحسين=عليلاً له الموتُ بالمرصدِ
و ما الشرك لله من قبله=إذا أنت قستَ بمستبعدِ
و ما آل حرب جنوا إنما=أعادوا الضلال على من بدى
سيعلم من ناظمٌ خصمهُ=بأيّ نكالٍ غداً يرتدي
و منْ ساءَ أحمدَ يا سبطهُ=فباءَ بقتلك ماذا يدي
فداؤك نفسي ومنْ لي بذا=ك لو أن مولى ً بعبدٍ فدى
و ليتَ دمي ما سقى الأرضَ منك=يقوتُ الردى وأكون الردى
و ليتَ سبقتُ فكنتُ الشهيدَ=أمامك يا صاحبَ المشهدِ
عسى الدهرُ يشفي غداً من عدا=ك قلبَ مغيظٍ بهم مكمدِ
عسى سطوة ُ الحقّ تعلو المحالَ=عسى يغلبُ النقصُ بالسؤددِ
و قد فعلَ اللهُ لكنني=أرى كبدي بعدُ لم تبردِ
بسمعي لقائكم دعوة ٌ=يلبي لها كلُّ مستنجدِ
أنا العبدُ والاكمُ عقدهُ=إذا القولُ بالقلبِ لم يعقدِ
و فيكم ودادي وديني معاً=و إن كان في فارسٍ مولدي
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديتُ= و لولاكمُ لم أكن أهتدى
و جرتموني وقد كنتُ في=يد الشرك كالصارم المغمدِ
و لا زال شعريَ من نائجٍ=ينقل فيكم إلى منشدِ
و ما فاتني نصركم باللسان=إذا فاتني نصركم باليدِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ
بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ=قلتُ قلبٌ سيمَ ذلاًّ فنفرْ
لا تعودي في هوى ً ظالمة ً=ربما عاذ بحلمٍ فانتصرْ
نظرة ٌ أعرضتُ عنها أعقبتْ=غضبا آذنَ للقلب النظرْ
أرهفتْ سيفين في أجفانها=كلَّ منْ غرا يبيتْ على غررْ
أقسمتْ من جرحاه لا برا=يا طبيبي متْ ودائي في الحورْ
أرسلتْ ليلة ََ صدتْ طيفها=ناظرا أين رقادي من سهرْ
قال حياني فقالت نائما=طرفهُ قال نعم قالت غدرْ
يا هوى حسناءَ ما شئتَ لها=من فؤادي غيرَ ذلًّ وخورْ
ربَّ يومٍ باهلتني بالصبا=و صغارٌ عندها حظُّ الكبرْ
و تنكبتُ مدلاًّ وفرة ً=نشرَ العنبرَ عنها منْ ضفرْ
فرأت شيبا فقالت غيرتْ=قلتُ ما كلُّ شبابٍ في الشعرْ
غيرت بيضاءَ في سودائها=قلتُ مهلا آية ُ الليلِ القمرْ
ما لغزلانٍ تصافيني الهوى=ما استطاعتْ وأجازيها الكدرْ
أنستْ إذ يئستْ من قنصي=فاستوى ما قرَّ منها ونفرْ
و هل الزوراء إلا وطنٌ=يخدعُ الشوقَ وفي أخرى الوطرْ
يا ندامايَ بها النسيانُ لي=و لكم منى َّ حفاظي والذكرْ
كلَّ يومٍ أنا أبكي منكمُ=صاحبا بالأمس بقاني ومرّْ
إنّ في الريَّ و سعدٍ عوضاً=كلما قايستُ طابَ وكثرْ
سوف أنجو راكبا إحسانهُ=كلُّ مركوبٍ سوى ذاك خطرْ
ساريا أجنبُ كبرى هممي=أطلبُ المرعى لها حيثُ المطرْ
خاب من رام المعالي حاضرا=و الأماني في كفالاتِ السفرْ
ما الغنى َ والمجدُ إن زرتَ فتى ً=ذا تناهٍ وهو ناءٍ لم يزرْ
لا تباعدهُ الليالي إنه=أملٌ بين جمادى و صفرْ
بأبي الساقي وبالغيثِِ صدى=و الفتى الحلوَ الجنيَ والشهدُ مرّْ
علمتْ أعداؤه أموالهَ=لمماً يمنعها أن تستقرْ
يافعٌ مكتهلٌ من حلمه=للصبا السنُّ وللرأي الكبرْ
يا أبا القاسمِ صابتْ نعمة ٌ=لك لم يعدُ بها الغيثُ الزهرْ
لم أزلْ أصبرُ علما أنه=أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ
ناظرا عادكمُ في مثلها=جنة ً لي من عذابٍ منتظرْ
كان جرحا جائفا فاندملتْ=قرحة ٌ منه وكسرٌ فجبرْ
يا ملوك الريَّ هل داركم ال=أرضُ طراً أم تعولون البشرْ
وسعَ الناسَ جميعا جودكم=فاستوى من غابَ عنكم وحضرْ
واصلتْ شاعرهم نعمى لكم=لم تدعْ مفحمهم حتى شعرْ
حلَّ يا سعدَ العلا بهماءها=من قبولٍ بحجولٍ وغررْ
واجلُ لي أخرى على الكافي متى اح=تشمتْ منه حياءً وخفرْ
عرفتْ منكَ فيما قبلها=فأتتْ واثقة ً تقفو الأثرْ
حاجة ٌ تمتْ ووافى حظها=حين نبهتُ لها منك عمرْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,chocolate" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بلوتُ هذا الدَّهرَ أطوارهُ
بلوتُ هذا الدَّهرَ أطوارهُ=على َّ طوراً ومعي تارهْ
وبصَّرتني كيفَ أخلاقهُ=تجاربٌ كشَّفنَ أخبارهْ
فصرتُ لا أنكرُ أحلاءهُ=يوماً ولا أنكرُ أمرارهْ
لا هو أنْ شدَّ رأى كاهلي=رخواً ولا نفسي خوَّاره
ولا تصِّباني منْ سلمهِ=زخارفٌ للعينِ غرَّارهْ
منْ عاذري منهُ على أنَّني=ضرورة ً أقبلُ أعذارهُ
دعهُ وبتْ منهُ على نجوة ٍ=خائفة ِ الرَّقبة ِ حذَّارهُ
واسلمْ فما تسلمُ منْ جورهِ=إلاَّ إذا ما لمْ تكنْ جاره
تنقُّلي يا ركبَ العيسِ بي=منجدة ً يوماً وغوَّاره
لا خطرَ الضِّيمُ ببالِ امرئٍ=وأنتِ بالبيداءِ خطَّارهُ
قدْ بنتِ البيداءُ بي جالساً=أرجو الأماني وهي غدَّاره
أظلمُ نفسي بينَ أبنائها=والنَّفسُ لا تظلمُ مختاره
ويطَّبيني وطنٌ تربهُ=مستعبدٌ يلفظُ أحراره
وكمْ ترى تسحرني بابلٌ=وبابلٌ بالطَّبعِ سحَّاره
إنْ كنتَ يا قلبي منِّي فلا=تخدعكَ منها هذه الشَّاره
أولى بمنْ تحملهُ قدرة ً=فراقُ منْ تجهلُ مقداره
لا شمتُ بروقَ الهونِ في دوركمْ=والعزِّ في الأبرقِ والدَّاره
اللهُ لي منتصفٌ منْ أخٍ=يكيلني بالعرفِ إنكاره
يحمي لساني أبداً عرضهُ=ويبتغي في عرضي الغاره
أعفُّ عنْ جمَّتهِ مفعماً=تناهزُ الورَّادَ تيَّاره
ولا يراني ناسياً عهدهُ=إن غاضَ أو كابدَ إعساره
فليتهُ صانَ مكاني كما=صانَ على البذلة ِ ديناره
لولا بنو أيَّوبَ لولاهمُ=ما وجدَ المظلومُ أنصاره
قومٌ إذا استنجدتهمْ لم أخفْ=سهماً ولو ناضلني القاره
وبتُّ فيهمْ حيثُ لا يؤكلُ ال=جارُ ولا تنتهكُ الجاره
البيتُ لا ينكرُ طرَّاقه=واللَّيلُ لا يعدمُ سمَّاره
والجفناتُ الغرُّ يسنى لها=كلِّ غضوبِ الغلى غدَّاره
ترى الجذورَ العبلَ في قلبها=أعشارهُ تلعنُ جزَّاره
إن صمَّ عنكَ النَّاسُ أو غمَّضتْ=في الخطبِ عينٌ وهي نظَّاره
فتحتَ منهمْ في مغاليقه=أسماعَ ذا الدَّهر وأبصاره
نموا شهاباً منْ أبي طالبٍ=خيراً وبثَّ اللهُ أنواره
والأفقُ العلويُّ إنْ غوَّرتْ=شموسهُ أطلعَ أقماره
قصَّ حديثَ المجدِ عنهمْ فتى ً=يصدِّقُ السُّوددُ أخباره
وبرَّزوا سبقاً ولكنَّهمْ=لم يدركوا في المجدِ مضماره
ناصى عميدُ الرؤساءِ العلا=والنَّاسُ يقتصُّونَ آثاره
وطالتَ النَّجمَ بهِ همَّة ٌ=تقضي منَ الغاياتِ أوطاره
أبلجُ ودَّ البدر لو صيِّرتْ=لوجههِ عمَّتهُ داره
مولَّهُ المجدِ لم يكترثْ=إقلالهُ المالَ وإكثاره
كفتْ بهِ القدرة ُ لما سطتْ=أيدٍ مع القدرة ِ جبَّاره
سالمهُ واحذر صافيا ماءهُ=وهجهُ واحذر صاليا ناره
إنْ نامَ راعَ السَّرحَ في الأمنِ لم=يكحلْ بطعمِ النَّومِ أشفاره
ولمْ تكنْ سلَّتهُ نهزة ً=يطمعُ فيها الذئبُ أظفاره
أو شرعوا في الشَّرِّ عافتْ لهُ= نفسٌ بفعلِ الخيرِ أمَّاره
كفى الإمامينِ بتدبيرهِ=مخاوفَ الخطبِ وأخطاره
واستسبغا منْ رأيهِ نثلة ً=ضافية َ الأذيلِ جرَّاره
حلَّتْ عن الماضي فعادتْ يدُ ال=باقي بها تعقدُ أزراره
قامَ بأمرِ اللهِ مستخلفٌ=كنتَ لجرحِ الدِّينِ مسباره
أرهفَ منْ نصحكَ صمصمامة ً=بيضاءَ مثلَ البدرِ نيَّاره
أُخرستْ الفتنة ُ عنْ ملكهِ=بالأمسِ والفتنة ُ نعَّاره
وزارة ٌ حصَّنتَ أمواله=فيها كما حصَّنتَ أسراره
فابلغْ به أقصى المنى مثلما=بلَّغهُ سعيكَ إيثاره
واستخدمْ الأيَّامَ نفاعة ً=تجري بما شئتَ وضرَّاره
لا يرفعُ الإقبالُ مستقبلاً=غطاءهُ عنكَ وأستاره
يزيركَ النَّيروزُ في روضة ٍ=من مدحي أحسنَ زوَّاره
غنَّاءَ شقَّ الشِّعرَ ثرثاره=لها وأجرى الفكرُ أخطاره
مقيمة ٌ عندكَ لكنَّها=بعرفها في الأرضِ سيَّاره
تحققتْ بالكلمِ الفصلِ فال=ملكُ لها والنَّاسُ نظَّاره
تشربُ من حوضِ المعاني وما=تفضلُ للواردِ أسآره
وهي مع الإفراطِ في حبِّكمْ=حاملة ٌ للهجرِ صبَّاره
تنسى وتقصى غيرَ منسيَّة ٍ=وهي مع الإعراضِ ذكَّاره
تحنُّ للجافي وتحنال لُل=مقصِّرِ المهملِ أعذاره
يقنعها الإنصافُ لو أنصفتْ=وتطلبُ المالَ وإكثاره
حظُّكَ منها صفوُ سلسالها=إنْ رنَّقَ المادحُ أشعاره
وإنَّ صدقي فيكَ أعتدُّهُ=من كذبي في النَّاسِ كفَّاره[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بين النقا فثنية ِ الحجرِ
بين النقا فثنية ِ الحجرِ=سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ
رصفتْ قلائدها بما سفكتْ=من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ
ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال=اجفان في بيضٍ وفي حمرِ
نزلتْ منى ً أولى ثلاثِ منى ً= فقضت نجيزة ليلة النفرِ
و جلتْ لأربع عشرة قمرا=و الشهرُ ما أوفى على العشرِ
ترمى الجمارَ وبين أضلعنا=غرضٌ لها ترميه بالجمرِ
من لي على عطلي بغانية ٍ=شبتْ وشبتُ وعمرها عمري
لم تنو في قسمٍ تحلتهُ=إلا إذا حلفتْ على الهجرِ
قالت وليمت في ضنا جسدي=طرفي على َ إسقامه عذري
و استسقيتْ لظمايَ ريقتها=فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ
و تقول للعذالِ مغضبة ً=شيبته من حيثُ لا يدري
قبلتُ عصياناً عوارضه=عمدا فأعدى شعرهُ ثغري
و أخٍ مع السراء من عددي=و عليّ في الضراء والشرَّ
تطوى حشاه على تبسمهِ=أضلاعَ مشرجة ٍ على الغمرِ
مولاي والأحداثُ مغمدة ٌ=فإذا انتضينَ فرى كما تفرى
تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي=حتى يعددها على العسرِ
الدهرُ ألينُ منه لي كنفا=لو كان يتركني مع الدهرِ
و مغيمَّ المعروف يخدعني=إيماضُ واضحيته بالبشرِ
سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده=نارا يغرُّ بها ولا يقرى
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ= و غباوة ٍ بجوالب الشكرِ
فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرة ً=و إذا عصرتُ من صخرِ
لا طاب نفساً بالنوالِ ولا=مخضَ المودة َ زبدة َ الصدرِ
و أرادني من غير ثروتهِ=أن أستكين لذلة الفقرِ
ينجو بعرضي أن يضام له=عرضُ الفلاة ِ وغضبة ُ الحرَّ
و تنجزُ الأيام ما وعدتْ=في مثله وعواقبُ الصبرِ
و مؤيد السلطان عالية ً=يده بتأييدي وفي نصري
لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به= و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ
و لبلغتني المجدَ سابحة ٌ=بالظهرِ ليست من بني الظهرِ
ترتاح للضحضاح خائضة ً=و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ
تجري الرياح على مشيئتها=فتخالُ طائرة ً بما تجري
و إذا شراعاها لها نشرا=خفقتْ بقادمتين من نسرِ
في جانبٍ لينٌ يدفعها=و خطارها في جانبٍ وعرِ
يحدو المطيَّ الزاجرون له=و تساقُ بالتهليل والذكرِ
من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ=مصغٍ لعذلي تابع أمري
قالوا الشجاعة َ إنه غررٌ=متقاربُ الميقاتِ والقدرِ
يومان في لجًّ فإن فضلا=بزيادة ٍ قبلية العبرِ
هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ=و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ
القصدُ والمقصودُ من شبهٌ=في الجود أو حدٌّ من الغزرِ
ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ=ملحٌ وذاك زلالة ُ القطرِ
جاري الملوكَ فبذهم ملك=سبق القوارحَ في سني مهرِ
و أرى بني الستين عجزهمُ=في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ
لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ=فيها ولا مستحدثُ الفخرِ
من وارثي العلياء ما اغتصبوا=مجدا ولا ملكوه بالقهرِ
أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا=أطنابه بأوائل الدهرِ
ضربوا على الودلَ استهامهمُ= و تقاسموا بالنهي والأمرِ
في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ=مرعى العفاة ِ وسدة ُ الثغر
أبنا مكرمَ وهي معرفة ٌ=نصروا اسمها بإهانة الوفرِ
قطنوا وسار عطاؤهم شبها=بالبحر قامَ وملكهُ يسرى
في كلّ دارٍ من مواهبهم=أثرُ الحيا في البلدة القفرِ
و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم=ما للبهامِ فضيلة الغرَّ
زيدتهم شرفا وبعضهمُ=لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو
سدوا بك الغاراتِ منفردا=فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ
و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ=فوضحتَ فيه بطلعة ِ الفجرِ
و أبوك يومَ البصرة ِ اعترفت=قممُ العدا لسيوفه النكرِ
ألقى عصا من عزمة ٍ بترتْ=آياتها حدَّ الظبا البترِ
لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ=كفاه من كيدٍ ومن مكرِ
فمضى يخيرَّ نفسه خورا=ذلين من قتل ومن أسرِ
يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلة ً=لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ
و رأت عمانُ وأهلها بك ما=أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى
صارت بجودك وهي موحشة ٌ=أنسَ الوفودِ وقبلة َ السفرِ
يفديك مبتهجٌ بنعمته=أسيانُ في المعروف والبرَّ
ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ=عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ
يبغى عثارك وهو في تعبٍ=كالليل طالبُ عثرة ِ البدرِ
قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي=زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ
اتركْ مقاماتِ العلاء له=متأخرا فالصدرُ للصدرِ
يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ=مني مكانَ السحرِ والنحرِ
هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي=فلقد قضت فيك المنى نذري
أيامَ وحدي الوفاءُ وك=لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ
و أرى نداك اليومَ في نفرٍ=لم يشركوا في ذلك العصرِ
اردد يدي ملأى وحاش لمن=يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ
و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ=طعميك من حلوٍ ومن مرَّ
و البسْ من النعماء سابغة ً=لا تدريها أسهمُ الدهرِ
تعمى النوائبُ عن تأملها=و تطيلُ فيها نومة َ السكرِ
مهما تعدْ خلقاً فجدتها=تزداد بالتقليبِ والنشرِ
و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئة ٍ=عينَ الضجيع خريدة ٍ بكرِ
نسجُ القريحة ِ ثوبُ زينتها=و حليها من صنعة الفكرِ
من سحر بابلَ نفثُ عقدتها=سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ
و كأنما ساقَ التجارُ بها=لك من صحارَ لطيمة َ العطرِ
تمسي لها الآذانُ آذنة ً=و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ
حتى أراك وأخمصاك معا=قرطانِ للعيوق و النسرِ
هذي الهديُّ عليَّ جلوتها=و عليكم الإنصافُ في المهرِ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً