[ابو دوس]

هذا لقاء لموقع نسيج الرياضي مع اللاعب الكبير / خميس الزهراني والذي اعلن اعتزاله قبل فترة
اترككم مع اللقاء





حوار – علاء عيسى
إذا كان هناك من لاعب اتفق الجميع على حبه ونجوميته فإنه بالتأكيد النجم الاتحادي خميس الزهراني الذي يعد نموذجاً للاعب المتكامل والنجم المثالي، ومثلما يطرب الجماهير بأدائه ومستوياته المميزة فإن أخلاقه الرفيعة وروحه العالية ترشحه لأن يكون نجم النجوم والقدوة التي طالما افتقدها اللاعب.
"نجوم الملاعب" التقته في مواجهة خاصة كان فيها نجماً كعادته بصراحته وتلقائيته المعهودة حيث تحدث عن قصة انضمامه للعميد وسر تراجعه عن فكرة هجر الكرة كما تردد في فترة سابقة وغيرها من المواضيع المثيرة جداً في الحوار التالي:

مما لا يخفى على الكثيرين أنك من مواليد الطائف، فما هي ذكرياتك عن هذه المدينة؟

الطائف مدينة جميلة، ومن أجمل مصايف المملكة فيها ترعرعت ونشأت ودرست الابتدائية والمتوسطة والثانوية أي أني قضيت فيها نصف عمري.

وكيف بدأت رحلتك مع كرة القدم، وما هي قصة انتقالك إلى نادي الاتحاد؟

بدأتها مثل أي لاعب آخر من خلال المدرسة ومن خلال فرق الحواري وفي إحدى الدورات الرياضية في مدينة الطائف شاهدني اللواء صالح سنبل وخالد البراق وأعجبا بمستواي ومن ثم بدأت المفاوضات لألعب للاتحاد وكنت حريصاً على إكمال دراستي في مدينة جدة وتأمين سكن مناسب وتم كل هذا ولله الحمد والمنة.

أجمل موسم لك مع الاتحاد وأفضل هدف وأفضل مباراة؟

في الحقيقة جميع المواسم التي قضيتها في نادي الاتحاد جميلة والمكسب الحقيقي لي هو التعارف مع الناس واكتساب المزيد من الخبرات وفي كل موسم أتعلم أشياء جديدة وما زلت على هذا الحال حتى أترك الكرة ولا شك أن سؤالك عن أفضل موسم قدمت فيه مستوى جيداً فالحقيقة هناك أكثر من موسم 1416هـ، 1417هـ، 1419هـ، 1424هـ، 1425هـ. وأفضل هدف سجلته كان في مرمى الفريق الأهلاوي موسم 1419هـ، وأفضل مباراة ولله الحمد كثيرة ولا يمكنني حصرها.

ما الشيء الذي كان السبب في التغيير الذي حصل في حياة خميس، وأحدث هذا التحول الكبير؟

إذا كان قصدك الالتزام، فأولاً أسأل الله العظيم أن يجعلني من الملتزمين حقاً ومن الممتثلين لأوامره والمجتنبين لنواهيه، ثم إن الالتزام نعمة عظيمة ومنة كريمة يهبها الله لمن يشاء من عباده، يقول الله تعالى: (والله يختص برحمته من يشاء)، ثم إني ما عرفت طعماً للحياة إلا بعد هذا التحول، ولا عرفت معنى الحياة إلا بعد ذلك ومن خلال "نجوم الملاعب" أوصي أخواني بالتمسك بتعاليم الدين الحنيف واتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ففيها النجاة وفيها الفوز في الدنيا وبعد الممات.

من الشخص الذي كان له أثر كبير في مسيرة خميس على المستوى الكروي والشخصي؟

على المستوى الكروي فجميع من سبقوني في هذا المجال وعاشرتهم من خلال النادي أو المنتخب استفدت منهم ومن خبراتهم ومن تجاربهم، أما على المستوى الشخصي فالسؤال لك أنت.. هل تعلم لي قدوة أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم وهذا (النبي) الذي غير العالم، هذا الرجل الذي وصفه الله تعالى بقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) ويقول تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين) أرسله الله ليكون نذيراً وبشيراً ومعلماً وموجهاً وقدوة، فهو إمام العلماء وقدوة الفقراء وعزاء المساكين والحديث في ذلك يطول والله أعلم.

عند بداية التزامك ترددت أنباء أو شائعات عن رغبتك في اعتزال الكرة فما مدى صحة ذلك؟

الأنباء صحيحة وليست شائعات.

ولماذا؟

كنت بالفعل أنوي ترك الكرة والاعتزال، ذلك جهلاً مني، حيث كنت أعتقد أن الكرة تتعارض مع الدين، ثم اكتشفت أن هذا غير صحيح.

أين خميس من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام؟

الدعوة لغير المسلمين واجبة على كل مسلم والله عز وجل يقول: (ادعوا إلى سبيل ربك) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، ونحن ولله الحمد في هذا البلد الكريم نمتلك كافة وسائل الدعوة من مكاتب لدعوة الجاليات ومرشدين وموجهين، فحقيقة أنني أقوم بإهداء كتب لجميع اللاعبين والمدربين الذين ينضمون لنا في نادي الاتحاد ونقيم عليهم الحجة والله عز وجل يقول: (ليس عليك هداهم) ويقول سبحانه وتعالى: (لست عليهم بمسيطر).

كيف يساهم اللاعب في تقديم صورة حسنة عن اللاعب المسلم محلياً وخارجياً؟

يستطيع اللاعب أن يقدم صورة حسنة عن اللاعب المسلم عن طريق مظهره فلا بد أن يكون مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في مظهره، فلا يقلد الكفار ويبتعد عن القصات الغربية والتعليقات والسلال والربطات ويكون خلقه كريم وتعامله حسن مع اللاعبين سواء المسلمين منهم أو الكفار من خلال كلامه وأفعاله. يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

كيف تستغل نجوميتك في التأثير على الشباب وخاصة صغار السن وتشجعهم على عمل الخير؟

ما يعاني منه صغار السن في هذا الزمان هو اختلاط المفاهيم وغياب القدوة الحسنة وظهور القدوة السيئة من خلال القنوات الفضائية، وظهور عادات سيئة وأفكار منحلة وغياب الوازع الديني، فبالتالي الواجب على كل مسلم ألا يبخل على إخوانه وجيرانه وأصدقائه بالنصح الذي يعود عليهم بالنفع. يقول الرسول الكريم:
(الدين النصيحة، وكررها ثلاث مرات).. إلخ الحديث.

كيف تستقبل شهر رمضان، وما هي ذكرياتك مع هذا الشهر؟

شهر رمضان شهر عظيم فهو الشهر الذي تزول فيه الهموم ويكثر فيه الصيام والقيام وقراءة القرآن، شهر تكثر فيه الدعوات وتسكب فيه العبرات وتُقضى فيه الحاجات ونتزود فيه من الطاعات، فالحسرات الحسرات لمن فاته هذا الشهر الفضيل دون أن يتزود من الحسنات، ودون أن تزول منه السيئات.
شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وإنه شهر الفرحة في أوله والغربة في أوسطه والحسرة في آخره، يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (ألا ليت شعري من الفائز فنهنئه، ومن الخاسر فنعزيه) بعد انقضاء شهر رمضان وأكثر ما يتذكر المرء في هذا الشهر هو معركة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون.

كلمة أخيرة

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلانية يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد)، وأوصيكم بتقوى الله عز وجل في كل كلمة يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً)، ليعلم الجميع أن التقوى في العاقبة الحسنة والفوز بالدنيا والآخرة،
يقول عز وجل: (والعاقبة للمتقين).
فأوصيكم بتقوى الله قبل أن تقول: (وا حسرتاه على عمري انقضى فيما لا يطابق الرضا، يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله، يا حسرتاه على من أحسن الظن بي قبل أن تنطق الجوارح علي، فو الله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمتك ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك فاغفر لي سابق فعلي.. اللهم توبة خاصة من الأقذار صادقة لتغطية ما بقي من الأكدار وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وجزاكم الله خير الاختيار، وعسى الله أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.