الموضوع: ديوان الفرزدق
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-2007, 12:49 AM   #21
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألمْ تَرَيَا أنّ الجَوادَ ابن مَعْمَرٍ
ألمْ تَرَيَا أنّ الجَوادَ ابن مَعْمَرٍ= لَهُ رَاحَتَا غَيْثٍ يَفِيضُ مُدِيمُهَا
إذْ جاءَهُ السُّؤّالُ فاضَتْ عَلَيْهِمُ= سِجَالُ يَدَيْهِ فَاسْتَقَلّ عَدِيمُهَا
نمَتْهُ بَنُو تَيْمِ بنِ مُرّةَ لِلْعُلَى،= وَحاطَتْ حِماهُ من قُرَيشٍ قُرُومُهَا
وَما يَبْلُغُ البَحْرَانِ من آلِ غالِبٍ،= إذا هُزَّ يَوْماً للنّوَالِ كَرِيمُهَا
وَهمْ ساسةُ الإسلامِ، وَالقادَةُ الأولى= يَقُومُ على الحُكّامِ يَوْماً حُكُومُهَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا
ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا= رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها= إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ
فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ،= لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ
وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ= عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ
لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً،= مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ
ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا= مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ
قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها،= بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ
فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها= نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ
وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا= سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ
وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها،= إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ
وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى= وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ
أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ= أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ
وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا= عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ
وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى= عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ
تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى،= فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ
إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ= بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ
إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ= تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ
سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا،= لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ
عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها،= من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ
كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها،= به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ
دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً= ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ
فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى= بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ
إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً= وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ
هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً= وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ
مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ= قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ
ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ= نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ
وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ،= لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ
إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ،= وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ
هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل= لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ= أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ
وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ= حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ= عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ
وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ،= إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ
حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ،= وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ
وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ= عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ
فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ،= فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ
وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ،= وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ
وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا= تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ
وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ= إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ
وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً،= إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ
مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ= عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ
وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ= بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ
لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ= لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ
وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ،= وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ
وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي= فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ
وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ= سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ
أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ= بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ
عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا،= وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ
عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي،= وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ
وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي= إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ
وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني= لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ
كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ= لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ
وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس= قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ
أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ،= عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا= ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ،= وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ= عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا= نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها،= كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي= رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها= نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ= عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى،= وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ،= وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا= حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي= بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ،= وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ= إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ= قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا= مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً
ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً= تَذَكُّرُ أُمّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرْوفُها رَاجِعٌ لَنَا،= وَلَيسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطْلَبُ
على حِينَ وَلّى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،= وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فإنْ تُؤذِنينا بِالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ= بِأوّلِ مَنْ يَنْسَى، وَمَنْ يَتَجَنّبُ
ورُبّ حَبيبٍ قَدْ تَناسَيْتُ فَقْدَهُ،= يَكَادُ فُؤادي إثْرَهُ يَتَلَهّبُ
أخي ثِقَةٍ في كلّ أمْرٍ يَنُوبُني،= وَعِنْدَ جَسِيمِ الأمْرِ لا يَتَغَيّبُ
قَرَعْتُ ظنابيبي على الصّبْرِ بعْدَهُ،= فقدْ جَعلتْ عنهُ الجَنائبُ تُصْحِبُ
دعاني سَيّارٌ وَقَدْ أشْرَفَتْ بِهِ= مَهالِكُ يُلْفَى دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ
فَقُلتُ لَهُ: إِنِّن أخُوكَ الَّذِي بِهِ= تَنُوءُ إذا عَمَّ الدّعَاءَ المُثَوِّبُ
فإنْ تَكُ مَظْلُوماً، فإنّ شِفَاءهُ= بِوَرْدٍ، وبَعْضُ الأمْرِ للأمْرِ مُجلبُ
هُوَ الحَكمُ الرّاعي وَأنْتَ رَعِيّةٌ،= وكلُّ قضَاءٍ سَوْفَ يُحصَى وَيُكتَبُ
وأنْتَ وَليُّ الحَقّ تَقْضي بِفَصْلِهِ؛= وَأنْتَ وَليُّ العَفْوِ إذْ هُوَ مُذْنِبُ
يَزِينُ عُبَيْداً كُلُّ شَيءٍ بَنَيْتَهُ،= وَأنْتَ فَتَاهَا وَالصّرِيحُ المُهَذَّبُ
نَمَتْكَ قُرُومٌ مِنْ حَنيفَةَ جِلّةٌ،= إلى عيصها الأعلى الذي لا يُشَذَّبُ
وَجُرْثُومَةُ العِزّ التي لا يَرْومُهَا= عَدُوٌّ، وَلا يَسْطِيعُهَا المُتَوثِّبُ
وَمَا قَايَسَتْ حَيّاً حَنِيفَةُ سُوقَةً،= وَلَوْ جَهِدوا، إلاّ حَنيفَةُ أطْيَبُ
وكانَتْ إذا خافَتْ تَضَايُق مُقْدَمٍ،= تَمُدّ بأيديها السّيُوفَ فَتَضْرِبُ
إذا مَنَعُوا لمْ يُرْج شيءٌ وَرَاءهُمْ،= وَإنْ لَقِحتْ حرْبٌ يجيئوا فَيرْكبوا
إلَيْهِمْ رَأتْ ذاكُمْ مَعَدٌّ وَغَيرُهَا= يُحِلّ اليَتَامَى وَالصّعِيبُ المُعَصَّبُ
تَحُلّ بُيُوتُ المُعْتَفِينَ إلَيْهِمُ،= إذا كانَ عامٌ خادعُ النَّوْء مُجْدِبُ
وَقعْتُمْ بصُفْرِيّ الخَضَارِمِ وَقْعَةً،= فَجَلّلْتُمُوها عارَها لَيسَ يَذهَبُ
وَلَمّا رَأوْا بِالأبْرَقَيْنِ كَتِيبَةً= مُلَملَمةً تَحمي الذّمارَ وَتَغضَبُ
دَعَا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفةَ فالتَقَتْ= عَجاجَةُ مَوْتٍ وَالدّماءُ تَصَبّبُ
وَجَاؤوا بِوِرْدٍ مِنْ حَنيفَةَ صَادِقٍ= تُطاعِنُ عَنْ أحسابِها وَتُذَبِّبُ
مَصَاليتُ نَزّالُونَ في حَوْمَةِ الوَغَى،= تَخُوضُ المَنايا والرّمَاحُ تُخَضَّبُ
ورائمةٍ وَلّهْتُمُوها، وَفَاقِدٍ= تَرَكْتُمْ لهَا شَجواً تُرِنّ وَتَنحَبُ
وَقدْ عَصَبَتْ أهل الشّوَاجنِ خيلُهم؛= وَقَدْ سَارَ مِنهَا بِالمَجازَةِ مِقْنَبُ
إذا ورَدُوا المَاءَ الرَّوَاءَ تَظَامَأتْ= أوَائِلُهُمْ أوْ يَحْفِرُوا ثُمّ يشربَوا
تَفارَطُ هَمْدَانَ الجِبَالَ وَغافِقاً،= وَزُهدَ بَني نَهدٍ فتُسمى وَتَحرُبُ
تَوَثَّبُ بالفُرْسَانِ خُوصاً كَأنّهَا= سَعَالٍ طَوَاهَا غَزْوُهم فهيَ شُزَّبُ
وَهُمْ من بَعيدٍ في الحُرُوبِ تَناوَلُوا= عِياذاً وعَبَدَ الله وَالخَيْلُ تُجذَبُ
بذي الغافِ من وَادي عُمانَ فأصْبحتْ= دِماؤهُمُ يُجْرَى بها حيثُ تَشخَبُ
أذاقُوهُمُ طَعْمَ المَنَايَا، فَعَجَّلوا،= وَمن يَلقَهم في عَرْصة الموْتِ يُشجُبوا
شَفَوْا مِنهما ما في النفوسِ وَشَذّبُوا= بِوَقْعِ العَوَالي كُلَّ مَنْ يَتَكَتّبُ
وَأضْحَى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً،= يُعَاني، وَأحْيَاناً يُقَادُ فَيَصْحبُ
رَأى قَوْمَهُ إذْ كانَ غَدْواً جِلادُهمْ= مَعَ الصّبحِ حتى كادتِ الشمسُ تغرُبُ
فَما أُعطيَ المَاعُونُ حتى تَحاسَرَتْ= عَليهِمْ جُموعٌ من حَنيفَةَ لُجَّبُ
وَحَتى عَلَوْهُمْ بِالسّيُوفِ كَأنّهَا= مَصَابِيحُ تَعْلُو مَرّةً وَتَصَبَّبُ
فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ كَانَ أكْثَرَ عَوْلَةً،= وَأيْتَم للوِلْدانِ مِنْ يَوْمِ عُوتِبُوا
وَمَنْ يَصْطَلي في الحَرْبِ ناراً تحُشّها= حَنيفَةُ يَشقى في الحرُوبِ وَيُغْلَبُ
وَمَا زَالَ دَرْءٌ مِنْ حَنِيفَةَ يُتّقَى؛= ومَا زَالَ قَرْمٌ من حَنيفَةَ مُصْعَبُ
لَهُ بَسْطَةٌ لا يَملِكُ النّاسُ رَدَّها،= يَدينُ لَهُ أهْلُ البلادِ وَيُحْجَبُوا
تَرَى للوُفُودِ عَسْكَراً عِنْدَ بَابِهِ،= إذا غابَ مِنهُمْ مَوْكِبٌ جاء موكِبُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً
ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً= تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا،= وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ
عَلى حِينَ وَلى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،= وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ
فَإنْ تُؤذِنينا بالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ= بِأوّلِ مَنْ يَنْأى وَمَنْ يَتَجَنّبُ
وكَمْ من حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصْلَهُ= يَكادُ فُؤادي، إثْرَهُ، يَتَلَهّبُ
ألَسنا بمحقوقِينَ أنْ نُجهِدَ السُّرَى،= وَأنْ يُرْقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ
إلى خَيرِ مَنْ تَحْتَ السّماءِ أمانَةً،= وَأوْلاهُ بالحَقّ الذي لا يُكَذَّبُ
تُعارِضُ باللّيْلِ النّجُومَ رِكَابُنا،= وَبالشمسِ حتى تأفلَ الشمسُ تُذأبُ
أُنِيخَتْ وَما تَدْرِي أما في ظُهورِها= مِنَ القَرْحِ أمْ ما في المَناسِمِ أنْقَبُ
حَلَفتُ بأيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها= نَهاراً وَما ضَمّ الصِّفَاحُ وَكَبْكَبُ
لأُمٌّ أتَتْنَا بِالوَلِيدِ خَلِيفَةً،= من الشمسِ، لوْ كانَ ابنُها البدرُ، أنجبُ
وَإنْ شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنْهُمُ= أبٌ لكَ طَلاّبُ التّرَاثِ مَطالِبُ
وَمن عَبدِ شَمسٍ أنتَ سادِسُ ستّةٍ خَلائِفَ كانوا منِهُمُ العمُّ والأبُ
هُداةً وَمَهْدِيّينَ، عُثمانُ منِهُمُ،= وَمَرْوَانُ وَابنُ الأبْطَحَينِ المُطَيَّبُ
أبُوكَ الذي كانتْ لُؤيُّ بن غالِبٍ= لَهُ من نَوَاصِيها الصّرِيحُ المُهذَّبُ
تَصَعّدَ جَدٌّ بالوَليدِ إلى التي= أرَى كُلَّ جَدٍّ دُونَهَا يَتَصَوّبُ
أرَى الثّقَلَينِ الجِنَّ والإنْسَ أصْبَحا= يَمُدّانِ أعْنَاقاً إلَيْكَ تَقَرَّبُ
وَمَا مِنْهُما إلاّ يُرَجّي كَرَامَةً= بكَفّيكَ أوْ يَخَشَى العِقابَ فيَهرُبُ
وَمَا دُونَ كَفيْكَ انْتِهَاءٌ لِرَاغِبٍ= وَلا لمُنَاهُ مِنْ وَرَائِكَ مَذْهَبُ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً