مواقع يجب أن لا تنسى

[هجاد القوم]

[align=center]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث الأمين ...
وبــــــعـــــــــــــــد
من خلال هذه الصفحة
سنتناول طرح ما نعرفه عن بعض المواقع الأثرية القديمة
التي أصبحت أطلالاً لمن كان زمانه قريب من تلك الحقبة الزمنية
والتي ما لبث أن ابتعد بها الزمان عن عصرها [/align][align=justify]
حتى أصبحت آثاراً ، تُحكى عنها الحكايات والأساطير الصحيحة وغير الصحيحة
، ومع مرور الزمن وتعاقب الأجيال فإن الأمر يصل بها إلى أن تصبح أثراً بعد عين
وخبراً بعد يقين
، وذلك إما بسبب التغيرات المناخية ـ وهذا بيد الله سبحانه وتعالى
وهو أعلم بما ينفع عباده فيبقيه لهم وما كان ضاراً فيذهبه أدراج الرياح
ـ أو أن تلك التغيرات حدثت من أجيال سكنت أو حلت بتلك المواقع أو بجوارها .
وعندما تندثر آثار المواقع التاريخية نتيجة لما قام به أبناء الجنس البشري
من تغيير في معالمها سواءً بحسن نية أو بخلافه إما سعياً لكسب سعة بأرض،
أو بحثاً عن مال ، أو لتخريب وإنتقام ، أو لتغيير ملامح وطمس تاريخ
، فتسابقون على ذلك دون مراعاة لما قد تقدمه هذه الأماكن من معلومات
وعِبَر وتاريخ لمن سيأتي من بعدهم من أجيال ، وبدلاً من أن تمتد إليها أيديهم لتبنيها وتعمرها ،
وتنقل أخبارها وأحداثها وقصصها الحقيقية بحلوها ومرها ، بسلمها وحربها
، بفرحها وحزنها جيلاً بعد جيل، سعت لتقديم المصلحة الذاتية ، وتحقيق الرغبات
والطموحات والآمال الشخصية دون إكتراث بالماضي
وما يكتنزه من معلومات وأحداث ، أو نظرة للمستقبل وما هو متعطش إليه من تواصل مع الماضي
لتوثيق وربط تلك المعلومات والأحداث بتلك المواقع والآثار المتبقية بها ومعرفتها بشكلها الصحيح .
وبكل أسف ما زال عدم الإكتراث بالمواقع الأثرية ممتدا لعصرنا هذا وبشكل مخيف جداً
على الرغم من معرفة كثير منا بمدى الأهمية التي تمثلها هذه المواقع ،
فالزحف العمراني الحديث والكثافة السكانية تسببتا في فقدان كثير من الآثار الثمينة والمعالم القيمة
التي كانت شاهدة على أصالة وقوة وشجاعة وصدق وكرم ووفاء من سكن تلك المواقع والديار
، وعلى الرغم من تكالب واستمرار تلك العوامل ، ولحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
فإن بعض المواقع
ـ خصوصاً ما كان منها له شأن أو مكانه أو حادثة مشهورة ـ تأبى إلا أن يبقى منها ولو جزء يسير
يكون شاهداً يحتوي في جنباته على كثير من الكنوز والأسرار ، وذلك بفضل ورحمة من الله عز وجل
ليفتح بها على بعض المهتمين والمتخصصين بهذا الشأن ليكتشفوا أسرارها ويسبروا
أغوارها لتحل لهم كثيراً مما قد يشكل عليهم من معلومات أو أخبار أو حكايات وتصحح كثيراً من المغالطات.
ومـن تلك المـواقـع ما هـو مـوجـود فـي وادي أبيده فـي الجـزء المـسـمى الآن (معشوقة)
مـن بقايا قـلاع وحـصـون وقـرى كانـت مـلكاً لـقبيلة بني عـدوان أثناء إقـامـتهم في تلك المنطقة
، ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا شواهد على امتداد أراضي بني عدوان على تلك المنطقة التاريخية والأثرية وتأييداً لما ثبت لهم من خلال تناقـل روايات كبار السن ، وما أشارت إليه بعض الحجج والأبيات الشعرية ، عـلى الرغم مـن البعـد الزمني لهجـرة أهـلها الأصليين وما تعرضت له من ظروف مناخية مختلفة
ومحاولات بشرية على كافة الأصعدة لطمس معالمها وتغيير ملامحها من قبل من حل بها من بعدهم .
ولعل من المهم أن تتبنى الهيئة العليا للسياحة والآثار أو أحد أقسام الآثار في جامعاتنا أو أحد الباحثين المتخصصين في مجال الآثار من أبناء القبيلة أو غيرهم القيام بإجراء دراسات علمية متخصصة وموثقة لكافة الآثار الموجودة بـوادي أبيده ، وكذلك ما هو موجود بوادي الحمة وقرى القبيلة الأخرى التي لا تقل أهمية عن ما هو موجود بوادي أبيده لتحديد البعد الزماني لنشأتها وتاريخ مسيرتها وزمن الهجرة منها.
وسعياً للمحافظة على ما تبقى من تلك الكنوز آمل أن يتعاون الجميع
بذكر ما يعرفه عنها وعن أي موقع أثري سواء كان في وادي أبيده أو وادي الحمة أو في القرى الأخرى التابعة لقبيلة بني عدوان مهما كان صغر أو كبر حجم تلك المعلومة وتدوينه من خلال هذا الموقع لإثبات مسيرتنا وتأصيل تاريخنا وإرثنا .
ومن خلال موضوعي هذا سأتناول إحدى معالم قرى بني عدوان زهران الأثرية بوادي أبيدة ، وهي ....[/align]

[align=center]الدار الحمراء
هذه القرية الأثرية التي لم يبق منها إلا أجزاء بسيطة يعرفها كبار السن ، ويجهلها بكل أسف كثير منا وربما لم يسمع عنها . وهنا سأحاول جاهداً تقديم ما أعرف عنها بقدر ما أستطيع من خلال طرحي هذا .....





صور لآثار المباني



وهذه صورة لموقع الدار عن طريق الأقمار الصناعية



صورة أقرب



صورة توضح الآثار المتبقية من الدار الحمراء[/align]

الموقع:-
[align=center]تقع كما ما سبق وأن أشرنا في وادي أبيده فيما يسمى اليوم (معشوقة) وتحديداً
شرق طريق بيده معشوقه بمسافة (1,5 كم ) تقريباً على الإحداثيات التالية : ـ
خط العرض : 20°23'9.38" شمال
خط الطول : 41°24'15.64" شرق[/align]

[align=center]وهي تتوسط قـريتين أثريتين مـن قـرى بني عـدوان ، تحـدانها مـن الشمال والجـنوب
ولا يزيد بعدهما عنها أكثر من( 2 ك.م ) تقريباً وكانت تتألف مباني تلك القرية
( الدار الحمراء) من حصن تحيط به المباني السكنية ويتضح ذلك من خلال ما تبقى من أثارها
التي قد أندثر كثير منها ولا يرى إلا بعض من بقايا حصنها .[/align]

سبب تسميتها:-

يعـود سبب تسمـيتها بهذا الإسم كما أشار كبار السن لنوعـية الحجارة
التي بنيت بها بيوتها والتي يميل لونها للإحمرار خصوصاً عندما تتعرض لأشعة الشمس .

سكانها:-

يعود نسب من سكنها لـ(سعد اللآت) أحد بطون بني عدوان زهـران
وقد نزحوا منها إلى قرية الحميدان الحالية التي تحتل موقعا استراتيجيا
بين ثلاث من قبائل زهران ـ بني بشير وبني جندب وقريش ـ ومنهم (آل القاضي) الذين عرفوا بـ ( الختاريش ) ويطلق عليهم في وقتنا الحالي ( آل ناصر ) نسبة لجدهم ( ناصر بن صالح بن محمد آلقاضي ) .

سبب هجرتهم منها:-

تشير الروايات المتناقلة عن كبار السن إلى أن ( الدار الحمراء )
كباقي قرى بني عدوان زهران التي توجد بقايا من أثارها حتى يومنا هذا على إمتداد
هذا الوادي تعرضت لقحط ومجاعة شديدتين تسببتا في هلاك معظم مزارعهم وحلالهم
وهما المصدر الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى لقوتهم، مما أودى بمعظم أهل تلك (القرى)
والبقية الباقية منهم تركوا قراهم والتحقوا بباقي قرى القبيلة الأم بوادي الحمة
أو أقاموا بأماكن أخرى قريبة منهم أو هاجروا لأماكن بعيده .
وهذه الأحداث معروفة حتى عند البدو من الزُهران الذين يقطنون تلك المنطقة حالياً
على الرغم من إنكار بعضهم معرفة تلك الأحداث والأخبار عن تلك الأطلال لمن تعود ،
ومحاولتهم غير المبررة لطمس تلك الحقائق وتظاهرهم بعدم معرفتهم بها فينسبها
بعضهم لأنفسهم كابراً عن كابر ، وعند دحض هذه المقولة ببداوتهم وكثرة تنقلهم
وترحالهم وعدم إستقرارهم وأن وجودهم بهذا الموقع لم يكن إلا في الوقت القريب
، والدليل عدم وجود دلائل لديهم على ما يدعون ، وأن كل ما على تلك الأرض يدل على
عدم صحة ما يقولون ومخالفته للواقع فيرجعون نسبتها لبني هلال ، وقد ساعدهم بكل أسف
بعض منا في نشر هذه المعلومات غير الصحيحة عبر كتبهم أو أطروحاتهم التي لم يشيروا فيها
لوجود قبيلة بني عدون بهذه المواقع على الرغم من ذكر ذلك في كتب التاريخ القديمة.

من الروايات التي يتناقلها الأجيال:-

[align=justify]اشتهر أهالي تلك الأطلال (القرى) الموجودة بوادي أبيده
ـ والتي تتبع لقبيلة بني عدوان ـ بالكرم والجود وحب الضيف ، وهذا أمر ليس غريبا عليهم
، فكان بهم من الكرم والشجاعة ما يفوق غيرهم ، وكان كل من يمر بهم يعلم بأنه في أمن وأمان من الجوع وقطاع الطرق خصوصاً وأن تلك ( المواقع ) القرى تشكل سلسلة متواصلة بهذا الوادي الذي كان ولا يزال من أشهر الأودية وأخصبها ، كما كان من أهم الممرات الآمنة والسهلة لعابري الطريق .
ومن القصص المعروفة التي سمعنا بها من كبار السن وهي معروفة كذلك لدى
من يسكنون تلك المنطقة حالياً من الزُهران ـ وهم باديه من قبيلة غامد، ويقال أنهم يعودون
من آل الزهيري من قحطان ـ قصة وقعت أحداثها بتلك الدار(الدار الحمراء) تحديداً عند ما قدم ضيوف لأحد بيوتها ولم يكونوا يملكون من الزاد شيئا لتقديمه لهم فأمر صاحب الدار أهل بيته بإشعال النار والتجهيز لإعداد الطعام ، وقام هو بذبح فرسه التي لم يجد بداً من ذبحها وتقديمها لضيوفه على الرغم من حبه الذي لا يوصف لفرسه تلك وقد كانت عنده أعز من نفسه وولده ، واحتفظ ببقايا طعامها وهو القليل من الشعير وكذلك بقايا دمنها . وبعدها بأيام قلائل وهو يعمل على ترميم إحدى عتاب داره مر عدد من الرجال بتلك القرية وسمعهم في طرقاتها يسألون عنه شخصيا لما يعرفون عنه من جود وكرم ، ولذلك كانت مصيبته أعظم وأكبر من سابقتها، فهو لا يجد ما يكرم به ضيفه من الطعام ولا يوجد في الدار ولا المزارع شيء يقدمه سوى القليل من ما تبقى من حب الشعير الذي كان طعاماً لفرسه ولا يكاد يكفي لسد رمق أحدهم من الجوع فأمر أهل بيته بطحن الشعير وإشعال النار وإعداد الطعام للضيوف .
وبعد أن تم إعداد الطعام وتقديمه لهم والانتهاء من أكرامهم عزم على الرحيل من ذلك الموقع العزيز عليه خشية أن يفد عليه ضيف ولا يستطيع إكرامه ، وترك أماله وطموحاته وحزنه على داره وفرسه وفرحه وسعادته بإكرام ضيوفه وتقديم الغالي والنفيس لهم ، رحل وترك ما كان قد بدأه لإصلاح تلك العتبة لتبقى معلماً شاهداً على كرم من سكن تلك الديار وقد صاغ في تلك الحادثة قصيده شعرية سمعتها في صغري من والدي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ ولكن بكل أسف يبدو أن ذاكرتي خانتني في حفظها وأكاد أجزم أن في بني عدوان من يحفظ تلك القصيدة التي لا أحفظ منها سوى شطر واحد من أحد بيوتها وأخشى إن أوردته هنا أن يكون غير دقيق ولذلك أتمنى من الذين يحفظون القصيدة أن يتفضلوا بالمبادرة بإدراجها في هذا الموقع لتعم الفائدة أو إرسالها على الخاص .

أملي أن أكون قد وفقت في تقديم ما لدي عن هذه الدار ، ورجائي لكل من يعرف قصصا أخرى أو أسماء لعوائل سكنت تلك الدار أن يضيفها وأنا على يقين بأن كبار السن يعرفون ما نجهله وهذه الصفحة متاحة للجميع من خلال الإضافة أو التعليق .[/align]
[align=center]تحية إجلال وتقدير لكل من مر وأطلع أو مر وشارك

تقبلوا خالص تحياتي

دمتم بود
[/align][/size][/size][/size]

[القرناس]

ما جمل ان نرى مثل هذه المواضيع الحيوية

واللتي تربط الماضي بالحاضر

وتجعل الرجال يشعرون بأصا لتهم وشموخهم لمأثر اجداهم في اعماق التاريخ

نعم يجب الأهتماب بهذه المواقع التاريخية والأثرية العريقة

لك وللجميع

ارفع عقالي تحية وتقدير

[سفيرالنوايا الحسنة]

جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الجميل وأنصحك أخي أن تجعل مشاركاتك قصيره حتى يسهل قرائتها والتعليق عليها.

[ســــــــــام 6]

الف شكر لك عزيزي
موضوع اكثر من رائع وننتظر منك المزيد

[هجاد القوم]

[align=center]القرناس
عطر مرورك صفحات الموضوع

فلك كل الشكر والتقدير ولأمثالك تُرفع العقل[/align]

[أحمد العدواني]

مجهود جبار ومبارك أخي الكريم / هجاد القوم

معلومات قيمة عن هذا التاريخ المجيد التليد لأسلافنا ..

والقرية التي ذكرت هي معروفة بهذا الإسم ، إلا أني أظن أن الصورة التي وضعتها هي لقرية أو قلعة أخرى خلاف قرية الدار الحمراء والتي سميت بهذا الإسم تبعاً للون الحجارة التي شُيدت منها وكانت تميل للحمرة ..

ظني الذي قد يصل حد اليقين أني قرية الدار الحمراء هي الواضحة في الصورتين أدناه وهي قرية ضخمة جداً وواضحٌ أن كافة أحجارها تميل للحمرة في منظرٍ بهيٍ شامخ ، وقد وقفت شخصياً عليها عن قرب ومشاهدةً بالعين وبمعيتي أخي العزيز / محمد العسعوس فذُهلنا من جمال بناء هذه القرية واختيار أحجارها بهذا اللون ، وبقربها قرية أخرى لا تقل شموخاً عنها وتظهر في مقدمة الصورتين قريباً من عدسة الكاميرا ..





أما ساكنيها فهم وتبعاً للقصة التي أوردتها هم أسلاف أبناء العمومة ( آل قـــعود بوادي قرية الكَلِبة ، وآل حميدان القاطنين حالياً في موقع شبه متوسط بين قبائل أخرى ( بني بشير وبني جندب وقريش )

وهناك قصة مشهورة عن سبب نزوحهم عنها وارتحالهم والمعروفة ( بوليمة السابع " العقيقة " التي أسرف فيها أهل القرية )

شكري وتحياتي

أخوك :

أحمد بن علي بن صهيب
][^][ No.1 ][^][

[kfssj2008]

موضوع اكثر من رائع يعطيك الف عافية اخوي هجاد القوم ، والشكر موصول للمشرف
( NO.1 )

[د.العدواني]

موضوع جــــــــــــــــــــــــــــدا رائع
ويستحق كل الشكر والتقدير لكاتبه .. هجاد قومه

والشكر أيضاٍ ل نوووووووو ون no1 على الإضافات وتكملة الموضوع

[هجاد القوم]

[align=center]أخي العزيز
سفير النوايا الحسنه
أشكركم على المرور والتعليق
أحترم وأقدر رأيكم أخي العزيز
وأسأل الله أن يعطيكم على قد نواياكم الحسنه
يا سعادة السفير
تقبل خالص تحيات أخوكم ومحبكم[/align]

[هجاد القوم]

[align=center]أخي العزيز
سام 6
أشكركم على المرور والتعليق
تقبل خالص تحيات أخوكم ومحبكم[/align]