اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد بإذن الله أسامةأبومعلّا العامري الدوسي الزهراني(غزّة).

[سلامة خليل المليحي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
في التالي قصّة اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد بإذن الله أسامة أبو معلّا العامري الدوسي الزهراني (غزّة).
يقول الأستاذ أحمد عيّاش أبو معلّا عبر صفحته الشخصيّة في الفيس بوك
ليلة لن انساها
في ليلة 27 رمضان من العام الماضي ، وفي تمام الساعة الحادية عشر ونصف مساءً ،وفي ظل العدوان الشرس من قبل الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة وانا احاول انام ، ولكني لم استطع من شدة العدوان ، واذا بجرس الهاتف يرن مع العلم ان كل أفراد اسرتي نائمون أو يحاولوا .....
رن الهاتف وذهبت مسرعا لأرفع سماعة الهاتف فإذا بالحوار التالي :
انا ..... السلام عليكم
الطرف الاخر .....هلا
انا .....من معي عفواً ؟
الطرف الاخر .... الاستاذ احمد
انا ....صحيح ، من معي ؟
الطرف الاخر .... معك هاني من جيش الدفاع الاسرائيلي .
انا .... طيب
الطرف الاخر ..... اعتقد ان عمارة عمك عبد المالك مش بعيدة عنك ؟
انا ... اه ، صحيح خير ؟
الطرف الاخر... معك 5 دقائق تبلغهم اننا سنقصف عمارتهم ب 4 صواريخ F16 وعليك ان تبلغهم فوراً
انا .... ولكن ال 5 دقائق لا تكفي لابلغهم ، العمارة تبعد عني اكثر من 5 دقائق مشي والسماء ملبدة بطائرتكم اعطوني 10 دقائق ؟
الطرف الاخر.... ماشي ، معك 10 دقائق روح بلغهم وبلغ وليد وصلاح وناصر .
انا ..... ماشي ايش بالنسبة لعمارة عمي ابو اسعد ما هي جنبها .
الطرف الاخر .... بلغه ايضاً لكنه لن يتضرر كثيراً
انتهت المكالمة .....
مباشرة ابلغت اسرتي بان يتركوا المنزل لا ادري لماذا ؟ ولكن الافكار تتضارب في عقلي بشكل سريع جداً ومعي 10 دقائق ، ولكني كنت متزناً الى حد ما فاتصلت على الشرطة الفلسطينية وابلغتهم فقالوا لي بلغ ابناء عمك فوراً ، بعدها اتصلت على ابن عمي ساكن العمارة وهو ابو رامي ولكن جواله في حالة انتظار دائماً ، نزلت الى الشارع وجريت بشكل صاروخي وكنت انادي على كل ببيت في طريقي الا ان وصلت ووقفت بجوار العمارة وناديت عليهم بان يتركوا العمارة فوراً لان الاحتلال سيقصف العمارة وناديت على كل جيران العمارة والجميع بحمد الله اخلو عمارتهم بشكل سريع ولم يتجاوز بعد فترة 5 دقائق كيف ولكن هذا هو الواقع !!!!!
هنا تفرق ابناء عمي وجيرانهم الى عدة اتجاهات ، وكان اسامة وهو ابن عمي في اتجاه منزل قريب من منزلي ، صراحة لم يستطع احد الجلوس الجميع في حالة ترقب ، هنا اقول لاحد ابناء عمي وهو كمال يا رب يكون الاتصال كاذب ونحن نتحدث واذا بطائرة الاستطلاع الصهيونية تضرب العمارة صاروخ بشكل تحذيري ، ايقنت عندها ان الاتصال كان حقيقي .
في ظل هذه المعاناة وإذا بصوت احد النساء تسأل اسامة اين ابنك محمد ؟ ، ماذا ؟ اندهش الجميع ومنهم بالطبيعي اسامة ، فقال اسامة اين ابني يا ابو عياش ؟ فقلت له لا تقلق لعله في احد المنازل ، فقال اسامة ابني في العمارة لابد ان اذهب واحضره ، قولت له سأتصل لأعرف اين هو . فقمت بالاتصال على ابو فارس احد ابناء عمي وقولت له هل محمد اسامة عندكم فقال لي لا ..... اغلقت الخط وقولت لاسامة ان ابنك عند ابو فارس وهو موجود عند ابو العبد ابو رجل ، لكنه لم يصدقني وقال ساذهب للعمارة انت تكذب عليا ساذهب لعله نائم هناك امسكته انا وكمال وعامر ولكنه افلت منا جميعاً .
ذهب اسامة ليسأل عن ابنه في منزل ابو العبد ولم يجده بين الشباب ولكنه كان مصمم على الذهاب للعمارة بالرغم من منعه من قبل الشباب ، ولكنه ذهب ........
ودخل اسامة العمارة ليبحث عن ابنه ونحن جميعاً ننادي عليه بان لا يفعل لم يستمع منا بل استمع لصوت القدر ، دخل العمارة وبمجرد دخوله العمارة تم قصف العمارة باربع صواريخ من طائرة اف 16 ، بعدها الجميع كان ينادي لكن لا مجيب ، لم نستطيع جميعا ان نذهب للعمارة من شدة الطائرات وانتظرنا حتى النهار الاول ليتضح لنا ان اسامة قد انتقل للرفيق الاعلى شهيداً باذن الله ولا نزكي على الله احدا .
هنا المفارقة ان ابن الشهيد كان بالفعل في منزل ابو العبد ابو رجل ولكن في الطابق العلوي .
حضرت طواقم الاسعاف والدفاع المدني ولكنها لم تستطيع ان تخرج الشهيد لان العمارة 4 طوابق وكل الطوابق تساوت بالارض وهو بداخلها ، وبعد ما يقارب من 10 ايام استاطعت طواقم الدفاع المدني بانتشال جثة الشهيد رحمة الله عليه وتم دفنه بملابسه وكان كما هو لا اثار كثيرة الا بعض الاصابات في راسه .
استشهد اسامة ويده مرفوعة الى السماء لعله كان يناجي ربه في اللحظات الاخيرة .
رحمة الله عليك يا اسامة ابو عمرو وربنا يصبر اهله ويصبرنا .
ومنذ تلك الفترة اصبحت هذه الليلة لا ولن ننساها .

[سلامة خليل المليحي]

الله يرحمك يا بطل.

[محمد الساهر]

رحمه الله وجميع موتى المسلمين

[سلامة خليل المليحي]

شكراً لمرورك و دعائك صديقي محمّد الساهر.

[سلامة خليل المليحي]

شكراً لكل من شاهد المنشور.