|
تقرأ الكلمة يستحيي وليست يستحي ..
لذلك هناك فرق في النطق ويجب على الجميع تعلم نطقها بالطريقة الصحيحة ..
* ذكر صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن( رحمه الله) ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما) أي ليس الحياء بمانع لله تعالي من ضرب الأمثال بهذه المخلوقات الحقيرة والصغيرة في نظركم, كالبعوض والذباب والعنكبوت, فإن فيها من دلائل القدرة وبدائع الصنعة ما تحار فيه العقول, ويشهد بحكمة الخالق. وقد جعلوا ضرب المثل بها ذريعة إلي إنكار كون القرآن من عند الله تعالي. وفي الآية إشعار بصحة نسبة الحياء إليه تعالي. ومذهب السلف. إمرار هذا وأمثاله علي ما ورد, وتفويض علم كنهه وكيفيته إلي الله تعالي, مع وجوب تنزيهه عما لا يليق بجلاله من صفات المحدثات, وأختاره الألوسي. وذهب جمع من المفسرين إلي تأويله لإرادة لازمة, وهو ترك ضرب الأمثال بها, لأن الاستحياء من الحياء, وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب ويذم به. أو هو انقباض النفس عن القبائح. وهذا المعني محال في حقه تعالي, فيصرف اللفظ إلي لازم معناه وهو الترك.( بعوضة فما فوقها) البعوض: ضرب من الذباب, ويطلق علي البق المعروف وعلي الناموس.( فما فوقها) أي في الحجم. أو في المعني الذي وقع التمثيل فيه, وهو الصغر والحقارة.( وما يضل به إلا الفاسقين) الفسق: الخروج عن الطاعة.. ويقع بالقليل والكثير من الذنوب, ولكن تعورف فيما كان كثيرا, وهو أعم من الكفر....
ولم يخرج كلام بقية المفسرين عن ذلك فنكتفي به.
من الدلالات العلمية للنص الكريم
أولا: النص الكريم يشمل ما فوق البعوضة حجما وما هو أقل منها, وما هو أشد منها خطرا وما هو أهون منها:
من معاني هذا النص الكريم أن قدرة الله المبدعة في الخلق تتجلي في أدق المخلوقات حجما كما تظهر في أضخمها بناء, وتجليها في الكائنات المتناهية الضآلة في الحجم قد يكون أبلغ من وضوحها في الكائنات العملاقة, وكان الجهل بأخطار البعوض, وبوجود كائنات أدق منه بكثير من وراء استنكار كل من الكفار والمشركين والمنافقين ضرب المثل في القرآن الكريم ببعض الحشرات من مثل البعوض, والذباب, والنحل, والنمل, والنمل الأبيض, والفراش, والجراد, والقمل, والمن. وببعض العناكب الصغيرة مثل العنكبوت.
ولما لم يكن في زمن الوحي من يدرك من الكائنات الحية ما هو أدق من البعوضة( وذلك من مثل: الفيروسات, البكتريا, الطحالب وغيرها من البدائيات, والأوليات( الطلائعيات), والفطريات أو الفطور, وغير ذلك من الكائنات الدقيقة ومنها المتطفل وغير المتطفل, فقد جاءت الصياغة القرآنية المعجزة بقول الحق( تبارك وتعالي):
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...*.
|
|