منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي

شـــاعر وقــــصـــيــدة


المنتدى الأدبي

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-09-2011, 01:35 AM   #51
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة




محمد أحمد عيسى الماغوط (1934- 3 أبريل 2006) شاعر وأديب سوري، ولد في سلمية بمحافظة حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن السياسي وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية وله دواوين عديدة. توفي في دمشق في 3 أبريل 2006.



حياته

عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية،
نشأ في عائلة شديدة الفقر وكان أبوه فلاحاً بسيطاً عمل أجيراً في أراضي الآخرين طوال حياته.
درس بادئ ذي الأمر في الكتّاب ثم انتسب إلى المدرسة الزراعية في سلمية حيث أتم فيها دراسته الإعدادية،
انتقل بعدها إلى دمشق ليدرس في الثانوية الزراعية في ثانوية خرابو بالغوطة،
يذكر أن والده أرسل رسالة إلى الثانوية يطلب منهم الرأفة بابنه فقاموا
بتعليقها على أحد جدران المدرسة مما جعله أضحوكة زملائه؛
الأمر الذي دفعه إلى الهروب من المدرسة والعودة إلى سلمية
قام الماغوط بعد عودته إلى السلمية بدخول الحزب السوري
القومي الاجتماعي دون أن يقرأ مبادئه، وكان في تلك الفترة حزبان كبيران
هما الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث، وهو يذكر أن حزب
البعث كان في حارة بعيدة في حين كان القومي بجانب بيته وفيه
مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، لم يدم انتماؤه
الحزبي طويلاً وقد سحب عضويتها في الستينات بعد أن سجن ولوحق بسبب انتمائه.
وفي هذه الفترة عمل الماغوط فلاحاً وبدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان
"غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية. بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية
في الجيش حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال"
التي نُشِرَت في مجلة الجندي، وكان ينشر فيها أدونيس وخالدة سعيد وسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار 1951، وبعد إنهاء خدمته العسكرية استقر الماغوط في السلمية.
كان اغتيال عدنان المالكي في 22 أبريل 1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث
اتُهِمَ الحزب السوري القومي الاجتماعي باغتياله في ذلك الوقت، ولوحق أعضاء الحزب،
وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وحُبس الماغوط في سجن المزة،
وخلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة.
خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر كان الماغوط مطلوباً في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، ودخول لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، وهناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر"
حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة «شعر» بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة.
وفي بيروت نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر
السياب صداقة حميمة فكان كان السياب صديق التسكّع على أرصفة بيروت،
وفي بيروت أيضاً تعرّف الماغوط في بيت أدونيس على الشاعرة سنية صالح
(التي غدت في ما بعد زوجته)، وهي شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس،
وكان التعارف سببه تنافس على جائزة جريدة «النهار» لأحسن قصيدة نثر.
عاد الماغوط إلى دمشق بعد أن غدا اسماً كبيراً، حيث صدرت مجموعته الأولى
"حزن في ضوء القمر" (عن دار مجلة شعر، 1959)،
التي ألحقها عن الدار نفسها بعد عام واحد بمجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران
" (1960)، وتوطدت العلاقة بين الماغوط وسنية صالح بعد قدومها إلى دمشق لاكمال دراستها الجامعية.
وفي العام 1961 أدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية وأمضى الماغوط في السجن ثلاثة أشهر،
ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال فترة السجن،
وتزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، وأنجب منها ابنتيه شام وسلافة.
في السبعينات عمل الماغوط في دمشق رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة»
حيث نشر كثيراً من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان
"الورقة الأخيرة"، وفي تلك الفترة بحث الماغوط عن وسائل
أخرة للتعبير من أشكال الكتابة تكون أوضح أو أكثر حدة، فكانت مسرحياته المتوالية
"ضيعة تشرين" و"غربة"، وفيها أراد الماغوط مخاطبة العامة ببساطة دون تعقيد،
وهو واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة
وتوجه جريدة تشرين السورية في نشأتها وصدورها وتطورها في منتصف السبعينيات،
حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية، تعادل في
مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب
«أليس في بلاد العجائب» في مجلة المستقبل الأسبوعية، وكان لمشاركاته دور كبير
في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية.
كانت فترة الثمانينات صعبة وقاسية، بدأت بوفاة شقيقته ليلى أثر نفاس بعد الولادة عام 1984،
ثم وفاة والده أحمد عيسى عام 1985نتيجة توقف القلب،
وكانت أصعب ضربة تلقاها هي وفاة زوجته الشاعرة سنية صالح
عام 1985 بعد صراع طويل معه ومع السرطان وهو نفس المرض
الذي أودى بحياة والدتها وبنفس العمر وكانت نفقة العلاج على حساب القصر الجمهوري
في مشفى بضواحي باريس حيث أمضت عشرة أشهر للعلاج
من المرض الذي أودى بحياتها، ثم كانت وفاة أمه ناهدة عام
1987بنزيف حاد في المخ،تزوجت إبنته شام اواسط التسعينات من طبيب سوري مقيم في أمريكا
ولم تاتي لزيارة سوريا إلا لحضور جنازته وكذلك إبنته الثانية
سلافة المقيمة مع زوجها في بريطانيا وقد تركت هذه المآسي المتلاحقة الأثر الشديد
على نفسه وأعماله وكتاباته.
في ظهيرة يوم الاثنين 3 نيسان 2006 رحل محمد الماغوط عن عمر يناهز 72
عاماً وذلك بعد صراع إمتد لأكثر من عشر سنوات مع الأدوية والأمراض
عندما توقف قلبه عن الخفقان وهو يجري مكالمة هاتفية .
يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن
العربي، كتب الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية
وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، وامتاز
أسلوبه بالبساطة والبراغماتية وبميله إلى الحزن



"بدأت وحيداً، وانتهيت وحيداً كتبت كإنسان جريح وليس كصاحب تيار أو مدرسة"

بهذه الكلمات المختصرة ربما لخص الماغوط أسلوب حياته وأدبه. وسيبقى شعر الماغوط وتجربته الأدبية تحمل ذكراه على مر الأيام.






أهم مؤلفاته

الشعر
حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959)
غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970
المسرح
ضيعة تشرين - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
شقائق النعمان - مسرحية
غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976)
كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
خارج السرب - مسرحية (دار المدى - دمشق 1999، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
المهرج - مسرحية (مُثلت على المسرح 1960، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
مسلسلات تلفزيونية
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني (من إنتاج التلفزيون السوري)
وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري)
وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني



السينما

الحدود - فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
التقرير - فيلم سينمائي (1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
أعمال أخرى
الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991
عن دار رياض الريس للنشر وأعادت دار المدى طباعتها عام 2007)
سأخون وطني - مجموعة مقالات (1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001)
سياف الزهور - نصوص (دار المدى بدمشق 2001)....
شرق عدن غرب الله (دار المدى بدمشق 2005)
البدوي الأحمر (دار المدى بدمشق 2006)
أعماله الكاملة طبعتها دار العودة في لبنان. وأعادت دار المدى طباعة أعماله في دمشق عام 1998
في كتاب واحد بعنوان (أعمال محمد الماغوط) تضمن: (المجموعات الشعرية: حزن في ضوء القمر،
غرفة بملايين الجدران، الفرح ليس مهنتي. مسرحيتا: العصفور الأحدب، المهرج. رواية: الأرجوحة).
تُرجمت دواوين الماغوط ومختارات له ونُشرت في عواصم عالمية عديدة
إضافة إلى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه كتب عنه كتاب
(محمد الماغوط رسائل الجوع والخوف)، عن دار المدى للثقافة والنشر,
ويتضمن الكتاب رسائل أرسلها محمد الماغوط إلى شقيقه عيسى منذ العام 1953
يصف مراحل من حياته والمعاناة التي مر بها من السجن إلى الفقر الجوع والتشرد·
.




من قصائده
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



أرق الغيوم


اكتب

ما أروعها من كلمة

إنها حتمية المعركة

بين أرقام فيثاغورث ونسبية أنشتاين

والعواصف الثلجية ومركب رامبو السكران

***

اكتب..

إنها أمر الغزاة الأوائل والعظام المحطّمين

وليكن رمحاً برمح

وشراعاً بشراع

وعاصفة بعاصفة

ونصراً مقابل نصر

وهزيمة مقابل هزيمة...

ثم تابعوا الطريق يا فرسان الكلمة المستديرة

فمركب رامبو السكران ما زال يبحر

وعليكم أن تجدوه في بحر الظلمات هذا

أو أن تهتدوا بحطامه.

2

داخل شجرة صنوبر

كنت أختبئ ذات ليلة

هرباً من البرد والحكام والمدرسين

وهناك سمعت لأول مرة

صوت عبد الوهاب

وأم كلثوم

واسمهان

وفيروز

وعبلة الخوري

وأوامر الإعدام الجلية بحق البحر..

والإبقاء على الصحراء...

3

كنت مزارعاً ولا حقول لي

عاملاً ولا مصانع لي

رياضياً ولا فريق لي

مطرباً ولا جمهور لي

فعرفت بعد كثير من الدراسات والأرقام والاحصائيات

والاستشارات والانطباعات

أنني عبد وعليّ تحطيم سلاسلي

وبعد خمسين سنة من الأرقام والاحصائيات والشروح والمطولات

والمناقشات والمراجعات والمداولات والتوصيات والهتافات

صرت أتباهى بها.

4

تلك الغيوم كانت في بلادي

وتلك الطيور في سمائي

وذلك الضباب في قريتي

وذلك الياسمين على شرفتي

وذلك الهديل على نوافذي

وذلك الحنين في ضلوعي

وكل ذلك التصميم في ملامحي

وكل ذلك الغبار ورائي

وكل تلك الآفاق أمامي

وكل تلك البطولات في ذاكرتي

وكل ذلك الدخان في مضاربي

وكل تلك المهابة في مجلسي

وكل ذلك الحداء في حنجرتي

وكل تلك الملاحم في دفاتري

***

كل ذلك رأيته

وأنا أبيع ما تبقى من أصابعي

لأحد السياح

من تجار الآثار والعاديات.

5

مجرم سفاح من يشغلني بزيارة، بمكالمة هاتفية، بمصافحة،

بعتاب، بتهنئة، بتعزية، بإشاعة، بنبأ زواج أو طلاق، أو محاضرة، أو

ندوة، أو نكتة مهما كانت ساخرة وموفقة.

لأنه كمن يشغل رفاً من السنونو عند حلول الظلام، في وطن

مريب بدودة أو كسرة خبز.

ومجرم أكثر من يعبث بأدراجي ودفاتري وملاحظاتي في غيابي،

إنه كمن يعبث بعفاف طفلة وهي في نعش.

لأنني "مشغول" من رأسي حتى قدمي ببناء محكمة أسطورية

على قمة جبل أو قمة آلام هذه الأمة متابعاً بنفسي أدق التفاصيل،

من اختبار الموقع، إلى قفص الاتهام، إلى منصة الشهود والقضاة

وأروابهم وباروكاتهم، وحياد المحلفين وجنسياتهم وميزان العدالة

ومطرقة الرئاسة ومحامي الدفاع والنائب العام.

أما المتهمون، فسآتي بهم سوقاً بالعصي ولو من عرض الشارع...

فلا بد من أن يحاكم أحد ما بتهمة ما، في هذه المرحلة!!


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الخلف والسلف




ترك لنا أجدادنا:

الوردة البيضاء
يا وردة الحب الصافي
يا زهرة في خيالي
أدي الربيع
شباك حبيبي يا خشب الورد
بو فارس عندو جنينة
دخلت مرة الجنينة
يا حلاوة الورد
يا عاشقين الورد
يا ورد مين يشتريك
قتل الورد نفسه حسداً منك
يا فل يا فل
ونحن نترك لأحفادنا
الوحل...
في كل شيء
وعلى كل شيء.


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

http://www.adab.com/modules.php?name...77746&r=&rc=33

عند قراءتي لقصائد محمد الماغوط

دائماً تهيج ب داخلي عبرة لماذااا ؟لاااعلم !!
رحمة الله عليه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 25-09-2011 الساعة 01:46 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2011, 02:42 AM   #52
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

الشاعر ....
طلال بن عبد العزيز بن سعود الرشيد





نسبه هو طلال بن عبد العزيز بن سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد بن حمد بن خضير بن خليل بن جاسر بن علي بن عطيّه بن جعفر من فخذ آل جعفر من عبده من قبيلة شمر. وهو ينتمي إلى أسرة آل رشيد حكام حائل سابقاً
سيرته

عام 1382 هجرية 1962 ميلادية ولد طلال في أم الربيع في مدينة الحدباء الموصل إحدى المدن العراقية حيث كان والده يقيم هناك. نشأ يتيما توفي والدة وهو في سنواته الأولى من عمرة ثم عادت عائلته إلى المملكة العربية السعودية لتقيم في جدة. وفي مدينة جدة بدأ دراسته في مدرسة أبي بكر الصديق بحي الرويس مع أخويه زامل وعبدالعزيز. أنهى المرحلة الثانوية في جدة و انتقلت عائلته بعد ذلك إلى الرياض فأكمل دراسته بكلية العلوم الإدارية في جامعة الملك سعود وبعد تخرجة من الجامعة واصل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية. في عام1987 م تزوج ام نواف بنت الشيخ النعيمي.

تميز طلال بقصائده الغزلية والوطنية، وحظي بشعبية فريدة بين جمهور هذا الشعر،لعذوبة شعره ,
, ويعتبر طلال الرشيد من الشعراء الاستثنائيين له بصمته الخاصة
حيث يمتاز شعره بالاصالة والعزة ودائماً ما نجده قريباً من همومنا ملتصقاً
بهذا الوطن في كل حالاته كانت من ابرز هواياته رحمه الله ..
القنص والرياضة ولديه من الذكور ابنه نواف وعبدالعزيز
, أما من الناحية الإعلامية عام 93م.. فهو حائز على الامتياز في مجلة فواصل الشعرية التي أسسها
, وتهتم بالتراث الشعبي وكان يرأس مجلس الإدارة في عدد من المجلات
,,, كالإبداع, التي أسسها عام 2002م وتعني بالتسوق والإدارة والبواسل عام 2003م
وهي مختصة بالفروسية والتراث والثقافة .




توفي مقتولاً ,,مساء الخميس 27 نوفمبر 2003
برصاص مجهولين في منطقة الجلفة جنوب الجزائر عندما كان في رحلة قنص .. رحمه الله




القصه الحقيقيه لمقتل الشاعر طلال الرشيد ؟؟ يرويها المرافق له ؟



مرافق الرشيد يروي لـ « الجزيرة » القصة الكاملة للفاجعة نجونا من الموت بأعجوبة.. ونمنا في العراء والمطر
كان الفقيد طلال بن عبدالعزيز الرشيد مبسوطاً سعيداً قبل رحيله بساعات معدودة وحريصاً منذ حضورنا للجزائر على توزيع الملابس الشتوية والمواد الغذائية والمبالغ المادية لأبناء البادية في صحراء الجزائر» هذا ما بدأ به مرافقه الخاص في ساعاته الأخيرة ظافر محمد الرشيد حديثه وهو يروي لـ «الجزيرة» تفاصيل مقتل الشاعر الملتاع وتحدث ظافر بصعوبة لنا حيث الحزن والأسى العميق ينعكسان على عباراته فإلى تفاصيل الحوار..

نود أن تحدثنا عن تفاصيل مقتل الشاعر طلال الرشيد؟



- صحونا قبل صلاة الفجر يوم الخميس الماضي وصلينا الفجر ثم طلعنا إلى منطقة الصيد وحوالي الساعة الواحدة ظهرا جلسنا للغداء «المضحى» وتبعد هذه المنطقة حوالي 80 كيلومترا وكان رحمه الله سعيداً مبسوطاً مستأنساً في ذلك اليوم وكان معه مجموعة كبيرة من الملابس موزعة في أكياس وكان حريصاً أن توزع على المخيمات من البادية وكذلك ما يكفيهم من المواد الغذائية والمبالغ المادية خصوصاً الأطفال.
وبعد «المضحى» واصلنا القنص ومع غروب الشمس كان حريصاً رحمه الله على صلاة المغرب والعشاء وأمّ المجموعة وأثناء الرجوع للمخيم وجدنا حاجزا مسكّرا والطريق كان شعيباً وفيه طريق يقطعه ولكن هذا الطريق أصبح مسكّراً وعندما اتجهنا يميناً شاهدنا خيالا ملفوفا بزي العسكري وقبل التوقف على أساس الرجوع للبحث عن طريق آخر انطلق علينا وابل من الرصاص من الجبل الذي على يميننا ومع بداية إطلاق النار قال رحمه الله «تشهّدوا» وكان في سيارة جيب لاندكروزر مكشوف وكان رحمه الله في الحوض وكنت برفقته والصقار وصديق ابنه نواف في الحوض بالإضافة إلى السائق وقد اصبت في الفخد الأيمن والرجل اليسرى وطلال ضرب برصاصة مع الكتف الأيمن اخترقت الرئتين والقلب ووقفت في الجهة اليسرى ولفظ أنفاسه الأخيرة في نفس الموقع رحمه الله وطلعنا من نفس الموقع بالسيارة رغم استمرار إطلاق الرصاص حوالي ثلاثة كيلو مترات وتعطلت سيارتنا واستخدمت هاتفه رحمه الله الثريا وبلغت المسؤولين بالجزائر بعد العملية بحوالي 15 دقيقة وقالوا لنا سوف تأتي لكم طائرات وقوات برية لانقاذكم.

أين ذهبت السيارات الأربع بعد إطلاق النار؟

- واحدة اجتازت الشعيب وتعطلت والسيارات الثلاث السيارات بما فيها سيارات الحماية فقد تعطلت في نفس موقع إطلاق النار.

ومتى وصلت الطائرات لكم؟

- أمضينا طوال ذلك الليل الأسود في العراء وتحت المطر الشديد والبرد القارس ولا نعلم عن مصير المرافقين الآخرين وكنت مصابا وكذلك صديق ابنه نواف أيضاً مصاب أما المرافقان الآخران فسلما ولله الحمد وكان الفقيد بيننا في ذلك الليل وحوالي الساعة الثامنة صباحاً وصلت القوات الجزائرية وبعدها بحوالي الساعة وصلتنا طائرات عمودية وأخذتنا إلى العاصمة عبر أكثر من محطة حتى وصلنا إلى مستشفى القوات المسلحة الجزائرية وكان هناك العميد طيار زيد الحارثي الملحق العسكري السعودي وبذل جهودا خارقة وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يتابع مع القوات الجزائرية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد تابع الحالة بشكل مستمر جزاهم الله خيراً، ولم نشاهد المرافقين لنا أثناء إطلاق الرصاص إلا في المستشفى.

كم المسافة التي بينكم وبين العاصمة؟

- الجلفة التي فيها المخيم تبعد عن الجزائر حوالي 300كيلو باتجاه الجنوب والمنطقة التي حدثت فيها الفاجعة وهي «مسعد» تبعد عن جلفة حوالي 80كيلو مترا والجبل الذي جاء منه إطلاق النار جبل كحيل.

كم عدد السيارات التي معكم؟

- خمس سيارات سيارتا حماية من القوات والجيش الجزائري وثلاث سيارات تابعة للفقيد. من جانبه تحدث لـ «الجزيرة» عبيد عبدالله الرشيدي والذي كان يرافق الفقيد بسيارة ثانية وتعرض لإصابة برجله اليسرى وقال بعد إطلاق النار تفرقت السيارات ونحن في سيارتنا قطعنا الشعيب وبنشرت الكفرات وترجلنا على الأقدام ومشينا حوالي عشرة كيلو مترات حتى طلعت الشمس وتم إسعافنا من قبل بادية إلى أحد المواقع العسكرية وتم نقلنا عبر طائرة عمودية إلى العاصمة أما السيارة الثالثة والتي بها مشعل السبهان والذي تعرض لإصابة قال لمرافقيه حاولوا الهروب لأنني لا أستطيع المشي كما فر أيضاً جنود الحماية على أرجلهم بسبب عطل السيارات ولم يبق في الموقع سوى مشعل السبهان الذي كان بسيارته مصاباً وبعد فترة حضر الإرهابيون إلى الموقع وقال أحدهم كسروا زجاج سيارات الحماية وأحرقوها وقاموا بتنزيل مشعل السبهان من السيارة وقالوا هذا سوف يموت بعد ساعة أو ساعتين وقال لهم مشعل إنني بردان وأريد غطاء وقاموا بتغطيته وأخذوا السيارة. وبعد طلوع الشمس وحضور القوات الجزائرية تم إسعاف مشعل السبهان من مكانه وهو ولله الحمد بخير وصحة جيدة.
أما المجموعة التي لم تخرج معنا في المقناص والذين جلسوا في المخيم فقد بلغتهم بما حصل لنا ولكن القوات الجزائرية منعتهم من البحث عنا وذلك خوفاً عليهم وكان ابن الفقيد رحمه الله نواف معهم ولم نقابلهم إلا في العاصمة حيث رجعوا معنا عبر الطائرة التي أمر بها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنقل جثمان طلال الرشيد رحمه الله وبلغنا نواف على متن الطائرة بوفاة والده أثناء عودتنا إلى الوطن.
المصدر : جريدة الجزيرة

ولا تنسوه من دعواتكم 00

من قصائده الرائعة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:gray;border:7px groove white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



يا الله هز النعش وثبت أهل القبور
الين نرضى.وبقبور الحبايب عمار
يا الله ماكل هم تحمله الصدور

لاشك الأيمان ثبت قلب راعي الوقار
يا الله والموت سنه وأنت بس الغفور
تغفرلأحمد ومن يبكي أحمد وجار

ياالله حنا فقدنا ظلما ونور
ياالله حنا لقينا الليل.جب النهار
يا أهل النعش وش حملتو غير نجم سفور
وقبله فلاحسب نجم .بالثرى له مزار
ياأهل النعش وش حملتوا ؟هو طريق يبور
ويخلي اللي بنو بظلال شمسه ديار


يا أحمد تركت الحبايب يندبون الدبور
يا أحمد لقيت الحبايب عند ربك خيار
يا الله وش نذكر أحمد غير طيب مخيور
ياالله وش ننسى للي.في عطاه اعتذار
وش باقي الا بذكره الصدور الشعور
وش خلص الاالصبر والفر ح والاقتدار


وش راح غير الرفيق الهيلعي الغيور
وش جا.بالحنايا سوى جمر سمر وشرار
وش نام بالعود غير حصان ربعه جسور
وش قام بالصدر غير الحزن.قومه مجار

امين جعله كثر فعله يحصد بذور
وتسكنه عالي الجنة ونعم الجوار
يا الله والموت سنة والليالي عبور
أدري وحنا عبيدك كلنا بنتظار


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:gray;border:7px groove black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


أنـا مـقدر أكون .. اني حبيب في بعض أحوال
أنـا كـلي أجـي .. و الا أروح بعزتي .. كلي
تـخيرت الـفراق و مـادريت إن الفراق وصال
أقـول انـي نـسيتك بس مدري كيف تاصل لي
خـذاني لـك سؤال في عيونك و الجواب محال
خـذاني مـنك دمـع فـي عيوني مارضى ذلي
رحـلت انت و تركت بداخلي طيفك و صبر طال
غـدت ذكـراك شمس ما تغيب و صورتك ظلي
حـكيت و مـالقيت مـن الـحكي الا الندم موّال


سكت و مت بالحسرة
و لا ادري و شهو احسن لي



أحـبك كـل مـافيني يـحبك يـا خـلي الـبال
تـخيلتك دواي و صرت جرحي الصعب يا خلّي
تـعبت أرحـل مع وجيه البشر بانساك بالترحال
و لا ادري وش يـجيبك في وجيه الناس و اهلّي
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

رحمة الله عليه
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2011, 02:46 AM   #53
أبو مراد الزهراني
مراقب عام
 
الصورة الرمزية أبو مراد الزهراني
 







 
أبو مراد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

وش فيك يا شذى على الأموات حزنتينا

رائعه اختي ربي يوفقك ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع


أنا آحاول أرضي غيري بعذب القصيــــد
ون نقص شيء فالحب هو الي كملــــــة

أوزن القاف وأخط بقلمي من جديــــــــد
أني أبقى دوم فوق هامات التميز بكملــه
أخر مواضيعي
أبو مراد الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2011, 02:54 AM   #54
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مراد الزهراني   مشاهدة المشاركة

   وش فيك يا شذى على الأموات حزنتينا

رائعه اختي ربي يوفقك ..


حطيت اموات واحياء لكن الاثنين اللي في الصفحة الاخيرة اموات رحمة الله عليهم
اشكرك ابو مراد يسلم مرورك

شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2011, 01:30 AM   #55
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة



سيف الرحبي


ولد عام 1956 في قرية ((سرور))،
وأنهى دراسته الابتدائية عام 1971 في المدرسة السعيدية بمسقط،
ثم أكمل بقي مراحل دراسته في القاهرة،
وبذلك يكون الشاعر العُماني سيف الرحبي قد عرف الرحيل والسفر، قبل أن يعرف الشعر، أو على الأصح، إنه عرفهما معا في اللحظة التي ترك فيها الجبال والفيضانات والجغرافيا الوعرة ليتنقل من مكان الى آخر وبيده أكثر من مدية يقطع بها الحبال التي من شأنها- عادة- أن تشد الشاعر الى خيمة ثباته،
أو اقامته.

أمضى سيف الرحبي نحو عشرين عاما خارج عُمان متنقلاً في عواصم عربية وعالمية عدة، ولكنه في عام 1993 عاد الى وطنه مستقرا ومنهيا مشروع اسفاره القلقة، غير أن هذه الاسفار لم تمنعه خلال السنوات العشرين من زيارة عُمان، بما يشبه التزود من الوطن، ومجاراة لنار الحنين التي اعتادها الشاعر وأخذ يروضها ويهدهد لهيبها في كل مكان حل فيه، أو رحل عنه.

أما عودته الى عُمان فقد كانت بعد تجربة وخبرة واختبار لهجراته الاختيارية. ثم بعدما تكرس اسمه وحضوره عربيا كشاعر ينتمي الى الحداثة عن قناعة وخيار إبداعي، لا عن ركوب وامتطاء مُربك للكتابة الجديدة التي شهدت أشد تحولاتها المفصلية في بداية الثمانينيات من هذا القرن، فقد كثر الضجيج في تلك الآونة حول قصيدة النثر بالذات، ولا يزال،
ولكن بوتيرة اخف. كما كثر التنظير وكثرت ((المواقف))
من الكتابة الجديدة عموما، وكان المشهد أشبه بمشهد حرب بلا تضحيات ولا شهدء..
كان العراك الثقافي العربي على أشده، وكان ((الثوريون))
العرب بالمرصاد الايديولوجي لأي خروج على ثوابتهم. وكانت صفة
((خائن)) بمثابة طلقة الموت على أي مبدع يحاول اجتراح حياته بيديه من دون العودة
لاى صكوك غفراناتهم السياسية والابداعية.. وحتى الانسانية.

كانت الثمانينيات محفلا من اليتم والبراعة في تجبير الابداعي للسياسي،
أو العكس فكثر النقاد، وكثر الصعاليك، أو المتصعلكون، كما كثر الذين يدعّون قمع واضطهاد أنظمتهم،
وعليه، كانت كلمة ((معارضة)) أو ((معارض))
ترن كالذهب الخالص في المنافي الأوروبية والعربية على السواء، وعليه،
إذا، فقد كثرت المنافي، وكان يحلو للشاعر العربي أن يأتي الى المقهى
الرصيفي الأوروبي بثياب رثة ولحية طويلة وبين شفتيه غليونه المدخن دائما،
ويرمي حقيبة الجلد على المنضدة قائلا: ((أنا منفي))..
أو أن تسمع آخر يقول: لا شأن لي بشيء فأنا((صعلوك)).

في الثمانينيات أيضا، الفترة التي اختبرها وتشبعها وفهمها سيف الرحبي جيدا،
كان يمكن لشاعر نكرة ابداعيا وإنسانيا أن يتسلق شجرة ((الحرية))،
وأن يقف
((كالقرد العاري)) على شجرة المعارضة...
وأن يستثمر الثورات والانتفاضات والهجرات والمنافي ببراعة لا يعرفها حتى اذكى التجار ورجال الأعمال،
وهكذا، وبعد سنوات قليلة على ذلك كله ستشهد خريطة شعرية عربية حدودها كالتالي: لجوءات سياسية في دول الغرب الأوروبي المرفه، صحف ودور نشر، مؤسسات ثقافية ومراكز بحوث..
ثم مال يتضاعف في البنوك.. وتلك هي الصورة السرية لهذه الخريطة، أي الصورة المقنعة. أما الصورة الاعلامية والمباشرة فتقول إن هؤلاء (أصحاب كل هذه الامتيازات)
انما هم مناضلون قدامى ويستحقون كل هذه المكافآت على تعبهم المرير..
كان سيف الرحبي، يعاين المشهد جيدا، بهدوء، وبالشعر وبحب الحياة..
بمعنى آخر لقد كان يحتقر هذه الحالة الثقافية العربية المهاجرة لأنها ضد روحه الشعرية وضد انسانيته تالياً..
كان خارج الايديولوجيا، ولكنه كان داخل الشعر.
وكان خارج الصعلكة البذيئة الرخيصة، ولكنه داخل نظام نفسه وداخل نظام قصيدته.

لم يذهب الرحبي في باريس وامستردام وبون وبيروت والقاهرة ودمشق الى بعثرة طاقاته وشتات روحه..
ولم يذهب الى موضة الصعلكة والفوضى، كانت هجرته منظمة، وفوضاه-
وإن وجدت- كانت أكثر تنظيما.. فالشعر الحقيقي هو الذي ينقذ الانسان من مهاويه وسقطاته..
والشاعر الحقيقي هو إنسان منظم وحقيقي.

نجا سيف الرحبي من رومانسية المنفى، وأمسك بمقبض الشعر جيدا..
بقي أمينا الى الكتابة بوصفها ذاكرة تغذي الوجدان وتحرسه من الضياع بين
((اوتوسترادات)) الذهاب والإياب من وإلى الوطن، او من مهجر الى مهجر.

من خلف جملة الرحبي، سنمسك دائما بجمرة وجودية تغلفها روح رثائية او فجائعية،
وبعض المتابعين لشعره اشاروا الى ان قصيدته وحشية، قاسية، مُعتمة،
ومع ذلك لم يكن الرحبي فكريا فيزيقيا او تجريديا، أو ايديولوجيا في شعره..
بهدوئه الانساني يكتب هدوءه الشعري.. على ذمة النثر هو الذي بدأ في مطلع حياته بالقصيدة العمودية،
وربما لهذا السبب نراه يقول بموقف شعري فني في الحداثة يكرره دائما في أحاديثه..
يقول: ((القصيدة الجديدة هي انحراف المركز عن وهم الاكتمال،
إنها مفتوحة على الاحتمالات كلها بما فيها النقصان))..
ويقول:
((ولا أميل الى جر المعارف المنجزة، كالفلسفة، وبقية الحقول المعرفية الاخرى
الى ساحة الشعر، انما أميل الى ان على الشعر ان يخلق أدواته وتصوراته الخاصة بنفسه،
وعبر نزوعه الخاص وحريته اللامحدودة بالتقاط أشياء العالم..)).

صدر للشاعر سيف الرحبي ثماني مجموعات شعرية آخرها ((يد في آخر العالم))
وكتب عددا من القصص القصيرة، وكتب سيرة مكانه وطفولته بعنوان:
((منازل الخطوة الأولى))،
وله مجموعة من المقالات الثقافية المختلفة التي نشرها في عدد من الصحف والمجلات العربية بعنوان
((ذاكرة الشتات))، ويعتبر كشاعر من منطقة الخليج هو الاكثر تواصلا مع الساحات الثقافية العربية،
ولم يسع الى شهرة وتمدد اعلامي من خلال هذا التواصل،
بل كان يواظب على قصيدته التي تميل الى الايجاز والتكثيف وعدم الافتعال،
ما دفع الشاعر اللبناني الراحل يوسف الخال لأن يكتب اليه في رسالة:
((حداثة سيف الرحبي ليست حداثة افتعال، ولو كانت كذلك فلا تستحق دمعة حبر،
انها انفجار الوعي والحساسية الجديدة في تعبيرهما عن شقاء الانسان في غربته وفي منفاه،
،قرأ ذلك في لغة شعرية متميزة وسط فوضى الهويات الشعرية السائدة)).

يملأ سيف الرحبي ربعه الخالي بالشعر، ويستعيد دائما يومه الماضي في حاضره،
أو يومه الحاضر في ماضيه.

إن خبرته الوجدانية توجز دائما في زمنين: الماضي والحاضر،
او الغربة والحنين، بحسب رأي الشاعر اللبناني محمد العبدالله...
وفي مجموعته الجديدة: ((يد في آخر العالم))
يسمّي هذا الوقوع بين الزمنين بـ((رعايا الذاكرة))..
يقول عن أماكنه وأصدقائه ومشاهداته في الاسكندرية ودمشق وعمّان:


((رعايا الذاكرة ينهارون كما تنهار
القمم الثلجية في مخيّلة المغامر
هكذا دفعة واحدة
يقطع الحمام هديله الى الأبد
كما ذهبت أنت ذات دهر
أمام البناية الضخمة في المدينة النفطية
من غير كلمة ولا تلويحة وداع.
..)).

الراية/ ملف القرن العشرين 14/ ديسمبر 1999م (العدد6429)


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-colorurple;border:9px inset gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



أحلام القدماء

تلك التي تفعمني برائحة

الموتى في السرير

أراهم يختالون في حدئقهم المليئة

بالسناجب

في غسق المقابر

مشيرين إليّ بضراعةٍ وعنف

أن التحق بالقافلة

رغم عواء كلبها الجريح.

وربما غير ذلك

لا أكاد أتبيّن الاشارات

في ظلام المقابر الدامس.

****

عيونهم مَغْمضَة قليلا

يضطجعون على الخاصرة

يفتحون جزءاً منها

كأنما ثقل التراب على الجسد

أحزنهم قليلا

وغياب الأحبة

يتذكرون ميلادهم

في صرخة مباغتة

ولا يفكرون بالقيامة.

****

يتذكرون الدنيا

بأوجه شاحبة

وقلوب مكلومة

كأنما مرّت عليها عربات جلادين.

الطرقات وقد شاخت

تحت أقدامهم

مفعمة بروائح الأجساد التي انهكوها كثيرا

مَسُوقين برغبة الزوال

الزوال الذي لم تساومهم عليه الحياة

التي ساومت في كل شيء

ربما رغبة في التجديد

رغبة في الخلاص

عرين الأسرار الأزليّة

يفقس بيوضه في السلالات

التي تجرجر أثقالها من فيضان

الى آخر.

مسوقين بالرغبة نفسها

التي لا تشيخ مع الأحقاب

الموتى الذين لا يتذكرون موتهم

ويتذكرون الغيمة التي تنزل مع المساء

على الأسطح والجبال

وعلى مراوح النخيل.

****

تلك قصارى أيامهم

ينزل المطر على الصحراء

يصغون لثغاء الماعز

والطيور المهاجرة التي دمّرها التعبُ

فانسكبت في حياض الصحراء

يصغون الى حنينهم

ينفجر مع البرق، صواعقَ

تقصف الطرقات

لبكاء أطفالهم الذين لم يولدوا

للبهجة تعبر رؤوسهم نحو سَمَر بعيد.

للطفولة

يتسلقون ظلالها في الردهة

المظلمة

لعفاريت البيت القديم

ومطاريح المياه.

****

وروت القابلات حكايات عن طفولتهم

ونائحات الخرافة بالأجرة

حكايات بددها النسيان

وبقيت مِزَقاً كالأجنة الميّتة في الأرحام.

حكايات ليست عن قوم عاد وثمود ولا قوم لوط ولا أساطير سدوم وعمورية العامرة بالرذائل والفسوق وبطر الثروة حين تنطلق من عقالها بعد جذب وقحط ورياح سموم هوجاء. ليست حكايات الأقوام الغابرة ولا تلك المقبلة من القرن الأربعين وعالم النجوم.

حكايات الطفولة البسيطة التي ذهبت بددا

وعاث جنباتها التلف والخراب

أرض بوار

وفيافي ينعق فيها الغراب.

روت آخر نائحات القرية هذه الحكاية

المقصوصة الجناحين كطائر يتيم:

بعد انقضاء الصيف عادت الضباع مع طيور الصِبا

حاملة في مناقيرها السهوب

على حافة المقابر والبيوت تتحلّق بعد غيبة طويلة ظن الأهالي أن لا عودة بعدها وأنها ذهبت الى الأبد. لكنها هاهي بجرائها وأفراخها تقفز مع ضياء الفجر الأول من قبر الى بيت وفوق خيام الزطّ

في الوادي السحيق المطوّق بخيال الأبراج

والسّحَرة من كل الجهات، مرحة برحيل

القيظ ترضع مع الصبية والموتى لبن الصباح.

* * *

في مكان قصي يتبدى مثل كهف مقذوف

في العاصفة، بين الجبل والبحر، عشت

فترة من الطفولة.

هناك تعلمت السباحة في البحر

وفي عيني أسماك القرش

وحدّقت مليا في سجناء ((الجلالي)) الذي كان البرتغاليون يسمونه قلعة ((سانت غوا))- وهم يحملون الأثقال من الأسفل بأصفادهم الى رأس ذلك البناء الجبلي، الذي كان في الماضي دعامة الدفاع عن المدينة.

هناك شاهدت العناق الأول

بين الجبل والبحر

شاهدت ارتطام الصباحات ببعضها

كالنيازك

ورأيت ميلاد الأبديّة.

شاهدت العُزلات تمشي وحيدة

كالوعول قرب هيجان المحيط

والأجساد تطفو فوق الزّبَد والحطام

وكان القادمون من بلدان (المتروبول)

يطلُون من شرفاتهم ذات الطُرز الهندية بينما كنا نقرأ دروس اللغة والفقه، على ضوء السرجان التي تتنفس بصعوبة مثل كائنات تحتضر.

وهناك أيضا تخيلنا البحارة في المناور والمراكب الشراعية غاطسين في أعماق (سلامة وبناتها) وشاهدنا بحر الظلمات. وكان الصيادون الفقراء يأتوننا لقراءة الطالع البحري فنقرأ لهم شعرا للمتنبي وأبي مسلم، على شكل تعاويذ حتى يصطادوا بوفرة فيغمرون التلاميذ بالسمك والملح

وجزيرة سرنديب حيث يأكلون الفيلة والبشر ويطيرون بأجنحة من نار.

* * *

كان ذلك عام 1965، أتذكر كنا ننام على حافة الوادي في (سرور) على جري العادة في الأصياف اللاهبة. كنا نفترش المسيل الذي تلمع أحجاره الصغيرة تحت سطوة الضوء الباذخ لقمر تشرين. وكانت أصوات صناطير ((القيّاظة)) ولهاث نسائهم خلف الستائر الخفيفة البيضاء التي يمتازون

كنا صبية الوادي الأشقياء.

وعصابة الجبال التي تصطاد الفجر والقطا.

بينما الأهل غارقون في نهر نومهم الذي تفيض على جوانبه الأحلام والمشاجرات.

في ذلك اليوم، اليوم نفسه سمعنا النداء الغامض قادما من أسافل القرية يتهادى مثقلا بطحالبه ونعاسه، مبشرا بوصول القادمين من الشرق الافريقي وزنجبار إثر الانقلاب في تلك الأقاصي السوداء، بعد أن حكمها العُمانيون عقودا متتالية، ملتهمين طقسها وعطاءها الوفير كما ظلو

والعابرين نحو البنادر والبحار.

وكنا نحن عصابة الأصغاء، نلملم أطراف المشهد

معيدين بناء المغامرة في مخيلاتنا المرتجفة من فرط الهواجس وأحلام الاقتحام

وفي اليوم نفسه، ربما من عام آخر

وزمن آخر غير موجود في الذاكرة البشرية

وبعد ما مرت سنوات عجاف

هلك فيها الزرع والضرع، سمعنا النداء نفسه من أعالي القرية هذه المرة،

ينبئ بالسيول الكاسرة التي تبدو في اندفاعها

الكاسح ورهافتها وملمسها السماوي الحزين كأنما

قادمة من خلف جبال الكون.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-2011, 12:26 AM   #56
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة






كامل الشناوي شاعر وصحفي مصري راحل (1908-1965).
ولد كامل الشناوي في 7 ديسمبر 1908 في "نوسا البحر" مركز أجا بمحافظة الدقهلية.
عمل بالصحافة مع الدكتور طه حسين في "جريدة الوادي"عام 1930
وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفي كامل فسماه والده "مصطفي كامل "
تيمنا بوطنية الزعيم الراحل وكفاحه، وكان والده قاضيا شرعيـا لمحكمة مركز
أجا دخل الأزهر الشرف ولم يلبث به أكثر من خمس سنوات فعمد إلي المطالعة ومجالس الأدباء،
ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة.
من مؤلفاته:
اعترافات أبي نواس –
أوبريت جميلة –
الليل والحب والموت
وآخر أعماله كانت أوبريت "أبو نواس".
عرف برقة شعره الغنائي،




http://www.alriyadh.com/2005/10/20/article101936.html




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-colorurple;border:8px ridge gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

أحب الجمال



لا مني فى غرامك اللائمونا

ليس قلبي يصغى لما يرجفونا

ليس قلبي معي

. . فيستمع اللوم

. . ولكنه تلاشى أنينا ! !



أيها اللائمون قلبى على الحب رويدا

. . فما عسى تبتغونا ؟ !

أسلواً عن الجمال

وقلبي عاش للحسن

عاشقًا مفتونا ؟ !



انا اهوى الجمال فى حيثما كان

حيثيا ، أو ثائرا ً ، أو رزينا

أنا أهوى الجمال في ظلمة الليل

يثير الحنين والشجو فينا

. . في حديث كالوحي

أو لغة الحب

تسامى عذوبةً ورنينا

. . في ابتسام

ترقرق الحزن فيه

أيكم من رأى ابتساماً حزينا ؟ !

أوقظ الفجر بالشكاة

وأرعى أنجم الليل

حيرة ً وظنونا



أو نفحة ً من هواها

يودع القلب في شذاها الأنينا



. . . فقد تركت فؤادى فى رباه

مشرداً مجنونا

ياحبيبي

حسبى من الوصل أني

بالأماني ألقاك حينا فحينا!



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



http://www.adab.com/modules.php?name...=85609&r=&rc=6
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 01:14 AM   #57
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

عبد الكريم معتوق المرزوقي



خريج آداب لغة عربية

مواليد 1963 الامارات العربية المتحدة

رئيس اتحاد وكتاب الامارات في ابوظبي

الاصدارات :

ديوان مناهل
ديوان طوقتني
ديوان طفولة ديوان ( هذا أنا )
- مجنونة
- حكاية البارحة
- السامري
- هذا انا
رحلة الايام السبعة
رواية ( حدث في اسطنبول )
تحت الطبع مجموعة من الدواوين الشعرية منها ( هل يحب الله امريكا ) . و( خذلتك الأمة ) و ( أعصاب السكر)

و( قصائد قصيرة ) .
وله رواية تحب الطبع ( رحلة ابن الخراز ) .

كتب في الصحافة المحلية ( بالقلم الأزرق ) جريدة الاتحاد عمود اسبوعي
( ملح وسكر ) في مجلة كل الاسرة
( معكم ) مقال يومي جريدة أخبار العرب

أعد وقدم برامج اذاعية وتلفزيونية منها مدارات لاذاعة ابوظبي و ( الثقافة والناس) لتلفزيون دبي
وبرنامج ( مبدعون تحت الضوء ) و ( وجه القصيد ) و ( أنا اعتقد )


من قصائده

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:darkred;border:6px inset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

عطورٌ لابنةِ الجيرانِ





مازالتْ على ريقي

وتبقى قصةُ الطفلينِ

لحناً في أباريقي

عبرنا سورَ هذا العمر

في سعدٍ وفي ضيقِ

**

كبرنا لا أقول غداً

أراك ببابنا جدّةْ

تحدثني عن الأمراض

عن عمرٍ شكى حدَّهْ

كتمنا شهقة الطفلين

صمنا هذه المدَّةْ

**

سواقيها جرارُ الروحِ

تلهث بين أوراقي

على الخدين داليةٌ

تندُّ بوجهها الراقي

ولو عصرت ليَ الخدين

كنتُ بحانها الساقي

**

كتبت إليك لا أدري

لماذا يخجلُ العنبرْ

إذا ما قلتُ في عينيك

شعرا من فمي أكبرْ

رسمتك قلتُ أكتبها

فغص باسمك الدفترْ

**


على جدرانها الطيني

أذكر ذلك العنوانْ

وأذكر شهوةً للفحمِ

تجرح جبهة الجدارنْ

وأرسم وجه من أحببتُ

تكتبُ تحته " الفنانْ "

**

عذرتك في ازدحام اليوم

إن لم تدركي الأمسى

سأكذبُ مرةً أولى

لها خوفا بأن تأسى

سأكتب تحت عنواني

نسيتُ لعلها تنسى

**

هبي أنّا تلاقينا

وكان لقاؤنا صدفة

وكان الماء في يدنا

يجدد بيعة العفة

فهل تمتد أسئلةٌ

لترجع نظرة الشرفة

**

هبي أن المسا أضحى

غريبا مثله شعري

وأن الحرف يحرثني

ليزرع غير ما ندري

أنقبل وقفة في البابِ

كالأغراب يا عمري

**

لكَ البستانُ لو أقوى

منحتكَ عفةَ الغابة

لأنكَ تجعل الدنيا

بعيني جِـدُّ جذابة

وتوصي قلبَ من يهواكَ

أن يغتالَ أحبابه

**

لقد صيرتَ لي منفى

مقامَ العاشق الولهانْ

وأدخلتَ الجفا روحي

لكيما أعرف العنوانْ

زرعتُ الروح أم أني

قطعتُ براءةَ البستانْ

**

دخلتُ بشبةِ الأيامِ

أحصيها وتحصيني

أضعت العدَّ مراتٍ

وما زالت تمنيني

تقول الناسُ كل الناسِ

قتلى دون سكينِ

**

أقول إليك ما سجلتُ

في عمرٍ مضى عني

كتبتُ بكمهِ شكوى

خذي من سردها فني

إذا الأيامُ خانت بي

سأعرفُ أنه مني

**

نعم أبقيتِ يا سلمى

بصدري خصلةً للماءْ

أجدّلُ سعفها حيناً

وحيناً أغزلُ الأسماءْ

وإن فتشتِ حنجرتي

ستقطرُ من جفاك غناءْ

**

تركتِ حطامَ أنفاسي

وجرحاً فاتحاً بابهْ

ولملمتِ الهوى والصبرَ

قد شذبتِ أعشابهْ

وكم حطّبتِ في رئتي

لظنك أنها غابةْ

**

سألتُ العيد عن اسمي

ترى ما زال يذكرني

فحدَّق في أجندته

رأى أشياءَ تشبهني

رأى ولداً من الماضي

عليه خرائطُ المدنِ

**

رآني قلتُ يا ويلاه

كيف رأيتني بالله

فقال رأيته يمشي

ويضحكُ لا يعيرُ الآهْ

نعم حافٍ بلا نعيلين

يرسم ُ في خطاه الجاهْ

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


http://www.adab.com/modules.php?name...=80390&r=&rc=0

شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2011, 02:01 AM   #58
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

ولدت الشاعرة نازك الملائكة


في بغداد عام 1923م ، ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة ، فتربَّت على الدعة وهُيئتْ لها أسباب الثقافة . وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها . عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .

تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا .

مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 .
&نشرت ديوانها الأول " عاشقة الليل " في عام 1947 ، وكانت تسود قصائده مسحة من الحزن العميق فكيفما اتجهنا في ديوان عاشقة الليل لا نقع إلا على مأتم ، ولا نسمع إلا أنيناً وبكاءً ، وأحياناً تفجعاً وعويلاً " وهذا القول لمارون عبود .


ثم نشرت ديوانها الثاني شظايا ورماد في عام 1949 ، وثارت حوله ضجة عارمة حسب قولها في قضايا الشعر المعاصر ، وتنافست بعد ذلك مع بدر شاكر السياب حول أسبقية كتابة الشعر الحر ، وادعى كل منهما انه اسبق من صاحبه ، وانه أول من كتب الشعر الحر ونجد نازك تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 ، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله وكادت ، بسبب تطرف الذين استجابوا لها ، تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً ، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " وهي من الوزن المتدارك ( الخبب) . ويبدو أنها كانت متحمسة في قرارها هذا ثم لم تلبث أن استدركت بعض ما وقعت فيه من أخطاء في مقدمة الطبعة الخامسة من كتابها المذكور فقالت :عام 1962 صدر كتابي هذا ، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ، ولم أكن يوم أقررت هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 سنة نظمي لقصيدة (الكوليرا) ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932 ، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين لأنني لم أقرأ بعد تلك القصائد في مصادرها " .

* التحقت بدار المعلمين العالية وتخرجت فيها سنة (1364هـ= 1944م)، وفي عام (1367هـ= 1947م) نظمت أول قصيدة في الشعر الحر بعنوان "الكوليرا"، وقالت عن القصيدة بأنها "ستغير خريطة الشعر العربي".

* حصلت على الماجستير من الولايات المتحدة عام (1370هـ= 1950م) في الأدب المقارن وأجادت اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، ثم عادت عام (1374هـ= 1954م) ثانية إلى الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراة في البعثة التي أوفدتها الجامعة العراقية، واطلعت على الأدب الفرنسي والصيني والألماني والهندي.

* وبعد عودتها للعراق عملت بكلية التربية ببغداد سنة (1377هـ= 1957م)، ثم انتقلت إلى جامعة البصرة وتزوجت في عام (14384هـ= 1964م) من الأستاذ الدكتور "عبد الهادي محبوبة" رئيس جامعة البصرة.

* رحلت إلى الكويت مع زوجها وعملا بالتدريس في جامعة الكويت، ومنحتها الجامعة عام (1406هـ= 1985م) إجازة تفرغ للعلاج بعدما أصيبت بمرض عضال ثم عادت إلى العراق ومنها إلى القاهرة لتكمل علاجها الطبي بسبب نقص الأدوية في العراق بسبب الحصار الأمريكي. واتخذت نازك وزوجها وابنها الوحيد الدكتور "براق" القاهرة سكنا ومستقرا دائما.

* وبعد وفاة زوجها الدكتور "محبوبة" سنة (1422هـ= 2001م) عاشت في عزلة بعيدا عن ضجيج الحياة، مما حدا ببعض الصحف أن تنشر أخبارا عن وفاتها رغم أنها ما زالت على قيد الحياة.

* جمعت الدكتورة "نازك الملائكة" بين الشعر والنقد، ونقد النقد، وهي موهبة لم تتوفر إلا للنادر من الأدباء والشعراء، وأصدرت عددا من الدواوين والدراسات النقدية والأدبية، فمن دواوينها "عاشقة الليل" عام (1367هـ= 1947م) و"شظايا ورماد" عام (1369هـ= 1949م)، و"قرارة الموجة" عام (1377هـ= 1957م)، و"شجرة القمر" عام (1388هـ= 1968)، وجمعت دواوينها في مجلدين ضخمين ونشرا في بيروت. ومن دراستها النقدية "قضايا الشعر المعاصر" و"الأدب والغزو الفكري" و"محاضرات في شعر علي محمود طه" و"سيكولوجيا الشعر".

* وقد حصلت "نازك الملائكة" على عدد من الجوائز الأدبية منها جائزة الإبداع العراقي عام (1413هـ= 1992م) وجائزة البابطين للشعر.

* وكانت قصيدة "أنا وحدي" آخر قصائدها المنشورة التي رثت بها زوجها الدكتور "محبوبة".
وتوفيت في صيف عام 2007م.


من قصائدها

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;border:7px inset burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قيس وليلى




كيف مات المجنون؟ هل سعدت ليلى؟
سلوا هذه الصحاري الحزينة
اسألوها ما حدّث الريح قيس
الأمس ليلا وكيف عاش سنينه
ذلك الشاعر الشريد الخياليّ
صديق الظباء في الصحراء


ونجّي الرمال والوحش والبيد
وطيف الشحوب والأدواء
سحق الحبّ قلبه المرهف الغضّ
فعاش الحياة دون مقرّ
فوق تلك الرمال ينشد أشعار


هواه لكل هوجاء تسري
راسما فوق صفحة الرمل ما كان
من الشوق والأسى والحنين
لاثما كلّ موضع خطرت ليلى
عليه في ماضيات السنين
يوم كانت ترعى الشياه ويرعى


قيس أغنامه فتشدو ويشدو
وتدوّي باللحن تلك الرمال السمر
حيث الظباء تلهو وتعدو
يوم كانت يا لهفة الشاعر العاشق
ماذا قد أبقت الأقدار؟


نضبت فرحة الصبا وذوى
الوادي وجفت في رحبه الأزهار
وتبقّى قبر على قدم التلّ
ذوت تحته معالم ليلى
وحنت فوقه شجيرة ورد
تخذتها الأشلاء في القبر ظلاّ

وتبقّى قيس المعذّب يبكي
ما تبقّى من عمره المصدوم
راقدا عند حافة القبر لا يفتأ
يشكو إلى الصبا والغيوم
يتمنى ليل المنايا ويدعوه
إليه بأعذب الأسماء
ويغنّي للموت اجمل ألحان

هواه تحت الدجى والضياء
ثم جاء الصباح يوما وقيس
في يد الموت ذاهل مصروع
ليس تبكيه غير تنهيدة الريح
وصوت البوم الكئيب دموع
يا قلوب العشّاق حسبك حّبا

واقبسي من مأساة قيس مثالا
هي هذي الحياة لا تمنح الأحياء
إلا العذاب والأهوالا
خدعتنا بالحبّ والشوق والذكرى
وما خلفها سوى الأوهام
عالم سافل يضجّ من الإثم
ويحيا بين الهوى والظلام

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-2011, 04:53 AM   #59
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة





غازي القصيبي




قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا, وبالفعل, حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة, ولكن لمرض أخيه نبيل, اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا, وبالتحديد في لوس أنجلوس, ولم يجد التخصص المطلوب فيها, فاضطر إلى دراسة "العلاقات الدولية" أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة".

حياته العملية

المناصب التي تولاها
أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385هـ
عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391هـ.
مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 هـ.
وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 هـ.
وزير الصحة 1982 / 1402هـ
سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 هـ.
سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412هـ.
وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423هـ.
وزير العمل 2005 / 1425 هـ.

أدبه ومؤلفاته

القصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و"سبعة" وسعادة السفير و"لجنيّة، آخر أعماله كانت أقصوصة ألزهايمر التي نشرت بعد وفاته. أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها التنمية، الأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا و100 من أقوالي غير المأثورة وثورة في السنة النبوية وحتى لا تكون فتنة.
ذكره معلمه والأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة
(دراسات عن الخليج العربي)
قائلا:
"أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين،
وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه أشعاء من جزائر الؤلؤ الدم الجديد،
وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا،
يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه".
يعد كتاب حياة في الإدارة أشهر ما نشر له،
وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن.
وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً. له أشعار لطيفة ومتنوعة ورواية سلمى
ترجم كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم المؤمن الصادق.

متفرقات

منح وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة 1992
منح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.
لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية
حيث كان أحد مؤسسيها وكان عضواً فعالاً في مجالس وهيئات حكومية.
يعمل بلا مرتب في آخر 30 سنه من حياته حيث تم تحويل مرتباته إلى جمعية الأطفال المعاقين


في بيئة "مشبعة بالكآبة"، كما يصفها محور هذه السيرة، كانت ولادته،
التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940،
ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة
(غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا،
وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي،
"ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة
(كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي،
وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)
". ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي
كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن
"السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم،
بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة", هذا المبدأ،
الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير
وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري.
إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.
على أي حال، لم يستمر جو الكآبة ذاك، ولم تستبد به العزلة طويلاً،
بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها،
ليجد نفسه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة.
في المنامة, كانت بداية مشواره الدراسي، حتى أنهى الثانوية،
ثم حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها
انتظم في كلية الحقوق،
وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنية بلا حدود"
- ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال)
ان رواية "شقة الحرية"
التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود،
تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة -.
بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون،
وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج، وأصرّ على ذلك
رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته، وكان أهمّها عرضا يكون بموجبه مديرا
عاما للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية والتي كان يحمل
حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي، إلا أنه رفضه مقدما طموح مواصلة الدراسة على ما سواه.
وكان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة، معه ومع إخوته،
إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضا، فما كان من الأب
"شديد الاحترام لاستقلال أولاده" كما يصفه ابنه،
إلا أن يقدّر هذه الرغبة، بل ويساعده عبر وساطاته بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج، وهذا ما تم.

الأستاذ الجامعي والوزير والسفير
مع بداية العام 1971 عاد الدكتور غازي القصيبي للعمل في الجامعة بعد
أن حصل على درجة الدكتوراه من لندن في المملكة المتحدة،
وأدار بعد عودته بقليل مكتبا للاستشارات القانونية كان يعود لأحد أصدقاءه،
ومن خلال هذه التجربة التي يعترف الدكتور غازي بأنه لم يوفق فيها تجاريا،
يبدو أنه وفق بشأن آخر، وهو التعرف على طبيعة المجتمع السعودي
بشكلٍ أقرب من خلال تعامله مع زبائن المكتب.
في تلك الفترة أيضا كانت الفرصة قد سنحت للكتابة بشكل نصف شهري
في جريدة الرياض، مع إعداد برنامج تلفزيوني أسبوعي يتابع المستجدات في العلاقات الدولية،
وكان لظهوره الإعلامي دور في ترسيخ هذا الاسم في ذاكرة العامة.
وفي تلك الأثناء كذلك شارك القصيبي مع مجموعة لجان حكومية كانت بحاجة لمستشارين
قانونيين ومفاوضين مؤهلين، من ضمنها لجان في وزارة الدفاع والطيران
ولجان في وزارة المالية والاقتصاد الوطني وغيرها.
في تلك الحقبة من بداية المشوار العملي الحقيقي، كان لابد وأن يكون لبزوغ
هذا الاسم ثمن، وكان كذلك بالفعل إذ انطلقت أقاويل حول "عاشق الأضواء
" و"عاشق الظهور"، ويعلق الدكتور غازي على ذلك بالقول:
"تعلمت في تلك الأيام ولم أنس قط، أنه إذا كان ثمن الفشل باهضا،
فللنجاح بدوره ثمنه المرتفع... أعزو السبب – لظهور هذه الأقاويل-
إلى نزعة فطرية في نفوس البشر، تنفر من الإنسان المختلف،
الإنسان الذي لا يتصرف كما يتصرفون".
وبعد أقل من عام، كان على الأستاذ الجامعي أن يتحول عميدا لكلية التجارة وهو المنصب
الذي رفضه إلا بشرط هو ألا يستمر في المنصب أكثر من عامين غير قابلة للتجديد،
فكانت الموافقة على شرطه هذا إلى جانب شروط أخرى رحب بها مدير الجامعة.
وبدأت تنمو الإصلاحات في الكلية ونظامها وسياستها بشكلٍ مستمر وبنشاط لا يتوقف.
حتى عاد أستاذا جامعيا بعد عامين.
وفي 1973، كان القرار الهام، الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى الخدمة العامة،
في المؤسسة العامة للسكة الحديدية، وكان سبق أن عرض عليه الأمير نايف وزير الداخلية
أن يعمل مديرا عاما للجوازات والجنسية، ولكنه رفض، أما إدارة مؤسسة السكة الحديدية
"فأثارت شهية الإداري الذي ولد داخل الأكاديمي"، على حد وصف الدكتور غازي.
و قبل أن يتضح له أنه بدأ شيئا فشيئا يتحول إلى "وزير تحت التمرين"،
كان قد التقى مرات عدة مع الأمير فهد (آنذاك)،
حتى أنه شرح له في إحدى المرات فلسفة المملكة التنموية،
وكأن ذاك درس للطالب النجيب لينتقل نحو مجلس الوزراء، وهذا ما حدث بالفعل
في عام 1975، ضمن التشكيل الوزاري الجديد، إذ عُيّن وزيرا لوزارة الصناعة والكهرباء،
ويذكر المواطن من ذلك الجيل أن الكهرباء حينها دخلت كل منزل أو على
الأقل غالبية المنازل في السعودية وخلال فترة وجيزة، كذلك كان
من أهم إنجازات تلك الفترة نشوء شركة "سابك" عملاق البتروكيماويات السعودي.
وكانت قد ظهرت آنذاك العلامة المميزة لـ غازي القصيبي: الزيارات المفاجئة.
يعترف غازي الوزير، أنه لم يكن بوسعه تحقيق ما حققه لولا "الحظوة"
التي نالها لدى القيادة السياسية للبلد، وهذه الحظوة لم تكن بالطبع لتأتي
من فراغ، وتوطدت أكثر مع الأمير فهد، ولي العهد. وفي يوم من أواخر العام 1981،
كان الأمير فهد قد قرر تعيين غازي وزيرا للصحة، وهو ما تم
بعد تولي الملك فهد مقاليد الحكم عام 1982، ويقول الوزير الجديد، حينها،
في هذا الشأن: "كانت ثقة الملك المطلقة، التي عبر عنها شخصيا
وفي أكثر من وسيلة ومناسبة، هي سلاحي الأول والأخير في معارك وزارة الصحة"،
وفي تلك الوزارة كانت التغيرات حثيثة ومتلاحقة، نحو الأفضل بالطبع،
ظهر غازي في تلك التغيرات كإنسان أكثر من كونه وزير أو إداري،
وربما كان لطبيعة العمل الإنساني في وزارة الصحة دور كبير في هذا.
كان من الأمثلة على ذلك، إنشاء جمعية أصدقاء المرضى، إنشاء برنامج يقوم على إهداء
والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة، صورة لوليدهم بعد ولادته مباشرة،
مع قاموس للأسماء العربية ! هذا فضلا عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث
ثقافتها وتحفيز المواطنين نحوها، كذلك ظهرت لمسات روحانية
كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.
ولكن الأكيد، أنه ومع كل تلك النجاحات التي ما زالت آثار نتائجها باقية حتى اليوم،
لم تكن النهاية سعيدة ! إذ صدر أمر ملكي بإعفاء الوزير القصيبي
من وزارة الصحة، وكان ذلك في أواسط عام 1984،
يقول غازي عن الإعفاء أنه كان "دراما إنسانية معقدة"، وكانت قصيدة
(سيف الدولة الحمداني) قد دقت الوتد الأخير (أو هي كل الأوتاد)
في العلاقة الودية بين الوزير ورئيسه في مجلس الوزراء الملك فهد، فكان الإعفاء.
وبعد شهر واحد فقط، صدر تعيينه سفيرا للملكة في دولة البحرين،
بناءً على رغبته، وبقي كذلك لثماني سنوات، حتى صدر
قرار تعيينه –بعد استشارته- سفيرا للمملكة في بريطانيا،
وظل هناك طوال إحدى عشرة سنة، ليعود من السلك الدبلوماسي نحو الوزارة،
وزيرا للمياه ثم المياه والكهرباء بعد أن دمجتا في وزارة واحدة،
لينتقل مؤخرا نحو وزارة العمل، التي ما زالت ترضخ للمُصلح،
وإن لم يتبق إلا قليل من درب الخروج من الأزمة.

غازي الشاعر والروائي والكاتب
كان لغازي ميول أدبية جادة، ترجمها عبر دواوين أشعار كثيرة، وروايات أكثر،
وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزا وأنموذجا
جيدا لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لابد وأن تحاصرهم نظرات الشك،
وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر، لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة،
ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات
من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث "معركة بلا راية" عام 1970،
إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة، نحو الملك فيصل لمطالبته
بمنع الديوان من التداول، وتأديب الشاعر، فأحال الملك فيصل، الديوان،
لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأى
المستشارون أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن اي ديوان شعر عربي آخر،
إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل،
فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير
المعارف ووزير الحج والأوقاف، لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح،
وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق،
ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف
الملك عبد الله بن عبد العزيز من هذه القضية، إذ يقول غازي:
"سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفا نبيلا وحث
الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة".
فيما بعد توالت الإصدارات بين دواوين الشعر والروايات والكتب الفكرية،
ومن دواوينه الشعرية : صوت من الخليج، الأشج، اللون عن الأوراد،
أشعار من جزائر اللؤلؤ، سحيم، وللشهداء. ومن رواياته شقة الحرية،
العصفورية، سبعة، هما، سعادة السفير، دنسكو، سلمى، أبو شلاخ البرمائي،
وآخر إصداراته في الرواية : الجنية. وفي المجال الفكري له من المؤلفات :
التنمية، الأسئلة الكبرى، الغزو الثفافي، أمريكا والسعودية، ثورة في السنة النبوية،
والكتاب الذي وثق فيه سيرته الإدارية والذي حقق مبيعات عالية :حياة في الإدارة.
وأحدثت معظم مؤلفات الشاعر والروائي والمفكر غازي القصيبي ضجة كبرى
حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لا سيما الروايات،
ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى هذه اللحظة.
وفي الشأن الأدبي، لا تخلو سيرة غازي الوزير من مواقف طريفة
تسبب بها غازي الأديب، إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته
في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض،
وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي
السنترال كلما حدث انقطاع، فلما كان ذاك اليوم، وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال
الشركة، حادثه مواطن غاضب قائلا: "قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك
شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض"، يقول غازي،
" فقلت له ببساطة: شكرا.. وصلت الرسالة!
فقال:
ماذا تعني؟
قلت: أنا الوزير !
قال: أحلف بالله!
فقلت: والله.
وكانت هناك لحظة صمت في الجانب
الآخر قبل أن تهوي السماعة".
ودارت نزاعات فكرية ثقافية بين
غازي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات،
حولها الصحويون من اختلافات إلى خلافات، ووصلوا فيها إلى مراحل متقدمة
من الطعن في غازي عبر المنشورات والمنابر وأشرطة الكاسيت،
فأصدر غازي حينها كتابا بعنوان "حتى لا تكون فتنة"
وهو بمثابة الرسالة، يوجهها نحو من جعلوا
أنفسهم خصوما له، وأشهرهم ناصر العمر وسلمان العودة،
وانتهت تلك المرحلة بسلام.
ورغم أن البعض يرى أدب غازي متطرفا نحو اليسار،
إلا أن لآخرين رأيهم بأنه متطرفا لليمين، لا سيما في
أدبياته الأخيرة، وخصوصا قصيدة الشهداء (نص قصيدة الشهداء)،
التي مجّد فيها غازي للعمليات الانتحارية (في فلسطين)
قبل نحو ثلاث سنوات، وأشاع بعضهم حينها أنها كانت سببا لتدهور
علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا، فكان أن نقل من السفارة عائدا إلى الوزارة،
وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة.
وهنا يستشهد القصيبي بقول الأديب السوري محمد الماغوط:
"ما من موهبة تمر بدون عقاب" ويضيف عليها: "وما من موقف يمر بلا ثمن !".

وفاته

توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان
1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا
في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:skyblue;border:6px ridge blue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الدجى شوق و عطر و وتر

و دنا منا القمر

و امتطينا الحلم مهرا

و انطلقنا في متاهات القدر

لا تقولي الآن شيئا




طالما ضقت بحمل الكلمات

كاذبات.. خائنات.. خادعات

و لنعش أعنف أسرار الحياة

لحظة ما شابهتها اللحظات




و غدا...

نرجع من عبقر لا شيء لدينا

غير ومض باهت في مقلتينا

و بقايا رعشة في شفتينا



و غدا نرسف ما بين الجموع

بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع

فكأنا ما التقينا




و غدا...

نرجع للعرس الحزين

في ضفاف الميتين

الألى لم يدفنوا.. يسعون في الأرض

الحيارى الضائعين

و غدا نذكر جوع الفقراء



و عذاب البؤساء

و غدا تلمسنا الحمى فننهار

كباقي الأشقياء



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



http://ghazi-quotes.blogspot.com/
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-2011, 02:49 AM   #60
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

محمود درويش




الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ،
ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ،
يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ،
تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ،
وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره
وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد
(شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة
(شمال غرب قريته الام -البروة-).

تعليمه:
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد
متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ،
وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

حياته:
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ،
كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد"
التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ،
كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961
بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972
حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات
التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ،
واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ،
وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود
اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره:
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .

بعض مؤلفاته:
عصافير بلا اجنحة (شعر).
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;border:7px groove gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



أنا آتٍ إلي ظلِّ عينيك .. آتِ
من خيام الزمان البعيد, ومن لمعان السلاسلْ
أنتِ كل النساء اللواتي
مات أزواجهن . وكل الثواكل
أنتِ
أنتِ العيون التي فرَّ منها الصباح
حين صارت أغاني البلابل
ورقاً يابساً في مهب الرياح !

أنا آتٍ إلي ظل عينيك . . آتِ
من جلود تحاك السجاجيد منها . . . ومن حدقاتِ
عُلّقَت فوق جيد الأميرة عقداً .


أنتِ بيتي ومنفاي . . أنتِ
أنت أرضي التي دمَّرتني
أنت أرضي التي حوًّلتني سماء . .
وأنتِ . .
كل ما قيل عنك ارتجال وكذبهْ !
لستِ سمراءَ,
لستِ غزالاً ,
ولست الندي والنبيذ,
ولستِ
كوكباً طالعاً من كتاب الأغاني القديمهْ
عندما ارتجَّ صوت المغنين . . . كنتِ
لغة الدم حين تصير الشوارع غابهْ
وتصير العيون زجاجاً
ويصير الحنين جريمهْ .
لا تموتي علي شُرُفات الكآبهْ
كُل لون علي شفتيك احتفال
بالليالي التي انصرمت ... بالنهار الذي سوف يأتي
اجعلي رقبتي عتباتِ التحول ,

أولَ سطر بسِفرْ الجبال
الجبال التي أصبحت سُلَّماً نحو موتي !
والسياطُ التي احترقت فوق ظهري وظهرك
سوف تبقي سؤال:
أين سمسار كل المنابر؟
أين الذي كان . . كان يلوك حجارة قبري وقبرك.

ما الذي يجعل الكلمات عرايا ؟
ما الذي يجعل الريح شوكاً , وفحم الليالي مرايا ؟
ما الذي ينزع الجلد عني , ويثقب عظمي ؟
ما الذي يجعل القلب مثل قذيفهْ ؟
وضلوع المغنين ساريةً للبيارقْ ؟
ما الذي يفرش النار تحت سرير الخليفهْ ؟
ما الذي يجعل الشفتين صواعق ؟
غير حزن المصفِّدِ حين يري
أُخته . . أُمه . . حبه
لعبةً بين أيدي الجنود
وبين سماسرة الخُطب الحاميهْ
فيعض القيود .. ويأتي
إلي الموت .. يأتي
إلي ظلِّ عينيك .. يأتي !

أنا آتٍ إلي ظلِّ عينيك .. آتِ
من كتاب الكلام المحنط فوق الشفاه المعادهْ
أكلتْ فرسي , في الطريق , جرداهْ
مزَّقتْ جبهتي , في الطريق , سحابهْ
صلبتني علي الطريق ذبابهْ !
فاغفري لي . .
كل هذا الهوان , اغفري لي
انتمائي إلي هامش يحترق !
واغفري لي قرابهْ
ربطتني بزوبعة في كؤوس الورق
واجعليني شهيد الدفاع
عن العشب
والحب
والسخريهْ
عن غبار الشوارع أو عن غبار الشجر
عن عيون النساء , جميع النساء
وعن حركات الحجر .
واجعليني أُحب الصليب الذي لا يُحبْ
واجعليني بريقاً صغيراً بعينيك
حين ينام اللهب ! .

أنا آت ٍ إلي ظلِّ عينيك . . آتِ
مثل نسر يبيعون ريش جناحهْ
ويبيعون نار جراحهْ
بقناع . وباعوا الوطنْ
بعصا يكسرن بها كلمات المغني .
وقالوا: هي الحرب كرٌّ وفرُّ . .
ثم فروا . .
وفروا . .
وفروا ..
وتباهوا . . تباهوا . .
أوسعوهم هجاء وشتماً , وأودوا بكل الوطن ! .

حين كانت يداي السياجَ, وكنتِ حديقهْ
لعبوا النرد تحت ظلال النعاسِ
حين كانت سياط جهنم تشرب جلدي
شربوا الخمر نخب انتصار الكراسي ! .
حين مرت طوابير فرسانهم في المرايا
ساومونا علي بيت شِعر, وقالوا :
ألهبوا الخيل . كل السبايا
أقبلتْ أقبلتْ من خيام المنافي
كذبوا! لم يكن جرحنا غير منبرْ
للذي باعه . . باع حطين . . باع سيوف ليبني منبرْ
نحو مجد الكراسي ! . .

أنا آتٍ إلي ظلِّ عينيك . . آتِ
من غبار الأكاذيب . . آتِ
من قشور الأساطير آتِ
أنتِ لي . . أنتِ حزني وأنتِ الفرح
أنتِ جرحي وقوس قزح
أنتِ قيدي وحرِّيتي
أنت طيني وأسطورتي
أنتِ لي . . أنتِ لي . . بجراحكْ
كل جرح حديقهْ ! .
أنت لي .. أنت لي .. بنواحك
كل صوت حقيقهْ .
أنت شمسي التي تنطفئ
أنت ليلي الذي يشتعل
أنتِ موتي , وأنت حياتي

وسآتي إلي ظلِّ عينيك .. آت
وردةً أزهرت في شفاه الصواعق
قبلةً أينعت في دخان الحرائق
فاذكريني . . إذا ما رسمت القمر
فوق وجهي , وفوق جذوع الشجر
مثلما تذكرين المطر
وكما تذكرين الحصى والحديقهْ
واذكريني ,
كما تذكرين العناوين في فهرس الشهداء
أنا صادقتُ أحْذية الصِّبية الضعفاء
أنا قاومتُ كُل عروش القياصرة الأقوياء

لم أبع مهرتي في مزاد الشعار المساوم
لم أذق خبز نائم
لم أُساوم
لم أدق الطبول لعرس الجماجم
وأنا ضائع فيك بين المراثي وبين الملاحم
بين شمسي وبين الدم المستباح
جئت عينيك حين تجمَّد ظلي
والأغاني اشتهت قائليها ! . .

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;border:9px solid white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




عاشق يأتي من الحرب ألى يوم الزفاف

يرتدي بدلته الأولى

ويدخل

حلبة الرقص حصانا

من حماس وقرنفل

وعلى حبل الزغاريد يلاقى فاطمة

وتغنّي لهما

كل أشجار المنافي

ومناديل الحداد الناعمة

ذبّل العاشق عينيه

وأعطى يده السمراء للحنّاء

والقطن النسائي المقدس

وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات

طائرات

طائرات




تخطف العاشق من حضن الفراشة

ومناديل الحداد

وتغّني الفتيات :

قد تزوّجت

تزوّجت جميع الفتيات

يا محمّد ! !‍

وقضيت الليلة الأولى

على قرميد حيفا

يا محمّد !

يا أمير العاشقين

يا محمّد !

وتزوجت الدوالي

وسياج الياسمين

يا محمّد !

وتزوّجت السلالم

يا محمّد !

وتقاوم

يا محمّد !

وتزوّجت البلاد

يا محمّد !

يا محمّد !


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : شـــاعر وقــــصـــيــدة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شـــاعر وجــنــي ...!!! الغندووور الشعر المنقول 6 09-11-2007 04:47 PM


الساعة الآن 12:13 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved